كاتب الموضوع :
ضياع نبضة
المنتدى :
الارشيف
v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الرابـعة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V
ومضة :
" قد نندم على غضبنا ويزول الندم ... لكن لن يزول ما دمّرناه من وراءه "
~ الجـ 1 ـزء ~
رشتّ مسحوق البودرة على قمصانهم بشقاوة الاطفال ..
رغم ان لا احد غيرها في الكوخ الا انها حبست ضحكتها الهائجة لكي لا تنفضح ..
بحجة رغبتها بالاستحمام تركتهم منذ دقائق مضت على حوض السباحة يتمتعون و دلال تراقبهم ..
اذاً لن يكتشف احد ما الذي تفعله في غرفة الاولاد ..
بعد ان انتهت من مهمتها بنجاح خرجت مسرعة حتى لا يقبضوا عليها بالجرم المشهود
عندما اقفلت باب غرفتهم و استدارت لتغادر المكان ..
لاحظت ان باب الغرفة المقابلة مفتوح قليلاً ... انها الغرفة التي يشغرها فارس
رمقت الكيس الصغير الذي ما زال في يدها ... و اخذت شياطينها تتلاعب برأسها ..
هل تجرؤ على فعل ذلك به ايضاً ؟؟؟
كتمت ضحكتها وهي تتخيل منظرهم .. هو وبسام وتامر ..
سيكون مقلبٌ رااااااائع ..
خطتّ الى باب الغرفة لتطل برأسها للداخل .. كانت الغرفة فارغة ..
فكرت :" قالت دلال انه ذهب الى الفندق .. حسناً لما لا افعل به ذلك , لقد ابتعت هذة الاغراض لأجله في باديء الامر "
شرعتّ الباب على اتساعه و دخلت برويّة على اصابع قدميها ..
لحيرتها وجدت طقماً من ملابسه قد فُرد على السرير .. بنطال جينز غامق و قميصاً اسود ذو اكمامٍ طويلة
عبست متعجبة .. ثم بعدها ابتسمت بمكر .. وفوراً اخذت ترش المسحوق بداخل قميصه ..
فجأة سمعت صدى صوته آتي من داخل الحمام الملحق بالغرفة ( وانتنّ بكرامة )
تصلبت يداها وبعنين مصدومتين حولت نظراتها الى مقبض بابه الذي تحرك ..
قفزت مسرعة والرعب متلبسها .. ثم اختفت من الغرفة بلمح البصر ..
خرج.. و حملق بأنحاء غرفته .. استعجب لخلوها .. رأى الباب مشّرعاً على وسعه
ذهب ينظر الى الخارج و نادى :" بسام ؟؟ تامر ؟؟ "
لم يرَّ احداً و تملكته الغرابة .. يقسم انه سمع صوتً ما
تنهد ثم عاد للداخل مغلقاً الباب وراءه ..
وقفت تلهث بجانب باب الكوخ وقد التصق ظهرها بالحائط الخشبي ..
انتظرت بحواس مشدودة و قلبٍ وصل الى ذروة خفقاته .. وضمت يديها الى صدرها ..
اخذت تهمس بهلع :" يا خراااب بيتي .. هذا من وين طالع .. ياحسرتييي لا يكون شافني ؟؟!! "
تسحبت مبتعدة و عينيها معلقتان على مقدمة الباب ..
:" ايش بك تتزحفي زي الجواسيس ؟"
صرخت فزعة بمكانها .. ثم رأت بسام وتامر يقفان بجانبها يضحكان ومازالا مبتلان
زينة بحده ويدها على قلبها :" يا حميييير فجعتووووووني "
بسام :" هههههههـ انتي ايش تسوي ؟؟"
خلع تامر نظارة السباحة :" شكلك سرقتي حاجة .. صح ؟"
حاولت تهدئة تنفسها :" وجع "
بسام :" لالالا .. شكل هالبنغالية ناوية تشرد من كفيلينها ..!!"
رمقه تامر :" من هم كفيلينها ؟"
بسام بإبتسامة واسعة :" انا وانت "
ثم ضحكا .. تأففت زينة وهي تتكتف :" اذا ما انبكمت انت واياااه .. لا احشركم الحين في علبة صلصة "
بسام :" من قالك انه يكفيني علبة صلصة "
يوافقه تامر :" من جد انت ولا برميل الوايت يكفيك هههههـ "
بسام بيدين مرتكزتين على خصره الممتليء :" افااا انت خوي انت .. وانت وجهك مقرحف"
تامر بحاجب مرفوع :" ايش هذا مقرحف ؟؟ .."
زينة :" امففف جبتوووووا لي الصمرقععععع .. انتوا ليش جايين ما تتنيلوا وتسبحوا "
( مقرحف= زي العيش الناشف ، الصمرقع = الجنان )
بسام وهو يمشي بخفة بإتجاه باب الكوخ :" امي تقول نتروش ونلبس .. خالو بيودينا الحفلة "
زينة بتعجب :" حفلة ايش ؟"
تبعه تامر واجابها قبل ان يدخلا الكوخ :" حفلة مسائية في الفندق .. انتي كمان جهزي نفسك "
تبعتهما زينة :" وانتوا ايش دراكم بالحفلة ؟"
ركض بسام الى غرفته :" اسألي امييي … تامر انا ح ادخل اتروووش قبلك "
لحق به تامر :" اقووول اسرررري انا قبلك "
تبعتهم الى غرفتهما وهي تسأل بحنق :" تيمووون وبومبااا انا اسألكم حفلة ايييش وجع "
تجاهلها الصغيران وهما يركضان ..و عندما وضع بسام قدمه على ارض الغرفة الملساء ..
بسبب ابتلال قدميه فقد توازنه و تزحلق على مؤخرته الى نهاية الغرفة ..
وقف تامر مكانه وبجانبه زينة ينظران بتبلم الى بسام الذي اصطدم بالحائط ..
ثم انفجرا ضحكاً عليــه :" ههههههههههههههههههههههههههـ "
زينة بشماتة :" هوهاهاهاها .. احسسسسن لما اكلمك تجاوبني "
وقف بسام عابساً وهو يمسد ظهره :" آآآح … وقرينه تقرِنك انتي وهو لا تضحكوا "
تامر :" هههههـ والله شكلك كان فلله .. زي الزلاجة تتزحلق "
زينة بهزء :" هوهاهاها .. كان ركبتنا انا وتامر فوقك واخذتنا لفة كخخ "
مشى بسام الى الحمام ببطء :" اهجدوووا .. الحين ظهري يورّم اووف "
اتى فارس من غرفته وهو يسمعهم :" ايش في ؟"
استدارت زينة بسرعة و توقف قلبها لمنظره .. كان يرتدي ملابسه و ممشطاً شعره الى الخلف في ترتيب
ابتعلت ريقها :" بسم الله انت من فين جيت ؟؟" لم يظهر على وجهه اي دليل على رؤيتها قبل قليل
ببسمة هادئة :" من غرفتي .. انتوا للحين ما تجهزتوا ؟؟"
تامر :" الحييين هوااا " ودخل سابقاً بسام مقفلاً باب الحمام وراءه ( وانتنّ بكرامة )
طرق بسام الباب بقوة :" يا غشااااش تموور اوريك "
اشاحت زينة وفارس نظراتهما عنه ليحملقا ببعضهما .. وبتوتر قالت :" انا بـ بروح .. اجهز "
ابتسم لها بـ ود فغضت بصرها و تقدمت لتخرج .. ابتعد ليفسح الطريق امامها ..
مرت بجانبه و علقت انفاسها ... زادت من خطواتها و ابتعدت ..
قبل ان ترقى السلالم التفتت .. ورأته يستند على الباب وينظر اليها بإبتسامة ..
