كاتب الموضوع :
ضياع نبضة
المنتدى :
الارشيف
~ الجـ 2 ـزء~
أنهت ما تبقى من النسكآفيهـ في كوبهآ .. فأعادته بتملل فوق الطآولة المجآورة ..
نظرت الى شآشة الحآسوب متأففهـ وفتحت صفحة ويب جديدة ..
علّهآ تجلب النتيجة بشكل اسرع من سآبقتهآ ..
فتحت موقع نتآئج الطآلبات و أتاهآ نفس الجوآب ..
[ نرجوا المحآولة بعد فترة ]
صآحت :" اووف .. الحين الساعة 7 متى بتنزلوووه يعني ! "
في قرآرهـ نفسها لم تعد النتيجة او اي شيء يهمهآ .. فـ والدها رحـ ..
هزت رأسهآ برفض .. لن تعترف ولن تتقبل ما يقولونهـ ..
أبآها لم يمت ... بل سافر دون علمهم الى مكآن ما .. و سيعود .. نعم سيعود .
هنآ توقفت عند هذة النقطة .. ولن تتعمق أكثر او تراجع نفسها ..
والدهآ مسافر .. وهي تنتظر عودته و كفى.
سارت الى تسريحتهآ و تلقفت هاتفهآ الخليوي المليء بالإكسسوآرات ..
أتصلت على ابنه خآلتها .. واخذت تتأمل شكلها في المرآة ..
يعجبهآ كل تفصيلة في وجههآ الحآد .. لكن شيءً وآحداً يثير ضيقهآ
كثافة حآجبيها ..!!
تتمنى فقط لو تملك حآجبان مرسومان كأختهآ هدى ..
تذكرت تلك المرة قبل سنة عندمآ كآدت تنمصها .. وثارت ثآئرة هدى و امها ..
حيث إنهآلا عليهآ بحكم النمص و عقآبهـ ..
===
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»
رواه البخاري ومسلم
ثم قال: ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه سلم وهو في كتاب الله عز وجل ..
قال تعآلى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
سورة الحشر – آية 7
http://www.nhyaan.net/vb/showthread.php?t=32781
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=668
فهل ترضين اختي في الله ان تكون شعيرآتٍ بسيطة سبباً في طردكِ من رحمهـ الله ؟!!!!
===
ازدرت شفتيهآ بإستياء و ملل ..
كم تكرهـ تزمتهمآ .. و تحجّر عقليهمآ > على حد تفكيرهآ .
عنئذٍ لم تفعلهآ .. لأن اباهآ نهرهآ عن ذلك هو الآخر ... لكن ماذا عن الآن ...؟؟
:" هلآ فوفو "
فآقت من تفكيرهآ :" هلآ هنود .. طلعت النتآيج عندك ؟"
هند:" لا فوفو .. يقول حآول مرة ثآنية "
تذمرّت عائدة الى مكتبتهآ :" متى ناوين ينزلوها .. اففف "
اجابتها هند :" ياشيخة اهم شيء ننجح .. اكيد ناجحين زي كل سنة ..
بس عاصم بلا في شكلو يقولي اذا ماجبت نسبة ح يفرشني "
تغضنت ملامحهآ :" هييي لا تدعي عليهـ .. ما ارضى على الغالي "
تأففت هند :" اففف منه .. وجع نفسي امي تزوجكم وانفكـ من حنتو في البيت "
ابتسمت فاتن متأملة :" يآآآ رب .. بس متىىى ؟؟ "
اعترفت هند بصراحة :" فوفو .. اقولك ولا تزعلي .؟ "
استلقت فاتن على سريرهآ مبعثرة شعرهآ البرغندي وببسمة :" انا من متى ازعل من اخت زوجي هاه "
سآسرتها هند :" هيا دي المشكلة .. امس امي جلست تكلموا عـ اساس نخطبك له "
انتفضت فاتن من مكانها متفاجئة :" جددددد ..!! .. ايش قااال ؟؟؟ "
صمتت هند ثانيتن ثم قالت بأسف :" فوفو اكلمك بعدين .. جا عاصم " ..
فاتن بخيبة أمل :" لااا ابغا اعرف ايش قال "
وغمغمت :" شكلو بيشوف النتيجة حقتي .. ناوي على تهزيئي عارفتو وجع لازم اقفل عنك"
تذمرت فاتن وبإصرآر :" هنووودة قولي اول ايش قال "
همست هند قبل ان تغلق الهاتف :" مو دحين ما اقدر .. كلميني بعدين .. سلام "
فاتن بعجلة :" هند بس اختـ ..."
ولم تسمع الا رنين انقطآع المخابرة .. بعصبية رمت الهاتف على السرير ..
:" افففف ابغى اعرف ايش قآآل يووه "
قامت عائدة الى كرسيهآ امام الشاشة .. حدّثت الصفحة و ادخلت رقم جلوسهآ و هويتهآ ..
>> Enter <<
و لضيقهآ لم تهتم عندمآ رأت نتيجتهآ وانها حصلت على نسبة : 86 %
اغلقت الحآسوب .. و حملت كوب قهوتهآ ..
فتحت بآب الغرفة و رآحت تنادي الخادمة لتأخذ الكوب ..:" سنرتييي .. سنرتييي يا صنج "
لم يجبهآ الا سكون المنزل .. عادةً في هذآ الوقت لا تكون الخادمآت مستيقظات ..
خرجت لتعيد الكوب بنفسهآ متحرطمة .. :" اووف شغالات عالفاضي .. قرف "
بقدميهآ المحآطهـ بـ ( سحّآب منزلي ) مريح سارت الى حيث قبع المطبخ يمين الصآلة ..
رمت الكوب بلا مبآلاة في المجلى .. و فتحت صنبور المآء ليغسل الكوب ويدلّكـ نفسهـ بنفسهـ ..!!
من خلآل نآفذة المطبخ ذآت النوع الإزدواجي بحيث لا يظهر من في الدآخل للخآرج والعكس صحيح ..
رأت شآباً يُوقف سيآرتهـ بالسآحة و يخرج منهآ متجهآ الى بآب الفلة ..
طرفت بعينهآ :" عبدالعزيز !!! ايش جايبه هالوقت ؟؟؟!! "
ولم تنتهي من سؤالهآ حتى سمعت صوت رنين الانترفون .. خرجت مسرعة و تلقفت السمآعة
سألت بصوتٍ منخفض :" نعم مين ؟؟ "
عبدالعزيز :" احم .. السلام عليكم .. انا عزيز صديق علي ابغاهـ في هرجة "
فآتن :" أتصل عليهـ "
تسآئل عبدالعزيز من تكون هذة ؟؟ .. ولما هذآ الغرور في صوتها !!
