المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الصيام مفيد لبعض مرضى السكر (بحث علمى)
: كثر الحديث عن إمكانية صيام مرضى السكري في شهر رمضان ! و هل يعتبر هؤلاء المرضى جميعا من ذوي الأعذار الذين يباح لهم الفطر ؟ أم يمكن أن يباح ذلك للبعض دون الآخر ؟ و من هم على وجه التحديد ؟ و قد أثبتت الأبحاث الطبية الحديثة أن الصيام لا يشكل خطرا علی معظم مرضی السكري ، إن لم يكن يفيد الكثيرين منهم .
ففي بحث أجراه الدكتور رياض سليماني و زملاؤه في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي، ( 1990م ) حول تأثير صيام رمضان على التحكم في مرض السكري ، عند 47 من مرضى النوع الثاني2 ، و عند مجموعة من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض ، و تم تحديد وزن الجسم ، والبروتين السكري ، و خضاب الدم السكري ، قبل رمضان و فور انتهائه ، عند كل من المجموعتين . و تم قياس البروتين السكري ، ( Glycosylated Protein) عند 9 من مرضى السكري ، و قد لوحظ أنه لم يطرأ أي تغير على الوزن عند هؤلاء المرضى إذ كان قبل رمضان ( 75.2+12.8) مقابل ، ( 75.1+12.4 ) كلجم بعده ، كما لم يطرأ تغير على خضاب الدم السكري ، ( Glycosylated Hemoglobin) إذ كان قبل رمضان ( 10.9+3.1) في مقابل (10.5+2.8 ) مجم / 100مل بعده ، و لم يطرأ تغير على البروتين السكري ( Glycosylated Protein) حيث كان (1.19+0.35 ) مقابل (1017+0.39 ) ، ملجم /100، بعد انتهاء صيام رمضان . أما في المجموعة التي لا يعاني أفرادها من مرض السكري ؛ فقد لوحظ انخفاض هام في وزنهم خلال الصيام ( 74.2+10.4) كلجم ، مقابل (72.5+10،2) كلجم ، بيد أنه لم يسجل أي تغيير يذكر في خضاب الدم السكري ( Glycosylated Hemoglobin) .
واستنتج الباحثون من ذلك أن صيام شهر رمضان لا يسبب أي فقدان هام في وزن الجسم ، و ليس له أي أثر يذكر على التحكم في مرض السكري لدى مرض النوع الثاني .
كما قام الدكتور ألفونشو( Olufonsho) و زملاؤه بكلية الطب مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض ، (1990م ) بتوزيع استبيان على 203 من مرضى السكري ، (89 من الذكور و 114 من الإناث ) و ذلك لتقويم مفاهيمهم ، و مواقفهم ، و ممارساتهم ، خلال شهر رمضان .
و قد قام أكثر هؤلاء (89%) بصيام رمضان ، و كان أقل نسبة للصيام (72%) عند من هم دون سن الخامسة والعشرين ، اعترف 12% فقط بأنهم يتناولون قدرا أكبر من الطعام في رمضان ، بينما ذكر عدد أكبر منهم 27% أنهم يستهلكون قدرا أكبر من الحلويات ، و ذكر أكثر من الثلث (37%) أن نشاطهم الجسمي يقل في رمضان ، كما أن ضعف هذا النشاط كان أكثر شيوعا لدى أولئك الذين لم يصوموا رمضان ( 61%) منه لدى الذين صاموه ، (35%)، و أعرب عدد كبير(59%) أنهم شعروا بتحسن صحتهم خلال شهر رمضان ، و لم يتردد على المستشفيات في حالات طارئة ، سوى (5 ، 6%) منهم ، في حين لم تتجاوز نسبة من دخلوا المستشفى بسبب مرض السكري (5%) أما بالنسبة للأشخاص الذين لم يصوموا ، فقد كانت هذه النتائج أقل إيجابية ، إذ أعرب ( 10 %) منهم فقط عن تحسن الصحة ، فيما ارتفعت المراجعات الطارئة للمستشفى ( 15 %) ، وبلف حالات دخول المستشفى ( 15 %) .