تعثرت في صعودها ثم سمعت ضحكته الخافتة ..
شتمت نفسها بخفة ثم ركضت للأعلى ..
اتسعت ابتسامته و طيفها يغادر مرآه ..
تنفس بعمق :" زينة يا لغرابتك !!! "
~ بعد نحو ساعة ~
وصل الجميع الى الفندق بتلك السيارة الصغيرة ..
كان الغروب قد اعلن حلوله .. فـ تلونت السماء بإصفرار الموز و احمرار الفراولة واشراقة البرتقال
( صار سلطة فواكه هوهاهاها << هذي زينة مو انا خخ )
تحولت الجزيرة من جنة خلابة الى واقعٍ خيالي .. و كأنها خرجت للتو من لوحةٍ بريشة بيكاسو
أو جسّدت ِشعراً من قلم الأمير عبدالرحمن بن مساعد >> قصائدة جنان
أو أنها ظهرت من قلب البحار كـ قصة خرافية .. لـ كنزٍ مفقود ..
كانت بكل ما تعنيه ..:: فتنة الطبيعة ::.. سبحان من خلق و أبدع ..
توقفت السيارة عند الجسر المؤدي الى شاطيء البحر ..
حيث أُضيئت الانوار وجُهزت الطاولات وارتدى جميع السياح ملابس مفعمة بالألوان ..
خرجوا جميعهم ووقفوا ينظرون الى الاحتفال ..
دلال بإستغراب :" ايش فيكم ؟؟ جاتكم الحكة على فجأة "
كانت تخصص كلامها لـ فارس وتامر و بسام الذين لم ينفكوا بـ حك أنفسهم منذ غادروا الكوخ
فارس بضيق وهو يحكُ ظهره من فوق قميصه :" ما ادري .. مو مرتاح "
تحدث بسام الذي أخذ يهرش بطنه :" آآآي جسمي يأكلني يا امييي"
وقف تامر بجانب مرآته ورفع قميصه :" تالا حُكي لي ظهري يعورنيييي "
بأعصاب مدمرة تمالكت زينة نفسها لأن لا تفلت ضحكاتها .. واخذت تجول بناظريها لجميع الانحاء
متجنبة النظر الى ضحاياها حتى لا تكشف نفسها بضحكة هستيرية ..
مسحت دلال على ظهر ابنها :" غريبة ايش صابكم الثلاثة .؟؟ لا تكون حشرة .؟"
بسام بعينٍ احولّت :" واااااع ... حشرررة يمه يمممممممه " واخذ يقفزُ حول نفسه كالشمبانزي ..
رفع فارس اكمامه .. واستغرب ان الحكة تأتيه من ظهره فقط .. اما الصغيران فيحكهُما صدرهما ايضاً ..
تقدمت تولين الى ناحية اخيها تمسك بيده وهي على وشك البكاء :" ثوومي لا تدنن "
دلال بقلة حيلة :" فسخوا بلايزكم .. لا تكون براغيث بس "
لم تستطع زينة الاحتمال اكثر من ذلك .. فضحكت مُخفية فمها :" هههههههههههههههههههههههههههـ "
نظروا اليها بتعجب .. ما الذي يضحكها !!!!!!!!!
حملقت بهم وببسمة بريئة :" شكلكم يضحك " ثم اخرجت لسانها بدعابة ..
خلع تامر الكتّ وكذلك بسام .. واخذت دلال تتفحص اي آثار لاحمرار او طفح جلدي عليهم .. ولم تجد
دلال :" مافي شيء ... من ايش تتحكحكوا .؟؟؟"
ضايقه قميصه كثيراً .. فبدأ بفتح الازّرة .. توسعت عينا زينة ثم قلبت وجهها بسرعة ..
هل جُنّ هذا الاحمق سيخلع قميصه هنا في الشاطيء أمام الملأ ..
هناك الكثير من النساااء .. ألا يخجل !!!!!!
خلع قميصه و تفحصه .. كان بسام يحُكّ نفسه ولكنه قال بإعجاب :" عجيييب خالوو تلعب حديد "
تامر بإستهبال :" لا يا واد ... ينمي عضلات "
ضحك فارس وهو يتفرس ببطانه قميصه :" لا ذا ولا ذا ... ايش هذا في آثار بودرة على قميصي !!"
دلال تقطب حاجباها :" بودرة !!! "
بحرارة تصاعدت من حلقها قالت زينة :" يالله يالله نرووح الشاطيء شكلهم بيلعبوا لعبة "
و بدون ان تتوقف امسكت بتالا و تولين تجرهما معها لتعبر الجسر ..
دلال بتعجب :" ايش بها متصربعة هذي ؟؟"
نفضّ فارس قميصه جيداً ثم ارتداه وعيناه الضيقتان مركزتان على زينة .. بشكك !!!
نفضّ الوالدان قميصهما على غرار فارس و ارتدياهما ..
بعدها عبروا هم ايضاً الجسر الى الشاطيء ..
~ بعد ساعتان ~
اندمج الجميع في الحفلة الليلية التي تضمنت العاباً مسلية .. و بوفيهاً مفتوحاً فيه ما لذ وطاب من ثمار البحر
صاحت دلال بمرح :" صفقووا صفقووا تلوو وتوتو "
كانوا يجلسون على كراسٍ متراصة .. كل عائلة تمثلُ فريقاً واحداً ..
يخوضون كلهم في سباقٍ كبير .. يشترك فيه الصغار والكبار من كُل فريق .. يتم مع كل فقرة اقصاء الفريق المهزوم ..
والآن كان دور بسام وتامر ليتنافسا مع باقي الاولاد في لعبة الرقص تحت العصى ..
في بقعتهم الخاصة جلست زينة ثم تالا بعدها دلال فـ ابنتها و اخيراً فارس .. يشجعون والحماسة تتملكهم ..
تالا بفرحة :" ياللله بسوووم ياللله يا بطلللل "
ضحكت زينة ثم نظرت اليها بنصف عين :" تلوو ايش حكايتك هاااه "
لم تسمعها حتى :" هيااا بسوووم هياا تموووري .. هياا هيااا "
وعند اللعبة .. كان دور بسام مع باقي الاولاد .. تنفس بعمق قبل ان تُشغل الموسيقى
ليهزّ جسده و يتحرك منحنياً للخلف و يمرّ تحت العصى دون لمسها ..
عندما نجح و ذهب للجهة الاخرى صفق فريقه .. واطلق فارس صافرة عالياً تشجيعية ..
ضحك بسام ثم اخذ يرقص رقصة الدجاجة فرحاً ..
حيث وضع يديه تحت ابطية واخذ يرفرف ذراعية كالدجاجة :"ترارارا رن ترارارا رن ترا را را رن رن رن رن"
( الرقصة تشابه رقصة الفتى ذو الشعر البرتقالي في فيلم " جيمي فولترن " )
ضحك الجميع على حركاته البلهاااء .. ثم اتى دور تامر النحيل ..
اخفض الرجل العصا لمستوى اقل علواً .. ثم بدأ دور تامر مع باقي الاولاد من الفرق الاخرى ..
