4- الحقد حلم جنوني
لم تكن روزا في المطبخ عندما دخلته ربيكا . فانتابتها الحيرة . لأنها اعتادت ان ترى مدبرة المنزل في مثل هذا الوقت من الصباح تعد صينية طعام آديل . وكانت كل الدلائل تشير الى أنها كانت موجودة منذ لحظات . ولابد أن تكون قد خرجت لشراء الخضروات . ولذلك قررت ربيكا ان تصب لنفسها فنجانا من القهوة . وجلست الى المائدة تحتسيها في الوقت الذي أقلبت فيه روزا من البهو .
منتديات ليلاس
ابتسمت ربيكا وقالت :
- صباح الخير ياروزا .
ولكن روزا لم تبادلها الأبتسامة . وأنما قالت على الفور :
- صباح جميل يا آنسة . هل أعددت قهوتك ؟
- اجل شكرا . لقد افتقدت وجودك ... ولذلك أعددت القهوة بنفسي.
ولكن ربيكا وجدت ان روزا مشغولة عنها فقالت :
- هل حدث شئ ؟
جالت روزا ببصرها في المكان والقلق باد على محياها . وأخيرا قالت :
- ليس تماما يا آنسة . كل ما في الأمر انني حملت صينية الأفطار الى الأنسة آديل .
اصطك فنجان القهوة بالطبق في يد ربيكا وسألت :
- تقولين ماذا فعلت ؟
- اقول انني حملت الصينية الى الآنسة اديل . لقد طلبتها .
هزت ربيكا رأسها مستفسرة :
- هل طلبتها ؟
- اجل يا آنسة . في بادئ الأمر ظننت انك موجودة في صحبتها . ولكن الأنسه اديل جاءت الى المطبخ . على كرسيها المتحرك .
وقفت ربيكا مأخوذةوقالت :
جاءت الى المطبخ على كرسيها المتحرك ! آسفه يا روزا اذا كنت أبدو لك حمقاء . ولكن مافعلته اديل لم يحدث من قبل . منذ اتيت الى هنا .
- اعرف يا انسه . لقد دهشت انا بدوري . اظن انها استيقظت .
استغرقت ربيكا في التفكير وفجأة لاحت لها امور شتى فسألت :
- متى ..متى حدث ذلك ؟ ومتى جاءت الى المطبخ ؟
- اظن منذ خمس او عشرين دقيقة .
- خمس عشرة او عشرين دقيقة ؟
قالت ذلك ثم اغلقت عينيها لفترة طويلة ..وعندما فتحتها ثانية كانت روزا تراقبها عن كثب . وعندما شعرت ربيكا بقلق روزا . رسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها وقالت :
- كل شئ على ما يرام ياروزا . كنت افكر . هذا كل مافي الأمر . هل قالت لك الآنسة آديل شيئا عندما حملت اليها الصينية ؟
- لا يا آنسه . لقد جاءت لتقول لي انها تبحث عنك .
كان من الصعب على ربيكا العثور على أسباب لما فعلته آديل . وقد يقفز تفكير اديل الى احكام غير ضرورية . ولكن مهما يكن الموقف . فأن عليها ان تواجه اديل . وقبل كل شئ وبعده فأن امرا سيئا لم يحدث . هل حدث حقا شئ سئ ؟ لقد شجعتها اديل على الخروج مع بيير سانت كلير . هو بالتأكيد فأنها لاتستطيع ان تعترض . لأنه عاد بها من الشاطئ .
ولكن هل هناك شئ اكثر من هذا ؟ هل رأتهما آديل او سمعتهما وهما يعبران البهو ؟ او هل تبعتهم حتى غرفة ربيكا ؟ وعند هذا التساؤل توردت وجنتاها .
وحاولت ان تتذكر هل كان الباب مفتوحا ام كان مغلقا . ولكنها تذكر الآن ان الباب كان مفتوحا . لأن بيير دفع الباب عندما حملها الى داخل الغرفة وتركه خلفه مفتوحا . هزت رأسها . فأن احدا منهما لم يلاحظ المتلصص الذي جاء هادئا .
وراح يراقبهما . انتاب ربيكا شعور بالغثيان , فأشاحت بوجهها عن روزا حتى لاترى امتقاع وجهها . ولكنها وجدت انه من السابق لأوانه التفكير في أشياء تتصور ان اديل وصلت اليها وأصدرت فيها أحكاما . ولايعني هذا ان اديل ستناقشها فيما رأت او سمعت .
سارت ربيكا نحو الباب وقالت وهي تغادر المطبخ :
- سأذهب لأتبين ما أذا كانت اديل قد انتهت من طعامها ّ!
وتوقفت ربيكا في الممر ثانية لتتسائل : لماذا تعذب نفسها بهذا الأسلوب ؟ وماذا يهم اذا كانت اديل قد رأتهما ؟ لاشئ اطلاقا قد حدث . لاشئ يمكن ان تخجل منه . على الأقل !
انتصبت بكتفيها وسارت عبر البهو صوب غرفة اديل . وبعد ان طرقت الباب ودخلت . وجدت اديل جالسة على المقعد المتحرك . وتضع الصينية على ركبتيها . تطلعت الى ربيكا بنظرة كلها انتصار غريب . فابتلعت ربيكا ريقها قبل ان تقول :
- صباح الخير يا أنسة سانت كلاود .
وضعت اديل الصينية على الطاولة بجوار الفراش . ومسحت شفتيها بمنشفة وقالت :
- صباح الخير يا ربيكا . صباح جميل اليس كذلك ؟
ضغطت ربيكا على شفتيها فقد كانت تحية غير عادية من أديل . وقالت :
- حقا ... انه صباح جميل .
وتطلعت ربيكا حولها فرأت الستائر قد انفرجت قليلا جانبا . فأزاحتها الى منتهاها حتى تتيح لأكبر قدر من ضوء الشمس الدخول الى الغرفة . وفي نفس الوقت استطردت قائلة :
- لقد استيقظت مبكرة هذا اليوم .
استراحت اديل بظهرها على المقعد وقالت :
- اجل . لعل ضوء النهار اثارني. او ربما شئ أخر . الا تظنين ذلك ؟
سألتها ربيكا وهي تحاول الأحتفاظ بصلابة عودها :
- هل جذبت الستائر جانبا ؟
هزت أديل رأسها وقالت :
- اجل فعلت . القي نظرة خارجا يا ربيكا . هل ادركت متعة المنظر الذي اتمتع برؤيته من هنا ؟
تطلعت ربيكا خارج النافذة . فرأت المرج المؤدي الى الشاطئ . وكل من يجلس امام النافذة يتمتع برؤية جمال منظر كل شئ . وكل انسان يتحرك هناك .
وأستدارت ربيكا وواجهت اديل قائلة :
- انه منظر رائع .
- كثيرا ما جلست امام هذه النافذة يا ربيكا . ليس دائما في الصباح . ولكن أحيانا في اوقات اخرى . هذا الصباح كنت قلقة . ولذلك جلست هناك لفترة .
شعرت ربيكا بعضلات وجهها تتجمد وقالت :
- اوه حقا !
- اجل ... رأيتك وأنت تتوجهين للسباحة يا ربيكا . كم أحسدك .
لم تستطع ربيكا ان تتحمل المزيد فصرخت قائلة :
- كفى ..ماذا تحاولين يا انسة سانت كلاود ؟ انت تحاولين قول شئ اليس كذلك ؟
- صدقيني يا ربيكا انت حساسة هذا الصباح . ماذا تظنين انني احاول قوله ؟