|~|
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
|~|
أول محاولة لي في عالم الروايات … عل وعسى تكون نجمة تستحق اللمعان ..
هي لوحة أبسطها امامكم .. ألوانها ما زالت طرية لم تجف .. لكم أن تمحوها ببساطة ..
ولكم أن تجففونها لتبقى صامدة ..
و تحلق بين بقية اللوحات الادبية كفراشة وجدت لها مكانا في حديقة أذواقكم …
و أسلمكم الريشـــــة … فتمتعوا بخليط الالوان الحرفية
~~~
تنبيـــ ـهـ :
قصتي تدور أحداثها في بلداً أجنبي لابطالها العرب ... لم احبذ ان احدد أيها تكون .. فلكم حرية التخيل :)
|~|
v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الأولــى ~----~ v~~√”^√V’~-√V
ومضة :
“ أحياناً في مساحات الحياة يرتسم الأمل بأشكال شتى , ليضيء نوراً من قلب اليأس . فهكذا ولدت جبال من الأمل في قلب غطس مراراً بالألم .. “
السماء كانت صافية و رائعة هذا الصباح خلافاً للايام القليلة الماضية ...
فتحت النافذة وهي تبتسم, فهاجمت أشعة الشمس الدافئة جسدها النحيل, ابتسمت بحور
وهمست" الحمدلله الذي عافاني في جسدي ورد لي روحي وأذن لي بذكره “.
أستنشقت الهواء بجوع كبير , وبعدها قضت نصف ساعة تجهز نفسها لدوامها ..
دخلت الغرفة الباردة المجاورة لغرفتها , وتوجهت رأساً الى النافذة لتبعد الستار وهي تنادي بحنان
" تالاااا .. تامر يالله حبايبي قوموا الدنيا نورت “
جائتها تمتمات الاستهجان الناعسة ما جعلها تضحك : “ الحين اذا ما قمتوا باعمل حالة استنفار “
ولا حياة لمن تنادي ...
همست بتوعد طريف : طيــــــــــــب بتشوفوا .
ثم غابت لحظات لتدخل بعدها الى الغرفة حاملة بيد ملعقة طبخ كبيرة وبالاخرى صينية حديدية وبدأت في الازعاج والطرق العالي وهيا تنشد
: أقبل الصبااااااااااح ,, تراارااراا .. والشمس مشرقـــــة … مشرقـــة .. مشرقـــة . ترااراارااا .. هيا جميــــ … “
قاطعها الصغيران وهما يقومان و الامتعاض على وجهيهما ..
فنطقت تالا :" خلاص شفااا , بنقوم والله .. بس اسكتي بليــز “
تامر وهو يقوم ويسحب شرشفه وراءه " بروح انام بالخزانة “
ركضت شفا اليه و حملته لترميه على سرير اخته تالا و تقوم بدغدغتهما معاً ..
غرقوا جميعاً بالضحك , واستسلم الصغيران أخيراً لها ..
قالت شفا " انا بجهز لكم الفطور , خلصوا و يالله لا تتأخروا عن المدرسة الساعة صارت 7:30 “
قالا بصوت واحد " اووووووكي “
كانت هذة الصورة الصباحية اليومية
لشفا وأخويها التؤامان , حياتهم اقتصرت منذ خمس سنوات عليهم الثلاثة فقط ..
منذ رحيل والدتهم عن الحياة ومن قبلها والدهم .. فقهوا انهم لا يملكون غير بعضهم البعض , فلهذا هم كالروح الواحدة في ثلاثة اجساد تميزت تجسيدا و ... صحة
عندما خرجوا من منزلهم الصغير , كانت جارتهم الانجليزية ترش حديقتها بالماء , فأبتسمت لرؤيتهم وردوا لها الابتسام ..
قالت بلكنتها الانجليزية الحلوة “ Good morning Shefa , Tala and Tamer “
ردوا لها بابتسامة أكبر “ Good morning Ms. Smith. Have a nice day “
ارسلت لهم قبلة هوائية “ you too babies “
و انطلقوا في الساحة الخضراء أمامهم .. وهم يحيون جيرانهم التحية الصباحية المعتادة .
لكنها تحية قلبية مفعمة بالخير , حيث انهم جميعاً أناس اجتمعوا هنا لظروف معينة , اشتركوا الاماً موحدة و مشاعر متشابهة ..
كان المجمع السكني اسمه “ The hope of life “ هو جزء و تابع للمستشفى التي تعمل فيها شفا كممرضة لقسم الاطفال ..
كان المجمع السكني يضم خمسين منزلا متشابه التصميم و الالوان , الاختلاف الوحيد كان في الحياة التي تنبض في كل منزل ..
