-أجل . يجد أن أتحدث إلى أحد . ولكنني أجد صعوبة في التحدث عنه هاتفياً . . . ولكنني لا أستطيع ترك كارول لأن مدبرة المنزل في إجازة.
منتديات ليلاس
- أين تقطن ؟
- أين . . ؟ سيليا . . . هل تقصدين أنك قادمه إلى منزلي ؟
-إن شئت ذلك .
-سيليا أمتأكدة من رغبتك في المجئ ؟
ردت بسرعة :
- كل التأكيد . . . ما هو العنوان ؟
لم يتردد ثانية ولا هي ترددت . إردت سترة خفيفة فوق قميصها الموضوع تحت الجينز المشدود على خصر نحيل ضيق . حين أعطته العنوان رفع سائق التاكسي حاجبيه وطلب أجراً مرتفعاً ،
فالعنوان يدل علي انها قادره علي الدفع ، فهو في حي فاخر من المدينه والمنزل في ساحه خاصه .
فتح برودي الباب قبل ان تدق الجرس فاذا به مختلف عن برودي بادجر الذي تعرفه في المستشفي .. كان يرتدي ملابس بسيطه كملابسها : سروالا اسود وقميصا رماديا غير مزرر عند الياقه .. قال هامسا ونظراته تجول عليها وعلي وجهها الخجول :
- سيليا
- اجل
تنهد بأسي وأدخلها الي المنزل قبل ان يضمها بجنون بين ذراعيه .
- يا الله سيليا
كان عناقه حار وعنيفا ليس فيه الا الرغبه القويه .
- سيليا سيليا سيليا
كانت صيحته الاخيره باسمها ممزوجه بضحكه انتصار وابتسامنه من ابتسامته النادره تضئ وجهه المتجهم .
- ياالهي .. ما اجملك
رطبت شفتيها وهي تعي تماما قوه مشاعرهما من خلال هذا العناق العنيف .
- وهل انا جميله حقا ؟
- اجل
وضع ذراعه علي خصرها ثم رافقها الي غرفه جلوس عضريه اثاثها متعه للنظر . فثمه بسط بيضاء فوق ارضيه لامعه ولوحات حديثه معلقه علي جدران بيضاء .
- زوجتي اختارت الديكور .. ولم تتح لي فرصه تغييره بعد .
طبعاً أنتما منفصلان .
- على طريق إتمام معاملات الطلاق . . وهذا بالتحديد ما جعلني أتجادل مع كارول .
- أوه . . أتظن أن من الحكمة مجادلتها في أمر كهذا ؟ إنها تحتاج إلى حبك وتفهمك ، لا إلى جدالك .
- حاولت أن أكون متفهماً ، ولكننيأخشاه أن التفاهم معدوم بيناا في الوقت الحاضر . فلديها فكرة سخيفة عن رغبتي في إحضار نساء إلى المنزل ، وهذا تصرف ليس من شيمي .
- أبي . .
وقف فتاة صغيرة في الباب ثائرة العينين اللتين ما إن وقعتا على سيليا حتى اشتعلتاه غضباً :
- لم تهدر وقتاً إذن . . أليس كذلك ؟ وأنا من أردت الاعتذار عما بدر مني !
- كارول . .
- دعني وشأني . . أمي على حق ، يجب ألا نثق بالرجال !
ثم خرجت من الغرفة كالصاعقة ، فتبع خروجها ذالك صمت هائل لكن سيليا استجمعت شتات نفسها فقالت :
- لم تكن فكرة مجيئي إلى المنزل صائية . . اعتقدت أنك حين تكلمني أستطيع مساعدتك ، ولكنني بدلاً من هذا . . .
- تعرضت لفظاظة إبنتي . . الأمر على حاله من افتراقي عن دونا وقد بدأت أفتقر إلى الحلول .
- أظن أن ما تحتاج أليه أبنتك هو الوقت وخروجي أنا كم هذا المنزل لتصعد لترضي خاطرها.
- وماذا ستفعلين ؟
- سأعود إللى بيت الممرضات لأدرس ، وهو ما أنا بحاجة إليه حقاً ! لا أدري كيف تتمكنون
من تذكر تلك الدروس كلها .
- بالممارسة . . أتريدين الذهاب حقاً ؟
- لا ..
