لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-08, 01:38 PM   المشاركة رقم: 156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة التاسعـة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" مصائب قومٌ عند قومٍ فوآئدُ "

~ الجـ 1 ـزء ~

مسحت قدماه ارضية الرواق وهو يسير ذهاباً و اياباً وحوارين القلق تستبد به ..
ما حدث كآن مجرد تكرار لتجآرب حاكاهآ عندما رأى اختهـ تفقد وعيهآ مئات المرآت ..
و لغرآبة الوضع .. كآن لهذة المرة وقعٌ مختلف عليه ..!!
لا يعرف كيف .؟ ولماذا .؟ وما هو وجهـ الاختلاف ..؟
لكن النظرة الذآبلة التي رأهآ في عينيهآ هآلته .. وهآلهـ أكثر الهلع الذي أصآب الصغآر ..
هلعٌ مشبوب بخوفٍ مريب .. مريب جداً !!
استند على الحائط بثقله وتنهد بقوة مغطياً وجهه بكفيه وهمس :" آآه يارب احفظها "
لم يكن ما حدث بالحسبآن ..
وكل ذلك بسببهـ .. أخطأ عندمآ أخذ أخوتهآ دون اعلامهآ شخصياً و استئذآنها..
أخطأ بالتصرف على هوآه ..
زمّ شفتيهـ مقهوراً :" انا الغلطان .."
أتآه صوتٌ أنثوي بالقرب منهـ :" غلطآن في ايش ؟"
التف عنقهـ الى مصدر الصوت ..ثم انقبض صدرهـ عندما لمحهآ .. تلك الفتاة !!
بإبتسامهـ(signal 2 ) أردفت :" هلا جاسر .. انت رجعت ؟"
ضآقت عينآه لنبرتهآ وكلمآتها فـ تنحنح وهو يصلب من وقفتهـ :" نعم ! "
اقتربت اكثر لتقف بمواجهته :" كيف جود .. احسن ؟"
اشاح ببصرهـ عنها وقال برتابة :" الحمدلله "
تحركت عضلة جانبيه في فمهآ بغيظ ..فكرت :" انآ وسن ولا يتجآهلني احدٌ احادّثه "
ثم جهرت بالقول :" ليش انت هنا ؟"
تأفف في قرارهـ نفسه لحشريتهآ .. فقال بفتور :" الآنسة شفا اغمى عليهآ "
ابتسمت نكآيهـ في شفآ لكنها اخفت انشرآحها تحت ظلالٍ زائفة :" لااا .. طيب كيفهآ الحين ؟"
وتشكلت فقاعات القلق على قنآعٍ حبكتهـ بتمثيل بآرع على ملامحهآ .. حتى أن جاسر خُدع لقلقها ..
فقد استدار اليها بنظرة متعبهـ :" ما ادري .. ان شاء الله تكون بخير "
طأطأت متأملهـ المثل :" يا رب " وفي انفاسهآ الحقودة اخذت تصرخ بـ ..
:" اتمنى ان تفنى في هذة اللحظة .. لأنعم بكَ دون منآفس "
قلبت الملف الذي احتضنتهـ اليهآ .. ثم تنحنحت واصبعهآ يُشكل دوآئراً على اطرافهـ ..
بنعومة :" امم جاسر .. ممكن نتقابل في وقت تكون متفرغ فيه ؟"
تباعدت زوآيا عينيهـ في دهشة لما قآلته .. طريقتهآ في طلب الأمر .. كلمآتها .. ايحائاتهآ ..
كلهآ اثارت فيهـ الحذر .. ماذا تريد هذة ؟
او انه يعرف ما تُلّمح له بالضبط .. وهو أمرٌ يترفع عن قبولهـ ..
أجابهآ بفتور و هو يعطيهآ ظهره ليبتعد :" آسف ما أظن ان عندي وقت فراغ .. عن اذنك "
وقع فكهآ مذهولاً لهذآ الرفض .. وشعرت انه جرح زهوهآ بأنوثتهآ ..
فأفاقت لنفسها تناديه غاضبهـ لكنه تجاهلهآ مبتعداً ..
غرست اظافرها الطويلة في رآحة يدها والحنق يتملكها .. أنا وسن لا يُرفض لي طلب ..
من بين اسنانهآ المقهورة :" انتظر يا جاسر .. أنا وسن بنت كارلا وراح تركع عند رجلي "
بسمهـ سخف جالت فمها مفكرة.. :"سأجعلك ترى بأم عينيك جثتي جود و شفا تتعفنان بالقبر ..
وعندها لن يكون لك الا أنا .. هههههههآي"
ثم ابتعدت راضية لأخر فكرة الى مكان عملهآ .

~~~

قرر انتشآل نفسهـ من مكآن وقوفهـ حيث تقف تلك الفتآة التي نسي حتى اسمهآ ..
مشى دون أن يلتفت اليهآ وهيّ تنآديهـ بصوتٍ حآد ..
وجد قدمآه تأخذآنهـ الى استرآحهـ الانتظآر .. ليتهالك على مقعدٍ مترهل من وطأة هموم جآلسيهـ
دعكـ نونته متعباً .. وبدأ الصدآع يتسرب الى جوآنب رأسهـ
مسؤوليآته وقلة سآعات نومهـ واصآبتهـ بالأرق في الآونه الاخيرة .. كل ذلك جعلهـ يعاود عآدةً سيئة ..
يعود مداولتهآ الى عشرة اعوامٍ انقضت .. و انقرضت ..
لكنهآ عآدت للحياة في ظروفٍ سيئة بقدر سوئهآ بذاتها ..!!
مكرهاً بحث بدآخل جيب معطفهـ على علبةٍ صغيرة بدآخلها ضمت لفآئف تبغٍ قآتلة ..
اخرج وآحدة وقبل ان يشعلهآ أخذ يتأملهآ بإزدرآء ..
فكّر :" كم أنتِ عليلة بغيضة .. لكنكِ ترفهين عني همومي .."
( كمآ يقول بعضهم ... ولا أدري ان كان هنآك غير الصلاة ما يرفهـ هموم العبآد !! )
الهب مقدمتهآ واشتعلت تحترق بذرآتهآ ..تتآكل و تضمحل .. تماماً كـ كل من يستنشقهآ ..
سحب نفسًا منهآ بتوتر .. وأطلق الدخآن الابيض مع ما خالج قلبهـ من ثقل ..
تبعثرت نظرآته على سُحبهآ البيضآء المتمآيلة .. وعآد ينظر الى السيجارة بيده ..
شعر و كأنهـ يرى نفسه متمثلاً فيهآ ..
كأنهـ لفافة تبغٍ تحترق ببطء .. لـ يمر الوقت و تموت دون تركـ أثرٍ الا الرمآد ..
وفي حالته .. سـ يغدو حبيبآتً من الرفات ..!!
بعنف أطفأ السيجآرة و رمآها بقآع إنآء المهملات الانيقة ..
و صورة شفآ تترآى لهـ و تترجآه بطريقتهآ الصامته ..
.. قبل مسيرة عقآرب الزمن بحوالي ساعة و نيف انقضت كآنت بين يديهـ كـ الطفلة ..
في ثقلهآ و هالتهآ و صفاء عينيهآ المغمضتين .. في كل ذلك و أكثر ..
وهو أرآد حمآيتها و درء كل سوءٍ يتربص بها .. أو بـ اخويها ..
في الحقيقة ما زال الاحساس ذآتهـ ينبض الآن ويجيش في صدرهـ .. حتى اثار تعجبه ..
ارخى رأسه يهزهـ استيائاً ..:" اكيد قمت اخرف من النعاس .."
تطّلع الى معصمه ليجد عقارب الساعة تشير الى الثامنة مساءً .. مرّ وقتٌ ليس بالقصير منذ ذاق طعم النوم
ما هذا ؟ ما الذي يؤخر تلك الطبيبة عن اخراج شفا ؟؟ ..
سأنتظر وهل لي غير الانتظار ...؟!!

(( ومضهـ للمدخنين ))
قال تعالى {...ولا تقتلوا أنفسكم...الآية }
[النساء 29]
وقوله صلى الله عيه وسلم «لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ»
[صحيح رواه الإمام أحمد وغيره]
http://www.khayma.com/fahad1390/din/mamlat/25.htm

: هـ م ـ س ـات :
سأل سيجارته بعد نوبة من السعال :" لماذا تفعلين بي ما تفعلين؟"
فأجابت وهي تتحول إلى رماد :"
أنا علبٌ ملونة ... ومنها أنت تختار ! ؟
هان لأجلي المال والدار
أعاديكم، وتحموني.. !!
وبالأموال تفدوني..!
وبالرئتين تُغذوني..
فعلام تلوموني !؟؟؟ وأنتم لا تعادوني ؟!
لقد سممت أجوائك .. وناري أصبحت دائك
فكم آذيت أبنائك .. وكم أحرقت أحشائك
مقامي في الشرايين .. كوسواس الشياطين
أنا الأمراض أجمعها .. أنا السرطان والقار
أنا سلٌّ وأخطار ... وعند الموت أشكال..!

: منقول :

~~~~

~ بدآخل غرفة الكشف ~

انقشعت الرؤية الضبابية امام ناظريها و رمشت جفونهآ بتعب وخمول ..
تقافزت ومضات مشعة حولها واخذت دقيقة لتستقر و تتبين انها بدآخل غرفة بيضآء ..
مضطجعة سرير الكشف .. والنور متركزاً فوقها.. تأوهت وأناملها تبعد قناع الأكسجين من على فمهآ ..
:" ها قد استعدتِ وعيكِ ... بماذآ تشعرين يا شفا ؟"
نظرت بوهنٍ الى محدثتهآ .. و لم تتذكر من هي رغم ملامحهآ المألوفة ..
همست :" أشعر بالضعف في جسدي كله "
امسكت الطبيبة رسغهآ تقيس الضغط :" يجب ان تكوني ممتنة يا فتاة .. فـ لم يتعد الامر كونه فقدان وعي "
تنهدت و ضعفهآ بدأ يتسرب بعيداً عنهآ :" هل أنا بخير ؟"
ببسمهـ وقفت الطبيبة عآئدة الى جهاز مؤشر النبضآت :" نعم .. تحتاجين فقط للرآحة "
قآمت ببطء لتجلس و أطرآفها ترتجف :" ألم تصبني أزمة قلبية ؟"
نفت الطبيبة بحركة من رأسها :" يا صغيرتي لا تأملي ذلك .. لقد انخفض ضغطك ومستوى الاكسجين في دمك
وهذا كل شيء "
تمتمت بضعف :" حمداً لله ... ولكن كيف جُلبتُ الى هنآ ؟"
عادت اليهآ الطبيبة لتعطها قرصين مع كوب مآء :" انه شابٌ أسود الشعر .. كان من القلق بحيث لم يخبرني بهويته "
تلفقت الاقراص والكوب متسائلة بغرابه .. شاب !! .. اي شابٍ هذآ ..؟
ابتلعت الاقرآص ثم انبثقت هيئة جاسر في ذهنها .. فأخذت تسعل بعد ان شرقت بالمآء ..
الطبيبة :" هوني عليك .. لا تستعجلي في الشرب صغيرتي "
سعلت ماسحهـ شفتيها من الندى ..:" هل .. هل هو هنآ ؟"
ببسمة متفهمة :" نعم .. انه بـ الخارج ينتظر منذ جلبك قبل ساعة ونصف "
شهقت بفزع :" ساعة ونصف !!!! "
وقفت هلعه ولكنهآ أخطأت تقدير طاقتها .. فترنحت بـ وهن لتعود متهالكة على السرير مجدداً ..
ربتت الطبيبة على يدهآ :" استريحي يا شفا .. ما زالت الطاقة تنقصكِ .. فـ الاكسجين لم يسري بعد في عروقك"
سألت متيقظة :" دكتورة هل أخبرته بما أصابني .. بـ حالتي الصحية او ما شابه ؟؟؟ "
رفعت كتفيها بنفي ما أرآح شفا :" لا .. ولو اخبرته لما كان فقه شيئاً نظراً لحآله ذهنه المشوشه "
واردفت تشير اليها :" على كل انصحكِ بالبقاء هنا الليلة لترتاحي "
مسدت رأسها متذكرة هوية الطبيبة :" لكن يجب ان اعود حالاً دكتورة هيلين .. فـ اخوتي وحدهم بالمنزل"
لوت شفتيها غير موافقة :" لكن العودة سيراً سـ تتعبكِ .. اممم من الجيد وجود الشاب ..
سينفع ان اعادك كما جلبك "
رفعت بصرها بتساؤل :" كيف ؟؟"
ابتسمت هيلين مرحاً :" حَمَلكِ "
لاذت صامته واستحالت كالصخرة لصورة جاسر يحملها .. احست بالخجل و النفور لهذة الصورة .
رجلٌ اجنبيٌ عنهآ يحملهآ ..!! اوووه يا الهي ماهذا الحرج .. !!
عبست و وجهها الطفولي يرسم استنكاراً بريئاً :" لا اريد .. سأبقى قليلاً حتى استطيع المشي بثبات "
ضحكت هيلين لملامح شفا .. ثم استأذنت لتخرج ..:" حسناً حالما تجدين نفسك قادرة عودي "
صاحت شفا قبل رحيلها :" دكتور .. ارجوا منكِ ألاّ تخبريهـ بـ بـ حالتي "
اومأت هيلين متفهمة ثم توارت خارج الغرفة ..
تنهدت شفا بعنف .. وهوت برأسها على وسادة السرير .. امسكت بقناع الاكسجين و ارتدتهـ
تحتاج دقائق عدّة لتهيأ نفسها قبل ملاقآته ..

~~~~

لمح الطبيبة تجتاز الردهة فوقف ولحق بها :" ايتها الطبيبة "
التفتت الى مصدر الصوت وابتسمت لتراه :" هذا انت ! .. لا تقلق ان شفا بخير "
كلماتها البسيطة ازاحت حملاً ثقيلاً عن كاهله :" آه حمداً لله ... ما الذي اصابها ؟"
لوحت بيدها تطمأنهـ :" مجرد تعبٍ وارهاق .. بإمكانك ان تعيدها الى منزلها ولكن اسندها فقد تقع من الوهن"
شكرها ثم عاد ادراجهـ الى جانب غرفة الكشف .. ووقف منتظراً اياها ..
مرت خمسُ دقائق ثم ارهف سمعه صوت الباب يُفتح ..
انتصب واقفاً مبتعداً عن الحائط .. و انتفض وهو يراها تخرج مستندة على حافة الباب ..
تنحنح لينبهها على وجوده :" حمدلله على سلامتك آنسة شفا "
لم تنظر اليه وزحف الخجل اليها .. في هذا الممر الخالي من المارين .. وحدهما !!
تشعر وكأن انفاسها ستنفجر وتخنقها ..
بصوتٍ بالكاد سمعه :" الله يسلمك .. شكراً "
وقف متردداً مكانه .. هل يساعدها ام يقف منتظراً اياها تسبقه ؟؟
صوته القوي خرج يناقض تشتت افكاره :" تحتاجي اجيب لك كرسي عجلات ولا .."
قطع كلامه هزة رأسها الرافضة :" لا انا بمشي "
و بالفعل .. فور القائها بتلك الكلمتان خطت متهادية في عرض الممر الى اقرب نقطة مصآعد ..
ومن خلفها بمسافة كافية تبعها جاسر ..
استقلا المصعد صامتين وكلاً ينظر الى جهةٍ مناقضة للآخر ...
وغآدرا المكان متتآليين بلا كلمة واحدة ..
شعرت شفا بالمسافة بين المستشفى و بيتهآ اطول من المعتاد بكثير ..
ام ان الصمت اوحى لها بذلك ؟
او انه مرافقها الذي كان وجودهـ الصآمت ينافس تأثير كلمآتهـ على أثير الأجواء ..!!
ترنحت قليلاً في سيرها .. وكاد لمرتين ان يسندهآ .. لكنه كبح نفسه محترماً تحفظهآ ..
عبرا الطريق الحجري ليدخلا مجمع السكن التي ترامت فيهـ المنازل الصغيرة هنا وهناك ..
في عتمهـ الليل اضفى السكون حالمية غريبة .. فـ تفاقم انتمائاً يربط كليهما بخيطٍ خفي ..
وكأن حواراً غير مسموع يجري بين تلك الفتاة في الامام ..
وبين هذا الرجل الذي يمشي مشيحاً بصريه وفي نفس الحين منتبهاً لكل سكناتها ليكون السند اذا وقعت .
أخيـــراً بعد ان تهيأ لها انها لن تصل .. وصلت بسلامة ..!
وقفت على حصيرة باب منزلها .. ضربت الجرس وانتظرت لبرهة ..
فزعت عند انفتاح الباب بسرعة هائلة لتطل من خلفهـ وجوهاً تعيسة ..
تحولت الى ابتساماتٍ مختلطة بالدموع حالما رأوهآ ..
انقض ثلاثتهم في حضنهآ باكيين .. فـ رغم تعبهآ افلتت شبهـ ضحكة رقيقة ..
شفا ببسمة :" ايش فيكم حبايبي ؟"
جود بقلقٍ صادق :" شفااا .. خفنا عليكِ مرررة .. "
اضافت تالا حاضنةً خصر اختها الكبرى :" شفووي حسبتك بتموتي !! "
عنفهآ تامر بحدهـ :" اقولك بتكون بخير ما تفهمي .. لا تفاولي على اختنا ومصع "
ابتسمت شفا واهنة :" ما فيا شيء الحمدلله "
جود برآآآحهـ :" يا رب لك الحمد .. كنا شويتين و نجيكِ المستشفى "
تحدّث عندهآ جاسر وقد تناسوا وقوفهـ على بعد خطوات فوق الارض العشبية ...
بهدوء قال :" ادخلوا دآخل لا تتَعبوا الآنسة شفا بالوقوف "
حتى هيّ في لحظة خلت تناست وجودهـ فأستدرات اليه محتارة ..
رغبت في رد جميلهـ بطريقة ما .. لكن دعوتهـ للدخول أمرٌ تجده صعباً ..
فـ هو غريبٌ عنهم رغم شعورهآ بقربه .. لم يسبق أن دخل بيتها رجلاً ..
الا اذا استثنينا عاملي التصليحآت وما يحتآجهـ المنزل .. وفي حآلاتٍ متباعدة حمآلة نقل عند فقدانها وعيها .
تحدث تامر حينهآ :" ادخلوا صح .. تفضل يا اخويا الكبير "
طرفت شفا بدهشة .. عفواً هل سمعتْ ذلك حقاً .؟!!!!
و لزيادة دهشتهآ رأت تالا تذهب اليهـ وتجرهـ من يده ليقترب منهم :" جسور تعال "
ابتسم جاسر للصغيرة ولم يتزحزح قيد انملة :" لا شكراً .. انا راجع الحين للفندق "
ثم رفع نظرهـ الى اخته :" جود انتِ خليكِ هنا الليلة .. بكره امر عليكِ "
طأطأت اخته موافقة .. فتكلمت شفا بتردد :" سيد جاسر .. ا اا شـ شكرا عـ .."
قاطعها بخفهـ :" مافي داعي .. اذا احتجتوا اي شيء انا موجود .. "
تحدثت تالا التي ما زالت ممسكة بيدهـ :" اخويا ليش ما تبات عندنا الليلة ؟"
جثا بقربها ومسح وجنتها بحنان :" عندي اشغال .. لكن اوعدك بكرهـ اجي .. طيب ؟"
لوت شفتيها الكرزيتان :" اممم طيب .. نام كوييس وفرش اسنانك "
ضحك جميعهم على نصيحتها ..
طبطب جاسر على رأسها وهو يقف :" ولا يهمك .. تصبحوا على خير "
بصوتِ وآحد قالوا :" تلاقي الخير "
ابتسم ولوح لهم مبتعداً في الطريق الخالي .. والكل ينظر على أثرهـ ..
غضت شفا بصرها عنه عندما اجتاحتها خيبة أمل ممزوجة بالرآحة .. فتنهدت لتحدث الثلاثة ..
:" يالله ندخل دآخل "
ودخلوا ثم اُغلق بآب المنزل من خلفهم .