تنهد عبدالعزيز :" علي تعبآن مو قادر يطلع لي .. اذا ممكن أدخل له لأن عندهـ عازة بأخذهآ "
رفعت فاتن حاجبهآ بضيق .. وقالت :" بفتح البآب .. بس انتظر دقيقة قبل لا تدخل "
لم يرد عليهآ .. رغم استياءهـ من نبرة صوتهآ الفظة ..
سمع صوت انفتآح الباب وانتظر لـ دقيقتين و أكثر .. ثم دفع البآب و القى السلآم ..
:" احم طريق طريـق .. بسم الله "
ومشى مسرعاً بنفس الطريق الذي حفظهـ عن ظهر قلب ..
أمآ فاتن كآنت مختبأءة خلف الجدآر المجآور للسلالم القليلة تختلس النظر اليهـ ..
كآنت هذة المرة ترآهـ بوضوح ..
وقد تعجبت لمآ بآن عليه .. !!!
في الموقف الذي حدث بالأمس كآن يبدو أكثر صلابهـ و رجولة ..
أما الآن ترى فيهـ شاباً نحيلاً .. لا يبدو عليهـ اي بادرة من شراسة خفية ..
لم يعجبهآ .. لا مظهرهـ العآدي البعيد عن التأنق ولا ملامحهـ البسيطة ..
تنهدت و عآدت الى غرفتهآ تفكر في رد عاصم ..
ابن خآلتها الناجح .. الطموح ..و الأنيق ..
والذي تتمنآهـ زوجاً .. فهو يمثل كُل غآياتها في التفآخر بهـ ..!!
تمتمت :" عاصم .. ايش تبغاني اسوي اكثر من ما بينت لك ؟! "
تأففت دآلفة الى غرفتهآ ..
~~~~
كآن ثلاثتهم يجلسون في الصآلة .. اما الصغآر فقد خلدآ الى قيلولة المسآء ..
وقفت :" طيب أنا بقوم أنام عن اذنكم "
سمعت زيد يقول لهآ :" زينة أبغى اكلمك في موضوع "
تنهدت بتعب :" زيود خليهآ وقت ثاني .. مرة تعبآنة "
أصرّ و طلب منهآ الجلوس بمقابلته .. رفعت رأسها الى السقف :" آآآه يا ربييي "
حملت دلال أطبآق الفوآكة :" بروح اغسلهم .. "
و غادرت الصآلة ..
أحست زينة من ملامح اخيهآ ان امراً جدياً سـ يُناقش هنآ .. و الآن ..
جلست بثقل :" اهووه وهاااذي جلسة .. تفضل يا سيدي "
بدآ زيد كلآمهـ بسؤآل لم تتوقعه :" انتي خلصتي تخصصك ؟ "
طأطأت ببطء :" ايوه .. ليش ؟"
وكما توقعت لم يجبهآ عن سؤالها :" يعني شهادتك مضمونة خلاص واي مستشفى راح تطلب خدماتك ؟"
تمتمت بعين ضيقة :" على حد علمي .. اي "
اراح ذرآعهـ على ظهر الاريكة :" حلو .. كلمت مدير مستشفى الـ .. بجدة و هو ينتظر تقديمك لوظيفة عندهم"
بتبلد :" هاه ؟! "
ابتسم زيد واحنى نفسهـ ليقلل المسافة بين عينآهما :" ح تأخذي التخصص وترجعي معانا للسعودية"
دهشت ما قآلهـ و استنكرت هآبهـ من مكآنها :" كيــــف ؟؟!!! "
تمتم بهدوء :" زينة انا ماخلصت كلآمي .. اجلسي "
جلست و قدميهآ تقرعان الأرض بتوتر .. يجب ان لا تنفعل و تُهدء من روعهآ ..
تابع زيد :" امي طلبت مني ارجعك معايا .. وانا وعدتها .. مدامك وصلتي للي تبغيه وانا وافقت عليهـ
رغم انك عارفة رفضي وجودك هنآ لوحدك .. لكني اثق فيكِ يا زينة ولا كان صممت على رفضي ..
قلت اخليكِ تكملي دراستك هنا عشان ما كنت ابغى اهدم احلامك ومستقبلك
و ازيد خسايرك اللي عانيتي منهآ في مراهقتك .. فوافقت ..
وماشاء الله خلاص انتي تخرجتي وتخصصتي .. ماباقي الا ترجعي بيتك وبين اهلك "
عبست مضطربة :" بس يا زيد .. انا ما ابغى ارجع .. "
وعندمآ لمحت عدم رضآه اردفت تبلع ريقهآ :" على الاقل مو الحين "
سألها بحدهـ خفيفة :" ومتى ان شاء الله .؟"
زفرت مشيحة بصرهآ عنهـ :" ما ادري .. لما اكون جآهزة و مستعدة "
لم يعجب زيد كلامها :" زينة .. الموضوع ما يحتاج استعدآد ولا شيء .. مجرد نقل اوراقك من هنآ لهنآك وبس"
ضآعت انظارهآ على الارض البورسلية بحيرة .. كيف له أن يفهم ..؟
كيف سيتفهم حقيقة انهآ لا تستطيع الرحيل و الابتعآد عن فارس ..!!
ما هذة الزوبعـة التي وقعت فيهآ ..؟!!
زينة :" زيد .. انا مو مستعدة للحين .. ابي وقت .."
قاطعهآ زيد بنبرهـ شديدة :" هيا كلمة وحدة مافي غيرها .. راح تشيلي حياتك اللي هنا وترجعي معانا فاهمة "
هبت زينة بعناد :" لأ .. زيووود .. مو بهالسهوولة اغيـ .."
هب هو الآخر وبدى الدم يتدآفع في صدغيهـ :" زينة لا تخليني اتصرف معاكِ بالقوة "
ومع تزايد وتيرة صوتيهمآ الذي بدأ يرتفع خرجت دلال من المطبخ هلعهـ ..
هرولت الى الصآلة :" ايش بكم انتوووا ؟؟ ما تعرفوا تتناقشوا بهدوء ؟ "
نآشدتها زينة بعينٍ تلمع :" دلوول .. انا ما ابغى ارجع .. الله يخليكِ اقنعيهـ "
تمتم زيد بغلظة :" ماحد بيقنعني .. انا قلتك بترجعي وهذا آخر كلام "
تمسكت دلال بيد زينة التي بدأت ترتعش ..