- أملت أن يكون هذا ردك . . حين تكون مديرة المنزل موجودة ، تلازم كارول في غيابي ، فهل تشاركينني العشاء غداً؟
كانت سيليل مخدرو تقريباً بعمق عينيه الرماديتين ، فردت مخطوفة الأنفاس :
- أجل . . أجل. . سأحب ذلك .
وكانت تلك الأمسية إحدى عدة أمسيات قضياها معاً. ولم يكون في أي منها توتر كما كانت بالأمسية الأولى . كان بينهن شبه إتفاق لجعل صداقتهما غير معروفه في المستشفى . لذلك كانا باردين في تعاملهما حين يلتقيان ، علماً بأن صديقاتها كن يمازحنها بشأن صديقها الجديد ، ولكن لم تتوقع أي منهن أن يكون برودي بادجر هو الصديق . . . بل لم تكن تثق بأن أياً منهم ستصدقها وإن أخبرتها . .
رفضت كارول بادجر بشدة أن تقابلها ، نظراُ للظروف ، لم تستطع سيليا أن تلومها . فهم لم تكن تعلم الدور الذي تلعبه في حياة برودي ، فكل ما تعرفه أنه في الوقت الحاضر يحتاج إليها ، يحتاج إلى وجودها وهدوئها ، يحتاج إلى مزاجها حين يكون متهجماً .
في إحدى الليالي تغيرت علاقتهما بشكل عنيف . تلك الليلة اتصل بها برودي ليلغي موعدهما :
- وصلت حماتي لترى كارول . ولا يمكنني تجاهلها . . إنها جدتها .
ردت سيليا بهدوء :
- طبعاً أفهم هذا .
هل يخجل برودي من علاقتهما . . ألهذا كان مصمماً ألا يعرف أحد بها ؟
قال بعد صمت متوتر :
- تعالي وقابلي كرستبال وعندئذ تعرفين لماذا لا أريدك أن تريها .
وهذا ما فعلت . . كانت كرستبا لاتزال جميلة رغم بلوغها العقد السادس ، فجسدها نحيل وشعرها أسود تشوبه شعيرات بيضاء وهي على ذلك سليطة اللسان وقد عاملت سيليا وكأنها ليست أكبر من حفيدتها التي رضيت بالجلوس مع سيليا للعشاء لتتمتع بمعاملت جدتها السيئة للمرأة التي لا تحبها ولن تحاول أن تحبها .
كانت أمسية متوترة غير مريحة ،فقد عمدت العجوز إلى تحذيرها بكلمات ودود عن سعي الرجال المتوسطي العمر إلى إستعاددة شبابهم مع نساء أصغر منهم عمراً . وقد حدث أن وجدت سيليا نفسها وحيدة معها في غرفة الجلوس وذلك عندما صعد برودي ليتمنى لإبنته ليلة سعيدة ، فاستغلت كرستبال الفرصة لتحذيرها منه .
سألها برودي وهو يعيدها إلى المستشفى :
-حسناً . . ؟
- ما كان يجب أن أحضر . إن حماتك مؤمنه بعودتك في النهاية إلى زوجتك .
تجهمت أسارير وجهه :
- لم أكن من غادر المنزل بل هي من فعلت .
- وإذا طلبت العودة ؟
- لم تطلب هذا إطلاقاً .
- ولكن . .
- لا أريد مناقشة أمر زوجتي سيليا ، فلا علاقة لها بعلاقتنا ،ولكرستبال أن تعتقد ما تشاء ، فلا أتوقع منك أن تصدقيها .
ولكن ليتها تثق بمشاعره التي يكنها لها ! وصفت كرتستبال إهتمامه بها وكأنه حلم رجل في العبث مع فتاه صغيرة . وقالت أنه بحاجة إلى إمرأة أكثر حنكة ، وأنه سرعان ما سيضجر من طفلة مثلها . ولكن الإنذار الأخير كان أشدها تأثيراً، فقد قالت لها أن دونا بادجر قد أدركت غلطتها وإنها تريد العودة إلى زوجها وإبنتها .
وها هو بردي لا ينكر رغبته في عودة زوجته ، بل كان ما قاله أنها لم تطلب العودة .
- سيليا !
- آسفة . .
استيقظت من شرودها لتنظر إليه ، فإذا بنظرته مستقره عليها . .
فأردفت :
- حماتك لا تحبني .
- أجاب وقد رد بصره إلى الطريق:
- ليس من المفترض أن تحبك . . فأنا أحبك .
سألته بصود أجش :
- وهل تحبني ؟
تركت يده الموقد وأمسكت يدها:
- تعرفين هذا. .
- أنا . . أنت لم تظهر لي يوماً حبك . . كنت دائماً . . متحفظاً معي .
لم يرد عليها بل أرجع يده إلى الموقد محدقاً إلى الأمام بجفاء . . يالله! ماذا فعلت ؟
أوقت برودي السيارة على مسافة غير بعيدة عن المستشفى كما كان يفعل عادة ، ثم التفت إليها وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة :
- سيليا . . لولا . . أخشى حين أبدأ بمعانقتك أن أعجز عن ردع نفسي عنك . أتفهمين هذا ؟
اتسعت عيناها دهشة :
-لا.
تنهد :
- ما ظننتك أن تفهمي . . تعالي إلى هنا . .
وفتح ذراعيه لها ، فانسلت إليهما دون سؤال ، تشهق من شراسة عناقها لها ، تذيب نفسها عليه ، تتحسس سرعة خفقان قلبه. .
كان يتأوه وهو يقول لها :
- أحبك . . . أحبك سيليا .
ضاعت في متاهات عواطفه بعد أسابيع من الشوق . . أمسكت رأسه بحرارة تضمه إليها .
- عودي إلى منزلي سيليا . تعالي معي . . .
- أنا . . .
- سيليا مخابرة لك!
توقف شريط ذكرياتها فجأة . . فبدا لها كل ما مضى . . حياً . . حقيقياً وكأنه حدث بالأمس القريب لا منذ ست سنوات .
بعد طرقة خفيفة على الباب دخلت ليندا :
-سيليا !لك مخابرة .
جرت سيليا نفسها من الماضي بجهد ووقفت تدفع شعرها بعيداً عن وجهها وتسأل:
- أتعرفين من ؟
- كارول بادجر وهي تبدو في لهفة إلى مكالمتك .
تسمرت سيليا حالما سمعت الإسم . لماذا بحق الله تريد كارول بادجر مكالمتها ؟ بدت الفتاة مسرورة برؤيتها اليوم ، ولكنها لا تريد لهذا اللقاء أن يتفاعل وهذا ما ستوضحه لها .
- كارول . . أنا . .
- أشكر الله لأنك هنا ! إنه أبي ، حصل له اصطدام سيارة خطير . . لقد أصيب في رأسه . . سيليا . . ليسوا واثقين . . من أنه . . سيحيا!
-2 قلب في الظلام
- سيليا . . سيليا. . أما زلت هنا ؟
- أنا. . أجل . أقلت أن والدك مصاب ؟
كان صوتها هادئاً ، وكأنها في حلم مزعج ، بل وكأن كارول لم تخبرها بأن برودي في حالة خطرة .
ردت كارل باكية :
- لقد اصطدم بشاحنه .. إنه في قسم الطوارئ في المستشفى .. لقد وقعت الحادثة وهو في طريق العودة .
أحست سيليا بوهن في أحاسيسها .
- فهمت .
- هل ستزورينه في المستشفى ؟
صدمها الاقتراح . . ونشلها من صدمتها . . تزور برودي ؟ لا يمكنها ذلك!
- لا. .
شهقت كارول :
- انا بحاجه إليك سيليا .
- وجدتك . . .
- انهارت تماماً . . فلم يمضي وقت طويل على وفاة جدي . وقد وقع الحادث على رأسها كالصاعقة . . أعطيناه منواماً . . أنا بحاجة إلى من يحبه كما أحبه أنا . . .
قاطعتها بحده :
ـأنا لا أحب أباك كارول.
- ولكنك أحببته يوماً . . أليس هذا ما اعترف به اليوم . . أوه سيليا أرجوك!
-لا أستطيع كارول ، تعرفين أنني لا أستطيع .
كان صوتها حزيناً ، ويدها قابضه بشدة على السماعة ، فرت كارول بصوت مخنوق:
- ظننتك تهتمين . . ظننتك تهتمين به !
ثم سمعت صفعة السماعة في الجهة الأخرى . . فانهارت قرب كرسي قريب من الهاتف ، تحدق دون أن ترى إلى الجدار المقابل لها ز لا تستطيع الذهاب غلى المستشفى . . فما الفائده ؟ برودي لا يريدها هنالك وهي لا تريد أن تراه كذالك . ولكن كارول قالت أنه يموت ! برودي يموت ! لا . . لن تتقبل هذا الخبر.
صاحت ليندا بصوت مصدوم حين خرجت من غرفة الجلوس فرأت وجهها الشاحب:
- سيليا ! ما الأمر ؟ ما الخطب ؟
بللت شفتيها المخدرتين وقالت ببطء :
- وقع . . وقع لوالد كارول . . حادث وتريدني أن أتوجه إلى المستشفى لأكون معها .
منتديات ليلاس
علت وجه لينجا تقطيبة :
- فهمت على ماأظن .
تعالى الإحمرار إلى وجه سيليا وهي تشؤح :
- عرفت السيد بادجر منذ سنوات .
- أحسست شئ من هذا اليوم . . .
- كاتا تعمل بالمستشفى ذتها . . وهذا كل شيء.
ضغطت ليندا على يدها وكأنها تفهمها ، ثم صالت بلطف :
- سأخبر العائله أنك مضطرة للذهاب لرؤية صديق في المستشفى .
- شكراً لك .
وقفت دون تردد وتجهت إلى غرفتها .
لم تكن تعرف المستشفى الذي أدخل إليه برودي وقد جعلها ذلك تتأخر دقائق حتى تعرف أين هو ، ودقائق عدة أخرى لتتأكد أنه ما زال في غرفة العناية وأن ابنته في غرفة الإنتظار.
كانت كارول مجرد طيف بائس ، يجلس وحيداً في زاوية الغرفة ولكنها نظرت نظرة رجاء إلى الباب وهو ينفتح ، ثم أجهشت ببكاء هاد منحبه وهي تركض لتلقي نفسها بين ذراعي سيليا التي راحت تهدئ روع الفتاة بصوت ناعم :
- لا بأس عليك . . لا بأس عليك كارول .
تعلقت كارول بها :
- علمت أنك ستأتين . . علمت بأنك لن تخذلينني!
إذن ، كانت تفهمها أكثو مما تفهم هي نفسها ! حين أوقت السيارة في الخارج أعادت التفكير في ما تقوم به . أهي على صواب في قدومها ؟ فقد لا يتذكرها برودي . . . لأنها لم تكن تعني له شيئاً ز ز . ولربما أ.عجته رؤيتها له مجدداً . إذا كان مصاباً كما تقول كارول فلن تساعده زيارتها أبداً . سألت بلطف :
- ثوة أخبار جديدة ؟
هزت كارول رأسها وتفخت أنفها ، قبل أن تمسح الدموع عن وجنتيها :
- أبداً . . جلست هنا ساعات . . تقريباً ساعتين . . بدتا لي دهراً . أما الطبيب فلم أره منذ أن وقعت أوراق المعاملات لأدخاله غرفة العمليات .
- أتعنين أن برودي . . . في غلرفة العمليات الآن ؟
- أجل جمجمته مكسورة .
تأوهت سيليا :
- يا رباه . . . !
لكنها أدركت أنها لن تساعد كارول بتصرفها هذا.
فراحت تهدئ من روعها :
- سيكون بخير . سأرى إن كان باستطاعتي معرفة شئ. اجلسي هنا وسآتيك بفنجان قهوة .
تعلقت كارول بيدها مذعورة :
- لن تتأخري ؟
سرعان ما وجدت الممرضة المسؤوله عن قسم الطوارئ ،
فذكرت إليها من هي ثم طلبت معلومات إضافيه عن برودي .
نظرت إليها الممرضة الشابة بإشفاق .
- نحن جميعاً قلقون عليه . أنه رئيس الجراحين في المستشفى . أتعلمين هذا .
لا . . لم تكن تعرف هذا !
- من يجري له العملية ؟
تنهدت الفتاة :
- كانت حالة السيد بادجر خطره حين وصل . . وقد عمد إلى إجراء العملية مساعده الأول جوناثان هال . أحس أنني المسؤوله جزئياً
عن الحادث .
عبست سيليا .. فماذا تعني الفتاه بقولها ؟ انها صغيره وجميله ليجدها جذابه :
- لولا استدعائي له في حاله طارئه لما كان في هذا الجزء من المدينه .
تنفست الصعداء ... مع انها لم تعرف السبب . فما برودي بادجر الاجراح ماهر بالنسبه لها الان . وهي لا تعباء بما في حياته من نساء ... فلم الغيره اذا .
قالت الممرضه :
-سأدخل الي غرفه العمليات لاتفقد حاله لك ... لن أتأخر .
- سأكون في الانتظار ... مع كارول ابنه السيد بادجر .
حملت سيليا القهوه الي كارول وقد زادت السكر ... ولكن كارول اشمأزت قليلا من مزاقها ومع ذلك راحت ترتشفها لانها ستفيدها هكذا . بعد عشر دقائق جاءت الممرضه لتقول بلطف :
- سيخرجون السيد بادجر من غرفه العمليات الان .
سألت سيليا بلهفه :
- و ...ماذا ؟
- اجتاز مرحله الخطر ...
انهارت كارول بين ذراعي سيليا :
- الحمد لله
ولكن سيليا علمت ان الممرضه لم تقل كل شئ بعد ، بل رأت الشفقه في اعماق عينيها الزرقاوين .
- لقد ازال السيد هال عده شاظيا من العظام المحطمه ولا نعرف بعد مدي الضرر نهائيا .
شهقت كارول :
- أتعنين ضرر الدماغ ؟
- انها امكانيه ...
وهذا ما توقعته سيليا فشعرت بثقل كارول التي اغمي عليها بين ذراعيها . ساعدتها الممرضه علي تمديد كارول علي المقعد .
- اسفه .. لكن السيد هال مشغول بحاله طارئه اخري الان . لذا اعتقد ان علي الانسه بادجر الا تتوهم كثيرا ...
- كان يجب ان تعرف .
- ادخل السيد بادجر الي غرفه خاصه حيث ستلازمه ممرضه ولكني لا احسب ان السيد هال يعارض وجدكمامعه اذا اردتما .
نظرت سيليا الي كارول :
- سيتحدث السيد هال اليكما حالما يستطيع .. ثمه امر اخر .. لقد اصيب السيد بادجر بجروح في وجهه ايضا .. يجب ان تفهمي هذا ؟
احست سيليا بقشعريره كادت تشلها .. وجه برودي الوسيم مجروح وممزق .. ماذا سيفعل ان بقي الجرح في وجهه ؟ ولكن هل سيبقي علي قيد الحياه . يالله يجب ان يكون بخير .. يجب قالت للمرضه بصوت منخفض :
- سأهيئها نفسيا للخبر .
وبدأت كارول تسترد وعيها متأوهه.
ولكن ما من احد هيأ سيليا نفسيا لما ستواجه . كان برودي مستلقيا فوق الاغطيه البيضاء شاحبا شحوبا كبيرا وضماده سميكه حول صدغيه وعده جروح عميقه في وجهه استدعت الحاجه الي تقطيبها كما كان في يديه جروح اخري وكأنه رفعها ليحميوجهه . الله وحده يعلم ما كان سيصيبه لولاهما.
جذبت كارول دون أن تتنفس بكلمة كرسياً لتجلس إلى جانبه ، تتلمس برقه يديه المصابتين . . ونظرها لا يفارق وجهه الساكن.
فجأة راحت تتحدث بهدوء مما دفع سيليا لنظر إليها بحدة:
- لن أدعه يموت .
- كارول. . .
- ولن أدعه يبقى صرة هامده
شهقت سيليا التي لم تكن تريد الاعتراف بهذا حتى لنفسها.
لا . . لن يحدث مكروه له. . ليس وهو من ساعد الناس على الشفاء ببراعته وذكائه . كررت كارول بشراسة:
- لن أدعه !
بقيت سيليا صامتة ، لا تريد قول أو فعل شئ قد يدفع كارول إلى الإنهيار . بعد ذلك خرجت لتخابر آل هاموند لتخبرهم أن برودي ما يزال صامداً . .
حين عادت إلى الغرفه وجدت كارول في الكرسي نائمه ، ولكنا لم تحاول تحريكها لئلا تزعجها ، فالنوم هو خير ما تقوم به إذ ستحتاج إلى قواها حين يسترد برودي وعيه .
نظرت سيليا إلى الرجل المستلقي على السرير هامداً تفكر في ماسببه من دمار في حياتها . نعم لقد كانت صغيرة على متطلباته ، لكن صغر سنها لم يمنعها من أن تريد ما أراد .