زينة بحماااس :" عاشوووا تمووري حبيب قوليبيييي "
صاح تامر قبل بدأ دوره :" اسكتيييي ترى انغلب ولا اصير قوليبك "
بفمٍ فاغر :" يا حوماااار .. اوريك .. العب بسسسس العب "
سمعت ضحكة فارس عليها .. ثم نظرت اليه بشرززز .... ابتسم لها ثم هز رأسه متعجباً منها
فاز تامر بدوره .. و قفزوا فرحين .. ثم اعيدت الكره مع مستوى اخفض .. وهكذا
انتهت اللعبة بفوزهم .. فعادوا الى مقاعدهم فرحين .. واخذوا يصفقون اياديهم ببعض
بسام لـ زينة وهو يرفع يده للأعلى :" عمتووو هاتي كفّك "
رفعت زينة يدها لتصفق يده .. ولكنه هوى بيده قائلاً بإستخفاف :" خُذي ملفك وااك وااك وااك "
فوراً هوت بيدها على رأسه :" خذ هالقرموعة يا بومبا "
وقع بسام ارضاً :" آآآآي .. بل عليكِ هذي يدّ ولا مطرقة "
الجميع :" ههههههههههـ "
قال الرجل :" ايها الافرقة والآن دور فتياتنا الصغيراااااات فتفضلوووا "
دلال بمرح :" تالا .. تولييين .. روحووا يالله "
قفزتا الصغيرتاان بسعادة .. وركضتا الى ساحة المسابقة تنضما الى باقي الفتيات ..
كانت لعبتهم ان يدخلوا بداخل كيسٍ قماشي .. ويقفزان ليصلان الى خطّ النهاية ..
اُطلقت صافرة البداية و انطلقت الصغيرات ..
قفز جميع الاهالي يشجعون بناتهم بحماااس و متعة ..
وصلت تالا ولكن تولين تعثرت وخرجت قدمها من الكيس فأخذت تركض بجسدها القصير الى خط النهاية
ِرجلاً داخل الكيس ورِجلاً خارجها .. و جسدها يترنح كالبطريق ..
ما جعل الجميع يضحكون ووجوههم تستلطف هذي الطفلة الـ ( لزوزة يا ناسو عليها )
اُعجب الحكم بـ ( كيوتة تولين ) واعلن فوزهم هم ايضاً ..
قفزتا فرحتين وهما يركضان الى جعبتا دلال و زينة .. صاحت دلال بفرح للجمع :" هذة ابنتي "
و صاح بسام مقلداً والدته بالانجليزية :" هذة ابنتي " فنظروا اليه بإستغراب ثم ضحكوا ..
بوجهٍ مفتشل همس لتامر :" انا ايش قُلت ؟؟"
تامر بضحكة :" تعيش في عزك ..وتربيها ههههههههـ "
الرجل :" الآن دور السيداااات "
قفزت دلال بفرح :" هييي دوريي دورري .. ادعوولي افووووووز "
ثم انطلقت تهرول الى الساحة وهم يضحكون عليها مع اصوات التشجيع ..
و طبعاً فازت دلال في مسابقه حمل البيضة على ملعقة بالفم دون ان تسقط ..
أتت اليهم :" واااااااو وااااااو فزت فزت فزت "
ضحكت زينة :" هههههههههههـ ياليت كان زيد هنا يشووف خبال مرته كيف "
دلال بسعادة :" يشووف عاااادي المهم فززززت هههههههـ "
صاح الرجل بالمكرفون :" والآن بعد اقصاء من لم يحالفهم الحظ .. تبقى ثلاث افرقة في آخر فقرة ..
و هي لعبتان .. للأزوااااااااااااااج "
فكرت زينة .. أزواج !!! ... من اين لفريقهم بأزوااااج .. يا لـ عدم عدلهم .. الم يروا ..
قطع تفكيرها قيام فارس قائلاً لهم :" دامني الرجال الوحيد بينكم .. فما في غيري يصير الزوج "
بسام :" خالووو لا اوصيييك فقعهممممم تفقييييع "
ضحك فارس :" ههههههههـ هوّ حرب !! " انهى جملته ونظر الى زينة ..
فأشاحت نظرها وقلبها يخفق بقوة ..
امسكت دلال بذراعها :" يالله زيووون قومي ما لعبتيييي "
صاحت بفزع :" ما ابغىىى روحي عني "
ابتسم فارس :" يالله .. مافي غيري انا وانتي ما لعبنا .. وبعدين هي مجرد لعبة "
تامر :" ايوووه زينة خووووووشي في عيووونهم و اهزميهم شرّ هزيمة "
زينة بملامح هازئة :" مسكين مؤثرة عليك افلام الاكشن "
اتاهم صوت صدى الرجل .. منفذّ المسابقة :" ايها الفريق .. هيا فليسرع الزوجين "
التصقت زينة بكرسيها اكثر و قدميها تخوران :" ما بغىىى فارقوني "
دلال بعتب :" زيناااا هيااا لا ننغلب "
تالا وتولين :" هيااااااااااا .. فوزيناااااا "
نظرت الى فارس الذي يقف بإنتظارها .. ثم رمقت دلال قائلة :" مابغااا شكلها لعبة قلة ادب "
ضحكت دلال :" هههههههههـ خبلة وربي "
بسام :" عمتووو قومي ترى جبتي لي الجَرَبْ خخخخخ "
اعطاهم فارس ظهره ليخطوا بإتجاه الرجل و يقف ليسأله بصوتٍ تردد صداه على مسامع الجميع من مكبر الصوت ..
فارس بهدوء :" عذراً سيدي تريد زوجتي معرفة ما اذا كانت اللعبتان تسيئان بالادآب "
ونظر اليها مباشرة من ذلك البُعد واكمل :" فـ زوجتي خجولة "
ضحك جميع من على الشاطيء .. واحمر وجه زينة بشدة من تعليقاته .. ودعوته لها بـ "زوجتي"
ضحك الرجل و اشار لـ زينة بالقدوم :" لا تخافي سيدتي .. انها العابٌ محترمة "
لم تستطع زينة رفع بصرها من الخجل .. لقد اقترف فارس غلطة ..!!
سـ سـ ... تريه .. سـ يُعاقب عليها ..
سحبها بسام وتامر كلاً من ذراع و اوصلاها الى حيث ساحة المسابقة .. بجانب فارس ..
لم تجرؤ على رفع بصرها اليه .. لكنها سمعته يهمس :" آسف "
تجاهلت اعتذراه .. ثم اخذت تستمع الى الرجل يشرح كيفية اللعبة ...
كانت لعبة الزوجات هو فكـّ الازواج من قيودهم بأسرع وقت وأول زوجتين تنتهيان .. تفوزان
جلس فارس على كرسي وبجانبه الرجلان الاخرين ..
ولُفوا بحبالٍ متينه لفاتٍ معقدة .. وقفت الزوجات خلف ازواجهن بعدها بإنتظار صافرة البداية ..
صرخ تامر وتالا :" يالله زيوووووووووون فوووزي "
ثم بسام :" عمتووو عاشوووووا عاشووووووا الوررعة "
ضحك فارس :" زينة اذا ما فزنا راح يقتلوناا "
بعبوس قالت :" انطّم " ثم اُطلقت الصافرة ... و علت اصوات التشجيع ..
انطلقن النساء بفتحِ الحبال بأسرع وقت ... واخذت زينة تفكـ التفافها وتدور حول فارس ببراعة ..
ابتسم :" ماشاء الله .. ممرضة بارعة و متسابقة بارعة بعد "
بحقد ومازالت تدور حوله بسرعة :" اسكت نفسي الف الحبل على رقبتك وامووتك "
ضحك فارس :" يعني انا في الحالتين ميت ميت فزنا ولا خسرنا "
زينة بقهر :" تسكككت ولا اشنقك "
ضحك ثم صمت ...
انتهت احدى الزوجتين من فك حبال زوجها ... فتبقى زينة والاخرى ...
دلال بصراخ :" زيووووون .. زيوووووون الحقيييي لا تغلبك "
تأففت زينة وقد دار رأسها :" امفففف .. احاول "
ولحسن حظها انتهت قبل الاخرى بفارق خمس ثواني ...وفازت ..
فرح فريقها واخذوا يشجعانهما .. وكان دور فارس ..
اللعبة عبارة عن تحملّ الازواج لأكبر عدد من مقابس الغسيل تثبّت في وجههم ..
