كاتب الموضوع :
*melody-82*
المنتدى :
الارشيف
(فقرة سولي )
س1
يقول جل جلاله (ولله مافي السموات ومافي الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى)
اذن هناك مسئ ينتظره العقاب ومحسن ينتظره الثواب ..
ماذا عن القضاء والقدر ؟!وكيف نوفق بين الايات التي تدل على ان الانسان مختار والاخرى التي تدل على انه مجبر ؟!
ج1
موضوع ان الانسان مسير او مخير .. او بمعني اخر مجبر او مختار .. يثير ف اذهاننا بداية تساؤل :
من اين نشات مشكلة ان الانسان مسير او مخير ؟!
فاذا ما قلت مثلا : والله لا عرف هل هذا الانسان كريم ام نبيل ؟؟
فان هذه المشكله لا تنشا بالطبع لو ان هذا الانسان الذي اعنيه كانت كل تصرفاته تنم عن الكرم او ان كل افعاله تنم عن البخل ؟!
ولكنمبعث التساؤل هو ان هذا الانسان له مواقف تدل على كرمه وله مواقف اخرى تؤكد على بخله ؟!
ومن هنا التساؤل ..
هل هذا الانسانكريم ام بخيل ؟!
كذلك الامر بالنسبه للتساؤل المعهود ..
هل الانسان مسير ام مخير؟؟
مجبر ام مختار؟؟
فلو ان الانسان يرى ان كل الامور مجبر عليها او انه يرى ان كل الامور مخير فيها لما نشات هذه المشكله او هذا التساؤل ..
ولكن الانسان يرى ان هناك امورا كثيره له الاختيار فيها ..
وهناك في نفس الوقت امور تحدث له بدون الاختيار منه !
فهناك امور للانسان له اختيار فيها مثل : اكل نوع معين من الطعام او يرتدي بدله بلون معين .. ويحدث هذا .. وهناك امور تحدث له لا دخل له فيها او اختيار .
ومن هنا نشات هذه المشكله او هذا التساؤل ؟!
ولكن قبل ان نجيب على هذا التساؤل لابد ان نعرف حقيقة هامه وهي .. ما هو الانسان .. اولا .. محور التساؤل الذي هو مسير ام مخير ؟!ماهو ذلك الانسان ؟!
الانسان هو كائن من كائنات هذه الحياة ولكنه ليس هو الجنس الوحيد فيها ..
مع التسليم بان الانسان ليس هو الجنس الوحيد على الارض بل تشاركه اجناس اخرى عليها .. الا ان هناك حقيقة هامه وهي ان الانسان ارقى هذه الاجناس جميعها الموجوده على ظهر الارض ..
فهناك من الاجناس الحيوانات والنباتات والجماد .. وكلها كما تعلم في خدمة الانسان ارقى هذه المخلوقات جميعها .
واذا كان الجماد له حيز مثل النبات تماما الا ان الاخير يمتاز عنه بالنمو . كما ان الحيوان يمتاز عن النبات بالحس والحركة ام الانسان يمتاز عن الحيوان بالفكر
ولكن ماذا يمثل الفكر بالنسبه للانسان ؟
الفكر معناه المقياس الذي يختار به الانسان بين البدائل المطروحه امامه والامر الذي لا بديل له لا عمل لعقل الانسان فيه ؟
اذن لو ان هناك بدائل متعدده للانسان لمواجهة مشكلة له فانه يختار ويرجح بعقله ليختار واحدا منها حلا لمشكلته .
ورغم ان الانسان اعلى الاجناس جميعها الا انه في الوقت نفسه فيه قدر من الجماديه وقدر من النباتيه وقدر من الحيوانيه ..
فاذا ما حاول الانسان نثلا ان يرفع نفسه من على الارض الى الاعلى سوف يسقط تماما مثل الحجر .. وهذا في حد ذاته يؤكد على ان قانون الجماد يتحكم فيه تماما وقانون الجاذبيه يجذبه الى الارض .
كذلك الانسان ينمو وليس له دخل في هذا النمو . كذلك يحس ويتحرك وليس له عمل ف هذا الاحساس او تلك الحركة .. ثم ان الانسان ايضا لا دخل له ف ادارة اجهزة جسمه ولا دخل له فيها مطلقا .. فهو مثلا لا يدير الجهاز العصبي او يتحكم ف الدورة الدمويه او يستطيع ان يتحكم ف الجهاز الهضمي او له اراده على الجهاز التناسلي ...