و كان هناك اعتقاد سائد لدى ( 75% من المرضى ) بأن صيام شهر رمضان يؤدي إلى تحسن الصحة ، و كان هذا الشعور قويا لدى المرضی الذين صاموا الشهر (80%) مقابل المرضی الذين أفطروه (26%) .
و قد أظهرت الدراسة أن معظم مرض السكري ، يفضلون صيام شهر رمضان ، و أنهم يعتقدون أن لذلك أثرا إيجابيا على مرضهم (5) .
و قد أثبت باربر( Barber SG) و زملاؤه سنة 1979 م في برمنجهام ، أن هناك تغيرا قليلا في تحكم مرض السكري عند المسلمين الصائمين ، و أن عدد المرضى المراجعين لعيادات السكر قد تناقص ، و لا توجد زيادة في معدل احتجاز مرضى السكري المرتفع و غير المتحكم فيه ، داخل المستشفى خلال شهر رمضان .
وقد قام خوگير و زملاؤه سنة 1987 م بدراسة شملت 52 مريضا من مرضى السكري ، 20 منهم يعتمدون على الأنسولين في العلاج ، و 32 منهم لا يعتمدون على الأنسولين ، و قد وجد أن 15 مريضا من الذين لا يعتمدون على الأنسولين ، قل وزنهم وانخفضت مستويات السكر ( Glucose Levels) لديهم بعد الصيام ، عنه قبل أن يصوموا .
كما قلت جرعة الأنسولين بنسبة 10% عن المعتاد عند المجموعة التي تعتمد على الأنسولين في العلاج ، و قل وزن سبعة منهم ، بينما ارتفع معدل السكر عند باقي المجموعة ، لذلك نصح الباحثون بعناية خاصة لهؤلاء المرضى ، إذا أرادوا أن يصوموا كل أيام شهر رمضان ، و لا حرج عليهم بعد ذلك .
كما أثبتت بعض الدراسات الحديثة أنه لا توجد تغيرات باثولوجية أو أي مضاعفات سريرية على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان في المكونات التالية :
- جلوكوز الدم – الهيموجلوبين - الأنسولين - الكولوستيرول- و ثلاثي الجلسريد ، و وزن الجسم . مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يهتم المرضى بضبط جرعاتهم الدوائية ويمارسون نشاطهم اليومي و ينضبطوا في حميتهم الغذائية خصوصاً المرضى الذين يتناولون الأنسولين .
أما مرض السكري الذين ينصحون بعدم الصيام فقد حددتهم دراسة التقويم الشامل الذي أجراه الدكتور سليماني و زملاؤه عن مرض السكري و صيام رمضان سنة 1988 م و هم كالتالي :
1- المرضي المعرضون لزيادة الأجسام الكيتونية في دمائهم .
2 - المرضی الذين يعانون من تأرجح كبير و سرعة تغير في مستوى الجلوكوز لديهم .
3 - الحوامل .
4- الأطفال المصابون بمرض السكري .
5- مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات مرضية خطيرة مثل الفشل الكلوي أو الذبحة الصدرية .
6 - مرضى السكري الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل التسمم الدموي الشديد ، ( Sever sepsis) ، أو فشل القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure) .
و يسمح بالصيام لباقي المرضى ، والمرضى الذين يتقبلون النصائح الطبية و يشجع الصيام للمرضى البدنيين من النوع الثاني الذين لا يعتمدون على الأنسولين ما عدا الحوامل منهن والمرضعات اللاتي لديهن السكر ثابت مع زيادة في الوزن فوق 20% من الوزن المثالي . والخلاصة أن معظم الأبحاث تشير إلى أن صيام شهر رمضان لمرضى السكر آمن من الناحية الصحية طالما كان هناك وعي و ضبط غذائي و دوائي .
معظم مرضى النوع الثاني يمكن أن يصوموا بأمان و أحيانا يستطيع مرضى النوع الأول الصيام طالما كان هناك ضبط و عناية بالغذاء والدواء والحركة والنشاط ... و يعتبر التحكم في هذه الأمور أشياء مهمة للصيام
|