كاتب الموضوع :
Bushra
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل العاشر كتبته اختي العزيزة الشيخة زورو
الفصل العاشر والاخير
10- وترقرقت الدموع...
في اليوم التالي توجهت ريبيكا الى رئيستها ، وتلقت منها صدمة اخرى، كانت الرئيسة رقيقة وحنونا، ولكنها حازمة قالت وهي تضع مرفقيها على المكتب:
" عزيزتي ريبيكا ، انت شفيت من نزلة شعبة قاسية ، ولا استطيع ان استدمك مرة ثانية حتى تتماثلي للشفاء تماما ، ونصيحتي لك ان تنتظري حتى يأتي العام الجديد انت في اجازة الان ، وتعالي لرؤيتي في اخر شهر يناير/ كانون الثاني"
جحظت عينا ريبيكا غير مصدقة ، وقالت:
" تقولين نهاية شهر يناير/ كانون الثاني؟"
" اجل، لو كان الوقت صيفا لاقترحت عليك ان تمضي شهرا على شاطئ البحر ثم تعودي الينا وكلك نشاط ولكن في مثل هذا الجو البارد القاسي ، فإنني اخشى عليك من الانهيار اذا ما بذلت جهدا . انني لا اقصد ان اكون قاسية معك. وانما اريد ان تكوني في تمام الصحة عند عودتك".
خرجت ريبيكا من غرفة الرئيسة وهي تشعر بالتمزق . وقد تبددت امالها في ان تعود الى حياتها العادية في الوقت الحاضر على الاقل ولاحت الاسابيع امامها خالية من اي عمل سوى ان تعيش في دوامة التفكير وعندما عادت الى شقتها ، انفجرت باكية، واستلقت في فراشها، وهي تحملق غائبة الوعي في سقف الغرفة وتساءلت عما اذا كانت ستعود الى حالتها البيعية مرة اخرى.
وزارتها انيت فليمنغ في المساء ، وكانت صدمة لها عندما رأت مظهر صديقتها ، فصاحت بها قائلة:
" لاتحزني يا ريبيكا هكذا ، لمجرد انك لم تعودي الى عملك. كنت اظن انك ستقدين قيمة الاجازة ، وخاصة خروجك في الصباح في الجو البارد يضر صحتك"
" ولكن ماذا افعل؟ ليست لي اسرة مثلك ، ولاحتى صديق!"
"لماذا لا تأخذين اجازة ؟ يمكنك ان تذهبي في رحلة الى الخارج، ستكون مثيرة لك"
جلست ريبيكا في مقعدها ، وقطبت جبينها. انها فكرة وكما اقترحت انيت ستحملها الرحلة بعيدا عن انكلترا بعض الوقت، وفي اي بلد تزوره ستكون مجرد سائحة مجهولة سألت انيت:
"اين اذهب؟"
"في هذا الوقت من السنة ، يحسن بك ان تذهبي الى شمال افريقيا او البحر الكاريبي. هل ميزانيتك تسمح بالسفر الى هذا المكان البعيد؟"
"لم لا ؟ انا لا اخرج كثيرا، ولا انفق من مالي الا النذر اليسير على ملابسي، بالطبع استطيع السفر".
وعندما رحلت آنيتآراحت ريبيكا ظهرها الى المقعد ، وفجأة انتابها تفكير عميق ، فلو انها سافرت الى الكاريبي ، فإن فرصة مقابلة شخص تعرفه ستكون قليلة . لوهلة تذكرت توم بريانت قد اخبرها ان بيير يمتلك بيتا في جامايكا، لذلك اتخذت قرارا بالا تضعف وتذهب الى هناك.
وخلال الايام القليلة التالية ، جددت جواز سفرها ، وامضت لياليها منهمكة دراسة افضل الاماكن التي يمكن ان ترحل اليها ، ثم بدأت تهتم نفسها فصففت شعرها واشترن بعض الملابس الجديد.
وعند نهاية الاسبوع جاءتها رسالة من مكتب المحامين في لنكولن تفيدها بانها واحد من المستفيدين بالوصية التي تركتها الانسة اديل مارغريت سانت كلاود!
اذهلت الانباء ريبيكا ، ولم تتصور ان اديل ماتت هكذا سريعا ، وبرغم انها لم تكن تحبها الا انها لن تتمن الها الموت حقا، ولم تصدق ان الطاغية المجنونة التي تسببت في شقائها تموت حقا . وقد اخبرها الطبيب الذي يعالج اديل في فيجي بان النوبات ستقضي عليها ذات يوم اذا تعرضت لاي انفعال شديد.