فالانسان لا اراده له باجهزة جسمه ولا هو له علاقة بصنعها ؟؟
اذن فما في الانسان من الحيوانيه هو مسخر فيه كالحيوان تماما .. ولا اختيار او اراده له فيه ..
ومن رحمة الله العزيز القدير بنا ان جعلنا مسيرين ف هذا .كيف؟!
فمن رحمة الله بنا ان جعلنا مسيرين في ادارة اجهزة اجسامنا الا فان ادارة اجسامنا كانت ستؤجل حتى يصير لنا عقول لكي نعرف كيف نشغل بها اجسامنا .. وهذا من رحمة الله علين .. لان اجهزة الجسم تؤدي اعمالها على الوجه الاكمل ونحن نائمون .. فماذا كان يحدث لو ان لنا اختيارا فيها .. من كان اذن سيديرها ونحن نائمون
اذن فما في الانسان من جمادية ونباتيه وحيوانيه مسير فيها كهذه الاجناس تماما ولا دخل او اختيار له فيها ..
ولكن يتساءل البعض :
متى تنفصل فيه ؟!
تنفصل فيه في الخاصية التي تجعل منه انسانا .. وهي العقل .. وهي الحالة التي تعرض فيها بالفعل على العقل ..
يفعل كذا او لا يفعل او يختار بين عدد من البدائل .. حلا واحدا
وهي منظقة تكليف من الله ..
ولهذا فانك لا تجد ان المجنون او الذي لم ينضج عقليا مثل الذي لم يبلغ سن الرشد مكلف من الله .. لان فاقد العقل تاناضج لا يكلف من الله
ولهذا فان المجنون لا يكلف .. لماذا ؟!
لانه فقد اداة الاختيار بين البدائل المطروحه .
كذلك الامر بالنسبه للذي لم ينضج عقله بعد.. لانه لم يصبح اهلا للحكم على الاشياء ..
اذن ربط التكليف بالعقل وجودا ونضجا .. يدل على ان مهمة التكليف هي امر اختياري.
ولو ان الانسان لم يكن مخيرا لاستوى ان يكلف المجنون وغير الناضج عقلا والذي لم يبلغ سن الرشد بعد.
اذن نخلص من كل هذا الى نتيجه هامة وهي :
اذا كان التكليف مقصورا على العاقل والعاقل الذي نضج عقله فيكون التكليف في منظقة الاختيار .. ومنظقة الاختيار هي التمييز .
اذن فمن يقول ان الانسان مسير على اطلاقه فهو مخطئ , ومن يقول ان الانسان مخير على اطلاقه فهو مخطئ ايضا ولكن علينا ان نحلل الانسان الى العناصر , وسوف نجد في جمادية ونباتيه وحيوانيه .. ومافيه من هذه الاشياء هو مسير فيها ولا اختيار له فيها .. ومافيهامن منطقة الاختيار بين البدائل وهو ما يعني العقل الذي يختار بين البدائل المطروحه هو مخير فيها .
اذن فالعقل وحده هو الذي يرجح الاختيار بين البدائل فمهمة العقل هي ذلك .
فالله عز وجل يقول (وهديناه النجدين)
ثم يقول :(والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وقد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
اذن النفس الصالحة لان تكون فاجرة وصالحة .فهذه مخلوقيتها لله
ولذلك يقول عز وجل
( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
اذن فالانسان صالح لان يتوجه لواحده من الاثنتين .. فكون الانسان يتجه الى هذه الجهة او تلك الجهة فهذا هو محل الحساب ومحل المؤاخذه ..
والاسلام حينما اراد ان يتعرض لمسالة ان الانسان مسير او مخير فقد تناول على اساس ان جعل لله وصفين :
الوصف الاول :هو الخالق وهو الفعال لكل شئ , والثانية انه عدل .
ولا ينبغي لنا ان ناخذ صفه منهما على حساب الاخرى ..فالله يفعل كل شئ وهو عدل ف ذلك ....
|
11-09-08, 04:41 AM
جديد مواضيع قسم الارشيف
العرض العادي
