المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الصيام علاج للمرض بشهادة اطباء الغرب
إِن الصيام و سائر التشريعات الإلهية فضلا على أنها عبادة لله تعالى فهي أيضا لتحقيق مصلحة روحية و سلوكية و بدنية لازمة لهذا الإِنسان للحفاظ على صحته الجسدية ؛ لذلك فرض الله سبحانه و تعالى الصيام علينا و على جميع الأمم قبلنا . قال تعالى : ( يَا أيهَا الَّذِينَ آمنوا كتِبَ عَلَيكم الصِّيَامُ كما كتب عَلَى الَّذِينَ من قَبْلكمْ لعلكم تتقون ) كما أخبرنا جل في علاه أن في الصيام خيرا ليس للأصحاء المقيمين فقط ، بل أيضا للمرضى والمسافرين ، والذين يستطيعون الصوم بمشقة ؛ ككبار السن و من في حكمهم ، قال تعالى : ( أياماً معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون )
والخير اسم تفضيل - على غير قياس – و هو الحسن لذاته و لما يحقق من لذة أو نفع أو سعادة ، فالصيام حسن لذاته ، و لما يحققه للمؤمن من المنافع واللذة الروحية والسعادة في الدنيا والآخرة . و معنى { إن كنتم تعلمون } أي فضيلة الصوم وفوائده .
و هذه المنافع والفوائد متحققة لكل مكلف من الأصحاء المقيمين ، والذين يصومون بلا مشقة زائدة من أهل الرخص الذين يستطيعون تناول وجبتي الفطور والسحور كالأصحاء، و لا يوجد بحث علمي- فيما نعلم- أجري على الصائمين الأصحاء ، في الظروف الطبيعية ، إلا و أفاد أحد أمرين : إما عدم تأثير الصيام على وظائف الأعضاء و مكونات الجسم بأي قدر يشكل خطورة على الجسم أو يسبب ضررا محققا على معظم الأمراض . أو أنه يظهر فائدة جلية في بعض هذه الوظائف ، أو يحسن بعض مكونات الجسم و وظائف الأعضاء في الشيخوخة ، أو أثناء الحمل ، أو الرضاعة أو أثناء السفر، بل و أثبتت الأبحاث بأن الصيام يساعد في شفاء بعض الأمراض .
و بذلك يظل في الصيام خير لمعظم المرضى ، والمسافرين ، والمطيقين للصيام ، و يكون محققا لهم من الفوائد والمنافع الشيء الكثير الذي لا يعلمونه . فالصيام للمرضى والمسافرين والمطيقين هو الأولى والأنفع ، مالم تضعف النفس عن تحمل المشقة ، أو يصيبها أو يصيب الجسد ضرر محقق : ففي الأولى تكون الرخصة ، و في الثانية تكون العزمة ، و يتعين الإفطار ، و بهذا قال بعض أهل التفسير و جمهور الفقهاء . و قد تجلت هذه الفوائد واستقر خبرها في زماننا هذا ، و سنلخص في هذه المقالة علاقة الصيام بالشفاء من بعض الأمراض قديماً و حديثاً .
الصيام وسيلة علاجية
بعد انتشار الإسلام و ممارسة الصيام الإسلامي عند كثير من الأمم تبين فضل هذا الصيام و فوائده ، " فوصف الطبيب المسلم ( ابن سينا ) الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة ، و وصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر ( الميلادي ) صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري ، و مرض الداء الإفرنجي ( السيفلس ) ، و خلال احتلال نابليون لمصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية " .
و في عصر النهضة في أوروبا ، أخذ علماؤها يطالبون الناس بالحد من الإفراط في تناول الطعام و ترك الانغماس في الملذات والشراب و يقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات الجامحة . و في ألمانيا وجد الطبيب ( فريدريك هوفمان ) ( 1660-1842 م ) أن الصوم ( يقصد به التجويع المتواصل و هو ما يعرف بالصيام الطبي ) يعين على معالجة داء الصرع والقرحة والسرطانات الدموية والساد [ عتمة وابيضاض في عدسة العين ، و هو ما يسمي كاتراكت أو المياه البيضاء ] الذي يصيب العينين و أورام اللثة و نزيفها والقرحة الجفنية ، كما أعلن أنه ينصح المريض في أي مرض كان ، ألا يأكل شيئا .
و في روسيا ، توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة ، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين . . . فلقد تقدم الدكتور ( بيترفينيا مينوف ) من جامعة موسكو بتقرير نشر في سنة 1769 م نصح فيه المرضى بالتوقف الكلي عن الطعام أثناء فترة المرض . . . و علل ذلك بقوله : " إن الصوم يعطي المعدة فترة راحة تمكن المريض من الهضم بشكل مناسب عندما يتعافى ، و يعود إلى الأكل ثانية " ، بعد ذلك أعلن الدكتور( ب . ج . سباسكي ) الأستاذ في جامعة موسكو، عن النجاح في معالجة ( الحمى الراجعة ) بالصوم ، وقال : " إن الصوم يسمح بحدوث المعالجات المتزايدة في داخل الجسم ، دون تدخل من الخارج ، وهذا في الحقيقة علاج للأمراض المزمنة" [ هو النوع الذي لا يعتمد المريض فيه على تناول دواء الأنسولين ] .
و في القرن التاسع عشر أعلن الطبيب الروسي ( زيلاند ) أن الصوم قد أثر إيجابيا على الجهاز العصبي للمريض ، كما أثر تأثيرا لا بأس به على هضمه و دمه بوجه عام ، و كتب قائلا : إن الصوم يسمح للجسم بأن يرتاح ثم يستأنف نشاطه الطبيعي بقوةمتجددة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى ، منذ القرن الماضي . فقد عالج الدكتور ( إدوارد ديوي ) قبل قرن بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية ، و داء الاستسقاء ، والالتهابات العديدة ، بالإضافة إلى الضعف والترهل الجسدي . . . و كان يري أن الراحة من الطعام - وليس الطعام - هي التي ترمم الجهاز العصبي ، في حين أن الطعام - بالنسبة للمريض - يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب ، و يؤكد على أن الطعام خلال المرض ، يصبح عبثا على المريض .
هذا وقد انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي والغربي
|