وتحدثت ريبيكا الى مكتب المحامين هاتفيا، وحدد السيد بروم الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي موعدا لمقابلتها، وعندما دخلت مكتبه وجدته شابا، وعرفت منه صباح اليوم التالي موعدا لمقابتها، وعندمادخلت مكتبه وجدته شابا ، وعرفت منه بأن والده محامي الانسة سانت كلاود وقد عهد اليه بأتمام الاجراءت الخاصة بهذا الموضوع ، وشكرته ربيبكا وانتظرت بفارغ الصبر ان ينتهي سريعا واخيرا قال:
" كما تعرفين ، الانسة سانت كلاود تمتلك فيللا خارج سوفا بجريزة فيجي واعتقد انك عملت ذات يوم هناك كممرضة للانسة سانت كلاود اليس كذلك؟"
" اجل لمدة سنتين"
" حسنا لدي نسخة من وصية اديل الاخيرة وقد اوصت بترك الفيللا لك ، ومبلغ كاف يمنح لك سنويا"
وتجاهل بروم الدهشة التي ارتسمت على وجه ريبيكا ، واستطرد قائلا:
" واذا ماقررت بيع الفيللا، فأن المنحة السنوية ستتوقف صرفها لك ، وتلوجه الى جهة خيرية!"
"لايمكن ان تكون جادا ، هل تقصد انها تركت الفيللا ... لي؟"
" ولم لا يا انسة ليندسي؟ هذا واضح وضوح الشمس، ولن ادخل في تفصيلات اخرى ، وانما ثقي بان الفيللا اصبحت ملكا لك".
مسحت ريبيكا جبينها يبدها في اضطراب ، وقالت:
" لقد ظننت .. اعني ... انها عاشت في لندن فترة طويلة، وتصورت انها باعتها".
" اوه لا لم تبعها ، وهناك امرأة من فيجي .. على ما اعتقد ترعى شؤون الفيللا"
صاحت:
" روزا! انها روزا! ولكن هل قالت اديل لماذا تركت الفيللا لي؟"
"لايمكنك ان تذهبي الان وتبحثي الامر، ثم عودي غدا . او بعد غد ، واعطيني تعليماتك"
نهضت ريبيكا بعصبية ، فوقعت منها حقيبتها وقفازها ، والتقطتها وهي تدمدم. ثم سارت الى الباب ، وفتحه بروم بدوء فخطت خارجا، توقفت في الطريق وادركت انه من المستحيل ان تتخذ قرارها قبل ان تدرس كل الاحتمالات التي دفعت اديل الى ان تقدم لها الفيللا. وان الامر اشبة بكابوس، واذا هي نحت جانبا حقيقة كراهية اديل لها ، فإنها تركت الفيللا، وهذا يدعوا الى الدهشة والاستغراب، وماذا هي فاعلة لها؟
هناك حلول عديدة يمكن ان تتخذ قيها قراها ، وفي وسعها ان تعود الى المحامي وتخبره بانها ترفض قبول الفيللا، وان يقوم ببيعها ويوجه المال كله إلى الجهة الخيرية ز وفي وسعها أيضاً ان تحتفظ بالفيللا و المال ، وأن تتردد عليها كلما تاقت لزيارتها ز أو تفعل ما فعلته أديل فإن امامها سنوات طويلة فيمكن أن تعيش بعض الوقت في انكلترا ، ثم يستقر بها المقام بعد ذلك في فيجي . إنها لن تعمل . فإن المال الذي تركته ىديل للانفاق على الفيللا وعليها ، سيكفيها . وفي غمكانها أن تعمل عملاً خاصاً أو في مستشفى ، وسوف يساعدها دكتور مانسون في العثور على عمل ، وبدء حياة جديدة .
هناك فكرة واحدة راحت تؤرقها ، وهي ان بيير يعيش في انكلترا ، وستكون الفرصة ضعيفة في ان تلقاه مرة أخرى ، ولكن لماذا تفكر في ان تسنح لها الفرصة ثانية وهو يحتقرها ؟ وحتى لو أنها التقت به ، فغن هذا اللقاء ماهو إلا إذلال لها ولا تظن أنها ستقف أمامه مكتوفة اليدين .
نامت بصعوبة في تلك الليلة ، وأرادت ان تفظي بالأمر لشخص تثق به ، ولكن أين هو هذا الشخص ؟ فكرت في بول ، ولكنها طردت الفكرة من رأسها . فقد بدأ يتخذ حياة جديدة له ، ولا فائدة ترجى من أن تشده اليها مرة أخرى . وهناك أنبت التي تعرف قليلاً عن حياتها الماضية ، ولكنها لا ترغب في أن تعترف بهذا لها .
ظلت ربيكا حائرة في اتخاذ القرار السديد وتساءلت هل من الحماقة ان تلقي بالمال الذي تركته لها آديل لمجرد الانتقام منها أم تقبله ؟ وعندما أشرق الصباح ، رأت أنها لا تستطيع أن تغير الماضي ، وأنه من الغباء أن ترفض
|