لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-08, 02:13 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لــولــي مشاهدة المشاركة
   يعطيك الف عافيه

استمتعت بقراءه النبضه السابعه

وبانتظار النبضه الثامنه

شفا اتمنى لها الشفاء وان يلقو لها متبرع

وفارس الصراحه كاسر خاطري الله يعينه على خبال زينه



تقبلي مروري

هلا وغلا :[ لولـي ]:

الله يعافيكِ .. ويسعد غاليك ..

وانا استمتعت بقرءاءة تعقيبك :)

الآن حاضرة بنبضتين ..

شكراً لمرورك الغالي .. فلا تغيبي ..

باقة ود لكِ

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 02-09-08, 02:38 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
  
أجزاء رائعة جدا وعرفتنا على الشخصيات بشكل شامل ,, يمتاز أسلوبك بالبساطة والرقة والسلاسة وهذا ما يجعل القصة أحلى وأحلى ,,

زينة /
فتاة مرحة سريعة الغضب ,,أعجبتني شخصيتها لكنها في بعض الأحيان تبدو غبية كالأطفال ,,

فارس/
شخصيته الساخرة لها نكهة خاصة وأعجبتني طريقته في السخرية من زينة ,,أظن أن أحاسيسه التي نحو شفا ستتحول الى زينة لكن هذا مالاأعرفه ,,وأتمنى أن أعرفه

جود /
روح طيبة وحساسة ,,أحسست بالشفقة عليها لمرضها وأرجو أن تشفى منه ,,

جاسر/
مثال الأخ الحنون ,,أحببته جدا وأحببت عطفه على أخته ,,شفا سوف تكون محطة تغير في حياته وأتمنى هذا من كل قلبي

شفا/
البطلة من جميع النواحي ,,أحب محبتها لاخوتها وحرصها عليهم وتعقلها الدائم وأتمنى أن تسعد في حياتها ,,

نبضات في قمة الروعة وننتظر النبضة القادمة بشوق

أهلاً وسهلاً :[ dew ]:

شكراً غاليتي كم اعتزُ بشهادتكِ ..

تعليقاتك ممتازة و واقعية جداً .. لا تحرميني منها ..

رد في قمة الروعة ..

وبإنتظارك دوماً في صفحاتي ..

باقة ود لكِ

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 02-09-08, 02:45 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثامنــــة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" المشاعر دوامة نتلاطم بين امواجها حائرين "

~ الجـ 1 ـزء ~


صاحت زينة بفرحة :" وصلناااااااااااااااااااا "
قام الصغار من غفوتهم .. و اخذوا يصيحون بحماس ..
.. كانت السيارات تملأ مواقف مدينة الالعاب ..
احتاج فارس 10 دقائق حتى وجد موقف لسيارته
عندما خرجوا من السيارة اخذوا يسيرون الى الساحة الممتدة ..
وقفوا مبهورين بضخامة الملاهي .. امتدت ابراجه عالياً وقد رفرفت الاعلام فوقها
دخلوا المدينة و نظرات الاعجاب و الاندهاش تبدو عليهم ..
في المقدمة مشى الصغار في صف واحد بجانبهم زينة وقد تحمست لتجريب جميع الالعاب الخطرة
وخلفهم شفا و دلال .. ثم فارس وهو يحمل اغراضهم ...
أُناسٌ من جميع الاعمار منتشرين في كل مكان ..
صغاراً و كباراً ... بشتى الالوان والاشكال ..
وفي كل الاركان وقفت عربات الأطعمة .. وبيع الالعاب والدمى ..
بالونات بأشكال الحيوانات ... و بهلواني يرتدي ملابس مرقعة , توسطت وجهه كورة حمراء ..
العاب كهربائية كبيرة ... افعوانة خطيرة تكمن في احد الجهات
وهناك يروا بيت الوحوش حيث تراصّ المراهقين ... وهنا جمعاً من الناس وقفوا مصفقين لاستعراض ما
و في منتصف المدينة قبعت لعبة العجلة الضخمة تتحرك ببطء وفي اعلاها أفرادٌ يلوحون لمن في الاسفل ..
مشوا حتى وجدوا مكاناً شاغراً على احدى الطاولات ..
فـ جلسوا .. لكن الصغار اخذوا يقفزون مرحاً يريدون اللعب ..
اخذت زينة تعطي تعليماتها لهم .. وهي تلوح بإصبعها امام وجوههم
:" امسكوا ايادي بعض ..و لا تروحوا بعيد ابداً .. اذا ضعتوا خليكم مكانكم
يااااااااااااا وييييلكم يا سوااااد ليلكم اذا اختفيتوا عن عيون دلال و شفا .. فاهميييين "
الاطفال :" فااااااهميـــن "
فرشت دلال الطاولة بما حملوه من اطعمة ..
:" طيب اول شيء تعالوا كلوا شيء "
الاطفال :" ما نبغااااا "
فارس الذي كان يأخذ مكانه في طرف الكرسي بمقابل شفا :" اولاااد .. ما تاكلوا مافي لِعب "
صدرت اصوات استهجان من الاولاد .. زينة بحنق :" ما نبغى نأكل هو غصب !!"
فارس تجاهلها :"يالله اجلسوا "
ثم جلس الاطفال بسخط و بعدهم زينة .. واخذوا يأكلون وجبه الغداء المتأخرة ..
كانت للطاولة كرسيان طويلان متقابلان شغرت شفا , زينة , تالا و تامر احدهما ..
والبقية شغروا الاخرى ..
دلال بتعجب :" والله ملاهيهم حلوة مررة .. مو مثل ملاهينا "
زينة :" ههههههـ اسكتي تقارني سمكة ذهبية بـ سمكة ناشفة "
ضحك الجميع على تشبيهها ..
اخذ تامر و بسام يتفقان اي الالعاب يركبان .. و زينة تسخر منهم على تفاهة اختياراتهم
بسام :" عمتوو نتحدااك تدخلي معانا بيت الوحوش "
زينة بحماس وهي تضرب الطاولة بيدها :" اي اتحداااكم ليش خايفة انا ..!!"
تامر :" ههههـ لا راح تخوفي اللي بالداخل "
ضحك الكل ..
زينة وهي تغز الشوكه في خده :" هييي تموور شكلك تبغاني اقرمعك "
ابعد يدها و أخذ يفعل بوجهه حركات ليغيظها ..
بسام :" عمة اركبي معاي عشان تهرب الوحوش منّا خخخ "
وقفت زينة لكي تجره من شعره :" يالله قوووم انا بوريك ."
بسام بعين متوسعة :" آآآآآآي عمتووو امززززح "
دلال :" زينة .. حرام عليكي قطعتي شعره "
سحبت تامر الآخر من ياقة ملابسه :" خليييهم اوريهم الحين .. يالله امشووا نلعب "
واخذت تجرهم واحدٌ من شعِره والاخر من قميصِه وهما يصرخان ..
ضحكت شفا على مرآهم وهم يذهبون تجاه الالعاب .. ثم لفت وجهها لترى فارس ينظر اليها بطريقة تأمليه ..
توترت فجأة و ابتلعت ريقها .. و ابتسم هو ثم حمل ابنه اخته يؤكلها بعض البطاطا
دلال :" ههههـ والله زينة ما عقلت ابداً "
شفا بنبرة متغيرة :" ولا راح تعقل .."
دلال :" هو انتوا كيف اتعرفتوا ؟"
اخذت شفا تمسح فمها وهي تحمد الله على نعمته .. :" قبل ثلاث سنوات اتقابلنا اول مرة ..
كنت انا وقتها رئيسة دفعتي .. لكن لما جات زينة .. بحكم تفوقها بامتياز ما شاء الله ..
صارت هي رئيسة الدفعة .. ههههـ اتذكر وقتها كل دفعتي كانوا يغتاظوا منها .. وهي ما قصرت ..
بصراحة رفعت ضغط الكل .. انا في البداية ما كنت مستحملتها لكن مع ... "
و هي تتحدث لدلال ... كان فارس ينظر اليها ..
اخذ يرى يدها تلوح مع كلامها .. فأبتسم ..
شيئاً ما فيها يشعره بإحساس غريب ... و هذا ما فاجأه في البداية ..
فـ منذ مدة طويلة فقدّ اهتماماته كلها بالآخرين ...
و الآن لأول مرة بحياته يشعر بهذا الاحساس الناعم ..
كلما تتلاقى عيناه بها تدب في اطرافه دغدغه خفيفه .. و يجول في بحرها بعمق
احساسه بوجودها يغلفه الأمان و الانتماء ..
احساس حالِم .. هاديء وعفوي ..
لم يكن ابداً من اولئك الرجال .. الذين ينجذبون الى الجمال كأنه مغناطيس يجرهم ..
ولكن .. ذلك اليوم عندما رفع عيناه عن كوب قهوته ورآها ..
لم يستطع ان يبعد نظراته عنها .. شعر كأنها كُتبت ان تدخل حياته لسبب ما ..
لا يدري لماذا .. لكنها هنا الآن امامه تتحدث بطريقتها المميزة
طريقة تعجبه .. فكل الانوثة تنبع في حركاتها
انه محتار ..!
لا يستطيع تحديد كنهه مشاعره ولا تسميتها ..
فـ هو رغم ماضيه المليء بالاحداث والذي كسر اشياء كثيرة في شخصه ...
الا انه لا يعرف ما هو الحب ولا كيف هو ..
ولم يكن يهتم ... لم يكن يهتم حتى بها .. مرّ على باله طيفٌ باسم ..
فأزاحه عنه .. لن يقارن تلك بشفا .. لن يقارن لوحة زائفة بـ
شفا .. انها .. مختلفة بكل الاوجة عن الجميع ..
كزهرة الجوري يراها .. رقيقة .. جميلة و بريئة ..
حولها هالة تشع بـ الصفاء
يرى النقاء في نظرات عينيها .. يرى الطيبة تمتزج مع كل بسمة منها ..
:" صح يا فارس ؟؟ "
كانت دلال تسأله رأيه في شيء ما .. نظر اليها ببلادة ..
خشي ان يُحرج نفسه امام شفا التي كانت تبتسم بهدوء وهي تنظر اليه بخجل ..
فهز رأسه ايجاباً بفم مغلق ... ثم ابتسم ..
نظرت دلال بإستغراب الى شفا ثم اليه ..:" ايش هو اللي اي اي .؟ "
فتح فمه و نظر الى الطفلتان :" ااااممم ... ايش رايكم العّبكم يا تالا و تولين ؟؟ "
مدت الصغرى يدها الى خالها :" ايوه حالي حالوو بلعب "
ابتسم و حملها بيد واحدة ثم مد يده الى تالا :" يالله تالا تعالي "
نظرت تالا الى اختها :" اروح شفا ؟"
ببسمة :" روحي حبيبتي "
فقفزت تالا بسرعة من الكرسي و امسكت بيد فارس ..
ذهب ثلاثتهم الى الالعاب القريبة و بقيت شفا و دلال يتحادثان ..
دلال ببسمة مواساة :" الله يعينك يا شفا ... صدق مسؤولياتك كبيرة "
هزت شفا رأسها :" الحمدلله ربي معاي وما تخلا عني .. كل اللي اتمناه اني اتطمن على اخواني وءأمن لهم مستقبلهم بفضل الله "
دلال :" ربي يكتب لك على قد نياتك .."
شفا بتنهد وهي تنظر الى عائلة مرت بجانبهم :" آمين "
عندما رأت نظرات شفا تلمع بحزن .. سألتها :" مشتاقة لهم شفا ..؟"
ارسلت لها الاخيرة نظرة تساؤل فوضحت دلال :" والديكِ .. ؟"
اخفضت عينها الى يديها فوق الطاولة .. مشتاقة ..!!
لا احد يعرف مقدار الاشتياق الذي يفور بقلبها .. لو كان نار الشوق حقيقة
لأحترق العالم كله .. من شوقها لوالديها ..
وضعت دلال يدها على يدا شفا :" آسفة شفا اذا فتحت الجرح "
رفعت شفا رأسها :" لا يهمك دلال .."
دلال بإهتمام :" طيب .. كيف حالتكِ الحين ؟ .. ان شاء الله احسن "
اومأت :" اي الحمدلله احسن "
دلال :" ايش نوع المرض اللي عندك بالضبط ؟"
كانت شفا ستجيب الا ان بسام و تامر أتيا وهما يركضان ..
سألتهم دلال :" وين زينة عنكم ؟؟ "
بسام وهو يتنفس بصعوبة :" اللعبة كانت زحمة .. طابوووور عشان نركب تعبنا ننتظر في النهاية الرجال قالنا ممنوع دخولكم ..."
تامر بعصبية الاولاد :" شايفنا صغار عنده .. والله اننا ارجل منه "
دلال :" هههههههـ يا عيني عالرجّال "
نظرت شفا الى اخيها بإستغراب .. لم يكن يتحدث هكذا من قبل .. يبدو ان تأثير بسام سريع المفعول ..
اخذ تامر يشرب الماء وعندما لم يرى اخته :" شفا وين تالا ؟"
اشارت له لموقعهم .. فـ ركض اليهم وبسام يتبعه ..