وخاطبت زوجهآ بنظرة تأنيب :" زيد البنت تعبانة من شغلهآ .. خليهآ تريّح وبعدين اتكلموا برواقة مو بصرآخ "
هزّ زيد رأسه :" رواقة مو رواقة بترجع .. انا رايح عند فارس "
و انتفض من مكآنهـ مغآدراً الشقة ..
نظرت دلال الى زينة ولاحظت شحوبهآ ..:" زينة ايش بك ؟؟ لا تفكري روحي ارتآحي "
بحلقٍ جآف :" دلال .. أنا مابغى اروح من هنآ .."
بحنآن سألت :" ليش طيب يا زيون ..؟ "
لأجل فآرس :" وكيف أتركـ شفآ والصغار ؟؟ .. ما اقدر .."
تنهدت دلال و دفعتها الى ناحية احدى الغرف المؤثثة :" خلاص نآمي الحين .. وبصحيكِ قبل المغرب "
دلفت زينة الغرفة واغلق البآب ورائها ثم استندت عليهـ ..
كآنت ترغب بالعودة .. نعم لا تنكر ..
لكن ..
فآرس .. شفآ .. تامر و تآلا ..
هل ستقوى على تركهم و اعلان الرحيل ؟؟
لا تقوى ... لا تقوى حتى على التفكير بذلك ..!!
فـ كيف إذا حملت حقآئبهآ و رحلت تلوح لهم مودعة !!
هزت رأسهـ بشدة هآمسة :" لا مابغى .. ما ابغى اتركهم "
اسلتقت على السرير مرتجفة ..
جافا النوم وسآلت دموعهآ بلا تحكم ..
مجرد الاحساس بأنهآ ستُنتزع من حضن هذة البقعة التي ضمت أحبُ الناس الى قلبهآ
أشعرهآ بإحتضآرات أنفآس مخنوقة ..
~~~~
رفع جهآز التحكم و أطفأ التلفآآز .. فقد احتوت على برآمج من الرتآبة بحيث زآدت من ملل الأجوآء ..
تأفف و هو يرمق عمر بنظرة جآنبية ..
كآن الآخر منسجماً في قرآءة الجريدة اليومية ولا يلفت لهـ بآل ..
وقف ملقياً الجهآز على الصوفة .. ثم خرج الى الشرفة يستنشق بعض الهوآء
استند على الحآفة بمرفقهـ و أخذ ينظر الى الأفق حيث أمتد البحر من بعيد ..
تلاعبت النسمآت بخصل شعرهـ القصيرة ..
أحس بالسلام يلفهـ و التوتر يرحل عن صدرهـ شيئاً فـ شيئاً ..
:" ايش بك طفشآن من نفسك ؟!! "
التفت الى عمر الذي انضم بجآنبهـ يشاركهـ جمآل ذلك المنظر ..
تنهد فآرس :" بعد ما اتعودت على رجة الصغآر .. احس ان الهدوء خآنقني "
ضحك عمر بخفة و هو الآخر يستنشق الاكسجين :" من جد .. طيب ليش ما اتزوجت و جبت لك بزران ؟"
تجمد فآرس .. و توقفت " تفآحة آدم " في حلقه ..
التفت لهـ عمر :" ايش بك ؟ ماعجبك كلامي ؟ "
ارخى فآرس رأسه و نظر الى طفلٍ صغير أخذ يتمشى لوحدهـ في الطريق الرملي .. ثم بعد ذلك تأتي امرأة تحمله..
نادآه عمر :" فآرس ؟ تكلم ايش بك ؟ "
شعر فآرس ان كبتهـ لـ سر حيآتهـ قد أرهق كآهلهـ ..
فبلا تفكير بآح لمسآمع عمر :" أنا كنت متزوج "
من الصعب التحديد من منهمآ كآن أكثر دهشة .. عمر المصدوم بالخبر أم فآرس الذي فقد لجآم صمتهـ !!
تعتع عمر .. و تصآدمت الحروف غير مترآكبة من قوة الصدمة عليهـ ..
:" كـ نت م م متزوج !!!!!!! "
تأوهـ بندم و غلغل اصابعهـ في فروة رأسهـ ..:" اووه ايش قلت أنا !! "
امسكه عمر من كتفهـ مكرراً سؤاله بصوتٍ مندهش :" فارس انت متزوج ولا تمزح ؟!!
تنهد هامساً :" كنت .. كنت متزوج .. و انفصلنآ "
بدى على عمر كأنهـ تلقى لكمة .. فتراجع ليشغر احد كراسي الشرفة ..
سأل :" كيف ؟ متى ؟ وليش انفصلتوا ؟ "
اعترف فآرس فلا مجآل للتراجع بعد ان افلتت منهـ البدآية
:" من 8 سنوات تزوجت .. واستمر زواجي سنتين بعدهآ طلقتهآ .. لأنها .. خانتني "
شهق عمر :" خانتك !!!!!! "
استدآر فارس بنظرة جديهـ ..:" اي .. وانا من وقتهآ كارهـ الزوآج ولا افكر يصير لي اولاد "
وقف عمر متوجهاً اليه :" يعني محد يعرف ؟؟ "
قبل ان يجيبهـ فآرس سمعآ صوت الجرس .. ثم ندآء زيد ..
ابتلع فآرس ريقهـ وتمتم برجآء لـ عمر :" لا محد يعرف .. عمر لا تقول لأحد .."
طأطأ عمر و مآزال في غمرة دهشته :" ان شاء الله "
اجبر فارس نفسه لإنتزآع قدميه من مكآن وقوفه .. ثم غآب دآخل الشقة ..
ليعود بعد دقائق قليلة الى الشرفة ومن خلفه زيد ..
كآن عمر على حآلهـ يقف بلا استيعآب .. و بملامح جآمدة لا توحي بشيء ..
جلس زيد على أقرب كرسي متنهداً ولم ينتبهـ كلياً لما يجول بالخفآء ..
:" اففف اعوذ بالله من الشيطآن الرجيم "
تصنّع فارس هدوءه :" خير .. ايش فيك يا زيد ؟؟ "
متذمراً قال زيد :" زينة .. عنآدها راح يخليني اتصرف معاها تصرف ما احب اتعامل بيه "
التفت فارس وعمر يتبادلان النظرات .. ثم جلسآ بجانبهـ ..
بإهتمآم سأل فارس :" ايش بهآ ؟ "
وبنفس الاهتمآم شارك عمر :" مو معقول ح تسوي شيء يخليك تتهور وتضربهآ مثلاً "
توسعت حدقتآ فارس لهذا التصور .. احدٌ ما يضرب زينة !!!