بعدما انهى منفذّ السباق من شرحه .. انقلب وجه فارس والزوج الآخر الى علامة تعجب !! ..
وسط ضحكة المتفرجين .. وابتسامة زينة والزوجة الاخرى ..
همست زينة لفارس :" احلىىى لعبة والله .. بأبذل كل جهدي يا دكتور فارس "
نظر اليها بتعبيرٍ مرتعب :" وجهي بيروح الضحية "
فضحكت مستمتعة .. :" ياخراب بيتك لو خسرّتنا .. الصغار راح يقتلووك "
وفعلاً صاح بسام :" خالوووووو انت قدها وقدوووووووود "
مسح فارس وجهه بإستسلام وسمع الزوج السمين يقول له :" ما رأيك ان تنسحب وافوز بلا تضحية ههههـ"
ضحك فارس :" لا تحلم حتى بذلك .."
فـ جلسا و امامهما سطلاً ممتلأً بمقابس الغسيل .. نظر اليه فارس بتحسر ..
و رفع بصره لـ زينة :" زينة بالهداوة .. مو مستغني عن وجهي ترى "
زينة بخبث :" هوهاهاها .. انت اللي جبتها لنفسك "
و بجدية :" لا تنسي اني مشرفك و اقدر انتقم "
رفعت حاجبها بعجب ثم بهزء :" هه ... يبقى قابلني هوهاهاها "
كانت نيتها واضحة على صفحة وجهها .. فبلع ريقه بخوف مستعداً لخسارة وجهه ..
و أُطلقت الصافرة ...
بحماسة غير معتادة اخذت زينة تمسك خمس مقابس في كل يد و تغرسهم في بشرة وجهه
حتى امتلائت خداه .. ومع كل قابس يتأوه متألماً ...
همس :" آآخ زينة .. ركبيهم تمام مو بطرفهم .. وجهي يقرصنيييي "
كانت الاصوات تُشجعهم مختلطة بـالضحكااات المستمتعة ..
زينة بمتعة :" ههههههـ ايش اسوي وجهك مشدوود ما يمسك .. شكلك تكويه .؟"
ثم وضعت قابس في جفنه بعد ان امتلأت وجنتاه وذقنه :" آآآخ .. عيوني يالخبلة "
ضحكت :" ما عاد في مكاان .. يصير احط في اذنك ؟؟" ولم تكن تنتظر جواباً ..
فارس :" آآآآآخ ياربي .. بستسلم احس وجهي بيطيح "
زينة :" هههههههههههههههـ "
عندها صرخ الرجل الآخر :" يا الهـــــي .. استســــلم "
و صرخ الجمهووور بحمااااس .. لفوز فارس وزينة ...
آتى المنفذّ ووقف بقرب فارس يتحدث على مكبر الصوت :" وهااا هو فائزناااااا لليلة .. لنرى كم قابساً تحمل ؟"
فارس بصيحة رافضة :" ولسسسسه راح يعددد ..آآآآآآآخ "
فضحكت زينة .. تُسرع في تخليصه من القوابس ..
بعد تفرغها من ذلك ..
ظهر وجه فارس محمراً و مجعداً بآثار القوابس ..
ضحك الجميع بمتعة على روعة السباق ..
فجلب الرجل كأس الفوز ليسلمه فارس و يجعل زينة تمسك بطرفه الآخر ..
ركض الاطفال ودلال ليقفان سعيدين بجانبها .. وقبل ان تُلتقط صورتهم كـ الفريق الأول
نظرا الى بعضيهما وببسمة مشتركة ..
~ شيـــــــــــــــز ~
أُخذت الصورة ذكرى لهم ..
فارس وزينة في المنتصف ينظران الى بعضيهما البعض بإبتسامة صغيرة
و بجانب زينة وقفت دلال باسمة .. وامامهم الاطفال بحركات الفوز .. وايادٍ ترفع اصبعين
و كلمة واحدة تُقرأ من افواههم :" فـــزنــــا " .
~~~~
نفثت الهواء على كفيها .. ثم مسحت به كامل جسدها ..
سألتها جود وهي مستلقية بالسرير المجاور :" كل ما انام اسوي كذا شفا ؟"
بنعومة :" اي حبيبتي .. حتى لو بتأخذي غفوة اتوضي واقري ادعية النوم .. الواحد مو عارف اذا بيصحى ولالا "
ابتسمت جود وهي تجلس :" والله صح كلامك .. يا رب يهديني "
فتحت شفا درج منضدتها لتأخذ علبه الادوية :" آميــن جميعاً يارب "
رأت جود رأس الصندوق الزهري في داخل الدرج فسألت :" عجبتك الهدية شفا ؟"
بلعت الاقراص وارتشفت قليلاً من الماء :" الحمدلله .. اي هدية ؟"
اشارت لها جود .. و استطردت :" أهاا هذي .. مرررررة حبيتها "
جود برأس مائل :" ممكن اشوفها ؟"
بإستغراب اخرجت شفا الهدية تمدها الى جود :" ليش ما شفتيها ؟!!!"
تلقتها جود ثم فتحت الصندوق لترى ما بداخلها :" لا .. جسور ما رضى افتحها يقول يخرب شريط التغليف"
تصلبت شفا .. اذاً كيف كتبت جود البطاقة ووضعتها بالداخل .؟؟؟؟
فأتاها الجواب :" الله .. اخوي يعرف يكتب بعد .. كلامه مرررة رقيق ولايق عليكِ شفا "
اضطربت شفا أهو من كتبها..!!!!
.. ثم ابتسمت بتوتر :" آه .. اي ما شاء الله عليه .."
امسكت بالقلادة وبإعجاب :" الله .. شفااا مررة حلوووة .. البسيهااا "
هزت شفا رأسها :" لا.. خليها لمناسبة مهمة بعدين "
رمقتها جود بنظرة ذات معنى وبإبتسامة سعيدة .. ثم اعادت لها الصندوق
وهي تقول :"طيب .. ماشاء الله جسوور دومه ذووق "
هزت شفا رأسها بصمت ..
استندت جود على ظهرها :" نفسي اعرف اخباره .. بأكلمه شفا "
فكرت شفا بأنه الآن ربما منشغل بالعزا .. او نائم .. فقالت :" امم خليها بكره جود مو احسن ؟؟"
بتردد وافقتها :" .. طيب .. بكره ايش حنسوي ؟"
استلقت بإرتياح لتغييرها للموضوع :" ح نروح الجيم لـ ساعة .. بعدها لازم نروح المستشفى عشان اشعتك ..
وانا كمان عندي فحص عند طبيبي .. وبعدها نسوي اللي يعجبك "
جود بعجلة :" نكلم جاسر "
تنهدت وبرضوخ :" اووكي .."
جود بعلامة تعجب :" شفا ليش تنامي بمخدات كثيرة تحتك .. ما تتضايقي ؟"
شفا :" لا .. اتعودت .. انام كذا عشان لا يجيني ضيق تنفس "
بتفهم :" اهااا .. طيب ايش الجهاز اللي ركبتيه قبل شوي ؟"
ابتسمت :" منظم ضربات القلب .. يالله الحين نامي يا دبه .. تصبحي على خير "
جود ببسمة :" وانتي من اهل الخير "
وقبل ان تنسى سألت شفا :" جود راح اصحى عشان قيام الليل ان شاء الله .. اصحيكِ معايا ؟"
بحماس :" أكيـــد "
ابتسمت بفرح :" الله ينور قلبك و يثبته عالايمان يا جود "
جود :" آمين .. ويسعدك ويشفيكِ قريب "
شفا :" آمين " ثم تنهدت واغمضت عينيها ..:" لا اله الا الله "
و امنيتيهما تجوبان مع نسمات الليل في قلب السماء الى السميع العليم ..
