ردت المرأه: مات دو******************************** منذ ثلاثه أشهر.
لماذا لا اتعلم اقفال فمي ؟
- اوه .. ماأشد اسفي .
- لايهم .. كان موته متوقعا منذ مده .. فقد كان زوجي اكبر مني سنا .. زواجنا كان زواج مصلحه.
- اجل .. وهل لديك اولاد ؟
- وهل ابدو لك اما ؟ لكن هناك من يعوض هذا كله .
ردت اورسولا بصوت جليدي ادهشها هي نفسها : لا اظنني فهمت قصدك.
ابتسمت الكونتيسه بلؤم،ولمعت عيناها بالحقد:
- اتظنين ان هذا كله سيدوم لك ؟ الحب .. وشهر العسل .. اتتصورين ان حياتك ستبقي عسلا الي الابد ؟
- لا .. بالطبع لا .. اعرف ان الامور تتغير ..
-لا تكوني قاسيه علي نفسك . انت شابه صحيحه الجسم .. وهذا طبيعي ..لا ؟ تستمتعين بزوج في فراشك .. وفيدلو رائع .. خبير .زكيف تقولين ؟ مفعم حيويه.
احست اورسولا بحمره الخجل تغزو وجنتيها : انا لا اضن ..
لكن الكونتيسه كانت مصممه:
- عزيزتي اورسولا .. سامحيني .. ولكنني اعتقدتك تعرفين انني وفيدلو ..
وتركت ما تبقي من الجمله الساخنه الحمراء في الهواء.. تنحنحت اورسولا التي جفت حنجرتها فجأه : شعرت بأنك وزوجي ..
- اه .. عظيم .. هذا ما ظننته .. ولكنني لا اظنك تتوقعين من رجل مثله ان يكون ..؟
- ناسكا ؟
- سي .. ناسكا ؟
وضحكت عاليا من الفكره ثم اردفت:
- وبما ان زوجي لم يكن .. قادرا علي المجامله فقد اصبح من السهل التوصل الي اتفاق كهذا .
ارتشفت اورسولا شايها:
- منذ متي وانت تعريفين فيدل ؟ كم دامت علاقتكما؟
- التقينا حين كان يسكن في روما قبل وفاه والده .. في ذلك الوقت كنت عروسا شابه تشعر بخيبه الامل . تزوجت لارضي عائلتي ولارضي نفسي بطريقه ما .. ولكنني سرعان ماعرفت ان المراءه بحاجه الي اكثر من اللقب والثراء ,, وفيدلو كان .. متعاطفا .. ولكنه تغير كثيرا في السنوات العشر المنصرمه بل فل نقل تغير كلانا .
- اتقولين انك كنت عشيقته طوال هذه المده؟
اتسعت عينا اورسولا الخضروان ذهولا وخوفا ..
-وماذا توقعت؟
- اعني حتي الان .. حتي الصيف هذا .. حتي بعد موت زوجك ؟
- ولماذا نتوقف بعد موت دو********************************؟
سألت اورسولا بصوت مخنوق :حتي حين كان فيدل في باريس؟
اخفت عينا الكونتيسه ابتسامه سريه .
- هناك في باريس التقاك .. وكان علي حق . ستكونين الام المثاليه لاولاده ..
وتحول قلب اورسولا فجأه الي قطعه ثلج. اما لاولاده ؟ .. انه الكلام نفسه الذي استخدمه فيدل .. وكأنهما خططا لهذا معا ..
اردفت رونا : لهذا لا اريد لك ان تتألمي . انت شابه لم تدعكك الحياه . وانا متأكده انك كنت عذراء قبل زواجك من فيدلوا ...صديقيني ، فيدلو يحترم مسؤولياته ويقدسها.
لاحظت شيئا في عين اورسولا فصمتت ، ثم اضافت:
- سيكافئك كونك زوجته وام اولاده مدي الحياه.
واشارت الي الفيلا ثم الي البحيره والجبال:
- ولكنك تخطئين ان خلت نفسك قادره علي الاحتفاظ بفيدلو لنفسك . فبعدما تمر بهجته الجديده بك فسيتطلع الي مكان اخر .. عندها يحين وقت تدبير امر علاقه غراميه خاصه بك.
صمتت اخيرا لان اورسولا ضربت فنجانها بالصحن فوق الطاوله .. واحترق الغضب الاحمر في عينهيها :
- وستكونين بلا ريب سعيده عندما يحصل ذلك لتستردي علاقتك مع زوجي ؟
سيدتي الكونتيسه من الافضل ان ترحلي.
- يا ابنتي العزيزه .. هل قلت شيئا كهذا ؟ هدئي روعك .. قد لا يشرد فيدل قبل سنه او سنتين .. واؤكد لك انني لست علي استعداد للانتظار طويلا .. تعالي .ز لقد اضعنا وقتا طويلا .. اين هي لائحه الضيوف؟ سأخبرك بعض المعلومات عنهم.
احست اورسولا بحواسها مخدره فاعطتها اللائحه ، لتصغي الي ماتقوله .ز اخيرا وبعد طول انتظار ، جاء ديلغي يقول ان اليخت جاهز ليقل الكونتيسه الي البر .ز
- ولم نناقش امر الطعام بعد او امر ملابسك .. ولكننا اتفقنا علي الموعد.
ردت اورسولا تذكرها: ان كان يناسب فيدل.
ضحكت رونا : يجب ان يكون كل شي بالطبع مناسبا لفيدلو.
حضنت اورسولا مودعه وقالت انها امضت وقتا جميلا وهذا ما لم تشعر به اورسولا البته.
كاد الفجر ان ينبلج قبل ان تغط في نوم قلق ، متوتر .. نوم شابه صوره رونا في احضان فيدل.
صب ريكو لنفسه مزيدا من العصير ونظر الي جانب وجه اورسولا الشارده .. كانا قد انهيا للتو غداءهما .. بالامس قررت عدم تلبيه الدعوه ولكن بعدما كشفته الكونتيسه ، وبعد تلك الليله المضطربه قررت العكس . أليست هذه هي العلاقه التي ستنقذها ان نفذت رونا ما تريد ؟
قال ريكو: انت صامته.
-كنت افكر ..
- هل كدرك احد ؟
-لا .
- أتتساءلين عما يفعله زوجك في فيينا ؟
سألت بدهشه : كيف عرفت انه هناك ؟
هز كتفيه وتمدد علي منشفته ينظر الي اصبع قدمه الكبيره :
- انت من قلت ذلك منذ يومين .
هل اخبرته حقا ؟ تشك في ذلك .
- اذا كنت تشتاقين اليه ، فأنا مستعد ..
مد يده يمررها علي ذراعها . صفعت يده بسكين كانت تحملها وصاحت به :
- ريكو دوريانو.
صرخ و كأنه يتألم ثم تلوي علي الارض مصدرا ضجيجا مرتفعا .. وبعد ذلك راح يقهقه سائلا عن رأيها بنزهه علي مركبه ؟
قالت معترفه : لست سباحه ماهره .
ضحك بسبب انعدام ثقتها به ثم قال ان الرحله ستكون لطيفه ، وانه مستعد ان وقع لها حادث ان ينقذها ويحملها الي كهفه السري حيث سيعيشان سعيدين . ضحكت من خياله الرومانسي متسائله عن سبب تضيع وقته هنا معها.
اخيرا وافقت علي مرافقته .. وكانت رحله عظيمه .. في البدء مال المركب بطريقه مخيفه وحين لاحظ ريكو اضطرابها سارع الي انزال الاشرعه حتي سار المركب بشكل مستقيم .. ولكنه لم يصطحبها الي مكان بعيد.
سألته اثناء الرحله عما اذا كان ينوي المشاركه في السباق هذا الموسم فتردد بالاجابه ثم قال انه سيشتري مركبا جديدا عما قريب .
عندما عادا الي الشاطئ قالت له : كانت رحله رائعه.
لقد سرتها الرحله.. لكن .. ماذا ؟ انها غير متأكده من شئ .. فقد رأته تاره منجذبا اليها وطورا نادما علي وجوده هنا.
وقفت اورسولا تنظر اليه وهو يبحر ولكنها شعرت بالضياع .. وكأنما صلتها الوحيده بالعالم الخارجي تنسل بعيدا عنها.
راحت تتجول متخذه طريقا وعره للوصول الي البيت . اخيرا وصلت الي سقيفه المراكب قرب الرصيف ، وتسألت عما اذا كان هناك قارب صغير تستطيع اخذه الي الخارج بنفسها . ولكن القوارب جميعها كانت في الداخل في مكان مقفل . بحثت عن المراكبي فلم تجده ، ربما يغط في قيلوله ممتعه. نظرت الي الرصيف والمراكبوالي الفنادق والكنيسه والي الناس البعيدين جدا فتساءلت لماذا تشعر انها واقعه في فخ.
استقبلها ديلغي امام الباب قائلا ان فيدل اتصل ساعه الغداء ليقول انه عائد الليله و لكنه طلب الا تنتظره .
ظلت رغم ذلك مستيثظه الي ما بعد منتصف الليل وكانت تنتظر بشوق رؤيته من جديد ولكن رافق شوقها قلق وقله ثقه بزوجها و ما السبب الا رونا واحاديثها . هاهي تحس بحاجتها الي فيدل الذي تريد منه ان يبعث في نفسها الطمأنينه بشأن حبه لها .
سألت اورسولا ديغلي الذي دخل الي غرفه الجلوس ليتأكد من اقفال النوافذوالابواب الزجاجيه.
- أتنتظر عاده حتي هذا الوقت المتأخر؟
قال لها لاداعي الي ان ينتظر اي منهما اكثر من ذلك لان فيدل لايعود احيانا قبل الرابعه او الخامسه صباحا ، وهكذا ذهبت علي مضض الي النوم.
كان الصباح يرسل اشعته حين استيقظت .. مدت يدها اليا الي السرير العريض فاذا الغطاء املس .. انه ليس هنا .
لاشك ان حادث ما قد وقع له . جلست اورسولا مذعوره . هل تحطمت طائرته الصغيره في الجبال .. لماذا لم يوقظها احد ؟
كانت في منتصف الطريق الي الباب عندما تذكرت فجأه غرفه نومه الخاصه . هناك امل ..
حبست انفاسها مذعوره . سارت علي اطراف أصابعها عبر غرفه الملابس المشتركه ، ثم فتحت الباب بهدوء. نظرت الي الغرفه ثم شعرت براحه عارمه بل شعرت انها توشك علي الاغماء . كان فيدل هناك مستلقيا علي معدته ، احيا منظر كتفيه ، وظهره العريضين ، ذكري حبهما العميق .. وفي هذه اللحظه بالذات .. عادت كلمات رونا لتعذبها : لاتخالي نفسك قادره علي الاحتفاظ بفيدلو لك وحدك مده طويله .
وقفت بالباب تنظر اليه وتفكيرها يعذبها وشكوكها تقتلها . لماذا تزوج بفتاه نكره مثلها ؟
سمعت حركه في السرير . وكأنه احس بوجود شخص ما .. تراجعت اورسولا بسرعه لانها تعلم ان عليها الابتعاد .. والتفكير ..
لكن الباب لم يكن مقفلا وراءها حين رأته يتقلب في فراشه متمتما بنعاس :
- رونا .. رونا . ؟