ضاقت عينا العجوز الزرقاوين :
- ستخرجين مع السيد هال ؟
ردت بتعال :
- أجل . . ولا أريد التأخر عن خروجنا .
كانت السيدة إير امرأة سليطة اللسان حقاً ولولا حاجة برودي إلى عونها لتركت المنزل الليلة إلى غير رجعة . . ولكنها قد تضطر إلى الرحيل إذا أصرَّ برودي على ذلك . . . إذ كيف لها البقاء رغماً عنه !
كانت تنتظر في غرفة الجلوس الصغيرة حين نزل جوناثان بعد نصف ساعة . . فضاقت عيناه إعجاباً بما رآه . . وتلاشى التوتر الذي مرَّ به عندما كان مع برودي ، فابتسم لها . . . وانحنى يلثم وجهها . في هذه اللحظه بالذات كانت كارول تتقدم نحوهما ، متضرجة الوجنتين .
- أوه . . آسفة ! لم أقصد مقاطعتكما . .
التفت جوناثان إليها وذراعه ما تزال حول كتفي سيليا !
- لم تقاطعينا . . . فكلانا مرَّ بالجحيم مع والدك حتى بتنا نحتاج إلى القليل من المؤاساة .
ضحكت كارول منزعجة ، ورفعت حاجبيها متسائلة :
- وهذا ما حدث لي أيضاً . . . فهل أستحق قبل’ ؟
تمتم جوناثان متردداً ثم لم يلبث أن سحب يده عن كتفي سليا .
- حسناً !
وانحنى يلثم وجهها . . . ارتبكت كارول ثم تمالكت نفسها وقالت بمرح تمازح جوناثان على ترددة :
- هذه هي المرة الأولى التي أتلقى فيها قبلة وأنا في سن النضوج !
ضحك:
- ستحصلين على أكثر مما ترغبين إن لم تتأدبي.
فضحكت :
- ما عليك إلا أن تطلب . .
ثم التفتت إلى سيليا . . .
- أريد الاعتذار على ما بدر من جدتي . . . إنها تتصرف بطريقة غريبة منذ حادثة أبي .
- لقد مرَّت دون شك بتوتر شديد كارول . . . أما أنا فلا أهتم بتعليقاتها اللاذعة .
- حسناً . . إذا كنت واثقة . . . ؟
ابتسمت وهي لا تريد تكديرها :
- أنا واثقة . . والآن اذهبي قبل أن يبرد العشاء .
سألها جوناثان وهما في الطريق إلى المطعم :
- عمّ كانت تتحدث ؟
- عن أمر تافه . . السيدة إير تكره وجودي في المنزل . . كما تكره وجود أي ممرضة لأنها ترى أن برودي لا يحتاج لمن يرعاه .
- لا أذكر أن كاثرين عانت من مصاعب معها .
إذن ربما لا تحبني وحدي . . . مع أن ذلك لا يقليني أبداً . . . كما عليك أن لا تقلق أنت . . . ماذا جرى مع برودي ؟
تنهد تنهيدة عميقة :
- لم أفلح كثيراً . . سنتحدث عن الموضوع خلال وجبة العشاء .
قال لها وهم يأكلان :
- لقد رفض بالطبع وهذا ما كنت أتوقعه منه بل لو كنت مكانه لرفضت . . . فليس هناك أخبار جديدة جيدة بالنسبة له . . ولكنني أعطيته شيئاً يفكر فيه . بيانشن دبر زيارته هذه بصعوبة فإن رفض برودي مقابلته ضاعت الفرصة من يديه لأنني لا أعرف متى يتمكن من رؤيته ثانية .
- وهل شرحت الأمر لبرودي ؟
- أجل .
- وماذا كانت ردة فعله ؟
- لم يهتم . . ولكن أمامه ست عشرة ساة لتفكير . فالموعد محدد في الساعة الثانية ظهراً . . . وأظن أن عليك أن تصحبيه بنفسك . . . أتجدين قيادة السيارة ؟
- أجل . ولكن لو غير رأيه ، فأنا على استعداد لحمله إلى هناك ! هل تعتقد بأن الوقت كفيل لتغير رأيه ؟
- إذا لم يقنعه الزمن فقد فشلنا . . .
ردت بصوت منخفض متهجم :
- وأنا فشلت . . وإذا قرر برودي غداً الذهاب إلى المستشفى ، فسيكون هذا من صنيعك وحدك .
- وكيف تجدين كارول ؟ أتقوى على تحمل هذه المسؤوليات كلها ؟
- إنها تتحملها بنضوج ووعي .
- إنها تحب مداعبتي كتلك القبلة مثلاً .
داعبته سيليا هذه المره بالقول :
- أكانت مزاحاً ؟
بدا عليه ما يشبه الغضب .
- ظبعاً . . كارول إلا طفلة .
تهلل وجهها شفقة :
- ابنة الثامن عشر قادرة على الحب كابنة الخامسة والعشرين تماماً . . هذا مت أعرفه تمام المعرفة لأنني جربته بنفسي .
- لكنه حب لا يدوم .
- بل كانت كذلك . . .
تأوه :
لم يكن لدي فكرة عن هذا . . حسبتك تغلبت على ألم ما كان بينك وبين برودي .
- كان حب من طرف واحد ، وبرودي إلى هذا لم يكن يعرف أنني أهبه .
- البقاء معه في الوقت الحاضر جحيم إذن عليك .
- لا يهم هذا . . أما الأهم فإلغاء فكرة الابتعاد عن كارول بسبب صغر سنها . . إنها ليست طفلة .
- ربما . . حين ينتهي هذا كله . . .
منتديات ليلاس
- هذا إذا انتهى . . وهذا واقع يجب أن نواجهه .
- ليس الآن إنما بعد أن يقابل برودي بيانشن .
انتقلا من المطعم إلى نادي الرقص حيث رقصا إلى بعد منتصف الليل . . بعد إنتهاء السهره توجه جوناثان إلى منزل آل بادجر ليوصلها .
- أراك في الغد .
- أرجو هذا .
كان الجميع نياماً ، فالساعة تجاوزت الواحدة ليلاً . . ولا مجال لتأخير دخولها إلى غرفة برودي . . . عندما دخلت عاودها الاضراب ثانية . فعوضاً عن رؤيته نائماً في سريره ، وجدته جالساً على الأريكة أمام النافذة ، في كامل ثيابه . والستائر مسدلة بحيث لم يعد أمامه إلا المخمل البني .
التفت بحدة حينما شعر بوجودها رافعاً رأسه مقطب الجبين . لم تكن تحلم أنه ما زال خارج فراشه ، وكانت المجابهة آخر ما تحتاج إليه .
- آسفة برودي .. . ظننتك . . نائماً .
بدلاً من الغضب الذي توقعته ، ارتعش صوته وهو يقول :
- وأنا ظننتك رحلت !
مدت يديها متوسلة ولكنها لك تلبث أن أسلبتهما بعدما تذكرت عجزه عن رؤيتها . قالت بحزن :
- لن أرحل برودي . . مهما كان عدد المرات التي تطلب مني فيها الرحيل .
- ولكن كارول قالت أنك تركت المنزل .
- صحيح . . خرجت هذا المساء .
- برفقة جوناثان ؟ لا تنكري ! أشم رائحة عطره عليك . . . سيليا . . أهو كفؤ لك ؟
شهقت :
- برودي !
مد يده يمسك يدها :
- أهو كفؤ ؟ أخبريني ؟
سحبت يدها منه بقوة :
- لن أخبرك شيئاً . . دخلت أريد الإطمئنان عليك . . . وبما أنك بخير أقول عمت مساءً !
وأسرعت تخرج من الغرفة قبل أن تتفوه بشئ يزيد الأمور سوءاً .
سمعته يتجول في الغرفة دون هوادة ، فوضعت الوسادة على رأسها . . لأنها لا تستطيع تحمل ما شير إلى قلقه . . كانت تشعر بالالم لأنه يرفض رؤية بيانشن ، وبالعجز لأنها لم تقدر على إقناعه !
- سيليا ؟
تسمرت في الفراش ولكنها لم تلبث أن ازالت الوسادة عن رأسها في عتمة الغرفة فشاهدت برودي بوضوح يقف قرب سريرها . في تلك اللحظات لم تستطيع التفكير إلا في أنه غادر الغرفة أخيراً . . لقد غادر أخيراً الغرفة التي أصبحت سجناً له .
كرَّر بصوت أجش : "سيليا ".
ردَّت وهي تجلس أمامه على الأرض :
- أنا هنا . . أنا هنا برودي .
أمسكت يديه بيديها ، فقال ببساطه :
- أحتاج إليك .
- تحتاج . . ؟
- أحتاج أن أكون معك . . أحتاج أن تمسكي بي . . أن أكون معك وحسب . . .
ثم أنهى صوته بصوت متقطع : " فهل أطلب الكثير ؟ "
بدا لها وهو واقف تحت ظلال القمر متوتراً ، معرضاً لكافة أنواع المخاطر ، فعصف الألم بقلبها ولم يعد عقلها أو روحها أدنى رفض له . فردت بخشونه :
- لا . . هذا يس بالكثير .
- أيمانع جوناثان .
- برودي . . .
ولكنه سرعان ما ابتعد عنها .
- انسي أنني قلت هذا . . انسي أنني جئت إلى غرفتك . . إنها غلطة . . أنا فقد . . فكرت . . أنك رحلتِ حقاً .
مرّر يده على وجهه دليل تعب . . فرددت قولها مطئمنه :
- أنا هنا برودي .
ثم وقفت تطوق خصره بذراعيها من الخلف ، وتُحرِّك يديها على صده وااضعة خدها على ظهره الصلب :
- سأبقى هنا . . اجلس قربي. . .
- أواشقة ؟
ردت دون تحفظ :
- جداً .
استدار إليها متنهداً تنهيدة عميقة تحتضنها ذراعاه كطوق فولاذي . .
شهق قائلاً : " سأقابل بيانشن " .
ثم دفن رأسه في شعرها العطر ، مرتعشاً ، مرتجفاً . . فصاحت بإثارهة ولهفة :
- ستراه ؟
- سأراه . ولكن سيكون الأخير . إذا قال إن لا أمل . . فهذه النهاية . . موافقة ؟
- برودي . . .
- قلت لا مزيد من الأطباء سيليا . . هل توافقين ؟
عضت على شفيها مرتبكة ، بيلنشن هو أفضل طبيب عيون وإن قال لا أمل فهذا يعني أن لا امل طبعاً . فهل ستستطيع قطع الوعد ، والأمل يلازم الحياة دائماً ؟
- أعني ما أقول سيليا . . سأرفض بعده أي طبيب . . .
- حسناً جداً .
نظرت إليه بكل الحب لاذي في قلبها وكيانها ، ثم اندست بين ذراعيه تريد أن تشعره بما يعتمر في نفسها من حب وشغف .
- أنا متعب سيليا . . . متعب جداً .
- إذن أخلد إلى الفراش .
كان قلبها يعتصر ألماً وشوقاً إليه : " هيا أصعد . . . "
بعد لحظات قليلة عرفت من انتظام أنفاسه أنه غطََ في نوم عميق .
ولكنها تشعر بخيبة أمل كبيرة . . فحين قال لها أنه يحتاجها ظنت . . . يا الله . . اعتقدت أنه يحتاجها فعلاً . . فإذا به نائم قربها عاجزه عن الإقتراب منه رغم توقها الشديد إلى لمسه .
سمعته يتأوه وكأنه يحتج على وجودها معه :
- لا أريدك . . ألا تفهمين هذا . . دونا ! لا تذهبي . حباً بالله لا تتركيني ثانية . . أحبك . . وقد أحببتك دائماً . . سيليا لا . . ! لماذا تتخلين عني . . يالله . . لماذا تركتني ؟
بدا لها أنه فقد حين يغفو يذكر في عقله اللا واعي أنه عرف يوماً ممرضة صغيرة تُدعى سيليا هالام . . . ولكنها بالنسبة له لعبة يلهو بها ، أما المرأة التي أحبها فعلاً فهي دونا .
- برودي !
كان عليها أن توقظه الآن ، لأن بدأ بالصراخ . وقد يوقظ صراخه هذا أهل البيت جميعاً . . هزته قليلاً .
منتديات ليلاس
- برودي . . لا بأس عليك .
- ماذا . . .
ارتفعت الاهداب السوداء الطويلة وهو يستيقظ ، فسأل :
- أين أنا ؟ من انت ؟ سيليا . . ؟
- أجل . . كان كابوساً حعلك تصرخ وتصيح . . .
مرر يده على عينيه :
- أنا آسف . . أما زال الوقت ليلاً ؟
- أجل . . نمت ساعتين فقد .
اشتدت ذراعاه حولها :
- سيليا . . !
كانت تعلم أن عليها أن تمتنع عنه ، فهو ما زال يحب زوجته ، وسيبقى يحبها رغم موتها . فحاولت الابتعاد ولكنه منعها متمتماً :
- أنت بنعومة الحرير . . . أهناك كثيرون شعروا بملمسك الحريري ؟
شهقت : " أنا لم . . . "
- أكان هناك أحد ؟ أنت تتجاوبين بسرعة أكاد معها لا أصدق أن الوضع جديد عليك .
- برودي . . .
- أريد أن أعرف . . ألا تفهمين ؟
- لماذا تريد أن تعرف ؟ أتريد أن تعرف قوة منافسك؟
- لا . . ليس الأمر هكذا .
- ما هو إذن ؟
ثم نهضت من السرير ووقفت تنظر إلى الرجل المستلقي ، وسألت بحدة :
- لماذا تسألني هذا السؤال وأنا لم أطلب منك شيئاً . . أبداً ؟
- إذن ربما كان يجب أن تطلبي .
- ماذا تريد أن أطلب . . ؟ لائحة بأسماء النسوة اللواتي عاشرتهن منذ وفاة زوجتك ؟
التوى فمى سخرية :
- لن تكون لا ئحة كبيرة .
وابتعدت . . فقال شاهقاً :
- إلى أين ؟
- لأحضر بعض الحليب الساخن . . . وأكون شاكرة لو عدت فوجدتك خارج غرفتي .
- سيليا .
- أرجوك برودي . . أعرف أن ما حدث يظهرني انني أنانية . . أنا آسفة . . .
صمتت قبل أن يتحول الحديث إلى إحراج . أكملت :
- أريد منك أن تترك غرفتي على ألا تعود إليها ثانية أبداً . . . أبداً . . فأنا لا أقدم خدمات كهذه لمرضاي .
وخرجت تتعثر في خطواتها لا تلوي على شيء وعندما عادت كان قد رحل . وبما أنها كانت عاجزه عن كبت مشاعرها ارتمت على السرير تجهش بالبكاء ألماً .
كان الوقت متأخراً عندما إستيقظت في صباح اليوم التالي . بعد أن إغتسلت وارتدت ثيابها توجهت إلى المطبخ فوجدت الآنسة ويل التي قالت لها بحرارة :
- ألن تتناولي الفطور ؟
- في العاشرة والنصف ، إنه وقت الغداء . . لا سأنتظر ، سأتفقد السيد بادجر أولاً . . .
- إنه ليس في غرفته .
- ليس في غرفته ؟
- أنه في الحديقة يتناول فطوره فيها هذا الصباح .
لم تصدق ما تسمع ، فأخيراً قام برودي بخطوة أخرى لكسر سجنه !
- وكيف نزل ؟
- نزل وحده . . . هكذا . . وكان يتمتم لاعناً . . أظنه صدم رأسه بضع مرات . كان صدمة العمر حين دخل المطبخ يطلب الفطور !
- أستطيع تصور صدمتك . . سأخرج إليه حالاً . . .
كانت الشمس مشرقة في الخارج ، برودي جالس تحت مظلة مبهرجة الألوان ، وإلى جانبه كوب عصير . . كان أول من شعر بها بوبي الذي هبَّ من رقدته أما قدمي برودي وقفز إليها يحييها بابتهاج . فالتفت برودي إليها وسأل بصوت منخفض :
- سيليا ؟
- أجل .
فدعاها إلى الجلوس : " هيا شاركيني جلستي هذه ؟ "
أخذ بوبي يشم يدها فقال برودي مازحاً :
- يريد البسكوت الذي تقدميه إليه عادة .
- وكيف عرفت ؟
- لقد شمَّ يدي حين خرجت . . . سيليا . . أعتذر عمّا بدر مني ليلة البارحة من إهانات . . .
- لا بأس . . كانت غلطتي . . كا مان يجب أن . . .
صاح نافذ الصبر :
- أنت لا تفهمين . . أنا آسف لانني حاولت التطفل على حياتك الخاصة فأفسدت عليك مزاجك .
- فهمت .
- أشك في هذا . وأنا لست في وضع يخولني تأكيد ذلك لك وقد لا أتمكن إطلاقاً . . .
- لا أفهم إذن .
- ولا أريد أن تفهمي .
ثم هبَّ واقفاً وهو يقول : " هل اقودينني إلى غرفتي الآن . . أريد الاستلقاء قليلاً ، فقد أمضيت ليلة مضطربة " .
وضعت يدها على ذراعه ، ثم راحت توجهه بدقة لئلا يتعثر . . .
- أتريد أن أبقى معك ؟
- لا . . سأراك في الساعة الثانية .
- والغداء . . .
- ليس اليوم سيليا . .
احترمت رغبته في الانفراد وفهمت الاضطراب الذي يعتمل في نفسه ترقباً لما سيحدث عندما يذهب إلى المستشفى .
عندما قادت السيارة إلى المستشفى جلس إلى جانبها متوتراً يرفض الكلام . . . وكان قبل خروجه برفقتها قد أصَّر أن تذهب كارول إلى الكلية بدل مرافقته ، وفهمت رغبته في إبعادها . فلو ثبت أن الفحص سلبي ، فلن تشهد كارول إنهيار أحلام أبيها . وإذا كان إيجابياً فأمامهم وقت طويل للإحتفال بالمناسبة .
قابلها جوناثان أمام أبواب المستشفى الرئيسية مرحباً .
بعد الترحيب انتلقوا إلى المستشفى فالتقى برودي باشخاص كانوا يسارعون لإلقاء التحية . أما سيليا كانت تشعر بتصاعد توتره مع كل خطوة .
حين وصلوا إلى غرفة الإنتظار قال لسيليا :
- انتظري هنا .
نظرت إلى جوناثان :
- أوه . . ولكن . .
قاطعها بشراسة :
- قلت إنتظري هنا !
- حسن جداً.
قال جوناثان :
- برودي . . أعتقد . . .
صاح برودي بوحشية في وجه الرجل الآخر :
- أتتصور أنني أريد من يشهد هذا ؟ ابقَ معها هنا إذا أردت . . ولكن لا تدعها تدخل معي . لا أريدها . . اتفهم ؟
ردت سيليا بحده :
- أفهمك برودي .
حين لامس جوناثان كتفها بعد قليل كانت تقف