كاتب الموضوع :
Bushra
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
التفتت نحوه وقالت :
"ولكنني عرفت . عندما اكتشفت ..."
ضاقت عينا بيير وقال مقاطعاً كلامها :
" لايمكنك اكتشاف الأمر إلاّ بتدخل احدهم . قلت لي انك لن تقبلي الفيللا .
كيف لي أن اؤكد لك بأنه ليست لدي اية دوافع خفية ! وخاصة إنني جئت غلى هنا .
وغضبت منك ثم بثثتك حبي . أنا أعلم انها ليست الطريقة التي تقنعك بأن دوافعي هي حبي لك وغيرتي عليك . هيا بنا نذهب
إلى الفيللا حتى لا تصابي بالبرد . وسنواصل حديثنا ونحن نحتسي الشراب إذا عبرت لي عن كرم ضيافتك ."
" وكيف استطيع ان أرفض طلبك !"
وأسرعت ربيكا تسبقه إلى الفيللا . ودخلت غرفتها وارتدت ثوباً قطنياً يبرز جمال بشرتها الذهبية . وحينما دخلت غرفة الجلوس ، وجدته واقفاً بجوار النافذة ،
فاعدت له شراباً ، وبعد أن ناولته غياه ، قال بهدوء :
" أريد أن أخبرك بأن الممرضة ستيفنز فصلت من وظيفتها قبل وفاة آديل بأسبوع .
تقلصت أصابع يدي ربيكا . وأحجمت عن أن تصب لنفسها شراباً حتى لا يكتشف وقع المفاجأة عليها . وقالت له بلا اكتراث :
"مفهوم !"
سالها بدهشة :
"مفهوم ماذا ؟ ألا تحبين معرفة السبب ؟"
" إذا احببت ان تخبرني به ."
" حدث عندما كنت مريضاً أن تصورت شيللا وهي تضمد جرحي انها ... كيف اصوغ الكلمات ؟ أجل ... إنها مفتونة بي . ولا أدري كيف فتنتها ؟ ومع ذلك ...
كان علي أن أصدها . فأنا أحببت امرأة واحدة ... ولم تكن شيللا ستيفنز هي تلك المرأة ."
" ما زلت لا أرى أن هذا الموضوع له صلة بآديل ."
" ألم تدركي الصلة بعد ؟ ربما لا أكون واضحاً في كلامي ، ولكن يبدو أن الآنسة ستيفنز كانت قد قبلت الوظيفة لأسباب تختلف عما توقعناه . فحينما احست أنها فشلت
في أن تفوز بي ، راحت تتحين الفرصة لكي تثير اليأس في نفس ىديل التي أصبحت لا تحتمل النوبات التي تصيبها ، حتى دهمتها نوبة حادة . لم أجد أمامي سبيلاً إلا ان أطرد
الأنسة ستيفنز في الحال ن وبرغم أننا استطعنا استخدام ممرضة أخرى ، إلا ان الانفعال كان شديد الوقع على آديل ولم تحتمل الاصابة بنوبة أخرى فأودت بحياتها ."
صمت بيير قليلاً ، وأدركت ربيكا خلال صمته أن شيللا لم تبعث لها بالرسالة إلا بهدف أن تحطم سعادتها . وتطلعت إليه فرأته يذرع الغرفة في قلق ، ثم استدار ليقول :
" كان من الطبيعي ان القي اللوم على نفسي ، وأقول لو لم أكن قاسياً على الفتاة التي عاملت آديل برفق ن لو لم اتسبب في رحيلك عن فيجي لتغير الموقف تماماً .وكنت قد تحدثت إلى طبيب آديل .
فأكد لي أن صحتها تدهورت منذ عودتها إلى انكلترا ، ولا يملك احد ان يفعل لها شيئاً ."
" ولماذا عادت آديل إلى انكلترا ! هل طلبت إليها أن تعود ؟"
" بالطبع لا . وإنما هي التي أصرت على العودة لحضور جنازة جنيفر . وتمسكت بالاقامة في البيت . وعندئذ شعرت بحماقتي بالسماح لها بالحضور ."
" يبدو أنها كانت من النوع الذي يسعده ان يمزق سعادة الناس ."
