لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-08, 07:29 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار مشاهدة المشاركة
  


كاتبة متميزة بلغة وحبكة وصياغة واسلوب متفرد وأكثر من رائع ..

وقصة تسرقنا لعمقها وأحداثها والعيش بين ابطالها ..

ماشاء الله تبارك الله ..


تثبت القصة وتميَّز


مبارك التميز ياضياع نبضة

عسى ان يكون حافزاً لكِ للتقدم نحو الابداع اكثر ..



أهلاً وسهلاً بـ الكاتبة المتميزة :[ أقدآآر ]:

أولاً .. شكراً لـ ردّك هنا كم اغبطني وجودُ قلماً هائل مثلك في صفحتي (( تبارك الرحمان ))

ثانياً .. لكم أنا ممتنة لهذا التكريم من قِبلكِ .. أعتزّ بشهادتك في قلمي ..
و شكراً عدد ما حفّ السماء من نجووم ..

ثالثاً .. سيكون هذا دفعة لي للبذل والعطآآء لما هو أفضل و أكثر إفادة لي وللغير ..:)

لكِ تحيتي العميقة .. و امتناني الصآآدق ..

حفّك الله بالتوفيق والخير دوماً و أبداً ..

دمتِ بخير

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 04-09-08, 07:39 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الحـادية عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة
:
" من يرى مصيبه غيره تهون عليه مصيبته "

~ الجـ 1 ـزء ~

دخلت الغرفة و رأت جود هناك لوحدها كانت غارقة في تدوين مذكراتها .. ابتسمت وخطّت ناحيتها ..
شفا :" يالله جود .. اشوفك بكره على خير ان شاء الله "
رفعت جود رأسها :" لاااا .. فين رايحة شفا ؟"
ابتسمت ووقفت على جانب السرير :" خلصت مناوبتي ولازم ارجع الحين "
القت جود بدفترها جانباً :" لااا شفا بليــز قعدي معاي .. جاسر راح و شكله بيتأخر .. الليلة بجلس لوحدي؟"
نفت :" لا جود .. حتكون معاكِ الممرضة المناوبة .. ويلما "
قطبت حاجبها :" ليش يكون عندي ممرضة ثانية .. شفا ليش ما تقعدي معاي صباح ومساء ؟"
مالت برأسها على يمينها وشرحت :" جود .. ما اقدر على مناوبتين .. اولاً عشان اخواني وثانياً عشان صحتي"
جود :" كيف يعني صحتك .؟"
جلست بجانبها وامسكت بالدفتر تنظر الى غلافه :" امم قصة طويلة "
جود :" ايش هيا ..؟ شفا قوولي "
ضحكت شفا .. و فرحت لهذا القرب الذي نما بينهما :" اوعدك اقولك بس الحين وقتي ضيق "
اخذت جود الدفتر منها :" طيب براحتك .."
نظرت شفا اليها .. وعرفت انها تضايقت :" زعلتي مني ؟"
هزت جود نافية .. و عادت تفتح الدفتر لتدونّ ما يختلجها ..
ابتسمت شفا ولم تقوى على الذهاب تاركة جود بإستيائها .. تأملتها و تذكرت والدتها ..
شفا بنبرة هادئة :" تحبي الكتابة .؟"
اومأت الاخرى بصمت ولم ترفع عينيها ..
همست بحنين :" ماما كانت تحب الكتابة بعد "
رمقتها جود ..:" صدق ؟؟"
طأطأت شفا ..:" مثلك .. " ثم تأملتها بغرابة .. كانت تشعر بإحساس غريب بالانتماء
مع كل يومٍ يمر .. ترى في جود شيئاً يذكرها بأمها ..
رغم ملامحها الذابلة .. تستطع التقاط شبهٍ مدفون في حنايا هذا الوجه الصغير ..
شيء مألوف لأنظارها ..
انتشلتها جود من افكارها :" كلميني عنها .. وعن اخوانك"
تنهدت ثم نظرت الى ساعة يدها :" آآه .. الحين لازم اروح جود .. بكره بقولك كللل شي اوكي ؟"
ترددت جود وهي تدير عينيها الغائرتان بين يديها :" امم .. طيب "
وقفت شفا لتباشر بالرحيل :" يالله جود .. اشوفك على خير "
نادتها جود .. فألتفتت اليها ..
بتردد :" امم شفا .. امم عندي شيء اعطيلك هو "
ببسمة فرحة :" جد..؟ ايش ..؟ "
اشارت جود الى احدى الخزائن في ناحية استقبال الزوار ..:" ممكن تفتحي الدولاب ..؟"
قادتها قدماها الى حيث اشارت و بحماس فتحت الدرج لترى صندوقً صغير مزين بشرائط زهرية ..
رفعت الصندوق بيدها ثم توجهت به الى حيث جود ..
بخجل قالت جود :" امم .. حبيت اهديكِ شيء بسيط لانك اهديتيني السجادة "
تأوهت شفا :" جوود .. يا بنتي والله ماله داعي .. انا ما اهديتك عشان ترديها لي "
هزت رأسها :" اعرف .. بس انا حبيت اهديكِ .. الله يخليكِ لا ترفضيها "
فكرت شفا قليلاً .. ان اخذ المنح من المرضى يعدُّ سلوكاً مرفوض من قبل اخلاقيات الممرض
لكن لا تستطيع ان ترفض امام نظرة جود المتوسلة ..
يا الهي ما الذي ستفعله ..؟
عندما لاحظت جود تردد شفا :" شفا .. بليز اقبليها .. شيء بسيط مني ومن جاسر "
اهتزت يدا شفا .. من جاسر !!!!!
لا تظن الآن ان بإمكانها ان تقبل بهذة الهدية ..
شفا بأسف :" امم جود .. انا ما ابغى اردك .. لكن .."
جود ..:" لا ترفضيها شفا .. ترى ازعل منك "
رفعت شفا يدها بعجز ..:" مو بيدي جود .. بس قوانين المستشفى .."
قاطعها صوتٌ من خلفها :" ما اظن هدية مثل هذي تعّد اختراق للقوانين .. "
التفتت شفا وقد بهتت لظهوره المفاجيء .. دخل جاسر بهيبته الى الجناح حاملاً حقيبة دوبلماسية ..
و تعداها ليسلم على اخته ..
جود بـ فرح :" جسوور .. ما عندك اشغال ..؟"
ابتسم :" حبيبتي .. مافي شيء اهم منك .. الاشغال لاحقة "
ردت له الابتسامة :" يا حبيبييي يا اخوووي .. فرحتنييي .."
وقفت شفا هناك متصنمة وهي تنظر اليهما .. ممسكة بالصندوق بيدها ..
رمقتها جود بـ ( زعل ) :" بس شفا تبغى تزعلني .. وترد هديتي "
لم ينظر اليها جاسر ولكنه قال لأخته :" جود .. رسولنا صلى الله عليه وسلم ايش قال عن الهدايا ؟"
نظرت اليه جود وبدى عليها انها لا تملك ادنى فكرة عن الامر ..
وجدت شفا شفتاها تقول بعفوية :" تهادوا تحـ " بترت كلامها عندما توجهت انظاره اليها ..
نظرت الى قدمها وهي تبلع ريقها .. تشعر بنفسها كالبلهاء بوقوفها هكذا ..
اكمل جاسر لاخته :" آنسة شفا قالتها .. وبعدين لا يرد الكريم الا .."
صاحت جوود :" بس شفااا مو لئيـــمة..!! "
ابتسم جاسر بهدوء وقال بصوته العميق :" بالضبط "
هنا .. قد حُسم الامر .. اعترفت شفا لنفسها .. رفعت عينيها الى جود :" اوكي .. شكراً جود"
ظهرت اسنان جود في ابتسامة واسعة :" انا ماسويت شيء .. جاسر هو اللي اشتراها على ذوقه "
زادت وتيرة تنفس شفا و حولت عيناها اليه .. و بهمس :" شكراً سيد جاسر "
رمقها بنظرة لا تحمل اي معنى :" الشكر لك آنسة شفا "
بلعت ريقها :" امم .. طيب استأذنكم الحين " ..
جود وجاسر :" الله معك "
ثم خرجت شبه مهروله ووجهها مشتعل بـ حرارة ...
ضحكت جود عليها و سألت اخيها :" جسوور ايش رايك بشفا .. مررة حبوبة صح .؟"
ابتسم :" هاه .. كيف حالك الحين .؟"
تنهدت وهي تكتف ذراعيها :" تمام .. ولا تتهرب من الموضوع .. ايش رايك في شفا .؟"
وقف جاسر و خلع معطفه ملقياً اياه على الكرسي خلفه ..:" خلوقة "
رفعت حاجبها :" خلوقة وبس ...؟"
هز جاسر رأسه :" يعني ايش تبغيني اقول .؟ "
ابتسمت بطريقة مرحه :" شيء مثل .. حلوة .. و تهبل .."
ضحك جاسر و جلس على الكرسي وكرر كلماتها :" حلوة وتهبل "
ضمت جود يديها بفرح :" صددددق .. يعني عاجبتك ..؟؟"
حمل حقيبته بحضنه وفتحها ليفرغ محتوياتها على الطاولة بجانبه .." اهم شي انك مرتاحة معاها "
جود :" مررررة مرتاااحة .. جسوور .. احسها مثل اختي الكبيرة "
ابتسم و نظر الى اوراقه ... انه لا يشعر ناحية شفا بالاتجاة ذاته .. :" شيء حلو "
جود بحماس :" نفسي اعرف عنها كل شيء .. جاسر بليز "
رفع انظاره عن الورقة :" نعم .؟"
جود ببسمة :" ممم سوي بحث عن كل المعلومات عنها "
فغر فاهه لوهلة .. ثم بعدها ضحك .:" جود ..اعقلي "
جود :" جسوور .. ايش فيها ..؟"
هز رأسه و عاد لأوراقه كاد يقول شيئاً لكنه احجم عن ذلك :" اقول عمي واهله يسلموا عليكِ "
صمتت جود .. و قالت بصوت عادي :" الله يسلمهم " .. تركته يعمل على اوراقه
وعادت هي الى دفترها .. تلبستها المراره عندما تذكرته ..
خطت اسمه على هامش الصفحة .. و ضغطت على نفسها لكي تمنع الدموع من التدافع ..
اغلقت دفترها ووضعته تحت الوسادة .. ثم اراحت رأسها وهي تنظر الى اخيها الغارق في عمله ..
لن تفكر في علي .. يجب ان تتحاشى صورته المطبوعة في عقلها ..
هنا اخيها و هو من يجب ان تفكر فيه .. و في حياته ..
تأملته .. انه اخً رائع .. و رجلٌ نبيل ..
دوماً ما كان يغبطها امتلاك اخٍ مثله .. بشخصيته و مظهره الجذاب..
انه في نظرها كامل (( والكمال لله وحده )) ..
ولكن ينقصه شيء ليكمل حياته .. زحفت بسمة خفيفة على شفتاها ..
وفكرت ..: تنقصه شفا ..!!

~~~~

اخذت تسرع في مشيها .. تحمل حقيبة عملها على كتفها , وفي يدها استكان الصندوق الزهري
نظرت اليه باسمة .. رغم خجلها في قبوله .. الا انها فرحت لتلقي هذة الهدية ..
لم تكن متحمسة لماهية محتواها .. لكن يكفيها انها من جـ ..!!!!!!
توسعت عيناها بصدمة .. ما هذا الذي تفكر فيه !!..
يجب ان تزيح هذة الافكار عنها وتسرع الى المنزل
فهناك الكثير من الاشغال التي يجب عملها ..
اخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بـ زينة ..
بعد عدة رنات وبصوت بان عليه الضيق ..:" نعم ...؟"
شفا :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. هلا زينة كيفك .؟"
زينة :" وعليكم السلام .. هاه شفوي ايش تبي .؟"
شفا :" خير يالدبا من مزعلك .؟"
زينة بتأفف :" امففف شفوي لا تذكريني "
مشت عبر الممر المؤدي لبوابة السكن :" طيب المهم اليوم انتظرك لا تتأخري "
زينة :" ما راح اتأخر ان شاء الله .. انا الحين خارجة من الدوام .. و نص ساعة اوصل "
شفا :" اوكي تمااام .. بس اعطيني رقم دلال ابغى اسألها اذا في شيء محدد تحبه ."
زيون :" خذي .. بس شفووي ..قولي لها لا تجيب سيرة لأبو ذقن معوجة"
ضحكت :" انتي للحينك ملقبته كذا .. طيب خلاص المهم هاتي رقمها "
املتها زينة بالرقم :" واسمعي قولي لها تجيب الهدايا "
وصلت شفا قرب منزلها :" اي هدايا ؟؟"
زينة :" امففف انتي قولي لها وخلاص .. يه "
دخلت المنزل و فتحت انوار غرفة المعيشة :" يا بسم الله .. طيب ومصع .. تبي شيء ثاني ؟"
زينة:" لأ .. يالله سلاااام " ثم اغلقت الخط ..
نظرت شفا الى هاتفها ..:" خير ايش فيها زيون ..؟"
صعدت رأساً الى الطابق الثاني و توجهت الى غرفتها ..
خلعت طرحتها و معطفها ..ثم وضعت الهدية على المنضدة مبتسمة ..

~ بعد ثلث ساعة ~

دُق جرس الباب بإلحاح فصرخت وهي ما تزال في الطابق العلوي تنتقي الثياب لهذة الليلة ..
شفا :" مَـــــنْ عند الباب .؟ "
اتاها صوت زينة العالي ..:" انا زيووون افتحييي بسرعة "
القت شفا منشفة شعرها على السرير .. ثم اسرعت خطواتها لتنزل السلالم القليلة ..
و روب الحمام الزهري يرفرف مع حركاتها الرشيقة ..
عبرت الصالة ووصلت الى الباب ثم فتحت السلسلة ..
دخلت زينة وقد تأرجحت الاكياس من يديها.. حتى ما عادت تستطيع الوقوف ..
مشت و القت بنفسها على اول اريكة قابلتها ..
زينة :" آآآه تعبت وانا امشي مع هالاشياء "
اقفلت شفا الباب ورائها ثم دخلت مستعجبة ..:" ايش هذا كله ؟ جايبة السوق معاكي ؟"
تنفست بعمق :" لأ .. بس اوراق تزيين .. وهدايا اخوانك "
اخذت شفا منها بعض الاكياس وباشرت بتفريغ الاغراض منها :" ليش .؟ "
جلست زينة وهي تخلع غطاء رأسها :" فكرت نسوي عيد ميلادهم مرة وحدة الليلة .. لان في الملاهي ما صار لنا فرصة .."
شفا :" يوووه زيوون الا يعني بتدلعيهم .. الله يهديكِ بس "
قامت و فتحت معطفها لترميه بعدم مبالاة على احدى الارائك :" آمين .. انتي مالك شغل انا راح اسوي كل شي .. انتي بس سوي العشاء وانا اعلق الزينة .. بس تعالي هنا .. متى اخوانك راجعين من الرحلة "
رفعت شفا رأسها ونظرت الى الساعة المعلقة على الحائط :" الساعة 5:30 تقريباً "
زينة بتصفيق :" حلوو .. يعني بيكون عندنا ساعتين ونص .. يكَّفي "
نفضت شفا شعرها المبلل :" انا بطلع استشور شعري .. و بعد اختار لي ملابس "
سبقتها زينة الى الاعلى ركضاً :"وانا بآخذ دش سريييع .. خرِّجي لي الكت الأحمر الجديد مع البرمودة السوده مالحقت اجيب معاي ملابس "
تبعتها شفا :" يووه كل ملابسي الحمرا اخذتيها .. "
دخلت زينة الحمام ( اكرمكنّ الله ) و ردت عليها :" ايش اعمل لوني المفضل .. بعدين انتي اللي قلتي الاحمر حلو على سماري... مو صح .؟"
فتحت شفا خزانة ملابسها و اخذت تبحث بين مقتنياتها :" عشاني خبلة "
سمعت صدى ضحكة صديقتها .. :" طالعة علي هوهاهاها "
ضحكت شفا لسماع ضحكة زينة الساخرة .. تعجبها هذة الضحكة ..
ولكنها ايضاً ترفع الضغط .

عندما انهت زينة دشها خرجت لتجد الغرفة فارغة ..
يبدو ان شفا تعمل في المطبخ .. وجدت الملابس معلقة على باب الخزانة وقد كويت مسبقاً ..
فجلست امام التسريحة لتجفف شعرها بالاستشوار ..
راحت عيناها تمسحان ملامحها بتركيز ... رأت انها تملك وجهاً عاديّ لكن معبّر ربما ليست بذلك الجمال لكنها جذابة .... و عيناها الوسعتان احلى مافيها ..
دوماً ما ينجذب اليها الرجال بسبب نظرتها الساحرة ....( على حد قولهم )..
بعثرت خصلات شعرها الاسود على كتفيها و تنهدت .. انها جميلة لكن بطريقة اخرى ..
فكرت بـ فارس ..
اذاً ما خطبه ذلك الابله لا يحس ..؟؟؟ .. هل هو مختلفٌ عن بقية الرجال ..؟
ثم تألقت النجوم في عينيها.. واعترفت ..:" نعم انه مختلف "
.. مؤخراً بات فارس يسكن افكارها كل لحظة ..حتى انه الزائر الدائم لأحلامها ..
و هذا ما يسبب أرقها .. و سخطها منه .. :" امففف متعبني حتى في نومي "
لكن ما حدث صباح اليوم .. فوق معدل احتمالها ..
من تكون هذة المدعوة " رومي " ؟؟؟؟؟؟
حذفت المشط على الارض بعصبيه و تأففت :" حسافة يا فارس ما تصورتك حق بناات .. امفففففففففف "
انهت بعجلة ارتداء ملابسها .. و تنفست بعمق وهي تبعده عن تفكيرها ..
ثم نزلت الى الطابق الارضي ..