ولكن الطبيعة والحب الذي خلقه الناس فيه هو ما يجعل الامل في الحياة يسري في عروق المكان …
بعدما اوصلت شفا اخويها للمدرسة المخصصة لأطفال أهالي السكن , اكملت مسيرتها للمستشفى الذي يبعد 10 دقائق سيراً عن المجمع ..
دخلت القسم مبتسمة فقابلت أمامها صديقتها اللطيفة كاثرين “ Good morning Kathy .How are you today ? “ ( صباح الخير كاثي , كيف حالك ؟)
نظرت اليها كاثي وابتسمت “ Hi . I’m fine honey .Pleas tell me if there any good news ?? “
( مرحبا . انا بخير عزيزتي , اروكِ اخبريني ان هناك اخباراً حسنة .؟؟ )
خبت ابتسامة شفا و هي تتذكر ما بها من خطب ... هزت رأسها نفياً , فأتت كاثي تضمها بقوة
و اخذت تواسيها بلطف “ Dont warry Sheshe . I believe that some day .. “
( لا تقلقي شيشي , انا مؤمنة انه يوماً ما ...)
قاطعتها شفا بابتسامة “ It’s o.k Kathy . My hope will never disappear “
( لا بأس كاثي .. املي لن يخبت ابداً )
اخذت كاثي تمط وجنتا شفا بدعابة “ This is my girl “
( هذة هيّ فتاتي )
وبعدها بدأت كلاً منها مناوبتها الصباحية بحماس .
كانت شفا تعشق عملها وتعشق الاطفال كثيراً , كل ابتسامة منهم تعطيها أملاً جديداً كل يوم , وتشعرها أنها حققت شيئاً في الحياة ..
دخلت لغرف من الغرف تحوي على 4 اطفال صغار تتراوح اعماهم ما بين الثالثة والثامنة , منذ اللحظة التي رأوها تدخل صرخوا ابتهاجاً وفرحاً .. فضحكت لمعرفتها انه ستبدأ الهجمات على الحلوى …
v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثانيـة ~----~ v~~√”^√V’~-√V
ومضة :
" life gives us a lot , but takes more .. "
~الجــ 1 ــزء~
تذوقت شفا الحساء المغلي بحذر .. ومع ذلك أحرقت لسانها : " آآي ,, شوربة غبية "
و أخذت تشير بالملعقة الى القدر الذي يحوي الحساء بتهديد ..
: " والله ترى لأحرقك الحين مثل ما حرقت لساني " .
سمعت ضحكة مجلجة خلفها فألتفتت في فزع الى مصدر الصوت لترى احدى صديقاتها في الدراسة
حاملة أكياس ورقية تضم الكثير من الاغراض , وضعت الاكياس فوق منضدة الطعام وهي تستطرد
" هههههـ يالخبلة بتحرقيها و بعدين ايش بياكلوا أخوانك ؟ "
التفتت لتطفيء الموقد :" هلا زينة , يالغبية انتي الثانية ادخلي سلمي , خوفتيني "
و رجعت تواجهها و تخلع مريلة الطعام لتسلم على زينة ...
زينة تضمها :" حبيبة قلبيي آسفة والله , بس دقيت الباب كم مرة وماحد رد "
ابتعدت شفا لتفرغ الاغراض في ادراج المطبخ بمساعدة زينة
:" يعني مو سامعة صوت البلاي ستيشن هذا تامر ما يتوووب كم مرة اقوله يوطي الصوت لكن من يسمع "
زينة :" اي , ارتفع ضغطي وانا اناديهم وما يردوا ... الموووووووهم حزري فزري ايش بيصير ؟؟ "
شفا وهي تبحث عن شيء ما بداخل الكيس
" يا ربيييي زيووون لا يكون نسيتي قروون اللوبيا !!! "
زينة وهي تضم اليها قنينه من المربى وبفرحة متجاهلة قول شفا :" اخوووي و زوجته وعيااله جايين يزوروني بهالفتررررة تخيلي !!! "
نظرت اليها شفا بتبلد :" هااه ... وين قرون اللوبيا ؟ "
زينة بحنق :" اي قرووون!! قرون لما تنطحك , اقوول لك اخيــــــرا احد بيجي يقعد عندي والله طفششششششت هنا لوحدي "
واستطردت وهي تضم يديها كالحالمة :" يا سلاااااام متحمسة استقبلهم مررة .. بسوي حفلة كبيرة .. لازم تكوني معايا "
ثم نظرت الى شفا لتنطفأ ابتسامتها الواسعة :" هيييييي شفووووي سامعتني ؟؟ "
شفا كانت منشغلة بالبحث في الاكياس عن ضالتها واخذت تعدد وهي تبحث
:" عسل , كرفس ,
اوراق زيتون مجففة , تمر , زعتر , وخرشوف . لكن وين قروون اللوبيااا .. مو لاقيتها زيووون "
زينة ببلاهة :" اي قروون ؟؟ اااااه قرووون اللوبيا !!!! "
شفا بتوتر :" اي قرون اللوبيا , زينة لا تكوني نسيتيها ؟؟ "
ضربت زينة جبهتها بباطن كفها :" اااي والله نسيييييت سوري "
وعندما رأت تبدل ملامح شفا تتغير بشكل غير مطمئن
اضافت :" بس ما يهمك حبيبتي الحيــن والله طيراااان على اقرب سوبرماركت وأجيب لك درزززن "
نظرت اليها شفا وهي تقول بصوت منخفض
:" لا خلاص مافي داعي تتعبين روحك اكثر . الحين بدق على سوبرماركت السكن واخليه يرسل كمية منه " واضافت ابتسامة صغيرة الى شفتيها لرؤية القلق على وجه صديقتها ..