" سعادتك على سبيل المثال ؟"
" إن شؤوني ليست مهمة ."
" ولكنها تهمني أنا ."
دفعت ربيكا شعرها إلى الوراء ، وقالت :
" كيف تقول ذلك ، وأنت قد نسيت وجودي . منذ رحلت عن فيجي ، إلى اليوم الذي قمت أنا فيه بزيارة سان سوسي مع بول ."
" هذا ليس صحيحاً . ألم أسألك وأنت في سان سوسي . هل تعرفين شيئاً عن هاليداي ؟"
قلبت ربيكا شفتيبها و قالت :
"مخبرك الخصوصي ؟"
توجه بيير نحوها وجذبها نحوه حتى وقفت أمامه تماماً . وأمسكت يداه كتفيها بقسوة . وقال لها بخشونة :
" حقاً . يبدو انك لا تقبلين اي تفسير بدون ان تعارضيه . ولذلك يجب ان اكون صريحاً وواضحاً معك واخبرك بأنني ماجئت إلى هنا إلا ودوافعي كلها شريفة .
انا لست وحشاً فتتصورين انه مادام قد فشل في ان ينالك بطريقة ما . ولكن عندما رحلت الى انكلترا وأنت متمسكة بمبادئك الاخلاقية . كرهت تصرفك .
ولم لا ؟ لأنني احببتك ... لأنني اريدك ؟ وكان اثمي الكبير هو انني لم استطع الزواج منك ، اما اثمي الصغير فهو ان جنيفر لم تكن لي زوجة يوماً ما ."
اشاحت بوجهها جانباً وصاحت :
: آوه ، بيير ، اتركني ."
استمر بيير ممسكاً بها وهو يقول :
" آوه ... بيير ! اهذا كل مايمكن ان تقوليه ! انني اريدك ان تعرفي الى اي مدى تسببت في ايلامي . ولهذا السبب لم اتبعك الى انكلترا .لاجبرك على الخضوع لي.
وانما اغرقت نفسي في عملي ، ولنه لم يكن علاجاً شافياً لي ، وكان توم بريانت يدرك ذلك ويمكنك أن تسأليه اذا لم تصدقي كلامي ... لقد نجحت في تحطيمي !"
أغلق عينيه لمدة وجيزة ثم استطرد يقول :
" وكان علي ان اعرف مكانك ، وماذا تعملين . لذلك استخدمت هاليداي ليتحرى اخبارك . وخلال تحرياته ذهب الى المستشفى حيث كانت تعمل الممرضة ستيفنز ،
ويبدو انها استغلته كما استغلها هو اما كيف حدث ذلك ، فدعيني اروي لك ، فحينما ماتت جينفر ، وجاءت آديل الى انكلترا ، نشرنا اعلانا نطلب ممرضة . وفي الحال تقدمت شيللا ، وكانت قصة هاليداي ، ثم حدثت أمور عديدة
بعد ذلك ، لما ماتت زوجتي ، كان من المستحيل أن ابحث عنك ، وعندما اراد بول ان يلتحق بمهنة الطب ، رتبت الامور لكي ينظم الى هيئة اساتذة سانت بارثولومير ، واختلقت سبباً لكي اشترك في شؤونهم ، ولا يمكنك ان
تتصوري مبلغ الفزع الذي انتابني عندما اكتشفت ان ابني تورط في علاقة
مع ممرضة تدعى ربيكا ليندسي ."
وضعت ربيكا راحتها على جبينها ، وقالت :
" اذن كنت تعرف طوال الوقت !"
" طبعاً ... عرفت كل شيء عنك ، وكان هدفي ان اقدم لك حياتي عندما تاتي اللحظة المناسبة ، ولسوء الحظ شاءت الظروف ان تحول دون تحقيق ذلك . وبعد وفاة اديل استطعت ان اجد الوسيلة التي تمكنني من مساعدتك ، ومساعدة نفسي .
كانت الفيللا ملكاً لي اشتريتها من اديل لعد ان عادت منم فيجي ، واردت ان اعطيها لك ، ولم اتصور انني استطيع زيارتك ورؤيتك ، واكشف لك عن ان نواياي لم يكن القصد منها ان تكوني عشيقتي."
" ولكن ..."