سيبيدهـ عن الوجود قبل ان يجرؤ أياً كآن على اذيتهآ ..
ضحك زيد ضحكة قصيرة :" لا يا عمر .. تنقطع يدّي ولا امدّهآ على اختي .. هذي يتيمة ووصية ابوي ليا"
عمر :" ايش طيب اللي صآر ؟؟ "
عقد زيد يديهـ وراء رقبتهـ واكمل غير عابيء بتأثير كلمآته على الرجلين اللذآن يشاركآنهـ الحديث ..
:" اففف أقولهآ راح ترجعي السعودية معانا .. رفضت .. وانا هالمرة ماخذها حتى لو غصب عنهآ "
سأل فارس بحدهـ :" وليش تأخذها ؟؟؟ " ..
رأى استغرآبهمآ من حدتهـ فتدآركـ نفسه :" يعني .. ايش السبب اللي بترجعهآ عشانه ؟؟"
زيد :" امي تبغاها ترجع .. وبعدين انا ماعدت اصبر اخليها هنا لوحدها وانا مو داري عن هوى دارها ..
فين تروح وفين تجي وايش تسوي ؟؟ "
قال فارس غاضباً :" معقولة .. تشكـ في اختك يا زيد ؟!!!!!! "
بدى ان الغضب انتقل مع جزئيآت الهوآء الى زيد فصآح :" انا ما قلت أشكـ فيها ايش فيك انت ؟! "
وقف فارس يلوح بيدهـ و رغبته كبيرة تتملكهـ بضرب زيد :" كلامك يقول كذا "
تدخل عمر :" هي هييي انت وهو ايش فيكم ؟ اذكروا الله "
زفر فارس :" استغفر الله .. " و اعطاهما ظهرهـ لينظر الى السماء ..
تكلم زيد شارحاً :" الحكاية اني خايف عليها .. راح تقولوا توكـ تخآف !! .. ما الومكم لو فكرتوا كذا
أنا أهملت اختي كثير .. لكن حياتي مع عيلتي الخاصة اشغلتني عنها ..
وامي هيا و اهلها وعيالها بعد انشغلت بيهم .. ابوي قبل لا يموت الله يرحمهـ ما عرف يوفق بينها وبين زوجته ..
بعد ذا كلهـ لما تبغى تبني مستقبلهآ احرمها منه ! ..
وقتها ما عرفت اتصرف .. و وافقت على ابتعاثهآ .. ولعلمك يا فآرس ..
انا اثق في اختي أكثر من ما اثق بنفسي .. لأنهآ تربيتي .. ومهمآ كانت زينة حرهـ
الا انها لا يمكن تغلط بإختيارها وبرضاها ..
الحين انا ابغاها ترجع مو عشان امي وبس .. الا عشانهآ هيا بعد ..
كفآية تشتت عايشته وهروب .. زينة تحتآج لأمي معاها .. وتحتاج لعايلتهآ تضمها .. فهمت ؟"
بعد ان انهى كلامه عمّ الصمت عليهم .. واحداً غارقاً في افكارهـ حتى منآبت شعرهـ ..
سأل عمر يكسر ذلك السكون المشبع بالشرآرات ..:" بس هيا ما تبغى تروح صح ؟"
زيد :" تقول مو مستعدة .. تستعد لـ أيش ابغى اعرف بالله !! "
ضم فارس يدهـ حتى ابيضّت انامله .. كيف يتحدث ؟؟
ماذآ يجب أن يقول ليمنع حدوث هذآ القرآر الصعب ..
شيءً لم يحسب لهـ حسآب !!
كيف ترحل عنهـ و هو للتو فقِهـ لأن وجودهآ في حيآته مهم كـ وجود المآء ..
أقترح عمر :" اسمع يا زيد .. زينة لو جيتهآ بالمسايسة رآح تقتنع بكلامك .. لكن لا تعاندهآ ترى تنآطحك "
ضحك زيد :" هههههـ انت للحينك تحسبهآ مثل زمان "
ابتسم عمر :" من شبّ على شيء شآب عليهـ "
اقتنع زيد :" معآك حق .. بس اذا ما وافقت بالطيب .. بشيلهآ على اكتافي وارميهآ بالطيارة "
ضحك عمر :" هههـ وانا بايعهآ معاك "
بطريقة او بـ أخرى صفّت الآجواء بوسط دوآمة هآئجة بصمت في نفس ذآك الرجل الثالث ..
كآن يبعد خطوآتٍ قليلة عنهمآ .. ولكن بخلاف الرآحة و الهدوء الغامر مظهرهـ
بدآخله بدأت أعاصير تعصفُ بهـ ..
يجب ان يتصرف .. بأسرع وقت .. والا خسر زينة !!!!
~~~
توقفت السيآرة المكشوفة عند بآب الفلة .. وخرجت تتمخطر بكعبهآ العالي
وتنورتهآ التي صُنعت من قماشٍ لا يتعدى النصف متر ..!!
اغلقت البآب ورائهآ و سآرت تسحق الحصيآت تحت قدميهآ ..
فتحت البآب و دلفت الى عتمـهـ المكآن ..
اخذت تترنم بأغنية غربية صآخبة و تتمآيل معهآ بإستطرآب ..
:" اوو اووو او ياااه .. ههههآآي كم احب هذآ الجنون "
:" وسن تدري السآعة كم ؟؟ "
فزعت مكآنهآ وتلفتت حتى رأت خيال والدهآ في ركنٍ جآنبي بقلب الصآلة ..
وسن :" دآد .. how R u ؟ "
د.احمد بجمود :" الساعة 3:36 صباح .. وين كنتِ لهالوقت ؟؟ "
مالت شفتيهآ :" اووه دآد .. كنت مع صديقآتي "
بحزم نادراً ما يعاملهآ بهـ :" لا تغلقي جوآلك وقت تتأخري .. اتصلي و اعطيني خبر ..
جالس قلقان عليكِ و ... "
تقدمت نآحيته و بدلالهآ و دلعهآ :" بآبي .. انا ناضجة .. you don’t have to worry abo"
( لا يجب عليك أن تخآف علـ .."
قاطعهآ بصوتٍ جآمد :" وسـن .. ممنوع تتأخري لهالوقت ثاني .. فاهمة "
صآحت :" بآبي .. انا ماعدت صغيرة تتحكم بـيا .. انا كبرت و صرت حرهـ بتصرفاتي "
رفع اصبعه بوجههآ ولوحهـ أمامهآ :" مهمآ كبرتي بتظلي صغيرة في عيني وبكون مسؤول عنك و"
تأففت وتركتهـ صآرخة :" بآآبي .. اذا استمريت تتحكم بيا بروح عند مآآمي "
ثم ركضت الى غرفتهآ متجآهلة ندآءهـ لهآ ..