ربنا أجب دعائهما وارزقهما من فضلك ..
انك الرزاق الكريم .
~~~~~
رفعت اللقمة الى فمها .. ثم توقفت عندما سمعت نشيج اختها ..
ارجعت الملعقة الى الصحن بنفسٍ مسدودة ..
بتعب :" فاتن .. كُلي .. صار لك يومين ما اكلتي .. مو طيب عليكِ "
لم ترد عليها .. وقد تكومت في ركن الغرفة ضامة نفسها بخوف ..
حملت الصحن و مشت لتنحني امامها .. مدتّ الصحن لها :" يالله خذي كُلي "
فاتن بهمسِ صوتٍ مبحوح :" مابغى "
تنهدت وأمسكت بالملعقة تغرف قليلاً من الرز وتمده قُرب فم اختها :" سمي بالله وافتـ "
بعنف دفعت فاتن الصحن .. ليُحذف بعيداً و تتناثر محتوياته على ارضية الغرفة ..
فتحت فمها بدهشة .. ثم اغلقته لتنظر في وجه فاتن بحزن ..
شهقت فاتن ذات الـ 17 عاماً :" هدى .. ابوي صار له غايب 5 ايام .. وما اتصل للحين .. ليش ؟"
اغمضت هدى عينيها بألم :" الله يرحمه يا فاتن "
رمقتها فاتن بنظرة غاضبة :" انطمي .. قطع لساانك هذااا .. لا تفاولي على ابووي "
اقتربت هدى منها ورفعت يدها الى شعر فاتن التي ابعدتها غير مرحبة ..
هدى :" فاتن .. اذكري الله وقومي صلي "
هزت فاتن رأسها بعنف :" ما بأصلي لما يجي ابوي "
بعطف :" ما يصير .. حرام عليكِ ما صليتي يومين .. بتغضبي ربك و تعذبي ابوكِ "
قامت فاتن بهستيريا :" روووحي عنييي .. رووووحي عساااكِ تموووتي لا تتكلمي عن ابووي كذا "
ثم ركضت خارج الغرفة .. تاركة بابها مشرعّ ..
حملقت هدى بـ طيف اختها يختفي .. وارتجفت شفتاها ...
الامر صعبٌ عليها ايضاً .. لكنها تصبّر نفسها وتحتسب الاجر والثواب من عند الله ..
اه اصعب من ان تحتمله ..
أخذتها الذكريات الى صباح يوم الحادث ..
===
:" السلام عليكم .. صباح الخير على أحلى والدين " ثم قبلت رأسيهما ..
ام علي :" وعليكم السلام "
ابو علي :" هلا يابنتي وعليكم السلام والرحمه .. الله يحفظك "
جلست متربعة على الارض بجانبهما و سفرة الفطور مفترشة امامهم ..
هدى بحنان :" كيفكم يا الغاليين ؟؟ كيف اشغالك ابوي ؟"
رفع ابوعلي كأس الشاي الى فمه :" الحمدلله يا بنتي .. بس هذي امك مدري ايش فيها ؟"
نظرت الى امها بتساؤل .. ام علي :" يا بنتي مافي شيء بس قلبي ضايق شوي "
حضنتها هدى بحب :" بسم الله على قلبك .. يارب وسع قلب امي و ريحها "
ام علي وابوه :" آميــن "
ابو علي :" هاه هدى كيف اختباراتك يا بنتي ؟؟ ان شاء الله مبيضة الوجه مثل كل مرة ؟"
تنهدت هدى :" الحمدلله ربي موفقني فيها .. امس خلصت آخر يوم .. ان شاء الله هالسنة اتخرج و اشتغل"
ابو علي :" يا رب .. الله يوفقك يا بنتي انتي واختك واخوكِ "
هدى وام علي :" آميــن "
ابوعلي :" الا وينها هي؟؟ ابغى اشوفها وتسلم علي ما شفتها صار اسبوع بسبب اختباراتها "
ام علي :" هي من اسبوع عند بنت اختي..يذاكروا سوا عاد تعرف توجيهي هالسنة والبنات بيساعدوا بعضهم "
ابوعلي :" ماشاء الله ربي يوفقهم .. متى يخلصوا وترد ؟؟"
هدى :" باقي لها يومين .. اليوم وبكره وتخلص "
ابو علي :" الله يوفقها و يهدي اختك تصير مثلك يا هدى "
ام علي :" فاتن ما عليها .. بس انت مدلعها كثير .. عشان كذا متهاونة "
نظر ابوعلي الى هدى :" يا بنتي هذي اختك .. امسكيها سايريها لا تتركيها في حالها ما اوصيكِ "
هدى بهزة رأس :" اكيد ابوي .. معاها معاها .. الله يهديها اهم شيء رضاكم عنّا "
ام علي وابوه :" راضيين عنكم يا بنتي راضين "
ابتسمت برآآحة :" الحمــد لله "
انهى ابو علي افطاره و حمد ربه على النعمة ..
قام ليغسل يده قائلاً لهدى :" يابنتي اتصلي بأخوكِ شوفيه وينه لا أتأخر على الشركة "
قامت لتجلب هاتفها :" ان شاء الله .. تأمر يوبا "
ذهبت الى غرفتها لـ تتصل وعادت بعد عدة دقائق لتقول :" الحين هو جاي في الطريق يوبا"
عندما اتى علي اتصل بها لتخبر والدها بوصوله ..
هدى:" انتبه في السواقه يا علي واهتم بنفسك"
ضحك علي :"ههههههه ولا يهمك ياجدتي...توصي شي ثاني؟"
هدى ببسمه:" سلامتك انت والوالد"
علي:" الله يسلمكِ...في آمان الله"
قبل ان تقفل هدى هاتفها برقه قالت :"مع السلامة "
ثم التفتت لابيها:" ابويا علي وصل"
وقف ابو علي بثقل :" يالله توصوني شي ؟"
ام علي وهي مازالت جالسة:" سلامتك يا حسن وتوصل بالسلامه طمني لما توصل الشركة"
ابو علي :"ان شاء الله لا اوصيكم على انفسكم "
وقفت هدى وتبعت والدها الى باب الفلة ثم قبلّت ناصيته باحترام :" توصل بالسلامه يابوي"
وابتسم وهو يربُت على رأسها بحنان :" الله يسعدك يا بنتي ويوفقك دنيا واخره"
ثم فتح باب الفلة ودخلت اشعة الشمس تسطع لتنير المدخل..
وقفت عند الباب مشرعته قليلاً بحيث لا تظهر للعيان بخارج الفلة ..
رأت والدها يهبط الدرجات القليله وشعرت بإحساس غريب يتملك قلبها فبلا شعور قالت بانفعال :" يوبا احبك "
وقبل أن يغيب خلف الاسوار ابتسم بطريقته المميزة :" وانا احبك يا بنتي "
ثم غاب وركب السيارة حيث كان علي يلوح لها من داخلها .. لوحت له ببسمة و تمتمت :" الله يحفظكم "
عادت الى الصالة لتجد امها تجلس ويدها على قلبها بملامح متضايقة :" خير امي ايش بك ؟"
ام علي :" والله ما ادري يا هدى .. مرة قلبي مقبوض "
حضنتها هدى :" سلامتك يالغالية .. يالله نصلي الضحى وان شاء الله بيريح قلبك "
ابتسمت امها بفخر :" الله يثبتك يا بنتي .. و يقرّب اليوم اللي افرح بيكِ و أشوف اولادك انتي واخوانك "
ابتسمت بخجل .. و ترآءى لها صورته ... فزحف الاحمرار الى وجنتها ..