" لا تقاطعيني ... انت ستمضين هنا عدة اسابيع حتى تسعيدي صحتك . ولايمكنني لقاؤك وبالأمس كنت في كانبرا وتلقيت رسالة عاجلة بعث بها لي توم من لندن وقال انه اكتشف بطريق المصادفة ان شيللا ستيفنز قد علمت من بول بعزمي على
إهدائك الفيللا ، وانا اعرف نواياها جيداً . وتوقعت ان تحاول من جانبها ان تعكر صفو حياتك . كما فعلت حينما حاولت ان تفسد العلاقة بيني وبينك . فاخبرتني بانك كنت السبب في تحول خطيبها بيتر فليدمان عنها ."
فزعت ربيكا وقالت :
" ولكن لم تكن لي به اي علاقة ؟"
قاطعها بيير وقال مبتسماً:
" اعرف ذلك ، انني ادرك تماما انك تعيشين في سبات عميق عندما يتطرق الحديث الى موضوع ممارسة الحب ."
اشاحت بوجهها خجلاً ، ولكنه جذبها نحوه ، وتمتم قائلاً :
" هل عرفت الان سبب وجودي هنا ! انني اعرف انك لن تسمحي لنفسك بقبول شيء فاخر مني ، وكان لزاماً علي ان آراك واخبرك ."
ومال بجبينه نحو جبينها ، وهو مدرك لشدة اضطرابها وهي ترتجف كالورقة بين يديه . وهمست قائلة بدون ان تجد رباطاً لافكارها .
" والان ؟"
قال بهدوء :
"انت صاحبة الامر ... وضعت كل اوراقي على المائدة . هل ترغبين في ان تأخذينها كلها ؟"
" انت قلت ان بول قد تحدث الى شيللا ... ماذا يعرف عنا ؟"
" كل شيء ... كحان يجب علي ان اخبره ."
" اخبرتك ذات مرة بانني لا استطيع ان احب بدون اي ضمان . فهل هذا سبب تقديمك الفيللا لي ."
تنهد بيير وقال :
" الضمان الوحيد هو الحب ذاته ، وبدونه لايوجد اي ضمان آخر ."
" انني راحلة غداً ."
سألها وهو يراقبها عن كثب ؟
"هل انت عازمة على الرحيل ؟"
" ظننت انك ستشعر بالاسف لرحيلي ."
" اسف ؟ انا احبك ... انا محتاج لك . صدقيني انا لم احب امرأة آخرى ... معك اشعر بانني عدت صغيراً ثانية . انت الانسان
الوحيد الذي اهتم به في عالمي المجنون ، واريد ان تكوني زوجة لي ... تحمل اسمي ... وثروتي ... وتشاركني حياتي بحلوها ومرها ."
التفت ذراعاها حول عنقه وراحت تمتم فرحة .
" انت تعرف انني احبك . اذا استطعت ان تنسى كل الاشياء التي قلتها لك ، فانني لا اطلب اي شيء آخر منك . لكنك خضت زيجة مدمرة .
ولا اريد ان تخاطر مرة اخرى ."
قال لها :
" ليس هناك مخاطرة بالزواج منك . فانا بدونك لا اعدو ان اكون نصف رجل . وقوعة بلا قلب ... او روح ."
" وماذا عن بول ؟"
" سيعتاد على الموقف ، انه مازال شاباً الدنيا امامه . ام نحن فليس لدينا اي وقت نضيعه .
هل تتزوجينني ؟ انا واثق انني استطيع ان ارتب عقد القران بصورة ما ، ثم نقيم بعد ذلك حفلاً لزواجنا يشهده العالم كله . فانا لا استطيع ان احتمل فترة خطوبة طويلة ."
وراحت ربيكا تدفن وجهها في عنقه . وتوالت الافكار على عقلها . وتمثلت امام عينيها مشروعات كثيرة . وفكرت باسف فيما فعلته شيللا معها ، ومحاولتها الفاشلة
لافساد حياتها ، وودت ان تقدم لها الشكر ، لانه لولا تدخلها ، لظلت اسابيع طويلة هائمة بدون ان تنعم سريعاً بالجنة بين ذراعي بييرمنتديات ليلاس
تمــــــــــــت
|