وصلوا الى حيث يقف فارس ملوحاً للفتاتان بداخل لعبة الفراشات ..
بسام :" خالي بنلعب لعبة سيارات الصدام .."
نظر اليهم فارس .. ثم الى الطاولة ... فلم يرى غير شفا و دلال ..
قطب حاجبه و سأل الولدان :" وين زينة ؟"
تامر :" عالقة بوسط الشباب "
صرخ فارس :" كيــــــــف ..؟ "
فزع تامر و تلعثم .:" هناك في .. في الزحمة تنتظر دورها "
انقلبت ملامح فارس بضيق .. و نظر اليهما بجدية ..
:" وانتوا ليش تركتوها لوحدها ؟؟ "
بسام يفسر لخاله :" خالوو .. ممنوع ركوب الاطفال في الافعوانة .. فطردنا الرجال قبل لا ندخل طابور الانتظار
وعمتو قالت لنا نرجع .. ودخلت الطابور اللي كله شباب وبنات "
عصب فارس :" هذي كيف تروح لوحدها .. خليكم هنا و طالعوا للبنات لا تتحركوا "
بإستسلام تامر و بسام :" طيب "
مشى فارس الى حيث الجالستان .. ونظر الى اخته :" دلال , طالعي للبنات انا رايح اشوف زينة "
دلال :" ليش في شيء !!! "
فارس بنبره جافة :" رايحة لوحدها .. على بالها انها في بيت ابوها .. مسوية نفسها شجاعة وهي خوافة ..
لما تضيع علينا وقتها تعرف كيف "
شفا بضيق لطريقة كلامه عن صديقتها :" ليش تضيع ..!! هي مو صغيرة وتعرف تهتم بنفسها "
نظر اليها فارس بعجب ..!! .. ان فيها من لسان صاحبتها اكثر مما كان يظُن ..
دلال :" يعني فين بتضيع انت الثاني .."
لم يرغب فارس بأن يطيل الحوار ... فضيق شفا منه ظهر جلياً على ملامحها ..
وذلك عكرّ مزاجه .. :" انا بروح ادورها .. انتبهوا على الصغار "
اعطاهم ظهره وتحرك نحو لعبة الافعوانة ..
اخذ يتمتم :" كله منك يا زينة .. حتى وانتي مو موجودة مسوية لي مشاكل .. يا الله ليش دَخلت هالمجنونة حياتي .. "
وصل الى الافعوانة و رآى الازدحام الشديد .. كانت هناك ممرات بحدائد قصيرة
تجعل التدافع صعباً .. فأخذ يدخل بين الناس و عيناه تبحث عنها ..
كما يذكر كانت ترتدي معطفاً زهري و شالاً بنيّ اللون .. اخذ يتعمق في الدخول
وهو يعصر جسده بين الفراغات البسيطة .. وسط صيحات الاستهجان والشتم ..
لم يلتفت الى اي شخص واخذ ينادي بإسمها ..
تمكن من الوصول الى الصفوف الاولى .. ولكن الازدحام كان اشد .. فتوقف مكانه واخذ يمد رأسه عالياً
عله يراها قريبة .. و بالفعل رآى رأس فتاة ملتفاً بشال بني ..
صرخ بين اصوات الناس ..:" زيــنة ... زيـــنة "
لم تلتفت اليه واخذت تصيح .. معها صاح الشبان والشابات لأن الافعوانة قد وصلت وبدأ من فيها بالنزول ..
ذلك يعني انه حان دور الدفعة التالية .. و زينة قريبة من باب اللعبة ..ما يعني انها ستركب ..
اجبر فارس نفسه بأن يدفع الناس جانباً .. و يغوص بينهم ..
طوله ساعده في المرور والوصول الى مقربة منها ..
أخذ يناديها لكن اصوات الحماس قد غطت على صوته ...
بدأ الجمع يدخل و زينة معهم .. اخذ فارس يسرع ليلحق بها ..
كانت زينة متحمسة للدخول و الرجل كاد ان يغلقّ الباب ليمنع دخول المزيد ..
فتمكنت من عصرّ نفسها و عبرت البوابة قبل ان يغلقها ..
وصل فارس ورائها و ناداها .. :" زيـــنة يالصــنجة..( الصماء ) " لكنه لم يدخل لان الرجل منعه
ابعده الرجل :" يا سيدي ارجوا منك انتظار الدور التالي "
اخيراً التفتت زينة ورأته :" ايييش تسوي انت هنا ؟؟ "
سألها الرجل :" اهذا رفيقك ؟"
نظرت زينة اليه و ابتسمت بخبث :" لا .. ولا يسعدني مرافقته "
فارس بصوت منخفض :" زينة .. تعالي لا تركبي لوحدك "
كان من يشغل اللعبة ينتظر ركوبها .. :" هيا آنستي اذهبي الى أخر عربة "
التفتت زينة .. :" حسناً .." ثم ركضت لتصعد الدرجات القليلة وتغيب للخلف ..
فارس بصراخ :" زيــــــنة يالخبلة "
نظر اليه مُشغل اللعبة .. :" هل انت معها ؟؟"
أومأ فارس .. فقال الرجل .:" حسناً ادخل فهناك بجانبها مكان شاغر "
فتح له الاخر الباب .. ثم عبَرَ وهو يبتسم .. :" والله لا اوريكِ يا زينة "

ركبت زينة العربة التي تتسع لشخصين وهي تضحك :" مسكين فشلته ياااي "
ولم تكن تصلح من جلستها حتى رأته صاعداً و هو يتوجه اليها ..
عندما وصل .. و وضع رجله على العربة ..صرخت :" هيييي من سمح لك تركب معاي "
فارس وهو يجلس قريباً منها :" انا حُرّ "
كان لأول مرة بهذا القرب .. حتى انها استطاعت ان ترى ندبه خفيفة على رقبته ..
اخذت تدفعه خارج العربه صارخة :" حُرررر في بيتك مو هناا .. انقللللع يالله "
بكل هدوء ابعد يدها عن ذراعه :" لا تحطِي يدك علي .. تراني مستحم "
توسعت عيناها :" ليش شايففف فيا الجدري ولا العنكززز "
فارس هز رأسه :" لا .. ظلمتيهم بتشبيهك لهم "
احمر وجه زينة غضباً :" انقلللللللللللللللللللللللع "
و دفعته بعصبيه لكنه لم يتحرك ..:" شوفي ان ما هجدتي الحين بأرميكِ من فوق اللعبة "
فغرت فمها ... :" ترى انا ما اخاف منك .. لا تحسبني جبانة .. يالله قوم .."
بعد ان انهت كلامها شُغلت اللعبة .. و تحركت الاحزمة الحديدية من فوق رؤوس الركاب ..
صاحت زينة صيحة قصيرة بفزع عندما ثبتها الحزام مكانها ..
ضحك فارس :" من بدايتها ...!!"
اشاحت بوجهها للجهة الاخرى بعصبيه وقد بدأت انفاسها تثقل .. و صدرها يضيق ..
زينة تحب ان تجرب كل جديد وبتهور .. ولكنها غالباً ما تخاف وتجبن ..
بدأت العربات بالتحرك .. وقد ارتفعت الايادي والصيحات المتحمسة ..
ارتفعت العربات بزاوية حادة الى الاعلى ..
نظرت حولها .. انهم يبتعدون عن الارض و تجمعات الناس تصيبها بالخوف اكثر ..
امسكت زينة المثبت المحيط بها بشدة .. حتى ابيضت اناملها ..!
نظر فارس اليها جانبياً .. وضحك ..
زينة بحنق :" لا تستهزء بيا وجـااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه "
انطلقت صرختها عندما سرعت فجأة حركة العربات ..
انطلقوا بسرعة كبيرة .. يرتفعون وينخفضون ثم يلتفوون في سكك حلزونية ..
اخذت زينة كبقية الركاب .. تصرخ بكل قوتها ..
اما فارس لم يستطع ان يقول كلمة بل اخذ يضحك ويصرخ هو الآخر ..
زينة بخوف وصعوبة :" يااااااااااااااااااا زفت وقفففففففف وقففففففففففففف "
ضحك فارس ولم يستطع الرد عليها من الضغط والسرعة ..
زينة وقد بدأت دموعها تنزل :" ياا حمااااااااااااار لا اعلم علييييك وقفففففففففففف اللعباااااا آآآآه "
فارس بضحكات مخنوقة :" ااا زينــــه هههههههههههـ "
صرخت زينة وهي مغمضة عينيها :" وااااااااااااااااه فااارس خللللهم يوقفوووووا وااااااااااااااااه "
فارس :" ههههههههههههههههههههههههـ ااااه "
ثم فجأة بطأت العربات .. كانت تتقدم ببطء لتشرف على هاوية شديدة من السكك ..
زينة وهي مغمضة عينيها برجاء :" فااارس .. وقفنا ؟؟"
ضحك وهمس :" ههههـ لا ... زينة اتشهدي في نزلة قوية "
صاحت زينة بصوت باكي :" يمامااااااااااا .. كله منك انت .. كله منك "
واخذت تضربه بيدها اليسرى القريبة منه ..
ضحك فارس وامسك بيدها لتتوقف عن ضربه :" انا اللي قلت لك اركبي ؟"
زينة :" وااااه يا ربيييي .. كللللله منككك .. منك لله .. منككك لله "
فارس وهو يغرق ضحكاً :" اقوول اتشهدييي راح نطييير "
زينة :" واااااااع ياربي مابغا امووووت ... لا اله الااااا الله .. واااااااا"
ثم هوت العربات بسرعة كبيرة في ذلك المنحنى الخطير ..
صرخت زينة بشدة ويدها تخدش يد فارس ..
ثم بعدها بفترة لم تشعر الا بالتوقف ..
خافت من الهدوء المفاجيء .. وتسألت .. هل متنا ؟؟
همست دون ان تفتح عينيها :" فارس .. انت حي ؟؟"
فارس :" هههههههههههههـ زينة حمدلله عالسلامة "
فتحت عينيها ووجدت انهم وصلوا لنقطة النهاية ..
تنهدت براحة ..:" اااااه يارب لك الحمد ما اخذت روحي هالوقت "
ضحك على حركاتها .. ثم فُتحت المثبتات .. ليخرج الجميع وقد هدّ الصراخ طاقاتهم ..
خرج فارس من العربة ثم نظر اليها ..
ضحك :" ههههـ زينة يالله نطلع وصلنا "
مد لها يده ليساعدها على الصعود .. كانت تريد تجاهل يده
لكن الدوار الخفيف اجبرها على ان تقبل مساعدته ..
وقفت وخرجت وقد دار رأسها وترنحت قليلاً .. اسندها فارس ثم نظر اليها بقلق
:" انتِ بخير زينة ؟؟"
نظرت اليه بتشويش .. ثم هزت رأسها بإيجاب ..:" اي .. شايفني خوافة "
ابتسم وهو يبتعد :" لا ماشاء الله شجاعة "
دفعها لتنزل امامه و قد ارتسمت على ملامحه المتعة والرضا ..
مشت زينة مستسلمه لدفعه لها .. ربما هي تحت تأثير الدوار
فقد تدافعت الدماء الى وجهها و زادت نبضاتها من جراء ابتسامته ..
نظرت اليه من اعلى كتفيها .. بسبب الزحام كان تقريباً ملتصقا بها ..
فأنتبه لنظرتها وابتسم ..
لفت وجهها الى الامام وهي تمشي صامته ..
ما باله الابله يبتسم لي هكذا ...؟!
هل جنّ ؟؟ .. مرة يبتسم ومرة يصرخ ومرة يكشر ... لا افهمه ..
شخصيته متقلبة و مزاجه غريب ... غريب انت يا فارس .. غريب جداً ..!
عندما تمكنا من الخروج اخيراً الى الساحة ..
اخذ فارس يضحك بخفة .. وهي تنظر اليه بإستغراب ...
ما الذي يضحكه الآن ..؟؟
فارس بإبتسامة هادئة .:" آنسة زينة ... اكتشفت انك طفلة "
قالت بنبرة ساخطة :" طفلة في عينك .. ما اسمح لك "
تحولت ملامح فارس بشكل سريع الى البرودة .. وعيناه تشع بنظرات جادة ..
.:" انا مو صغير عندك عشان تكلميني بهالطريقة ... وبعدين ايش الاهمال اللي عليكِ هذا .. من قالك تروحي لوحدك و ترسلي الاولاد ..؟؟"
بهتت لإنقلابه وقالت بتردد :" اا مم .. انا كبيرة ..و انت .. و مالك خص انت "
فارس :" والله تصرفك ينم عن بزرنة .. امشي يالله "
زينة :" ما اسمححح لك "
فارس بنبرة مخيفة :" تسمحي لي ولا ما تسمحي لي .. حركي رجلك ويالله "
زينة بغيظ :" والله لما اكون في العمل تأمرني .. هنا انا مو معزة عندك تجرني وراك "
صمت فارس وتركزت عيناه عليها .. ثم
:" ههههههههـ طيب يا آنسة زينة .. تفضلي لو سمحتِ "
رمشت زينة وهي تنظر اليه بعجب ... لقد جُنّ حتماً ... هذا الكائن امامها .. اصابه خلل ..
مشت امامه وقد سكنتها التساؤلات ...
هذا الشخص الواقف خلفها .. لا تفهمه .. انه يثير حفيظتها كثيراً ..
ولكنه أيضاً يشعل فضولها ..
لا تفهمه أبداً .. تعترف انها لا تفهمه ..
لكنها ...
تريد ذلك ...!!!


~~~


في المستشفى .. كان القسم الخاص خالياً ..
غالباً ما يكون هكذا في هذة الساعة من المساء ..
لم تكن هناك الا ثلاث ممرضات مناوبات .. واحدة امريكية اسمها شيري
و اخرى عربية الاصل تدعي وسن و الثالثة هي ويلما ..
اخذت شيري تقول بسخط :" كيف ينقلونني للقسم العام ؟؟ لا يحق لهم ذلك .."
اجابتها وسن بنبرة متكبرة :" انك مهملة يا شيري .. فكثيراً ما تستأذني قبل انتهاء الدوام "
دافعت الاخرى عن نفسها :" عندما تكون لكِ عائلة مكونة من 6 افراد تحدثي "
رفعت وسن يدها في الهواء :" أياً يكن .. لما لا تستقيلي و تتفرغي لعائلتك "
ضغطت شيري على اسنانها :" لما لا تصمتي "
ضحكت وسن بطريقة استفزازية .. .:" أتدرين سيكون أفضل لنا جميعاً نقلك من هنا "
ثم اعطتهما ظهرها لتذهب داخل احدى الغرف ..
نظرت شيري على أثرها :" معكِ حق .. سيكون أفضل .. لاني سأخلص منكِ عالاقل "
كانت ويلما صامته منذ البداية وهي ترتب ملفات مرضاها ..
ويلما :" قلتُ لكِ من البداية شيري تجاهليها فقط "
همست شيري :" انها تثير اعصابي .. اكره العرب بسببها "
ويلما بنظرة رافضة :" شيري !!.. ليس كل العرب هكذا ماذا بكِ .؟؟ .اننا بشر و في كل مكان هناك السيء والجيد
..ثم انكِ لم تعرفي الا وسن .. انتظري لتقابلي شفا و تعرفي مقدار طيبه الكثير منهم "
سألت شيري :" ومن هيا شفا ؟؟"
ويلما بابتسامة :" انها من ستحلّ محلك هنا "
ضحكت شيري بإستخفاف :" هه اذاً بالتأكيد انا لن احبها .."
عندها عادت وسن مرة اخرى بخطواتها المتعجرفة لتسأل بأنف واقف :" ويلما اين وضعتِ الـ
kidney dish ??”
اشارت ويلما الى الجناح الرئيسي :" انها في غرفة المريضة جود .."
اشمئزت ملامح وسن والتفت عنهما و قد تطايرت خصلات شعرها على جانبيها ..
همست شيري لويلما بغضب :" شريرة .. ليتها ليست بهذا الجمال "
ضحكت ويلما :" غالباً ما يكونون كذلك "

دخلت وسن الى الجناح ولم تطرق الباب .. كان صوت كعبها يطرق على المسامع..
للتو نامت جود بصعوبة .. وهذا الصوت سيزعجها حتماً ..
رفع جاسر عيناه عن حاسوبه الشخصي .. و رآى فتاة ترتدي ملابس ضيقة بيضاء ..
قد غطت المساحيق وجهها .. حتى لم تعد ملامحها ظاهرة ..
لم تنتبه اليه واخذت تمشي وهي تبحث عن شيء ما في الادراج الملحقة بالجناح ..
صوت كعبها ازعجه فنظر الى جود ..
لم تستيقظ لكن عدم الراحة يطل من قطبه جبينها ..
قال :" عفواً ايتها الممرضة "
رفعت وسن رأسها .. نظرت اليه للحظة .. ثم ابتسمت ابتسامة غريبة
سأل جاسر :" هل هناك امراً ما ؟"
تحمحمت وسن و هي تقف بطريقة مائلة :" اممم لا .. فقط ابحث عن شيء ما "
ونظرت اليه من قدمه الى رأسه ..
ضاقت عينا جاسر لحركاتها ثم وقف واضعاً حاسوبه جانباً ..
سأل بجدية :" وهل وجدتي ضالتكِ ؟"
نظرت اليه وسن وكأنها تدرسه جيداً ... فأعجبها ..
انه جذاب للغاية ...!!!
هذة اول مرة تراه هنا .. ويبدو عليه الغنا و الرفاهية .. انه تماماً النوع الذي يستهويها ..
قالت بنبرة مبطنة :" يبدو انني كذلك "
تنحنح جاسر من مكانه .. ولم تعجبه نظراتها السافرة له ..
فأستأذن ودخل دورة المياة .. ( وانتنّ بكرامة )
وجدت وسن ما تريده ثم خرجت لترى ويلما ما زالت في غرفة الاستقبال الصغيرة ..
أتت لتسألها :" ويلما لقد رأت للتو رجلاً رائع .. انه في غرفة مريضتك .. أتعرفينه ؟"
أومأت ويلما بلا مبالاة :" انه السيد جاسر .. اخ المريضة "
رفعت وسن حاجبها الدقيقان .:" آآه , انه عربيٌ اذاً .. هل هو دائماً هنا "
قالت ويلما بملل وهي تحمل الملفات لتذهب :" نعم "
اتكأت وسن بمرفقها على البنش .. وقد ابتسمت بإغراء ..
:" اممم .. جاسر .. انت عاجبني .. ولما يعجبني شيء .. يكون ملكي ههااي "
ثم تنهدت بدلع .. وهي تمشي بتمايل ..
وسن .. فتاة عربية الاصل .. ولكنها متحررة جداً
مع الوقت سنعرفها أكثر ..