ام علي :" هدى اتصلي بأبوكِ بعد ساعة .. وطمنيني اذا وصل ولا لا .."
هدى :" ان شاء الله امي "
===
و ليتها لم تقوم بتلك المخابرة التي سرقت منها حنان ابيها ووجوده ...!!
غاب .. غاب ولم يعدّ يسكُن في أي عنوان ..
غطت فمها بشدة .. لن تنووح .. لا لن تسبب لأبيها العذاب بالبكاء ..
وقفت بإرتجاف .. ثم نظفت المكان من ما سببته اختها .. بعدها توضت وارتدت شرشف صلاتها ..
لتستكين عند ركنها المحبوب .. و في بقعتها الغالية ..
سجادتها و لقائها بـ ربها ...
كبّرت من قلبها ..:" الله اكبر "
و صلّت بخشوع ..و بحنايا متيقظة لوجود الله
و ذهنٍ غائبٍ عن واقع الدنيا ..
دعت ربها يُصبرّ أمها واختها .. و يرحم ويغفر لوالدها .. و يرجع اخيها لهم سالماً معافى
سجدت وتلاقت ناصيتها بأرض السجود ..
تنهدت وبرجفة :" سبحان الله ربي الاعلى (3) سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ولوالدي
سبوح قدوس ربّ الملائكة والروح ... اللهم لك أسلمت وبك آمنت ..
سجد وجهي للذي خلقه ، وشقّ سمعه وبصره ، برحمته وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين "
حاولت أن لا تبكي ولكن اغرورقت عينيها رغماً عنها ..
:" اللهم أغفر لأبي حسن بن علي وأرحمه وعافه وأعف عنه .. وأكرم نزله ووسع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد , و نقه من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدَّنس ..
و أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه, وأدخله الجنَّة ..
و أعذه من عذاب القبر و[ عذاب النار ] .."
أخذت تنتحب وهي تعي انّ من تقصده هو والدها .. والدهااا !!!
:" اللهم .. اللهم إن .. حسن بن عـ علي .. في ذمتَّك , وحبل جوارك , فقه من فتنة القبر وعذاب النار
آآه .. و أنت أهل الوفاء والحقَّ .. فأغفر به وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم ..اللهم انه احتاج الى رحمتك ..
و أنت غنيٌ عن عذابه ... يااااا رب إن كااان محسناً فزد في حسناااته .. و إن كان مسيئاً فتجاوز عنه "
ضمت نفسها .. مواسية .. تشعُر بالوحدة القاتلة ..
لقد ذهبت فاتن تدفن احزانها في قلب امها .. وامها يكفيها ما فيها ..فهل تزيد عليها !!!
انها تحتاج الى علي .. ولكنه هو الآخر في عالم آخر ..
لا يعرفون ان كان سـ ينجو .. أو .. أو يلحق بأبيهم ..
رفعت رأسها تناشد ربها :" يا الله قووم أخوي بالسلامة .. يا الله أسألك ان تمدّ في عمره وتحفظه لنا ..
يا رب يا رب أكتب له نجاةً و هداية .. يا رحمان يا كريم اكرمنا بعافيته "
لقد قضت سنين عمرها ذي الـ 21 ربيعاً .. تتذوق من كل كؤوس الدنيا ..
وهذة المرة الأولى على الاطلاق التي تتجرع فيها هذا العلقـــم ..
تحتاج الآن لـ كل ذرة ايمان في قلبها لتتصبّر ..
تحتاج لـ كل ما تملك من قوة و عزيمة .. لكيّ تواجه هذا الامتحان الالهي ..
انها تعلم مدى قربها من الله ..
و لكنها لا تدري ان كانت سـ تعبر هذة المحنة ..
لا تدري ..
ربما فقط ان وجدت من يساندها ..؟؟
~~~~
مشى بذلك الممر الابيض .. و أحس به يطول ويطول دون نهاية
ترّوى قليلاً وهو يرى نساءٌ يتلاطمون بجانب غرفة علي ..
تعجبّ لوجودهنَ .. من يكونوا ؟
عند اقترابه أكثر تمكنّ من تمييز هيئة زوجة عمه ..
انها هيّ وهولاءٍ ابنتيها بالتأكيد ..
ولكن .. لحظة !!!!
لماذا يبكين ؟؟ لماذا ؟؟؟؟
أسرع متجهاً اليهم و اصواتهم تعلو .. ثم وقف فجأة بصدمة و قد ترجم عقله سبب صياحهم !!!
هل من الممكن ان يكون علي .....؟
ظل منتظراً الكلمة .. انتظر .. لكي يخبره أحد بما حدث ..
نظرت عمته اليه بعينٍ دامعة .. وهناك عبدالعزيز يقف في رُكنٍ بعيد مرخياً رأسه
و أصوات الفتاتان .. تصدح بالبكاء المرير ..!!
ليخبره أحداً ما بما حدث .. بحق الله انطقووووا .. قولووا شيء .. أي شيء ..!!
انقبض قلبه بحزن ..
و حدّث نفسه :" لا داعي لأي كلمة .. فقد رسمت وجوههم الجواب "
أخذ يزفر ببطء .. وصدره يضيق ..
لم تندمل جروحهم بفقدان الأب والعم بعد .. وهاهم يفقدون الأخ !!!!!
لا حول ولا قوة الا بالله ..
كم من الأحباب سيفقد ..... هل سيراقبهم يرحلون واحداً تلو الآخر ؟؟!!
هل حُكم عليه بخسارتهم والعيش لتذوّق طعم فقدانهم ..؟؟
بالبداية .. أمه .. ثم والده .. وقبل أيامٍ عمه ..
و الآن علي ... فـ هل سيأتي الدور على أخته ....!!!
همس برفض :" لا لا ما ابغى اعيش اشوفهم يتركوني لالالا يارب "
:" جاسر .. قووم يا جاسر .. قووووم "
فتح عينيه ثم جلس بفزع وهو يتنفس بشدة .. متمتماً بإستعاذة :"أعوذ بالله .. اعووذ بالله .. اعوووذ بالله "
جلس عبدالعزيز امامه بقلق :" بسم الله .. جاسر ايش فيك تصارخ في نومك ؟"
مسح وجهه بضيق ثم نظر حوله .. و الى سرير علي .. كان ما زال هناك ..
و جهاز قراءة النبض يعمل بثبات ..
كان كابوس .. مجرد كابوس ..!!!!
تنهد برآآآآحة :" آآه الحمدلله ..اعوذ بالله من الشيطان .. شفت كابووس "
عبدالعزيز :" الله يهديك .. فجعتني .. قووم بخبّرك خبر حلو "
بعد عودة تنفسه الى المستوى الطبيعي حملق فيه منتظراً ..
عبدالعزيز بإبتسامة :" الدكتور توه كشف على حالة علي .. وقال انه استقر وتعدى مرحلة الخطر "
بعدم تصديق :" صدق ؟؟!!!!!"
توسعت ابتسامته :" اي .. واليوم ننقله للقسم العام "
رفع جاسر يده وتنهد بحمـــد :" يا الله لك الحمد والشكر "
عبدالعزيز :" ايه .. الحمدلله "
تذكر شيئاً :" طيب لازم اقوم اتصل بالأهل واطمنهم "
عبدالعزيز :" ايه .. وسلم على خالتي ام علي "
جاسر بطأطأة :" يوصل ان شاء الله "
ثم تركه عبدالعزيز .. وجلس يراقب علي .. اما هو ذهب ليغسل وجهه
ويطمئن زوجة عمه بحالة علي ..
اتصل برقم منزلهم و بعد دقيقة ردت :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته "
جاسر :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .."
