السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بجد المشكل ديه لازم تقروها ... انا اتاثرت اووي بيها
العام الاخير
هذه الرساله اريد ان انشرها بغير تدخل مني ف صياغتها او ف اعادة ترتيب بعض اجزائها ..ذلك ان اضراب سياقها اكثر تصويرا لحالة كاتبتها وظروف قصتها من اي محاولة لروايتها بالتسلسل الطبيعي كغيرها من القصص , فان كنت قد تدخلت في صياغة هذه الرسالة فليس سوى بحذف بعض الكلمات التي تجرح المشاعر ..وتوضيح بعض مفرادتها الغامضه , واثبات بعض الكلمات التي سقطت سهوا من الكاتبه خلال انفعالها بما تحكيه ولنبدا معا قراءة هذه الرساله التي اقضت مضجعي ووضعتني امام اختبار رهيب من اختبارات الحياة التي لا حد لقسوتها وبشاعتها في بعض الاحيان .. تقول الرسالة المفزعة :
بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه افضل واتم السلام .. الاستاذ الفاضل .. لا اعرف والله كيف ولا من اين ابدا رسالتي ولكني فقط ادعو الله الا تصل اليك رساله مشابهة لها من احد غيري وقاك الله ووقى الجميع شر ما احكيه انني ساحاول ان اسرد قصتي بدون استخدام عبارات مثيرة للعاطفة او للشفقة فالحقيقة اني اكتبها تهدئه لي قبل غيري ولا اريد مزيدا من الشحن والاثارة , ولنبدا القصه منذ 5 سنوات , فقد كنت طالبه بكلية الطب على قدر من الجمال ومحجبه ومتدينه ولا اتحدث الى اي شاب الا لحاجة ضرورية في الدراسه والعمل , وذات مرة وكنت ف السنه الرابعه بكليتي تحدثت مع طبيب امتياز شاب فاعجب بي ولكنه فشل في ان يتحدث معي مرة اخرى .. فتقدم الى ابي وفتحه برغبته في خطبتي فرحب به ابي لكرم اخلاقه وبالرغم من تواضع امكاناته الماديه , وتمت خطبتي له , وكان اول شاب في حياتي فاحببته بكل جوارحي واحبني كثيرا , وبعد تخرجي مباشرة تزوجنا وسعدنا بزواجنا رغم قلة امكانتنا , فانا ايضا من اسرة بسيطه تقطن في حي شعبي وان كان اخوتي جميعا قد استطاعوا ان يتعلموا ويشقوا طريقهم الى اعلى المراكز العلمية
وبعد عام من زواجنا رزقت باول مولود لي , وكان رزقه واسعا والحمد لله فحصلت على عقد عمل ف احد مستشفيات دولة خليجية تداعب فكرة العمل بها احلام بعض الخريجين ,فسعدت جدا وحسدتني عليه زميلاتي , ولكن اهلي لتدينهم الشديد رفضوا فكرة سفري للعمل وحيده ف تلك الدوله العربية , واصر ابي الا اسافر الا ومعي محرم او اعتذر عن عدم قبول هذا العمل
وشاء الحظ ان احقق رغبة اهلي فشاء الحظ ان يعثر زوجي على عقد بمستوصف خاص بنفس المدينه , وسافرنا الى هذه الدوله انا وزوجي وطفلي الوليد نحمل احلاما ليست مسرفة في الخيال واتفقنا ان لا نطيل اغترابنا الا بقدر ما نستطيع ان نحقق به مطالبنا الضرورية , وهي شقة عيادة لزوجي ف مصر وسيارة متوسطه الى اعمالنا ونخرج بها في زياراتنا , ومبلغ مدخر لا يزيد على 10 الاف جنيه نضعه ف البنك ليكون امانا لنا ضد الطوارئ ,ومضى العام الاول لنا ف الغربة فكنت فيه ابخل من بخيله على نفسي وعلى طفلي لنوفر ثمن شقة العيادة , واستطعنا فعلا ان نحصل على شقة للعياده ليست متواضعه وليست فاخرة وحققنا بذلك اول احلامنا
وتمكنا ف العام الثاني من شراء سيارة جديدة وادخار عدة الاف من الجنيهات ف البنك ف مصر وانقضى العام ال3 فجهزنا شقة الزوجية ف مصر بالمفروشات اللائقه, وجهزنا عيادة زوج بالاجهزة الطبية المطلوبة وقام زملاء زوجي بشراءها لنا من مصر ووضعها بالعيادة , لهذا فلم نتمكن من استكمال رصيد المدخرات المطلوب الى 10 الاف جنيه كما كنا نخطط لانفسنا وتوقفنا نسال نفسينا هل نكتفي بذلك ام نصر على تحقيق الهدف الاخير واستكمال الرصيد الى المبلغ المطلوب وبعد مناقشات طويله استقر راينا على ان نمضي عاما رابعا في تلك الدوله على ان يكون عامنا الاخير فيها ثم نعود بعده لنبدا حياتنا العمليه في مصر راضيين بما اعطانا الله من فضله وكنت وقتها حاملا في طفلي الثاني واقترب موعد ولادتي وولدت طفلا اخر منذ اربعة اشهر وطلب مني زوجي ان انزل بطفلي في الاجازة وحصلت على 45 يوما فقط وانتهت الاجازة وعدت الى المستشفى الذي اعمل بها .
ومن هنا على راي زوجي ( تبدا الحكاية)وبالمناسبه انا كنت صاحبة دم خفيف وبنت نكته كما يقولون اما زوجي فلا يباري في النكت والضحك العالي لكني (كنت)و(كان ) .. وهذه مجرد ملحوظة -واعود الى رواية قصتي , فبعد اسبوع من عودتي المستشفى حدث مالا اقول عنه غزو او احتلالا او تتارا كما يكتبون ف الصحف وانما حدث ما لا استطيع ان اصفه فقد حدث غزو العراق للكويت التي نعمل بها , وكنت ليلة الغزو ف نوبتي للمبيت في المستشفى الذي اعمل بها وهو مخصص للنساء فلم استطع مغادرة المستشفى لمدة يومين لان كل المستشفيات اصبحت في حالة طوارئ ولم اعلم شيئا عن زوجي وطفلي الصغيرين وفي اليوم الثالث حدث مالم اتخيله في اشد الاحلام المفزعه رعبا , فقد حدث هجوم وحشي على المستشفى من ابطال الغزو واقول لك والسخرية القاتلة تملؤني ان الوضع اصبح فجاة هكذا : الممرضات للجنود الاشاوس والطبيبات للضباط الابطال!!هل تصدق ذلك ؟؟ انا نفسي لا اصدقه ولا اعرف شيئا عما حدث ولكني اقسم لك اني قاومت مقاومة لم اكن اتخيل اني قادرة عليها حتى عجزت ووجدت الجميع يصرخن ويولولن والمراة التي تزيد مقاومتها على الحد المحتمل تصبح هي الطبق الشهي للجميع نكاية فيها , وفجاة وانا ف وسط هذه الماساه رايت زوجي .. نعم زوجي .. لا اعرف كيف حضر ولا كيف دخل الى المستشفى .. هل احس بالقلق على فجاة فجاء ليطمئن علي؟لا اعرف كل ما اعرفه اني رايته ومعه مجموعه من الرجال المصريين والاطباء يحاولون ويحاول زوجي معهم الدفاع عن الممرضات والطبيبات بل والمريضات انفسهم ضد الابطال الغزاة الذين يعتدون عليهم بلا رحمة ورايت زوجي والرجال بعد قليل محاصرين والجنود يصوبون اليهم المدافع والبنادق ويهددون من يتحرك بقتله وصرخت حين رايت من يقف بجوار زوجي نباشرة وهو زميل وصديق يقع على الارض قتيلا برصلص في صدره , صرخت على اطفالي وعلى نفسي وزوجي ولم يستطع احد ان يفعل اي شئ لاي احد.. اي شئ لاي احد ولا اعرف ماذا حدث سوى اني وجدت نفسي بعدها على ارض المستشفى والدماء تنزف مني بغزاره وبجواري زوجي يحاول انقاذي من النزيف الشديد , فرجوته الا ينقذني وان يتركني انزف حت اموت فتمتم بكلمات مقتضبه بان الاطفال يحتاجون لي وبان الذنب ليس ذنبي , وصدقته وقاومت المرض وعدت معه الى البيت لم ابك مطلقا ولم تنزل دمعة من عيني ولم تلتق عيناي بعيني زوجي ابدا فهو لا يرفع وجهه الي وانا لا ارفع وجهي اليه ولا نتحدث الا للضرورة القصوى, وظللنا على هذا الحال عدة ايام لا نغادر البيت ولا نتكلم ولا نكاد ناكل طعاما ثم استطعنا ان نهرب من مدينة الاحلام المنهارة بسيارة الزميل الذي سقط قتيلا بجوار زوجي , بدانا رحلة العذاب الطويلة في الصحراء القاحلة , وفي درجة حرارة لا توصف فلم يحتمل وليدي الصغير هذع الظروف القاسية ( فنفق) منا في الطريق نعم (نفق) اي مات كما تنفق الهره او البقرة الضعيفه .. لان الحزن سمم اللبن في صدري ولم يكن له معنا طعام ولا مء (فنفق) بين ايدينا وانا وابوه طبيبان ولا نملك له شيئا فكان اخر واغلى وديعة اودعتها ارض الاحلام قبل ان اغادرها للابد .. ولم ابك ولم اذرف دمعه واحده ولم يبك كذلك زوجي وواصلنا الرحلة في الصحراء القاحلة صامتين لا نتفوه بكلمة واحده طوال المسافة الشاسعه , وكل همنا الوصول الى بلادنا ولا يشغلني الا خوفي على ابني الاخر الذي اصبح ابني الوحيد وكاد يضيع منا هو الاخر
واخيرا وصلنا الى ارض بلادنا الحبيبة في نويبع ومنها الى مدينتنا وفي الطريق نطق زوجي لاول مره وبغير ان ينظر ناحيتي طالبا مني بالا احكي شيئا عما حدث ان انكر ما حدث اذا سالنا احد من الاهل عما كان يجري في المستشفيات هناك , لانه كما قال ليس في حاجة الى مزيد من الفضائح واستقبلنا الاهل ولم نرو لهم شيئا , وعدنا الى شقتنا بعد عناء الرحلة القاسية والذكريات المريرة .. املت ان تخرج العودة لمصر الحزن من قلب زوجي لاني لم اعد اتمنى شيئا من الحياه سواه لرعاية طفلي اما انا فقد انتهيت ولا يستطيع احد ان يمحو من ذاكرتي ما مر بي . لكن الايام مضت يا سيدي وزوجي يلتهمه الحزن ويتدهور اكثر واكثر وقد مضى على عودتنا الان اكثر من شهر وهو لا يغادر الصالون ليلا ولا نهارا وينام على الارض ولا ينظر الي الا انظر اليه , اما سبب ارسالي هذا الخطاب لك فهو ان زوجك يحب ارءك كثيرا وقد رايته يكتب ورقة ثم يمزقها فلملمت اجزاءها بغير ان يعرف وقرات فيها رسالة كان يكتبها اليك ثم غير رايه وكان يقول لك فيها ما معناه : انه فقد الاحساس بالرجولة لانه لم يفعل شيئا لحماية امرأة غريبه ولا حتى للدفاع عن زوجته وانه لا يستطيع ان ينظر في عيني لاحساسه بانه خاف من البندقيه والموت اكثر من خوفه على ضياع شرفه وانه رآني ...(لا استطيع كتابتها ) يتساءل لماذا انقذني ويقول لك انه يريد التخلص مني لانه لا يستطيع لمسي بعد الان ولكن باي حجة يكون الطلاق
هذا يا سيدي هو سبب ارسالي هذا الخطاب اليك ولا اعرف اذا كان ستغضبه كتابتي اليك ام لا .. لكني اتساءل معه لماذا انقذني ولم يدعني للموت نزفا بعد ان مت روحا من قبل , واتساءل هل ما حدث كان عقابا لي على ذنب لا اعرفه ام عقابا لزوجي على شئ ارتكبه في شبابه وهل تعلم بدات اشك في زوجي بل في ابي وفي احتمال ان يكون ما حدث لي عقابا من الله على شئ ارتكبه في حياته احدهما , لان الله سبحانه وتعالى عادل ولا يعاقب احدا بغير جريمة ان ترى انه ابتلاء من الله علينا ان نصبر عليه ولا حول ولا قوة الا بالله .. ان الابتلاء فاني صابره لكني انتهيت ولولا الخوف من الله عز وجل لكان الانتحار .. ولكن ابعد الصبر نموت كافرين ؟؟
اعود لاستكمال رساله
فلقد بكيت .. ولا اعرف هل كنت ابكي على شرفي ويالها من كلمة ؟؟ام ابكي على وليدي الذي ضاع مني ف رحلة الهوان ام ابكي على زوجي الذي قتله الهم والغم كل يوم ام ابكي على طفلي الاخر الذي يفتقد ابتسامة الاب والام ولم يعد يرانا الا واجمين , ام ابكي على احلامنا الضائعه في حياة سعيده ام ابكي على حالي وحيرتي وانا لا اعرف هل اطلب الانفصال .. واذا فعلت فماذا عن ابني واخوتي وكلام الناس .. وان لم افعل فكيف تستمر الحياه هكذا ؟؟ انني لا اعرف ماذا سيقول زوجي بعد نشر خطابي بهذه الصراحة..لكن عزائي اننا كنا عدة طبيبات لهن مثل ظروفي وممكن ان تتوه القصه بيني وبينهن وبين كثيرات غيرنا , وعزائي ايضا انني ف حالة من الحزن واليأس لن تتحملها صحتي طويلا لهذا فقد كنت اريد زوجي لابني , وكان يراودني هذا الامل لانه يحبني والا لما انقذني واحضرني معه وقد كان ف مقدوره ان يتركني امووت كما فعل زمييل له ترك زوجته رغم انها في صحه معقوله وتركها لانه لا يطيقها بعد ما حدث لها .. طبعا نذل ولكن ( نعذره ايضا لان عذره اكيد)..فهذا ما يحيرني في زوجي فكيف انقذني وكيف يريد الان التخلص مني .. اني لست المشكله .. فانا قد انتهيت وضعت وماجرى قد كان , ولكن المشكله هي
زوجي , اني اريدك ان توجه له كلمات تحاول بها مسح جراحه وان تقول له انه رجل كريم فاضل , ماذا كان يستطيع ان يفعل وزميله قد مات بجانبه والرصاص في صدره , ان ابنه يحتاج اليه اكثر مني , وشكرا لك على صبرك على قراءة قصتي التي اقول من كل قلبي ليتها كانت قصة قراتها في كتاب او في تمثيلية تليفزيونيه ولم تكن قصه حقيقية انا بطلتها وضحيتها لا حول ولا قوة الا بالله