هز رأسهـ يأساً .. ابنتهـ تتمآدى في استهتارهآ يوماً عن يوم ..
وهو لا يعلم لترويضهآ سبيل ..!!!
كآن الرضوخ والاستسلآم لمتطلبآتهآ و أهوآئهآ دوماً أسهل طريق امامه ..
وها هو يجني ثمآر فشلهـ في تربيتهآ ..
دخلت الغرفة متأففهـ ..
وألقت بكل أغراضهآ على الأرض و بنفسهآ على سريرهآ الدآئري ..
حذفت الكعب عن قدميهآ في الهوآء .. وجد احدهمآ طريقه الى سلة المهملآت والآخر فوق التسريحة ..
ابتسمت مخرجة علبة مجهورآتٍ مآسية من حقيبتهآ ..
واخرجته تجرب السوار في يدهآ البضّة ..
ضحكت :" آآه .. عادل على شيبتك وبشآعتك .. تملك فلوس يهون قدآمهآ كل شيء "
شخرت عندمآ ترآئت صورة غرام امامهآ ..
:" هه أنا اللي كونتك .. لكنك دايم اللي تكسبي .. هالمرة رآح اتمتع بكل شيء تملكيه ههههههآي "
غرآم ستهدم حيآتها قريباً ..
همست بحقد :" بقي شينة ومرض .. قريب رآح اتخلص منهم .. قريب جداً "
ثم غآبت في ضحكآتهآ الحقيرة ..
ونفسهآ تحيكـ أسوء النوايآ للجميع ..!!
~~~
~ السآعة 1:26 صبآحاً ~
:" آسف يا علي .. انا منحرج مرة كنت افضل ننتظر لبكرهـ لكن جآسر اتصل بي وقالي الحين نقرأ الوصية "
لم يجبهـ علي .. ظل لاجماً بوجهـٍ مظلم .. وقف وترك عبدالعزيز في الصآلة ..
عَذَرَهُـ الأخير .. فـ هذآ الموقف صعبٌ جداً .. و فتح الحآسوب ثم شبكهـ بالنت ..
انهآ سآعة اعترافٍ قآسية .. حارقة لـ قلوبهم جميعاً ..
لا يعرفون ما ينتظرهم من ورآء الوصية ..لكن شآرف الوقت على المعرفة ..
جهزّ الأورآق التي لم يطّلع عليهآ من قبل ..
و انتظر دخول جآسر الى المحآدثة ليتواجدوا المطلوبين في الوصية بشكل حي مبآشر ..
~~~~
:" حلوو فتونة .. مبروك النتيجة فرحتي قلبي "
فاتن :" الله يبآرك فيكِ امي .. "
سألتهآ هدى :" ايش ناوية تسجلي .. بأي تخصص "
عبست فاتن :" ما ابغى ادرس .."
ام علي :" لييش ؟؟ يا بنتي ادرسي وخذي لك الشهآدة تنفعك في حياتك "
تململت فاتن :" مابغى الحين .. هالسنة مو مقدمة .. يمكن افكر السنة الجآية "
هدى :" ياسلام .. ولـ .."
اسكتهآ اقتحآم علي لغرفتهم .. وملامحهـ أثارت تسآؤلاتهن ..؟؟
دون مقدمآت قال بجمود :" امي .. هدى ..فاتن .. البسوا عبآياتكم واطلعوا الصآلة "
ثم خرج .. نظروا الى بعضهن البعض بحيرة ..!!
فاتن :" ايش بهـ ؟؟ "
هزت هدى كتفيهآ :" علمي علمك "
قآمت امهم :" قوموا ألبسوا العبايات واطلعوا .. انا بسبقكم "
قامتآ و سؤآلٌ ينهش فكريهمآ ..
:" ما الذي يحدث ؟؟؟ "
~~~
شعرت بشذرآتٍ رطبة على عرض جبينهآ .. فـ برعشة فتحت جفونهآ ..
الرآئحة التي وصلت الى خلآيآ الشم بمخهآ ترجمت انها في المستشفى ..
نظرت حولهآ و تدآخلت الصور أمامهآ لثوآني .. ثم لمحت فتآةً تتشحُ بالبيآض ..
جآشت انفآسها وهمست :" شفآ "
انتبهت شفا لإستيقآظ جود .. فأقتربت الى ناحية السرير :" صباح الخير .. "
جود :" ليش أنا هنا ؟؟ "
جلست بجآنبها وضمت يدهآ ..:" كيف حاسة الحين ؟؟ "
عقدت جبينهآ بضيق .. وألم خفيف يحتل ناصيتهآ ..:" دايخة .. من جابني هنا وليش ومتى ؟؟"
شفا :" امس المسآء دخلتي .. ونمتي للحين .. يا نوامة 14 سآعة ماشاء الله عليكِ "
تنهدت :" فين جآسر ؟ "
ابتسمت لهآ :" رآح الفندق يرتآح كآن سهرآن الليل بطولهـ .. وقبل ساعتين انا جيت بداله"
رفعت يدهآ الحرهـ الى جبينهآ :" آه شفا رأسي يعورني مرة "
وقفت شفا تتآبع القرآءات :" تأثير الدوآء .. عطشآنة ؟؟ اسقيكِ ماي ؟"
اومأت ايجآباً فأتتها شفا بكوب رشفت القليل منهـ ..
كحت بتعب و سألت :" شفا .. انا رجعت زي أول ؟؟ "
شفا :" لا قلبو .. اصابتك نوبة صرع .. لكن الحمدلله انتي قوية وبتتحسني "
همست و بلورة تتدحرج على وجنتهآ :" شفا .. عمي مآت !! "
اغمضت بأسى :" عظم الله أجرك "
تدآفعت الدموع متتآلية وصوت نيآحهآ يرتفع شيئاً فشيء .. :" مآآت !! "
انكسرت شفة شفا بحزن و اقتربت لتضم وجهـ جود بحنآن :" ادعي لهـ يا جود "
زادت وتيرة أنينهآ حتى فاقت الخنين ألماً ..:" شفااا .. عمي رآح .. رآآح "
شفا بنفسٍ متمزقة لصوتهآ :" بس يا جود .. الله يرحمهـ "
غرست اصابعها في معطف شفآ .. و اشتدت حرآرة بكآئهآ كـ مرجلٍ وصل حد الغليآن ..
مرة أخرى عزفت طنطنة الأوتآر الحزينة لحنهآ ..
مع كل أزفةٍ للرحيل .. و توديعاً لـ روح نهلت من قلوبنآ المودة ..
تأخذ ضوضآء الفرآق مأخذاً في نفوسنآ .. ونفوس من حولنآ ..
حتى تسود ديآجي الألم لحظآتنا ..
عند بآب الغرفة وقف منصتاً .. صامتاً .. مهلكاً .. تعباً حتى الانهيآر ..
لم يذق طعم النوم .. فـ ع ـآد يتجرع شقآءً قدمهـ لأختهـ بـ قلبٍ بآرد ..
ولا يكفي ما فعلهـ فهو عائد بخبراً لا أسوء منهـ ..
منهزماً :" يا ربي عونك .. ايش بقى طعون القمهآ لأختي بعد ؟؟"
لولا وجود شفا من بعد الله .. لمآ تمكن من الصمود بجوف هذة الاعاصير التي لم تشبع من التلاعب بهـ
ممتناً لوجودهآ .. وممتناً لكونهآ في حياتهمآ ..
انهـ يحتآج لهآ .. بقدر حآجة اختهـ لهآ ..
فـ معهآ يشعر بالمصائب تهون ..
تنهد وطرق البآب .. ثم دخل حاملاً خبرهـ و حآسوبهـ
فالأمر طُلب من عبدالعزيز ..
ويجب ان يتم على وجهـ السرعة ..
ابعدت شفآ دون وهمست بإذنهآ :" جود خلي الله بقلبك .. يهّون عليكِ و يلهمك الصبر "
بوجههآ المحمر غمغمت :" و نعم ..بالله "
طبطبت على رأسهآ برقة .. ثم وقفت تستأذن
كلمت جآسر بهدوء :" انا بخليكم على رآحتكم سيد جاسر .. واذا احتجتوا لشيء اطلبوني "
جآسر :" شكراً آنسة شفا "
لم تطيل و خرجت مخلفة التردد ورآئهآ ...
تقدم جاسر الى أختهـ .. وضع الحآسوب على طاولة قريبة و شغّلهـ ..
نظر الى اخته التي اهلكتهآ شهقات البكآء .. وربت على يدهآ موآسياً ..
:" جود .. لا اله الا الله "
جفت دموعهآ لكن صدرهآ بلا تحكم يطلق الشهقآت المتعبة ..:" لا اله الا الله "
جاسر :" قوي نفسك .. لأن الحين بنسمع وصيته لنا "
رفعت جفوناً منتفخة اليه .. ورأتهـ يفتح برنامجاً ما في الحآسوب موجهآ كآميرتهـ الى حيث جلس ..
همست بشهقآتهآ :" انا و .. انت "
اجابهآ بهدوء :" كلنآ .. "
~~~
بلا وجههـ تمشت بقرب الكوفي الأرضي .. شآغلاً فكرها أمر جود وجاسر ..
ومقض مضجعهآ ما سيحدث معهمآ ..
انتقت مقعداً خشبياً بجآنب شجرة ضخمة
وجلست عليهـ تراقب طيور اللقلاق تهدر بأصوآتهآ فوق اشجآر الحديقة ..
تفكرت في كل نبضٍ حولهآ ..
:" سبحآن الله .. خآلق كل شيء .. ولكل أمرٍ منهـ حكمة ..
فما هي الحكمة من التقآء نقطة حياتهآ بحيآة جاسر ؟؟ "
نفثت نفساً حآراً ... تفكيرهآ بهـ بدأ يأخذ حيزاً يقلقهآ ..
فـ الى اي محطة سـ ترسوا مع هذة الافكآر ..؟؟؟
جآئهآ صوتُ رجلٍ من خلفهآ :" السلام عليكم شفا .. كييفك ؟ "
لفت رأسهآ و رأت فارس يقف راسماً بسمة خفيفة .. لكن وجههـ نطق بالإرهآق ..
شفا :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الحمدلله بخير .. كيفك دكـ .. اا فارس ؟؟"
نظر بعيداً :" ما ادري اذا بخير ولا لا "
جلست صآمته .. متوجسة .. هل سـ يسألهآ عن أمر زينة ؟؟
سمعته يحدثهآ :" شفا ..تسمحي لي أكلمك ؟؟ موضوع ضروري واحس انتي الوحيدة اللي بتقدر تنصحني "
زاد توجسهآ و ترددت .. لكن نظرة خاطفة على وجهـ فارس اعلمتهآ انه بحاجة مآسة للمساعدة ..
فهمست :" اكيد اخوي "
ابتسم وظل واقفاً .. :" شفا يشهد الله انك بمكانة دلال .. فعشان كذآ لجأت لك "
اشعرهآ كلامهـ بغبطة :" وانا بعد .. تكلم وانا اختك "
تنهد ثم تحرك مغيراً وقفته .. جلس القرفصآء بجآنب المقعد واتكأ على احد ارجلهـ ..
بصوت خافت :" بدون لف او مقدمآت .. انا حبيت وفقدت قلبي ..
وقريب اذا ما اتحركت رآح افقد روحي .. احس اني ضآيع و مو عارف ايش المخرج ..
أحتاج لك تدليني "
سمعته بأذآن صاغية و حوآس متيقضة .. وتفاجأت لإعترافآتهـ الشخصية ..
لماذا لهآ هيّ بالذآت ؟؟؟ .. لا يمكن أن تكون هي المقصودة !!!!
لا ربآآآه .. ماذا عن زينة ..؟؟
وكآدت ضحكة تفلت من سذآجتها وهو يكمل :" انتي تقدري تسآعديني ..
زينة نصفك الثآني .. وتفهميهآ وتقدري تحنني قلبهآ علي "
سألت هامسهـ سعيدة :" انت تحب زينة ؟"
احس بالخجل وهو يقرّ بالامر لأول مرة امام بشري :" و خآيف افقدها "
صيحة فرحة شارفت على نهآية شفتآها .. لكنهآ امسكت نفسهآ .. فـ مشاعر زينة من خصوصيآتها
و وحدهآ زينة لهآ الحق بالافصآح عنهآ او كتمهآ ..
سألت :" طيب ليش خايف تفقدهآ ؟؟ "
فارس :" زيد ناوي يرجع زينة معآه .. يرجعهآ السعودية على طول "
علقت انفاسهآ بصدمهـ .. زينة تعود !!! و ترحل عنهم ؟!!!!
اردف فآرس متشتتاً :" مو عارف ايش اسوي يا شفا .. لو راحت .. كيف نعيش بدونهآ هنا ؟؟"
تمالكت صدمتهآ .. فـ الأمر كان متوقعاً ..
عاجلاً أم آجلاً كانت سـ تعود و تتركهم .. لكن ما أمُّر اقترآب ذلك ..
فارس :" ابغآكِ توصلي لهآ رسآلة .. و تفهميهآ انهـ .."
قاطعتهـ شفآ :" لكن يا فارس .. انت نآوي تعلقهآ و لا .."
ابتسم فارس نافياً :" لا تفهميني غلط يا شفآ .. الغربة ما غيرت الأصول اللي اتربيت عليهآ ..
لو ما همني رأيهآ .. كنت كلمت زيد البآرحة .. وخطبتها من غير ما تدري ..
لكن أنا متخوف من ردهـ فعلهآ .. زينة ما تطيقني .. و .."
بلع ريقه ليقول بمرآرهـ العلقم :" واحسهآ تكرهني "
عضت شفآ شفتهآ السفلى .. كم هو جميلاً معرفتهآ بالشعور المتبآدل بين الطرفين ..
وترغب لو تصرخ بوجهيهمآ ان يفيقآ و يريآن ما هو وآضح للجميع وخآفي عليهمآ فقط ..
رفع رأسهـ ينظر الى الطيور المحلقة في كبد السمآء ..
واستطرد :" أبغى اشارة منهآ .. لو بس اوحت لي انها ممكن تتقبلني ولو واحد بالمية
يكفيني .. ومستعد اكلم زيد اليوم قبل بكرهـ .. لكن اخاف من رفضهآ "
ابتسمت شفآ :" ما تلاحظ انك تكلم الشخص الغلط ؟"
قطب جبينهـ ناظراً اليها :" ؟!! "
اكملت بهدوء :" ما ح تعرف النتيجة الا اذا اقدمت على خطوتك .. انت استخير الله
و اعرف تسأل الشخص المعني بالموضوع .. مدآم انت مختآر الطريق الصح ..
ان شاء الله ربي يوفقك ويرزقك على قد نيتك "
سأل بنفسٍ مختنق :" اواجهـ زينة ؟؟ "
شفا :" ممم دام انك ما بتواجهـ رفضهآ اذا تم الامر برسمية .. أسألهآ ..
واذا صعب عليك .. كلم دلال افضل "
فكّر قليلاً .. و اقتنع :" صح كلامك .. لازم اسأل زينة بنفسهآ "
بفرحة دآخلية دعت له :" الله يوفقك و يرزقك الخير يا اخوي "
وقف ونفض بنطآلهـ .. ابتسم بإمتنآن لها ..
وهمس :" شكراً شفا .. "
اومأت باسمة ..
فـ انطلق رآكضاً و الحمآسة تدفعهـ نحو ملتقآها ...
خطوآآت تتوسع بقدر تفآقم الهيآم الذي تملكـهـ نآحيتهآ .. تتوسع لتقآرب بينهمآآ
فهل هي خطوآت توصلهـ الى السعآدة ...؟؟
ام هفوآت تردي بهـ الى قمع الجرآحآآت ...؟؟؟
~~~~
~ الوصية ~
أرسل دعوهـ بإتصآل مرئي .. ضغط موآفق ..
ثم ظهر لهـ جآسر في باطن تلك الشآشة الصغيرة ..
عبدالعزيز :" هلآ جاسر .."
رد عليهـ بهدوء :" هلا عزيز .. انا واختي موجودين هنآ .. وانتوا "
عبدالعزيز :" بس لحظة أهل علي ما جوا .."
تنهد جآسر :" آآخ .. ان شاء الله "
رفع بصرهـ الى أختهـ ووجدهآ تدمع بلا صوت ..
زمّ شفتيهـ و ركز في عدسة الكآميرآ على رأس شاشة حآسوبهـ منتظراً تجمع الكل
( ومضة )
45 % من الفتيآت يملكن أجهزة حآسوب آلي مزود بـ الكآم ..
فـ هل تعرفن ما الضرر الذي ينتج عنهـ ؟؟
لم نكتفِ بالفتن التي انتشرت من وراء الهواتف الخليوية المزودة بهآ او البلوتوث
و بدأنآ في مسيرة الحوآسب و جبآل الضحآيا تترامى تحت أقدآم التساهل والغفلة ..
مؤكد ان اغلبكنّ عرفت بوجود برنآمج فيروس اخترآقي ..
يُمكن مستخدميهـ " شيآطين الانس " من التسلل الى غرفة صآحب\ة الحآسوب ..
أقل شيء تفعليهـ لتدرئي عن نفسكِ الفتن هو اخفآء الكاميرا بلاصق مآ ..
والافضل والأولى تجنب ابتيآع حوآسب الكآم ..
ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد .
~~~~
تفاجئت الفتآتان بوجود عبدالعزيز في صآلة فلتهمآ بهذآ الوقت المتأخر من الليل ..
فجلستآ بجانب والدتهما بعيداً عن مكآن جلوس عزيز و علي .. والفضول يتملكهمآ ..
ام علي :" كيفك يا ولدي يا عزيز ؟؟"
عبدالعزيز بإحترام :" الحمدلله عمتي .. عساكِ سالمة "
ام علي :" نحمدالله ياولدي "
تنهد عبدالعزيز مركزاً عينيهـ على الأورآق بيدهـ :" ونعم بالله "
تحمحم :" أنا آسف ازعجتكم في هالوقت .."
ام علي :" خذ راحتك انت منا وفينا يا عزيز "
عبدالعزيز :" الله يخليكِ يا عمة " .. ونظر الى حآسوبه :" جآسر معآنا ؟؟ "
أتى صوتهـ بوضوح :" اي عزيز .. انا وجود هنآ "
قلبين في المجلس ذآته تزلزلا بشدة .. وفحوى الوصية ستخمد احدآهمآ و ترسل الآخر الى قمهـ الجنون ..
قلّب الأورآق بين يديه وبسمل بادئاً :" انتوا هنآ اليوم بحكم قراءة وصية عمي حسن علي الـ ..رحمه الله عليه "
صرخة مدوية افزعت الكل .. و ابكمت عزيز ..
فاتن بـ هلع :" ايــــــــش ؟؟؟؟؟؟!!!! "
نظرت من تحت غطاء وجهها الى الكل حولهآ .. :" ايش تخرفوا انتوا ؟؟؟ اتجننتووووا ؟؟"
علي :" فاتن اجلسي .. عزيز كمل "
عاد عزيز يتآبع :" الوصية احتوت ..."
لكن فاتن أبت ان تسمع .. انقضت كـ المجنونة تهاجم عبدالعزيز وتخطف الأورآق تبعثرهآ و تمزق ما استطآعت منهـ ..
صرخت بآكيهـ و رآفضة :" ابوووووي ما مآآآآآت ما مآآآآآآآآت .. الله يصيبك لا تقول على ابوووي مآآت "
بُهت عبدالعزيز ينظر اليهآ بغرآبة و تخّوف ..
قام علي يمسكـ بفاتن ويهدئهآ :" فآآآتن .. افهمي واقبلي بالوآآقع "
ضربتهـ على صدرهـ بحقد وصوتهآ يتمزق :" انت .. انت السبب .. انت اللي حرمتني من ابوووي
انت يا علييي أكرههههك أكرررررهك .. يا مجررررم يا ..."
سحبتهآ امهآ الى حضنهآ تغطي وجههآ بحنآن :" استغفر الله يا بنتي .. اذكري ربك ..
لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله "
قآمت هدى تسآعد امها على سحب فاتن بعيداً عن علي .. واعادتهآ الى مكآنهآ ..
اخذت هيّ تنوح في صدر امهآ .. متهمة علي تارةً و تقذف بكرههآ لهم تآرة ..
جمع علي وعبدالعزيز الاوراق .. و اخذا يرتبآنهآ ..
سأل جآسر :" عزيز .. ايش فيه ؟؟ الصوت يوصل لي منخفض لأن السماعات ما تشتغل "
بصوتٍ مرتجف :" ولا شيء جاسر .. نكمل "
بدأ عبدالعزيز يقرأ ولكن نيآح فاتن وتّر الجميع .. فصاح علي بحدهـ ..
:" هدى خذي اختك و رجعيهآ غرفتهآ "
عبدالعزيز :" بس يا علي ..."
قاطعه علي :" هدى خذيهآ "
نفذت هدى أمر اخيهآ و ساعدت فاتن على الوقوف ..
بكت برفض :" انتوووا مجانييين .. ابووي ما مآآت .. ولما يرجع بيوريكم .."
اختفتا فوق السلالم .. و غاب صوت النيآح ليبقى الصمت الهآديء ..
علي بجمود :" عزيز كمّل "
اضطر عبدالعزيز ليكمل .. فحآلة فاتن لا تسآعد على قراءة الوصية ..
قرأ البند الأول وكان عن توزيع الميرآث على ابناءه ..
البند الثآني ضم ميرآث ام علي
البند الثآلث تسليم جآسر و جود ميرآث اباهم ..
والبند الرآبع اختص بميرآث ضمّ عبد العزيز هو الآخر ..
ما أثر فيهـ و أزآل الستآر عن دموعهـ ..
عندمآ شعروا بدنوا نهآية هذة اللحظآت الكئيبة ..
ظهر البند الخآمس و الذي حوى صدمهـ أهتزوا لهآ .. الا ام علي ..
فقد كآنت تعلم بالوصية من زوجهآ قبل وفآته ..
كان صوت عبدالعزيز ثابتاً وهو يقرأ ..
[ يا اولادي ..
انا بغيت اتطمن عليكم قبل لا اموت .. و الله اعلم اذا كنت شفت عيالكم وانتوا تسمعون هالوصية
ولا ربي اخذ امانتهـ قبل لا اكحل عيوني بشوفتهم ..
لكني حبيت اتطمن عليكم وآحد وآحد .. هذي وصيتي .. مو اجبآرية
لكن والله قلبي بيرتآآآآآح لو صارت حقيقة ..
ما بكون مأمن بنآتي الا لكم ..
فـ ليتكم تفرحوني و تتزوجون بعض ..
علي .. انت بنت عمك منك وفيك حطهآ في عينك ..وتحطك في عينهآ ..
انت لـ جود و جود لك ..]
ضم علي يدهـ .. راغباً بالبكآء لكنه ارخى رأسهـ متمآسكاً ..
:" يا الله يا ابوووي كنت حآس فيني ... يا الله يا بووووووي .. يوبا الله يرحمك .."
أما جاسر فأنصبت نظراته على وجهـ جود ..
لم يستطع قراءة ما يختلجهآ من احاسيس .. فوجههآ المحمّر و عينيهآ المنتفختين أخفت ما خلفهمآ ..
أكمل عبدالعزيز سرد البند الأخير ..
[ جآسر .. انت سندي من كنت صغير ..
ربيتك مع عيآلي وانت اكبرهم عندي .. امنتك على اهلي وكنت قد الأمآنة ..
والحين ءأمنك على بنتي هدى .. ضي عيني و قلب امهآ ..
انت اللي رآح تحصنهآ وتشيلها على كفوف الرآحة .. وهي ما بتقصر معآك ..
هدى منك وفيك .. وانت منآ وفينا ..
اطلبك زوج لـ بنتي ... و لك الاختيآر ]
علي × جآسر × جود
تجلت الصدمهـ على سمآتهم .. وكأن ما قيل على لسآن عزيز ..
أمرٌ محظور .. لا يجبُ قولهـ ..
لم يتركـ لهم عبدالعزيز فرصة لإبتلآع صدمتهم .. ليقع هو الآخر في نفس الشَرَك ..
[ عبدالعزيز يا ولدي ..
انت وعلي وجاسر عندي واحد ..
جود اتطمنت عليهآ مع علي ..
و هدى بإذن الله جآسر من نصيبهآ ..
و فاتن .. ما لقيت لهآ احسن منك ..!!!! ]
رفع انظارهـ الى علي بسرعة .. ثم الى عمتهـ ..
هوّ و فآتن .؟؟!!!!!
ماهذة الوصية التي احتوت صفعآآت لُطشوآ بهآ واحداً تلو الآخر ...؟؟
القى بالأورآق على الطاولة .. هامساً وكأنه بجسدٍ غير جسدهـ ..
:" وهذي كل الوصية "
في ثكنةِ الفرآغ .. و تخبطِ العقول ..
نطق جآسر بجملة أكملت عليهم الصدمآت ..
قالهآ و وقعت كـ قذيفة نووية فجرت متآرسهم الى اشلآء ..
هذة المرة هو من فاجأهم .. جميعاً .. حتى ام علي شهقت من صدمتهآ بما قآلهـ ..
فقد أنهى ذلك الوقت الثقيل بـ هدوءٍ لا قرآبهـ لهـ بدوآخلهـ ..
جآسر :" لكن أنا بتزوج شفا !!! "
و فُض الكلام ليبقى السكون سيد الموقف .
The EnD
التعديل الأخير تم بواسطة ضياع نبضة ; 21-09-08 الساعة 01:53 PM
|