" بس معليش زيون ممكن تجهزي المائدة عبل ما اتصل والصغار يغسلون اياديهم "
و قبل ان تنهي جملتها كانت زينة ترص الاطباق فوق المائدة الرباعية ..
دخل الصغيران يتسابقان الى المطبخ وبصراخهما المعتاد الذي ملأ الاجواء ..
زينة تقف في طريقيهما :" stooooooop. Here is the strict inspection”
( توقفااااا ... هنا نقطة تفتيش )
تأففا الصغيران و بسطا ايديهما بقلة صبر , تامر بلكنة رائعة " So Dear Inspector, Are we contrary or committed the laws ? “
( حسناً سيدي المفتش , هل نحن مخالفان ام ملتزمان بالقوانين ؟ )
“You’re verrry committed, good boy “جاوبته زينة بعدما فصفصت يديهما
( انتما جداً ملتزمان .. صبي جيد )
“With very very very long Tongue!!! “ واخذت تهمس لنفسها بغيظ
( ذو لسانٍ طويلٍ جداً جداً )
جلس الجميع حول المائدة بانتظار شفا حتى تنهي مكالمتها وتنضم اليهم ..
عندما امتدت يدا تامر الى سلة الخبز , زئرت زينة :" تاااامر , والله ترى من زمان ما اكلت اطفال "
توسعت عينا الصغيران واخذا يتبادلان النظرات ..
بعدها همست تالا " تامر , صح كلامك طلعت نمنم تاكل اطفال!!"
انفجررررت زينة بالضحك ما جعل الصغيران يجفلان حقاً حتى ان تالا قفزت مذعورة من مقعدها الى خلف مقعد أخيها الذي اخذ يضحك هو الاخر
:" تالا , don’t be silly انا معك راح احميكِ واقتل هذة المخلوقة "( لا تكوني سخيفة )
و في سرعة وقف ممسكاً شوكته وهو يلوح بها في وجه زينة التي وقعت من كرسيها ارضاً وهي تضحك .
فدخلت شفا المطبخ على هذا المنظر , صديقتها متمددة في الارض الخشبية و فمها مفتوح لدرجة ان من الممكن ان يدخل ضفدعاً الى بطنها وهي لا تدري , واخيها واختها في وضع دفاعي وتامر يحمل شوكة بيده وبالاخرى غطاء القدر !!!!!!!
تسألت بوجه مستغرب :" خيــر ايش صاير هنا ؟؟ "
ركضت اليها تالا وهي تقول بخوف :" شفا .. Your friend طلعت بعبع... تاكل الاطفال"
شفا :" هاه !!!!!!! "
ركض تامر هو الآخر اليهما واخذ يدفعهما الى خارج المطبخ
:" تحركوا تحركوا شكلها بتتحول يالله اتخبوا وانا سأقضي عليها بالضربة القاضية "
وقتها قامت زينة بوقفة مهتزة :" ههههههههـ والله يا شفوووي أخوانك سواااالف "
ضحكت شفا فظهرت غمازتيها الجذابتين :" والله معهم حق انك بعبع شوفي خشتك كيف !! "
شخرت زينة بهزء :" والله مو منهم , شوفوا اختهم الكبيرة .. اذا عرف السبب بطل العجب "
أكملت وهي تعود الى مقعدها :" ههههـ تعالوا تعالوا بس لا أكلكم الاكل كله "
عادا الصغيران وهم يضعانها تحت مجهر نظراتهما الخارقة و شفا خلفهما
هموا جميعاً بالاكل .. شفا:" ها حبايبي ايش تقولوا ؟"
تالا وتامر كانا ينظران بتقزز الى زينة التي بدأت تلتهم الحساء والخبز بشراهة
انتبهت لهم الاخيرة وتحدثت وفمها مليء بالطعام :" بل شفووي طالعي اخوانك بيعطوني عيـ "
ولم تكمل حديثها الا وهي تشرق الطعام وتكح بشدة ...