~~~

قال والدها بصوتٍ مضجر :" بصراحة وسن مو عارف ليش تبغي تصيري ممرضتها "
جلست وسن بجانبه و باشرت بممارسة دلعها الدائم :" بابي .. ماقد مرت حالة مثل حالتها عندي .. ابي اتعلم "
قلبّ الصحيفة بلا مبالاة بها :" وسن .. انسي الموضوع "
وقفت غاضبة و شعرها الاشقر مسترسل على ظهرها البرونزي .. ثم اعطته ظهرها و بدأت بتمثيل ضعفها ..
بصوت كسير :" بابي .. حرام عليك ..انا بنتك الوحيدة .. ليش تحرمني من رغباتي "
رفع الدكتور احمد نظره الى ابنته .. هزّ رأسه بأسف وهو يعلم حيّلها هذة ..
حيَّلاً ورثتها من والدتها .. في الحقيقة اصبحت صورة مصغرة عنها ..
اغمض عينيه بحزن .. ابنته وسن ..كانت وردةً صغيرة بريئة ..
برائتها كانت تسحره .. ولكن الآن بعد نضوجها كم تغيرت ..!!
و الذنب .. ذنبه هو و امها .. حدثّ نفسه :" كارلا .. لقد حطمتِ حياتي .. و ستحطمين حياة ابنتكِ "
بصوت متباكي :" بابييي .. كل اللي طلبته منك تكلم المدير يعيَّني ممرضة لها .. ليش ترفض ؟"
تنهد وهو يطبق صحيفته .. يتمنى ولو لمرة واحدة ان يكون حازماً معها و لكن مع ذلك لا يستطيع ان يرد اي طلبٍ من طلباتها .. للأسف مداومته على تلبيه كل ما تريد افسدها .. و لم يعد هناك ما يفعله الا الرضوخ بواقع كونها هكذا .. فهي في النهاية .. ابنته الوحيدة .
د. احمد :" آآه خلاص بكره راح اكلمهم "
التفتت و بسمة انتصار على شفتها .. ركضت لتطبع قبلة على وجنت والدها :" ثانكس بابي .. انت الافضل"
ثم تركته ..و بمشية عارضات الازياء رقّت السلالم الى غرفتها بالطابق الآخر من تلك الفلة الفخمة ..
استلقت على سريرها الواسع وهي تلف خصله من شعرها المصفف .. واتصلت على صديقتها ..
بـ دلع و دلال :" هاي رورو "
رد عليها صوتٌ مشابهة النبرة :" هاي سوسو .. هاو ار يو هوني ؟"
وسن :" ام فااين ."
رورو :" آآه احسن انك اتصلتي ..طفشانة سوسو .. تعالي عندي "
وسن :" نووب روحي اليوم نطلع السينما .."
رورو :" اكيد عندك اخبار حلوة "
وسن :" ههههاي .. بقولك كل اللي صار الليلة "
رورو :" يعني افهم انه صار اللي تبيه ؟"
وسن :" يس صار اللي ابغاه .."
رورو :" نفسي اشوف هذا اللي ماخذ لك عقلك "
وسن :" آآآه رورو ما شفتيه جنااان .. اسمه جاسر .. اسم عتيق يااي لكن انتظري يصير ملكي .. بحرّكة خاتم بإصبعي ..واغيره واغير اسمه .. يجنن رورو و مرة غني شكله .. لما تشوفيه بتعرفي ايش اقصد .."
رورو :" ههههـ شكلك طايحة على كنز .. خلاص قولي لي كل شيء الليلة "
وسن :" اوكي روحي ..ايش هالصوت المزعج عندك "
رورو :" هذا قصيّ مطفشنيي .. يبغى يطلع .. ايش رايك اخذه وذ مي ؟"
جلست وسن واشمئزت :" لالا بلييز خليه مع المربية ما ابي اصدع .. اووف مدري كيف مستحملة ولدك انتي مررة مدلع و عنيد "
رورو :" لما تصيري ام تنجبري تتحملي اطفالك "
وسن بقرف :" .. ياااي لا تفاولي اكره الاطفال .. اووف منهم "
رورو:" اني وي هوني نتقابل الليلة .. بروح اسَّكت هالمزعج "
وسن :" اوكي نتقابل .. تشااااو حياتي "
انتهت المكالمة ووقفت .. خطت الى غرفة ملابسها الواسعة حيث تراصت الملابس على الرفوف و عُلقت بتنظيم
الفخامة و التبذير تجمعا في كُل رُكنٍ من غرفتها ..
اخذت تجرب شتى الازياء .. واستغرقها ذلك ساعة وما نحو ذلك ..
ثم اخيراً استقرت على تنورة قصيرة بيضاء و كتّ بنقشٍ نمري .. مع حزامِ ذهبي و بوتٍ طويلٍ الى الركبة ..
ابتسمت لانعكاسها على المرآة .. وقالت بصوتٍ مغري :" جاسر .. جهزّ نفسك لـ وسن "
ثم اطلقت ضحكة عالية مستمتعة ..

~~~~

~ في منزل شفا ~

كانت الصالة مزينة بالاوراق الملونة .. و الهدايا مرتبة بجانب المدفأة ..
و في المطبخ اخذت الفتاتان تطبخان اصناف مختلفة من كل مالذ وطاب ..
قضت زينة الوقت تعمل صامتة مشغولة البال .. اما شفا اخذت تحدثها عن جود ..
لاحظت شفا هدوء زينة الغريب فألتفتت لتراها تقف بجانب مغسلة الصحون وعيناها متجهتان الى السماء من نافذة المطبخ ..
نادتها :" زيوون .. "
لم تجبها تلك وقد غاصت في اعماق افكارها .. اشتمَّت شفا حينها رائحة شيء محترق ..
ثم توسعت عينيها بإدراك :" زيوون الكيكة لا تكوون انحرقت .؟؟ "
لم تبدر من زينة اي حركة تدل على سماعها لما تقول ..
فصاحت :" زيوووووون الكيييكة ..!!!"
اجفلت زينة لصياح شفا ثم التقطت انفاسها تلك الرائحة .. وصاحت :" لااااا لالالا "
اسرعت لتفتح الفرن .. وانطلقت الادخنة السوداء منها :" كححح كووح كحووح.. وجــع "
اخرجت الصينية المستديرة .. ووضعتها على منضدة المطبخ ..
بإمتعاااض شديد تكتفت و شفتاها مكورتان .. نظرت الى شفا :" امففف بس كذا انحرقت "
ضحكت شفا على منظرها :" هههههـ مو منك من اللي شاغل بالك .. ايش عندك هاااه ؟؟"
رمقتها زينة بحنق :" ماعندي شيء ايش بيكون عندي يعني !!.. الحين مافي مقادير اعمل كيكة ثانية "
شفا :" مو مشكلة .. اشوف " اخرجت الكعكة من صينيتها و درستها ..
ثم اكملت :" شوفي بس الاطراف اتحرقت .. انزعيها واستفيدي من اللبّ "
زينة بإستهزاء وهي تخلع قفازات الطبخ :" هوهاهاها .. تبغيهم يقولوا كيكتي معوقة "
ضحكت شفا :" لا معوقة ولا شي .. سويها مفتته واضيفي لها آيس كريم التوفي تطلع يمي لذيذة "
اتكأت زينة بكوعها على المنضدة :" ومن فين اجيب الحين ايسكريم .."
اشارت شفا الى الثلاجة :" لحسن الحظ .. امس تموري مشتري .. تلاقيه في الفريزر "
خطّت زينة لتجلب الايسكريم .. وعندما فتحت باب الفريزر لفحتها البرودة ..
تمتمت بغضب :" كله من فارس الغبي "
تسألت شفا متعجبة :" وي ايش دخله هو الحين .؟؟ "
وضعت الايسكريم بعنف امامها على المنضدة ..:" ممم .. بس هو كذا مسبب لي المشاكل "
رمقتها شفا بنظرة طويلة ... فلاحظت زينة ذلك :" ايش بك تطالعيني كذا ..؟!!"
رفعت حاجبً واحداً :" زيووون .. ايش بك .؟"
بلعت ريقها و اعطتها ظهرها تبحث عن زبدية في احدى الخزائن :" وي مافيا شيء "
اقفلت مفتاح الموقد و اكملت :" زينة .. من متى تخبي عليا .. هاه .؟"
وضعت زينة الزبدية و بدأت تفتت الكعكة بغضب مكبوت .. :" رومي البقرة "
شفا :" متى تبطلي شتايمك هذي .. ومن هذي رومي ؟"
تأففت زينة بضيق و هي تتخيل فتاةً ذات جمال صارخ تقف بجانب فارس :" ما ادري ما ادري شفووي"
استغربت شفا من الامتعاض الظاهر على صديقتها ..
و رغبت في ان تستنطقها .. لكن جرس الباب قد صدح وبعدها آتى نداء تامر :" شفااا .. افتحي نحن وصلنا"
لم تتحرك شفا وهي ترمق زينة .. عندها بدأت طرقات الباب تعلوا ..
وصل صوت تامر العالي :" شفااااااااا .. نحن جيناااا " .. بعده تالا :" شفااا انا تالا افتحي "
ضحكت زينة :" ههههههـ افتحي لهم لا يكسروا الباب .. الجرس ازعجني "
تنهدت وهي تتحرك لخارج المطبخ ..

~~~~

سارت سيارة عائلية متهادية في باطن احدى الطرقات السريعة المطلة على البحر الزمردي ..
في ذلك المنظر الساحر حيث امتزجت الوان السماء بالغروب .. انسحرت دلال وهي تنظر من النافذة الامامية ..
بحالمية :" الله .. رووعة المنظر "
ابتسم فارس وعيناه مصوبتان امامه :" ما شفتي شيء للحين .. جربي تروحي جزيرة مارينا بتعجبك المناظر هناك "
سألته دلال :" احلى من كذا ..!! .. الله وينها هالجزيرة ؟؟"
اجابها وهو يركز على القيادة :" مو بعيدة .. نقدر نستأجر يخت و نروحها .. تبعد مسافة ساعتين من هنا "
تحمس بسام الذي كان يجلس بالخلف :" اررركب .. خالي الله يعلي مراتبك خذنا لها "
ضحك فارس لكلام ابن اخته .. ونظر بتساؤل الى دلال ..
رفعت كتفيها بإستسلام :" اصحابه .. اولاد حواري ..و للحين ما شفت شيء "
بسام :" امييي .. ايشبهم اصحابي .. فقعانين "
ضحك فارس :" هههههههـ ايش هالمصطلح بالله "
اخذ بسام يفسر له و قد مدّ رأسه في الفراغ بين امه وخاله :" يعني خطيرين خالو "
هز رأسه ضاحكاً ..:" والله هـ الجيل غريب جداً "
دلال بإبتسامة :" عقبال ما اشوف اولادك "
تصلبت يدا فارس على المقود .. واختنق صوته :" لا تتأملي "
قطبت :" ليش ما اتأمل .. كم اخ عندي انا .. لالا ابغى اشوف اولادك وبأقرب وقت بعد "
تحدثت تولين :" حالي .. ابى اثوف اولادت انا تمان "
قفز بسام بحماسٍ في مكانه :" اييي خالي .. ياواد لو يصير عندي اولاد خال .. احلى فله "
اضطرب فارس بداخله ...و اجبر نفسه على التماسك لن يُظهر هستيريته امام اخته ..
فلا احد يجب ان يعرف !!!
فغير الموضوع :" انا اقدر آخذ اجازة هالويكند ليومين .. ايش رايكم وقتها تروحوا جزيرة مارينا .؟ "
صرخ الصغيران بفرح .. وتحمست دلال :" و بعد لو ناخذ زينة و شفا واخوانها بتكمل الرحلة "
بسام :" يا سلاااااام .. بتصير رحلة ....رحلة ... " وصمت مفكراً بوصفٍ مناسبٍ لها ..
فقال فارس و عيناه تنظران الى الخلف من المرآة :" .. فقعانة ؟؟"
ضحكت دلال و ضحك معها فارس ..
بسام :" مزبوووووووووووط " .. و مع حركاته الكثيرة .. ركلت قدمه اليمنى شيئاً ما تحت مقعد امه ..
احنى يده ليتلمس هذا الجماد الـ قماشي ..؟ ..ثم سحبه من المقعد ورآه ..
انها ميدالية على شكل دب بقلبٍ احمر ..
مدها باتجاه خاله :" خالووو طاحت ميداليتك تحت المقعدة "
قطب فارس حاجباه ..:" ميداليتي ؟؟"
تلقتها دلال واعجبت بها :" الله .. حلوة .. عجيب فارس ايش هالرومانسية"
القى نظرة حاطفة عليها :" ايش هذي مو حقتي ؟"
امسكتها تولين تلعبُ بها :" حنوة .. دب حنوو " .. فأخذتها امها لتعلقها على المرآة
فارس بإستغراب :" ما اذكر اني اشتريت هالشيء "
تساءل بسام :" امي ايش مكتوب عليها بالعنقريزي ؟"
ابتسمت دلال وهي تنظر الى فارس نظرة جانبيه :" °•.° i loღe you °•.° "
سأل بسام :" يعني يعور لفلفني يوووه منك .. صح ؟"
ارتسمت تعابير بلهاء على دلال .. و تسألت بغرابة :" كيف تترجم انتَ ؟"
قال بسام :" انتي تقولي مكتوب آي لُف يوه .. و (آي ) يعني آي يعور ..
( لُف) أمر للفعل لفلفني ..
و ( يوه ) زي ما تقولي لما اطفشك يوووووه منك يا بسبس .."
مرتّ ثانيتان تبادلت دلال وفارس فيها نظرات الغباء .. ثم بعدها انفجرا ضحكاً .. و قلدتهما تولين ..
فارس :" هههههههههههههههههههـ قسم بالله انك حريف "
ضحكت دلال بجنون :" ههههههههـ ايش تخررف انت ؟؟ هههههـ "
( برطم ) بسام :" اسرووا بس .. تتريقوا عليا .. الله يسامحكم "
فارس :" هههههههههـ دلوول بأي مدرسة مسجلته انتي ؟"
دلال :" بحارة الورعان ههههـ "
بسام :" ما علي منكم .. واثق الخطوة يمشي ملكاً "
دلال :" ايييش دخل الحين ..؟"
فارس :" هههههههههـ دلال ولدك ورع فقعان "
دلال :" طالع عليك في صغرك "
تابعوا نقاشهم و السيارة تقتطع الطريق الى حيث قبع سكن " The hope of life "
عندما توقفوا عند بوابة السكن سأل فارس :" الساعة كم تبغيني اجي آخذكم .؟"
دلال :" ما ادري .. انا بدق عليك واخبرك "
ابتسم وهو يقبل ابن اخته :" اوكي .. انتبهوا على نفسكم "
اجابه بسام الذي قفز خارجاً من السيارة :" ان شاء الله خالي .. سلاااام"
ثم ركض عبر الممر الى داخل السكن ..
خرجت دلال ممسكة بإبنتها .. فارس :" دلال سلمي على شفا .."
و اضاف عندما رآى استغراب اخته :" و اخوانها "
ابتسمت :" بس ...؟؟ "
قبل ان يشغل سيارته تنهد ..:" و ... زينة " ثم انطلق مخلفاً اغبره اطارات السيارة خلفه ..
اخذ الطريق الرئيسي .. ثم بعد دقائق علِق في الزحام .. اسند رأسه على مسند مقعده بـ تعب
و جذب الماضي تفكيره .. بعد برهه تنهد .. لا يريد ان يتذكر اي شيء عن ماضيه ..
حركة الميدالية المعلقة امامه جذبته ..رمقه بتساؤل .. لـ من هذة الميدالية ..؟
رفع يده يلمسها ..
رآى الجملة .. و ايضاً الحرف المتدلى منها .. حرف الـ ( Z )
فـ ترآى له صورة زينة فوراً ..
زينة ..!!!!
و لماذا تكون زينة ..؟؟؟
انتزعته ابواق السيارات حوله من شروده .. فلوح متأسفاً لهم وانطلق ..

~~~



~ الجـ 2 ـزء ~

بعد ان انتهى الجميع من الاحتفال و تناول الطعام .. رتبت شفا وزينة ومعهما دلال المكان ..
و جلس الاطفال يلعبون و يفتحون الهدايا .. والحماس طافحٌ من اعينهم ..
جلست دلال على احدى الارائك .. وبمقابلها شفا .. اما زينة فأنضمت الى الاطفال على البساط امام المدفأة ..
دلال :" آآآه .. تسلم ايدك شفا .. طبخك يهبل "
ابتسمت شفا :" لا تبالغي دلال .. بس تسلمي "
شاركتهم زينة الحوار و قد اخذت تنظر الى الصغار بتهديد :" بس مافي اطعم من كيكتي .. صح يا بزران ؟"
نظر الاطفال الى بعضهم البعض ... فصاحت زينة :" صــــــح ولا لا ؟؟"
في سرعة صاحوا :" صحححح " .. تولين ..:" ثح عمتو " وقفزت لتجلس على جعبة عمتها ..
تالا :" بسوم شكراً على هديتك .. حلوة "
انشقت الابتسامة في وجهه :" ولا يهمك .. لجل عين تكرم مدينة "
سحبت زينة شعر بسام الجالس بجانبها :" يا واااد .. تغازلها كماااان "
بسام :" آآآآآآي عمتوو .. والله ما سويت شيء .. ليه انتي ظالمة كذا ؟"
توسعت عيناها :" وكماااان تقول ظالمة .." اجلست تولين بجانبها ..:" توتو قومي عني بفقع وجه اخوكِ "
ضحك تامر :" هههههـ تفقعي ايش فيه ؟؟.. مابقي شي وجهه خلقة مفقع "
شفا بتأنيب :" تموور ايش هالكلام عيب " ..
ضرب بسام تامر على رقبته :" افااا .. يا واد وانا مسويك خويي .. افاا بس افاا "
ايدته زينة :" اي والله ترى وجهك رايح مثل الدونات .. منفّخ .. ايش ذا دلال ولدتي انسان ولا استبنه "
( الاستبنه = اطار بلاستيكي اسود مشابه لاطارات السيارة .. يُستخدم غالباً في البحار )
ضحك الجميع .. ووقف بسام مغتاظاً من تعليقاتهم .. سحب اللعبة التي جلبها لـ تامر ووجهها نحو عمته ..
كانت اللعبة عبارة عن مسدسٍ بذخيرة مطاطية.. اطلق الذخيرة بسرعة ..:" خوووذي جزااتك "
فوقعت زينة على ظهرها وقد استقرت القطعة البلاستيكية على جبهتها ...
ضحكوا لمنظرها الغبي .. وقفت وهي تصرخ :" ياحماااااااار يا سوووومي "
ارتسم الرعب على وجه بسام ..
فركض وتامر يتبعه ضاحكاً الى الاعلى :" يمامييييييي الوحشة هاااجت "
ركضت زينة خلفهما و صوتها العالي يغلي كثورٍ غاضب ..
هزت دلال رأسها ضاحكة :" يا ربيييي مدري هذي زيون متى تعقل ..؟"
شفا :" ههههههههـ بالعكس هذا الخبال اللي محليها "
دلال :" صدقتي والله .. الله يسعدها "
من قلبها دعت شفا :" آميــن "
امسكت تالا بيد تولين ونظرت الى شفا :" شفا ممكن آخذ توتو وافرجها على العابي ؟"
ببسمة :" اكيد قمري "
انذرتهما دلال قبل ذهابهما :" بس انتبهوا من الحرب اللي فوق .. لا تنصابوا "
شفا :" هههههههـ الله يهديها بس زيونة هذي "
دلال :" آميـن .. اشك انها راح تعقل الا اذا زوجناها "
وافقتها شفا :" امم صح .." سكتت ثم اكملت بأسف :" لكنها رافضة فكرة الزواج "
وقفت دلال ومشت الى حيث الصور فوق رف المدفئة :" على قولتك ..للحين امها جايبة لها 8 خطّاب ..
رفضتهم كلهم .. حتى صارت حماتي تشتكي ان زينة ما عادت تتواصل معاها .. متجنبة موضوع الزواج"
شفا :" اي .. الله يعين ويصبر خالة جميلة .. آخر مرة اتصلت فيا تسأل عن زينة .. لانها ما ترد عليها"
هزت دلال برأسها .. :" الله يهديها " .. حملت احدى الصور بيدها .. واخذت تتطلع الى الاشخاص ..
شفا :" آمين .. يارب يقرب اليوم اللي افرح فيه لـ زينة واتطمن عليها "
دلال :" ان شاء الله .. هذولا والدينك شفا ؟"
كانت الصورة ملتقطة في مدينة ديزني لاند .. شفا في العاشرة من عمرها مرتدية فستان سنووايت .. وقد رفعها والدها فوق رأسه .. اما امها كانت تقرب بالقرب منهما مبتسمة
اومأت شفا ببسمة .. فقالت دلال وهي تمسح الصورة بحالمية :" امك حلوة "
تنهدت شفا :" امم .. بابا كان يناديها .. وجه الملاك ..كانت .." لاذت بالصمت و ابتسمت بحنين لها ..
تابعت دلال تفرجها على الصور .. و رأت عدة اطارات لـ شفا مع ابويها .. ثم مع اخويها في مراحل عمرية مختلفة ..:" تدري شفا .. اخوانك فيهم شبة كبير من ابوكِ .. لكن .."
لفت اليها واكملت :" لا تزعلي مني شفا .. بس بصراحة ما كأنك اختهم ابداً "
ضحكت شفا بخفة :" ادري .. انا مررة ما اشبه لا بابا ولا ماما الله يرحمهم .. ولا حتى تالا وتمور"
دلال :" اول ما قابلتك حسبتك لابسة عدسات .. بس الليلة اكتشفت انه عينك رمادية صدق .. امك كانت كذا ؟"
نفت شفا :" لا ماما عيونها سودة .. بس اكيد الوراثة لعبت دور "
عادت دلال تجلس بجانبها :" .. يعني اجدادك فيهم جينات العيون الملونة ؟"
شفا :" ممم والله ما ادري .. ماما كانت مقطوعة من شجرة .. وبابا ما نعرف له معارف "
دلال :" اهاا .. عشان كذا انتوا عايشين هنا وما رجعتوا بلدكم الاصلي ؟"
ابعدت شفا خصلة شعرها عن عينها :" امم عملياً هذا بلدنا .. انولدنا انا واخواني وترعرنا فيه .. وبعدين مثل ما قلتي .. مانعرف احد هناك نروح لمين ؟.. و بعد شغلي هنا .. و علاجي .. هالمستشفى من اكثر مستشفيات العالم تطور .. فكل التسهيلات متوفرة لنا .. صعب نهاجر ونروح هناك مع انه نفسي اعيش في ذيك الارض الطاهرة ."
عندها فقهت دلال ظروفها :" طيب انتي واخوانك بس عندكم الجنسية الامريكية .؟"
شفا :" لا اكيد .. عندنا الجنسيتين .. بابا اخذ الجنسية الامريكية لانه عاش هنا فترة طويلة "
قطبت دلال :" غريبة .. انا اعرف انه لازم يتزوج امريكية عشان يأخذ الجنسية !!!"
شفا بتفكير :" ممم ما ادري بس يمكن اول غير "
دلال :" يمكن " .. عندها أتتهم زينة و القت بنفسها على الاريكة متعبة ..
كانت ملابسها مشعثة .. و شعرها انتكش في كل اتجاه .. ووجها مليء بالقطع المطاطية اللاصقة ..
شفا :" هههههـ شكلك تحفة زيوون يبغالك صورة " ووقفت مسرعة لتفتش عن كاميرا التصوير
دلال :" هاه بشري ايش نتائج الحرب ؟؟"
نزعت قطعة من وجنتها :" آآي عمااا تعور .. دلول جهزي قبر ... ولدك انقتل "
دلال :" بسسسم الله على ولدي .. ومصع لا تفاولي عليه "
اتت شفا و التقطت صورة لزينة قبل ان تعارض ..:" هههـ ومصع كلمتي .. لكن فداكِ هيا "
زينة باشمئزاز :" وجع انا ليا سنين معاكِ و تقولي لي لا تسرقيها .. هذي العملاقة ماتعرفيها يومين وفداها هاااه !!"
ضحكا على منظرها .. شفا :" يا ربي بدت الغيرة "
استلقت زينة مرة اخرى على الاريكة :" ترى الاولاد فوق مربطين تربيط عسكري .. ولا بكره ما راح ينفكوا"
شفا :" ههههههههـ حرام عليكِ مجرمة "
نظرت دلال الى الساعة :" يووه مرّ الوقت من غير ما نحس .. لازم اتصل بفارس يجي ياخذنا "
تأففت زينة عندما سمعت اسمه .. الا يكفُّ هذا المغرور من اقتحامِ حياتي..
شفا :" لااا بدري يا دلال "
دلال:" أي بدري ؟؟.. اصلاً عبل ما يوصل يصير 9 وبعدين بكره وراكم دوامات انتوا والاطفال "
زينة :" اممفففف لا تذكريني .. عندكم بدأت الاجازة ونحن نكرف ونشتغل هنا "
دلال :" لا للحينه ما بدأت باقي اسبوعين .. لا تنسي الاختبارات النهائية ..لسه ما خلصوا "
شفا :" ايوه الله يوفقهم .. بس الاجازة الصيفية راح تفرحهم .. اربعة شهور وناسة "
زينة :" ايوه صح دلوول .. متى زيود جاي ؟؟ وكم بتقعدوا هنا ؟"
دلال :" ان شاء الله بعد اسبوعين .. و ماادري قال نقعد شهر وبعدين نسافر ماليزيا "
شفا :" ماشاء الله .. ان شاء الله تنبسطوا "
اخرجت دلال هاتفها من الحقيبة لكي تخابر فارس :" ان شاء الله "
ثم اتصلت ..:" آلو .. هلا فارس .. لا خلصنا ..."
نظرت شفا الى زينة لتراها قد اشاحت بنظرها بعيداً والضيق ارتسم عليها ..
أخذت تتسائل ..:" هل من الممكن ان يكون فارس خلف تغيّر زينة ؟"
انهت دلال المخابرة وابتسمت لهما :" جاي .. يقول مسافة الطريق ويوصل "
بلا تحكم قالت زينة :" عساه ما يجي "
نظرت كلتاهما اليها .. دلال :" الله يقلع لسانك لا يصير في اخوي شي .. زينة لي كذا تكرهيه؟؟ "
تأففت زينة :" امففف هو ما ينطاق "
دلال بشبة عصبية :" والله انتي اللي صرتي ما تنبلعي "
تدخلت شفا :" هوووه هووه اذكروا الله واستعيذوا من الشيطان "
دلال :" اعووذ بالله منك يا ابليس .. زيون هو يقهرك ماقلنا شيء .. بس لا تدعي عليه "
مدت زينة شفتها السفلى و همست :" سوري مو قصدي .. اعوذ بالله من الشيطان "
حبتّ شفا ان تغير الموضوع :" طيب دلال ما قلتي لنا قصة فارس .. مو نحن اتفقنا امس "
دلال :" ايووووووه صح .. ذكرتيني الله يذكرك بالشهادة "
شفا :" آمين " .. باشرت دلال بـ سردُ قصة فارس ..
ادعّت زينة ان الامر لا يهمها و بقيت مستلقية تنظر الى دلال بنظرات لا مبالية ..
لكن في داخلها كان الفضول يشتعل راغباً في كل معلومة عنه كحطبٍ يزيدها بقاء ..
دلال :" اهله كانوا ناس مريشيين ( اغنياء ) ..لان ابوه من هوامير الاسهم ..
كان مدمن على التهور بكل اللي عنده في سوق الاسهم .. وحظه حالفه لوقت مو قصير ..
لكن مو كل مرة تسلم الجرة .. طاحت الاسهم مرة و خسر خسارة كبيرة ..
كل املاكه راحت مثل فص الملح لما يذوب .. و زوجته كانت من الناس الهاي هاي اللي متعودين عالفخفخة
فـ لمن فلّس زوجها طلبت الطلاق وتركته مع ولده .. اللي هو فارس ..
وقتها كان عمره تقريباً 6 اشهر .. وانا توني 5 اشهر مكملة السنة .. ابوه نقل للعمارة اللي ساكنين فيها ..
وكان دايم يطلع بره .. يشتغل يمكن مدري عنه .. بس كان كثير يغيب عن الشقة ..
وكل ما يخرج يحط فارس عندنا .. طبعاً مسكين بعمره يحتاج للرضاعة عشان ينمو .. فبكذا كانت امي ترضعه .. في وقت غاب ابوه فترة طويلة بعدها عرفنا انه في السجن محبوس للمتاجرة في المخدرات "
شهقت شفا عندها .. وقامت زينة فاغرة فمها .. مصعوقات بالذي سمعنه
.. تنهدت دلال واكملت :".. الله يرحمه بس ..
المهم كبر فارس معايا .. عايش عندنا لين ما كمّل الـ 15 سنة .. بعدها ابوه طلع من السجن ..
كان منتف ومو لاقي شغل او احد يساعده .. فدور علينا لين ما حصلنا .. ووصل لـ فارس .."
سكتت دلال وذكرياتها تسحبها للماضي :" كان فارس صبي حبوب ودمه خفيف مررة .. اتذكر خباله اللي مخلي بنات العيلة كلهم طايحين عنده .. " نظرت الى زينة ورمقتها بغرابة :" كان مثلك تمام يا زينة "
ضمت زينة يديها الى حلقها .. محاولة ان تقلل من هذة المشاعر المتفاقمة داخلها ..
لم يخطر ببالها .. ان فارس مرّ بحياةِ قاسية كهذة .. شعرت وكأن قلبها يعتصر في صدرها ..
احست بمراره ماضيه .. الذي هوّن ماضيها عليها ..
(( صدق لي قالوا .. من شاف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته .. يارب عونك بس ))
اكملت دلال :" جا و طالب بـ فارس , طبعاً ماقدرنا نمنعه ياخذه ..و فارس كان مشتاق لريحة احد من اهله
فبطيبته ظن ان ابوه تغير .. راح معاه .. لكن ابوه استغله وخلاه وسيلة عشان ينتقم من طليقته ..
الله يرحمه .. كان يكرّه فارس بأمه كل لحظة .. وفي نفس الوقت يحاول يقربه منها ..
في ذاك اليوم .. وصّل فارس لبيت امه اللي ما شافته من هو صغير ..و قاله يقعد عندها مع عائلتها الثانية
طبعاً هيا كانت الزوجة الثانية لواحد من التجار المعروفين .. فمن شافت الفقارة اللي ظاهرة على ولدها
خافت الفضيحة .. فـ طردته .. وقالت له اذا شافت وجهه ثاني لا تتبلى عليه وتدخله السجن "
زينة بقهر انفجرت وهي تضرب قبضتيها على الطاولة :" الحقيــــــــــرة "
دُهشتا لردة فعلها المبالغة .. ونظرتا الى بعضيهما ثم اليها ..
تفاجئت زينة هي الاخرى من ردة فعلها فوقفت بضيق متجهة الى المطبخ لتجلب كوباً من الماء تهدء فيه نفسها
سألت دلال شفا بغرابة :" ايش بها ؟"
شفا بإنسجام لقصة فارس :" مدري ... ايوا كملي "
اكلمت دلال بحزن :" بعد ماطردته امه .. انقهر ابوه .. فتهجم على فلتهم وانحبس في السجن ..
فارس انقلبت حياته من وقتها .. وصار اصحابه في المدرسة والكل يعايره بـ ولد السجين و النذلة ..
نحن كنّا ملجأه الدائم .. فعشان يثبت نفسه قدامنا ويرد جميلنا .. تابع دراسته بجد ..
لين ما الله وفقه واخذ البعثة للخارج .. ليلة سفرته هي نفسها ليلة ملكتي على زيد .. فـ
كانت ليلة فرحة وحزن لي .. لكنه ما قصر جا سلم علي و بارك لي و لـ زيد .. و بعدها سافر
ولا عاد رجع .. الا زيارة من وقت لوقت .. يسلم فيها على اهلي "
سألت شفا :" طيب ايش صار بوالدينه .؟"
دلال :" سمعنا انه اتشابك مع السجناء وواحد طعنه .. مات الله يرحمه "
افلتت من شفا آهه حزينة ..
ودلال :" امه اتطلقت للمرة الثانية وتزوجت واتطلقت .. الحين مانعرف اي شيء عنها "
شفا بحزن :" مسكين .. الله يعوضه خير "
دلال :" آمين "

هناك خلف باب المطبخ .. وقفت و الألم طفح قلبها .. لماذا فارس بالذات .؟
ضغطت اناملها بشدة على حواف الكأس حتى ابيضت .. وهمست بحزن :" فارس !!"
كانت تراه علامة استفهامٍ كبيرة .. والآن تفهم سرّ غموضه ..
لقد مرّ بتجربة قاسية في الحياة هو الآخر ..
فشعرت برغبة طاغية في ان تنسيه تلك الآلام ..
ثم سمعت اصوات خطى الاطفال وهم يركضون الى الصالة ..
فمسحت غيمة الحزن عن وجهها و زفرت لتخرج وتنضم اليهم ..
رآها بسام :" خخخخ عمتوو فكينا اسرنا اررر اررر "
تامر :" اررر اررر يا جراار انتَ يا خطير "
تالا :" انا وتوتو فكينا الحبال يا كذابين .. بلا اررر اررر "
ضحكت شفا :" ههههـ ما ادري ايش يقولوا هدول !!"
زينة بتملل :" اصبر علي انت وهوَّ ان ما وكلتكم هيا سخنة .. ما اكون زينة شيخة المزايين "
دلال :" و احلى شيخة .."
قاطعتها شفا :" رهيبة .."
قفز بسام ليكمل :" عربجية .."
وانهى تامر الجملة :" في الحاااااااارة .."
ثم ضحكوا جميعاً ..
رفعت زينة يدها الى فمها بطريقة ساخرة واخذت تضحك وتحرك كتفيها :" هوهاهاها ضحكتوني وانا مالي نفس اضحك "
لوح تامر يده :" ما يقولوها كذا .. يقولوا حلووووووة بس لا تعيدها ثاني هع "
بسام وهو يراقص حاجباه :" لالالالالا يا واد .. يقولوا حلوووووة بس مخطوبة خخخ"
لم تتحمل زينة غبائهم .. فرقعت رأسيهما .. وسط ضحك الاخرين ..
بسام :" آآآح .. عمتو ترى ما نأخذك معانا للـ مارينا "
زينة :" مارينا ولا كارولينا مررة هددتني "
تحدثت دلال وابنتها تجلس فوقها :" صحح .. بنات ترى هالاسبوع في الويكند فارس مخطط ياخذنا جزيرة المارينا كللللللنا "
تامر وتالا بفرح :" واااااااااااااااو ... وااااو .. وناااااسة .. شفاا بنرووح بنروووح "
شفا بأسف :" اممم .. لا والله ما نقدر "
زينة :" وهذا الخبل لازم يفرد عضلاته قدامنا يعني .. جزيرة المارينا مرة وحدة "
دلال :" امم يقول مرة حلوة .. فقال بآخذكم يومين .. وبيستأجر لنا يخت عشان نروحلها "
قفز الصغار فرحين .. وبحماس اخذ بسام و تامر يخططان :" يا واد جايب صنارة صيد .. بنصيد بيها حوت"
تامر :" انا عندي معدات غوص ما قد استعملتها .. هذي فرصة ذهبية "
زينة :" هششش بلا ازعاج .. شفوي ما تقدر تروح "
تالا :" لالالا شفااا بنرووح " ووقفت امام اختها بعينان تناشدانها .. وانضم اليها تامر وفارس ..
نظرت شفا اليهم بيأس :" يووه لا تطالعوا كذا .. يا الله "
دلال :" شفا يالله عاااد .. بنتونس سوا .. وبعدين بتكونوا في اجازة .. ما وراكم شيء "
تأففت زينة لفهمهم البطيء :" دلال .. شفا ما تقدر تبعد عن المستشفى هالمسافة وهالمدة .. في حالة جا متبرع .. فهمتي "
وضعت دلال يدها على فمها وقد تذكرت حالة شفا ..:"أهاااااا.. آسفة شفا "
ابتسمت لها :" لا عادي .. بس شوفي هـ الاعين تعذبني "
قامت زينة لتجرهم من ياقات ملابسهم .. :" هييي مافي روووحة افهمووا "
تالا و تامر :" بليــــز نبغى نروووح .."
بسام :" والله انا مو رايـــــــح الا معاي خويي تامر .. ولا خلاص بطلت " وجلس متكتفاً
زينة :" احلى ..الولد كبر وصار جحش خخ"
دلال :" ههههههـ مالت "
زينة :" عليكِ .. " ومدت لسانها بصبيانية لها ..
بسام :" طيب خلي تامر وتالا يجوا معانا .. عمتو بتنتبه لهم "
قفز تامر :" اييييييييوه صح .. جبتها يالحبيب "
بسام بأسلوب رجولي :" افااا عليك اعجبك يالطيب "
شفا :" هههههههـ دلال ولدك .. بيعلم تامر الرجولية "
دلال :" ههههـ ولد حواري عاد .. بس اقتراحه حلوو .. خلاص خلي تامر وتالا يجوا معانا .."
شفا بتردد :" ممم .. ما ادري ..ممم "
تامر :" شفاا نوعدك ما نتعبهم " .. وتالا :" يب يب يب .. بصير عاقلة واسمع الكلام "
نظرت شفا الى زينة ..:" زينة تروحي معاهم .؟"
فكرت زينة قليلاً ... :" والله مرررة طفشانة بغير جو .. و عااد المارينا من زمان نفسي اروحها "
دلال :" خلااص اجل مافي كلام .. رايحين اوكي ؟؟"
نظر الجميع الى شفا منتظرين اجابتها .. فأستسلمت :" اووكي "
فقفز الصغار بفرح :" يسسسسسس وااااااو "

~~~~

بعد ساعتان من ذلك .. سكن المنزل وعمه الهدوء التام ..
استلقت شفا على سريرها لتأخذ الدواء ..
تنهدت زينة النائمة في السرير المجاور :" آآه يوم متعب "
وافقتها شفا بهزة من رأسها :" امم .. الحمدلله "
اعادت الكأس الى المنضدة فلمست الصندوق الزهري .. تذكرته وابتسمت ثم تناولته ..
رآتها زينة :" عجيب ايش هالهدية الناايس .. من معطيكِ هيا ؟"
شفا :" جود "
فتحت الصندوق و رأت بداخله ورقة معطرة .. ثم وردة بيضاء ..
جلست زينة امامها تنظر الى الهدية :" يووه شـ هالرقة اللي عليها "
ابتسمت شفا بـ سرها .. يملكُ ذوقاً فريد ..
فتحتَّ الورقة لتقرأ ما فيها ..:
( يا ذات الخيال الابيض .. كم تُهت بحثاً عن شبيهكِ
فـ وجدت ثلج الزهر قد نادى كهمسكِ ..
ودنت بتلاته تضاهي روعة طيبكِ ..
و بجوفه سكن الزمرد .. مثل ما سكن الحنان فؤادكِ ..
J
)
تأثرت بما خُطَّ عنها ؟؟ كم هي رقيقةٌ كلمات جود ..
صاحت زينة باعجاب :" شفوووي طالعييي .. "
نظرت اليها ورأتها تحمل الوردة البيضاء .. عندما قطفت زينة احدى البتلات ..
صرخت شفا :" زيووون .. لا تقطعيها ومصع "
زينة :" مو مقطعتها .. بس بخرج السلسلة من قلبها "
شفا :" اي سلسلة ..؟؟؟"
ابعدت زينة البتلات بحذر .. ثم سحبت قلادة زمردية من باطنها ..
زينة :" وااااااو شفووي تجنن .. طالعي "
امسكت بالقلادة الرقيقة .. و احبتها .. انها جميلة جداً ..
اخذت زينة البطاقة لتقرأها :" والله هذي جود عليها هدايا تخقق .. يبغالي اتعرف عليها هوهاها"
فكرت شفا .. انها ليست جود .. انه هو ..
زينة :" احلىىى .. الكلااام مرررة نايس ومطابق على الهدية .. عجيييب عجييب شفوي ايش هالحركات"
ضحكت شفا وقد زحف الاحمرار الى وجنتيها ..:" احم .. استاهل ولا مو "
زينة بضحك :" موو هوهاهاها "
ثم عادت الى سريرها قائلة :" آآه انا نعست مرررة .. يالله تصبحي على خير "
همست ومازالت القلادة بيديها :" تلاقي الخير "
اعادت كل الاشياء الى الصندوق ووضعته في درج المنضدة ..
ثم استلقت وهي تشعر بروحها خفيفة .. كـ خفة الريش بين نسمات الهواء ..
اغمضت عينيها .. ولم تغب الابتسامة عن شفتها ..

~~~

اتصلت به لكي تعرف المستجد .. :" هلوو .. هاي بابي .. ايش عملت ؟"
د. احمد :" خلاص حبيبتي الليلة بتبتدي دوامك المسائي عليها "
وسن بفرح :" واااو ثااانكس بابي .. يو ار ذا بست "
د. احمد :" المهم كلمي الآنسة شفا وهي بتساعدك في حالة المريضة "
خبت بسمة وسن :" وليش شفا ..؟؟؟؟؟ "
د. احمد :" لانها الممرضة الرئيسية لحالة المريضة .. يالله انا مشغول باي "
وسن :" تشاو بابي "
اقفلت الخط ونظرت الى هاتفها بغضب .. :" اووف .. شفا اقين.. متى تموت ونرتااح منها "
رمت بالهاتف على السرير .. و اخذت تذرع الغرفة ذهاباً واياباً ..
هذة الفتاة ... دوماً ما تأتي في طريقي .. اكرهها .. اكرهها ..اكرههاااااااا
لقد مضيت اسمع مديح ابي الدائم عنها ..
خطفت مني تميزي في الدراسة .. وماذا بعد ..؟
انها ... انها جميلة بشكل يثير الحنق .. فـ هل من الممكن ان تخربّ خطتي مع جاسر ...؟
لا استبعد ذلك .. آآآآآآآه يا الهي كم اكرهها ..
اتمنى فقط ان تمووووووووووووووت ويكف قلبها المهترء عن الخفقان ..
ارتفعت ضحكتها الشريرة :" ههههههههاااي .. شفااا .. لو قلبك ما توقف لوحده .. انا بعرف كيف اوقفه "

~~~


قال جاسر :" لا تظني اني بسمح لكِ "
جود :" لييييييش جاسر بليـــز والله تعبت من القعدة هنا "
رفض جاسر طلبها مرة اخرى :" جوود .. مافي طلعة .. ممكن يكون خطير عليكِ "
دخلت عندها شفا للمرة الثانية .. فسألتها جود :" شفاا جاسر يقولي ممنوع اطلع واتمشى .. بليييز اقنعيه"
ابتسمت شفا و بخجل :" سيد جاسر .. ما بيصير عليها شيء .. بالعكس احسن لها "
لاذ بالصمت وهو ينظر الى شاشة حاسوبه :" طيب اللي يريحكم "
جود بفرح :" شكراااااا شكرا شكرا جسووور شكراااا "
ثم تركت سريرها لتتوجه الى خزانة الملابس .. جاسر :" ايش بك مستعجلة المكان ما بيطير "
ضحكت جود :" ما ابغا اخاف تغير رأيك .. شفااا ساعدينيي بسرعة البس "
تحركت شفا مبتسمة و اخرجت لها الملابس ثم تركتها تذهب لتبدل روب المستشفى ..
عندما اصبحا وحديهما .. قالا بصوت واحد :" شكراً "
رمقا بعضهما ثم اشاحا .. جاسر :" الشكر لك آنسة شفا.. و على ايش تشكريني"
اضطربت قليلاً :" شكراً على .." هل تقول الهدية .. اوه لا ستنهار من الخجل :" على انك جبت جود هنا"
ابتسم ويداه تقرعان على مفاتيح الكيبورد :" و شكراً على انك هنا معها "
هزت برأسها .. و ضاعت منها الكلمات .. لا تدري لما يلفها الخجل والاضطراب عند وجوده ..
جاسر :" آنسة شفا .. ممكن اكلمك بوقت تكوني متفرغة .. بدون وجوها "
توسعت عيناها و نطقت :" ليش ؟؟"
جاسر :" ابغى اعرف حالة اختي منك بالضبط .. لاني واثق انك تقدري تحددي الخطب فيها "
عندها خرجت جود و قد ارتدت بنطالها الابيض و قميصاً اصفر فوقه ..
جود بحماس :" يالله شفوووي .."
امسكتها من ذراعها واخذت تسحبها .. لكن جاسر قال قبل خروجهما :" اشوفك مرة ثانية آنسة شفا "
باضطراب :" ااا .. ان .. ان شاء الله "
في الممر ابتسمت جود لشفا :" هاااه .. ايش مخططين انتي واخوي من ورايا ؟؟"
انكرت شفا بشدة :" مو مخططين شي جووود "
ضحكت جود :" هههههـ امزح شفااا .. ياااه ابغى اشممم هوا معاكِ .. "
شفا :" الحين بالحديقة بيعجبك الجوو .. "
بدأت خطوات جود تسرع :" يااالله مافيا انتظرررر "
شفا :" ههههـ طيب لا تطيري "
واستقلتا المصعد الى الطابق الارضي ومنه الى الحديقة ..
عندما وصلتا الى الارض المخضرة والسماء الصافيه .. مدت جود يديها وهي تستنشق الهواء
:" آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ربي "
ابتسمت شفا لهذا الاشراق الذي بدى على جود ..
انها في طريقها للشفاء ..
يا رب لك الحمد .


~~~~

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 04-09-08, 07:48 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 93323
المشاركات: 172
الجنس أنثى
معدل التقييم: ضياع نبضة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ضياع نبضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثانـي عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :

" البشر كحباتِ المطر بدايتهم قطرة و نهايتهم حفرة "

~ الجـ 1 ـزء ~

احتوتها اجواء السلام حولها .. الطيور البيضاء على مشارف الممرات تتلقف حشائش الارض
الاطفال يلعبون فوق العشب .. و بعض كبار السن وقد شغروا مقاعد الحديقة وظهرت السكينة عليهم
استرخت على مقعدها مبتسمة و اغمضت عينيها لتتمتع بأصوات الحياة
نادتها شفا :" جود .. مرتاحة ؟"
انفرجت اجفانها وهي تشعر بزهرة الحياة تتفتح في قلبها مرة اخرى
جود بصوت حالم :" ما عمري كنت مرتاحة مثل هاللحظة "
تنهدت وحمدت الله في سرها ..:" ان شاء الله دوم "
جود :" آمين .." اصلحت من جلستها لتكون مواجهه مرافقتها .:" شفا "
نظرت اليها :" هلا "
جود :" يالله انتي امس وعدتيني تحكيني قصتك .. حكيني الحين "
ضحكت برقة :" ايش اقولك .. طيب انتي أسأليني واجاوبك "
فكرت جود قليلاً ثم القت بأسألتها دفعة واحدة :" اممم كم عدد اخوانك ؟ ومن متى انتي تشتغلي هنا ؟ وكم عمرك لاني حاستك بعمري ؟
ومن فين انتي ؟ متزوجة مخطوبة ولا عازبة ؟ كيف تتكلمي لهجتنا ؟ و ليش .."
قاطعتها شفا ضاحكة :" هووب هووب هووب .. شوي شوي يا بنتي غرقتيني اسأله "
جود ببراءة :" طيب انتي تقولي أسألي "
رفعت شفا يدها لتمسك برأسها :" آآه يا رأسي اسألي سؤال سؤال مو تفجعيني كذا "
جود :" هههـ اوكي .. حكيني متى جيتي انتي واهلك سكنتوا هنا .؟؟"
شفا :" ممم ميلادي كان بهالمدينة .. عشنا انا وبابا و ماما سنة بعدها رحنا السعودية عشان دراسة ماما
وجلسنا هناك لفترة 3 سنوات .. بعدها رجعنا مرة ثانية هنا و استقرينا على طول "
جود :" آآه يعني انتي بنت ديرتي .. عشان كذا تهرجي لهجتنا "
ضحكت شفا :" ايوه يعني لو مو بابا الله يرحمه كنت الحين ما اعرف اهرج مثلكم .. "
جود بأسف :" حتى بابتك مات !!! .. مثلي بابا مات من سنين راحت "
زادت شفا من قبضتها :" الله يرحمهم .. ويكتب لنا لقاء بيهم في الجنة يارب "
جود بهزة خفيفة :" آمين .. طيب كيف اخوانك ؟"
ببسمة :" عندي اخوان توأم تالا وتامر عمرهم 7 سنوات "
جود :" الله .. توأم ..!! .. نفسي اقابلهم "
شفا :" ولا يهمك .. بأجيبهم مرة عشان تشوفيهم "
جود :" حلووو .. بس كيف عايشين كل حياتكم هنا ..؟ ما تحسوا بالغربة ؟"
نظرت شفا حولها :" ممم احياناً احس اني وحيدة و غريبة بهالمكان .. لكن وجود تالا وتامر معاي محسسني اني في موطني "
ارخت جود رأسها لتنظر الى يديها :" انا اشتقت لمدينتي و لبيتي ولاهلي "
قال شفا بثقة:" يإذن الله بترجعيلهم قريب "
بنبرة تغلبها اليأس :" مااظن شفا .. حاسة بأني راح اموت "
بإستهجان رافض :" جوود .. لا تتكلمي كذا .. ان شاء الله بتشفي و بترجعـ "
بترت جود كلامها :" انا فقدت املي بالشفا .. كل مرة اقول راح اتعافى و ارتاح ..
وامنن نفسي عالفاضي
لكن المرض ينهشني و يقتل كل ذرة امل فيا "
شفا :" جود لا تكوني متشائمة كذا .. " و لاذت بالصمت عندما رأت الدموع تتدافع في عينا جود ..
كانت الكلمات متجمعة على شفتيها بإنتظار اطلاق سراحها ..
فتنهدت شفا و ربتت على يدي جود تعطيها اشارة للتحدث ..
فهي تعرف ان كبت المريض لمشاعره هو من اول اسباب تأخر علاجه ..
يجب ان تنفض جود كل آلامها النفسيه .. حتى يسهُل تخلصها من المرض ..
(( ليتك فقط تفعلين الامر نفسه يا شفا >> مداخلة مني خخ ))
جود :" من صغري وانا اتمنى يكون عندي ام اشكي لها مشاكلي و اذوب في احضانها الدافية ..
اتمنيت يكون عندي اخت اشاركها اسراري و تشاركني اسرارها .. و اسمع نصايحها لي "
توقفت برهه لتأخذ نفس عميق ثم نظرت الى شفا بعينان تلمعان :" واليوم حاسة ان ربي رزقني بيك ..
صدقيني شفا ماعمري ارتحت لوحدة بهالطريقة وحسيتها مثل اخت ..
انا اعتبرك اختي عشان كذا نفسي اقولك كل اللي في قلبي "
تأوهت شفا وهي ترى نظرة الصدق تطل من جود ..
فقالت بإمتنان :" تسلمي جود وانا احس نفس الشيء "
ابتسمت جود و بثقة :" ادري .." نفثت ما بصدرها من هواء
و استطردت :" كانت عندي احلام كثيرة .. حلمت اني اكبر و اصير معلمة ادب ..
حلمت يكون لي كتب انشرها بقلمي .. واني اسوي تغيير ولو بسيط للأحسن .. حلمت اني .."
و اوقفتها الغصة المؤلمة العالقة في حلقها ..
شفا وهي تحاول دبّ الامل من جديد في قلبها :" بتشفي ان شاء الله وتحققي احلامك كلها "
برجاء قالت جود :" شفا لا تحاولي تمنيني .. قلبي يقولي ان هذي آخر ايامي .. و "
قاطعتها شفا بحنان :" جووود .. محد يدري متى يومه .. انتي خلي املك بالله كبير و مثل ما قال "
اسكتتها جود بهزات رأسها الرافضة :" ما يهم .. خلاااص احلامي بتبقى مجرد احلام ..لكن الاهم عندي هو جاسر .."
بللت شفتاها بإضطراب ..
وتنهدت بعنف :" جاسر كان دايماً واقف جنبي .. ما تخلا عني في اوقات حاجتي له ..
بكل لحظة كنت الاقيه موجود .. كرّس وضحى بحياته عشاني ..
كان الاخ والاب والام وكل شيء لي ..
حتى في مرضي ما خلاني .. بالعكس مسك بيدي .. وعانى اكثر مني .. جاسر يتألم يا شفا "
رأت شفا ان المشاعر المتدفقة على جود قد سلبت حيويتها السابقة .. وتركت ذبول وجهها يعود ممزوجاً بالالم
جود بأسى :" جاسر عانى من صغره و عانى معاي .. ولاعمره اشتكى ودار ظهره لي .."
رفعت انظارها المبتلة الى شفا لتهمس :" جاسر كتوم جداً .. وما يبين اللي بداخله .. لكنه مرة حساس
مهما قدم احتياجاتي على حاجاته وقوى نفسه .. يظل محتاج حد يواسيه و يوقف معاه "
ارتجفت شفا لنظراتها وكلماتها .. : لماذا تخبرني انا عن هذا الامر ..؟ لماذا تنظر اليّ بهذا الرجاء ؟؟
انا اعترف بأن جاسر قليل الكلام .. لكنه ذلك اليوم لم يكن كتوماً البته ..
فجأة دفنت جود وجهها في حضن شفا لتقول شاهقة :" كل همي راحته .. اكبر حلم لي سعادة جاسر "
اراحت شفا يديها على شعر جود و لم تستطع قول شيء ..
جود :"شفاا نفسي اساعده مثل ما ساعدني .. انا .. انا .." .. ثم انهارت باكية وقد تدفقت احاسيسها كالسيل
صاحت في حضن شفا :" خايفة .. يا شفا .. خايفة من المووت "
كان هناك طفلين يلعبان بالجوار .. فتوقفا عن اللعب ليشاهدا المنظر الحي امامهما ..
قلقت شفا عليها .. ان انفعالها وانهيار اعصابها يهدد بإصابتها بنكسة ..
فحاولت تهدئتها :" جود .. أذكري الله حبيبتي .. أذكري الله "
صدرت أناتها :" ما اقدر اتصور اني بيوم اترك جاسر لوحده بالدنيا .. ما أقدر أفكر اني برحل و أقضي على (علي)
شفاا ليش أنا .. ليش أنا بالذات يصير معاي كذا .. ليه يا ربي انا ليييه ؟؟"
مسحت على رأسها :" هشش جود .. استغفر الله العظيم .. اتعوذي من الشيطان يا جود ..
هدي الله يريح قلبك .. مو طيب الانفعال لحالتك .. "
كتمت شهقاتها وكأنها لم تسمع شيء :" شفا ليش الدنيا كذا تلطّش فيا ؟؟ ابغي افرح واعيش مثل اللي بعمري
ابغى أكمل دراستي واتخرج .. ابغى أصير معلمة اجيال و اخلي اخوي يفتخر فيا ..
ابغى اشوفه عريس .. وانبسط له .. أبغى اشياء كثيرة اسويها .. بس ما ابغى امووت "
بدأت شفا تقرأ عليها بعض السور القرآنية لتهدأ .. و بالفعل بعد دقائق عدة قلتّ شهقات جود ..
خارت قواها ..و ما عادت تستطيع البكاء اكثر فقد اتعبها ذلك حتى النخاع ..
شفا :" يالله جود نرجع غرفتك .. كذا كافي عليك "
اغمضت عينيها بتعب ورأسها يستند على شفا :" مو قادرة اقوم شفا .. احس ماعندي قوة "
اتاهما صوتٌ انثوي تلبسه القلق :" جوود .. ايش فيكِ ؟"
رفعت شفا انظارها لترى وسن تقف عند رأسها وقد تظاهرت بالقلق .. تنهدت في داخلها متضايقة
فهي تعرف ان وسن تكرهها منذ الصغر .. و ماتزال الى الان تكيل لها الكره .. لكن لا تعرف لماذا .؟
بصوت هاديء قالت شفا :" اهلاً وسن .. كيفك ؟"
جثت الاخرى عند جود دون ان تعيرها التفاته :" هذا وقت سؤالك شفا .. ليش جود هنا ؟؟ اهمال منك تتعبيها بالخروج من سريرها .. قومي نرجعها لغرفتها "
لم ترد شفا عليها و اخذت ترفع جود التي اجابت بصوت منخفض :" شفا ما غلطت بشيء انا اللي كنت بطلع"
وسن بملل :" مايهم .. يالله اسنديها شفا و بطلع معاكم "
طبعاً لم تكن وسن مهتمة بإنتكاسه جود او حالتها .. كل ما همها ان تكسب جاسر عن طريق اخته ..
وصلوا الى المصاعد فضغطت وسن على الازرار وهي ترسل لشفا نظرة حاقدة ..
تضايقت شفا من نظرتها وتجاهلتها لتسأل جود :" جود حاسة بوجع شيء ؟"
هزت جود رأسها نافية :" لا .. بس مو قادرة اشيل حيلي "
تدخلت وسن بتأنيب :" هذا بسبب اهمالك يا شفا .. انا اعرف كيف اشتكي المراقب عليك "
اجابتها جود وهي ترفع رأسها عن كتف شفا :" قلت لك شفا مالها ذنب ..انتي ماتفهمي "
فغرت وسن فمها مصدومة ..!! .. لكنها بصعوبة تمالكت نفسها و سكتت عندما فُتح باب المصعد
دخلوا جميعاً ..
وقد اخذت وسن تحدث نفسها :" حشرةً مثلك تصرُخ عليّ يا جود..لم تعرفي بعد مع من تتعاملي "
عندما وصلوا الى الجناح .. كان جاسر مستلقٍ على سرير المرافق .. ينام وقد بان عليه الارهاق ..
دخلت شفا تسند جود تساعدها على الوصول لسريرها ..
اما وسن وقفت هناك تنظر بإعجاب وبنظرات سافرة الى جاسر الغائب عن الادراك ..
طول قامته قد غطت مساحة السرير .. و هدوء ملامحه اضفى عليه جو من الحلم و الجمال..
وضعت شفا جود على السرير وغطتها .. ثم اخذت تقيس ضغطها ..
و شبكت آلة قراءة الموجات الدماغية .. تابعت عيناها القراءات لترى انها طبيعية .. فتنهدت براحة
رفعت بصرها لخيال وسن الواقفة .. و لاحظت انظارها متوجهه لـ جاسر
فنادتها :" وسن .. ممكن تنادي الدكتور دوغلاس "
نظرت وسن اليها بنصف عين :" وليش ما تناديه حضرتك ؟"
قطبت حاجبيها بغرابة :" انا بشوف اشارات جود الحيوية .. لو سمحتي ناديه "
خطت وسن اليها بمشية متمائلة :" اولاً انا ما اشتغل تحت امرتك .. ثانياً انتي روحي ناديه وانا اعتني بامورها"
شفا بهدوء :" جود مريضتي وانا مسؤولة عنها فـ "
قاطعتها ضحكة وسن الهازئة :" وهيا من مسؤوليتي بعد .. حطي هالشيء في رأسك يا شفا "
لم تفهم شفا مقصدها .. فنظرت اليها بتساؤل ..
فتحت جود عينيها بعدما شعرت بالتحسن :" آنسة وسن .. ايش تعني بـ ؟"
توجهت انظار وسن اليها و بنعومة :" انا ممرضتك المسائية يا جود "
تفاجئت شفا وسألت :" لكن وين ويلما ..؟"
ضحكت وسن بصوتها العالي الحاد :" لا تقارني بين مستواي ومستوى هالعجووز "
اغتاظت شفا لتكبر وسن و بتمالك اعصاب :" مافي داعي تغلطي عليها يا وسن .."
وسن بتأفف :" بدال لا تثرثري على راسي .. روحي شوفي لك الدكتور دوغلاس "
عندها سمعوا جميعاً صوت جاسر يفيق من نومه بـ تعب ..
جلس دون ان يرفع بصره .. و احتضن رأسه بين يديه .:" آآخ "
سألت جود بقلق :" جاسر ايش فيك ؟"
اجابها وهو يغمض عينيه بشدة :" لا تخافي .. آآخ بس صداع قوي "
تحركت وسن اليه مسرعة .. وقالت بصوتها الناعم :" جاسر .. خليني اكشف عليك "
رفع جاسر عينه ليراها .. من هذة ..؟؟؟ ثم تذكر ملامحها .. انها تلك الممرضة ..
قال بـ صوت هاديء :" ماله داعي .. بس ابي شيء يطير الصداع "
لمست يده بجرأه متظاهرة بانها لمسة بريئة :" طيب انت ريّح نفسك.. وبروح اجيب لك بندول "
وقامت تمشي مسرعة الى الخارج ..
كان جاسر متفاجئاً من قرب تلك الفتاة .. ولكن الم الصداع شغله عن اي شيء آخر
اسند رأسه للخلف متنهداً .. و غير عالم بالاعين التي تراقبه ..
غضت شفا نظراتها عنه .. وهي تشعر بالاستياء .. ماهذا الذي حدث ..؟
الا تخجل وسن وهي تعامل اهالي المرضى هكذا ..؟ ومن اعطاها الحق لتناديه "جاسر" فقط ..؟
استغفرت ربها و حولت انظارها لجهاز القراءات والضيق يتملكها ..
جود :" جاسر حبيبي ... ايش متعبك ؟"
دخلت وسن وهي تحمل اقراصً وكوب ماء .. واتجهت رأساً الى حيث جاسر ..
نظرت جود اليها و امسكت بيد شفا .. التي تجاهلت الامر كله ..
جلست وسن بقربه :" تفضل جاسر .."
فتح عينه ليرى اليد البيضاء ممتدة امامه .. اخذ القرص وبلعه ثم شرب قليلاً من الماء ..
جاسر :" الحمدلله .. شكراً آنسة "
اخذت وسن الكوب منه مبتسمة :" وسن وبس .. هذا واجبي يا جاسر "
فتح عينيه لتقعان على نظرات شفا المستاءة .. التي حولت عينيها فوراً بعيداً عنه
جود :" جاسر تعال "
وقف جاسر يترنح قليلاً .. فأسندته وسن بترحيب ..
اجفل جاسر ثم انتفض مبتعداً عنها ... :" عفواً آنسة .. "
ثم اعطاها ظهره ومشى الى سرير اخته .. عضت وسن شفتها السفلى بقهر ..
:لماذا ابتعد هكذا .؟ أيظن اني مصابة بجدري ..؟
وقف جاسر من الناحية الاخرى مواجهاً شفا .. التي اعطته جانبها وانشغلت بعملها
حول انظاره بصعوبة عنها الى جود :" هاه جود .. انبسطتي بالجو ؟"
ابتسمت جود وقد عادت قواها :" اي .. قضيت وقت حلو مع شفا "
رد لها ابتسامتها :" الحمدلله "
اتى صوت وسن المستاء :" بصراحة جاسر .. شفا اهملت جود لما طلعتها "
قطب جاسر جبينه وهو يستدير الى وسن :" عفواً آنسة .. سيد جاسر لو سمحتي "
كادت ضحكة تفلت من شفا .. وقد طار بعضً من ضيقها ..
تيبست وسن ولكي تحفظ ماء وجهها اقتربت منهم وهي تقول :" آسفة .. لكني احب انادي الناس بأساميهم ..
امم سيد .. جاسر اسمح لي اقولك شفا ارتكبت غلطة بإنها ..."
قاطعتها جود :" وسن .. انا بخير .. وبالعكس مرررررة ارتحت من الطلعة .."
ثم التفتت الى شفا :" شفا الله يخليكي كل يوم طلعيني زي هالمرة .. بليـــز "
ابتسمت شفا لها وأومأت بصمت ..
سأل جاسر بغرابة :" ايش صار ..؟ و آنسة وسن عفواً للفظاظتي لكن امر جود ما يعنيك "
نظرت جود وشفا الى بعضيهما بدهشة و ضحكة متبادلة ..
بات الامر اقوى من احتمالها فبصوت مخنوق :" جود مريضتي يا جا... سيد جاسر"
جاسر :" كيف يعني ؟"
تقدمت اليه لترفع يدها بغية مصافحته :" انا ممرضتها المسائية "
نظر جاسر الى اليد الممدودة و قال بأدب متجاهلاً يدها :" اهلاً .. يعني عملك يبدأ من العصر لليل ؟"
بإحراج هوت يدها الى جانبها :" طبعاً "
استدار جاسر ليعود الى السرير الزائد وقال :" يعني نشوفك بعد 6 ساعات "
ثم جلس ليريح نفسه ..
كانت طردته واضحة لـ وسن .. التي شعرت بالسخط وبرغبة كبيرة في الصراخ ونهش اظافرها في اي شخص
سمعت ضحكات جود المكتومة .. فنظرت بشرر اليها .. ثم قالت بحده :" عن اذنكم "
و اخذتها خطواتها الى الخارج ..
انطلقت عندها ضحكة جود بلا هوادة وتبعتها شفا بضحكة هادئة ..
فتح جاسر عينيه ينظر اليهما بإستغراب :" ايش في تضحكوا ؟؟"
غطت جود فمها بيدها :" ولا شيء سلامتك .."
ابتسم و اغلق عينيه ثانية :" الله يسلمكم "
شعرت شفا بإحساس جميل بالأمان وهي هنا معهما .. فزحفت ابتسامة سعيدة اليها
جود وجاسر باتا مهمان .. و اصبح لهما في قلبها حيز يكبر و يكبر بلا توقف .!!!

~~~

" آآه .. لقد اُرهقت .. لا استطيع انتظار الاجازة لتأتي "
رفعت زينة انظارها اليها :" نيكول .. اصمتي اني اركز في عملي "
كانتا اثنتيهما تقفان عند مريضة .. و زينة تقوم بتغيير محلولها الوريدي ..
نيكول :" انتهي هيا بسرعة .. اريد الذهاب لأرتاح قليلاً ظهري يؤلمني "
حملقت زينة فيها :" حسناً .. اقفلي فمك الثرثار لكي اُنهي الامر سريعاً "
عندما انتهيا .. خرجتا عبر الممر الى غرفة الاستراحة ..
سألت نيكول :" ما هي خططكِ للإجازة ؟؟"
اجابت بفتور :" سأذهب الى جزيرة مارينا "
توسعت عينا نيكول :" حقاً .. حقاً .. رااائع .. يالحظك السعيد .. انها جزيرة رائعة ولكنها مكلفة جداً .. كم اتمنى الذهاب معكِ "
ضحكت زينة :" لا تحاولي حتى التفكير بالترجي .. فلا اريد رؤية وجهك حولي هناك "
بهزء قالت نيكول :" ومن قال لكِ سأترجاكِ .. كم انتِ مغرورة "
جلست زينة على احدى المقاعد ولتصلح من حبل حذائها ( اكرمكنّ الله ) :" لستُ مغرورة .. المغرور الوحيد هنا هو المشرف فارس "
نيكول :" لذلك هو يعجبكِ بـشدة "
رفعت رأسها بحده :" من قال لكِ انا معجبة به .. انكِ لا تفتأي قول الترهااات يا نيكي .. هل وصلتِ الى مرحلة الخرف و التهيأت ؟"
ضحكت نيكول لإنفعال زينة :" انظري الى نفسك اولاً .. ثم قولي انه لا يعجبك .. ان حرارة وجهك تصل اليّ من هذة المسافة "
وقفت زينة بغضب وهي فعلاً تشعر بنفسها تشتعل :" نيكيييي اسحبي ما قلته والا ستندمين "
بلا مبالاة :" لقد سمعتُ تهديدكِ هذا آلاف المرات ولم تمسي شعراً مني .. انا لا اخشاكِ "
خطت زينة ناحيتها ونظرتها قاتله ... فتراجعت نيكول الى الخلف بنظرة خوف ..
رغم انفعالها الا ان مظهر زميلتها اضحكها :" هوهاهاها انظري الى وجهك المرتعب ثم بعدها قولي لا تخشيني"
هزت نيكول كتفيها :" انك تخيفين اي شخصٍ يملك ذرة عقل "
افلتت زينة ضحكتها :" هههههههههـ تعنين انك تملكين فقط .. ذرة عقل ههههههههـ "
بحده :" انا لم اقصد ذلك "
رفعت زينة اصبعها اليها تغيظها :" بلى قصدتِ ذلك يا صاحبة الذرة عقل "
ضربت قبضتها على خزانتها :" اصمتي يا زينا "
اخذت تعمل حركات غبيه لتغيظها :" هوهاهاهاهاها .. لن اصمت "
صرخت نيكول :" زينااااا .. اصمتيييييييييي "
اخذت زينة ترفع كتفيها بإستمرار و تتحرك بمكانها كأن الامواج تلطمها .. :" هوهاهاها هوهاهاها .. ذرة عقل "
حركت رأسها على الجانبين بطريقة مضحكة ..:" هوهاهاها نيكي نيكي لا تملك عقل هوهاهاها "
نظرت الى نيكول .. التي كانت تقف مبتسمة لها و الهدوء على ملامحها ..
فأستغربت زينة وقوفها هكذا .. ثم سمعت صوتاً خلفها :" أتسائل من الذي لا يملك ذرة عقل هنا حقاً ؟"
تيبست مكانها ثم نظرت الى نيكول بصدمة :" نيكي قولي انني كنت اسمع شبحاً "
ابتسمت نيكول بغيظ :" هل هناك شيئاً استطيع فعله ايها المشرف ؟"
اغمضت زينة عينيها بخجل .. وشعرت برغبة في البكاء او الضحك .. لقد رآها بحركاتها البلهاء
ماذا سيقول عنها الآن .. " كم انا غبية كم انا غبيــــــــة "
قال فارس بهدوء :" لا شكراً آنسة بيكادل .. لقد اتيت اطلب من آنسة زينة الحضور الى مكتبي "
وقبل ان يستدير مبتعداً بصوتٍ غليظ :" حالاً "
استدارت زينة لترى ظهره وقد ابتعد الى ناحية مكتبه ..
التفتت الى نيكول ثم انقضت عليها تمسكها من ياقه معطفها ..:" ايتها الحمقااااء لماذا لم تخبريني بوقوفه عند الباب "
ضحكت نيكول :" هههههـ هذا ما تستحقينه "
عضتها زينة على ذراعها :" ايتها الغبييية .. منذ متى كان يقف هناك ؟؟"
ابتعدت نيكول وهي تمسد مكان العضة :" آآي ايتها المتوحشة .. ليس منذ وقت طويل ..
فقط عندما بدأتي بالرقص بتلك الطريقة البهلوانية ههههههههـ "
انهارت زينة على قدميها بحركة مسرحية واخذت تنوح :" آهاهاها وجـــع ان شاء الله "
لوحت نيكول بيدها :" هههههـ لا اعرف ماذا تقولين .. اذا كنتِ تشتمينني فلك بالمثل "
رفعت رأسها بحده :" اصمتي .. سأذهب لآرى ماذا يريد امففف منكما "
غادرت الغرفة مخلفة ورائها ضحكات نيكول الساخرة ..
عندما وصلت الى باب مكتبه .. سحبت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب بخفة ودخلت بعدها ..
كان فارس يجلس على كرسيه بعينين ضيقتان ..
بصوتٍ غليظ :" اتفضلي "
وقفت بالقرب من مكتبه :" نعم سيد فارس .. ايش في ؟"
فارس :" اجلسي "
هزت رأسها وعينيها متجهة الى السقف :" لا شكراً .. افضل اكون واقفة "
تنهد فارس ثم اخرج علبة الهدية الزرقاء ..:" ممكن اعرف ليش هذي ؟"
نظرت زينة الى العلبة ثم بلعت ريقها .. وقالت بتوتر :" مم مدري عنك !!!"
مسح وجهه بيده اليسرى ثم كورها ليسند ذقنه :" تنكري انك اللي جبتيها ؟"
بسرعة :" طبعاً انكر .. مو انا اللي جبتها "
اشار فارس الى قميصه المبقع بحبر القلم :" طالعي كيف فشّ الحبر علي وانا في الاجتماع .. هالقلم او هالهدية بالاصح احرجتني قدام الاطباء "
زينة بتسلية :" طيب هو هذا وظيفته .. وليش اشتريته بالله "
فارس بذكاء :" اهااا يعني تعترفي انه منك "
توسعت عيناها .. يالغباااااءها .. :" هاه .. لا لا .. اصلاً .. وليش اعطيك هدية .. ممم انا ما "
قاطعها وهو يحمل البطاقة المصاحبة للهدية :" بمناسبة تعيينك مشرفاً علينا .. تقبل هديتي"
لم يعد هناك داعٍ للتظاهر فقد كشف امرها :" محد قالك تلبسه .. غلطتك "
رمقها بنظرة اختبارية .. فتوترت مكانها .. طال صمته و نظرته مثبته عليها ..
فلم تعد تحتمل نظراته اخيراً صاحت :" أسفة .. امففف "
هز رأسه ثم ابتسم ..:" اعتذارك مقبول .. بس اتمنى ما تعيدي هالحركات ثاني "
بغيظ :" في شيء ثاني .. ولا اروح لعملي "
وقف و سحب ملفً ما من الخزانة واخذ يطلع عليه وهو يسألها :" دلال قالت لكم عن الرحلة ؟"
ترددت ثم اومأت ً ... متمتمه ايجابا
سأل :" ان شاء الله كلكم جايين ؟؟"
اعادت حركتها .. وهي تجيل بنظرها في انحاء المكتب متحاشية النظر اليه ..
ثم وقعت عيناها على مزهرية ضمت زهور بنفسجية فتذكرت الامر .. وغضبت منه ..
قال ببسمة :" تمام .. خلاص اذنك معك زينة .. شكراً "
افلت منها السؤال بحده :" مِن مين هذة الزهور ؟؟؟" واشارت الى المزهرية ..
رفع فارس بصره ونظر الى حيث تشير ثم سأل بإستغراب :" ايش ؟؟"
اعادت سؤالها و قد بان الغضب في عينيها :" سألت من فين هذي الزهور "
لم يفقه فارس سبب انفعالها هذا واجاب ببطء :" من .. محل الزهور "
نظرت اليه و علمت انه يسخر منها .. فضربت قدميها على الارض وهي تتنهد بعصبيه :" آآه "
ثم استدارت لغادر الغرفة .. ولكن قبل خروجها سمعته يقول :" عليكِ رقص يهوس ضحك هههههـ"
سحبت الباب وصفقته بشدة لتمشي بغضب ..
واخذت تتمتم بإستياء :" غبيييي واحد .. حمااار عشااانك .. وجـــــــــــــع "
كان الممرض فيكتور ماراً بجانبها فسألها بعجب :" زينا هل هناك خطبِ ما ؟"
ولكي تنفس عن غضبها امسكت به من ياقته واخذت ترجه يميناً يساراً .. ثم تشدّ شعره الطويل في كل اتجاه
(( مسكين جابها لنفسه هوهاهاهاها >> هذي انا مو زيون خخ ))
صرخ فيكتور وعيناه تخرجان من محجرهما :" آآآه يا الهيييي شعري شعررري "
بأسنان مطبقة وصوت غاضب متخيلة انه فارس :" تستحق ذلك .. كم مرة طلبت منك قصه .. هاه هاه "
واخذت تلف الشعر حول اصابعها و تحرك رأسه بشكل دائري .. و كأن رأسه مطحنة قمحٍ
وقع فيكتور ارضاً و قد اصابه الصداع :" اووووه .. آآآآي آآآآآي آآآآآآآه .. سأقصه أأي .. اقسم لكِ سأقصه "
خرج عندها ممرضاً آخر ورآى المشهد .. فأبعد زينة عن فكتور بـ ( طلوع الروح )
بإصبع تهديد اخذت تلوح في وجه فكتور :" ان رأيتك لاحقاً بهذا الشعر .. سأنتزعه من فروه رأسك و اجعله مكنسة تنظيف "
امسك فيكتور برأسه وهو يترنح :" سأقصصصصصصصصه " ثم هرب ركضاً ..

~~~

في المقابل .. كان فارس يجلس في مكتبه يتذكر المنظر الذي رآها عليه وهو يقف عند باب غرفة الاستراحة
كانت تتمايل بطريقة غبية .. تشبه طريقة رقص حسان في فيلم الاطفال ( أنا وأخي ) >> ياحبي لهالانمي
ضحك بخفة هازاً رأسه .." كم هيّ مضحكة "
ونظر الى قميصه الذي بدأ لون الحبر يتلاشى من نسيجه ..:" و شقية كالأطفال "
تذكر المرة الاولى التي تقابلا فيها حيث تهجمت عليه و كادت ان تخنق انفاسه ..
فأبتسم لنفسه :" وايضاً متهورة ومتسرعة "
عندها سمع صراخاً ما يأتي من الخارج فقام لكي يستطلع الامر ..
فتح الباب بهدوء .. و رآى زينة تشد شعر فيكتور .. راقب الحدث بذهول ..
ثم عندما لاذ فيكتور بالهرب وغابت زينة داخل غرفة الاستراحة ..
اغلق الباب واستند عليه وهو يضحك بجنوون مفكراً :" وهي حتماً مجنوووونة "
عاد لكرسيه .. يعترف انه منذ التقاها لم يمرّ يوماً مثل سابقه ..
انها تفاجأه دوماً ..
تنهد و اخذ يتسائل بصمت.. :" كيف ستكون الرحلة يا ترى ؟؟ "
لقد رتب امر الرحلة من حرف الالف الى الياء .. استأجر يختاً مناسباً و حجز جناحاً كبيراً في احد فنادق الجزيرة
و اختار برنامجاً سياحياً يناسب الاطفال ..
تأمل يده الخالية من اي خاتم .. و تنهد .. محدثاً نفسه ..
:" الى اين ستصل يا فارس ؟؟ .. ماذا تريد من شفا .. انت تعرف انك لا تريد الزواج ابداً ..
انت لا تثق بالنساء .. ولا تريد ان تعاني مرة اخرى .. اذاً لماذا تفعل كل هذا ؟؟ "
اغمض عينه وهو يتذكر الماضي ..
حياته البائسة ..
لقد حطمه والداه منذ الصغر .. ولكن حب دلال وعائلتها اصلحا ما هُدم في نفسه منهما ..
الفضل لهم من بعد الله .. لكونه هنا متمتعاً بهذة النعم ..
اصبح طبيباً و استشارياً .. و ماذا بعد ..؟
أتاه ذلك الطيف مرة اخرى في خياله فأشتدت اعصابه ..
هي ايضاً .. حطمته ..
هي السبب في رفضه لحياة جديدة ..!!
امه وهي .. حطما فيه الثقة في النساء ..
لن يسامحهما ابداً .. لن يفعل ..!!
ضرب المكتب بقبضته غاضباً .. وهمس بحقد :" اكرهكم "
زفر ليهدأ و تسائل ..:
يا ترى ماهو مصيري مع شفا ... و زينة ..؟


~~~


عاد جاسر الى غرفته في ذلك الفندق .. عندما وصل خلع معطفه ورمى نفسه على السرير متعباً
كم يرهق نفسه بالتنقل من المستشفى الى الشركات ليمشي عمله ..
الامور تتدهور هناك .. في المقرّ الرئيسي لشركاته .. ولا يستطيع العمل مباشرة بها ..
حالة جود .. والمشاكل الادارية ..
تنهد :" آآآآآآآآآآآآآآآه يا ربي عونك "
مد يده الى جيب بنطاله ليخرج هاتفه الخليوي .. ثم يطلب رقم علي ..
انتهت الرنات ولم يجب علي ..!!
استعجب من ذلك .. ثم نظر الى الساعة .. مع فرق التوقيت ما يزال الليل بعيداً عنهم ..
هل هو نائم ..؟؟
اعاد الاتصال مرة اخرى .. ثم بعده مرة .. ولم يتلقى اجابة ..
بدأ القلق عليه .. ثم بحث في القائمة على رقم عمه واتصل .. واتاه نفس الجواب ..
اتصل على رقم المنزل .. واخذ يرن و دقات قلب جاسر تتبع الرنات ..
يئس من ان يجيبه احد فكادت اصابعه ان تضغط اغلاق .. الا انه سمع صوتاً منخفض يجيبه ..
:" آلو "
ابتلع ريقه و تحدث :" السلام عليكم .. مين معي ؟"
جاءه الصوت الانثوي المتعب :" وعليكم السلام .. انت مين .؟"
جاسر بقلق :" انا جاسر .. هذا مو بيت حسن الـ ؟؟"
لاذ الصمت على الطرف الآخر للحظة .. ثم فجأة سمع بكاءً مريراً ..
جاسر بخوف :" آلوو .. مييين معاي ؟"
همست بين بكائها :" انا هدى .. جاااسر "
تذكر جاسر ابنه عمه و سألها بقلق :" هدى ايش فيك ؟؟ ليش تبكي خير ؟؟؟"
صاحت هدى بحجرشة :" جااسر .. ابوي .. ابوي مااااااااات "
ثم غرقت في بكائها .. وسقط الهاتف من يدها ..
تصلبت جاسر والصدمة تلبسته ..
عمي مات..!!!!!!!!!!



~ الجـ 2 ـزء ~


:" شفا امس طول الليل ما نمت "
جلست شفا بجانبها ... كانت جود لتوها قد انهت صلاة الضحى .. التي نصحتها شفا به
فـ صلاة الضحى فضلها كبير .. لقوله صلى الله عليه وسلم :
{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى }
[مسلم:720]
سألتها شفا بقلق :" ليش جود .. يألمك شيء؟"
خلعت جود شرشف الصلاة واخذت تطبقه :" لا .. بس هذي وسن دوختني بكلامها عن الازياء "
ابتسمت شفا :" فجعتيني على بالي صار لك شيء "
تنهدت جود وهي تجلس على احد المقاعد :" انا قلقانة جاسر امس الليل ما جا .. واليوم اتأخر"
بنبرة هادئة :" لا تخافي .. ان شاء الله مافيه الا الخير "
هزت بخفة :" ان شاء الله " ثم نظرت الى شفا :" يالله نطلع الحديقة ؟"
شفا بدهشة :" صدق ؟؟ يعني امس ما تعبتي ؟"
ابتسمت جود :" بالعكس .. مررة ارتحت لما فضفضت لك .. ابغى كل يوم يصير كذا "
بحنان :" وانا يسعدني اسمع لك بأي وقت "
اشارت جود الى الدفتر القريب من شفا :" شفا ابغاكِ تحفظي دفتري عندك "
رمقتها شفا بتساؤل ..
فتنهدت جود :" عندي تقريباً درزن من هالدفتر .. ممم ابغاكِ تخليهم عندك يصير لو سمح الله .."
قاطعتها شفا :" جوود .. ما اقدر "
جود بغرابة :" طيب ليش .. هذي الدفاتر مهمة مرة لي .. وما اثق الا .."
قالت شفا :" جود .. اخاف يصير لهم شيء ولا .. الله اعلم لكن انا حياتي ممكن .. مم كيف اقولها لك؟"
حملقت جود فيها وقد ثار فضولها .. هناك قصة تدور حول شفتا شفا ..
تنهدت شفا وقررت ان تخبرها بالامر :" مم خلاص بقولك .. جود انا مم حالتي الصحية مو تمام "
قطبت حاجبيها :" كيف يعني ؟"
سوت شفا من جلستها لتواجه جود وبصوتٍ ثابت :" جود انا عندي فشل ايسر وقصور في عضلات القلب "
رفرفت جود جفونها ولم تفقه ما الذي تقوله شفا ..
شفا :" عشان كذا ما اقدر اشتغل كثير .. لان اكثر من مناوبة ترهقني .. وبعدين احياناً لما اجيكي متأخر
لاني اكون وقتها بالجيم الرياضي .. ببساطة .. انا قلبي ضعيف و مو ضامنة .. يمكن بأي لحظة يتوقف نبضه"
حملقت جود فيها بتبلد فاغرة فاهها .. !!!
ابتسمت شفا :" شايفة .. انا .. انا ما واثقة اني ممكن اعيش لبكره .. لكن آملي بالله كبير
ووجود اخواني .. هو اللي يمدني بالاستمرار .. عشانهم انا ما ضعفت لحظة .. لانه مالهم الا انا من بعد الله "
همست جود :" ما .. مالك علاج ؟"
اسدلت رموشها الكثيفة لترد :" مم الادوية واكلي والتمارين تساعدني ما اضعف بفضل الله .. بس "
اقتربت جود وجلست جانبها لتسأل :" بس ايش ؟"
شفا ببسمة أسف :" علاجي الوحيد هو متبرع بقلب جديد "
جود :" يعني لازم شخص يموت عشان تعيشي بقلب سليم !!!!"
ارتجفت يدا شفا .. هذا الواقع مُرّ .. كمرارة وضعها .. بلعت ريقها وقد سكنتها مشاعر متناقضة ..
كل مرة تفكر في حدوث ذلك .. تخاف وتحزن .. و تفرح ايضاً ..
احساساً لا يوصف عندما تكون سلامة حياتك مقايضة لنهاية حياة اخرى ..!!
بهدوء :" اتمنى انه .. جود اتمنى اني .. لما افكر بأني راح اخطف حياة شخص ثاني اتمنى اموت ولا يصير هالشيء ..
بس .. لما افكر في اني ممكن اموت واترك تالا وتامر وراي .. للدنيا ..ممم .."
زادت ارتجافة يديها و غالبت دموعها لكي لا تسقط .. امسكت جود بيديها وهمست :" لا شفا لا تخافي "
رفعت شفا عينيها التي علقت الدموع فيها تأبى السقوط لتجرح تلك الوجنتان ..
ببسمة رقيقة :" شفا اللي في طيبك .. و ايمانك ربي ما بيتركه لوحده "
بإرتجاف :"آآآه ونعم بالله "
حضنتها جود بـ حب اخوي :" خلاص شفوي انا بأموت وخذي قلبي "
صيحة استهجان اطلقتها شفا :" جووود !!!.. لا تقولي كذا "
ضحكت جود :" امزززح . "
ضربتها شفا بخفة على كتفها :" ومصع لا تمزحي كذا ثاني "
بصدق باحت جود :" شفا .. انا مررة اعزك واحبك "
فرحت كثيراً لسماعها هذا :" احببك الله الذي احببتني فيه .. وانا بعد احبك في الله "
زادت في احتضانتها حتى عصرت شفا :" الله لا يحرمني منك يا احلىىىى اخت "
ضحكت شفا :" ههههـ آآآآي جووود فغصتيني ههههـ "
ابتعدت عنها جود و امسكت بالدفتر .. :" جاني الالهام للكتابة والشكر لك "
ابتسمت شفا :" مم جود .. ممكن يعني "
رفعت نظرتها :" ايش ؟"
بتردد قالت شفا :" مم يعني .. انه ما .. مم ما تقولي لأخوكِ .. باللي .."
ضحكت جود :" لا تقلقي شفاا ما راح اقول شيء .. سرك في بيــر "
شفا بنبرة ممتنة :" شكراً جود "
جود .:" ولا يهمك حبيبتي "
جائهما صوتٌ ثقيل :" السلام عليكم ورحمه الله "
نظرتا الى الباب حيث دخل جاسر بمظهرٍ تعبٍ .. و عينان حلقت حولهما الهالات ..
ردت شفا السلام ووقفت تنظر الى هيئته بـ قلق .. هل هناك شيء اصابه ؟؟
جود بإهتمام :" جسوور ايش بك كذا ؟؟"
تغللت اصابع يده في شعره الفاحم .. و ابتلع ريقه :" مافي شي بس ما نمت البارحة"
اقترب وجلس بجانب اخته راسماً ابتسامة بسيطة على شفتيه ..:" كيفك اليوم ؟"
تحمحمت شفا و استأذنت لتخرج ..
جاسر :" آنسة شفا .. ممكن اكلمك اذا وقتك يسمح "
اضطربت شفا ثم هزت رأسها ايجاباً :" انا بكون بره في الاستراحة .. عن اذنكم "
خرجت و سألته جود :" جسووور ايش صاير ؟"
حاول ان يخفي حالته عنها :" امس .. الاشغال اتدهورت .. فقضيت الوقت سهران وانا اتابع .."
ضربته جود بتأنيب :" جسوور .. انا ماقلت لك لا تتعب نفسك .. "
ابتسم :" ما عليك .. انا جاي اتطمن عليك واروح اريح بعدها في الفندق "
تنهدت جود ..:" طيب .. بس تعال هنا .. ايش تبغى تقول لشفا ؟؟"
وابتسمت ابتسامة ذات مغزى .. فهم قصدها ولم يصحح لها الامر ..
الافضل ان تفهم بطريقتها هذة على ان تشعر بالذي حدث .. فذلك مؤكد سيصيبها بانهيار ..
جاسر بهدوء :" لا يروح فكرك بعيد .. يالله انا بروح تبغي شيء؟"
اتسعت ابتسامتها بغيظ .. :" سلامتك .. وسلم على شفا " ثم ضحكت ..
بعثر شعرها بيده فصاحت ضاحكة ..
ثم قبل رأسها و خطّ خارجاً ..


~~~~

كانت تقف بجانب الاستقبال وقد تعرقت يداها .. و اضطربت انفاسها ..
:" يجب ان اهدء .. انه يريد فقط ان يسأل عن اخته .. ولكن لما هو بهذة الفوضى ..
هناك امر ما قد حدث .. استطيع رؤية الهم يطلّ من عينيه ..
عندما رأته يخرج من الغرفة انقطع نفسها .. و تركزت انظارها على جهاز الحاسوب امامها ..
اقترب ووقف خلف البنش .. بصوت متعب :" آنسة شفا "
بهدوء :" تفضل سيد جاسر .. امم في ايش تبغى تسألني ؟"
ما قاله فاجأها :" آنسة شفا .. انا لازم اسافر الليلة .. ومو عارف كيف اترك جود لوحدها "
رفعت نظرها اليه ثم نظرت بعيداً :" تسافر ؟!!"
تنهد جاسر :" ما ادري ايش اسوي .. عمي .." ارتفعت غصة في حلقه :" عمي توفى "
شهقت شفا وغطت فمها همست :" انا لله وانا اليه راجعون "
بلع جاسر ريقه :" لازم ارجع واوقف مع عيال عمي .. لكن مو عارف كيف اترك جود "
لم تعرف شفا ماذا تقول .. :" عظم الله أجرك "
اخفض نظره و بصعوبة :" اجرنا واجركِ .."
كان مظهره يدل على التعب .. كتفاه قد هبطتا وكأن هموم الدنيا عليها .. فـ حزنت عليه ..
جاسر :" آنسة شفا .. انا ما ابغى جود تعرف لانه .. انتي عارفة .."
اومأت بسرعة :" اكيد سيد جاسر .. مم لا تخاف انا بهتم فيها "
وضع يديه على البنش وقال بصوت عميق :" آنسة جود .. انا اثق فيكِ كثير .. وراح اتطمن طول ما انتي معاها
لكن في المساء ينتهي دوامك .. وقتها بقلق عليها .. فـ "
صمت قليلاً وانتظرت التالي بأعصاب مشدودة ..:" انا .. اطلب اذنك اول قبل لا اكلم المسئولين .. اذا ممكن
.. اذا يصير تجلس جود في بيتك لهاليومين .. الى ان ارجع "
صعقت شفا لطلبه ... في حياتها المهنية كلها .. لم يسبق ان طلب احداً منها هذا الطلب ..
انها حتى لا تعرف اذا كان الامر ممكناً .. ولكن كيف لـ جاسر ان يثق فيها لهذا الحدّ ؟؟؟
انه لا يعرف ان كان لها اخوة كبار .. انه لا يدري ما طبيعة بيتها وبيئتها ..؟؟
هل يثق فيها لدرجة ترك اخته في عهدتها ؟؟!!!
بطريقة ما اثر فيها هذا الادراك .. هذا يعني انها .. شخصاً يعتمد عليه ..
كم هذا لطيف و ... لا تستطيع ان تصف الامر .. انه فقط فخر لها ..
لاحظ صمتها فقال بيأس :" ادري ان طلبي مو معقول .. لكن انا في وضع صعب آنسة شفا ..
وماقدرت اطلع الا بهالحل .. لو في حل ثاني .. قولي لي هو ؟؟"
اخيراً وجدت شفا لسانها :" امم .. سيد جاسر .. انا .. مم انا ما امانع لكن .. "
جاسر :" لا تقلقي .. كل شيء الاحتياجات بوفرها لها .. واذا صعب تعتني بيها في بيتك ..
انا بستأجر لكم شقه جاهـ .."
قاطعته شفا :" لا سيد جاسر .. انا اقصد اذا يمسحوا المدراء .."
هز رأسه :" انا سألتهم عن الموضوع .. وقالوا دام انا موافق واوقع عقد بتحمُلي المسؤولية فمافي اي مانع"
بهدوء :" خلاص سيد جاسر .. لكن كيف حتشرح الموضوع لـ جود "
صمت واخذت نظراته تتوزع في كل جهة .. ثم همس :" راح اقولها بطريقتي .. اهم شيء انتي موافقة ؟"
طأطأت .. :" اكيد سيد جاسر "
وسط شحوب وجهه والفاجعة التي ارتسمت على عينيه ..
ابتسم :" شكراً لك آنسة شفا .. ما راح انساها لك ابداً "
ابتسمت هي الاخرى بإمتنان .. وقالت بنفسها :" الشكر لك .. اسعدتني بثقتك "
استأذن منها و دخل ليخبر اخته بسفره الاضطراري ويزف لها الخبر ..
الذي جعلها تطير فرحاً ..


~~~


اقفلت حقيبتها بعدما تأكدت بأنها حملت كل شيء تحتاجه ليومين ..
و رأت جينفر تخرج من الحمام ( و انتنّ بكرامه ) بعد استحمامها ..
زينة بسخط :" ساعتاااان لتستحمي !!!!"
تأففت جينفر :" لا شأن لكِ بذلك .. وتوقفي عن مضايقتي رجاءً "
حملت منشفتها وملابسها النظيفة :" انتِ تثيرين غيظي ببرودتك .. حمداً لله اني سأقضي الاجازة بعيداً عن هنا"
ثم توارت خلف الباب ..
شتمت جينيفر :" انا من يجب ان يكون ممتناً .. فقط متى يأتيك اشعار اخلاء الغرفة؟"
ثم ذهبت لتخلد الى النوم ..

تساقطت قطرات دش الحمام عليها كالمطر .. وانسدل شعرها الطويل عليها كشلالات سوداء
فتنهدت .. ماذا ينتظرها غداً في الرحلة يا ترى ..؟
نظرت الى يديها حيث تجمعت المياة عندما فاضت عن قبضتها وقعت على قاع الارض ..
ثم تسارعت في دوامات صغيره الى حيث غابت في باطن مجراها الى حيث تذهب ..
هذة القطرات .. تشبه البشر .. بدايتهم قطرة و نهايتهم حفرة ..
يمرون بمراحل الحياة .. تواجههم المصاعب كتلك الدوامات .. واحياناً عوائق يتخطونها ..
كأصابع يدها التي حاولت ان تحتفظ بهم .. ولكن مصيرهم الاستمرار ..
لينتهوا عند آخر المطاف .. المجهول .
انهت حمامها السريع .. ثم ارتدت ملابسها و خرجت الى الغرفة ..
كانت جيني قد غرقت في سباتٍ عميق ..
فجففت شعرها .. ثم اخذت تراجع افكارها ..
:" لماذا اشعر هكذا عند وجود فارس ؟؟
لا افهم معنى هذة المشاعر .. انها جميلة لكن غير مرغوبة بتاتاً ..
هذا الابله .. ما امره معي .. لما هو بفكري هذا ؟؟
لما لا يغادر احلامي ويتركني بسلام ؟؟
لا اطيقه حقاً .. لا يعجبني .. " رد عليها صوتٌ آخر :" بلا يعجبني "
هزت رأسها بحده :" لالالالا لا يعجبنييي انه فقط .. انها نيكول من وضعت هذة الفكرة في رأسي "
تأففت و هي تسلتقي على فراشها :" كيف يعجبني هذا المغرووور ..!!!
انه .. منهزم الاعصاب .. و مغترررر بنفسه .. انه .. انه احمممق .. "
رد عليها صوتها الآخر :" ومع ذلك هو مميز بالنسبة لك "
صاحت وهي تشدّ شعرها :" آآآآآآآآآآآآآآآآه .. اسكتي عمااا امفففف "
و هلعت وهي تسمع رنة هاتفها .. فلوحت بيدها وكأنها ستقضي عليه بحركة من الكونغ فوو ..
:" امففف فجعتني وجـــع " ..
اتاها صوتاً مكتوماً :" زينااااا اصمتي هذا الصووووت "
هلعت مرة اخرى وهي ترى جيني فاتحةً عيناً واحداً ..
زينة بعينين متوسعتان :" يمامييي من شكلك ... سكري عينك وجع تخرعي "
و ردت بسرعة دون ان تنظر الى ماهية المتصل ..
فجائها صوت والدتها :" آلوووو .. زينة ؟؟!!"
فغرت زينة فمها .. وردت بتردد :" هـ هلا امي "
بدأت الاخرى بالبكاء :" زييينة حرااام عليكي .. حارمتني من صوووتك .. اشتقت لك يا بنتي "
شعرت بالذنب :" انا آسفة امي .. وانتي بعد وحشتيني "
تمالكت امها نفسها :" يا بنتي كيفك ؟؟ وكيف اخبارك ؟؟ ايش مسوية معاكِ الدنيا ؟"
زينة :" انا بخير الحمدلله .. واموري تمام .. انتِ كيفك ؟ وكيف عمي وعياله ؟"
ام زيد :" الحمدلله احوالنا تسرك .. عسى بس ما صحيتك وانتي نايمة ؟"
ابتسمت :" لا .. توني كنت بنام .. "
ام زيد :" اسفة حبيبتي .. والله ما ادري كم الساعة عندكم بس نحن الظهر .. وحشتيني "
غطت نفسها جيداً :" عادي يا امي .. وانتي اكثر "
ام زيد :" طيب يا بنتي ما اطول عليكِ كافي اني سمعت صوتكِ وتطمنت عليكِ .. اكيد تعبانة من الشغل "
زينة :" تسلمي امي .. وانا مبسوطة اني سمعت صوتك "
ام زيد :" توصي شيء يا بنتي ؟ اخوكِ قالي بيروح عندك "
زينة :" لا حبيبتي ما ابغى الا سلامتك .. وسلمي لي على الكل معاكِ "
ام زيد :" ان شاء الله يا زينة وانتي سلمي على شفا واخوانها و زوجة اخوكِ والاولاد ..
اهتمي على نفسك يا ضي عيني "
زينة :" ولا يهمك يالغالية... لا اله الا الله .."
ام زيد :" محمد رسول الله .. مع السلامة " ..
اغلقت الهاتف ونظرت اليه بحزن .. كم تشعر بالذنب تجاه امها ..
ابتعدت عنها منذ تطلقا هي ووالدها .. و لامتها على ما حصل .. كانت صغيرة لا تفهم ..
والان فقط تعرف ان والدتها لا تحمل الذنب كله .. رغم ذلك علاقتهما فاترة .. ومتأزمة ..
اصبحت تتهرب منها لشعورها بالتقصير .. و العقوق ..
عبست ورغبتها بالبكاء تزيد .. كم مرة قالت لها شفا ان تصلح الامور بينها وبين امها ..
قالت لها :" زينة الام نعمة ما نحس بها الا لما نفقدها .. لا تخسريها وهيا عايشة "
دفنت وجهها في الوسادة وهي تجهش ببكاء صامت ..
:" آسفة يا امي .. آسفة ظلمتك "

~~~

فتحت باب المنزل و ازاحت لتفتح طريقاً .. لـ جود ..
شفا ببسمة :" اتفضلي في بيتك .. وسمي بالله "
نظرت جود الى الداخل حيث عم الهدوء والسلام في تلك الغرفة الواسعة ..
اخذت جود تبحث عن شيءٍ ما في حقيبتها فسألتها شفا عن ماذا تبحث ..
جود ومازالت تبحث :" بدور على حصن المسلم اللي اعطيتيني هوا .. ما حفظت دعاء دخول المنزل"
ابتسمت بنعومة :" بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا "
رددت جود الدعاء ودخلت برجلها اليمنى .. تنظر بفضول الى انحاء المكان ..
كان البني هو اللون الغالب على غرفة المعيشة .. الارض غطت بالخشب وبعض الابسطة الناعمة
المقاعد الخشبية ارتكزت على الحائط .. وطقمٌ جميل و هاديء التصميم في مركز الصالة ..
استكان المدفأة في احد الجوانب و يقابله التلفاز بالجهة الاخرى ..
مشت متهادية و عيناها تألفان المكان .. هنا درجتان تؤدي لجلسة المدفأة ..
وهناك درجات قليلة تؤدي الى طابقٍ علوي ..
كانت المنزل ببساطة صورة عن بيتٍ ريفي دافئ و بسيط ..
التفتت الى شفا ببسمة :" الله .. البيت روووعة مرة هادي و مريــح "
حملت شفا حقائب جود قائلة :" يالله يا ستي هذا بيتك سوي اللي تبغيه .. انا بطلع اغراضك في غرفتي"
تبعتها جود الى الطابق الآخر :" واااو حنام معاكي ؟؟؟"
ضحكت شفا :" اكيد .. بغرفتي في سريرين .. سرير زايد لزيوون .. بس الحين لازم تنام في الارض اذا جات"
جود بخجل :" يووه .. ما تزعل ؟"
دخلت الغرفة ومن ورائها جود :" هههههـ تزعل ..!! ممم لا بس يمكن تقتلنا ههههـ "
ضحكت جود وهي ترى التصميم الهاديء للغرفة :" الله غرفتك جناان .. مرة هادية "
شفا :" انا احب الهدوء .. هذا سريري و هذا سريرك .. وجنبنا غرفة التوأم "
جلست جود على السرير تتلمس نعومة فراشه الابيض :" حلوو .. الا فينهم مو سامعة لهم حس "
خلعت شفا معطفها وطرحتها :" اوهوووه بدري عليكِ راحوا مع زينة يقضوا الاجازة في جزيرة "
جود ببسمة :" يا حظهم .. ومتى راجعين ؟"
اخذت شفا تتحدث وهي تتنقل من الخزانة الى المنضدة ثم تدخل الحمام وتخرج منه ..
:" يومين وتلاقي البيت يرقص من اصواتهم "
ضحكت جود :" يعني بعد يومين جايين "
هي تتابع شفا بنظراتها .. سبحت ربها على جمال شفا ..
" سبحان الله .. ما شاء الله ابدع في خلقك .. كاملة والكامل الله .. "
تنهدت وهي تبتسم .." اتمنى افرح فيكِ و في جاسر "
شفا :" ان شاء الله "
بهتت جود .. هل سمعت افكارها ؟؟؟ ام انها فكرت بصوتٍ عالٍ
وبلا تصديق :" هاه شفا ايش قلتي ؟!!"
نظرت اليها من المرآءة :" قلت ان شاء الله "
لم تصدق جود .. اتقول ان شاء الله ..ايعني ذلك موافقتها على جاسر !!!
جود بعينان مفتوحتان :" ان شاء الله على ايه ؟؟؟؟؟"
ضحكت شفا لتعابير جود :" انتي قلتي انهم جايين بعد يومين وانا قلت ان شاء الله .. ايش بك ؟"
ضحكت جود بخفة .. وقد خاب املها قليلاً ..
" وانا التي اخذتني افكاري بعيداً .. ههههـ ما اغباني .. ولكن في الحالتين ان شاء الله "
ثم ابتسمت .

~~~

على مرفأ المدينة .. كان الجو صحواً .. والمياة صافية ..
وصل الجميع بإنتظار ظهور فارس مع اليخت الذي سيقلهم الى الجزيرة ..
وقفت دلال ممسكة بالطفلتين .. و بجانبهم زينة تجلس على احدى الخشبات ووجهها متكأً على يدها بملل ..
وامامهم تامر وبسام .. وهما يتحدثان وقد اخذ الحماس منهما مأخذاً ..
امسك بسام صنارة صيده:" يا واااد .. طالع هالصنارة .. فنتاستيكية ..تصيد حوتين في وقت واحد "
نظر اليه تامر بحاجبٍ مرفوع :" بلا بكش بس .. اسري قال حوتين قال .. اتحدا اذا صاد سمكة سلمون ههههـ"
بسام بتحدي :" اقولك بصيدهم وتشووف .. اصبر علي انت بس .."
زينة بملل :" امفففف فين اخوكِ هذا المصدعّ .. ما كفاية انه قايلنا نجي مع سواق كمان يتأخر .. وجع"
دلال :" انتي ايش فيكِ متصربعة ..؟ الحين بيجي "
زينة :" امفففف منه لو خلاني انااام شويتين جايبنا على ملا وجهها من الصباح .. "
ثم رأت تامر يجلس بهدوء وقد ضم رجليه معاً .. :" ايش بك تمور ؟ لا تكون انسخطت معاق فجأة ؟"
ضحك بسام :" هههههـ ايوه صح ايش بك يا واد ؟؟ قوم فزّ خلينا نحمي الطاقة "
تامر :" تحمي ايش في نفسك ؟؟ قيدك محروق "
زينة بإستهزاء :" هوهاهاهاها .. عاشوا تمووور عاشووا زوجي "
تامر ومازال على وضعيته :" وعععععع الله لا يقول .. اتزوج خدامة مثلك "
ضربته ( قرموعة ) على رأسه :" هييي تموور ترى ارميك في البحر "
تدخلت تالا :" تامر و زينة.. بقول لـ شفا على كلامكم .. مو مؤدبين "
ضربت زينة جبهتها بيدها :" آآخ نسينا ان جهاز المراقبة معانا .. آسفيــن يا تالا خانوم "
سألت دلال :" تامر .. ايش بك جالس كذا حبيبي ؟"
بخجل قال تامر :" محصور..!!! "
بسام و زينة نظرا الى بعضيهما ثم ضحكا :" ههههههه" ..زينة :" هوهاهاهاهاها "
دلال بقلة حيلة :" آآه .. فين نوديك الحين ؟؟ "
بسام :" خليييه خليييه .. يسويها في البحر خخخ"
زينة :" عشان يصير تسمم للأسماك و تنقرض الكائنات البحريه هوهاهاهاهاها "
تامر بحده :" اسكت انت وهيا .. بروح الحمامات هناك "
نظرت دلال :" بس حبيبي بعيد و اخاف تضيع ولا تتأخر "
وقفت زينة :" خلاص انا بوديه .. ما راح نتأخر .. يالله تموور اركضض بس انتبه لا تفضي التانكي في طريقنا خخخ"
وقف تامر ومشى امامها :" ها ها ها ما تضحكي "
ذهبا يتسابقان .. وزينة تلقي عليه النكات الهازئة .. ثم بعد 10 دقائق عادا .. ليريا الجميع قد اختفى ..
ركضت زينة ممسكة بتامر :" ياااا بقررر .. شوف تركونا كلللله منك "
تامر وهو يلهث من الجري :" هه وانا ايش هه سويت هه ؟"
تابعت زينة الركض :" 10 دقايق .. وجع مخزّن حق اسبووع انت هوهاها "
تامر بوجه احمر :" اوووه .. يالله نلحقهم بس لا تصدعيني "
عندما وقفا حيث كان الجميع ..
ظهر يخت ابيض من بين اليخوت وقد وقف الكُل بوسطه يلوحون لهم ..
لوح تامر لهم و نادتهم زينة وهم يقتربون ..
كان فارس هو من يقود على ظهر اليخت .. وعندما وصلوا اليهم .. رموا الحبال ليصعدا ..
زينة بعصبية مصطنعة :" انتوووا ما تقدروا تنتظروناا يعني امفففف "
بسام بحماسته :" خالو قال الفكم لفه لحين ما تجووا .. والله فللللله تموور فاااتك السلحفا اللي شفناه"
زينة :" وجهك السلحووف ... فينه هذا ابو ذقن منعوجة ؟"
عندها ظهر فارس من حجرة القيادة مبتسماً :" انا هنا "
وبما ان هذة رحلة استجمامية فقد ارتدى فارس ملابس عادية
هي عبارة عن قميصاً ابيض بلا اذرع .. وبنطالاً فضفاضاً بلون الزيتون ..
ولكن تأثيره على النفس ابعد من ان يكون عادياً ..
بلعت زينة ريقها .. وبدل ان تجادله .. استدارت وجلست على احد مقاعد اليخت صامته ..
سأل فارس :" وين شفا ؟؟"
اجابته تالا :" ما جااااات "
قطب جبينه ثم سأل دلال :" ليش ما جات ؟؟؟؟؟؟"
دلال :" تعرف عاد .. لو جات حالة متبرع ..."
فارس بخيبة امل :" آهاا " لِمَّ لم يفكر بهذا الامر ..؟ لقد فاته ذلك ..
نظر بتأنيب الى ظهر زينة :" في وحدة قالت لي كلكم جايين "
عرفت زينة انه يقصدها فلم تستدير .. فهمت دلال قصده ثم ضحكت ..
رغم خيبه امله .. الا انه رضخ لتخلفها عن الرحلة .. مفكراً :" ربما ذلك افضل لي ولها "
ثم انطلق اليخت شاقاً البحر بسرعة جعلت من الاطفال يصيحون بفرح .


~~~~

وهنا نقول ... " sToP "

أتمنى اعجبكم ما احتوى هذة النبضتين ...

وبإنتظار تعليقاتكنّ عليها .. و انتقاداتكنّ ايضاً ..

سلمت أناملكنّ على الردود مسبقاً ..

و تابعوني الى النبضة القادمة بإذن الله ..

دمتنّ بـ ود ..

ضياع نبضة

 
 

 

عرض البوم صور ضياع نبضة  
قديم 04-09-08, 10:53 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
يتيمة جابر



البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 44197
المشاركات: 13,147
الجنس أنثى
معدل التقييم: BENT EL-Q8 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 43

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
BENT EL-Q8 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

نبوووووووووووووضـ خفيـ عليــنا شويــ
ما نقدر علىـ كلـ هالابداعـ احنا*_^
شفا
دخلتـ بمتاههـ..
يعنيـ امهـا امريكيهـ مثلا!!
او انهمـ متبنينهــا لانـ الامـ كانتـ ما تييبـ عيالـ او شيـ جذيـ
اللهـ يستر
فارسـ
حرااااااااااااااامـ مسكينـ
كلـ هذا كانـ فيهـ وساكتـ
اللهـ يعينهـ
وسنـ
خخخخخخخخخخخخخخـ طردهـ محترمهـ
بسـ تستاهلهــا
ما اعتقد انهــا تطوفهـا لشفا!!
اللهـ يستـر
جووود
وجودهــا برا المستشفىـ ومـعـ شفـا رحـ يحسنـ نفسيتهــا
بسـ لا درتـ بموتـ عمهــا
اللهـ يستــر
يمكنـ رحـ تشوفـ صورهـ لامـ شفا او ابوهـا وتحسـ بشيـ يربطهمـ!!
جاسـر
مااقولـ غيــر اللهـ يعينهـ
زينهـ
بدتـ تعترفـ لنفسهـا بانهـا تحبـهـ
بسـ لادرتـ انهـ يحبـ شفـا او منجذبـ لهــا!!
آخر شيـ
مبرووووووووووووووووووكـ التثبيتـ تستاهليـــــنهـ
تقبليـ مروريـ

 
 

 

عرض البوم صور BENT EL-Q8  
قديم 04-09-08, 12:11 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2007
العضوية: 26224
المشاركات: 93
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الروايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الروايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ضياع نبضة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك

الففففففففف الفففففففففففففف مبروووووووووووك عالتميز نبوووووضة

تستاااااااااااهلين غناتي والله تستاهلين

تميز مستحق وان شاء الله دوووم متميزة ...

وااااااااااااااايد فرحت لج .. حييييييل حييييل

مبرووووووووك و دوووم موفقة ياااااا رب

 
 

 

عرض البوم صور همس الروايا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ابدآآع قلم تبآرك الله
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية