6 -زوجي ليس لي
بقيت الكونتيسه هناك طوال العصر، بدا جمالها في غير مكانه في جبال وبحيرات التواريغو.
قالت رونا وعيناها السوداوان الدعجاوين تبديان عدم الرضي عن ثياب اورسولا البسيطه:
-سأقدم لك ان سمحت نصائح بشأن ملابسك واختيارها . ارجو ان يؤمن لك فيدل نفقات كافيه.
امضتا العصر في مناقشه امر الحفله وقالت تقترح:
-ساكتب لك لائحه بأسماء المدعوين .. ولكن عليك ان تقرري ان كنت تريدين ان يحضروا جميعا.
منتديات ليلاس
ثم تحدثت عن الملابس مجددا ذاكره ان علي اورسولا اختيار ثوب مميز للحفله .. كانت اورسولا طوال الوقت تبتسم وتهز رأسها موافقه مع ضيفتها الانيقه ،فلا مجال للانكار انها قد تساعدها ففيدل يتوقع من زوجته ان تحسن التصرف كما يتوقع ان تختار مصصي الازياء المعروفين وتدعو الناس المناسبين ... ويجب ان تكون ممتنه ولكنها لم تستطع تخلص نفسها من الاحساس بعدم الثقه .. امن الطبيعي ان تناقش العشيقه السابقه الامور مع الزوجه الجديده بكل هذه السعاده ؟ هذا يعني ان رونا أما لاتمانع في خساره فيدل وأما انها لم تخسره حتي الان.
لم يمض وقت علي ذهاب الكونتيسه حتي اتصل فيدل قائلا انه مضطرا للبقاء في ميلانو ثم سألها كيف قضت يومها فضحكت بأشراق مبالغ فيه واخبرته انها استقبلت ضيفه.
-من ؟
رنت الكلمه كالسوط في الهاتف وحين اخبرته قال بحيره :
-وماذا تريد ؟ هل قلت لها انني مسافر؟
لماذا غضب ؟ الا يريد ان تري احد؟
ام انه لايريد منها ان تقابل هذه المرأه بالذات؟
سارت علي طول الشاطئ المفروش بالحصي. كانت الجبال المحيطه بها تنعكس صورتها علي مياه البحيره الزرقاء.قعدت علي صخره كبيره تراقب المراكب الشراعيه فلفت نظرها يخت صغير،ذو اشرعه بيضاء وزرقاء راح يتجه نحوها ...راقبته وهو يقترب ..كان في الواقع مركب صغير علي متنه رجل واحد .. ولم تمض برهه حتي اتضح انه يوشك ان يرسو ..الم يشاهد لوحه التحذير بالابتعاد؟
توجه المركب الصغير مباشره الي الشاطئ،لاشك ان مالكه يظن المكان له وحده ..فلا مجال لرؤيه الفيلا من هنا.. وتساءلت عما اذا كان عليها ان تقددم لتقول له انها املاك خاصه ...ولكن مالداعي .. انها جزيره كبيره وهناك مجال كبير لكليهما وفي الواقع ما اروع ماسيكون التحدث الي شخص ما .
فجأه قفز الرجل الي المياه الضحله يدفع المركب الشراعي الصغير الي الشاطئ.
بدا لطيفا شابا في الخامسه او السادسه والعشرين اسمر اللون اسود الشعر.كان يرتدي ثوب سباحه ابيض يبرز رشاقه جسمه الطويل.
راقبته وهو يمد ويلوي ذراعيه ناظرا الي ماحوله بكسل ، ثم رأته يرمق الفيلا بنظره سريعه .. هذا يعني انه يعرف طريقه جيدا ؟ ثم عاد الي المركب متناولا منشفه وسله للنزهات انتظرت اورسولا حتي حضر كل شئ ثم تسللت من مخبئها وتقدمت اليه .
التفت اليها بحده ودهشه ثم ببهجه . بدا سيلا من الكلمات الايطاليه فهمت منه انه يعتذر لتطفله ويسألها الغفران . نظرت الي عينيه السوداوين الجميلتين وقالت:
-اتتكلم الانكليزيه؟
شعرت انها رأته من قبل ،ورمي يديه في الهواء غبطه:
- سي .. اجل .. الن تطريديني ؟اريد فقط ان استلقي تحت اشعه الشمس ثم اتناول الغذاء .. ربما ترغبين في الانضمام الي؟
هزت رأسها ولكنها تذكرت انها زوجه فيدل ،وهذا يعني ان عليها الا تشجع متطفلا .
-يستحسن ان تغادر ما ان تنهي وجبتك وسأتظاهر بأنني لم اشاهدك.
احتج بعينين حزينتين .. ومع انها ضحكت لحزنه المفتعل ،الا انها لاحظت مرحا خبيثا في صوته وقررت انه قد يكون بالفعل مرحا ورفيقا جيدا .. ولكنها بعد تردد بسيط تركته .
لم تفكر اورسولا بالحدث حتي صباح اليوم التالي عندما كانت تتناول الفطور علي الشرفه . في هذا الوقت اتصل بها فيدل ثانيه ليقول انه سيغيب بضعه ايام اخري بسبب بعض الاعمال المتراكمه . بدا لها الفراش الكبير فارغا بدونه ولكنها الان وفيما كانت تحتسي العصير ، شاهدت المركب مجددا ثم شاهدت شراعا صغيرا لونه ازرق وابيض.
قررت السباحه فاندفعت الي غرفتها لترتدي ثوب السباحه اخذت قبعه شمس ومنشفه وواقيا من اشعه الشمس . عليها الاتفعل ذلك طبعا لان فيدل لن يوافق ولكن ماذا عنه ؟ كم من النساء الجذابات سيلتقي بهن في ميلانو و فيينا ؟ فكرت فجأه في الكونتيسه فشعرت بالسرور لانها هنا في الجبل عوضا ان تكون حره في مكان ما مع فيدل .
كان المركب يرسو علي الشاطئ عندما وصلت اورسولا الي هناك . في البدايه تظاهرت بالدهشه والغضب لغزوه شاطئها الخاص مجددا ولكنه ابتسم لها ،ومد يده يعرفها بنفسه فقال ان اسمه ريكو دوريانو.
قالت له اورسولا بدون ان تذكر اسمها :
-هذا المكان الوحيد في الجزيره الذي استطيع السباحه فيه فالمياه عميقه الغور في ما سواه.
وعدها الا يكلمها او يقترب منها وابعد منشفته وسله طعامه الي الناحيه الاخري من الكهف الصغير ، وهذا لم يكن بالضبط ما خططت له اورسولا .. لكنها لم تستطع فعل شئ.
بعدما سبحت لبعض الوقت تقدم منها ريكو يعرض زجاجه مرطبات بارده .. وكانت مسروره بقبولها ، هكذا وضعا منشفتيهما في الظل وراحا يرتشفان العصير.
راح ريكو يحدثها عن نفسه قائلا انه هنا في عطله يقوم بالسباق في القوارب السريعه والمراكب قويه المحرك.
- للماذا لاتسابق الان؟
نظر الي البحيره ثم ابتسم :
- اصيب مركبي بحادث .. واحتاج الي مركب جديد .. ومن المعروف ان شراء مركب جديد امر باهظ الثمن.
ران صمت غريب ولم تجد اورسولا ما تجيب عنه . اضاف بعد دقائق يسألها:
- المكان موحش . وزوجك مسافر ؟
احست بالذنب ولكنها سارعت تقول له انها رسامه تقضي وقتها بالرسم.
دعاها مجددا لتشاركه غداءه وكادت توافق ولكنها تذكرت فجأه ان الخدم سيقلقون عليها ان لم تظهر بعد قليل فقالت:
- ولكن اذا كنت قادما غدا فسأتناول معك الطعام . ساطلب من الطاهيه تحضير الغداء.
ولكنه لم يكن قادرا علي المجئ في الغد واتفقا علي يوم الجمعه .. ابتسم وعيناه تطوفان بقدها الرشيق .
- اذا كان الزوج في المنزل فسأبتعد عن الطريق.
غضبت اورسولا وقالت وهي تجمع منشفتها وأغرضها :
- وقد لا اتمكن من المجئ علي اي حال.
كان اليوم حارا حقا .. حضر ديلغي لها الغذا في غرفه الطعام التي كان فيها مكيف فسر اورسولا دقه ديلغي في مراعاه مشاعرها وحاجاتها .. يجب عليها حقا ان تطلب من فيدل وضع مكيف في المطبخ.
تناولت وجبتها ببطء تفكر في ريكو كيف عرف انها متزوجه مع العلم انها خلعت خواتمها قبل التوجه للسباحه.
ماكان عليها الاتفاق مع البحار المتطفل علي موعد للغداء، فصباح يوم الخميس اتصلت الكونتيسه لتقول ان لائحه المدعوين جاهزه . سألتها ان كانت تريد رؤيتها في وقت ما في هذا اليوم.
قالت اورسولا : هل انت واثقه انني لا ازعجك كثيرا ؟ اتريدين ان اذهب ان اليك؟ صباح الغد ربما ؟
وهذا سيمنحها عذرا لئلا تلتقي ريكو .. ردت رونا بسرعه:
- لا ..لا .. سأتناول غدا الغداء مع .. صديق..
اي صديق ؟ فيدل ؟ ابعدت اورسولا الافكار المزعجه :
- سأتي اليوم .. وسنقرر معا ما ستقدمينه من طعام في الحفله .. اعلمي انك ستضطرين الي استئجار خدم اضافيين.
وكان ان جاءت الكونتيسه بعد الظهر ، فتناولت الشاي علي الشرفه . بدت اكثر جاذبيه اليوم في فستانها العاري الظهر الذي يظهر حنايا جسدها بالتفصيل.
- لدي اللائحه هنا.
فتحت ورقه كبيره ، اخرجتها من حقيبه صغيره فحاولت اورسولا الا تظهر صدمتها .. وسألت :
- كم عددهم ؟
- مئه .. مئه وعشرون ..لا اذكر بالظبط.
- انه عدد كبير ولكن ألن يأتي زوجك؟