:" تفضل ؟"
بدأ جاسر يتعرف على صوتها وبتردد :" آآ .. هدى بنت عمي ؟"
اختفى الصوت الآخر .. ثم تحدثت هدي بهدوء :" اي .. هلا جاسر "
جاسر :" هلا كيفك بنت عمي وكيف عمتي ؟"
هدى بهمس :" الحمدلله على كل حال "
انها فرصة لتعزيتها :" عـ عظم الله أجرك "
لاذت بالصمت للحظتين :" جزاك الله خير "
لم يحب جاسر ان يطيل :" بغيت اطمنكم ان علي عدى مرحلة الخطر "
هدى بفرح ممزوج بغصة :" من جد !! "
ابتسم بتفهم :" اي .. اليوم بننقله لغرفة عامة .. بأقولكم كل اللي يصير .. بس طمني عمتي "
سمع صوت دموعها الصامتة .. فتنحنح ثم قال :" توصي شيء اختي ؟"
تمتمت :" لا "
جاسر بسرعة :" مع السلامة " ثم اغلق الهاتف ..
في الجهة الآخرى ... نظرت هدى الى الهاتف بعـينٍ تتلألأ حمداً ..
و بقلبٍ اُشرق من سماع صوته .. طاحت دمعة ممتنة .. أراحها بصوته كما أراحها بالخبر
همست :" الله يريح قلبك على جود .. مثل ما ريحت قلبي على علي "
تنهدت وقامت لـ تصلي صلاة شكرٍ وحمد ..
و يالها من نعمة هذة الصلاة .. تظهرُ معدن المؤمن ..
و تُرضى المولى عنه ..
فضلها كبير .. و قيمتها عظيمة ..
و كفى بالنعم دليلاً على اهميتها ..
~~~~~
بعد أن صلّت وأرتدت طرحتها جيداً ..
فتحت الباب بهدوء حتى لا تصدّر أي صوت يزعج تالا النائمة
خلعت خفّيها وحملته ثم اخذت تتسحب على أطراف قدميها على الارض الخشيبة ..
عدّت من غرفة دلال وابنتها وكانت الغرفة تغطّ في صمتٍ عميق ما دلّ على نومهم ..
نزلت الدرجات الى الطابق السفلي .. كان الهدوء يعمُّ المكان .. إذاً الكُل نيام ..!!
ذهبت رأساً الى باب الكوخ ..
فتحته و خرجت لتردّه خلفها .. استدارت للمنظر أمامها و وقعت صريعتاً لغرام المكان ..
كان الشروق ... و ياله من شروقٍ سااحر و خلاب ..!!
أرتدت خفّيها و داست على درجات الكوخ القليلة لتعبّر الجسر و تفتح السياج ثم تنطلق الى المسابح المؤديه الى الشاطيء ..
ركضت والسعادة تطفح نفسها .. و تملأ جوفها ..
اخذت الطيور تحلّق عالياً عندما اقتحمت حرمة الغابة الصغيرة التي تفصل حواف منطقتهم عن شاطيء البحر
ومن بين الاشجار تحررت لتحط خطوتها على الرمّل ..
كان منظرها قد أشعثّ وعلقت بها بعض أوراق الشجر ... فنفضت نفسها ..
و ركضت تصرخُ سعيدة ..
انطلقت الى المياة الضحلة على الشاطيء واخذت ترفسها و ترشُ بعض النوارس التي تحلق على سطحها
التفتت حولها ولم يكُن هنالك أي مخلوقٍ بشري غيرها ..
فحررت شعرها الاسود .. رابطتاً طرحتها حول رقبتها كشالٍ يتدلى بحرية ..
جلست على الرمل تتأمل منظر الشروق الرائع ..
كم تتمنى ان تكون شفا هنا معها .. ابتسمت ثم أخرجت هاتفها التي وضعته في جيب معطفها مسبقاً ..
فأتصلت بلا تردد ..
~ على شرفة الكوخ ~
كان فارس مستيقظاً منذ الفجر ..
بعدما صلّى ذهب ليصنع لنفسه كوب نسكافيه بالكوفي مايت >> لزيز ماااررة
ثم صعد الى شرفة الطابق الثاني في الجهة الأخرى بعيداً عن غرفتّي النوم ..
و استلقى على كرسٍ طويل قبع هناك ..
شاهد بدايات الشروق بتأمل و استرخاء .. وسكن للحظات قبل ان تبدأ افكاره بالتدافع ..
قبل قليل وهوّ يجهزّ مشروبه وجدّ كيساً صغيراً في سلة المهملات ..
كان يحوي على بقايا من مسحوق البودرة .. وكُتب على الكيس ..
(( المسحوق السحري ))
ضحك هازاً رأسه .. لا يوجد غيرها يفعل أمراً كـ هذا ..!!
بتنهد :" زينة يا مجنونة "
اغمض عينه و تذكر الليلة السابقة بما حملت من أحداث و ابتسم ..
كم كان غريباً على نفسه حينها ..
لا يتذكر متى آخر مرة كان بهذا الانفتاح والتهور لخوض كل ماهو جديد ..
كل شيء بدأ منذ ألتقاها .. بدأ جنونه يعود اليه تدريجياً ..
و الآن .. يشعر بروحه القديمة تظهر للعلن .. دون خوف او تردد !!!
انها تذكره بنفسه عندما كان صغيراً ..
مرِحاً .. متهوراً .. و أحمقاً .. كما هي بـ ( خبالتها )
عادت أفكاره للبارحة ..
وكم كانت صدمته كبيرة من نفسه عندما قال :" زوجتي "
لم يكن يشعر بنفسه عندما قالها بعفوية .. و هو ينظر اليها ..
كان من المفروض ان يلتصق اللقب بصورة شفا في ذهنه
ولكن لصدمه عمره لم تكُن الا زينة ..
ذلك حيّره .. وشغل باله .. تقلب مراراً في فراشه الليلة الماضية
مفكراً بماهية " زينة " عنده .. ماذا تكون ..؟؟؟
وجد انه منذ لقائهما الاول كانت تعني شيئاً مختلفاً عن شفا .. شيئاً خاف منه و تجاهله!!
شيئاً جعله يفضّل ان ينشغل بـ شفا عنه ..
لا يدري لماذا .. لكن زينة تستطيع اثارة غضبه و ضحكته و عطفه في آنٍ واحد ..
تملك القدرة على أن تنقله من مزاج الى آخر ..
نعم انه يعترف أن لها تأثير كبير عليه ..!!
عندها تيقظت حواسه وهو يرى طيفها يخرج من المنزل ..
اغمض عينيه مراراً علّه يحلم أو يتخيل ..
ولكن لا .. انها هيّ ..
تابعها بنظراته ..وهمس :" فين رايحة ذي ؟؟"
قررّ ان ينزل لها و يلحق بها في الشاطيء ..
ولكن تيبست قدماه و هو يراها تخلع طرحتها .. ضم قبضته وهو يحدث نفسه ..
:" خبلة هذي !! شايفة نفسها في البيت .. انا اوريها "
وولكن كيف سيذهب اليها .. سـ يحرجها و هي بلا حجابها ..
رآئها تخرج شيئاً من جيبها .. ثم تقف وتتمشى ..
كان واضحاً انها تتحدث على الهاتف ..
عندها بدأت اعصابه تفلت منه .. من تحدثّ في هذا الوقت ..؟؟؟؟؟
ولماذا على الشاطيء ؟؟؟؟
هل يمكن ان تكون زينة ... مخطوبة !!!!!
هزّ رأسه رافضاً هذة الفكرة .. لا انها بالتأكيد ليست كذلك .. ولو كانت لـ كان عرف ..
لم يعدّ قادراً على الوقوف مكانه فتحركت قدماه فوراً الى الاسفل ..
دخل غرفة الولدان ..التي كانت غارقة في الظلام و البرودة و اخذ يوقظ ابن اخته ..