~~~~

طُرق الباب طرقتين ثم اقتحم بسام غرفتها ...:" عمتوو يقولك خالو فارس انزلي "
كانت زينة تجلس على التسريحة ممسكة بيدها قلم الكحل لتتكحل ولكنها انتفضت فور دخول ابن اخيها..
زينة :" اصبحنا واصبح الملك لله .. ايش تبغى يا جني ؟"
لم ينظر اليها بسام بل اخذ يحمل احدى صناديقها :" خالوو يقولك انزلي السيارة عشان رايحين العمل "
قطبت جبينها :" على كيفو هو .. خلي ابوك يوصلني .. وبعدين فين ماخذ اشيائي ؟"
قبل ان يتواري خلف الباب اجاب :" ابويا اخذ الشقة اللي تحت وبينقل اشيائك .. هوّ قال لفارس يأخذك معاه
لا تتأخريييييييييييي " ..
تأففت زينة .. ثم اعادت مقتنياتها الى داخل حقيبتها .. ارتدت معطفها وطرحتها وغادرت الغرفة ..
تلاقت مع دلال في الصآلة :" صباح الخير .. دلوول فين زوجك ؟"
اما دلال التي اخذت تمشط شعر ابنتها :" اسفل في الشقة .. بننقل لما ترجعي العصر تعالي تحت "
تكتفت زينة بضيق :" امفف وليش محد قالي ... واشيائي ؟؟"
دلال :" هه انا صحيت من النوم و زيد قالي .. اشيائك نحن بننقلها.. انتي روحي لا تتأخري عن الشغل"
شتمت بدآخلها ثم ودعت زوجة اخيها لتغادر الشقة الى المصعد ..
خرجت الى مواقف البناية وجالت ببصرها تبحث عن سيارة فارس الى ان رأتها مركونة على يمينها ..
خطت و بوجهـ عابس و لاحظت وجود شخصٍ عند مقعد القيادة ..
فلم تنظر اليه و دخلت في المقعد الخلفي صافقة الباب ورائها بضيق ..
تمتمت مستاءة :" مرة ثانية لا تسوي نفسك جنتل و توصلني طيب ؟"
سمعت حمحمة خفيفة ثم :" ان شاء الله .. اللي يريحك "
توسعت عينيها وهي تحملق في مؤخرة رأس عمر ... انه ليس فارس !!!
ياللخزي .. لقد كانت فظة معه !! ...
تأتأت في البداية ثم همست بخجل :" ا ا آسفة .. كنت احسبك فارس "
ابتسم واجابها دون ان يدير رأسه الى جهتها :" لا عادي .."
سألت بتردد :" مم فين فينه هوّ ؟"
اجابها بنبرتهـ الهادئة :" فوق مع زيد .. شوي ونازل "
همست بخيبة :" طيب "
طال صمتهما وثقل .. شعرت بأن انفاسها مكتومة ..
التواجد مع عمر بعد كل هذة السنوات !!!
أمر .. أمر غريب جداً عليها ... بعد ذلك التقارب في مراهقتهما ..
يصبح هذا التباعد بينهما شيئاً تتعجب لهـ !!
لتخفف من الاجوآء قررت ان تكون البادئة .. وخطر لها سؤال جيد ..
فقالت بصوت ضعيف :" امم .. كيف عزوف و عمتي سارة ؟"
لوهلة لم يعي عمر ان السؤال موجهـ اليه ... لكنهـ تلاحق على نفسه واجاب بزفرة ليست بمكانها
:" طيبين الحمدلله .. "
ثم صمت يبلع ريقه ... مستغرباً من توتره المفاجيء ..!!
احست زينة بأنهـ لا يريد الحديث فصمتت .. لكنها سمعته يتابع بعد هنيهة ..
:" امس كلمت عزوف و خبّرتها اني قابلتك .. فرحت وقالت اسلم عليكِ وودها تكلمك بعدين "
ابتسمت متذكرة صديقة طفولتها ..:" الله يسلمها .. اكيد بكلمها ان شاء الله واخذ رقمها منك "
رأته يطأطأ برأسهـ .. فأضافت مترددة :" آه .. ما .. ما رِجْعتْ تمشي ؟"
تنهد عمر وانكس رأسه يلوذ بالسكون ...
تربصت ردهـ بإنتباه حتى قال اخيراً :" لا .. حآلتها مالها علاج .. عزوف اتقبلت كونها مقعدة .. ومتعايشة مع وضعها"
لم تدري ماذا تقول .. لتواسيه .. او على الأقل لـ تعبّر عن ما احست به من أسف ..
ولم تكن بحاجة لقول شيء .. فقد لمحت فارس يغادر المبنى بطوله الفارع ..
واناقته الصماء .. التي اعتادت عليها .. بل و احبتها !
كان قد تخلص من اللفائف التي كانت على كتفه .. فبدى انه استرد قوته و صلابته ..
حبست انفاسها لدى فتحهـ لباب المقعد امامها ..
قال لها عمر :" بأعطيكِ الرقم اليوم .. طيب ؟"
ابتسمت :" طيب "
جمدت يدهـ على الباب .. ثم اغلقهـ ببطء ليهمس :" آسف ع التأخير "
شغّل عمر المحرك :" عادي .. ان شاء الله رضي يأجر لزيد اسبوع ؟"
طأطأ بصمت و الجليد يغزو وجههـ ... تحركوا ليغادروا مواقف المبنى الى الطرقات العامة والمكتظة ..
نظر فارس من خلال نافذتهـ المفتوحة الى السيارات بجانبه .. و الشكوك تداهمه ..
في قراره نفسه :" لماذا ستأخذ رقمه ؟؟؟ ... ما الذي تأمله زينة ؟؟؟
اففف لن أسيء الظن بها .. انها مختلفة أعرف ذلك ومتأكد من ذلك ... لن اتسرع في حكمي ..
ولن أقف مكتوف اليدين .. يجب أن أسألها .. لن أتآكل بالغيرة دون أن اعرف مبررات تصرفاتها "
:" هاه يا فارس ؟ "
انتبه الى ان عمر يحادثه فسأل مبهتاً :" عفواً .. ايش قلت ؟؟؟ "
ضحك عمر على رفيقه :" قلت متى بتزورنا في جدة ؟؟ "
لوى شفتيه ثم تمتم :" ما ادري .. عندي اجازة طويلة بعد حوالي شهرين .. يمكن ازوركم فيها "
ابتسم عمر :" اجل من الحين اقولك .. قاعد عندي في البيت .."
فارس :" بس .. "
قاطعه عمر لافاً الى الطريق الفرعي :" لا بس ولا خس .. اذا ما راح تجي عندي مو جالس عندك "
تنهد فارس و استسلم :" خلاص طيب .."
اضاف عمر :" قول تم "
بخفة ضحك فارس .. لقد كانت عادة قديمة بينهما :" تم !! "
واخذ عمر يسأله عن امورهـ وذلك يجيبه و يكيل له الاسئلة بالمثل ..
وفي الخلف ربضت صامتة .. بعبوسٍ خفيف ..
:" ماهذا الا يملكان منزلاً يتحدثان فيه ...؟؟
امفف يتجاهلانني وكأنني قطة من نوع السفينكس مصطحبانها معهما ..!!
هههههههـ يالتفكيري ..
ألم اجد الا هذة الفصيلة القبيحة من القطط التي تحتاج الى شعرٍ يواري جلدها الاصلع ..!!
( سبحان من خلق و فرق .. ابدع و اعجب في خلقه .. ان لله في خلقه شؤون )
آآه .. يجب ان ازور شفا اليوم .. فلم تُجب على اتصالاتي بالأمس ..
سوف أستأذن منه لأخذ دقائق ازورها قبل بداية الدوام "
نظرت الى رأسه .. وشعره الاسود الغزير ..
تنهدت في سرها .. و قلبها الأحمق يضطرب لوجوده ..
اصلحت من جلستها فشعرت بشيء ما تحت قدمها .. نظرت الى الاسفل ثم وجدت ميداليتها ..
فكرت :" ربااه لقد نسيت ان اخذها !! "
التقطتها باسمة تنظر اليها .. :" يالحظك لقد مكثت عندهـ لفترة "
قرصت الدب في انفه بمداعبة ثم اخفته دآخل حقيبتها ...
مرت الثواني متدافعة تحت اشعة الشمس الحارقة وفي خنقة الازدحآم ..
وبدى لـ زينة انها تاهت في افكارها بلا شعور او احساس بالزمان او المكان ..
فقد توقفت السيارة فجأة أمام بوابة المستشفى ..!!!
سمعت عمر يقول لـ رفيقه :" فارس اليوم عندي اجتماع مع ارباب العمل مثل ماقلت لك يمكن أتأخر "
اجابهـ فارس :" ماعليك .. انت خذ السيارة .. ونحن نرجع بأجرة "
استأذنت زينة غير منتظرة منهما اي اجابة ثم خرجت مغلقة الباب خلفها ..
عمر :" ياخي خليني انا اروح بأجرة .. واوقف سيارتك هنا "
فتح فارس بابه :" ياشيخ بتتأخر .. انت روح وانا ادبر نفسي .. يالله سلام "
تنهد عمر ثم ابتسم :" على خير .. سلام "
اوصد باب السيارة و لوح لـ عمر قبل ان يستدير وعيناه تبحثان عنها ...
وجدها تسير متهادية الى حيث السلالم .. فمشى مسرعاً وقد اختفى الم قدمه المصابهـ كلياً ..
ناداها :" زينة "
سمعت نداءهـ فـ اضطربت .. تسارعت خطواتها .. ولكنها توقفت فجأة وهي تتذكر شيئاً ..
استدارت له و تكلمت بسرعة :" فارس ممكن اخذ استراحة متقدمة نص ساعة بروح لـ شفا "
بهت قليلاً .. ثم تنهد :" ok"
لم تصدق انه سمح لها بذلك .. فأنطلقت من فورها مبتعدة الى جهة الطريق المؤدي للسكن ..
انصبت نظراته على رفرفة معطفها وهي تهرول بعيدة عنه ..
تجهم لإستعجالها بالذهاب .. فـ لحق بها :" زينة اصبري .. بكلمك "
القت بصوتها الصائح :" بعدين .. انا مشـ .."
وأصاب صوتها الصقيع عندما سد فارس بجسده طريق عبورها ..!!!
رفعت بصرها ترمقه بضيق ..:" بعّد عن طريقي "
تفرس فيها قائلاً :" عندي سؤالين ابغاكِ تجاوبيهم بصراحة "
يالجرأته المنبوذة ..:" امفف مو فاضية للعبة سؤال وجواب .. ابعد خلني اروح "
و اتجهت يساراً لكنهـ وقف بوجهها .. خطت يميناً و كرر فعلته ..
صآحت بإستهجآن واستياء :" امممممممف ايش عندك ؟؟"
بروية ألقى سؤال سكن جوفه فترة طويلة :" يوم كنا بالجزيرة في صباح الحادثة .. من كنتِ تكلمي عند الشاطيء؟"
رفرفت بجفونها وكأنه رشها بدلو ماءٍ بارد .. ما هذا السؤال .؟!!
تعتعت بردها :" انت ايش تخرف ؟؟ "
اظلمت عيناه ليلقي سؤاله الثاني :" وايش الرقم اللي بيعطيكِ هوّ عمر ؟؟ "
انه مجنون بالفعل .. لوت شفتها جانبياً :" مو شغلك .. وخر عني "
و تمكنت من التسلل والعبور من جنبه .. لكن نداءه المشبع بالتوتر أصابها بالغثيان ...
لم تلتفت اليه وزادت من تباعد خطواتها ..
جُن فارس .. :" لماذا لا تجيبني .. احتاج لإجابات "
فبتهور وتسرع دون تفكير بفدآحه ما سـ يفعل امتدت يده اليها ...
قوّت نفسها لكي لا تظهر ضعيفة امامه الا ان امساكهـ لذراعهآ أرجفها ..!!
حملقت فيه بغضب :" انت جنيت !! اتركني لا اقطع يدك الحين "
تمتم مصراً :" جاوبي على أسألتي ... من كنت تكلمي ذاك اليوم ؟؟؟ "
سرت فيها رعشة خائنة .. وشعرت بساقاها تأبيان على حمل ثقلها ..
فهمست بتشتت :" مو فاهمة ايش تقصد .. فارس اترك يدي "
اطلق سراحها وهو يعي ما اقدم عليه تراجع للخلف :" آ آسف .. ما كنت اقصد "
مسدت ذراعها بإرتجآف .. ورمقته بضياع .. ما الذي يريد أن يصل اليه ؟؟
سألها مرة أخرى :" زينة ارجوكِ جاوبيني من كنتِ تكلمي بالجوال صباح ذاك اليوم ؟ "
هزت رأسها بغير فهم .. واخذت تنبش بذاكرتها الى ايامٍ خلت ..
ثم تذكرت لكنها لا تفهم لما يريد فارس ان يعرف !! .. بصوت محتار :" شفآ "
بلعت ريقها تحت ملامحه المتفاجئة ثم كررت اجابتها :" كنت اكلم شفا .. ليش ؟"
سلبت رآحة فضيعة جدرآن قلبه.. فسأل بهدوءٍ حلّ عليهـ :" وعمر بيعطيكِ رقم ايش ؟"
أجابته بعدم فهم :" اخته عزوف .. ليش ؟!!! "
بعد التوتر والبرود .. غفت البسمة على سمات وجهه .. فـ قال برقة :" لا تتأخري عند شفا "
ثم اعطاها ظهرهـ وابتعد ..
تقافزت الاسئلة وعلامات التعجب أمامها .. ما الذي اصاب هذا الرجل المعتوه ؟؟
فجافت رغبتها في الذهاب دون معرفة بغيته لـ تلك الاسئلة :" فاااااارس .. لييييييييش ؟؟ "
لم يجبها بل استدار مبتسماً لها .. :" وسلمي لي على شفا والصغار "
تابع سيره ليرقى السلالم ثم يغيب بجوف المستشفى ..
انبلهت زينة .. :" ايش به هالانسان ؟؟ !!! "
هزت رأسها والتساؤلات تغرقها .. واحساسٌ بالضعف يسري في اطرافها ..
في نظراته ما افقدها القدرة على التفكير الواضح ..
بسمته .. نبرة صوته .. لقد كان متغيراً عن السابق متغيراً في تعامله ..!!
