كاتب الموضوع :
*melody-82*
المنتدى :
الارشيف
ولكاتب هذه الرساله اقول : اذهب يا صديقي لاداء عمرتك .. وتوجه بقلبك الى خالقك واستنصره على شدتك واشرب من ماء زمزم ..وقف امام باب الملتزم واسكب عبرتك حيث تسكب العبرات وتطهر من الامك .. وثق من انك تمضي في الطريق الصحيح لاجتياز اثار هذه المحنه القاسيه
وما امساكك بالقلم لتكتب عنها الا خطوة على هذا الطريق , ومؤشر الى ان فوران احزانك الداخليه قد بدا ينزل عن درجة الغليان
لقد كنت تتجنب الاشارة الى ما حدث باي صورة من الصور مع اي انسان في الوجود حتى مع زوجتك وتناقشه في كل لحظة مع نفسك على لهيب النار التي تتاجج في اعماقك والان قد استطعت ان تناقش الامر مع انسان اخر خارج حدود نفسك ..., وحتى لو جرى ذلك على الورق وعن بعد
ولن يمضي وقت طويل حتى تجد في نفسك القدرة على مناقشته بعقلانيه وهدوء مع زوجتك الفاضلة .., عندها سوف تقتنع انت لا هي لانها مقتنعه تماما بانه لم يكون ف مقدورك ان تفعل الا ما فعلت .. وبان ما جرى لا يتناقض مع ماضيك في الصلابه والايجابيه والشجاعه وتحدي الصعاب .. ولا مع اعتماد زوجتك عليك واستمدادها القوة منك , فالشجاعه لا تتعلق بالمستحيل .. واشجع الشجعان يترددون امام الموت لان الخوف امام الموت احساس طبيعي عند البشر الاسواء . وانت قد حميت زوجتك وطفلك من الموت حين ادركت الفارق بين الممكن والمستحيل فاخترت صالح زوجتك وطفليك رغم قسوة الاختيار ...وما كان ايسر عليك من ان تتحرك حركة واحده للامام لحظة الجريمة فترديك رصاصة غادرة وتحكم على زوجتك وطفليك بالهلاك وتستريح انت من كل ما تعانيه الان من الام !ولكن الشجاع الحقيقية ليست ف الانتحار وانما ف انكار الذات وتقدير المسؤليه وتفضيل سلامة الاعزاء
...
لهذا لم يقل احد ابدا ان الانتحار شجاعه انما قيل دائما انه الجبن الحقيقي واختيار الفرار من الحياة حلا للمشاكل , وهذا ما لم تفعله انت اذن فاجابيتك وتقديرك للمسؤليه عن اسرتك هما عنوان رجولتك وشجاعتك الحقيقية .. وليس اي شئ اخر . انني ادرك عمق معاناتك والتمس لك فيه كل العذرولكني اطالبك بالحكمة والعدل مع نفسك وعدم الانزلاق الى هاوية تحقير الذات لامر لم يكن لك فيه حيله ولا لاي انسان اخر ولولا اني لا اريد ان انشر المزيد من اقصص الدراميه بعد ما اثارته رسالة زوجتك الفاضله من مشاعر الالم لدى القراء لرويت لك ماهو اشبع من قصتك بكثيير ..
وحبذا لو ارسلت الي عنوانا ولو بغير اسم وليكن عنوان صندوق بريد لارسل اليك عليه هذه الرسائل ولتعرف انك قد تصرفت التصرف الوحيد الذي كان متاحا امامك ف مواجهة هذا القهر البشع .
يا صديقي هدئ من روعك فانت لازلت موضع انبهار زوجتك بحكمتك ونبلك وشجاعتك وتفضيل انقاذ زوجتك وطفليك على حساب الامك ومعاناتك الشخصية ..وهكذا كنت دائما -ومازلت - فارسها الشهم ومنقذها وسندها وحصن امانها ضد غوائل الحياة .., وليست رسالتك ف الحقيقة سوى شهادة جديدة لها بعفتها وفضائلها ومزاياها وجدارتها بالا تتخلى عنها وبان تقف الى جوارها في محنتها وبان تتساندا نعا لاجتياز اثارها .. ثم تتركا الزمن بعد ذلك ان يداوي الجراح ويشفي الالام .. الى الابد ان شاء الله
|