الـــدلالات النفســــــــية للتوقيــــــع
ترجمة: مازن يوسف
يعد توقيعك ذا مغزى اكثر عمقا حتى من طريقة كتابتك, فكانه في الحقيقة يقول ( هذا انا), صحيح ان التوقيع بحد ذاته لايوفر مادة كاملة لعالم الخط يوضفها في التوصل لتقييم يعول عليه للشخصية , الا ان حجم الحروف المستخدمة في التوقيع, وميلانها, واتجاهها, وزخرفتها, كلها عوامل مهمة في التحليل.
في ما ياتي بعض الدلالات النفسية لاسلوب التوقيع وشكله, مستقاة من الملاحظات المقننة لمختلف انواع التوقيع:
1- يعد حجم التوقيع واحدا من اسهل النقاط لتحديد الشخصية. فالتوقيع الكبير بالقياس للكلمات الاخرى, قد يدل على رغبة في التخلص من عدم الثقة بالنفس لدى شخص يعتقد باهميته ويريد من الاخرين ان يكترثوا له. وعندما يكون التوقيع اصغر من الكلمات الاخرى, فقد يعكس ذلك رغبة الشخص في ان يبدو متواضعا لكي يسد نقصا في احترامه لذاته, بمعنى ان التوقيع هنا يعمل بوصفه الية دفاعية, وفي هذا ايضا مشكلة تتعلق بالثقة بالنفس.
2- عندما تكون حروف التوقيع مكافئة في حجمها الكتابة الاعتيادية للشخص, فان في ذلك دلالة على حساسيته, وتواضعه, وبانه غير مدعي, وغير مهتم بصورته عند الاخرين, وموضوعي جدا فيما يتعلق بالجوانب الحسنة والسيئة لديه.
3- عندما يتم التركيز على كتابة الاسم الاول اكبر من اسم العائلة او اللقب, فهذا يشير الى تفضيل الشخص لان يكون رسميا, وانه كان سعيدا في طفولته. اما في حالة المرأة التي تستخدم اسم الاب ففي ذلك اشارة الى انها كانت اسعد قبل الزواج. ومن جانب اخر, اذا التركيز على اسك العائلة أو اللقب اكثر من اللازم, فذلك يمكن ان يكون لاغراض الاعتبار والمقام.
4- هناك معيار اخر لتقييم التوقيع, وهو سرعته. فالموظفون الكبار أو المحامون الذين يعرفون اهمية التوقيع, قد يوقعون أبطأ مما يكتبون. وبالعكس, فالعديد من التواقيع بسبب سرعة كتابتها لايمكن قراءتها, وهذا يوحي بانسان كتوم. كما ان التوقيع الصعب يعد اشارة واضحة لمبالغة مفتعلة تقترن بميل الى التحفظ والانعزال.
5- عندما يرسم الحرف الاخير من اسم العائلة أو اللقب(بشكل مصطنع) أفقيا فهذا يوحي بان الكاتب يعاني قلة ثقة بالنفس. لكن تقوس هذا الحرف ( بلطف) يدل على الكرم وصعوده الى الاعلى بزاوية حادة يدل على العدوانية, واستمراره بحركة تقوس قوية فذلك قد يكون علامة لشخصية قوية, اما اذا كانت زخرفة هذا الحرف منمقة جدا, او اذا رسمت بشكل متأن, فتلك علامة لشخص يود ان يبدو ان يشعر بانه مهم.
6- أذا كان التوقيع دائريا أو مربعا, فالكاتب يشعر أحد الامرين: العزلة عن العالم, او الرغبة بتفادي الاتصال بالاخرين.
7- الخطان المزدوجان جيئة وذهابا يمثلان الاثارة, مع ان بعضا منها تدل على الاستبداد, او طبيعة غير توفيقية. بينما الخط المزدوج الغامق (خطان متوازيان) يعني شخصا عاقد العزم, لكنه اناني. وعندما يكون هناك خطوط فوق التوقيع وتحته فمن المحتمل أن يكون الكاتب خجولا او شخصا وحيدا لايثق بالاخرين, كما انه غير واثق من نفسه بشكل كبير.
8- النقاط هي عادة جزء مكمل للتوقيع. فنقطة النهاية تشير الى أن الكاتب قد يكون حذرا متعقلا, الا انه يصر ان تكون الكلمة الاخيرة له.
9- أذا كان التوقيع مائلا الى الاسفل كثيرا مع فاصلة كبيرة, فذلك يعني انه يحاول الابتعاد بنفسه عن الموضوع(المادة) وقد تعني مزاجا متشائما أثناء التوقيع فقط. أما التواقيع المتجه الى الاعلى فتعني مزاجا متفائلا.
10- بعض التواقيع لها تراكيب جميلة قد تعكس التمكن الفني, أو حب الظهور في حالة المبالغة.
أن هذه المحاولات لتأويل
الدلالات النفسية لشكل التوقيع, لاتدعي لنفسها أمتلاك اليقين أو حق الجزم بصحتها, ولكنها تنطلق من بديهية سيكولوجية معروفة, هي ان كل مايصدر عن الانسان من سلوكيات ثابتة نسبيا عبر الزمن يمكن اخضاعها لمبدأ السببية واستنباط القوانين. ومن هنا تستند محاولتنا هذه الى رصد سيكولوجية التوقيع.
مترجم بتصرف عن كتاب:
تحليل الكتابة اليدوية
تأليف: كريس مورغان
منقول