همست بخوف :" لا يكون حس بمشاعري !!!! "
ضمت يدها الى صدرها وبدأت ترتجف .. ستكون مصيبة ان عرف !!

~~~

دخل الى مكتبه مبتسماً ... مرتاحاً .. و سعيداً .
رمى بنفسه على المقعد .. وتنهد بشدة شاعراً بالشكوك تتبدد وتتلاشى ليحل محلها الحبور ..
كان واثقاً منها .. ومازال .. واصبح يثق فيها اكثر من اي وقتٍ مضى ..
ابتسم ثم ضحك على نفسه .. لم يسبق له ان كان بهذا الكم من المشاعر المختلفة ..
و كأنها فتحت صدرهـ لتصب فيه السعادة والغيرة والجنون بذات اللحظة ..
أخيراً عرف الحب .. وياله من احساس !!
تخيل هيئتهآ امامه وانشرحت اساريره :" آآآه يا زينة ايش سويتي فيَا ؟!! "
غريب تأثير هذا الاحساس .. كأن أحداً استبدل قلبه بـ حياة نابضة
وكأن ماضيه انمحى بغمضة عين ليرتسم المستقبل بإشراقةٍ موعودة ..
مـ[ زينة ]ـع
سوف يفتح كتاباً من حياته تمتلأ صفحآته سعادة و محبة
لن يدع الماضي يقف بوجهـ حبهـ المتفتح في اعماق اعماقه ..
لن يتردد هذة المرة .. ولن يخشى الجروح ..
فـ زينة .. بكل ثقة اعترف :" ما راح تجرحني في يوم "
ومضت ذكرى سابقة رحلت منذ أيام .. تذكرهآ والضحكة تغمره ..
===
زينة بحنق :" ومن قالك اني ابغىىىى اصلاً اخرج معاك .. انت اخر واحد ممكن افكر فيه بالدنيا "
رد عليهآ هو الآخر :" ما عليه .. وانتي بعد آخر وحدة ممكن افكر بيها "
( النبضة التاسعة الجزء 2 )
===
كآن ذلك هو الحآل حينها .. لكن ليس بعد الآن ..!
اصبح يشعر ان وجودهآ قوتً لـ قلبهـ .. و ملحاً لأيآمهـ
قرر بدآخلهـ ما يجب فعلهـ ... سيقدم على قراره ويستشير دلال ..
انهـ متخوفاً من ردة فعل زينة .. و لا يستبعد رغبتهآ بالإنتحآر ان عرفت بـ حبه لهآ ..
لكن سـ يجآزف .. و سـ يبذل جل جهده لكي يسكن قلبهآ ...
ان لم تحبهـ في الوقت الرآهن .. سيعمل على ان تفعل في القريب العآجل ..
أفاقه رنين الهاتف الذي رُكن على جانب المكتب ..
فـ أطلق العنان لأنفاسهـ .. لا يريد أن يقطع اي شيء سلوتهـ مع حلو افكارهـ
لكن بدى له ان الهاتف مُصر على الاجابة .. ولن يكتم رنينهـ ابداً ..!!
تنهد واجاب :" هنا الدكتور فارس الـ .."
سمع صوت انفاس المتصل المتسارعة .. ولكن لم يبدر اي تجاوب منه
فارس :" نعم آلو .. هل هناك احداًُ ما ؟؟ "
أخيراً تمكنت من التحدث بصوتهآ الأجش :" فارس هذي أنا "
انقشعت اللحظة بصدمتهآ على فارس .. هذا الصوت .. لن ينسى صاحبته مهما حدث !!
نادته ببحة :" فارس انت معاي ؟"
زفر بشدة ثم قال بغلظة :" نعم .. من اعطاك رقم مكتبي .. و ليش متصلة ؟! "
تأوهت لطريقة كلامه معها :" فارس انا لازم اقابلك ضروري "
ببردوة الثلج :" ما اظن ان في كلام بيننا يا غرام .. انتهى كل شيء "
صاحت غرام :" لالا فارس ما انتهى شيء .. انا بعدي رومي اللي تحبها وتحبك ...انا ما "
بتر كلامها ضحكة فارس الهازئة :" عفواً .. غلطانة يا غرام .. انا ماقد حبيتك وانت عارفة هالشيء "
ببحة متزايدة قالت :" انا عارفة اني جرحتك .. بس فارس انا ندمت .. سامحني "
شخر بإستخفاف :" غرام نصيحة لك .. حافظي على زوجك وولدك احسن لك "
غرام بحده :" انت عارف اني ما احبه .. هو اللي حرمني منك .. لما تركتني ماكان لي احد غير اروح له "
ضم يده بعنف .. وضربها على المكتب .. يكرهـ استهتآرها و غدرها ..
نآح ببغض :" غرام اكتفيييت من كذبك وخداعك .. لا عاد تجري وراي فااااهمة"
واغلق الهاتف غاضباً ... لم يكد ينطق بحرف الا والهاتف يرن مجدداً ..
لم يرغب بالرد .. و كاد يسحب قابس الهاتف .. لكنه تراجع ثم رفع السماعة الى اذنه ..
سمع صوت بكائها :" فارس ارجوك لا تتخلى عني .. انا احبك احبك "
ببرود :" غرام .. حطي في رأسك اني نسيت كل شيء راح .. وانا ببتدي حياة جديدة "
صرخت رافضة :" لاااا مستحيل .. انت تحبني انا .. انا "
ابتسم بهزء :" انا انخدعت فيكِ .. لكن ما حبيتك .. والحين بس اعرف ايش هو الحب .. واعرف من اللي احبها"
سألت بجنون :" مييين .؟؟ من الحقيرة اللي بتسرقك مني ؟؟ "
تحول صوته متلبساً السواد :" لا تغلطي عليها .. ولا ما بيصير لك طيب "
زاغت لصوته ولكنها صاحت :" انا اعرف .. اسمها زينة صح .؟
لم تنتظر جوابه واردفت :" مستحيل اخليها تأخذك مني يا فارس انت لي انا "
بدأت اعصابهـ تفلت منه :" غرام ابعدي عن حياتي وعنها .. واذا تعرضتي لها بشيء بتشوفي وجه فارس اللي ما قد شفتيه "
غرام بعصبية :" لاااا .. ما بخليها تـ ..."
لم يسمع بقية صرآخها .. لأنه اغلق الهاتف وفصل قابسه ..
شتم بحدهـ في قراره نفسه ..:" هذة الخائنة متى تخرج من حياته ؟
اففف لقد قطعت سمفونية فرحي .. "
أسند رأسه الى قمه المقعد .. و رغماً عنهـ طفت الذكريآت لسطح أفكارهـ ..
ذكريآت دفنتهآ تسع سنوآت انقضت ..
====
اتى الى هذآ المستشفى يطبق احدى تجآرب التشريح مع رفقائه ..
كان يمشي وبيدهـ كتابً يزن طفلاً رضيعاً .. منغمساً بين سطورهـ بإندماج كلي ..
دخل احدى الاسترآحات واجتاز الطاولات المشغورة حتى وجد واحدة فارغة ..
جلس عليها مكملاً قرآءة ذآك الفصل الذي عنى بتشريح الجزء الباطني للإنسآن ..
( abdomen autopsy dissection of the upper )
طلب من النادلة كوباً من القهوة المزدوجة و شطيرة لحم ايطالية ..
ثم انهمك في القراءة استعداداً للإختبآر الذي سيجريه بعد نصف ساعة من تلك اللحظة ..
لم يقطع انسجامه الا صوت نيآح فتاةٍ شغرت الطاولة المقابلة له ..
فرفع بصره ليرى ما بالهآ تلك الفتآة .؟؟!
وجدهآ مخفية وجهها على الطاولة وكتفيها يهتزآن من جرآء البكاء ..
تلفت حوله ولاحظ عدم اهتمام اي شخص بحآلتها ..
فبتردد وقف حاملاً علبهـ المحآرم الورقية واتجهـ نحوهآ ..
:" تفضلي ايتها الآنسة "
رفعت وجهها المحمر و نظرت اليه بعينآن مغرورقتآن بالدموع ..
وضع العلبة على الطاولة .. وعاد الى مكانه بصمت..
لم يكن يريد التطفل عليهآ .. اراد فقط موآساتها ولو بـ محآرم ورقية .. فهو يكره رؤية الدموع .
لم ينتبهـ اليها وهي تشاركه طآولته الا عندما سألته ببحه :" أنا غرام واصدقائي ينادوني رومي .. و أنت ؟"
رمقها بتساؤل .. واجاب ببطء :" فارس .. انتِ عربية ؟"
طأطأت ايجاباً و لوحت بالمناديل في يدها :" شكراً .. آسفة قطعت مذاكرتك "
لم يجب و لاذ بالصمت معيداً بصره الى صفحة الكتآب ..
غرام :" اعذرني .. لكن بنفس هاليوم قبل سنة وبهالمستشفى .. بابا مآت .. وظليت وحيدة "
تمتم بأسف :" انا آسف .. عظم الله اجرك "
هزت رأسها :" كان هو آخر اهلي .. ماما اتخلت عني لما كنت صغيرة "
شد انتبآههـ ما قالته .. انه شيء يشاركهآ فيه ..:" ماعندك أحد من اهلك ؟"
غرام :" لا .. انا وحيدة هنا "
قطب جبينه .. يبدو عليهآ صغر السن :" عايشة لوحدك من يصرف عليكِ ؟ "
تنهدت ناظرة الى منديلها :" اشتغل حاضنة اطفآل في بيوت الأغنيآء ..
وانا هنا عشان البنت اللي اشتغل عندها جآية تشوف بابتها الدكتور أحمد .. تعرفه ؟"
نفى بحركهـ من رأسه :" لا .. ليش كم عمرك انتي ؟"
بخجل اجابت :" 19 سنة "
عبس و قآل :" صغيرة !! .. مايصير تشتغلي وبس لازم تدرسي عشان تقدري تحصلي على وظيفة"
تنهدت :" أنا ماحب الدرآسة .. و الدكتور أحمد معتبرني مثل بنته وسن ومسكني معاهم "
لم يعجب فارس ما سمعه .. فكأنهـ يرى حياته هو .. لكن مع فتاة ..
سألت غرام :" عندك جوال ؟"
طأطأ ايجاباً .. فقالت :" ممكن تعطيني اشوفه ؟"
بطيب نية أخرج هاتفه واعطاها هو .. رأها تضغط فيه و هي مبتسمة ..
ثم سمع رنة هاتفٍ مآ بأغنية غربية ..
ابتسمت و أعادت هآتفه له :" حفظت رقمي عندك ورقمك وصلني .. انا ارتحت لكِ وحآبهـ نتوآصل"
عبس وكآد يجيب بأنهـ لا يحبذّ التعرف فهو هنآ للدرآسة و فقط ..
الا ان صرآخ فتاة ما خارج المطعم لفت انتبآهه ..
اقتربت الفتاة منهمآ .. ووقفت تتخصر تحدثُ غرآم :" انتي هنا وانا ادور عليكِ ! "
عبس فارس أكثر فقد كآنت الاخرى بلباسٍ قصير و عآري .. ولا يبدو عليهآ ابداً .. انها طفلة !!
فقد بدت على مشارف المراهقة .. فقدر عمرها مابين الـ 14 و 16 ..
ابتسمت غرآم :" وسن .. اتعرفت على فارس .. فارس هذي وسن "
لانت ملامح وسن :" هااي فارس .. U R SOO HANDSOME "
( انت وسيمٌ جداً )
تمتم :" شكراً .. عن اذنكم لازم اروح عندي كلاس "
ولم ينتظر ردهما بل حمل كتآبه وقهوته ثم غادر يسمع صيحة غرام :" راح اكلمك الليلة "
لم يجب على اتصآلاتها في باديء الأمر .. لكن ومع الحآحها المتزايد تسآهل ..
ومنذ ذلك اللقاء .. اصبحت غرام تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياته ..
لم يكن فارس يحب مصاحبتها لكن وحدته في تلك الغربة وتشابهـ ماضيهما ..
ساهما في تقبله لصحبتها .. فكما يقآل الوقت يمضي سريعاً في وجود الصحبة ..
تتالت الايام بعدها .. وبدأت شفقته عليهآ تتحول الى احساس بالمسئولية ..
فـ في غمرة الغربة وجد أن افضل حل لهما هو ..
~ الزوآج ~
وذلك ما جآهدت غرآم للحصول عليهـ بكل حيلهآ التي سآهمت وسن في حبكهآ ..
برغم سنهـ الذي لم يتعدى الواحد والعشرين وقتها الا انه تزوجها ..
ليساندها في وحدتها وتساندهـ في غربتهـ ..
أحس انه لربمآ كان تشابهـ أقدآرهما والتلاقي هو اشارات بأنهآ نصيبه في الدنيا ..
فـ تزوجا .. دون أن يُعلمَ أسرة دلال بأي خبر ..
وزاد من سوء الوضع وتكتمه عن اخبارهم المشاكل التي ما فتأت تغزو حيآتيهما معاً ..
حتى ذلك اليوم الكئيب ..
الذي وصل فيهـ الى بيته ليجدهآ في وضعٍ مشين مع رجلاً آخر ..
لم ينتبها لوجوده فقد انغمسآ في ضلالهما .. والعيآذ بالله ..
ترآجع وغآدر شقتهـ وقد غشآه الغدر والخيآنة .. وتكسرت كل مجآديف سفينته ..
ليهوي في ظلام أحزآنهـ و فقد ثقتهـ بالنسآء ..
طلقهآ لتعود الى حدآد أيامها لكنها لم تترك ذلك الكبش يفلت من يدهآ ..
فـ بعد سنة سمع بزوآجها منه ..
===
عآد الى وآقعه وطرقة البآب ترتفع .. همس بصوتٍ مكتوم :" تفضل "
دخل الممرض فيكتور :" ايهآ المشرف ان المريضة فلدرمن تطلب رؤيتك "
طأطأ :" حسناً .. دقيقة وأكون عندهآ "
خرج فكتور .. ووقف فارس ينفض كل ذكريآته السودآء ..
لقد مرّ على انفصآلهما 6 سنوآت ..
وذلك كافٍ بالنسبة اليه لـ يخرج من صومعهـ خيآنتها
و ليبدأ حيآة أخرى .. بلا خوف .. ولا خدآع ..
أرتدى معطفهـ وحمل سمآعته ثم خرج .

~~~~

~ منزل شفآ ~

في الصالة .. كانت حقائب جود متراكمة عند باب المنزل ..
والفتاتان تجلسان على الارآئك ..
أرجعت لهآ هاتفها مبتسمة .. :" يقول اتجهز بيجي يأخذني بعد شوي "
ابتسمت شفا :" خسارة .. رآح نفتقدك بيننا "
ضمت يديهآ وجلست بجانب شفا :" ليش ما نعيش سوى كلنا ؟"
شفا بود :" يا ليت .. بس مانقدر للأسف "
سألت جود :" ليش ما نقدر ؟! "
اجابتها شفا :" لأنك الحمدلله تقريباً اتعافيتِ .. ورآح ترجعوا بلدكم و تتركينا "
اصدرت جود صوتاً ينم على التفكير ثم قالت :" ممم شفا ليش ما تجوا معانا ؟ "
ضحكت شفا :" هههههـ فين نجي يا بنتي .. وبصفتنا ايش نروح معاكم ؟"
نظرت جود مباشرة الى عين شفا :" بصفتك زوجة اخوي "
بلعت شفا ضحكتها و تجمدت .. :" هاه !!! "
ضحكت جود بفرحة على ردهـ فعل شفا :" ههههههـ اللي سمعتيه "
احتست الصمت ترمقهآ بتركيز و قلق .. بحق الله ماذا تقول هذة ؟؟
جود :" ايش رأيك هاه ؟؟ تصيري زوجة اخوي ؟"
نطقت حروفهآ على مهل :" جود .. المزح هذآ ثقيل مرة "
ابتسمت جود وبجدية :" ما امزح شفا .. انا أسألك من جد .. تقبلي جاسر زوج لك ؟"
كـ سمكةٍ عآجزة في حوضٍ محدود فتحت فمهآ ثم اغلقته .. بعدهآ فتحتهـ و كبحت ما كادت تقول ..
رأت في وجه جود قصة أمل .. و أحلام ..!!!
لكن ما كآن في وجههآ هيّ شيءً مختلف .. زوبعة مشآعر وخليط افكار ..
أعادت جود سؤالها لتزيد من شتات شفا :" ح ترفضي ولا توافقي ؟"
آثرت السكوت على قول اي شيء .. فـ لا تدري اي اجآبة تناسب سؤال كهذا ..؟
ضحكت جود مرحاً و قالت تلاعب حاجبيها :" يقولوا السكوت علامة الرضى "
شفآ بحرج :" جوود .. ايش دا الكلآم ؟!! "
..:[ طق طق طق ]:..
تنبهت كليهما لطرقآت الباب .. فقفزت جود منطلقة تجاههـ :" جاااسر "
صآحت شفا وهي تقوم مسرعة لتختبأ خلف حآئط وقد فتقت الخفقآت بصدرهآ :" لحظظة انا مو متحجبة "
قهقهت جود عندمآ سمعت صوت زينة تصرخ :" افتحوووا انا زيووون "
فتحت لهآ الباب ..:" هلا زينة .. اتفضلي "
سلمت زينة عليهآ :" ايش بكم ؟ " .. رأت حقيبتان ترتكزان عند حصيرة الباب الدآخلية ..
فسألت :" خير لا تكونوا ناويين تعزلوا ؟؟ "
خرجت شفا من مخبأها :" هوا انتي ! "
اغلقت جود الباب ضاحكة :" لا مو معزلين .. بس انا رايحة عند اخوي الفندق "
توسعت عيناها :" بتروحي !! .. ليش خليكِ هنا "
حضنتها جود :" يووه زينة بشتاااق لكم مرررة ومصع "
رفعت حاجبها بعجب ونظرت الى شفا :" هين شفووي صرتي توزعي كلمتك وانا حارمتني منها "
ضحكتا على حرطمتها وقالتا بوقت واحد :" ومصــع "
جلسوا على المقاعد متواجهات فقالت جود :" انا مو نفسي اروح .. لكن اشتقت لجسوور "
تنهدت زينة :" جسور ولا انفاق هوهاها .. ما نسمح لك تروحي وتتركينا "
جود :" شوفي الوجه المشرق من روحتي .. راح تسترجعي سريرك "
شفا :" اووه لا تحطيها في رأسها "
اخذت زينة تدّعي التفكير بالأمر :" معاكِ حق .. هوهاها .. اجل يالله من غير مطرود كخ "
جود :" هههههـ ومصع ما صدقتي يصير كذا .. بس ما اوصيكِ تحطي شفا في عينك "
زينة :" اكيــد "
نظرت جود الى شفا :" وخاصة اللي صار لها امـ .."
قاطعتها شفا :" جوووود .. نسيتي طرحتك فووق اطلعي جيبيه "
فهمت جود من نظرتها ايحائهـ بأن تخفي الأمر فأبتسمت بإضطراب ووقفت ..
:" ايوه صح .. طيب انا بروح اجيبه .. " وركضت صاعدة الى الاعلى ..
سألت زينة :" ايش صار ؟ "
لوحت شفا بيديها في الهواء :" ولا شيء ينذكر .. اووه في احد يدق الباب !! "
وقفت زينة متجهة لتفتحه :" خليكِ انا افتح "
فتحت الباب على مصراعيه ثم ارتفعت رقبتها لترى ظهر رجلٍ يقف هنآك ..
زينة :" نعم هل بإمكآني خدمتك ؟؟ "
ارتد للخلف وبهت ليرى فتاة سمراء محجبة من الواضح انها عربية .. احتار في أمره ..
هل أخطأ العنوان يا ترى ؟؟
سأل :" عفواً .. انا غلطان بالعنوان .؟ و لا هذا بيت الآنسة شفا ؟"
زمت شفتيها وضاقت عينها :" اي .. تبغى مين ؟"
تنحنح :" انا اخ جود "
ظهرت المعرفة على محيآها :" آآه .. استاذ جاسر .. امم بس لحظة ممكن "
ثم غابت في الدآخل تناديهآ ..
سمعت شفآ صوته .. و زحف الاحمرآر الى وجنتهآ عندما تذكرت سؤال جود !!
نفضت رأسهآ بقوة .. وقامت من مكانها لتصعد الى الاعلى ..
التقتا عند اول درجة :" جود اخوكِ جا "
ابتسمت :" سمعت زينة .. يالله شفووي اشووفك على خير " و رمت بقبلة على وجنتهآ ..
ولكن قبل ان تكمل نزولهآ ارتدت :" بوسي لي التوأم .. و ..."
ابتسمت بدعآبة :" تبغيني اسلم لك على جسوور ؟؟ "
عبست شفا في وجههآ .. فضحكت جود و ركضت تسلم على زينة وتحمل حقائبهآ لتغادر ..
القت قبلة هوائية لهمآ :" احووووبكم .. سلآآآم "
اغلقت زينة البآب خلفها مبتسمة ونظرت الى شفا هامسة :" صراحة راح اشتاق لهالدبهـ "
تنهدت شفا ووافقتها ..:" بس تعالي غريبة ما عندك دوآم ؟؟ "
عادت تجلس بهدوء :" الا بس استأذنت نص ساعة .. بدال استراحة الغدا "
شعرت شفا بـ غيمة تحوم حول صديقتهآ فجلست بجآنبها :" زيون ايش بك ؟"
تهشمت بقايا قنآعها وانقشعت مخآوفها لتهمس :" شفآ .. احس فارس عرف "
قطبت شفا :" عرف ؟؟! " ثم توسعت عينآها بإدرآك :" .. قصدك عرف بـ !!! "
طأطأت زينة وتكآد دموعهآ تتفجر من مقلتيهآ .. :" شكله عرف ..شفاا ايش اسوي االحين ؟"
لم تصدر شفا الا انينً خآفت .. وقد مسحت نظرتهآ القلق المتصبب من وجهـ زينة ..
ارتجفت يدآها :" شفا .. انا خايفة .. لما اكون معآه احس اني افقد تحكمي بنفسي ..
خايفة اسوي اي شيء غلط ولا اتمادى .. مدري شفاا ساعديني "
ضمت يديهآ تهدئهآ :" زينة لا تخافي .. انتي اذكري الله "
تأوهت زينة وزفرت بشدة مرآت و مرآت :" اووف شفا.. اوووووف .. اووف لا تحبي قبل الزواج ترى تتعبي "
مسحت شفآ على رأسهآ :" حبيبتي قومي صلي الضحى و ربك يهديكِ "
وقفت زينة مرتعشة واتجهت الى المغآسل وهي تنوح بتوتر ..
اشفقت شفآ عليها والنصيحة ترن في رأسهآ ...
:" لا تحبي قبل الزوآج ترى تتعبي .. لا تحبي لا تحبي لا تحبي !! "
ازدرت ريقهآ لأن مع كل تردد صدى اخذت صورة جآسر تومض بإصرآر ..!!
فـ بدأت هيا الأخرى تخآف ..

( :: وقفة :: )
الحب كمشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه .. ولا اشجعه ها هنا ..
ولكن حين وجوده يكون سبيله الوحيد النكاح كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
فإن لم يحصل الزوآج كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد ..
ثم إننا يجب ان نفرق بين الحب كـ [ ممارسة وسلوك ] وبين الحب كـ [ مشاعر ]..
فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر لا يد لنآ بها ..
أما إذا تحول الحب إلي سلوك كـ ترآسل و صريح القول او اندرآج الأفعآل الغير مرغوبة ففي هذه الحالة ..
يكون حكمه حراماً وينتج عنه سلبيات و اخطآر وفتن كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه .
و لنستشف الحكمة ونتدبرهآ من قوله تعآلى ...
: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الروم: 21]

~~~

~ جنآح الفندق ~

بعد عودتهمآ من رحلة حول بعض الأمآكن طلب جاسر وجبة الغدآء من مطعم الفندق ..
في البدآية كآن يتناول طعامهـ بصمت واختهـ تخبره بكل ما مرّ عليها في غيآبه ..
بعدهآ سأل للمرة العاشرة عن صحة شفا ..
:" جسوور قلت لك والله انهآ بخير .. وخفت عليهآ من قلقي وبس "
لم يقتنع .. وتحآيلها لم ينطلي عليهـ ..
الذعر الذي رأهـ بالأمس لم يكن لمجرد القلق الطبيعي المتدآول .. هنآك شيء أعمق بكثير ..
جاسر :" مع اني مو مقتنع لكن بأمررها .. كلي اكلك لا يبرد عليكِ "
ابتلعت لقمتين قبل ان تلقي بملعقتهآ لـ تتنهد :" اووه .. شفا بتزعل مني "
قطع اللحمة واخذ يمضغهآ متصنعاً تأملهـ للمنظر المشرف عليهـ طآبق جناحهم ..
أكملت جود :" انا بقولك قصتهآ من طقطق لـ السلام عليكوو ..."
لم ينبس بحرف وتركهآ تتحدث برآحة وحرية ..
تتعمق في التفآصيل تارة و تُهمش في معلومآت تارة أخرى ..
:" والحين هي تشتغل وتجمع الفلوس عشآن اقسآط الجامعة لأخوآنهآ .. تبغى تتطمن عليهم قبل لا .."
فـ لجمت لسآنها في أخر لحظة ..!
سأل بصوته الرخيم :" قبل لا ؟؟ "
امسكت كوب المآء وارتشفت منهـ :" ولا شيء .. اووه جسور خلاص حكيتك عن حيآتها "
بحنكته التقط ما أخفته بين السطور :" ايش هوّ مرضهآ .؟"
بهتت للحظة ثم صاحت بدفآع :" انا ماقلت لك انهآ مريضة .. كيف عرفت ؟؟؟؟؟ "
بنظرة عميقة :" يعني مريضة .. بأيش ؟"
عبست جود :" دامك مهتم كذا ... في موضوع مهم بقولك عنو "
اتكأ جاسر على مرفقيه و رغماً عنهـ :" وانا بعد عندي خبر اقولك عنه .. لكن احتاج لقوتك "
سألت ترمقه بتركيز :" خبرك حلو ولا مو حلو ؟؟"
تنهد وغشى الظلام عينآه ..
حتى الآن لا يصدق ان التي أمامهـ بحويتهآ وصحتهآ هيّ جود ..!
فتآة تمتلأ حياة و عافية .. آمال و خطط للـ غ ـد .. نظرة مشرقة و متفائلة ..
لكن مع خبرٍ كـ الذي يحملهـ سوف يمزق ذلك كلهـ ..
سوف يسلخ فرحتهآ الطافحة ليرديهآ اسيرة المرض من جديد !!
هل يجرؤ على ذلك ؟؟!!
لاحظت تجهمهـ :" اجل خبرك مو حلو .. طيب انا موضوعي حلو اقوله اول "
اومأ موافقاً ليعطي نفسهـ فرصة ووقت للتفكير بكيفية ايصآل الخبر لها ...
تابعت جود :"انت وعدتني انك تتزوج اللي بخطبهآ لك .. عيدك فآت والحين صرت 29 سنة يعني لازم تتزوج "
ضآقت عيناهـ فجأة .. لتستحوذ كلمآتها اللاحقة كل انتباههـ ..
جود ببسمة كبيرة :" وانا اخترت لك الزوجة اللي بتسعدنا كووولنآ "
عرف في نفسه من تقصد قبل أن تهتف بإسمهآ .. !!!
تحركت شفتآه راسماً حروف الاسم بذهول ..:" شفآ "
لا توجد مسآحة كافية في العالم لإستيعآب البسمة الوآسعة التي ارتسمت على وجه جود لحظتهآ..
صآحت بفرحة :" اييييييي بالضبببببببط "
وقفزت سعيدة .. كأنهآ استأثرت بكل بسمآت الخلائق في غمرهـ سرورهآ الساطع ..!!
قالت ضاحكة بعينين لامعتين وهي تحوي يديه في باطن يدآها :" مبسووط مووو .."
واردفت تدور حولهـ :" انا كنت عارفة انه مافي احسن من شفا لك ..
ربي كتب لنا نتلاقى عشان هيا نصيبك .. يآآآ رب شكراً لك ..
تدري يآ جسوور .. شفآ مرة حبوبة ومتأكدة مليووون في المية انك رآح تحبها ..
ايش رأيك تكلم عمي حسن وعمهـ يخطبوهآ لك ؟ ..
ولا اقولك انا اخطبهآ لك ههههـ صرت خطابة على غفلة "
واخذت تثرثر فرحهـ ترشه بكل ما ستفعله .. او تظن انه سيفعله ..
أما هوّ فعينآه راحت تتابعآنها بلا فهم ..
تجتآحه كلماتها لتخبطهـ في دوآمة لا يقوى على مقاومة تأثيرهآآ ..
شعر و كأن عقله فرُغ من الهوآء .. وجود تحشيهـ بـ الخطط و موآقيت تنفيذها ..
جود ~
انهمرت سيول الاحرف من مخيلتهآ حتى وصلت لتصميم فستآن شفا ..
فضحكت فرحهـ الا ان كلمآتها تكسرت عند قدميهآ حين سمعت جآسر يتمتم تعساً ..
:" جود انسي كل ذا "
استنكرت قولهـ :" جآآآسر .. انت وعدتني لا تخلف وعدكـ مالي شغل "
مسح فمهـ ورمى المحرمة على طبقهـ ثم وقف مبعداً كرسيهـ للوراء ..
خطا ناحيتها وأرآح يديه على كتفيهآ ..
بجديهـ :" جود .. في ظرف أقوى مني ومنك "
زاغ بصرهآ عليهـ .. تناست سخطهآ و حل الرعب محلهـ .. همست :" ايش صآير ؟"
تمتم :" قوي نفسك .. و لا تنفعلي لأن الخـ .."
قاطعته بنفوذ صبر :" جاااسر قوول ايش صآآر .؟؟؟؟ "
زفر واغمض عينيه .. جرّهآ معه الى الاريكة بالجنآح و اجلسها ..
ربت عليهآ و قال :" طال الوقت ولا قصر راح تعرفي سواء مني ولا من غيري .."
مع كل كلمة يزيد الخوف في قلب جود .. واخذت تتخيل اسوء الاحتمآلات ..
جآسر :" ااه جود مدام الحمدلله اتحسنتي .. لازم ارجعك معايا "
سألت مترددة بخفوت :" ليش ؟! "
انهآ اللحظة .. لا مجآل للتراجع او للممآطلة .. الحقيقة صعبة و افضل حل هو مواجهتهآ ..
همس :" عمي حسن ... "
صمت بحزن .. وطآل صمتهـ .. أبت الكلمة أن تخرج من مخدعهآ ..
تجمعت الدموع في عينيهآ مدركة ما حدث .. فبصوتٍ مفجوع :" مآآت !! "
ضمهآ جاسر اليه يلهمهآ التقوي والتحمل ..
لكن ارتعاشتهآ فاقت المتوقع .. لم تبكي و لم تصرخ ..
فقط .. ارتعشت بين يديهـ ..!
رفع وجههآ اليه و هلع عندمآ اختفت بؤبؤتآ عينيهآ وتركت البيآض الشآحب يستحل المقلتين ..
تشنج جسدهآ وبدأت شفتآها تزرقّآن ..مع تجمع الرغوة اللعآبية ..
صاح جاسر وهو يمددهآ أرضاً :" جوود .. "
وعلم انهـ أصابتهآ نوبة صرعية عآمة (Generalized Seizures)
تركهآ ترتعش دون أن يحركهآ .. حتى مرّت ثلاث دقآئق و بدأت عضلاتهآ تسترخي ..
فتحرك و وضعهآ على جانبهآ ماداً احدى ذرآعيهآ و عاكفاً رجلهآ الاعلى ..
مسح على شعرهآ بأسى شاعراً بتأنيب الضمير ..
بعد ان استعآدت وعيها غير الكلي .. حملهآ مغآدراً الفندق و متجهاً الى المستشفى ..


( إفآدة )
كثيراً منآ توآجههـ أحياناً مواقف وحوآدث يومية يضطر الى التعآمل معهآ ..
لذلك من الاحوج علينآ معرفة طرق الاسعافات الأولية الضرورية ..
فـ منا من يملك اطفالاً او اخوة صغآر ..
لا اتمنى لأحدٍ السوء حفظهم الله لكم وحفظكم لهم ..
لكن سيأتي يوماً ما .. تحتاجون فيهـ الى هذة المعرفة ..
هذة مواضيع متكآملة عن الاسعافات الاولية .. ارجوا لكم الاستفادة منهآ ..
===
http://alqafelh.net/vb/showthread.php?t=27
http://www.cuteskidsphoto.com/health/index.htm
http://www.tartoos.com/HomePage/Rtab...reperation.htm

~~~~

ما الذي أصآبها ؟؟!!
كآنت هآدئة منذ عآدت من بيت شفآ .. و هآ هما يصلآن الى البنآية بعد يوم عملٍ شآق
ومآ زالت هادئة .. تتجنب النظر اليهـ او التحدث معهـ ..
سألهآ قبل أن يتوقف سآئق الأجرة :" زينة .. ايش فيكِ ؟ "
لم تعطهـ اي اشآرة على سمآعه .. فعآد يسألهآ قاطباً .. :" زينة حد مزعلك ؟؟ "
نفت بحركة من رأسهآ ..
زفر فآرس متضايقاً .. :" مآ بها زينة ؟؟ "
توقفت سيآرة الاجرة بجآنب البنآية .. فخرجت زينة مسرعة لتسبقهـ الى الدآخل ..
دفع للسآئق ورقة نقدية ولم ينتظر أخذ الفكهـ فكآن همهـ اللحآق بها ومعرفة ما خطبهآ ..
ركض ليدخل البنآية لكنهـ لم يكن بالسرعة المطلوبة ..
فقد قُفل بآب المصعد بوجههـ ..
شتم و استقل سلالم الطواريء .. باذلاً جهدهـ للوصول الى الطآبق قبل المصعد ..
وبالفعل وصل .. اخذ يتنفس بتعب مرتكزاً عند بآبهـ ..
سمع جرس وقوف المصعد لكنهـ لم يصل ؟!!
رفع بصرهـ الى الأعلى .. و اصآبهـ السخط ..
:" تباً .. نسيت انهآ سـ تتوقف في الطآبق الرآبع !!!!! "
ولتسرعهـ هربت الفرصة من يــدهـ ..
رفس الجدآر غاضباً بقدمهـ اليسرى .. وتأوهـ عندمآ آلمتهـ ..
تراجع ساخطاً الى شقتهـ بإستسلام ..
دخلهآ وصفق البآب وراءهـ بعنف ..

~~~

سلّمت يمنة ويسرى برآآحة ..
:" السلام عليكم ورحمهـ الله ... السلام عليكم ورحمهـ الله "
رفعت يديهآ لتدعوا :"الله أكبر استغفر الله (3) اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام
اللهم اني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً (3) "
نفثت بيديهآ على كامل جسدها ..ثم وقفت تلف سجآدتها التي استكانت في محرآب صلواتها ..
التفتت في الظلام الخفيف وفزعت عندمآ رأت طيف شخصٍ يجلس على سريرهآ ..
تبين لهآ الطيف فرفرت مرتآعة :" بسم الله الرحمن الرحيم .. فاتن خوفتيني "
مالت شفتيهآ بتملل :" من اول انتظرك .. ايش دا تصلي التراويح ولا الفجر انتي ؟"
خلعت الشرشف عنهآ :" ايش بك صآحية ؟"
تأففت :" طفشانة .. بنتظر لين تطلع نتآيج الثنوي في النت .."
ابتسمت هدى :" ان شاء الله ناجحة بأعلى المراتب "
لم تهتم فاتن كثيراً :" ايش بك طولتي الرفع من الركوع .. حسبتك نسيتي تسجدي "
هدى :" ما نسيت .. كنت اقرأ دعآء قنوت الوتر "
و لا معرفة لهآ بهذة الأمور بعكس أختهآ ..:" ايش دآ الدعآء ؟"
تنهدت هدى لتجلس على سريرهآ مخرجة القرآن من درج المنضدة :" هذآ الدعآء له فضل كبير ..
تقوليه بعد الرفع من الركعة الثانية لصلاة الفجر .. تدعي بـ
« اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تبارك ربنا وتعاليت »
واخذت تشرح لأختهآ معنآه و تسهب في وصف أجرهـ
تململت فاتن ولم يستحوذ الامر على اهتمامها :" طيب .. انا بقوم افطر .. تبغي شيء ؟"
هدى :" سلامتك بس اليوم خميس ليش ما تصومي ؟"
هزت فآتن رأسهآ :" ما عليّ صلاة .. بآآي " ثم غآدرت الغرفة ..
همست هدى :" الله يهديكِ و يصلحك يا فاتن "

~ يتبع ~

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 21-09-08, 01:44 PM   المشاركة رقم: 157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

~ الجـ 2 ـزء~

أنهت ما تبقى من النسكآفيهـ في كوبهآ .. فأعادته بتملل فوق الطآولة المجآورة ..
نظرت الى شآشة الحآسوب متأففهـ وفتحت صفحة ويب جديدة ..
علّهآ تجلب النتيجة بشكل اسرع من سآبقتهآ ..
فتحت موقع نتآئج الطآلبات و أتاهآ نفس الجوآب ..
[ نرجوا المحآولة بعد فترة ]
صآحت :" اووف .. الحين الساعة 7 متى بتنزلوووه يعني ! "
في قرآرهـ نفسها لم تعد النتيجة او اي شيء يهمهآ .. فـ والدها رحـ ..
هزت رأسهآ برفض .. لن تعترف ولن تتقبل ما يقولونهـ ..
أبآها لم يمت ... بل سافر دون علمهم الى مكآن ما .. و سيعود .. نعم سيعود .
هنآ توقفت عند هذة النقطة .. ولن تتعمق أكثر او تراجع نفسها ..
والدهآ مسافر .. وهي تنتظر عودته و كفى.
سارت الى تسريحتهآ و تلقفت هاتفهآ الخليوي المليء بالإكسسوآرات ..
أتصلت على ابنه خآلتها .. واخذت تتأمل شكلها في المرآة ..
يعجبهآ كل تفصيلة في وجههآ الحآد .. لكن شيءً وآحداً يثير ضيقهآ
كثافة حآجبيها ..!!
تتمنى فقط لو تملك حآجبان مرسومان كأختهآ هدى ..
تذكرت تلك المرة قبل سنة عندمآ كآدت تنمصها .. وثارت ثآئرة هدى و امها ..
حيث إنهآلا عليهآ بحكم النمص و عقآبهـ ..
===
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»
رواه البخاري ومسلم
ثم قال: ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه سلم وهو في كتاب الله عز وجل ..
قال تعآلى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
سورة الحشر – آية 7
http://www.nhyaan.net/vb/showthread.php?t=32781
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=668
فهل ترضين اختي في الله ان تكون شعيرآتٍ بسيطة سبباً في طردكِ من رحمهـ الله ؟!!!!
===
ازدرت شفتيهآ بإستياء و ملل ..
كم تكرهـ تزمتهمآ .. و تحجّر عقليهمآ > على حد تفكيرهآ .
عنئذٍ لم تفعلهآ .. لأن اباهآ نهرهآ عن ذلك هو الآخر ... لكن ماذا عن الآن ...؟؟
:" هلآ فوفو "
فآقت من تفكيرهآ :" هلآ هنود .. طلعت النتآيج عندك ؟"
هند:" لا فوفو .. يقول حآول مرة ثآنية "
تذمرّت عائدة الى مكتبتهآ :" متى ناوين ينزلوها .. اففف "
اجابتها هند :" ياشيخة اهم شيء ننجح .. اكيد ناجحين زي كل سنة ..
بس عاصم بلا في شكلو يقولي اذا ماجبت نسبة ح يفرشني "
تغضنت ملامحهآ :" هييي لا تدعي عليهـ .. ما ارضى على الغالي "
تأففت هند :" اففف منه .. وجع نفسي امي تزوجكم وانفكـ من حنتو في البيت "
ابتسمت فاتن متأملة :" يآآآ رب .. بس متىىى ؟؟ "
اعترفت هند بصراحة :" فوفو .. اقولك ولا تزعلي .؟ "
استلقت فاتن على سريرهآ مبعثرة شعرهآ البرغندي وببسمة :" انا من متى ازعل من اخت زوجي هاه "
سآسرتها هند :" هيا دي المشكلة .. امس امي جلست تكلموا عـ اساس نخطبك له "
انتفضت فاتن من مكانها متفاجئة :" جددددد ..!! .. ايش قااال ؟؟؟ "
صمتت هند ثانيتن ثم قالت بأسف :" فوفو اكلمك بعدين .. جا عاصم " ..
فاتن بخيبة أمل :" لااا ابغا اعرف ايش قال "
وغمغمت :" شكلو بيشوف النتيجة حقتي .. ناوي على تهزيئي عارفتو وجع لازم اقفل عنك"
تذمرت فاتن وبإصرآر :" هنووودة قولي اول ايش قال "
همست هند قبل ان تغلق الهاتف :" مو دحين ما اقدر .. كلميني بعدين .. سلام "
فاتن بعجلة :" هند بس اختـ ..."
ولم تسمع الا رنين انقطآع المخابرة .. بعصبية رمت الهاتف على السرير ..
:" افففف ابغى اعرف ايش قآآل يووه "
قامت عائدة الى كرسيهآ امام الشاشة .. حدّثت الصفحة و ادخلت رقم جلوسهآ و هويتهآ ..
>> Enter <<
و لضيقهآ لم تهتم عندمآ رأت نتيجتهآ وانها حصلت على نسبة : 86 %
اغلقت الحآسوب .. و حملت كوب قهوتهآ ..
فتحت بآب الغرفة و رآحت تنادي الخادمة لتأخذ الكوب ..:" سنرتييي .. سنرتييي يا صنج "
لم يجبهآ الا سكون المنزل .. عادةً في هذآ الوقت لا تكون الخادمآت مستيقظات ..
خرجت لتعيد الكوب بنفسهآ متحرطمة .. :" اووف شغالات عالفاضي .. قرف "
بقدميهآ المحآطهـ بـ ( سحّآب منزلي ) مريح سارت الى حيث قبع المطبخ يمين الصآلة ..
رمت الكوب بلا مبآلاة في المجلى .. و فتحت صنبور المآء ليغسل الكوب ويدلّكـ نفسهـ بنفسهـ ..!!
من خلآل نآفذة المطبخ ذآت النوع الإزدواجي بحيث لا يظهر من في الدآخل للخآرج والعكس صحيح ..
رأت شآباً يُوقف سيآرتهـ بالسآحة و يخرج منهآ متجهآ الى بآب الفلة ..
طرفت بعينهآ :" عبدالعزيز !!! ايش جايبه هالوقت ؟؟؟!! "
ولم تنتهي من سؤالهآ حتى سمعت صوت رنين الانترفون .. خرجت مسرعة و تلقفت السمآعة
سألت بصوتٍ منخفض :" نعم مين ؟؟ "
عبدالعزيز :" احم .. السلام عليكم .. انا عزيز صديق علي ابغاهـ في هرجة "
فآتن :" أتصل عليهـ "
تسآئل عبدالعزيز من تكون هذة ؟؟ .. ولما هذآ الغرور في صوتها !!
تنهد عبدالعزيز :" علي تعبآن مو قادر يطلع لي .. اذا ممكن أدخل له لأن عندهـ عازة بأخذهآ "
رفعت فاتن حاجبهآ بضيق .. وقالت :" بفتح البآب .. بس انتظر دقيقة قبل لا تدخل "
لم يرد عليهآ .. رغم استياءهـ من نبرة صوتهآ الفظة ..
سمع صوت انفتآح الباب وانتظر لـ دقيقتين و أكثر .. ثم دفع البآب و القى السلآم ..
:" احم طريق طريـق .. بسم الله "
ومشى مسرعاً بنفس الطريق الذي حفظهـ عن ظهر قلب ..
أمآ فاتن كآنت مختبأءة خلف الجدآر المجآور للسلالم القليلة تختلس النظر اليهـ ..
كآنت هذة المرة ترآهـ بوضوح ..
وقد تعجبت لمآ بآن عليه .. !!!
في الموقف الذي حدث بالأمس كآن يبدو أكثر صلابهـ و رجولة ..
أما الآن ترى فيهـ شاباً نحيلاً .. لا يبدو عليهـ اي بادرة من شراسة خفية ..
لم يعجبهآ .. لا مظهرهـ العآدي البعيد عن التأنق ولا ملامحهـ البسيطة ..
تنهدت و عآدت الى غرفتهآ تفكر في رد عاصم ..
ابن خآلتها الناجح .. الطموح ..و الأنيق ..
والذي تتمنآهـ زوجاً .. فهو يمثل كُل غآياتها في التفآخر بهـ ..!!
تمتمت :" عاصم .. ايش تبغاني اسوي اكثر من ما بينت لك ؟! "
تأففت دآلفة الى غرفتهآ ..

~~~~

كآن ثلاثتهم يجلسون في الصآلة .. اما الصغآر فقد خلدآ الى قيلولة المسآء ..
وقفت :" طيب أنا بقوم أنام عن اذنكم "
سمعت زيد يقول لهآ :" زينة أبغى اكلمك في موضوع "
تنهدت بتعب :" زيود خليهآ وقت ثاني .. مرة تعبآنة "
أصرّ و طلب منهآ الجلوس بمقابلته .. رفعت رأسها الى السقف :" آآآه يا ربييي "
حملت دلال أطبآق الفوآكة :" بروح اغسلهم .. "
و غادرت الصآلة ..
أحست زينة من ملامح اخيهآ ان امراً جدياً سـ يُناقش هنآ .. و الآن ..
جلست بثقل :" اهووه وهاااذي جلسة .. تفضل يا سيدي "
بدآ زيد كلآمهـ بسؤآل لم تتوقعه :" انتي خلصتي تخصصك ؟ "
طأطأت ببطء :" ايوه .. ليش ؟"
وكما توقعت لم يجبهآ عن سؤالها :" يعني شهادتك مضمونة خلاص واي مستشفى راح تطلب خدماتك ؟"
تمتمت بعين ضيقة :" على حد علمي .. اي "
اراح ذرآعهـ على ظهر الاريكة :" حلو .. كلمت مدير مستشفى الـ .. بجدة و هو ينتظر تقديمك لوظيفة عندهم"
بتبلد :" هاه ؟! "
ابتسم زيد واحنى نفسهـ ليقلل المسافة بين عينآهما :" ح تأخذي التخصص وترجعي معانا للسعودية"
دهشت ما قآلهـ و استنكرت هآبهـ من مكآنها :" كيــــف ؟؟!!! "
تمتم بهدوء :" زينة انا ماخلصت كلآمي .. اجلسي "
جلست و قدميهآ تقرعان الأرض بتوتر .. يجب ان لا تنفعل و تُهدء من روعهآ ..
تابع زيد :" امي طلبت مني ارجعك معايا .. وانا وعدتها .. مدامك وصلتي للي تبغيه وانا وافقت عليهـ
رغم انك عارفة رفضي وجودك هنآ لوحدك .. لكني اثق فيكِ يا زينة ولا كان صممت على رفضي ..
قلت اخليكِ تكملي دراستك هنا عشان ما كنت ابغى اهدم احلامك ومستقبلك
و ازيد خسايرك اللي عانيتي منهآ في مراهقتك .. فوافقت ..
وماشاء الله خلاص انتي تخرجتي وتخصصتي .. ماباقي الا ترجعي بيتك وبين اهلك "
عبست مضطربة :" بس يا زيد .. انا ما ابغى ارجع .. "
وعندمآ لمحت عدم رضآه اردفت تبلع ريقهآ :" على الاقل مو الحين "
سألها بحدهـ خفيفة :" ومتى ان شاء الله .؟"
زفرت مشيحة بصرهآ عنهـ :" ما ادري .. لما اكون جآهزة و مستعدة "
لم يعجب زيد كلامها :" زينة .. الموضوع ما يحتاج استعدآد ولا شيء .. مجرد نقل اوراقك من هنآ لهنآك وبس"
ضآعت انظارهآ على الارض البورسلية بحيرة .. كيف له أن يفهم ..؟
كيف سيتفهم حقيقة انهآ لا تستطيع الرحيل و الابتعآد عن فارس ..!!
ما هذة الزوبعـة التي وقعت فيهآ ..؟!!
زينة :" زيد .. انا مو مستعدة للحين .. ابي وقت .."
قاطعهآ زيد بنبرهـ شديدة :" هيا كلمة وحدة مافي غيرها .. راح تشيلي حياتك اللي هنا وترجعي معانا فاهمة "
هبت زينة بعناد :" لأ .. زيووود .. مو بهالسهوولة اغيـ .."
هب هو الآخر وبدى الدم يتدآفع في صدغيهـ :" زينة لا تخليني اتصرف معاكِ بالقوة "
ومع تزايد وتيرة صوتيهمآ الذي بدأ يرتفع خرجت دلال من المطبخ هلعهـ ..
هرولت الى الصآلة :" ايش بكم انتوووا ؟؟ ما تعرفوا تتناقشوا بهدوء ؟ "
نآشدتها زينة بعينٍ تلمع :" دلوول .. انا ما ابغى ارجع .. الله يخليكِ اقنعيهـ "
تمتم زيد بغلظة :" ماحد بيقنعني .. انا قلتك بترجعي وهذا آخر كلام "
تمسكت دلال بيد زينة التي بدأت ترتعش ..
وخاطبت زوجهآ بنظرة تأنيب :" زيد البنت تعبانة من شغلهآ .. خليهآ تريّح وبعدين اتكلموا برواقة مو بصرآخ "
هزّ زيد رأسه :" رواقة مو رواقة بترجع .. انا رايح عند فارس "
و انتفض من مكآنهـ مغآدراً الشقة ..
نظرت دلال الى زينة ولاحظت شحوبهآ ..:" زينة ايش بك ؟؟ لا تفكري روحي ارتآحي "
بحلقٍ جآف :" دلال .. أنا مابغى اروح من هنآ .."
بحنآن سألت :" ليش طيب يا زيون ..؟ "
لأجل فآرس :" وكيف أتركـ شفآ والصغار ؟؟ .. ما اقدر .."
تنهدت دلال و دفعتها الى ناحية احدى الغرف المؤثثة :" خلاص نآمي الحين .. وبصحيكِ قبل المغرب "
دلفت زينة الغرفة واغلق البآب ورائها ثم استندت عليهـ ..
كآنت ترغب بالعودة .. نعم لا تنكر ..
لكن ..
فآرس .. شفآ .. تامر و تآلا ..
هل ستقوى على تركهم و اعلان الرحيل ؟؟
لا تقوى ... لا تقوى حتى على التفكير بذلك ..!!
فـ كيف إذا حملت حقآئبهآ و رحلت تلوح لهم مودعة !!
هزت رأسهـ بشدة هآمسة :" لا مابغى .. ما ابغى اتركهم "
اسلتقت على السرير مرتجفة ..
جافا النوم وسآلت دموعهآ بلا تحكم ..
مجرد الاحساس بأنهآ ستُنتزع من حضن هذة البقعة التي ضمت أحبُ الناس الى قلبهآ
أشعرهآ بإحتضآرات أنفآس مخنوقة ..

~~~~

رفع جهآز التحكم و أطفأ التلفآآز .. فقد احتوت على برآمج من الرتآبة بحيث زآدت من ملل الأجوآء ..
تأفف و هو يرمق عمر بنظرة جآنبية ..
كآن الآخر منسجماً في قرآءة الجريدة اليومية ولا يلفت لهـ بآل ..
وقف ملقياً الجهآز على الصوفة .. ثم خرج الى الشرفة يستنشق بعض الهوآء
استند على الحآفة بمرفقهـ و أخذ ينظر الى الأفق حيث أمتد البحر من بعيد ..
تلاعبت النسمآت بخصل شعرهـ القصيرة ..
أحس بالسلام يلفهـ و التوتر يرحل عن صدرهـ شيئاً فـ شيئاً ..
:" ايش بك طفشآن من نفسك ؟!! "
التفت الى عمر الذي انضم بجآنبهـ يشاركهـ جمآل ذلك المنظر ..
تنهد فآرس :" بعد ما اتعودت على رجة الصغآر .. احس ان الهدوء خآنقني "
ضحك عمر بخفة و هو الآخر يستنشق الاكسجين :" من جد .. طيب ليش ما اتزوجت و جبت لك بزران ؟"
تجمد فآرس .. و توقفت " تفآحة آدم " في حلقه ..
التفت لهـ عمر :" ايش بك ؟ ماعجبك كلامي ؟ "
ارخى فآرس رأسه و نظر الى طفلٍ صغير أخذ يتمشى لوحدهـ في الطريق الرملي .. ثم بعد ذلك تأتي امرأة تحمله..
نادآه عمر :" فآرس ؟ تكلم ايش بك ؟ "
شعر فآرس ان كبتهـ لـ سر حيآتهـ قد أرهق كآهلهـ ..
فبلا تفكير بآح لمسآمع عمر :" أنا كنت متزوج "
من الصعب التحديد من منهمآ كآن أكثر دهشة .. عمر المصدوم بالخبر أم فآرس الذي فقد لجآم صمتهـ !!
تعتع عمر .. و تصآدمت الحروف غير مترآكبة من قوة الصدمة عليهـ ..
:" كـ نت م م متزوج !!!!!!! "
تأوهـ بندم و غلغل اصابعهـ في فروة رأسهـ ..:" اووه ايش قلت أنا !! "
امسكه عمر من كتفهـ مكرراً سؤاله بصوتٍ مندهش :" فارس انت متزوج ولا تمزح ؟!!
تنهد هامساً :" كنت .. كنت متزوج .. و انفصلنآ "
بدى على عمر كأنهـ تلقى لكمة .. فتراجع ليشغر احد كراسي الشرفة ..
سأل :" كيف ؟ متى ؟ وليش انفصلتوا ؟ "
اعترف فآرس فلا مجآل للتراجع بعد ان افلتت منهـ البدآية
:" من 8 سنوات تزوجت .. واستمر زواجي سنتين بعدهآ طلقتهآ .. لأنها .. خانتني "
شهق عمر :" خانتك !!!!!! "
استدآر فارس بنظرة جديهـ ..:" اي .. وانا من وقتهآ كارهـ الزوآج ولا افكر يصير لي اولاد "
وقف عمر متوجهاً اليه :" يعني محد يعرف ؟؟ "
قبل ان يجيبهـ فآرس سمعآ صوت الجرس .. ثم ندآء زيد ..
ابتلع فآرس ريقهـ وتمتم برجآء لـ عمر :" لا محد يعرف .. عمر لا تقول لأحد .."
طأطأ عمر و مآزال في غمرة دهشته :" ان شاء الله "
اجبر فارس نفسه لإنتزآع قدميه من مكآن وقوفه .. ثم غآب دآخل الشقة ..
ليعود بعد دقائق قليلة الى الشرفة ومن خلفه زيد ..
كآن عمر على حآلهـ يقف بلا استيعآب .. و بملامح جآمدة لا توحي بشيء ..
جلس زيد على أقرب كرسي متنهداً ولم ينتبهـ كلياً لما يجول بالخفآء ..
:" اففف اعوذ بالله من الشيطآن الرجيم "
تصنّع فارس هدوءه :" خير .. ايش فيك يا زيد ؟؟ "
متذمراً قال زيد :" زينة .. عنآدها راح يخليني اتصرف معاها تصرف ما احب اتعامل بيه "
التفت فارس وعمر يتبادلان النظرات .. ثم جلسآ بجانبهـ ..
بإهتمآم سأل فارس :" ايش بهآ ؟ "
وبنفس الاهتمآم شارك عمر :" مو معقول ح تسوي شيء يخليك تتهور وتضربهآ مثلاً "
توسعت حدقتآ فارس لهذا التصور .. احدٌ ما يضرب زينة !!!
سيبيدهـ عن الوجود قبل ان يجرؤ أياً كآن على اذيتهآ ..
ضحك زيد ضحكة قصيرة :" لا يا عمر .. تنقطع يدّي ولا امدّهآ على اختي .. هذي يتيمة ووصية ابوي ليا"
عمر :" ايش طيب اللي صآر ؟؟ "
عقد زيد يديهـ وراء رقبتهـ واكمل غير عابيء بتأثير كلمآته على الرجلين اللذآن يشاركآنهـ الحديث ..
:" اففف أقولهآ راح ترجعي السعودية معانا .. رفضت .. وانا هالمرة ماخذها حتى لو غصب عنهآ "
سأل فارس بحدهـ :" وليش تأخذها ؟؟؟ " ..
رأى استغرآبهمآ من حدتهـ فتدآركـ نفسه :" يعني .. ايش السبب اللي بترجعهآ عشانه ؟؟"
زيد :" امي تبغاها ترجع .. وبعدين انا ماعدت اصبر اخليها هنا لوحدها وانا مو داري عن هوى دارها ..
فين تروح وفين تجي وايش تسوي ؟؟ "
قال فارس غاضباً :" معقولة .. تشكـ في اختك يا زيد ؟!!!!!! "
بدى ان الغضب انتقل مع جزئيآت الهوآء الى زيد فصآح :" انا ما قلت أشكـ فيها ايش فيك انت ؟! "
وقف فارس يلوح بيدهـ و رغبته كبيرة تتملكهـ بضرب زيد :" كلامك يقول كذا "
تدخل عمر :" هي هييي انت وهو ايش فيكم ؟ اذكروا الله "
زفر فارس :" استغفر الله .. " و اعطاهما ظهرهـ لينظر الى السماء ..
تكلم زيد شارحاً :" الحكاية اني خايف عليها .. راح تقولوا توكـ تخآف !! .. ما الومكم لو فكرتوا كذا
أنا أهملت اختي كثير .. لكن حياتي مع عيلتي الخاصة اشغلتني عنها ..
وامي هيا و اهلها وعيالها بعد انشغلت بيهم .. ابوي قبل لا يموت الله يرحمهـ ما عرف يوفق بينها وبين زوجته ..
بعد ذا كلهـ لما تبغى تبني مستقبلهآ احرمها منه ! ..
وقتها ما عرفت اتصرف .. و وافقت على ابتعاثهآ .. ولعلمك يا فآرس ..
انا اثق في اختي أكثر من ما اثق بنفسي .. لأنهآ تربيتي .. ومهمآ كانت زينة حرهـ
الا انها لا يمكن تغلط بإختيارها وبرضاها ..
الحين انا ابغاها ترجع مو عشان امي وبس .. الا عشانهآ هيا بعد ..
كفآية تشتت عايشته وهروب .. زينة تحتآج لأمي معاها .. وتحتاج لعايلتهآ تضمها .. فهمت ؟"
بعد ان انهى كلامه عمّ الصمت عليهم .. واحداً غارقاً في افكارهـ حتى منآبت شعرهـ ..
سأل عمر يكسر ذلك السكون المشبع بالشرآرات ..:" بس هيا ما تبغى تروح صح ؟"
زيد :" تقول مو مستعدة .. تستعد لـ أيش ابغى اعرف بالله !! "
ضم فارس يدهـ حتى ابيضّت انامله .. كيف يتحدث ؟؟
ماذآ يجب أن يقول ليمنع حدوث هذآ القرآر الصعب ..
شيءً لم يحسب لهـ حسآب !!
كيف ترحل عنهـ و هو للتو فقِهـ لأن وجودهآ في حيآته مهم كـ وجود المآء ..
أقترح عمر :" اسمع يا زيد .. زينة لو جيتهآ بالمسايسة رآح تقتنع بكلامك .. لكن لا تعاندهآ ترى تنآطحك "
ضحك زيد :" هههههـ انت للحينك تحسبهآ مثل زمان "
ابتسم عمر :" من شبّ على شيء شآب عليهـ "
اقتنع زيد :" معآك حق .. بس اذا ما وافقت بالطيب .. بشيلهآ على اكتافي وارميهآ بالطيارة "
ضحك عمر :" هههـ وانا بايعهآ معاك "
بطريقة او بـ أخرى صفّت الآجواء بوسط دوآمة هآئجة بصمت في نفس ذآك الرجل الثالث ..
كآن يبعد خطوآتٍ قليلة عنهمآ .. ولكن بخلاف الرآحة و الهدوء الغامر مظهرهـ
بدآخله بدأت أعاصير تعصفُ بهـ ..
يجب ان يتصرف .. بأسرع وقت .. والا خسر زينة !!!!

~~~

توقفت السيآرة المكشوفة عند بآب الفلة .. وخرجت تتمخطر بكعبهآ العالي
وتنورتهآ التي صُنعت من قماشٍ لا يتعدى النصف متر ..!!
اغلقت البآب ورائهآ و سآرت تسحق الحصيآت تحت قدميهآ ..
فتحت البآب و دلفت الى عتمـهـ المكآن ..
اخذت تترنم بأغنية غربية صآخبة و تتمآيل معهآ بإستطرآب ..
:" اوو اووو او ياااه .. ههههآآي كم احب هذآ الجنون "
:" وسن تدري السآعة كم ؟؟ "
فزعت مكآنهآ وتلفتت حتى رأت خيال والدهآ في ركنٍ جآنبي بقلب الصآلة ..
وسن :" دآد .. how R u ؟ "
د.احمد بجمود :" الساعة 3:36 صباح .. وين كنتِ لهالوقت ؟؟ "
مالت شفتيهآ :" اووه دآد .. كنت مع صديقآتي "
بحزم نادراً ما يعاملهآ بهـ :" لا تغلقي جوآلك وقت تتأخري .. اتصلي و اعطيني خبر ..
جالس قلقان عليكِ و ... "
تقدمت نآحيته و بدلالهآ و دلعهآ :" بآبي .. انا ناضجة .. you don’t have to worry abo"
( لا يجب عليك أن تخآف علـ .."
قاطعهآ بصوتٍ جآمد :" وسـن .. ممنوع تتأخري لهالوقت ثاني .. فاهمة "
صآحت :" بآبي .. انا ماعدت صغيرة تتحكم بـيا .. انا كبرت و صرت حرهـ بتصرفاتي "
رفع اصبعه بوجههآ ولوحهـ أمامهآ :" مهمآ كبرتي بتظلي صغيرة في عيني وبكون مسؤول عنك و"
تأففت وتركتهـ صآرخة :" بآآبي .. اذا استمريت تتحكم بيا بروح عند مآآمي "
ثم ركضت الى غرفتهآ متجآهلة ندآءهـ لهآ ..
هز رأسهـ يأساً .. ابنتهـ تتمآدى في استهتارهآ يوماً عن يوم ..
وهو لا يعلم لترويضهآ سبيل ..!!!
كآن الرضوخ والاستسلآم لمتطلبآتهآ و أهوآئهآ دوماً أسهل طريق امامه ..
وها هو يجني ثمآر فشلهـ في تربيتهآ ..

دخلت الغرفة متأففهـ ..
وألقت بكل أغراضهآ على الأرض و بنفسهآ على سريرهآ الدآئري ..
حذفت الكعب عن قدميهآ في الهوآء .. وجد احدهمآ طريقه الى سلة المهملآت والآخر فوق التسريحة ..
ابتسمت مخرجة علبة مجهورآتٍ مآسية من حقيبتهآ ..
واخرجته تجرب السوار في يدهآ البضّة ..
ضحكت :" آآه .. عادل على شيبتك وبشآعتك .. تملك فلوس يهون قدآمهآ كل شيء "
شخرت عندمآ ترآئت صورة غرام امامهآ ..
:" هه أنا اللي كونتك .. لكنك دايم اللي تكسبي .. هالمرة رآح اتمتع بكل شيء تملكيه ههههههآي "
غرآم ستهدم حيآتها قريباً ..
همست بحقد :" بقي شينة ومرض .. قريب رآح اتخلص منهم .. قريب جداً "
ثم غآبت في ضحكآتهآ الحقيرة ..
ونفسهآ تحيكـ أسوء النوايآ للجميع ..!!

~~~

~ السآعة 1:26 صبآحاً ~


:" آسف يا علي .. انا منحرج مرة كنت افضل ننتظر لبكرهـ لكن جآسر اتصل بي وقالي الحين نقرأ الوصية "
لم يجبهـ علي .. ظل لاجماً بوجهـٍ مظلم .. وقف وترك عبدالعزيز في الصآلة ..
عَذَرَهُـ الأخير .. فـ هذآ الموقف صعبٌ جداً .. و فتح الحآسوب ثم شبكهـ بالنت ..
انهآ سآعة اعترافٍ قآسية .. حارقة لـ قلوبهم جميعاً ..
لا يعرفون ما ينتظرهم من ورآء الوصية ..لكن شآرف الوقت على المعرفة ..
جهزّ الأورآق التي لم يطّلع عليهآ من قبل ..
و انتظر دخول جآسر الى المحآدثة ليتواجدوا المطلوبين في الوصية بشكل حي مبآشر ..