وقفت شفا لتذهب خلفها تعطيها كوباً من الماء
:" بسم الله عليك زيوون .. سمي بالله .. خذي .. ايش فيك ؟؟؟ "
ضحك الصغيران , وقال تامر يحدث مرآته :" did you see هذي آثار الاشعة الخارقة من عيني "
تالا :" تمووري .. علمني بليـــز "
الا و قامت زينة بعد ما شربت الماء لتقول لهما :" بللللل عليك عيونك حااارة منك لها "
ردت عليها شفا :" انتي بعد مشفوحة .. كلي شوي شوي ولا الاكل مو طاير "
زينة وهي تمسح فمها :" ما عليه الشر مو عليك عليا انا اللي طايحة عندكم يومياً "
عادت شفا تجلس :" سكتي بس هو انتي تقدرين تستغني عناااا "
ابتسمت زينة وهي تمط خد تالا التي تجلس بقربها :" لاااااااااا "
و انخرطوا مرة اخرى يأكلوا مبسملين بالله ...
و بصمت مع بعض التعليقات المرحة التي تلقيها زينة ويرد عليها تامر
بعدما انتهوا من العشاء , صعد الصغيران الى فراشهما ..
و ككل ليلة أمضت شفا وقت قصيراً لتسرد عليهما قصة ما قبل النوم ..
في حين نظفت زينة المطبخ و باشرت بغسل الصحون حين اتت شفا تساعدها ..
لاحظت زينة صمت صديقتها فتذكرت شيئاً وسألتها :" الا شفووي , ليش اتأخر البقٌال ؟"
ردت شفا بهدوء :" يقول مو متوفر عندهم الحين "
زينة :" اهااا عشان كده مبوووزة ولا يهمك يا قلبي .
الحين انط لك واجيب لك قرون اللوبيا وقرون الثوور لو تبيييين .. والله غالي والطلب رخيص "
ابتسمت شفا ابتسامة جانبية :" انتي بس شااطرة في الكلام "
فتحت زينة فغرها مصدومة , فضحكت شفا على منظرها :" امزح معاك , الا انا من غيرك مدري ايش اعمل "
فحضنتها زينة بيديها الممتلئتان برغوة مسحوق الغسيل :" يا حبــــــي لك "
انتفضت شفا :" زيوووون يالدبه بللتيني .. بعدييييي عني "
تجاهلتها زينة و اخذت تمد شفتاها و الاخرى تبعد وجهها عن مرامي قبلات زينة مدت يدها لتمسك بكسارة الثلج الملقية في صندوق الملاعق ...
شفا بضحك :" زيوووووون يالحماااارة شيلي براطمك لا افقعهم لك بهذي "
زينة وهي تمد شفتاها اكثر :" اي فقعيييهم لي تريحينييي منهم سببوا لي فتنـــة مع طاقم العمل .."
شفا تخلص نفسها من جثة زينة الطويلة :" هههههـ يماما خلاص اهجدي "
غسلت زينة يديها واخذت تجففهما ثم تبحث عن حقيبة يدها
:" اي زين بروح اشتري لك قرون وحوافر وكرش اللوبيا ورااااجعة "
لحقت بها شفا وامسكتها :" هييي يالخبلة تعالي ,طالعي الساعة كم الحين 9:25 م لا خلاص مو لازم "
تكلمت زينة و ارتسمت على ملامحها الجدية
:" شوفي شفا... بقولك شي مرة مهم ."
خافت شفا من الجدية المفاجئة التي نزلت على صديقتها ..
فبلعت ريقها لتسمع الاخرى تقول :" من عرفتك ليومك هذا ناديتيني 53797965 مرة بخبلة ترى والله حراااام نفسيتي أتأزمت تهيء تهيء ..
وعندما ههههههههههه طالعي طالعي شلون وجهك راح مثل التميس المشوه ههههههههه "
ضربتها شفا على كتفها :" وجـــــع فجعتيني على بالي في شيء خطير .. من جد خبلة "
الا رجعت ملامح زينة الجدية :" شفتي شفتي هذي المرة الـ خمسة ثلاثة سبعة تسعة سبعة تسعة ستة ستة اللي تقولين خبلة "
ضحكت شفا :" هههههههههه انتي ايش تقووولي !!! "
زينة :" ايش اسوي اذا ماعندي المخ الكافي عشان اقرأ الرقم عدل "
شفا تدفها لبره المطبخ وتغلق الاضاءة :" هههههههه يقولون الذكاء مو المخ .. يا مخ انتي "
زينة و تجر شفا وراها :" اي تعالي اقفلي الباب من وراي .. ادري السراقين يكثروا هالوقت "
شفا :" هههههـ زينة انتي شفيك اليوم خبلة .. نحن بسكن محروس وبعدين انتي فين رايحة مافي روحة الليلة باتي عندي "
ضربت زينة يدها على صدرها وبتعابير مفجوعة :" وه يا ندااااامة انام عندك وانتي في بيتك رجال غريب "
ارتسم الاستغراب على شفا :" اي رجال ؟!!! "
زينة بحيا :" تامر بيك ما غيره "
ضحكت شفا :" هههههههههههـ الله يقلع ابليسك والله انتي تهاويييل , انتي تنامين هنا اكثر من سكن الممرضات , و بعدين تلاقي الحارس قافل باب المبني .. يعني بيشوف خشتك وتجيك الرفسة طايرة "
زينة بتفكير :" اي والله على قولك , بعدين حتى لو دخلني الحارس تلاقي جينفر الدجاجة نايمة وهي نومها ثقيـــل و انا طبعاَ ... "
قاطعتها شفا :" ناسية المفتاااح مثل كل مرررة "
زينة :" يب .. يالله راجعة لك بعد نص ساعة "
و مازالت شفا ممسكة بذراع زينة :" زيووون هيييي على وين ؟"
زينة بطفش وهي تنفض يد شفا و تفتح معطفها
:"اوووه شفووي خلاااص شفوي هاه هاه فتشيني فتشيني والله ما سرقت الا ملعقة الصلصة ام مسكة الخنفسانة " وهي تتكلم ولدهشت شفا اخرجت زينة الملعقة من جيب معطفها ...
زينة وهي تمد يدها بالملعقة و شفاتها السفلى بأسف (( اونها ندمانة )) :" أثفة ما اثويها ثاني بث عاجبتني هالخنفوثة "... " يالله بروح اجيب القرون تنطحـيهـ .. اقصد تشربيها "
شفا تضحك وتضمها :" ههههـ يا ربي شقد احبك يالخبلة .. مافي داعي عندي كمية بتظل لاسبوع كمان .."
زينة ترفع حاجبً واحداً :" كان قلتي من اول , وما خليتيني امثل دور النبل من البداية " .
في الحمام " اعزكم الله " اخذت زينة تفرش اسنانها وهي تتحدث :" ما قلت لك ثفووي ... ثفاااا "
اتى صوت شفا من غرفة الملابس :" لا تتكلمي وانتي تفرشيييي تامر صار يسوي مثلك "
افرغت زينة الرغوة في المغسلة وارتشفت الماء واخذت تغرغره ...
اتتها شفا واطلت براسها لداخل الحمام :" لا حووووول زيوون ترى تمور من جد صار ياخذ عاداتك الغريبة "
غسلت زينة وجهها :" انا ايش ذنبي اذا اخوكي دايب في دباديبي "
فأتتها منشفة طائرة لتسقط على وجهها بقوة :" اااح يا دفشة "
شفا :" احسسسن , والله ما مخرب اخواني غيرك " و ذهبت لغرفتهما المشتركة ..
لحقت بها زينة :" هاه .. انتي بس اتركيهم علي اربيهم لك و اطلعهم رؤوساااء دول "
قالتها بعفوية قاصدة المرح , ولكن تأثير جملتها أتت عكسية على شفا التي ارخت رأسها ..
ثم همست :" زينة , من بعدي ما أقدر ءاتمن على اخواني الا عليك .. زينة ما اوصيـكِ ... ترى "
قاطعتها زينة و هي تضربها كفاً خفيفاً على وجنتها :" لا تقولي هالكلام , ترى ازعل منك شفوي "
رفعت شفا عينيها لصديقة عمرها :" انا مو متشائمة زينة , والله كلي أمل . لكن بقولك في حال اني "
زينة بشدة :" هااه شفووي شكلك تبيني ارجع سكني بأنصاص الليالي "
شفا وهي تتنهد :" روحي طيب , هي حذفه حصى وتوصلي "
زينة تشهق :" هاااه , لا يمه ما صدقتي تطرديني بقعد على راسك هنا "
شفا تبتسم :" ادري بك خوافة .."
استلقت على سريرها لتأخذ الحبوب التي أعتادت عليها كشيء ضروري لحياتها , ثم وضعت رأسها على الوسادة وهي تذكر أدعية النوم ..
طالعتها زينة وهي تبتسم وفعلت مثلها ...
أخذت زينة تحدث نفسها:
" كم أنت رقيقة يا شفا , رغم صعوبة حياتك و المصائب التي حلت عليك .
وحالتك الصحية هذة , الا انك ما زلتي متمسكة بالله و تحاربين الغير لأجل دينك , وتقفين امام المرض لاجل أخويك ..
آآآه يا شفا أتمنى لو أستطيع أن أفعل لكِ شيئاً "
شفا :" هيييييي زيوون ايش فيك متنحة ؟؟ "
زينة بانتباه :" هاه شفا .. قلتي شيء ؟؟ "
شفا كانت تقف عند الباب وهي تطفيء ضوء الغرفة
عادت لسريرها :" مو قلتي اخوك واهله جايين يزوركِ ؟"
زينة وهي تتذكر الموضوع :" ايييييييي والله صح , الله يسامحك نسيتيني .. جايين بعد اسبوعيـــن تخيلي "
اتكأت شفا على جانبها لتقابل سرير زينة ...
وافلتت شعرها الكستنائي القصير الذي يصل الى ما تحت كتفيها و اخذت تلف خصلة وهي تتحدث
:" حلوو .. وناوية تسوين لهم حفلة استقبال ؟ "
زينة تحمست للموضوع جلست متربعه واخذت تسرد خططها
:" ايي انا افكر اسوي حفلة وعيد ميلاد تامر وتالا بنفس الوقت ايش رايك ؟؟ والله فكرررة جناااان "
شفا تستلقي على ظهرها وهي تتنهد :" لا زيون بلاها "
زينة :" شنوو بلاها لا تقولين عودتيهم يا زينة على اعياد الميلاد ..
حرام عليكي شفووي هذول يتمى خلينا نفرحهم شووي "
شفا اعطتها ظهرها وهي تتذكر والديها واخذت الغصة تهاجمها ..
فقالت بصوتٍ جعلته طبيعياً :" سوي مثل ما تبين زينة ما راح اخالفك .. انا تعبانة بنام .. تصبحين على خير ".
زينة ترد عليها :" تلاقي الخير "
وكانت من الانشغال بخططها بحيث لم تلاحظ الحزن الذي احاط بصديقتها .
|~|
~الجــ 2 ــزء~
قال بصوته القوي :" What you mean there are no hope ??? "
( ما الذي تعنيه بأن لا امل هناك ؟؟؟ )
بدى الدكتور الضئيل الحجم امامه متوتراً فأخذ يمسح عرقه و هو يقول بصوت متردد
" The situation of your sister, Mr. Jasser is very Serious
we can not do anything for her"
( حالة اختك سيد جاسر خطيرة جداً .. لا نستطيع فعل اي شيء لها )
تنهد جاسر بعنف :" Then what do you suggest me to do "
( اذن ما الذي تقترح علي فعله ؟)
قال الدكتور بعد تفكير :
"But there is a hospital in ((imagine)) attached to a special section of the state of your sister you can take her there, it may be treatable available. Who knows??”
( هناك مستشفى مزود بقسمٍ خاص لمثل حالات اختك , ربما هناك تستطيع ان تجد لها علاجاً متوفراً )
اطلق جاسر زفرة يائسة وقال :" اااااه يا ربي عونك .. "
ثم أستطرد :"
Well, I want you to do all actions that my sister transferred to that hospital as soon as possible “
( حسناً , اريد منك ان تقوم بكل ما يجب لنقل اختي الى هناك وبأقرب وقتٍ ممكن )
ثم اعطا الطبيب ظهره و خرج .
توجهت خطاه الى احدى الاجنحة البيضاء في ذلك المستشفى الضخم ..
جدراناً رأى مثلها الكثير خلال الثلاث سنوات الماضية .
طرق الباب واتاه صوت الممرضة تسمح له بالدخول , فدخل و رآها نائمة ووجهها الملائكي يعلوه الشحوب .. قبض يديه بشدة .. انه يفقدها و لا يستطع عمل شيء لاجلها ...
مالذي يفعله مالذي يستطيع ..
ليته فقط قادر على ان يمنحها عمره , اهم شيء ان لا تغيب لؤلؤة مثلها عن الدنيا ...
تحدثت الممرضة له ببضع كلمات لم يصغي اليها ثم خرجت تاركة اياه معها ..
اقترب منها وجلس على مقعد بجانب سريرها ..
شيعتها نظراته المتأملة و المتألمة بكل تفصيلة فيها ..
امتدت يداه لتعانق يديها في احتياج فطري ..
وهمس وهو يطبع قبلة رقيقة على اناملها البيضاء :" حبيبتي , اصمدي لا تخليني "
وكأنها كانت تسمعه في اعماق نومها الذي سببه سريان محلول الدواء في عروقها , فقد ازدادت قبضتها في يده رداً على رجاءه ..
مسح على وجنتاها بلطف وهمس
:" جود , اوعدك بإذن الله بتطيبي وبشوف ضحكتك ثاني تملي حياتي "
وقف وطبع قبلة حنونة على جبينها , وذهب ..
~~~
سألت شفا :" من هذا ؟ "
كانت تجلس في مقابلة زينة في الكوفي المخصص بفريق عمل المستشفى , كانتا تشغران مكانا على الاطلالة الرائعة لحديقة المستشفى ولكن من احتل الطاولة خلفهما بمواجهة شفا كان شاباً ينظر اليها في كل لحظة نظرات غريبة .
اختلست زينة النظر خلفها للمرة العاشرة :" والله ما ادري .. شفيه يطالعنا بهالطريقة ؟"
تجاهلته شفا و رجعت تكمل وجبتها :" تركك منه , المهم ايش قررتي تسوي الحفلة "
اجابتها زينة التي ما زالت تنظر كل لحظة واخرى خلفها :" والله ان ما شال عينه بأفقع وجهه اللي مثل فطيرة التفاح "
ضحكت شفا وهيا تغرز الشوكة في سلطتها :" شعلييكِ منه , تكلمي ترى ما بقى الا 10 دقايق على استراحتنا "
زينة وهي تفتح غطا وجبتها :" والله شفوي انتي لازم تتلثمين , ترى وجهك جايب لنا الشبهات "
شفا بعين مفتوووحة :" هههههه يالخبلة انتي اللي جايبة لنا شبهات ببرطمك الفوشي هذا , ممرضة وتحط فوشي فين رايحة انتي .. حفلة ؟ "
زينة وتاكل بطريقتها المعتادة .. حيث تخلط كل المقادير معاً وتاكلها مرة واحدة
:" وييي لا تعيبي على برطمي , كافي مني ماشية وراكِ ولابسة طرحة "
شفا بنص عين :" اجل ايش تبغى تكشفي شعرك .. والله ما تستحين "
زينة :" اسكتي بس . لو شعري حريري مثل شعرك كان من زماااااااان انا مطلقة سراحه ..
لكن الله عطاني سلك النحاس هذا ايش اسوي "
شفا بحنق وهي تمص بقايا العصير :" احمدي ربك يا جرادة غيرك ماعنده هالنعم "
زينة تمضغ اكلها :" اي افلحي انتي ...
لان الزين كله عندك ما شاء الله جسم و بشرة ولا اصفى ولا العيووون الرمااادية ....
انا ما قد عمري قلت لك عيونك تهبل يا بنت ما شاء الله عليكِ والله يا شفوووي ليتني بجمالك "
خلصت شفا عصيرها :" الحمدلله الذي سقاني هذا واطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة ..
زيوون بلا قرقرة زايدة ترى ورانا شغل قومي ومصع "
زينة وهي تعود للاكل بطريقة غريبة , تستدعي لمن يأكل معها ان يستفرغ كل ما بجعبته .
لكن شفا اعتادت على طباع صديقتها و هذة هي الصداقة الحقة ان تتقبل صديقك بكل عيوبه ومزاياه ..
:" بخلص اكلي بالاول .. اشوفك العصر ان شاء الله اوكي .."
تنهدت شفا وهي تقف :" اوكي براحتك .. صحة وعافية .. اشوفك العصر "
وذهبت لترمي نفايات وجبتها ..
وحين التفتت لتخرج وقعت عينيها على عينا ذلك الشاب الذي يبدو من محياه ملامح عربية متأصلة ..
اشاحت بنظرها وبلعت ريقها ثم اكملت طريقها شامخة الرأس ..
انها تواجه مثل هذة النظرات منذ ان بلغت الخامسة عشر من عمرها
وقتها كانت تتضجر وجنتاها خجلاً و يتلبسها التوتر والخوف ..
ولكن الان وهي على بوابة العشرون وبعدما مرت بكل صعوبات حياتها ..
اصبحت قادرة على ان تواجه كل شيء ..
لم تنتبه في طريقها حيث كانت هنالك قهوة مسكوبة ارضاً رميت عليها قطع محارم حتى تمتص القهوة , فداست على احدى تلك المحارم التي سببت في انزلاقها ..
كانت لحظة واحدة لم تستطع فيها الا ان تصيح مذعورة..
ولحسن حظها كانت قريبة من طاولة ذلك الشاب ,الذي تيقظ لما يحدث و ببراعة وسرعة امسك بها قبل ان تهوي ارضاً ...
كانت ضربات قلبها تصم اذنيها و صدرها يعلو ويهبط في سرعة , فتحت عينيها ببطء مرعوبة من الذي حدث لها ... هل ماتت يا ترى ؟
ولكن كان الوجه القريب منها ينطق بإبتسامة مطمئنة ..
رأت الشفتان تتحركان والاصوات تقرع كالطبول مختلطة بصوت نبضاتها ..
امسك بها الشاب و اوقفها واخذ يهزها برقة :" انتي بخير ؟ صار فيكِ شيء "
وحالما غطى صوته الحنون زئير من الخلف وانقضت عليه فتاة اشبة بالنمر الجائع
:" يالمجرررررم .. تبي تقتل اختييي والله لا ادوووس ببطنك .. اصبر اصبر "
اخذت زينة ترفع اكمام معطفها الابيض وهي تستعد لتوجيه اللكمات
:" تحسب اني ما اعرف توكيندوو والله اعرف بس اصبر علييييي "
استوعبت شفا ما يحدث و رأت نفسها بين يدا ذلك الشاب الغريب , فشهقت واسرعت بالابتعاد ما استرعى انتباهه عن زينة وحركاتها المتهورة ..
رأى ملامح شفا المرتعبة فقال بقلق :" آسف اختي , بس كنتِ بتطيحين و .."
ولم يكمل كلامه فقد اختنقت حنجرته بين يدا زينه .. " وبعد تتحرش فيها .. بموووتك اليوم بمووتك .."
كان جمعاً من الممرضين والاطباء متجمهراً ينظرون بإستمتاع الى الحدث المضحك المتمثل امامهم ..
تقريباً أغلبهم يعرفون زينة فهي ممرضة متدربة قد مرت بكل الاقسام وتعرفت على اغلبهم بسبب طبيعتها الاجتماعية ..
حطت شفا يدها على صدرها تخفف النبضات , تنفست ببطء ثم رأت صديقتها تحاول خنق ذلك الشاب ..
ولكن كان منظرها مضحكاً فهي قصيرة القامة والشاب فارع الطول ..
كانت وكأنها ارنب يهدد بقتل زرافه .. مضحكة هذة الفتاة !!!
ذهبت لتسحبها :" زينة تركي الرجال ما سوا شيء هو ساعدني وبس "
التفت لها زينة وهي تسأل بإهتمام :" شفووي صار فيكي شيء؟ اشوف اشوف دوري وريني .. "
واخذت تمسك راس شفا ثم تنظر الى قدميها :" اشووف راسك موجود .. رجلك بعد .. اصابع رجلك ..
خلعي البوت خليني اشوف "
شفا وهي فعلاً ليست بمزاج لرفيقتها :" زينة بسسسس "
التفتت لذلك الشاب وقالت بنبرة شاكرة :" شكرا لك اخوي .. واعذرنا عالازعاج "
بالطبع كانت تقصد تصرف زينة المخزي ..
ثم التفتت لتخرج من الكوفي وفي اعقابها زينة التي ارسلت نظرات تهديدية للشاب ...
لحقت بشفا التي اتخذت رواقاً جانبياً ومنه الى دورة المياة النسائية " وانتن بكرامة " ..
رأت صديقتها تبتلع قرصاً من دوائها وتتنفس بعمق ..
سألتها بقلق :" شفا .. انتي بخير ؟ صار لك شيء ؟ هالجربوع اللي هناك ضايقك بشيء ؟ "
رفعت شفا انظارها :" لا زينة مافيا شيء .. بس خفت شوي "
ربتت زينة على ظهرها بخفة :" مافيك الا العافية ان شاء الله "
ابتسمت شفا :" ان شاء الله جدتي زينة "
زينة وهي ترى جهازها يرن :" اوووووه الدكتور حساام .. ياللهوي حيقطعني قطععع اتأخرت "
شفا:" هههه تستاهلي حد قالك تضيعي وقتك وانتي تخنقين ذاك الرجال "
زينة وهي تضرب قبضة يدها في باطن الاخرى
:" يا حسافة فلت مني هالمرة لكن المرة الجاية اوعدك ما راح يفلت .."
شفا و هي تضحك :" بعدين تعالي ايش هذي التوكنودو !!!
فضحتينا .. اسمها تيكوندو و أشك اذا تعرفيها اصلا "
زينة باصرار :" لا تخافي بأتعلمها لك هي والكونغ فوو والكاراتيه ... هيييع هااع وااع "
واخذت تلوح يديها بالهواء كالمصارع ..
شفا حركت رأسها بيأس :" يا ربييي هالخبلة متى بتعقل ؟؟"
الا و جهازها هي الاخرى يطن ..
فركضت كلتيهما وهما تضحكان كلاً الى مكان عملها .
|~|
بإنتظار تفاعلكم معي .... و كل عام وانتم الى الله اقرب
رمضان كريم ..
دمتم بـ ود