~~~~~

في مدينة الالعاب ما زال الاطفال يستمتعون باللعب ..
وقف فارس وقال :" يالله يا اولاد .. آخر لعبة الساعة صارت 9 لازم نرجع "
بسام :" لااااا خالووو .. بعدنا ما شبعنا "
دلال وقد غلبها التعب :" اي خلاص آخر لعبة الطريق بعد بيأخذ وقت "
تامر :" خسااارة .. يالله نلعب لعبة التصادم "
كانت شفا وزينة يمشيان بالخلف .. ظهرت آثار التعب على شفا و قد بدأت تتنفس بثقل
همست زينة وهي تمسك بها :" شفوي .. تعبانة ؟"
ابتلعت ريقها :" لا زينة .. انا بخير بس احتاج شوية اكسجين "
اخذت زينة تلوح بيدها امام وجه شفا لتصفي الهواء :" اخذتِ الدواء ؟"
شفا :" اي اخذته .. ههههـ بسك خلاص بتطيري لي وجهي "
عندها نادتهم دلال :" زينة ..شفا .. يالله بيلعبوا ِصدام قبل لا نرجع "
قفزت زينة بحماس :" وااااه من غيرررري يلعبوا .. لاااا استنوووا "
ثم ركضت لتلحق بالاولاد .. مرت بجانب فارس مسرعة
فنظرت اليه :" تعال .. راح اكسر رأسك "
ضحك فارس وعلقت دلال :" هذي ولد ولا بنت ..؟ "
هز فارس رأسه لا يدري ... ثم نظر الى شفا و سألها :" شفا تركبي ؟"
هزت رأسها برفض :" لا شكراً "
فارس :" بس انتي ما ركبتي ولا شيء "
رفعت رأسها الى ارشادات اللعبة .. هناك في احد البنود تراصت الحروف بشكل واضح
(( ممنوع ركوب من يعاني من امراض القلب ))
ابتسمت بأسى .. كم كانت تتمنى دوماً ان تجرب هذة الالعاب ..
لكن حتى اللعب ... غير مسموح لها ..
اجابت عنها دلال :" خلاص فارس رووح .. انا وشفا نلعب تالا وتولين آخر لعبة ونتقابل "
رفع فارس كتفاه باستسلام ثم دخل الى حلبه السيارات ..
ركب تامر و بسام في سيارة واحدة معاً .. اما فارس وزينة كلاً منهما في سيارة ..
انطلقت صافرة البداية ..
وبدأ الجميع يقودون السيارات ويتصادمون ..
اخذت زينة تصدم بسام و تامر .. و فارس يكيل لها الصدمات ..
كانوا يضحكون و يصرخون .. لفتّ زينة لترد الصدمة لفارس عندما حشرها في الزاوية
فصدمت بدون قصد سيارة شاباً أشقر , ازرق العينين ..
نظر اليها ثم ابتسم .. فأبتعدت بسيارتها عنه ولكنه أخذ يلاحقها بسيارته ويصدمها ..
لاحظ فارس ذلك .. فذهب بجانب سيارة الولدان ..
فارس بجمود وعيناه على زينة :" بسام .. خلك جنب عمتك "
بسام الذي كان يقود :" طيب خالو "
قاد بسام السيارة الى جانب زينة واخذ يلتصق بسيارتها ..
زينة بصراخ :" وجججع بسام حشرتني مو قادرة اتحرك .. بعّد عنييي "
اخذ الولدان يضحكان ..تامر :" نحن الشرطة .. فين رخصتك يا بنغالي "
زينة تمد يدها وتحاول الامساك به :" شرطة هاااه .. تعااال راح ادوووسك تحت سيارتي .. ان ما فطستك انت وهو "
بسام وهو يبتعد عن سيارتها :" كااااي .. روح طلع اقامة اول يا بنغالي "
زينة بصراخ :" يا حماااااار .. اوريك ... آآآآي "
وكادت ان تطير من خارج السيارة لولا ان الحزام ثبتها مكانها
جائتها صدمة من الجهة الاخرى .. فنظرت بغضب لترى فارس .. وقد ابتعد ضاحكاً ..
نوت ان ترد له الصدمة لكن صافرة انتهاء اللعب قد انطلقت ..
وتوقفت السيارات .. خرجوا جميعاً بضحكات .. فسبقتهم زينة في الخروج ..
اخذت تلتفت يميناً ويساراً بحثاً عن شفا ودلال و الطفلتين ..
فسمعت صوت شخصاً بجانبها :" أيتها الجميلة "
تطلعت اليه و كان ذلك الشاب الاشقر :" عفواً أتحدثني أنا ؟"
اقترب كثيراً ..:" نعم انتِ وهل ترين فتاة بهذة العينان غيركِ ؟"
كشرت في وجهه وابتعدت :" اذهب للجحيم "
امسك الرجل بيدها .:" ليس بهذة السرعة حبيبتي "
صرخت عليه :" حبككككك بُـــرص اترك يدي يا بقرررر "
ضحك وشدها اليه :" ما الذي تقولينه يا حلوتي لا افهمك ... هل .."
لم يكمل جملته لان قبضة فارس قد غُرست في وجهه واطاحت به أرضاً ..
وقفت زينة فزعة الى الرجل المستلقي تحت قدميها .. والى الرجل الغاضب أمامها ..
صرخ فارس بغضب :" اياك ان تضع يداك القذرتان عليها "
وقف الرجل بصعوبة وقطرة دم تسيل من جانب فمه .. نظر الى فارس
ثم ايقن انه ليس بالرجل الذي يرغب احد الشجار معه ..
فضحك بسخرية ثم ابتعد مسرعاً ..
تلعثمت زينة :" امم .. كـ .. انا ... "
نظر فارس اليها بغضب .. وصرخ :" انت غبية .. ما تنتظرينا .. كم مرة أقولك لا تروحي وحدك افهمييي "
لم تستطع النطق بشيء وقد سكنها الخوف ..
انه مخيف وهو غاضب .. ونظراته .. يا للهووول مرررعب ..
كان تامر وبسام يقفان متجاورين و قد اخافهما صراخ فارس ..
ضم فارس قبضتاه و الغضب اعماه عن كل شيء ..
هذة الغبية .. ألا تفهم ...؟؟
دوماً تثير غضبه او غيظه .. حتى بعد تلك اللحظات الممتعة معها .. لم تتم على ذلك
ها هو الآن قد فقد اعصابه ..
و نادراً ما يفقد اعصابه .. ان دمه بارداً ..
لكن زينة ... يا الهي كم تفور دمائه بسهولة عند وجودها ..
صرخ و هو يشير لها بالتقدم امامه :" اتفضلي قدامي .. وانتوا بعد "
مشى تامر وبسام خائفان .. بسام بهمس :" نحن ايش ذنبنا ؟"
تامر :" كله منها زينة ام المشاكل "
سمعتهما زينة وهي تمشي خلفهما :" والله ما غيركم يا ضفادع "
فارس من ورائها :" تعرفي تمشي وانتي ساكتة "
ابتلعوا الثلاثة ألسنتهم وهم يمشون ..

ثم أتتهم دلال وهي تركض بملامح مذعورة ..
:" فاااارس .. ألحق تالا ضاااعت "
ضاعت ..!!!



~ الجـ 2 ـزء ~


ركضوا جميعاً حيث تقف شفا وقد ضمت يداها و اخذت تبكي ..
وقفت زينة عندها .. فضمتها شفا وببكاء :" زيــنة .. تـا .. تالااا .. مدري .. فينها "
مسحت زينة على رأسها :" هش هشش شفوي الحين بنلاقيها اهدي "
اخذ الناس يلتفتون اليهم .. وهم ينادون على تالا ..
بقيت دلال مع شفا والصغار .. و افترقا فارس و زينة ليبحثان في الاماكن القريبة ..
اخذت شفا تتخيل الاخطار التي ربما تعرضت اليها تالا
فكان ذلك لسوء حظها ضاراً عليها ..
انهارت ارضاً و صرخ الولدان .. فزعت دلال و اخذت تهز شفا ..
تجمع الناس حولهم ..
فصرخت دلال :" بعدووووا خلوا الاكسجين يدخل .. بعدووا .. ليش ما تسمعوا "
وقف تامر بذعر :" اذا سمحتم .. ابتعدوا انها تحتاج الى الاكسجين "
ابتعد الجمع الى الخلف .. فقالت دلال :" بساام روح انت وتامر ونادوا فارس بسرررعة "
ركض الوالدان بسرعة الي حيث ذهب فارس ..
وجداه واخبراه بوقوع شفا ..
عاد الثلاثة ادراجهم ... اقترب فارس وجثا أرضاً حيث تمددت شفا وهي شبه غائبة عن الوعي
وضع على رسغها واخذ يحسب نبضاتها .. شعرّ بعدم انتظام ضربات قلبها ..
فـ أخذ يكلمها :" شفااا .. شفااا طالعيني .. تحسي بإيش .؟"
كانت في شبه اغماءة وهي تتنفس بصعوبة همست :" تالا .. اختي "
فارس :" بنلاقيها لا تخافي .. شفا انت معاي ؟ خذي كفايتك من الاكسجين .. اتنفسي "
وقف الولدان ينظران بقلق .. ودلال تحمل ابنتها وهي قلقة على شفا
هل من الممكن انها اصيبت بأزمة قلبيه .؟؟
هزت رأسها ببطء ثم اخذت تطبق تمرين التنفس العميق ..شهيق زفير .. شهيق زفير ..
فارس بعينان مشتتان على وجهها :" شفا انتِ مريضة .؟"
اجاب عنها اخيها ..:" اي .. شفا عندها القلب "
ضاعت نظرات فارس بين شفا وتامر بصدمة
... عندها القلب ....!!!!
ثم سألها بصوت مبحوح ..:" ايش .. ايش عندكِ ؟"
همست شفا وهي تشعر بتحسن :" قصور و فشل ايسر "
تصلب فارس مكانه وعيناه عليها ... كيف ..؟ و ولما لم يعلم من قبل ..؟
شفا ..!!!
لا يستطيع التصديق .. أهي تعاني من هذة الامراض .. وهي بهذا العمر..!!!
هز رأسه رافضاً ان يستوعب .. و يتقبل ما عرفه ..
لا يمكن ..لا يريد ان يصدق .. لا يريد ..
عندها آتى صوت زينة وهي تدخل من بين الجمع ..
:" ابتعدووا .. ابتعدوووا .. شفااا لقيت تالا "
نظرت شفا اليهما و مدت يدها ناحية اختها .. ركضت تالا الى حضن اختها وهي الاخرى تبكي ..
تالا بشهقات متقطعة :" انا آسفة شفا .. دورت و ما شفتك .. سامحيني "
حضنتها بقوة وهي تشعر براحة كبيرة ..
شفا بتنهد :" خلاص حبيبتي .. الحمدلله .. يارب لك الحمد"
تأثر الجمع بهذا المشهد وأخذوا يصفقون بفرح لتجمع الاختين ..
>> مدري ليش عندهم كده كل ما صار موقف مشابة يصفقوا .. على بالهم مسرحية خخ <<
تدخلت زينة وقفزت لتحضنهما هي الاخرى :" يا دببه خوفتووني عليكم "
ثم فعل تامر مثلهم .. وعندما شاهدت تولين ذلك ..
افلتت من يدي امها لتجري وترمي نفسها معهم :" وانا تمانة حفت "
فأنقلب المشهد المبكي الى ضحك ..
الا فارس الذي وقف بوجه لا تعابير فيه .. :" يالله نقوم "
وقفوا ولم تفلت شفا أختها .. سألتها دلال :" شفا انتِ بخير؟؟ مو لازم .."
ابتسمت لها شفا :" لا تخافي .. بس جاني اغماءة و ارهاق مفاجيء "
زينة تحضنها :" شفووي .. وين جهاز منظم الضربات ؟"
شفا :" ما جبته معاي .. نسيت .."
صفعتها زينة بخفة :" يا حمارة مرة ثانية لا تنسي "
ضحكت شفا :" انتي ولسانك هذا .. ما يتوب من هالالفاظ "
دلال :" مو منها .. من اخوها الله يسعده "
زينة وهي تغمز لزوجة اخيها :" هاااه باين ان الشووق عامل عمايله "
دلال :" هههههههـ وااااه من الشووق "
شفا :" ههههـ عيب ترى معانا صغار "
زينة :" خلهم يتعلموا ... تامر اتعلم عشان تغازلني لما نتزوج خخ"
نظر تامر الى الوراء اليهم :" بسسسم الله علي ..انا اتزوج كائنة فضائية "
ضحكوا .. و بسام :" انت الصادق بنغالية هاربة من بيت كفيلها "
زينة وهي تضرب رأسيهما :" وجع ان شاء الله .. لاقرمعكم طول الطريق صبراً علي "
ضحكت دلال :" والله انه يوم .. عجيــــب "
بسام :" دمااار .. خاصة لما خالوو.... "
ابكمته زينة بيديها :" اقولك امشي وانت ساكت "
شفا و دلال :" هههههههههـ اكيد مسوية فضايح "
اخرجت زينة لهما لسانها .. ثم نظرت الى الامام حيث يتقدمهم فارس
كان صامتاً .. ومنكس الرأس ..
حدثت نفسها .:.
ماذا أصابه ؟؟... الابله انه لا يرسَى على حال ..
تشك بأنه مجنون .. فمزاجه متقلب .. في لحظة سعيد وفي الآخرى مهموم ..
سأجنّ اذا حاولت فهمك ..
كان كل ما اعرفه عنك هو الغرور .. لكن اليوم اكتشفت ان في اعماقك تملك طيبة مدفونة ..
لكن لماذا هذا الغموض حولك ..؟؟ لماذا .. هل هناك اسرار في حياتك .؟
يا ترى ماهي قصتك يا فارس ؟؟

~~~~~

في اليوم التالي ..
عند الساعة الـ 10 صباحاً ..
كانت جود تجلس بجانب النافذة تنظر الى الشمس ..
تضم بين يديها دفتر مذكراتها المزخرف ..والذي لا يرافقها ابداً ..
أخذت تتأمل المنظر امامها .. تحاول ان تلقط شعاع يدب فيها الامل ..
لكن لا شيء .. حتى الضوء تراه مظلم ..
أمسكت بالقلم وأخذت تخط يأسها ...

## تكسرات أشعةٍ سوداء ##

بدأت اللحظة ولم تنتهي ..
تجتاح أوصالي دوماً نغزات الموت ..
لحظة تدفع اللحظة .. فأعيش ..
أعيش يومي لأنتظر آخر انفاسي ترحل عن ميناء شفتاي
ولكن تدفع اللحظة .. أخرى
لأصُدم .. وانا اباعد بين جفوني بأبطأ من زحف حلزونة كسولة ..
هذا شعاع أسود يخترقني ..
شعاع الحياة .. اذاً
انه يوم آخر من العذاب .. من انكسار ذات ميته
تجول في دنيا الاحياء ..
ضائعة انا في فاصل الزمن ..
لستُ من البشر و لست من الأطياف
فـ ماذا أنا ..؟؟
أرى في المرآة انعكاساتي .. نفس التفاصيل
لكن بتعابير مظلمة ..
ءأنا((نيجاتف)) لـ صورتي الماضية ..؟؟
لحظة .. و ما زالت اللحظات تتدافع
لا تريد الانتهاء ..
كم لحظة تريدني ان اتجرع موتها ..؟
كم جرعة ..
====
:" احم ..السلام عليكم "
سمعت صوت اوقف قلمها عن التحرك .. رفعت بصرها لترى ممرضة باسمة تنظر اليها
ترددت في البداية و همست :" وعليكم السلام "
تحركت الممرضة ووضعت صينيه الطعام امام جود ..
ابتسمت لها :" ممكن اجلس جنبك ؟"
هزت جود رأسها ايجاباً .. لكنها لم تتعرف لهذة الممرضة ..
اول مرة تراها ..كان مظهرها انيق ومرتب .. تفوح منها رائحة عطر راقي
و تبدو عليها الثقة بالنفس .. ربما يعود ذلك لـ جمالها الصارخ كما اخذت جود تحدث نفسها ..
مدت الممرضة يدها الجميلة :" انا وسن .. وانتي جود صح "
صافحتها جود وهي تومأ ..:" اي "
ضحكت وسن بصوت رفيع و رقيق ولكنها رقة حادة تؤلم الاذان :" انتي ما تعرفيني .. لكني اعرفك .. واعرف اخوكِ جاسر "
جود بغرابة :" جاسر ..!! .. امم "
ابتسمت وسن :" ممكن تعتبريني صديقة لكِ .. واذا احتجت اي شيء خبريني وانا اساعدك "
لا تدري لماذا شعرت جود بالصدّ لها .. لكنها ردت لها الابتسامة وهز تطأطأ ..
مدت وسن يدها الى علبه الطعام :" يالله جوود انا بساعدك في الاكل "
جود :" شكراً آنسة وسن .."
قاطعتها وسن :" مو قلنا اصدقاء .. وسن وبس "
ابتسمت :" امم .. و سن .. عادي اكل لوحدي "
وسن وهي تتنهد في سرها .. احسن بعد ..:" مم طيب على راحتك "
نظرت الى الدفتر في يد جود ..:" ايش تكتبي ؟؟"
اغلقت جود دفترها ثم وضعته جانباً :" ولا شيء .. بس مذكرات "
وسن .. يااي مسوية مثقفة ..:" طيب حبي اتركك الحين .. بس جايه لك وقت ثاني " .. لما يشرف اخوكِ طبعاً
جود :" ممم طيب .."
وقفت وسن و ابتعدت عنها مبتسمة .. وعندما التفتت اخذت تكشر بملامحها الجميلة ..
..:" وع كيف مستحملة نفسها هالبنت .. ؟؟ .. وجهها ميت والهالات بعينها .. يااي بنت عزّ لكن وجهها فقر "
خرجت من الجناح متأففة .. يجب ان تحاول جعل جود مريضتها الخاصة ..
ذلك يسهل عليها التقرب من جاسر ..
ستحدث ابيها بهذا الامر .. وهو سينقلها بكل سهولة ..
ضحكت وسن بغرور ..:" آآه يا وسن طوول عمرك ذكية "
مشت بكبرياء الى الممر العام ..
واخذت نظرات الاعجاب تمسحها .. وهي تضحك راضية .

~~~~

دخلت مكتبه بخفاء .. لم يكن يجلس هناك .. ذلك أفضل ..
في الحقيقة هي لم تره اليوم الا مرتين .. وفي كلا المرتين لم تستطع التحدث اليه
فمزاجه اليوم معكر .. حتى انه لم يطل عليها ليتابع عملها ويمسك اي تقصير ..
ابتسمت زينة .. لقد اعتادت تهزيئه وسخريته عليها ..
ويوم يمر بدونهما .. لا طعم له
وضعت الهدية على وسط مكتبه .. و خرجت مسرعة حتى لا يأتي ويتفاجئ بوجودها ..
اقفلت الباب وركضت بعيداً ..
دخلت غرفة الممرضات و وجدت نيكول .. تجلس هناك وهي تمسح عيناها
استغربت الامر وهمست ..:" نيكول انتِ تبكي مثل الاوادم !!!!!"
سمعتها نيكول فرفعت رأسها :" ماذا تقولين ؟"
ذهبت زينة اليها ولأول مرة لا يتشاجران .. :" ماذا بكِ ؟ لماذا تبكين ؟"
همست :" انه مستر فارس "
تفاجئت زينة :" فااارس !! .. ماذا به هل حصل له شيئاً ما ؟؟"
ووقفت قلقة .. لكن نيكول نفت ذلك :" لا ادري .. لكنه هزأني امام مريضي "
سقط فك زينة بذهول .. :" فااارس .. هزأكِ ..فااارس .. يهزء غيرييي !!!! "
وعندها دخل ممرض الغرفة و اغلق بابها بعصبيه ..
زينة بنظرة جانبيه :" فكتوور لما لا تخلع الباب ايضاً "
جلس فكتور بضيق :" اريد خلع عينيه هو وليس خلع الباب ؟؟"
سألت نيكول :" خلع عين من ؟"
فكتور بحنق :" المشرف فااارس .. انه يخرجنا عن طورنا اليوم .. لا ادري ما به "
نيكول بدهشة :" هل قام بتهزئتك ؟؟"
فيكتور :" وصرخ علي وطردني من غرفة تدريب العمليات .. اصبح لا يطاق "
زينة لم تعد تفهم ... فارس يهزء الجميع .. !!!
لحسن حظها لم يهزأها اليوم .. لكن لماذا يفعل ذلك .. هل هناك شيئاً ما يضايقه ؟؟
نظرا نيكول و فكتور اليها :" هل اخذتِ نصيبك اليومي منه يا زينة "
هزت رأسها نافيه .. ثم ضحكت .. ثم قطبت .. ثم قلقت ..
هناك شيئاً بـ فارس .. يجب ان تعرف ماذا به ..
خرجت من الغرفة .. و رأته يقف هناك وهو يتحدث مع احد رفقاءه الاطباء
اقتربت منهما وانتظرت حتى رحل الاخر ..
كان منظر فارس رثّ .. و ذقنه لم تحلق .. شعره مشعث ..
يبدو عليه انه سهر ولم ينم .. فعيناه تعبتان ..
تقدمت اليه :" دكتور فارس ممكن اكلمك ؟؟"
نظر اليها بنفاذ صبر :" ما عندي وقت "
زينة :" بس انا .."
بعينان غشاهما الغيم :" نعم .. عندك دقيقة .. تفضلي "
صده العنيف فاجأها فقالت بصوت خافت :" ايش فيك فارس ؟"
بصوت جليدي :" لو سمحتِ آنسة زينة نحن في دوام عملي .. محاورات شخصية ممنوعة ..
الحين ممكن تروحي تشوفي عملك .."
واعطاها ظهره ليتجه الى مكتبه .. نظرت اليه وهو يبتعد ..
لم يحدثها بهذة النبرة والطريقة من قبل ..ماذا به .. انه قطعاً في حالة نفسية سيئة ..
كيف لها ان تساعده ..؟
لحظة انه متوجهٌ الى مكتبه ... سوف يرى الهدية بهذة الحال
لا تدري ماذا سيفعلُ بها عندما يراها ..يا الهي .. سيرمي الهدية في وجهها .. !!
ويهزئها ... لاااا
يجب ان تمنعه من الدخول .. كيف كيف ؟؟ ماذا تفعل ..
دارت حول نفسها كالبلهاء .. سيدخل مكتبه .. يا الهيييييي ...
صاحت :" فاااااااااارس ... لازم اروووح لشفااا "
التفت فارس بسرعة .. وملامحه قد ارتسمت عليها القلق ...
هل حدث شيئاً ما لشفااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يريد ان يسمع شيئاً سيء
كفاه ما عرفه الى الان ..
كفى ..

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 02-09-08, 02:54 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة التاسعــة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" القرآن دواء لعللِ القلوب "

~ الجـ 1 ـزء ~


في ذلك الممر الطويل وبين مسافة 7 اقدام وقفا ينظران الى بعضيهما ..
مرت لحظات بطيئة .. وهما على حالهما كأنهما في فيلمٍ قد جُمد على هذة اللقطة ..
اخذت انفاس زينة تتباطئ وهي ترى نظرات فارس كأنها تخترق عظامها ..
لم تكن نظراته تحمل اي رسالة اليها .. لكنها كانت غريبة .. فيها لمعان و خوف ..
فيها ... ما جعل زينة تغيب عن العالم ..
لم تعد تشعر بأي شيء حولها .. لم تعد تسمع اصوات عجلات الأسرة وتحركات الاخرين ..
اختفى كل ما في محيط رؤيتها ..
ولم يتبقى الا ذلك الرجل .. يقف على بعد خطواتٍ منها ..
ومع ذلك يبعد الاف الاميال بفكره ..
همس فارس :" شفا فيها شيء ؟"
رأت شفتاه تتحركان لكنها لم تفقه ما قال .. لم تفقه وسط ضياع احاسيسها الا لشعورها الغريب
كانت ملامحها تائهة .. ما جعل فارس يتوقع الأسوء ...
مشى بخطوات ثقيلة تجاهها مبتعداً عن مكتبه ..
اقترب اكثر واكثر منها .. فأحست زينة و كأن شي يتعاظم بداخلها مع كل خطوة تقّربه منها ..
فخافت من هذا المجهول .. شيء لم تعرفه من قبل ولا تريد معرفته ..
تراجعت للخلف .. فارس :" زينة .. ايش فيها شفا ؟؟ قولي لي "
هزت رأسها بحيرة .. هناك شيئاً ما اصابهما الاثنان ..
شيء واضح على صفحة وجهه وشيء متجسداً فيها ..
لا تفهم لماذا اصبح كل شيء بهذا الثقل على صدرها ..
بلعت ريقها :" ما .. مافيها شيء ..!"
وقف فارس امامها :" زينة لا تخافي .. ارجوكِ قولي ايش فيها؟؟ "
هزت رأسها وقد زادت انفاسها حده ..: لِما لا يبتعد .. لِما هذا الشعور في داخلي ...!!
صاحت فجأة وهي تتراجع بسرعة :" ما ادري ما ادري ... مافيها شيء .. روووح عني "
ثم لفتّ و ركضت بعيداً لخارج القسم ..
فزع فارس لما اصابها ... ردة فعلها تعني ان هناك مكروه ما اصاب شفا ..
تبعها الى باب القسم وهو يناديها .. لكنها لم ترد وابتعدت عن عينيه ..
وقف لا يدري ماذا يفعل .. ثم فكر قليلاً ..
و استدار عائداً الى مكتبه .. دخل ورأساً ذهب ليفتح ادراج المكتب باحثاً عن هاتفه ..
وجده وضغط على رقم ما ..
انهار على الكرسي وهو يتنهد متمنياً ان لا تكون توقعاته صحيحة ..
ثم وقعت عيناه على علبة زرقاء ملفوفة بشريطٍ ابيض , تتوسط مكتبه ..
ما هذا ؟؟؟؟؟؟
مد يده ليأخذ العلبة ...لكن شخصاً على الخط الآخر اجابه ..
:" آلو .. هلا فارس "
فارس بصوت جعله طبيعياً :" هلا دلال .. كيفكم ؟"
شعرت دلال بصوته مخنوقاً :" طيبين .. خير فارس ايش فيك ؟"
تنهد .. لقد أحست ..:" لا مافي شيء .. بس .. امم .. ااا"
دلال بخوف :" فارس في شيء صار لا قدر الله "
ازاح يده عن العلبة ..
واخذ يمسد نونته بضيق :" لا ان شاء الله مافي الا الخير .. بس .. ابيكِ تتصلي بزينة "
دلال :" خير .؟؟ ايش فيها ؟؟"
فارس :" ما ادري دلال .. قالت لي بتروح عند شفا .. سألتها ليش .. هربت "
دلال بصوت مستغرب :" هربت ..!!! .. شكلك مهاوشها صح ؟"
هز رأسه وكأنها تراه :" لا .. انا اظن ان شفا فيها شيء .. ما ادري دلال اتصلي بزينة وأسأليها "
دلال :" اممم طيب .. يالله "
فارس بسرعة :" و دلال ... طمنيني بعد ما تكلميها .. "
صمت قليل ثم :" ههههـ طيب فارس .. يا حظها زيوون ايش هالاهتمام فيها هاه "
قطب حاجباه .. ماذا ..؟ .. اهتمامي بزينة ..!! ما الذي تقصده ..؟
فارس :" انتي ايش تقولي؟؟ ... دلال المهم طمنيني .. انتظرك "
بصوت مداعب :" ان شاااء الله ولا يهمك "
... اقفل الهاتف .. ثم ركز نظره مرة اخرى على الهدية .. حملها ونظر اليها ..:.
لمن هذة الهدية ..؟ و لماذا توجد على مكتبي .؟
لا يعقل ان تكون لي ..!! ..واذا كانت اذاً مِن مَن تكون ؟؟
قرع الباب حينها .. فبسرعة فتح احد الادراج و رمى الهدية فيها ..
:" ادخل "
دخل احد الاشخاص وكان اباً لمريض ما ..


~~~~

غسلت وجهها مرة اخرى .. ثم رفعت نظراتها الى المرآة ..
تطلعت الى عينيها .. لا تفهم ..!
ما الذي حدث لها ..؟؟
سحبت محارم ورقية وجففت نفسها بعصبيه .. ثم استندت الى الحائط ..
تشعر بثُقلٍ حول قلبها .. ليس ضيقاً .. لكن احساس يخنق انفاسها ..
يمتد من قلبها ليصل الى قمه حنجرتها ..
يمنعها من التنفس بحرية .. كأنه قيدٌ يقيدُها ..
و كله بسببه .. هو ..:" هو الذي يسبب لي هذا الشعور "..
هزات متتابعة عليها افزعتها ... شهقت .. ثم بعد لحظة استوعبت انه هاتفها ..
بيد مرتجفة بحثت عنه في جيب معطفها واخرجته ..
نظرت الى الاسم ... انها ام بسام .. ماذا تريد يا ترى ..؟
تركت الهاتف يهز مراراً .. لا تستطيع االرد الآن .. انها حتى لا تستطيع الكلام
تحتاج الى هوااء نقي .. ينعشها ويردها الى طبيعتها أولاً
بعدها تستطيع ان تواجه اي شخص ..
خرجت من دورة المياة النسائية ..( وانتنّ بكرامة )
ثم مشت بوجه صامت الى المصعد .. ركبت و لم تتحدث ..
كان هناك ممرضاً يعرفها حياها بمرح ... وردت على تحيته بجمود ..
حدثها فلم تتجاوب معه .. سكت الاخر متعجباً .. مابها زينة ..؟
خرجت بخطوات هائمة الى خارج المستشفى ..
كانت واجهته واسعة امتدت على اطرافه الاعشاب ..
و كثير من الناس والمرضى قد انتشروا بين جنباتها ..
مشت عبر الممر الذي يتوسط الحديقة .. و اخذت تتنشق الهواء بثقل ..
اخذت تفكر .. فهام وجهه على صفحة افكارها .. شتمت ثم هزت رأسها بعصبيه ..
:" اوووووف منك ... ريحنييي عمااااا "
هزات مُلحة تُحرك معطفها .. اخرجت هاتفها .. انها دلال ..
لما هذا الالحاح .. ماذا تريد منها الآن ..
اخذت تنظر الى شاشته وهي ترسل نظرات غاضبة
اصِمت .. اصِمت الآن هيا اصِمت ..
لم يكن ليستسلم حتى تظهر قرونٌ من رأسها .. فصاحت وهي ترفع عينيها الى السماء
:" الوووووووو نعم نعم ايش فيي ؟؟ "
دلال بفزع :" يابسم الله ... الناس ترد بـ هلا وهذي تنافخ .. ايش فيكِ يا بنتي ؟"
( برطمت ) زينة :" نعم دلوو .. ايش تبي ؟"
دلال :" ما ابي شي .. بس اتطمن عليكِ وعلى شفا "
عقدت زينة حاجباها :" شفوي بخير وانا انازع .. ليش ؟"
دلال :" ههههههـ لا تفاولي على نفسك ومصع "
زينة :" هاااه .. يا خراب بيتك من شفا لو تدري انك سرقتي كلمتها .. ومصع حقها وحقوق النشر محفوظة "
دلال :" هههههههههههـ ايش اسوي من عاشر قوماً .."
زينة :" اقول لا تخرفي .. توك الا يومين عارفتها "
دلال :" بس حبيتها من قلبي "
زينة بعينان شبة مغلقتان :" طيب .. ايش تبي ؟"
دلال :" ما ابي شي .. بس فارس اقلقني يبي يتطمن عليكِ "
زادت نبضات زينة .. وجف حلقها .. ما الذي يريده منها .. الا يتركها وشأنها لثواني فقط ..
دلال :" آلوو .. زينة انتي معي ؟؟"
تحجرش صوتها :" اي .. دلال .. انا بخير اكلمك بعدين "
ثم اغلقت الهاتف ... ابتلعت ريقها .. فارس يريد ان يطمئنّ عليها ..!!
زفرت زفرة طويلة وهي تحاول ان تهدأ نفسها ..: اوووه يا الهي ماذا اصابني ..؟
انها عطشة عطشة جداً ...
ذهبت لتروي عطشها .. و ابتاعت بعض من عصير التفاح في المقهى الارضي ..
جلست على احدى الكراسي وفتحت ِغطاء العصير ثم شربته دفعت واحدة ..
فأتاها صوت قريباً منها :" ياااي .. طول عمرك بهالقرف ما تتغيرين انتي ؟"
نظرت نظرة جانبيه الى ذلك الصوت الرفيع ..
ورأتها .. بهندامها و جمالها الصارخ .. كشرت زينة واعطتها ظهرها ..
:" وسن .!!! ..انتي من وين طالعة لي ؟؟ "
ضحكت وسن بطريقتها المتعالية :" تدري يا شينة .. ايش اللي محيرني فيكِ ؟"
ضغطت زينة على اسنانها .. تكرهها .. تكرهها وتكره الاسم الذي اطلقته عليها ..
زينة بهمس حاد :" تعرفي ان ما انقلعتي الحين شنو بيصير لكِ .."
وقفت وسن بعيدة عنها :" يااي .. شو هالالفاظ السوقية .. شينة انتي عمرك ما راح تصيري بنت "
صرخت زينة :" انقلللللللللعي "
تغضنت ملامح وسن بفزع .. ثم تحركت بكعبها العالي لتخرج من المقهى مسرعة ..
تكاد تصطدم بالاشخاص امامها ..
ردت زينة بوجهها الى الامام :" اوووف .. يا كرهي لها هالغولة "

زينة و وسن وشفا كانوا جميعاً يدرسون بنفس الدفعة .. عندما اتت زينة لأول مرة الى هنا
كانت تشعر بالغربة .. و ما زاد الطينة بله هو مواجهتها لـ وسن التي اخذت تكيل لها المكائد ..
لكن شفا ساعدت زينة في مواقف عدة .. لم تنسها ..
منذ تلك الايام اصبحتا صديقتان و روحً واحدة في جسدان ..
اما وسن لم تحبهما يوماً... واعتبرتهما عدواً لها .. وخاصة لم تحب زينة ابداً... لانها تعاديها بالمثل ..
بعد التخرج والعمل في المستشفى .. لم تعودا ترياها الا نادراً .. وذلك من حسن الحظ ..

~~~~

في تلك الغرفة .. جلست جود تشعر بالصداع ..
لما لم يأتي اخيها بعد ؟؟
ان وجودها وحيدة يجعلها تفكر كثيراً ..
ولم تكن تحب التفكير فهو يتعبها و يضعف من رغبتها في الحياة ..
قطبت جبينها و تطلعت الى تلك النافذة خارجاً ..
ثم بدون تحكمٍ منها فكرت به .. واخذت تحدث نفسها :..
ما الذي يفعله الآن ..؟
الدنيا عنده مظلمة في هذا الوقت ... لكني لا اعتقد انه نائم ..
هل .. "اغمضت عينيها" .. هل مازال يفكر بي كما أفعل انا ؟؟
ألا زلت ازور احلامه كما في الماضي ..؟
أم انه نسي أمري و محاني عن باله وحياته ...؟!!!
شعرت بخديها يبردان ..انها دموع تسيل ببطء كما حياتها ..
دموعٌ ترثي قصتها الموؤدة في مهد قلبها ..
رفعت يداها وغطت وجهها لتنوح بصمت ..
وبين شهقاتها خرج اسمه يتجرع الموت في كل حرف :" عليي .. علي .. سامحني ..يا علي "
---
عادت ذاكرتها عند نقطة محددة .. عند لحظة النهاية ..
يومها .. كانت سـ تسافر للمعالجة .. فقضت جُل وقتها بين بنات عمها لتودعهم ..
قضوا سهرة طويلة ..متعبة .. نامت فاتن وهدى بعدها...
لكن جودا لم يغمض لها جفن وهي تفكر بـ فراقها الآتي مع علي ..
وجدت قدماها تأخذانها الى حديقة المنزل .. وهناك كان يقبع فارسها متأملاً القمر ..
وقفت خلف احد اعمده الحديقة تختلس اليه النظر بقلب نابض ..
و كأن النبضات حواراً تشكل بين قلبيهما فقد قال :" جوود .. هذي آخر ليلة ..!!"
بُهتت .. كيف شعر بها ..؟
لم تُجبه الا بهمسه مترددة .. وهي متصنمة بمكانها ..
علي :" جود .. وعد مني .. راح انتظرك للنهاية "
توسعت عيناها لكلماته .. و اهتز كُل كيانها .. بدأت دموعها تسيل بلا صوت ..
و طأطأت برأسها الى الارض .. لتغرس فيه أول جروحها :" لا تِنتَظِر .. مو راجعة "
لم يلتفت علي .. لانه يفقه تماماً صعوبة موقفهما .. فـ كيف اذا تلاقت النظرات ..
علي بإصرار :" بترجعي .. بترجعي .. كل يوم بأدعي ربي يرجعك لنا .."
هزت رأسها رافضة ..و همست :" علي .. انا جثة تنتظر يوم دفنها "
و بصوت مخنوق :" جود .. ارحمي هالقلب .. لا تشيبيه بهالكلام .. خلي املك كبير "
ببكاء :" خلاااص علي .. اعتبرني ميتة .. وكمل حياتك .. نحن انتهينا "
ثم ركضت مخلفة ورائها .. شظايا قلب مكسور ..
---

عندها دخل جاسر الغرفة وهو يتحدث على الهاتف ..
:" أي علي انا متابع معاك كل شيء عالإيميل .. انت بس .."
و صمت عندما رآى اخته بتلك الحالة .. جرى ناحيتها و جلس بجانبها ..
ملقياً هاتفه على السرير عند قدميها.
امسك بيديها وابعدهما :" جوود ..؟؟"
كانت دموعها تسيل كـ نهر جارف يخدش حياء وجنتاها ..
سألها بقلق :" جوود .. ايش فيكِ حبيبتي ؟"
لم تستطع ان تقل اي كلمة في سيل نياحها .. فـ رمت بنفسها على صدره
و أخذت شهقاتها ترتفع أكثر .. حاول تهدئتها :" بس جود .. بسم الله عليكِ .. خلاص اهدي "
و لم يفلح الا بزيادة معيار بكائها .. جاهدت :" جـ جا .. جاسـ ـ ر "
مسح على رأسها بمواساة :" حبيبي انا معاكِ .. اووش .. بس خلاص "
جود بصوت متألم :" انا تعبت .. تعبت خلاص .. بموووت جاسر .. بمووت .. بأرتاح .. تـ عبت "
اغمض عينيه بألم .. ضمها اكثر .. وهو يشعر بنفسه تتمزق اشلاءً
وكأنها وردة قد حُدت أشواكها .. كلما تمسك بها اكثر .. آلمته .
جود وجاسر .. منذ ولادتها كُتب عليهما ان يتجرعا من كل كؤوس الحياة سوياً ..
يضحكان معاً , يبكيان معاً , يفرحان معاً و يتألمان معاً .
الشيء الوحيد الذي اختلفا فيه .. هو ذرف الدموع ..
فـ جاسر منذ حمل جود على عاتقه .. قد أقفل على دموعه و حبسها بشكلٍ مؤبد في داخله
فقط لأجلها .. فدموعه ستكون الضعف الذي يكسر قوته ..
قوته .. وقوتها .. كبت دموعه 14 سنة .. لتكون قوته سنداً لها ..
و لكن في ظل هذة الظروف .. أصبح الامر على جاسر صعباً .. لم يعد يملك القوة للصمود ..
فـ صعبٌ ذلك الاحساس ..
أن تخفي دموعك .. و تداوم على مسحِ دموع الغير ..
كم من الدموع قد تراكمت على قلبك يا جاسر ؟.. وكم تستطيع التحمل وحدك ؟

~~~~

لم يكن جاسر و جود وحدهما من يتجرع ألم هذة اللحظات ..
فهناك في مكان يبعد آلاف الغيوم ..ومئات البحيرات و البحار ..
على ارضِ وقوفٍ أخرى .. كان يقف ..
وبيده الشيء الوحيد الذي يصله بها .. ارتجفت يداه و ارتعشت انفاسه بداخل رئتيه ..
و بلورة وحيدة هوت من مغارة عينيه ..
نادا بيأس :" جاسر .. آلوو .. جاسر .. جود .. رد علي .. آلوو " ..
ثم انهار ليجلس على سريره .. يتنفس بشدة ..
صوتها .. كلماتها .. العذاب المطل في حروفها .. كل ذلك شرارات احرقته ..
غطى وجهه بألم ..:" جوود .. ليتني أموت وتاخذين حياتي .. ليتني اقدر أفديكِ بيها ..آآآه ياربي صبرنا . يارب أشفيها ورجعها لي .. يا ربــــ "
و بجانب الغرفة مرّ طيفِ أُخته .. التي سمعت صيحات مكبوته تصدر من غرفته ..
اصابها القلق .. فطرقت على بابه :" علي .. علي ايش فيك ؟؟"
لم يجيبها ولكن صوته ما زال يصل الى مسامعها ..
خوفها عليه حركها .. فـ فتحت الباب قليلاً .. ثم أطلت برأسها للداخل وهي تناديه :" علي"
رأته جالساً على سريره وقد نكس رأسه .. وصدرت عنه تمتمة غير مفهومة ..
دخلت واغلقت الباب ورائها .. ثم تقدمت ببطء وعيناها تمسحانه ..
بصوت متفاجئ عندما رأت دموعه :" علي .. انت تبكي ؟؟"
اشاح بوجهه للناحية الاخرى .. و بتحجرش :" ايش تبغي يا هدى ؟"
وقفت امامه بيدين مضمومتين الى صدرها :" ايش فيك علي ؟ قول لي "
تنهد ومسح وجهه :" ما فيا شيء .."
نظرت اليه بآسى .. انها تعلم ما به .. لانها تشعر بشيء مشابه لمشاعره ..
تقدمت وجلست بجانبه .. وضعت يدها على كتفه ..
همست :" علي .. مشتاق لـ جود .؟" كان تصريحاً منها أكثر منه سؤالاً ..
عندما نطقت بإسمها .. أفلتت منه آهه متعذبه ..سكن قليلاً ثم اخفض رأسه ليريحه على قدميها ..
علي :" هدى ... نفسي اكون معها .. نفسي اداويها و اساندها .. مو قادر اصبر اكثر ..
اشتقت لها .. وغير مرضها بُعدها .. بُعدها قاتلني ..آآه"
حزنت عليه .. : اعلم كيف شعورك .. اعلم يا اخي كيف شوقك .. فهو يعتمل بقلبي ايضاً ..
مسحت على رأسه .. انها تعرف مقدار ما عانى اخيها ...
تعرف منذ البداية بما يختلج قلبه من حب تجاه جود ..
لقد عاشت و هي ترى حبهما يكبر ويكبر ببراءة و طُهر ..
و كانت متأكدة بأنهما يوماً ما سـ يضمهما عشٌ ملؤه السعادة والأمان ..
لكن ..! .. لم يكن ما حدث في حسبتهم .. لم تعرف ان للقدر دوماً كلمة أخرى ..
و للمولى خُطط لنا لا نعلمها .. تُسيرُنا ولسنا بـ مخيرين ..!!
ثم اضطرت لترى حب أخيها يذوي مع اعاصير الزمن و صعوباته ..
مثله .. مثل حبها الصامت ..
حبها الذي سكنّ قلبها وعاش فيه دهراَ ..
حبها الذي لم يرَ النور ولا تدري ان كان سيأتي اليوم الذي تتفتح فيه براعين ذلك الحب العذري ..
الذي رافقها منذ طفولتها لمراهقتها .. ومازال لهذة اللحظة يمدّ قلبها بالنبضات ..
همست هدى :" علي .. يا اخوي اذكر الله "
خبأ علي وجهه .. يريد ان يُخرج كل ما بأعماقه .. يريد ان يرتاح .. و هدى هي أقرب شخصٍ له
من بعد جود :" هدى .. ريحيني يا اختي "
ابتسمت هدى .. كلما شعر اخيها بالضيق يأتي و يطلب منها هذا الطلب ..
و دوماً يكون صوتها بلسماً لجروحه ..
بصوتٍ ناعم تخشع له حنايا النفوس اخذت ترتلُ بآياتٍ عظيمه من القرآن الكريم ..
مسحت رأسه و اكملت ترتيلها بخشوع ..
بدأ علي تدريجياً يشعر بالسكينة تتسلل الى نفسه .. ثم دون ان يشعر غاب في سباتٍ مريح ..
ابتسمت هدى ورفعت يدها للسماء :" يارب ريّح قلب اخوي وقلب جود .. يا رب اشفيها ورجعها لنا ..
يارب .. اعين جاسر على مصيبته وقويه " ..
ومع صمتها .. صمتت جزئيات الوجود .. لتبقى النبضات وحدها صامدة .

(( صدق الذي قال .. ان القرآن راحة للنفوس ..
فعلاً ترتاح القلوب به و تزول الآم بقرائته ..
انه اعظم كتاب في الوجود .. يحمل بجعبته كلام الجليل العزيز
يضم كل حلول البشر .. همومهم ومشاكلهم .. حلول حتى لاصغر الاشياء
ولكن أين هو الآن بيننا ؟؟
اين موقعه بين كتبنا ؟؟ ..
نجده في رفوف المنازل قد اصبح زينة .. طال عليه الزمن وتجمعت الاغبرة على غلافيه
" الا من رحم ربي "
كم اهملناه .. وكم تجاهلنا وجوده ..
انغمسنا في التعلم والتزود في ثقافات اخرى ..
يشير الناس بالبنان .. هذا انسان مثقف ومطّلع على شتى العلوم ..
وعندما تسأله أتحفظ كتاب الله ... يجيب نافياً ..
يفكر معظمنا " وانا اولكم " بـحبنا الشديد للقراءة .. نعم انا مثقفة
وعائلتي فخورة بوجود مثقفة مثلي بينهم .. احب القراءة و نهش الكتب
لأكن صادقة .. احب فقط الكتب الادبية .. وخاصة الروايات والقصص ..
اذاً كم جميل وجود هذة الموهبة والهواية لديكِ ..
فهل تعطين قبساً من هذا الاهتمام لقرآنك ؟؟؟
" لست هنا لأحاسب حتماً .. ولكن لأذّكركنّ حبيباتي في الله "
اقرئي ماشئت من العلم المحمود ..
ولكن ضعي في اولوياتك دوماً .. القراءة الدائمة للقرآن الكريم ..
حتى لا يظلم قلبكِ غاليتي ..
لا تتركيه .. فتكوني من هاجري القرآن ..
لا احد منا يحب ان يوسم بهذا اللقب .. فلما لا ننمح انفسنا حتى لو القليل من الوقت لله ولكتابه
تفكروا يوماً سـ يأتي وتختفي صفحاته الغالية لتصبح بيضاء
حينها من يبحث فـ ليبحث .. لن نجد القرآن وقتها الا في قلوب حفظته ..
فداومي على قرائته .. و حاولي حفظه ..
جعلني الله واياكنّ من حفظته .. اللهم سهل علينا حفظ كتابك وتطبيقه ..
آميــــن يارب العالميــن
))

~ الجـ 2 ـزء ~

في وسط المدينة كانت السيارات مكتظة و خاصة في ذلك الشارع عند تقاطع الاشارات الرباعي ..
وقف بسيارته المستأجره في قلب الزحام الشديد ..
كلهم في استعدادٍ للضوء الاخضر الذي يطلق سراحهم من الانتظار المذموم ..
تأفف وهو ينظر في كُل الاتجاهات .. مدّ يده ليشّغل المذياع ..
قلبّ في محطاته ولم يشده اي شيء ..
اقفله .. ثم نظر الى هاتفه .. لِما لا يتصل بـ زينة ..؟
طوال الامس أخذت تتجنبه .. و دلال طمأنته بأن لا مكروه حصل لا لـ شفا ولا لـ زينة
رغم ذلك بات ليلته في يقظة لتلقي اي خبر ..
امم .. فكِر .. فكِر .. ما الذي يجب فعله يا فارس ؟؟
ثم طرأت على باله تلك الفكرة .. نعم .. سيذهب بنفسه ويطمئن عليها ..
هذا ما يجب ان يفعله ..؟
لما لا تتحرك السيارات .. هياااا .. في هذا الوقت وكُل الناس تتوجه الى عملها
تُصبح الطرقات العامة .. كابوساً لا بد منه ..
تأفف مرة اخرى .. هيا انا على عجلة من أمري لما لا تطير السيارات ؟؟
طرأت على باله فكرة أخرى .. نعم .. يجب ان يفعلها فوراً ..
اتصل بأخته :" آلو .. سلام عليكم .. دلال اسمعي .. لا تسوي غدا .. لالا انا عازمكم اليوم عالغدا ..
اي و بأكلم زينة وشفا تجيب اخوانها بعد .. اكيد .. عالساعة 3 اتجهزي انتي والاولاد ... لالا
راح اخذهم اول وبعدين اجيكم .. المكان .. ممم مفاجأة .. يالله سلام "
ثم بحث مرة اخرى في قائمة ارقامه وتوقف عند اسم ..:" تجنن بلد "
و بعد تردد اتصل .. رن الهاتف عدة مرات ولم تُجب .. اتصل مرة اُخرى ولم يتلقى اي رد ..
همس :" فين راحت هذي ..؟ "
وحاول للمرة الاخيرة فأجابت :" نعم من ؟؟"
ابتسم واسند رأسه :" السلام عليكم "
كانت زينة لتوها انهت حماماً سريع .. عندما خرجت لترى رقماً غريب يتصل بها ..
تجاهلته لكن اتصاله مرتين جعلها ترُد علّ الامر هام ومستعجل .. من يدري ؟؟
سمعت صوتً مألوف ولكن لم تميزه :" وعليكم السلام .. مين معاي ؟"
كان يريد ان يكون جاداً او يغيظها.. لكن ذلك سيضائل فُرص موافقتها على الغداء :" هذا أنا فارس "
شعرت زينة فجأة بقدماها تأبيان حملها .. فهوت على كرسيٍ كان خلفها ..
زينة ببرودة عكس ما بداخلها من نيران :" من اعطاك رقمي ؟"
فارس :" اخذته من دلال .. زينة اتصلت عشان اعزمك على الغدا "
توسعت عيناها بدهشة ...!!!!!!!!!!
يدعوها لتناول الغداء .. ما باله هذا الابله ايظنها مثل هؤلاء الامريكيات ؟؟
هل جُن ؟؟؟؟.. يبدوو ان مكوثه هنا افقده عقله وانساه تقاليده ..
صاحت :" نخرج في موعد !!!!!!! .. تخبلت انت !!!!!!!!"
كان فارس مستعداً لأي رد فعل منها .. متوقعاً دائماً الاسوء ..
ولكن هذا الشيء الوحيد الذي لم يتوقعه ..
اطلق ضحكة كبيرة .. ما هذا الهراء الذي تقوله ..؟؟
انها بلهاء حتماً .. وهو لا يقوى على بلاهتها التي باتت تزيد يوماً بعد يوم ..
ضحك :" هههههـ اووه يؤسفني اخيب ظنك لكن .."
قاطعته بحنق :" ومن قالك اني ابغىىىى اصلاً اخرج معاك .. انت اخر واحد ممكن افكر فيه بالدنيا "
اخيراً انطلقت السيارات فأنطلق هو الآخر :" ما عليه .. وانتي بعد آخر وحدة ممكن افكر بيها "
كلامه بشكل او بآخر أثر فيها .. فصرخت :" اجل فااااااااارق "
ثم اغلقت هاتفها بعصبيه ورمته على السرير .. :" البقررر .. البقررر يعني انا ميته عليه .. وجــع "
ووقفت مغتاظة لتخرج كل غضبها في جيني التي كانت نائمة ..
مؤخراً فاض الأمر بـ جينفر لتصرفات رفيقتها العصبية ..فطلبت ان تُنقل زينة لشقة آخرى ..
ان علمت زينة بذلك .. فـ >> وداعاً يا جيني <<
نظر فارس الى هاتفه .. :" اووف .. خسرت الفرصة .. يالله بحاول عشان خاطر شفا "
وابتسم وهو يفكر فيها ..

~~~~

فتحت عيناها ببطء .. ثم نظرت حولها بنظرات فارغة .. و ميتة
بدأت تستوعب شيئاً فشيئاً .. من هي .. و أين توجد ..
اغمضت جفونها بعنف .. يا الهي لِم لا تموت وترتاح .. لِم يجب ان تذوق مراره هذة اللحظة كل يوم ..
جاءها صوتٌ مرح :" اخيراً صحيتي .. صباح الخير "
فتحت عيناها لتقعان على وجهٍ طلتّ من عينيه الطيبة والحنان ..
همست بدهشة :" آنسة شفا ..؟؟!!!!"
ابتسمت شفا وهي تقترب حامله معها صينيه الافطار :" شفا وبس .. كيفك جود ؟"
رفرفت جود بعينيها وما زالت غير مستوعبة وجود شفا هنا ..معها ..!!
جود :" متى جيتي ؟؟"
ضحكت شفا :" اممم من ساعة تقريباً .. ايش رأيك بهذة المفاجئة ؟؟"
قامت جود لتجلس وتواجهها :" يااه ما تتصوري قد ايش انا فرحانة بوجودك هنا .. الله .. يعني جاسر بالفعل حقق لي اللي ابغاه "
وضعت شفا الصينيه جانباً وبدأت تبعد الشراشف عن جود :" جاسر ..! مين جاسر ؟"
جود ببسمة :" جاسر اخوي .. راح تقابليه اليوم .. دايماً يجي الساعة 9 ونصف "
اومأت شفا برأسها :" اها .. طيب يالله قومي غسلي وجهك واتوضي .. فاتك الفجر صح ؟"
جود بتساؤل :" الفجر ؟؟ .. اممم انا .. لا ما صليته "
لكزتها شفا بدعابه على خدها :" معذورة .. بس لا عاد تعيديها .. انا ما بخليكِ "
ابتسمت جود ووقفت لتذهب الى الحمام ( وانتنّ بكرامة ) بمساعدة شفا ..
غسلت وجهها واخذت تتوضأ ..
شاعرة بإنتعاش و نشاط غاب عنها منذ مدة ليست قصيرة ..
خرجت بعد فترة لترى جود قد غيرت لها ملاأت سريرها و جهزت لها سجادة بجانب جهة الضيوف ..
نظرت اليها شفا وابتسمت :" جبت لكِ هدية بسيطة اتمنى تكون بمقاسك "
واشارت بإصبعها الى السجادة وشرشف الصلاة المرافق له ..
مشت جود و الغرابة تتلبسها .. لم تكن يوماً بهذا الاهتمام للصلاة او ما يتعلق به ..
لكن وهي تتلمس الشرشف بين يديها شعرت وكأنها لم تتلقى هدية بهذا الجمال في حياتها ..
التفتت لشفا .. وقالت بصدق :" شكراً .. احلى هدية جاتني "
بانت السعادة على وجه شفا الجميل .. وتقدمت بقرب جود لتحضنها ..
تصلبت جود لثانية .. وقد غشت مشاعرها .. فرحة عجيبة .. وكأن فرحتها متفاجئه من نفسها ..
بادلتها الحضن .. ثم ابتعدت .. لتنظر الى شفا بعجب ..
شفا :" هذي القبلة جهزت السجادةا لكِ .. ادعي لي معاكِ جوود .. ولا ما استاهل ؟"
جود بشعورٍ لا يُفسر :" اكيد .."
ساعدتها شفا في ارتداء شرشف الصلاة ثم :" انا راح اتركك تصلي براحتك .. راح ارجع بعد ربع ساعة تمام ؟"
اجابتها بهزة رأس .. ثم خرجت شفا من الجناح ..
نظرت جود الى الشرشف عليها .. ثم الى السجادة .. وقفت .. و غمرها احساسٌ فظيع بالأمان ..
منذ متى لم تصلي بهذة الوضعيه يا ترى ؟؟
منذ متى لم تلمس جبهتها ارض السجدة ؟؟ .. كانت فقط تصلي نائمة .. وبالاشارت ..
والآن .. شيئاً تجدد فيها .. انها تريد ان تصلي ..
و كأنها وعت للشوق الكبير الذي يكمن في مقابر نفسها للقاء الله ..
يااااه لِم لم تشعر من قبل بهذا الشوق ؟؟. لما فقط الآن ..؟
صلّت و قد ارتعشت اطرافها و غشا الدمع عينيها .. يا الله ..
كنت قد نسيتُك ولم تنساني ..
يا الله ..

عندما عادت شفا وجدت جود ما تزال على وضعيتها جالسة هناك ..
اقتربت منها وسمعت نحيبها المنخفض .. فجثت ارضاً بجانبها ..:" جود ..؟"
رفعت جود رأسها .. و نظرت الى شفا ..
ثم انقضت عليها تضمها بفرحة " شفاا .. شكراً لك .. شكراً مرررة "
شفا بعجب :" على ايش جود ؟"
ابتعدت جود عنها لتشير بعجز لنفسها و لسجادتها :" على هذا .. على هالاحساس .. شفا شكراً "
ببسمة :" لا تشكريني .." ورفعت اصبعاً للأعلى :" اشكري اللي فوقنا واللي عمره ما نسينا "
طأطأت جود مؤيدة وهي تحمد الله ..:" ياااا رب لك الحمد والشكر "
شفا :" الحمدلله .. تقبل الله صلاتك "
احتارت جود ماذا ترد .. فسألت :" ايش يردوا ؟"
ضحكت شفا :" قولي آمين .. منا ومنكم صالح الاعمال "
فرددت جود ما قالته شفا لتوها ... وقامت لتخلع الشرشف وتطبقه ..
ثم جلست على احدى المقاعد ..
شفا :" جود ما تبغي تفطري ؟"
جود :" الا ابي .. بس تمللت من السرير ابي افطر هنا .. ممكن ؟"
ابتسمت وتحركت لتجلب الصينية :" اكيـد .. بالعكس افضل لك "
ووضعت الصينية امامها .. :" هاه قلتي اذكار ما بعد الصلاة .. واذكار الصباح ؟"
احمر وجه جود خجلاً و أسفاً ثم بصراحة :" مو حافظتهم "
شفا :" ولا يهمك .. قولي وراي الحين .. وبكره ان شاء الله اجيب لك حصن المسلم .. اوكي ؟"
جود بفرحة :" اوكي "
ثم اخذتا ترددان معاً الاذكار .. وبعدها تناولت جود افطارها بشهية ليس مجبرة ككل مرة ..
بعدما انتهت اخذت تتحدث مع شفا التي تقيس مستوى معدلات اشارات جسدها الحيوية ..
جود :" انا فرحانة مرة انك ممرضتي الخاصة .. كنت اظن ان جاسر ما يقدر ينقلك لـ هنا .."
قطبت شفا حاجباها وهي تسجل القراءآت :" ينقلني هنا ..؟"
جود بنية طيبة :" امم .. انا طلبت من اخوي جاسر يطلب نقلك لـ هنا .. والحمدلله انتي معايا "
صدم كلامها شفا .. لكنها لم تُظهر اي أثر على ملامحها بل سألت بشكل عادي
:" يعني اخوكِ طلب نقلي لـ هنا ؟"
هزت جود رأسها مبتسمة .. ما اشعر شفا بشيء من الضيق ..
ذلك يعني انها لم تُنقل لقدراتها و لجدارتها بالعمل .. بل نُقلت تحت طلبٍ خاص ..
انها لا تستحق ان تكون هنا .. لا تريد اخذ مكان غيرها ظلماً .. ذلك ليس عدلاً ..
جود :" اخوي مررة طيب .. اي شيء اتمناه يحقق لي هو .. صدقيني شفا لما تقابليه راح تحبيه "
استنكرت شفا ما سمعته .. :" جوود ..!"
نظرت جود اليها ..
ثم استوعبت الملاحظة الاخيرة التي القتها :" آآ .. آسفة .. بس قصدي .. يعني انه ينحب "
هزت شفا رأسها .. ثم عندما شاهدت الآسى قد ظهر على جود
ابتسمت :" اكيد .. مدام ان اخته جود "
ضحكت جود وشعرت بالراحة .. :" خفت زعلتي مني "
شفا :" انا ابداً ما ازعل من اخواتي "
جود بـ ود :" الله .. انا اختك ..؟؟ ... شكراً .. شكراً "
شفا :" هههههـ ومصع لا عاد تشكريني مرة ثانية ولا على قوله زينة لا اقرمعكِ ههههـ "
جود :" ههههـ اسفة .. ايش يعني ومصع ؟؟ .. ومن هيا زينة ؟"
اخذت شفا تعيد اجهزة القياس الى الحقيبة :" يا ستي ومصع يعني باللي يمصع رقبتج على قوله اخواننا الاماراتيين اما زينة هذي .. صديقة عمري .. ان شاء الله بتتعرفي عليها "
جود :" يعني هيا مثلك حلوة و طيبة ؟"
ابتسمت شفا :" الله يسعدك قولي آمين .. وهيا حلوووة مرة و عسل واطيب منها ما شفت "
جود :" آمين .. بس انا شفت اطيب منها "
شفا ببراءة الاطفال :" لاااا .. من بتكون اطيب من زيوون ؟"
جود بابتسامة كالحرير :" انتي "
شفا وضمتها جانبياً ..:" والله انتي اللي طيبة يا جوود "
ضحكا معاً ثم صاحت جود فجأة بفرح :" جااسر انت هنا ؟؟؟"
رفعت شفا عيناها لتصدما بالرجل الواقف عند باب الجناح
وقد تسمّر مكانه وكأنه صنم .

~~~~

هذة المرة هو من آتى متأخراً .. فكرت وهي تنظر اليه من ثقب باب استراحة الممرضات ..
همست :" فين كنت يا فاقد الحيا؟؟ .. وجع انا لما اتأخر تهزء فيا .. انت عااادي ولا كأنه صار شيء اووف "
لمسة على كتفها افزعتها .. فصرخت بصوت منخفض ..
نظرت للاعلى خلفها .. :" نيكوول .. كدتِ تصيبيني بسكتة قلبية "
نيكول بإستغراب :" ما الذي تفعلينه عندكِ يا زينة ؟"
توترت زينة ووقفت لتذهب عند خزانتها :" لا شيء .. ماذا ترينني افعل .. لا شيء طبعاً "
نيكول بنظرة جانبيه :" هل تتلصصِّين على احدٍ ما؟ "
تلعثمت زينة :" ماذا ؟؟ لا لا بالطبع ومن تظنين انني اتلصصُّ عليه .. ههههـ هل فقدتي عقلكِ "
فتحت نيكول الباب ثم نظرت للخارج وردت تقول :" اهاا .. هل هناك شيئاً ما يتعلق بالمشرف فارس "
اوقعت زينة نوتتها من يدها .. ثم انحنت لتلتقطه :" بالطبع لا "
نيكول بنبرة متهمة :" زينة .. انتِ تحاولين ايقاعه في شباككِ .."
اوقعت زينة النوتة مرة اخرى :" ماذا!!!!!!!!!"
اقتربت نيكول منها وهي تهز رأسها :" نعم .. انتِ معجبة به .. وتريدين ايقاعه في شباكك كي يكون تحت تصرفك .. وبالتالي يقيمُكِ .."
قاطعتها زينة بهستيرية :" أجننتِ لترمي مثل هذا الكلام في وجهي .. اسحبي ما قُلتِه الآن هيااا "
رغم فزع نيكول الا انها تكتفت بيديها وقالت ببرود :" لن اسحب ما قلته لانه صحيح "
صرخت زينة وهي تقرّب وجهها انشاً لوجه نيكول :" لاااا انه غير صحيح "
بقرف مسحت نيكول وجهها :" انه صحيح .. وابعدي فمك الضخم عني .. لعابك غطى وجهي "
زادت عصبيه زينة فصرخت :" نيكول ان لم تختفي من امامي الآن فسـ .."
قطع كلامها انفتاح باب الغرفة .. فنظرت كليهما اليه لتريا فارس وقد وقف بتجهم منتظراً تفسيراً لهذا الصراخ.
فارس :" ما الذي يحدث هنا ؟"
زينة بإجابة فورية :" لا شيء "
رفع فارس حاجباً واحداً .. :" أتعنين ان صوتكِ الواصل لآخر الرواق كان يرتفع بدون سبب ؟"
زينة :" قلت لك مافي شيء ... امور خاصة بيني وبين نيكول "
نيكول :" لا تتحدثي بالعربية .. ماالذي يدريني ربما تلبسين لي جريمة ما وتضعين اللوم عليّ دون ان اعرف"
زينة وهي تحول نظراتها اليها :" اصلاً انتي بكبرك جريمة "
كادت ضحكة تفلت من فارس .. لكنه امسكها ..وقال بجدية :" احم .. ما زلت انتظر تفسيراً "
نيكول بنظرة تحدى لزينة :" سأخبرك بالحقيقة دكتور فارس "
توسعت عينا زينة ... ما الذي ستقوله هذة الحمقاء .. ستفضحها ..
فسارعت بالقول :" دكتور فارس .. لقد قبضتُ على نيكول تتلصصُّ عليك بالجرم المشهود "
فغرت نيكول فمها بدهشة وبإستنكار :" انها تكذب .. انا من رأيتها على ذلك الحال دكتور "
زينة بنظرة تأنيب لنيكول :" افااا عليكِ .." ثم بالانجليزية :" اوه لا تكذبي يا نيكول "
ثم اكملت بالعربية :" مو هذا العشم فيكِ يا بنت الانجليز "
ضحك فارس لحركاتها .. : والله هالبنت خبلة ..
نظرت نيكول الى فارس ورفعت يدها :" دكتور ارجوك دعني اشرح لك "
فقفزت زينة بالمنتصف :" أرأيت انها تعترف وهذا شاهدٌ عليها .." ثم اشارت بيدها الى الباب ..
نظر فارس بغرابة الى الباب وسأل :" كيف يكون شاهداً ؟"
فأقتربت زينة من الباب وامسكت به :" تلصصّت من خلال ثقبه .. أليس كذلك يا ايها الباب "
وحركته :" هيي تكلم لا تفشلنا " ...
انبله فارس وهو يتطلع الى زينة .. :" هالبنت خبلة و بمرتبة الشرف بعد ..
نيكول :" دكتور فارس صدقني صدقني انها تكذب .. هيّ من كانت تتلصصّ عليك "
اخذ فارس ينقل نظراته بينهما .. فتأففت زينة و اخذت تراقص حاجباها للأعلى والاسفل
وتقول :" هاه فارس ..انا بنت ديرتك .. صدقني احسن لك "
..:. هالبنت خبلة مع مرتبة الشرف وبجدااااارة ..
ضحك فارس وهز رأسه باستسلام :" حسناً كلاكما كفى كلاماً وشجاراً .. هيا الى عملكما "
انصاعت نيكول الى اوامره وخرجت .. اما زينة فقد عادت الى خزانتها لتخرج اغراضها ..
فارس وهو ينظر الى ظهرها :" آنسة زينة عملك ينتظرك "
ردت عليه دون ان تلتفت :" بأخذ اغراضي أول"
وقف ثم قرر ان يحاول مرة اخرى :" امم اليوم عازم دلال عالغدا بره .. وقالت لي اعزمك انتِ وشفا واخوانها .. فأيش رايك ؟"
بهدوء حلّ عليها :" آسفة .. اِعتذر لدلال عني "
فارس :" وليش لا ؟"
تنهدت زينة .. اخرج واذهب بعيداً .. قربك يضايقني :" بدون سبب "
فارس :" يعني رافضة عشان العزيمة مني .. طيب ايش ذنبها دلال ؟"
اغلقت زينة خزانتها ثم قالت :" مو بسبب شيء .. مالي مزاج اطلع .. روحوا لوحدكم "
فارس :" زينة اعتقد اذا ما جيتي .. الآنسة شفا ما راح تجي "
مشت زينة لتخرج :" اكيد "
لكن فارس وقف في طريقها ينظر اليها نظرة قوية ممتزجة بذرة رجاء
وقوفه هكذا قريباً منها أشعرها بالاختناق .. والضعف .
فارس :" مو عشاني يا زينة .. عشان الصغار يفرحوا .. ممكن ؟"
كانت عيناه تترجاها بطريقة صامته ..
فكأنها فقدت الوعي للحظات ونُومت مغناطسياً همست :" طيب"
ابتسم فارس وشكرها ثم التفت وابتعد ..
تبعته نظراتها وهي تشعر انه كل لحظة يخطف شيئاً منها ..
كل لحظة تفقد جزءً .. يملكه فارس..
وما زالت لا تفهم .. ما الامر .


~~~~~

وهنا تقف الريشة عن رسم النبضة التاسعة

آملة انها نالت اعجابكنّ ... لا تحرموا لوحتي اطلالتكنّ الفريدة ..

شكري وامتناني لدعمكنّ

بإنتظار تعليقاتكنّ بشوق ..


دمتنّ بحفظ المولى

ضياع نبضة .

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 02-09-08, 06:41 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

كالعادهـ نبضهـ اكثـــر منـ رائعهـ
تسلمـ ايدجـ عليـهـا
سبحانـ اللهـ
ناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ نرتاحـ لهمـ وناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ وبدونـ ما يسونـ لنـا شيـ ما نرتاحـ لهمـ ومهمـا حاولو يتقربونـ منــا نصدهمـ
هذا حالـ "جود "
حيلـ فرحتـ لفرحتهـا بوجود شفـا معاهـا
وانـ شاء اللهـ دومـ الفرحهـ
وسنـ
شكلهـا مو سهلهـ ابدا واذا عجبهـا شيـ تعتبرهـ نتـ ممتلكاتهـا وتسويـ كلـ اليـ تقدر عليهـ عشانـ توصلهـ
ويا ويلهـ اليـ يقربـ على شيـ تعتبرهـ لهـا
زينهـ
هلـ مشاعرهـا وتلخبطهـا لما تشوفـ فارسـ حبـ!!
اللهـ يستـر
شفا
الحمد للهـ انـ عدتـ الاغماءهـ على خيـــر
اللهـ يشفيهـا
فارسـ
لهدرجهـ يحبهـا!!
عليـ
يا جذيـ الحبـ يا لا
اللهـ يشفيـ جود ويردهـا لهـ سالمهـ
تقبليـ مروريـ

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابدآآع قلم تبآرك الله
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية