المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
هادي العلوي , شخصيات غير قلقة في الاسلام , دار الكنوز الادبية , 1997
هادي العلوي
هادي العلوي البغدادي مؤرخ إسلاميات، باحث فلسفة، عالم لغة، مناضل سياسي، مناهض للسائد، متمسك بشروط المثقفية الإسلامية في معارضته لا يملك شيئاً ولا يملكه شيء،
من مؤلفاته:
موسوعة معرفية في مجالات سياسية وإجتماعية
من تاريخ التعذيب في الإسلام
الإغتيال السياسي في الاسلام
ديوان الهجاء
المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة
فصول عن المرأة
المعجم العربي الجديد المقدمة
شخصيات غير قلقة في الإسلام
كتاب التاو
خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام
فصول من تاريخ الإسلام السياسي
المعجم العربي المعاصر: قاموس الانسان والمجتمع
الى الكتاب
----------------------
شخصيات غير قلقة في الاسلام
هادي العلوي
النيل والفرات:
يتناول هادي العلوي بالدراسة، في صفحات هذا الكتاب، شخصيات إسلامية متميزة في تاريخ الإسلام. وذلك من زاوية معينة مرتبطة بفاعليتها الموجبة في حياة عصرها دون الدخول في متاهات قلق مرصودة لتغييب تتريخيتها في اللاتاريخ. والشخصيات التي يستخلصها في هذه الدراسة يتنوع فعلها بين الحياة السياسية والاجتماعية وبين الحياة العملية التي لكل منها موقعه في مساحة التاريخ الإسلامي.
وقد بحث عن مكامن العدل دون مكامن القوة، وعن كوامن المعرفة دون كوامن الإيمان وخلال تعامله معها خرج من فروض التاريخ المقدس بل ومن دواوين الغرب والمحبة لكي تظهر كما هي لا كما نريدها. بمعنى آخر كانت دراسته لهذه الشخصيات من خلال منظور موضوعي بعيداً عن العواطف، وأقرب إلى الفكر والعقل. والعدد الذي يضمه هذا الكتاب لا يزيد على الخمسة عشر اسم. وأما اختياره فكان عشوائياً لم يكن للموضوعية أو المنهجية دخل فيه.
****
في كتابه "شخصيات غير قلقة في الإسلام" يقدم العلوي نموذجا للثبات في المواقف الاجتماعية والسياسية المقيدة أما بفكرة العدل والمساواة وأما بفكرة الحرية أو بكليهما. فنراه يعظم سلمان الفارسي والعنبري من حيث كونها شخصيات نموذجية في الدفاع عن مبادئ العدل الاجتماعي. والشيء نفسه يمكن تطبيقه على شخصيات متنوعة ومختلفة لتيارات فكرية وسياسية عديدة من شيعة وسنة وخوارج ومرجئة وقدرية وغيرهم. إذ نراه يجد في شخصية شبيب الخارجي كيانا موازيا لشخصية الحسين بن علي. وعندما يعظم زيد بن علي (مؤسس الزيدية)، فإنه ينظر إليه من حيث جعله المقاومة المسلحة (إشهار السيف) شرطا من شروط الإمامة، ومن حيث برنامجه الاجتماعي الذي لخصه في مجموعة مطالب سياسية واجتماعية واضحة المعالم مثل معارضة الوراثة في الحكم، ومعارضة اخذ الزكاة بوسائل غير شرعية، ومعارضة حرمان الفقراء وأبناء السبيل، ومحاربة الرشوة والمحسوبية، وتسليط الأغراب، والسجن الكيفي، وعدم تسريح الجند وغيرها. في حين نراه يرفع من شأن الفرزدق وبشار بن برد إلى مصاف "الشعراء المثقفين". مما فرض عليهم نوع من الرؤية السياسية والاجتماعية التي جعلتهم في نهاية المطاف يقفون ضد الظلم الاجتماعي والسياسي، ولكن من موقع الزندقة العملية.
لقد بحث العلوي في المواقف الاجتماعية للمثقفين عن أبعاد تسهم في تعميق "خط المعارضة" للسلطة والاستبداد والتحجر. وهي فكرة حاول تطبيقها على كل ما اعترض مساره الفكري، وكل حادثة وموقف يمكن وضعهما في منظومة تأييد "خط المعارضة" للسلطة والاستبداد. فنراه يجد في فلسفة التاو الصينية وبساطتها المعهودة أمرا يقوم أساسا في موقفها الاجتماعي. وهو موقف حدد من حيث الجوهر فكرته عن البدائل المفترضة في مثقفية المعاصرين. أما التاريخ السالف فهو مجرد دلائل وإشارات عليها. من هنا موقفه عما اسماه بكتابة تاريخ الآراء والحركات والسياسية منها بالأخص. فنراه يشير في إحدى مقالاته إلى أن ما يثير اهتمامه هو سيرة الحاكم والساسة والثوار والمعارضين مندمجة في الجمهور بوصفه الوعاء الحاوي لفاعلية الفرد والمكّيف له والمتكيف معه في آن واحد. وهو مشروع عمل ويعمل له، وسيكون على الدوام متسعا بالنسبة له من اجل اختيار ما هو مناسب لوضعه في تاريخ ما يدعوه "بخط المعارضة"، كما كان يقول وهو على قيد الحياة. لاسيما وأنه الخط الذي يحتوي حسب نظره على وحدة "حب الحقيقة وحب الوطن في الفكر الذي يجمع العلم مطلوبا لذاته وبين العمل لمصالح الأمة العليا بترابها وأبنائها". وهو موقف طبقه على نماذج متنوعة من تاريخ الثقافة الإسلامية.
ميثم الجنابي -صوت العراق,صحيفة الكترونية
الرابط :
نسخة جديدة :
التعديل الأخير تم بواسطة dali2000 ; 20-06-20 الساعة 01:07 AM
سبب آخر: تجديد الرابط ، الله يرحمك يا استاذ بدر وعسى المشاركة تكون بميزان حسناتك
|