كاتب الموضوع :
Bushra
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع كتبته اختي العزيزة لحن الوفاء
9-الشاي يغلي بمرح
منتديات ليلاس
استيقظت ريبيكا في صباح اليوم التالي ، وغادرت غرفتها الى البهو الرئيسي، حيث وجدت في الصالة فتاة منهمكة في تنظيف المدفأة وسعدت برؤية شخص غيرها ، ووصلت حيث تقف الفتاة وسألتها:
"من انت؟"
"انا اليزابيث هل تعرفين متى يقدم طعام الافطار؟"
"السيدةجيليان عادة لاتعد طعام الافطار لاحد سوى السيد بيير عندما يكون في المنزل ، الانسة اديل وممرضتها تتناولان الطعام في جناح الانسة اديل اما السيد بول فإنه نادرا ما يهتم بالطعام لانه يفضل الاستغراق في النوم."
"متى يتناول السيد بيير طعامه في الصباح؟"
"السيد بيير لا يستيقظ عادة قبل التاسعة."
"اوه اخبريني ، اين اجد الطباخة؟"
"السيد جيليان؟ انها في المطبخ هل ترغبين في رؤيتها؟"
"اجل هل يمكنك ان تريني الطريق؟"
"اجل يا انسة"
واتبعت ريبيكا ارشادات الفتاة ومرت من باب يؤدي الى ممر يفضي الى المطبخ، وعندما دفعت الباب . وجدت السيدة جيليان منهمكة في اعداد اللحم والسجق فوق الموقد ، فتطلعت المرأة العجوز في هشة عندما رأت ريبيكا امامها ، وقالت:
"انسة ليندسي؟ هل يضايقك شيء؟"
"لا اطلاقا هل يمكنني ان احمل صينية طعام السيد بيير اليه في غرفته؟"
ازدادت دهشة السيدة جيليان ، وتوردت وجنتاها ، وقالت متعلثمة:
"حسنا ، انا ، انا لا ارى اي مانع ، هل تحملينها الان؟"
راحت ريبيكا تراقب السيدة جيليان وهي تعد الصينية وبعد ان انتهت من مهمتها سألت ريبيكا:
" وماذا عن افطارك؟ ماذا تحبين من الوان الطعام"
"انا لا اشعر بالجوع في الصباح ، وسأكتفي بقليل من القهوة عندما اعود.
ثم ابتسمت ريبيكا ، وحملت الصينية والان عليها ان تواجه اللحظة الصعبة
وسألت السيدة جيليان وهي تسير نحو الباب:
" اخبريني ، اين تقع غرف السيد بيير؟"
وبدت الدهشة بوضوح على وجه السيدة جيليان التي كانت تظن ان ريبيكا كانت تشارك بيير النوم في غرفته ، واستطاعت ريبيكا ان تبلغ الغرفة بسهولة تبعا لارشادات السيدة جيليان وطرقت الباب ، ولكنها لم تتلق اية اجابة ، فادرات المقبض ، ودخلت الغرفة ، واغلقت الباب وراءها.
وجدت بيير مازال مستغرقا في النوم ووجهه شاحب اللون ووضعت الصينية وتوجهت لتزيح الستائر جانبا . وتطلعت اليه في فراشه ، فوجدته اكثر شبابا وجاذبية وخفق قلبها حتى كاد يقفز من حلقها . وعرفت انها احبته . ومازالت تحبه.
ازعجه الضوء الخافت الذي سرت اشعته الى الغرفة وتململ في فراشه قبل ان يفتح عينيه ، وعندما رأى ريبيكا ، حملق فيها غير مصدق وصاح بها متسائلا:
"ريبيكا!"
ويبدو انه استعاد وعيه ، فغير من نبرة صوته ، واستطرد يقول :
"بحق السماء ، ماذا تفعلين هنا!"
سارت ريبيكا نحو الفراش ، ولاحظت نقاء الضمادة الموضوعة على ذراعه ، فقالت:
" صباح الخير يا بيير، لقد احضرت لك طعام الافطار . كيف حالك هذا الصباح؟"
ارتفع بيير بجذعه وارتكز على مرفقه فسقطت الاغطية حتى وسطه وقال لها ببرود:
"لماذا قدمت الى هنا؟ انني لا احتاج الى اية نصيحة طبية منك؟"
"انني لم احضر من اجل ان اعطيك اية نصيحة ولكني اريد ان اتحدث معك"
تمتم قائلا:
"اذن ،تكلمي!"
ضغطت ريبيكا على شفتيها ، وقالت متعلثمة:
"انا ، انا اريد ... ان ... اخبرك .. بأنني اعرف كل .. شيء عن جينفر!"
قال بمرارة:
" حقا!"
"اجل اديل اخبرنتي انك . انك كنت عازما على الزواج منها . ولكنك هجرتها وتزوجت اختها جينفر ثم .. ثم ".
حملق بيير في وجهها غاضبا ، وقال:
"صه! هل تظنين انني اكترث بما اخبرتك به اديل؟ لقد قلت لك ذات مرة انني لا اهتم بتقرير اخت زوجتي عني؟"
"ولكن الا ترى انني صدقتها؟"
"اجل ، فعلت . صدقتها ، ولم تستمعي الس . صدقتها لانك كنت جبانة ، وكنت خائفة من التعبير عن عواطفك ، وكنت اسيرة لضيق افقك ، كنت خائفة من الوقوع في الحب ، الا اذا كان محاطا بكل الضمانات والان جئت الى هنا لتقولي لي انك تعتذرين عن كل شيء تفوهت به ، وكل مافعلته . ماذا تتوقعين مني؟ هل اقول لك ريبيكا ، انني غفرت لك؟ هل اقول لك ربيبكا انت بعثت السعادة الى قلبي؟ هل اقول لك ريبيكا ، انا حر الان ، فهل تتزوجينني؟ الجواب لا!"
وانزلق بجسمه وترك الفراش . فرأت انه كان ينام شبه عار فأشاحت بوجهها عنه فتمتم قائلا:
"اترين انك اشحت بوجهك لانك خائفة . صديقيني . لديك كل الاسباب لخوفك!"
ضغطت ريبيكا على راحتيها ، وكان عليها ان تعرف انه لا جدوى من ان تجئ الى هنا ، او ان تشرح لهذا الرجل القاسي انها وقعت فريسة بين يدي تلك المرأة الحقود لتي لم تتمتع باية ثقة بقدرتها على جذبه اليها .
وبخطوات مضطربة ، سارات ريبيكا نحو الباب ، ولكنه اسرع ووقف امامها ، ومنعها من الهروب من هذا الاذلال . وقال بخشونة:
"لحظة اريد ان اقول لك شيئا قبل ان ترحلي ، هل تنوين الاستمرار في رؤية ابتي؟"
"حيث اننا نعمل سويا في نفس المبنى ، ارى انه من المستحيل الا اراه"
"عليك اللعنه . اليس هذا ما اعنيه . وانما اسألك ، هل يحبك؟"
"لا بالطبع "
"لماذا بالبطبع لا؟ انت ... انت دائما امرأة مرغوبة! كم رجلا بثك حبه منذ ان ..."
قاطعته ريبيكا غاضبة.
" كيف ... نجرؤ على ان تقول هذا؟"
ولم يلحظ بيير ثورتها . اذ انشب اصابعه في كتفيها ، وجذبها نحوه وهي تقاومه ، وشعرت بصلابة عضلات صدره ، فحاولت ان تطلق سراح نفسها في يأس مميت. وبعد لحظات تراخت مقاومتها ، وتعلقت به ، ولم تتصور انه قد مضت ثلاث سنوات منذ احتواها بين ذراعيه وكأن ذلك حدث بالامس, وشعرت ان الم العذاب الذي كابدته قد تلاشى عندما بدأ يضمها بعاطفة محمومة.
وبمجهود كبير ، انتزعت نفسها من بين ذراعيه وهي تدرك انها قد المته في جرحه فقد كانت تعي انها في حاجة الى الهروب منه قبل ان يغريها دفئه على الاستسلام له:
وفتحت الباب . بدون ان تجرؤ على النظر وراءها وجرت بجنون عبر الممر المؤدي الى البهو، حيث استطاعت ان تقف وحاولت ان تستعيد بظهرها اليه . كان من الحماقة ان تذهب اليه، بل ان اكبر حماقة ان تسمح له بلمسها ، لو لم تكن معزولة في هذا المكان لاستطاعت ان ترحل على الفور من هذا المنزل ، تعود الى لندن ،
وبدأت ريبيكا تهدئ من روع نفسها . وكانت الساعة قد جاوزت العاشرة ، وحان الوقت لان تبحث عن بول لتعرف منه ماينوي ان يفعله ، وتمنت ان يوافق على الرحيل قبل الظهر ، فهي لا تستطيع ان تقابل بيير ثانية
وعندما نزلت الى الطابق الاول ، وجدت بول في انتظارها فسألها
" هل تناولت طعام الافطار؟
|"لا ، لا اريد اي شيء . هل انت مستعد للرحيل؟"
"انا مستعد ، وانت ؟"
" هل هناك سبب يدعوني الى عدم الرحيل؟"
"ظننت انك مصرة على رؤية أبي قبل رحيلك"
توردت وجنتا ريبيكا بحمرة قانية وقالت:
" اوه لا، لا، هل رأيته انت؟"
هز بول رأسه وقال:
" اجل رأيته"
" كيف ... كيف حاله؟"
"انه يشكو من الم في كتفه. سيطلب من شيللا تضميد جرحه"
احست ريبيكا بطعنة نجلاء تنفذ الى امعائها وقالت:
|