فارس بفروغ صبر :" بساام .. بسااام قوم .. بساااام "
تململ الآخر :" آآه خالوو .. ايش بك ؟"
فارس :" بسام قووم أكلمك انا "
قام بسام من فراشه مترنحاً و عيناه مغلقتان .. أمسك فارس بكتفيه يهزه ..
:" بسااام .. ولد .. خالتك مخطوبة ؟؟؟"
لم يكن بسام يفقه اي كلمة :" هاه "
تأفف فارس ثم سحب بسام الى الحمام ( أكرمكنّ الله )
و غسّل وجهه وسط تحجُجَات و تملل ..
بسام :" خالووو .. حرام عليك خليني أناااام "
فارس :" مافي نووم .. أول شيء جاوبني .. خالتك مخطوبة ؟"
هزّ كتفيه :" يمكن .. ايش دراني عنها أسألها "
فارس .. ياربي ما اسأل الا غبي :" بسام .. امك ما جابت سيرة على خطوبتها ولا شيء ؟"
تأفف بسام متعباً :" اووه خالوو والله ما ادري بنااااام "
بغضب فكّر .. اذاً تحدثّ من ؟؟؟
تركه وخرج ..
عاد بسام الى سريره ينام ورأسه بالاسفل وقدميه على مقدمة السرير ..
كان رأس تامر بقرب احدى قدميه .. فأخذ يشتم رائحة غريبة و كريهه ..
فتح عينيه ليُصدم بقدم بسام بجانبه وشرابّه يفوح رائحة ..
صرخ وهو يبعدها :" الله يقرفك ... شيل رجلك ذي .. ول مبيد بشري "
تمتم بسام :" تموور .. انبكم بنام "
حوّل وجهه الى الجهة الاخرى :" اووف منك "
ثم اكملا نومهما ..
~ على الشاطيء ~
زينة بفرح :" هلا شفووووووي ... وحشتينااااااا "
شفا :" والله انتوا اكثررر .. كيفكم ؟؟ كيف تالا وتامر ؟؟ لا يكونوا متعبينكم ؟؟ ان شاء الله مبسوطين "
زينة :" ههههههههههـ وحدة وحدة .. كووولنا بخير الحمدلله .. ومبسوطييين مااااارة "
تنهدت :" آآه الحمدلله اهم شيء .. كيف الجو عندك ؟"
زينة بحالمية :" شفووي .. جناااااااان جناااااااااان ياليتك معاانا شفووي والله رهيب المكان "
شفا بأسف :" ومصع لا تحريني .. المهم صوري لي كل شيء مو تنسي "
قامت تمشي على الشاطيء ..
:" لا تخافي امس مخلصة فيلمين من الصور .. تعالي شوفي المنظر اللي قدامي بس واااو يهبل "
شفا :" ههههـ انبسطي يا ستي .. فين الباقين عنك ؟"
زينة :" نايميــن للحين ... انا شاردة من الكوخ وقاعدة لوحدي عالشاطيء .. فريي مافي احد فاكة الطرحة"
صرخت شفا :" ومصــع يالخبلة تخيلي طلع لك احد .. البسي طرحتك و يالله على الكوخ مالت عليكِ "
ضحكت زينة .. و عادت تجلس على الرمل واصبعها يرسم خطوطاً عليه :" ياشيخة مافي احد .. انتي كيفك ؟"
تنهدت شفا :" الحمدلله بخير .. قاعدة اسوي فطوري "
سمعت زينة عندها احداً يتحدث الى شفا بصوتٍ منخفض .. ثم ضحكت شفا تقول :" اي هذي زينة "
وبإستغراب :" شفوووي من عندك ؟؟!!!!!! "
شفا :" جود "
زاد استغراب زينة ثم نظرت الى ساعتها لتتأكد من الوقت :" شفووي ايش بك مداومة..؟؟ لسه ماجا 8 صباحاً"
ضحكت شفا بهدوء :" ادري .. جود عندي في البيت "
توسعت عيناها و سألت :" كزاااااااابة .. ايش جابها في بيتك ؟؟؟؟؟؟ "
شفا :" جود راح تجلس عندي يومين او ثلاثة .. نايمة بـ سريرك يصير دوري لك على سرير جديد ههههـ "
بتأنيب :" يا حماااااااااارة ولا تقولي لي .. وجع في حواجبك .. من متى هيا عندك ؟"
شفا :" امس الصبح بعد ما رحتوا هيا جات .."
زينة :" افاا بس .. وانا آخر من يعلم .. ماعليه شفووي عقابك عندي .."
ضحكت شفا :" طيب .. المهم الحين بنفطر .. يالله فارقي "
بصدمة شهقت :" تطرديني شفووي !!! .. ما عليه من لقى احبابه نسى اصحابه "
شفا :" ههههههـ والله انك خبلة .. سلمي لي عليهم كلهم وبوسي اخواني ..
و بكره لما ترجعوا ان شاء الله اتصلي بي اوكي ؟"
زينة ( مبوزة ) :" ما ابغى زعلانة منك .. يالله سلمي لي على جود .."
حدثت شفا جود لثانيتن ثم ردتّ :" وهي تسلم عليكِ بعد .. لا اله الا الله .."
زينة :".. محمد رسول الله .. والله يسلمها .. سلام "
اقفلت الهاتف واعادته الى معطفها .. تنهدت وهي تنظر الى ما رسمت اناملها من خطوط ..
ثم تصلبت مصدومة . !!!!!!!!!!!!!!
دون وعي منها وهي تحدث شفا .. كتبت على الرمل ..
[ Zenah ღ Fares ]
فغرت فمها و هي تنظر الى الرمل بصعقة ... ثم بتوتر مسحته مسرعة ..
وقفت مبتعدة والارتباك يتلبسها ...
أخذت تقول لنفسها :" كانت مجرد خربشة .. لا تعني اي شيء ..
نعم مجرد كتابة .."
أحسّت بالحرارة تتصاعد الى وجنتيها ..
فـ حضنت وجهها بشدة .. يا الهي هل جننت ؟؟
:" انا لا ... لالالالالا بالتأكيد لستُ ...
يا لغبااائي يالغبااااائي لهذا التفكير .. بالطبع انه فقط فارس ..
أقصد انه ... "
قطع كلامها رنة الهاتف .. متوترة اخرجته وردّت دون النظر للمتصل ظناً منها انها شفا ..
بصوت مكتوم :" هاه قلبي ايش في ؟؟"
لم يتحدث وزادت عصبيته .. من هذا الذي تدعوه بـ( قلبي ).. سأحطمه اذا عرفته ..
زينة بغرابة :" آلوو ..!! "
أتاها صوته الجليدي :" زينة فينك ؟"
بلعت ريقها ونظرت الى الرقم المجهول :" مين ؟؟!! "
بغلظة :" ارجعي الكوخ يالله .. ومرة ثانية لا تخرجي لوحدك في هالوقت "
لم تستطع قول شيء عندما عرفته ..!!
بنفس الغلظة :" دقيقتين واشوفك في الكوخ .. فاااهمة "
[.. طوط طوط طوط طوط ..]
نظرت الى هاتفها مصدومة .. المغرووور .. كيف يجرؤ على اقفال الخط بوجهي !!!
ويتأمّر ايضاً .!! من يحسبُ نفسه هذا الابله ؟؟؟
سأريه قيمته .. و أُعرفه من هي زينة ..
واخذت تتمشى على طول الشاطيء حتى أنارت السماء و بدأت دورة الحياة عملها ..
لم تعود كما أمرها .. ولا تنوي ذلك الا عندما ترغب هيّ ..
وليفعل ما يستطيع فعله هذا المغرور ..
~ يتبع ~
|