~~~~

:" حلوو فتونة .. مبروك النتيجة فرحتي قلبي "
فاتن :" الله يبآرك فيكِ امي .. "
سألتهآ هدى :" ايش ناوية تسجلي .. بأي تخصص "
عبست فاتن :" ما ابغى ادرس .."
ام علي :" لييش ؟؟ يا بنتي ادرسي وخذي لك الشهآدة تنفعك في حياتك "
تململت فاتن :" مابغى الحين .. هالسنة مو مقدمة .. يمكن افكر السنة الجآية "
هدى :" ياسلام .. ولـ .."
اسكتهآ اقتحآم علي لغرفتهم .. وملامحهـ أثارت تسآؤلاتهن ..؟؟
دون مقدمآت قال بجمود :" امي .. هدى ..فاتن .. البسوا عبآياتكم واطلعوا الصآلة "
ثم خرج .. نظروا الى بعضهن البعض بحيرة ..!!
فاتن :" ايش بهـ ؟؟ "
هزت هدى كتفيهآ :" علمي علمك "
قآمت امهم :" قوموا ألبسوا العبايات واطلعوا .. انا بسبقكم "
قامتآ و سؤآلٌ ينهش فكريهمآ ..
:" ما الذي يحدث ؟؟؟ "

~~~

شعرت بشذرآتٍ رطبة على عرض جبينهآ .. فـ برعشة فتحت جفونهآ ..
الرآئحة التي وصلت الى خلآيآ الشم بمخهآ ترجمت انها في المستشفى ..
نظرت حولهآ و تدآخلت الصور أمامهآ لثوآني .. ثم لمحت فتآةً تتشحُ بالبيآض ..
جآشت انفآسها وهمست :" شفآ "
انتبهت شفا لإستيقآظ جود .. فأقتربت الى ناحية السرير :" صباح الخير .. "
جود :" ليش أنا هنا ؟؟ "
جلست بجآنبها وضمت يدهآ ..:" كيف حاسة الحين ؟؟ "
عقدت جبينهآ بضيق .. وألم خفيف يحتل ناصيتهآ ..:" دايخة .. من جابني هنا وليش ومتى ؟؟"
شفا :" امس المسآء دخلتي .. ونمتي للحين .. يا نوامة 14 سآعة ماشاء الله عليكِ "
تنهدت :" فين جآسر ؟ "
ابتسمت لهآ :" رآح الفندق يرتآح كآن سهرآن الليل بطولهـ .. وقبل ساعتين انا جيت بداله"
رفعت يدهآ الحرهـ الى جبينهآ :" آه شفا رأسي يعورني مرة "
وقفت شفا تتآبع القرآءات :" تأثير الدوآء .. عطشآنة ؟؟ اسقيكِ ماي ؟"
اومأت ايجآباً فأتتها شفا بكوب رشفت القليل منهـ ..
كحت بتعب و سألت :" شفا .. انا رجعت زي أول ؟؟ "
شفا :" لا قلبو .. اصابتك نوبة صرع .. لكن الحمدلله انتي قوية وبتتحسني "
همست و بلورة تتدحرج على وجنتهآ :" شفا .. عمي مآت !! "
اغمضت بأسى :" عظم الله أجرك "
تدآفعت الدموع متتآلية وصوت نيآحهآ يرتفع شيئاً فشيء .. :" مآآت !! "
انكسرت شفة شفا بحزن و اقتربت لتضم وجهـ جود بحنآن :" ادعي لهـ يا جود "
زادت وتيرة أنينهآ حتى فاقت الخنين ألماً ..:" شفااا .. عمي رآح .. رآآح "
شفا بنفسٍ متمزقة لصوتهآ :" بس يا جود .. الله يرحمهـ "
غرست اصابعها في معطف شفآ .. و اشتدت حرآرة بكآئهآ كـ مرجلٍ وصل حد الغليآن ..
مرة أخرى عزفت طنطنة الأوتآر الحزينة لحنهآ ..
مع كل أزفةٍ للرحيل .. و توديعاً لـ روح نهلت من قلوبنآ المودة ..
تأخذ ضوضآء الفرآق مأخذاً في نفوسنآ .. ونفوس من حولنآ ..
حتى تسود ديآجي الألم لحظآتنا ..

عند بآب الغرفة وقف منصتاً .. صامتاً .. مهلكاً .. تعباً حتى الانهيآر ..
لم يذق طعم النوم .. فـ ع ـآد يتجرع شقآءً قدمهـ لأختهـ بـ قلبٍ بآرد ..
ولا يكفي ما فعلهـ فهو عائد بخبراً لا أسوء منهـ ..
منهزماً :" يا ربي عونك .. ايش بقى طعون القمهآ لأختي بعد ؟؟"
لولا وجود شفا من بعد الله .. لمآ تمكن من الصمود بجوف هذة الاعاصير التي لم تشبع من التلاعب بهـ
ممتناً لوجودهآ .. وممتناً لكونهآ في حياتهمآ ..
انهـ يحتآج لهآ .. بقدر حآجة اختهـ لهآ ..
فـ معهآ يشعر بالمصائب تهون ..
تنهد وطرق البآب .. ثم دخل حاملاً خبرهـ و حآسوبهـ
فالأمر طُلب من عبدالعزيز ..
ويجب ان يتم على وجهـ السرعة ..
ابعدت شفآ دون وهمست بإذنهآ :" جود خلي الله بقلبك .. يهّون عليكِ و يلهمك الصبر "
بوجههآ المحمر غمغمت :" و نعم ..بالله "
طبطبت على رأسهآ برقة .. ثم وقفت تستأذن
كلمت جآسر بهدوء :" انا بخليكم على رآحتكم سيد جاسر .. واذا احتجتوا لشيء اطلبوني "
جآسر :" شكراً آنسة شفا "
لم تطيل و خرجت مخلفة التردد ورآئهآ ...
تقدم جاسر الى أختهـ .. وضع الحآسوب على طاولة قريبة و شغّلهـ ..
نظر الى اخته التي اهلكتهآ شهقات البكآء .. وربت على يدهآ موآسياً ..
:" جود .. لا اله الا الله "
جفت دموعهآ لكن صدرهآ بلا تحكم يطلق الشهقآت المتعبة ..:" لا اله الا الله "
جاسر :" قوي نفسك .. لأن الحين بنسمع وصيته لنا "
رفعت جفوناً منتفخة اليه .. ورأتهـ يفتح برنامجاً ما في الحآسوب موجهآ كآميرتهـ الى حيث جلس ..
همست بشهقآتهآ :" انا و .. انت "
اجابهآ بهدوء :" كلنآ .. "

~~~

بلا وجههـ تمشت بقرب الكوفي الأرضي .. شآغلاً فكرها أمر جود وجاسر ..
ومقض مضجعهآ ما سيحدث معهمآ ..
انتقت مقعداً خشبياً بجآنب شجرة ضخمة
وجلست عليهـ تراقب طيور اللقلاق تهدر بأصوآتهآ فوق اشجآر الحديقة ..
تفكرت في كل نبضٍ حولهآ ..
:" سبحآن الله .. خآلق كل شيء .. ولكل أمرٍ منهـ حكمة ..
فما هي الحكمة من التقآء نقطة حياتهآ بحيآة جاسر ؟؟ "
نفثت نفساً حآراً ... تفكيرهآ بهـ بدأ يأخذ حيزاً يقلقهآ ..
فـ الى اي محطة سـ ترسوا مع هذة الافكآر ..؟؟؟
جآئهآ صوتُ رجلٍ من خلفهآ :" السلام عليكم شفا .. كييفك ؟ "
لفت رأسهآ و رأت فارس يقف راسماً بسمة خفيفة .. لكن وجههـ نطق بالإرهآق ..
شفا :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الحمدلله بخير .. كيفك دكـ .. اا فارس ؟؟"
نظر بعيداً :" ما ادري اذا بخير ولا لا "
جلست صآمته .. متوجسة .. هل سـ يسألهآ عن أمر زينة ؟؟
سمعته يحدثهآ :" شفا ..تسمحي لي أكلمك ؟؟ موضوع ضروري واحس انتي الوحيدة اللي بتقدر تنصحني "
زاد توجسهآ و ترددت .. لكن نظرة خاطفة على وجهـ فارس اعلمتهآ انه بحاجة مآسة للمساعدة ..
فهمست :" اكيد اخوي "
ابتسم وظل واقفاً .. :" شفا يشهد الله انك بمكانة دلال .. فعشان كذآ لجأت لك "
اشعرهآ كلامهـ بغبطة :" وانا بعد .. تكلم وانا اختك "
تنهد ثم تحرك مغيراً وقفته .. جلس القرفصآء بجآنب المقعد واتكأ على احد ارجلهـ ..
بصوت خافت :" بدون لف او مقدمآت .. انا حبيت وفقدت قلبي ..
وقريب اذا ما اتحركت رآح افقد روحي .. احس اني ضآيع و مو عارف ايش المخرج ..
أحتاج لك تدليني "
سمعته بأذآن صاغية و حوآس متيقضة .. وتفاجأت لإعترافآتهـ الشخصية ..
لماذا لهآ هيّ بالذآت ؟؟؟ .. لا يمكن أن تكون هي المقصودة !!!!
لا ربآآآه .. ماذا عن زينة ..؟؟
وكآدت ضحكة تفلت من سذآجتها وهو يكمل :" انتي تقدري تسآعديني ..
زينة نصفك الثآني .. وتفهميهآ وتقدري تحنني قلبهآ علي "
سألت هامسهـ سعيدة :" انت تحب زينة ؟"
احس بالخجل وهو يقرّ بالامر لأول مرة امام بشري :" و خآيف افقدها "
صيحة فرحة شارفت على نهآية شفتآها .. لكنهآ امسكت نفسهآ .. فـ مشاعر زينة من خصوصيآتها
و وحدهآ زينة لهآ الحق بالافصآح عنهآ او كتمهآ ..
سألت :" طيب ليش خايف تفقدهآ ؟؟ "
فارس :" زيد ناوي يرجع زينة معآه .. يرجعهآ السعودية على طول "
علقت انفاسهآ بصدمهـ .. زينة تعود !!! و ترحل عنهم ؟!!!!
اردف فآرس متشتتاً :" مو عارف ايش اسوي يا شفا .. لو راحت .. كيف نعيش بدونهآ هنا ؟؟"
تمالكت صدمتهآ .. فـ الأمر كان متوقعاً ..
عاجلاً أم آجلاً كانت سـ تعود و تتركهم .. لكن ما أمُّر اقترآب ذلك ..
فارس :" ابغآكِ توصلي لهآ رسآلة .. و تفهميهآ انهـ .."
قاطعتهـ شفآ :" لكن يا فارس .. انت نآوي تعلقهآ و لا .."
ابتسم فارس نافياً :" لا تفهميني غلط يا شفآ .. الغربة ما غيرت الأصول اللي اتربيت عليهآ ..
لو ما همني رأيهآ .. كنت كلمت زيد البآرحة .. وخطبتها من غير ما تدري ..
لكن أنا متخوف من ردهـ فعلهآ .. زينة ما تطيقني .. و .."
بلع ريقه ليقول بمرآرهـ العلقم :" واحسهآ تكرهني "
عضت شفآ شفتهآ السفلى .. كم هو جميلاً معرفتهآ بالشعور المتبآدل بين الطرفين ..
وترغب لو تصرخ بوجهيهمآ ان يفيقآ و يريآن ما هو وآضح للجميع وخآفي عليهمآ فقط ..
رفع رأسهـ ينظر الى الطيور المحلقة في كبد السمآء ..
واستطرد :" أبغى اشارة منهآ .. لو بس اوحت لي انها ممكن تتقبلني ولو واحد بالمية
يكفيني .. ومستعد اكلم زيد اليوم قبل بكرهـ .. لكن اخاف من رفضهآ "
ابتسمت شفآ :" ما تلاحظ انك تكلم الشخص الغلط ؟"
قطب جبينهـ ناظراً اليها :" ؟!! "
اكملت بهدوء :" ما ح تعرف النتيجة الا اذا اقدمت على خطوتك .. انت استخير الله
و اعرف تسأل الشخص المعني بالموضوع .. مدآم انت مختآر الطريق الصح ..
ان شاء الله ربي يوفقك ويرزقك على قد نيتك "
سأل بنفسٍ مختنق :" اواجهـ زينة ؟؟ "
شفا :" ممم دام انك ما بتواجهـ رفضهآ اذا تم الامر برسمية .. أسألهآ ..
واذا صعب عليك .. كلم دلال افضل "
فكّر قليلاً .. و اقتنع :" صح كلامك .. لازم اسأل زينة بنفسهآ "
بفرحة دآخلية دعت له :" الله يوفقك و يرزقك الخير يا اخوي "
وقف ونفض بنطآلهـ .. ابتسم بإمتنآن لها ..
وهمس :" شكراً شفا .. "
اومأت باسمة ..
فـ انطلق رآكضاً و الحمآسة تدفعهـ نحو ملتقآها ...
خطوآآت تتوسع بقدر تفآقم الهيآم الذي تملكـهـ نآحيتهآ .. تتوسع لتقآرب بينهمآآ
فهل هي خطوآت توصلهـ الى السعآدة ...؟؟
ام هفوآت تردي بهـ الى قمع الجرآحآآت ...؟؟؟

~~~~

~ الوصية ~

أرسل دعوهـ بإتصآل مرئي .. ضغط موآفق ..
ثم ظهر لهـ جآسر في باطن تلك الشآشة الصغيرة ..
عبدالعزيز :" هلآ جاسر .."
رد عليهـ بهدوء :" هلا عزيز .. انا واختي موجودين هنآ .. وانتوا "
عبدالعزيز :" بس لحظة أهل علي ما جوا .."
تنهد جآسر :" آآخ .. ان شاء الله "
رفع بصرهـ الى أختهـ ووجدهآ تدمع بلا صوت ..
زمّ شفتيهـ و ركز في عدسة الكآميرآ على رأس شاشة حآسوبهـ منتظراً تجمع الكل

( ومضة )
45 % من الفتيآت يملكن أجهزة حآسوب آلي مزود بـ الكآم ..
فـ هل تعرفن ما الضرر الذي ينتج عنهـ ؟؟
لم نكتفِ بالفتن التي انتشرت من وراء الهواتف الخليوية المزودة بهآ او البلوتوث
و بدأنآ في مسيرة الحوآسب و جبآل الضحآيا تترامى تحت أقدآم التساهل والغفلة ..
مؤكد ان اغلبكنّ عرفت بوجود برنآمج فيروس اخترآقي ..
يُمكن مستخدميهـ " شيآطين الانس " من التسلل الى غرفة صآحب\ة الحآسوب ..
أقل شيء تفعليهـ لتدرئي عن نفسكِ الفتن هو اخفآء الكاميرا بلاصق مآ ..
والافضل والأولى تجنب ابتيآع حوآسب الكآم ..
ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد .

~~~~

تفاجئت الفتآتان بوجود عبدالعزيز في صآلة فلتهمآ بهذآ الوقت المتأخر من الليل ..
فجلستآ بجانب والدتهما بعيداً عن مكآن جلوس عزيز و علي .. والفضول يتملكهمآ ..
ام علي :" كيفك يا ولدي يا عزيز ؟؟"
عبدالعزيز بإحترام :" الحمدلله عمتي .. عساكِ سالمة "
ام علي :" نحمدالله ياولدي "
تنهد عبدالعزيز مركزاً عينيهـ على الأورآق بيدهـ :" ونعم بالله "
تحمحم :" أنا آسف ازعجتكم في هالوقت .."
ام علي :" خذ راحتك انت منا وفينا يا عزيز "
عبدالعزيز :" الله يخليكِ يا عمة " .. ونظر الى حآسوبه :" جآسر معآنا ؟؟ "
أتى صوتهـ بوضوح :" اي عزيز .. انا وجود هنآ "
قلبين في المجلس ذآته تزلزلا بشدة .. وفحوى الوصية ستخمد احدآهمآ و ترسل الآخر الى قمهـ الجنون ..
قلّب الأورآق بين يديه وبسمل بادئاً :" انتوا هنآ اليوم بحكم قراءة وصية عمي حسن علي الـ ..رحمه الله عليه "
صرخة مدوية افزعت الكل .. و ابكمت عزيز ..
فاتن بـ هلع :" ايــــــــش ؟؟؟؟؟؟!!!! "
نظرت من تحت غطاء وجهها الى الكل حولهآ .. :" ايش تخرفوا انتوا ؟؟؟ اتجننتووووا ؟؟"
علي :" فاتن اجلسي .. عزيز كمل "
عاد عزيز يتآبع :" الوصية احتوت ..."
لكن فاتن أبت ان تسمع .. انقضت كـ المجنونة تهاجم عبدالعزيز وتخطف الأورآق تبعثرهآ و تمزق ما استطآعت منهـ ..
صرخت بآكيهـ و رآفضة :" ابوووووي ما مآآآآآت ما مآآآآآآآآت .. الله يصيبك لا تقول على ابوووي مآآت "
بُهت عبدالعزيز ينظر اليهآ بغرآبة و تخّوف ..
قام علي يمسكـ بفاتن ويهدئهآ :" فآآآتن .. افهمي واقبلي بالوآآقع "
ضربتهـ على صدرهـ بحقد وصوتهآ يتمزق :" انت .. انت السبب .. انت اللي حرمتني من ابوووي
انت يا علييي أكرههههك أكرررررهك .. يا مجررررم يا ..."
سحبتهآ امهآ الى حضنهآ تغطي وجههآ بحنآن :" استغفر الله يا بنتي .. اذكري ربك ..
لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله "
قآمت هدى تسآعد امها على سحب فاتن بعيداً عن علي .. واعادتهآ الى مكآنهآ ..
اخذت هيّ تنوح في صدر امهآ .. متهمة علي تارةً و تقذف بكرههآ لهم تآرة ..
جمع علي وعبدالعزيز الاوراق .. و اخذا يرتبآنهآ ..
سأل جآسر :" عزيز .. ايش فيه ؟؟ الصوت يوصل لي منخفض لأن السماعات ما تشتغل "
بصوتٍ مرتجف :" ولا شيء جاسر .. نكمل "
بدأ عبدالعزيز يقرأ ولكن نيآح فاتن وتّر الجميع .. فصاح علي بحدهـ ..
:" هدى خذي اختك و رجعيهآ غرفتهآ "
عبدالعزيز :" بس يا علي ..."
قاطعه علي :" هدى خذيهآ "
نفذت هدى أمر اخيهآ و ساعدت فاتن على الوقوف ..
بكت برفض :" انتوووا مجانييين .. ابووي ما مآآت .. ولما يرجع بيوريكم .."
اختفتا فوق السلالم .. و غاب صوت النيآح ليبقى الصمت الهآديء ..
علي بجمود :" عزيز كمّل "
اضطر عبدالعزيز ليكمل .. فحآلة فاتن لا تسآعد على قراءة الوصية ..
قرأ البند الأول وكان عن توزيع الميرآث على ابناءه ..
البند الثآني ضم ميرآث ام علي
البند الثآلث تسليم جآسر و جود ميرآث اباهم ..
والبند الرآبع اختص بميرآث ضمّ عبد العزيز هو الآخر ..
ما أثر فيهـ و أزآل الستآر عن دموعهـ ..
عندمآ شعروا بدنوا نهآية هذة اللحظآت الكئيبة ..
ظهر البند الخآمس و الذي حوى صدمهـ أهتزوا لهآ .. الا ام علي ..
فقد كآنت تعلم بالوصية من زوجهآ قبل وفآته ..
كان صوت عبدالعزيز ثابتاً وهو يقرأ ..

[ يا اولادي ..
انا بغيت اتطمن عليكم قبل لا اموت .. و الله اعلم اذا كنت شفت عيالكم وانتوا تسمعون هالوصية
ولا ربي اخذ امانتهـ قبل لا اكحل عيوني بشوفتهم ..
لكني حبيت اتطمن عليكم وآحد وآحد .. هذي وصيتي .. مو اجبآرية
لكن والله قلبي بيرتآآآآآح لو صارت حقيقة ..
ما بكون مأمن بنآتي الا لكم ..
فـ ليتكم تفرحوني و تتزوجون بعض ..
علي .. انت بنت عمك منك وفيك حطهآ في عينك ..وتحطك في عينهآ ..
انت لـ جود و جود لك
..]

ضم علي يدهـ .. راغباً بالبكآء لكنه ارخى رأسهـ متمآسكاً ..
:" يا الله يا ابوووي كنت حآس فيني ... يا الله يا بووووووي .. يوبا الله يرحمك .."
أما جاسر فأنصبت نظراته على وجهـ جود ..
لم يستطع قراءة ما يختلجهآ من احاسيس .. فوجههآ المحمّر و عينيهآ المنتفختين أخفت ما خلفهمآ ..
أكمل عبدالعزيز سرد البند الأخير ..

[ جآسر .. انت سندي من كنت صغير ..
ربيتك مع عيآلي وانت اكبرهم عندي .. امنتك على اهلي وكنت قد الأمآنة ..
والحين ءأمنك على بنتي هدى .. ضي عيني و قلب امهآ ..
انت اللي رآح تحصنهآ وتشيلها على كفوف الرآحة .. وهي ما بتقصر معآك ..
هدى منك وفيك .. وانت منآ وفينا ..
اطلبك زوج لـ بنتي ... و لك الاختيآر
]

علي × جآسر × جود
تجلت الصدمهـ على سمآتهم .. وكأن ما قيل على لسآن عزيز ..
أمرٌ محظور .. لا يجبُ قولهـ ..
لم يتركـ لهم عبدالعزيز فرصة لإبتلآع صدمتهم .. ليقع هو الآخر في نفس الشَرَك ..

[ عبدالعزيز يا ولدي ..
انت وعلي وجاسر عندي واحد ..
جود اتطمنت عليهآ مع علي ..
و هدى بإذن الله جآسر من نصيبهآ ..
و فاتن .. ما لقيت لهآ احسن منك ..!!!!
]

رفع انظارهـ الى علي بسرعة .. ثم الى عمتهـ ..
هوّ و فآتن .؟؟!!!!!
ماهذة الوصية التي احتوت صفعآآت لُطشوآ بهآ واحداً تلو الآخر ...؟؟
القى بالأورآق على الطاولة .. هامساً وكأنه بجسدٍ غير جسدهـ ..
:" وهذي كل الوصية "
في ثكنةِ الفرآغ .. و تخبطِ العقول ..
نطق جآسر بجملة أكملت عليهم الصدمآت ..
قالهآ و وقعت كـ قذيفة نووية فجرت متآرسهم الى اشلآء ..
هذة المرة هو من فاجأهم .. جميعاً .. حتى ام علي شهقت من صدمتهآ بما قآلهـ ..
فقد أنهى ذلك الوقت الثقيل بـ هدوءٍ لا قرآبهـ لهـ بدوآخلهـ ..
جآسر :" لكن أنا بتزوج شفا !!! "
و فُض الكلام ليبقى السكون سيد الموقف .


The EnD

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ضياع نبضة ; 21-09-08 الساعة 01:53 PM
عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 21-09-08, 01:51 PM   المشاركة رقم: 158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~~~


كيف هي احوالكن غالياتي ؟؟

اتمنى لكن كل الخير

هذة اخر نبضة اطرحهآ في رمضان .. والى الملتقى بإذن الله

اوصيكن ونفسي بإستغلال العشر الاواخر في عبادة الله ..

فلها من الاجور ما تميزت به عن كل ليالي العام ..

ادعوا المولى ان يحيطكن بمغفرتهـ ويكتبكن واياي ومن احببنا من عتقآء النيران .. آمين ..

لا تنسوني من دعواتكن ..

مودتي للجميع ..

~~~

ضياع نبضة .


سحر .ز

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 21-09-08, 04:06 PM   المشاركة رقم: 159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مصدومهـ!!
وافكاريـ متشتتهـ
كنتـ متوقعهـ الوصيهـ بتقولـ شيـ عنـ جود وعليـ
بسـ تناسيتـ الباجيـ
يسلمووو نبوضـ
علـي
كلامـ اختهـ حيـــلـ قاسيـ
حتى لو ما كانتـ تقصـد
اهو يحاولـ يتناسى واهيـ ذكرتهـ
اللهـ يعينهـ
جوود
حراااامـ ما مداها تفرحـ وترد لهـا عافيتهـا
الا يصيـر شيـ يخربـ
بسـ الحمد للهـ اليـ مرتـ على خيــر
وانـ شاءاللهـ باجيـ ايامهـا كلهـا فرحـ
وسنـ
حقيرهـ
سخيفهـ
لهدرجهـ الانانيهـ والحقد اعمو قلبهـا
اللهـ يستـر منـ نواياهـا وشرحـ تسويـ!!
زينهـ
اوكـ لازمـ ترجعـ
بسـ مو جذيـ فجاهـ المفروضـ يمهـد لهـا وينقعهـا بالطيبـ
بسـ جذيـ غصبـ لا
اللهـ يوفقهـا
ويكتبـ اليـ فيهـ الخيـر لهـا
عبد العزيـز
خخخخخخخخخـ
عبد العزيز وفاتنـ
يعنيـ صجـ ما يلوقـ
مسكينـ اللهـ بلاهـ
صجـ انهـ مخيـر بسـ ما اعتقد انهـ يرفضـ
اللهـ يعينهـ
فاتـنـ
ليـ متى يعنيـ بتمـ تنكـر موتـ ابوهـا
...
حبهـا لعاصمـ وشنو قالـ عنهـا !!
شكلهـ ما يبيهـا ولا يحبهـا
اللهـ يستـر شبصير فيهـا
فارسـ
الحمد للهـ انهـ قرر يطويـ صفحهـ الماضيـ
ويبدا صفحهـ يديدهـ
بسـ هلـ غرامـ رحـ تتركهـ!!
وتخليهـ يعيشـ حياتهـ!!
ما اعتقد صراحهـ
عزوفـ
وشنو قصتهـا
امممـ
مادريـ ليشـ احسـ انهـا صارتـ مقعدهـ منـ حادثـ!!
وعمـر لهـ يد فيهـ!!
وسندسـ بعد ماتتـ فيهـ<<<عاديـ تأُثير الصيـامـ*_^
غرامـ
حقيرهـ
لما شافتـ انـ فارسـ بروحـ منهـا رجعتـ لهـ
صجـ انيـ زعلتـ عليهـا وشلونـ ما عندهـا اهـلـ وتشتغـل عنـ وسنـ الزفتهـ
بسـ هالشيـ ما يبرر فعلهـا
جاســـر
اللهـ يعينهـ
صجـ صدمهـ
محتـار
بينـ وصيهـ عمهـ وشفـا!
عمــر
ليلحينـ غامضـ بالنسبهـ ليـ!!
آخر شيـ
بانتظار النبضهـ القادمهـ على احـر منـ الجمـر
تقبليـ مروريـ

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
قديم 21-09-08, 09:01 PM   المشاركة رقم: 160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما سطورك رائعة وكلماتك راقية وجملك عندما تكونيها احس بها وكأنها نسمة هواء منعشة تهب علينا في قيض الصيف الحار دائما انتظر نبضاتك تنعشني
اليوم ناقشتي مضرتنا لانفسنا السكائر التي تذبحنا مثلما نذبحها لا يعرفون متى دخنو اول سكارة ولكنهم حتما سوف يتذكرو الزيارة الاولى للطبيب بعد ان استهلكت صحتهم بسبب نار صغيرة ولكن افعالها كبيرة
رائع نبضة نصائح صحية وقصة ادبية رائعة
مرض شفا لا ادري لما يصر البعض على عدم اخبار الاخرين بمرضهم بصراحة مسألة ان يخشو من الشفقة مسألة لا استسيخها لان بأعتقادي المريض بحاجة الى ناس تحبه وتسانده نفسيا وتدعو له
عزيزتي نبضة مرة والدتي اصابتها نوبة سكر كادت تؤدي بحياتها فلقد ضرب السكر على قدمها وكدنا نفقد الامل بعودتها لولا الله ودعوات الناس التي حولنا صدقيني التف حولنا الاصدقاء والاقارب وتصاعدت الاكف بالدعاء من اجل شفاء والدتي وحقيقة اقولها كان شفائها معجزة الاهية حقا ودائما عندما نجتمع نشعر بأمتنان لكل من عرف بمرض والدتي ورفع كفه د اعيا لها بالشفاء
هذه وجهة نظري في ما يخص اخفاء المرض


فارس وزينة
اكو تطور ملحوظ بالعلاقة وبدأت تأخذ المنحى الصحيح مع بعض العراقيل التي ربما تواجههم
ولكن بصراحة ودون مجمالة تفاجأت من رد شفا لفارس كان ممكن تكون وسيط بينهما من اجل تقريب وجهات النظر
ولكن شفا ارتأت ان الا تتدخل وتتركهم هم يكتشفو حقيقة مشاعرهم اتجاه بعض
ربما هي محقة ولكن كان ممكن ان تتختصر الكثير من المعاناة التي سوف تكون بينهما فيما لو تدخلت
لنرى اية نبضة ضائعة هي التي سوف تكون نقطة التقاء بين زينة وفارس

الوصية
بصراحة وبصراحة كبيرة جدا جدا
ممكن اتخيل شخص يترك وصية يقسم ارثه
ولكن يترك وصية يحدد بها قسمة رب العالمين
هاي مسألة بصراحة صعبة ولكن للاسف موجودة
شنو فلان ل فلانة لأن الاب يرى مصلحتهما معا
اعتقد كل انسان من حق ان يحدد شريك عمره دون ضغط الاخرين
وكان رائع تصرف جاسر عندما قال انا سوف اتزوج شفا
بصراحة موقف رائع جدا وقطع الشك باليقين وابعد كل الافكار الوردية التي سوف تشغل بال هدى
وربما تصرف جاسر سوف يدفع عبد العزيز الى تصرف مماثل ويرفض الزواج من فاتن ويقترن بمن تناسبه وتناسب افكاره ربما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
لنرى ماذا سوف يحصل بالنبضة الضائعة القادمة ربما نجد نبضة ضاعت منذ زمن بعيد وان اوان اقترابها

زيد وثقة الاخ بأخته
هل تعرفين الثقة الزائدة هي التي في بعض الاحيان تضيع البنت
انا لست ضد اعطاء الثقة ولكن بحدود ولابأس من المراقبة من بعيدا حرصا عليها
اما ان اعطي ثقة واترك البنت في الغربة وحدها والله شنو عندي ثقة بها كلمة صغيرة ولكنها اضاعت الكثير من الفتيات
للاسف الشديد البنت انسانة تحمل من المشاعر الكثير وممكن مشاعرها ورقتها تذهب بها الى الهاوية
عند غفلة الاهل
لنحافض عليهن
لانهن امهات المستقبل
ثقة بمراقية
وحرص دون قيود وقسوة


اللزواج من اجنبية وضريبته والغربة وضريبتها
لا ادري ما الحكمة من الزواج من اجنبية تختلف عنا بالعادات والتقاليد في بعض الحالات يكون ا لرجل قوي الشخصية والمراءة اخلاقها وان كانت من بلد اجنبي تكون عالية الاخلاق ربما مثل هذا الزواج ينجح على ارض الواقع
ولكن عندما تكون الام اخلاقها تعبانة
لا ادري هذا الاب كيف ممكن ان يتخيل اطفاله من ام سيئة هذا هو حال دكتور احمد كان يجب عليه ان يختار ام اطفالة الزواج ليس غريزة بل هو صناعة اجيال نحن من نحدد أي جيل سوف يبزغ للوجود
فارس ماذا كان يتوقع من فتاة تعرف عليها بالشارع غير تصرف بنات الشوراع هذه ضريبة الغربة التي اختارها بنفسه

عزيزتي وفقك الله
وبشوق كبير انتظر كل نبضة تخطينها
واجدها نبضات موجودة وموجودة بقوة

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ارادة الحياة ; 21-09-08 الساعة 09:34 PM
عرض البوم صور ارادة الحياة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابدآآع قلم تبآرك الله
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية