لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-08, 04:13 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 



-4-

كانت واقفة منبهرة تنظر إلى المبنى الضخم أمامها بلونه الرمادي و بنوافذه العملاقة التي تعكس منظر المباني المرتفعة أمامها انه مكان مهيب بالنسبة لها فهذا هو العنوان التي أعطتها إياه كريستين صديقتها فكرت لحظة رات المدينة إن كان ما تفعله هو الشيء الصحيح خاصة بعد أن ألقت نظرة على لباسها العملي فعندما رأت سيدات الاعمال بتنانيرهن القصيرة و المعاطف الباهضة الثمن و بالكعب العالي المرتفع الذي يظهر قوامهن الممشوق ترددت فهي ترتدي بنطال فضفاض و حذاء رياضي و بلوزة بيضاء قصيرة جدا و أي حركة تقوم بها تظهر بها بطنها و سرتها .. بينما شعرها القصير يتطاير مع الهواء .. ترددت قبل الدخول و كادت أن تتراجع للخلف و تعود ادراجها من حيث أتت أو على الأقل تعود لتغير ثيابها العملية المريحة لأن النظرات الان تلتفت عليها و بالاخص رجل الامن الذي اقترب منها و سألها
- " هل من خدمة ؟ "
ابتسمت له بتوتر تحاول ان تفكر بشيء تقول لذلك الرجل الضخم الذي لا يختلف عن ضخامة المبنى
- " نعم .. أريد أن أقابل .. أعني ... هل يعمل .."
- " آنستي .. من تريدين أن تقابلي؟ "
- " جيمس بروكس "
- " السيد بروكس ؟!"
شعرت برغبة في الضحك فذلك الفتى الذي تعشقة أصبح شخصية مهمة يلقب بالسيد و هو يعمل في هذا المبنى الضخم .. لقد رات العديد من المباني الشاهقة الارتفاع لكنها لم تفكر في يوم من الايام أن يكون لها علاقة بشيء من هذا القبيل و بالاخص لم تفكر بأن هذا اليوم سيكون قريبا
- " نعم "
- " هل لديك موعد ؟!"
- " لا "
- " حسنا خذي المصعد إلى الطابق الاخير و من ثم اتجهي إلى موظفة الاستقبال فهي ستساعدك "
- " أشكرك"
- " على الرحب و السعة "
مشت بخطوات مترددة و ضغطت على مفتاح المصعد و ما أن فتح حتى صدمت لعدد الطوابق فضغطت على آخر طابق و أرتفع بها المصعد بسرعة .. شعرت بدوار فهي لديها فوبيا (رهاب) الارتفاعات لكن الخوف من مقابلة جيمي أرعبتها أكثر من فكرة الارتفاعات و بأنها خمسة و عشرين طابق مرتفعة عن الارض .. فتح باب المصعد فخطت خارجا و اتجهت إلى موظفة الاستقبال التي ابتسمت لها و وضعت سماعة الهاتف عن أذنها
- " مرحبا .. كيف أخدمك ؟ "
- " أود أن أقابل السيد بروكس اذا سمحت "
- " السيد بروكس ليس هنا .. لكنه سيصل قريبا اذا لم تمانعي بانتظاره "
- " لا بأس سأنتظره "
- " تفضلي "
أشارت لها بالجلوس حيث المقاعد الموجودة في الردهة الداخلية و من بعدها يوجد باب ضخم يختلف عن الابواب الاخرى أنزلت حقيبتها عن كتفها و أخذت تنظر في المكان التي هي به فركت يدها بأصابعها كانت متوترة أكثر مما ظنت فالموقف يبدو لها مهيب أكثر من أنه مبهج
- " هل أحضر لك شيئا لتشربي ؟ "
- " لا .. شكرا "
كانت تنظر إلى الباب الذي يفصل القاعة التي تجلس فيها و الاستقبال حتى أتى رجل طويل يرتدي بذلة رسمية و يتبعه ثلاثة رجال خلفه ببذلهم أيضا وقف يتحدث معهم ثم أرشدهم إلى حيث القاعة التي تجلس هي فيها دخل و دخل عطره قبله لتتوقف بهذه اللحظة دقات قلبه من المنظر الذي رآه.. فتصلبت رجلاه.. و وقف يحدق فيها .. غير مصدق .. وقفت هي بارتباك و عضت على شفتيها كانت ترتجف و شعرت بأن حرارة غريبة اكتسحت جسدها.. فتح فمه لكنه أغلقه بضع مرات كان الرجال الثلاث خلفه واقفين ينتظرون حركة منه ليرشدهم الى الدخول لكنه بدل من ذلك دخل و تجاهل الواقفين خلفه و اقترب منها و كل خطوة يخطي باتجاهها تزيد من ضربات قلبها.. حتى تكلم أخيرا بصوت هاديء جدا و مدهش
- " أهلا "
شعرت بالخجل من نظراته هي غير مصدقة بأن الواقف أمامها هو جيمي
- " أهلا "
هذا كل ما استطاعا ان ينطقا به ( اهلا ) بعد سنتين من الفراق ؟!
وقف ينظر إليها مستمتعا بمنظرها أمامه .. كان شارد الذهن يتذكر صورتها قبل سنتين لكن احد الرجال الثلاث اقترب من جيمي و همس بإذنه ليوقظه من سرحانه .. فالتفتت جيمي نحوه و قد استوعب وجودهم معه
- " آه طبعا طبعا .. أنا أسف .. تفضلوا "
فتح لهم الباب الكبير و أشار لهم بالدخول ثم ااستدار مرة أخرى الى سارا التي وقفت تحدق به و بمنظره الذي اختلف كليا خلال السنتين فغدا ذلك الفتى رجل بكل معنى الكلمة كما قالت كريستين ببذلته و عرض منكبيه و شعره الذي قص بطريقة مختلفة ليصبح أوسم و أجمل من ذي قبل
- " سارا .. "
قبل أن تفتح فمها اقترب منها و عبطها بقوة بين ذراعيه بقوة كادت أن تكسر ضلوعها قربها من صدره و أخذ يتنفس من خلال شعرها و يستنشق رائحة عطره أغمض عينيه مستمتعا بهذه اللحظة كما فعلت هي ..و أخيرا ذاب التوتر و الخوف بعناقه و القرب منه قبلت رقبته فسرت قشعريرة بجسده جعلته ينتفض و يبتعد عنها .. أخذ يدها و قبلها ثم نظر الى عينيها مطولا
- " كيف؟! "
لم تخرج الكلمات من فمه بل من عينيه لعبت بخصلات شعرها الذي طال كثيرا بالنسبة له و قالت مبتسمة ..
- " كريستين .."
وضع يده على رأسه مخللا أصابعه بين شعره بطريقة مثيرة لطالما عشقتها و قال و هو يضحك
- " آه بالطبع كريستين .. لقد نسيت .. مر على حديثنا شهر تقريبا "
ابتسمت له هذا كل ما استطاعت أن تفعله بالوقت الحاضر ..
- " لا علينا من ذلك .. سارا .. اذهبي إلى شقتي و سأوافيك خلال ساعة .."
ارادت أن تمتنع لكنه وضع سبابته على شفتها ممررا إياه بين شفتيها و كأن بلمسته هذا اشتعل بدنها بأكمله .. تركها واقفة و النار تلهب بجسدها و اتجه إلى موظفة الاستقبال
- " اريدك أن ترسلي الآنسة إلى شقتي "
- " لك ما أردت سيدي "
عاد إلى حيث تقف سارا و تكلم بهدوئه المعتاد
- " سيأخذك السائق إلى شقتي .. خذي راحتك .. و سأكون عندك قريبا ريثما انتهي من ضيوفي "
- " لا تزعج نفسك يا .. جيمي"
شعر بأنه يريد أن ينهلها بقبلاته ما أن نطقت بلقبه الذي لم يسمعه مطولا فكل ما سمعه خلال السنتين هو ( جيمس) أو (سيد بروكس )
- " سارا هناك الكثير لأن نتحدث عنه .."
أومأت برأسها فاقترب و طبع قبلة حانية على شفتيها .. أرادت ان تتعلق برقبته و تذهب معه بعالم جميل عاشته معه من قبل سنتين ..
سارت مع موظفة الاستقبال لكنها بكل خطوتين تبتعد عن جيمي تحس بأن قلبها يخرج من صدرها استدارت تنظر لتجده واقفا في مكانه يحدق فيها و هي تبتعد و ما أن وقفت في المصعد نظرت إليه و كأنها تراه لآخر مرة اخبرها بنظرته بأنها لا تزال ملكه و له ...
وقف السائق أمام البناية الكبيرة التي توجد بها شقة جيمي ثم نزل و فاتحا الباب و مشيرا لسارا بالدخول و بعد أن دخلت أغلق الباب خلفها بعد ان وضع حقيبتها الصغيرة .. سارت في الردهة الضيقة حتى غرفة الجلوس الواسعة بأثاثها الابيض و الاسود البسيط لكنه ينم عن ذوق رجالي أنيق و كذلك الارضية البيضاء الواسعة كانت غرفة الجلوس عبارة عن دائرة مرتفعة أكثر من مستوى الارض تحيطها نوافذ تبدأ من السطح و تنتهي إلى الارض مشكلة قوس يعكس منظر المدينة بمابينها الشاهقة و المرتفعة .. من غرفة الجلوس سارت حتى المطبخ الكبير الذي يطلع على غرفة الطعام بشباك مفتوح .. كانت اللوحات المعلقة رائعة بكل معنى الكلمة فهى ضخمة و لها ألوان تتدرج من الاحمر حتى الازرق و الاصفر .. عادت إلى غرفة الجلوس مرة أخرى لتجد درج زجاجي أضىف على الشقة ديكورا خلاب في احدى الزوايا يشير إلى نصف طابق صعدته بهدوء لتجد غرفة زجاجية فتحت الباب فوجدت فراش واسع.. اذن هذه هي غرفة نوم جيمي بدت كبيرة و تطلع على غرفة الجلوس من جهة و من النفذة تطلع على الحديقة الخارجية للمبنى الراقي .. انها شقة خياليه و تبدو باهظة الثمن لوجودها في هذا المبنى المرتفع الذي له مطلع ساحر .. وضعت حقيبتها على فراش جيمي و أخرجت منها ثيابها ثم دخلت إلى الحمام لتاخذ شاور سريع ...حتى تستعد لان تقابل جيمي بأجمل طلة لها ..
كانت تنمنم بأغنام لأغنية معروفة و هي تفرك رأسها في هذا الحمام الذي يشبه حمامات الفنادق ذي الخمسة نجوم أحست بيد تحيط خصرها و كادت أن تصرخ لولا صوته المثير يحدثها
- " لابد بانني احلم .. سارا مولر في منزلي .. و تستحم بحمامي .. "
اسندت جسدها العاري على صدره لتكتشف بأنه دخل تحت الدش ببذلته الرسمية التي تبللت فاستدارت تنظر إلى عينيه الجميلتين
- " أنت لا تحلم .. بل أنت في حلمي أنا "
- " لا أصدق "
- " و كيف لي أن أقنعك و أجعلك تصدق بانها الحقيقة .. "
قال بطريقة ساحرة و مثيرة ..
- " قبليني "
قربت شفتيها منه فأخذها بشوق و راح يقبلها بنهم و شغف مكبوت طوال سنتين ليست بقليلة كانت تقبله و هي تفتح أزرة قميصه و تلقيه على الارض و تقترب لتلصق جسدها المبلل بصدره العاري حتى يتفاعلا تحت الماء المتساقط عليهما بدا كثيرا لدرجة جعلتها تغيب عن العالم بين أحضانه حملها بين ذراعيه خارج الشاور و ألقاها على فراشه و انضب فوقها ليعبر لها عن اشتياقه و عشقه لها جسديا ...
بقيت بين يديه لساعات طويلة غاص وجهه بشعرها الحريري ذو رائحة الخوخ الشهي همس في أذنها
- " آه يا سارا كم اشتقت لك يا حلوتي "
- " و أنا كذلك يا جيمي "
- " أحب أن تنطقي باسمي بطريقتك اللطيفة .. لقد اشتقت لاسمي أيضا .. فهنا غالبا ما ينادوني بجيمس او بروكس أو .."
تحمست لهذا الحديث الذي أضحكها اليوم صباحا فاستدارت لتواجهه
- " نعم رأيت ذلك هذا الصباح .. لا أعرف لم شعرت برغبة في الضحك "
- " و لم تضحكين ؟!"
- " لا أعرف ؟ ربما لأن .. أعني لم اسمع احدا يناديك بتلك الطريقة من قبل .. عندما أخبرتني كريستين بانك تدير شركة والدك لم يخطر ببالي أن الامر سيكون جديا إلى هذا الحد "
- "آه حقا ؟.. ماذا اعتقدتي إذا يا آنسة مولر ؟ "
ضحكت بصوت منخفض فاقترب و طبع قبلة صغيرة على شفتيها
- " لقد تغيرت يا حلوتي ؟ "
- " كيف ؟ للأفضل أم للأسوأ ؟ "
- " لطالما كنت جميلة و مختلفة عن الباقيات "
- " الباقيات ؟ "
سألته و قد شعرت بالخوف مما سيقوله .. هل قابل غيرها خلال السنتين ؟ و لم لا يفعل ؟ هو رجل و شاب و ووسيم
- " لا لا .. لا تفهي ذلك بتلك الطريقة .. ليس هذا ما أعني يا حبي .. أعني الباقيات النساء بمجملهن "
تنهدت بارتياح لكنها دفعته عنها قليلا
- " هل أنت متأكد ؟ "
- " بكل تأكيد .. صدقيني يا سارا بانني لم أقابل امرأة بعدك إلا اللاتي يعملن معي "
- " و هل هن جذابات ؟ "
- " ليس مثل جاذبيتك .. انت لست من هذا العالم"
ضربته بخفة على صدره و هي تضحك
- " يا لك من منافق معسول اللسان .. "
- "منافق ؟! "
- " نعم .. لقد رأيت بعضهن .. لكن لا عليك لست هنا كي أحاكمك على ماذا فعلت خلال السنتين .. "
- " سنتين مرت و كأنها عشرون سنة لا تعرفين كم تعذبت خلالها لقد بحثت عنك في نيوجيرسي و عندما أغلقت الابواب بوجهي عرض علي أبي فكرة المغادرة حتى تهدأ الامور لقد طاوعته ظنا بانك لا تريدين مقابلتي .. او لا تريدين اية علاقة بي ..لا اعرف يا سارا امور كثيرة اتت في بالي .. لا علينا من ذلك الان لن نفتح باب الآلام و المواجع ..المهم هو انك هنا و بين يدي و لن ادعك تغيبين عني بعد ذلك .."
- "لكن يا جيمي يجب ان تعرف ماذا حل بي .. من المستحيل ان تظن باني لا اريدك .. بل انت الوحيد الذي ممكن أن اخسر من اجله العالم .. لقد حبسني والدي في حجرتي حتى يوم التخرج المشؤوم .. كنت أبكي طوال اليوم و لا آكل فخشي أن يفقدني "
- " لم ذهبت إلى منهاتن ؟ "
لقد اتى وقت قول الحقيقة جلست و أسندت رأسها على ظهر الفراش فرفع رأسها و جلس بالقرب منها أنزلت رأسها و هي قلقة بل خائفة من قول الحقيقة له أمسك يدها و قبلها برقة ثم نظر إلى عينيها
- " ما بك يا حلوتي ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ "
أومات برأسها دون أن تنظر إلى عينيه .. لكنه رفع وجهها برفق
- " سارا ؟! انظري إلي ؟ .. ما بك ؟ "
اضطرب صوتها في حنجرتها
- " يجب ان تعرف يا جيمي بأني آسفة كل الأسف و أني حاولت بشتى الطرق لأن أبحث عنك .. لن تصدق بأنه وضع رجال يراقباني في كل مكان و كأني سجينة .. و أي شيء أقوم به يكون لديه علم به .. حتى الآن .. أنا خائفة يا جيمي خائفة جدا "
- " من من ؟!"
- " لقد هربت من المنزل و بقيت كريستين هناك .. سأرجع غدا .. حتى لا أنكشف "
صدم من كلامها .. هل من المعقول ان يسجن رجل ابنته بسبب رجل احبته و لا تزال ...
- " ماذا ؟! "
- " نعم .. هو لا يريدك أن تقترب مني .. أنه يعرف بانك ستاتي يوم ما لذلك بقي يراقبني "
شعر بالعصبية ازاء تصرفاته الغريبة
- " لا أعرف ماذا يحمل ضدي "
- " اسمك و والدك و ..."
هز يدها و نظر إليها بارتياب
- " و ماذا ؟ "
أنزلت بصرها مرة أخرى و هذه المرة تكلمت بشجاعة مهزوزة
- " السبب .. جيمي أبي جعلني اغادر إلى منهاتن حتى يخفي على الناس حملي "
- " حملك ؟!!! "
- " نعم .. "
- " أتعنين ؟!!!"
- " نعم .. جيمي أنت أب لطفلة جميلة "
اتسعت حدقة عيناه و رفع يديه على رأسه و بقي ساكتا لفترة طويلة .. انتابها الهلع بدا غاضبا جدا فقالت حتى تخفف من تلك العصبية
- " صدقني لم يكن بيدي شيء أفعله أرجوك افهم "
اشاح ببصره عنها و قال متهجما
- " أعرف ذلك .. لكن ليس لوالدك الحق بان يخفي علي أمر كذلك "
- " نعم لذلك اخذني إلى منهاتن , وضعت هناك و بقيت سنة معها قبل الالتحاق بالجامعة و بعد ذلك اخذها معه إلى نيوجيرسي و أزورها كل عطلة أسبوعية و في المناسبات و بعض الاحيان تبقى معي لاسبوع "
- " لا أصدق لا أصدق "
كان الغضب يتطاير من عينيه فوقف على رجليه و ارتدى بنطاله القصير و خرج من الغرفة و عندما تأخر في العودة جذبت الملاءة و لفت بها جسدها و خرجت تبحث عنه فوجدته جالسا على البار في غرفة الجلوس و رأسه بين يديه و في اليد الاخرى كأس.. اقتربت منه و لمست ظهره العاري و طبعت قبلة على رقبته .. همست في أذنه و هي تقبل رقبته
- " الآن وجدتك يا جيمي "
و كأن كلمتها و قبلاتها خففت عنه فاستدار و ضمها إليه بقوة
- " لن اتركك مجددا يا سارا.. ابقي معي هنا "
ابتعدت عنه .. مسحت على شعره
- " يجب أن أعود حتى لا يكتشف أبي الامر .. يجب أن نكون أذكى منه "
- " دعيه يكتشف الشيء الذي لا يستطيع ان يفعل ازاءه شيئا ... لا يستطيع ان يبعدني عنك و عن ابنتي بعد اليوم .. هناك رابط يجمعنا يا سارا "
- " لا جيمي .. انتظر حتى نضع خطة مناسبة "
- " لا شيء أنسب من أن نذهب معا إلى نيوجيرسي و ناخذ ابنتنا و نعيش معا "
- " أعرف ذلك لكنه .. ارجوك جيمي لا اريد أن اخسرك مجددا"
- " سارا سيرضى والدك بالواقع .. استطيع ان اعيلكما "
- " صدقني أعرف .. لكن هناك طريقة أفضل .. ارجوك تفهم .. انا في منهاتن ادرس هناك "
- " تستطيعين أن تحولي دراستك إلى هنا و نعيش معا "
- " حسنا لدي فكرة أفضل .. نذهب خلال العطلة الاسبوعية إلى نيوجيرسي و نتكلم مع والدي .. دعنا الآن نستمتع معا "
سكت قليلا ليفكر بعدها ابتسم لها فشعرت بأن الامور بدات تتحسن لهما فتعلقت برقبته و قبلته طويلا بادلها العناق ثم ابعد شفتيه بهدوء و نظر اليها
- " كيف تبدو ؟ "
- " من ؟! فيكتوريا ؟"
ما أن سمع الاسم حتى ابتهج و برقت عيناها
- " اسميتها فيكتوريا ؟! "
اومأت برأسها بسعادة
- " نعم كما أردت أنت .. لها عينيك "
- " اذا هي جميلة لانها تشبهك .. لا اصدق يا سارا بأن اصبح لدينا طفلة .. اتمنى أن أراها و احملها بين ذراعي "
- " جيمي .. تعال معي هذا الاسبوع إلى منهاتن "
- " تقولين بأن والدك وضع رجال لمراقبتك "
- " نعم هذا صحيح .. سأخبره بأنني أقضي معظم الوقت بالجامعة و بهذا أقابلك و نستطيع ان نخرج و أريك منهاتن انها رائعة .. و في العطلة نذهب إلى نيوجيرسي و نواجه والدي .. ماذا قلت ؟ "
- " بالطبع سأوافقك .. هل أرفض أن ابقى معك اسبوع لوحدنا ؟ "
- " أحبك .. أحبك .. أحبك "
- " أعشقك .. أعشقك .. "
حملها بين ذراعيه و سار بها إلى الحجرة و قال و هو متيم بعينيها
- " من سمح لك بمغادرة الفراش ؟ "
أجابته بمكر
- " لأنك غادرته غاضبا "
اخذ شفتيها بقبلة و قال بصوت آمر..
- " غير مسموح "
- " أمرك سيد بروكس .. "
ضحكت : " يجب ان اعتاد على الامر"
فتحت عينيها باليوم الثاني و هي تشعر بنشاط تام استدارت ناحية جيمي لكنها لم تجده و بدل منه وجدت ورقة كتب عليها ( ذهبت إلى العمل كي أنهي بعض الامور ..سأكون عندك بعد ساعتين سنغادر معا اليوم إلى منهاتن في الرابعة مساءا.. احبك"
أخذت الورقة و دارت بالحجرة و هي ترقص بسعادة ..
كانت ممسكة بالورقة التي كتبها لها قبل سنوات طويلة بيدها الان و كما هي لم تتعوج أو تخترب بل احتفظت بها كما احتفظت بباقي ذكرياتها بالصندوق و حفضتهم في قلبها قبل أي شيء ..
تناولت صورة تحمل فيها أجمل انواع السعادة لها.. أخذت هذه الصورة و هما متجهان إلى منهاتن على متن الطائرة.. كانت الصورة لهما يضحكان من قلبيهما و صورة أخرى يقبلها و صور ثالثة وضع يده على عدسة الكاميرا فلم تلتقط إلا أصابعه و طرف عينيه الزرقاء ..
حملت صور أخرى له متخفي بثياب امراة كانت صورته مضحكة جدا ارتدى فستان كبيرا و حذاء رياضي و وضع على رأسه شعر مستعار أشقر و ارتدى نظارات كبيرة أخفى بها عينيه و لم تنسى سارا أن تضع له أحمر الشفاة و تجعله يحمل حقيبة يد صغيرة .. تخفى بهذا المنظر المضحك كل يوم خلال الاسبوع تقريبا حتى لا ينتبه عليه الرجال الذين يراقبونها على الرغم من أنهم شكوا بالامر إلا أنهم لم يعلقوا أو يخبروا الجنرال بذلك .. مر الاسبوع بسرعة كبيرة أخذته إلى جامعتها و قضى معظم الوقت معها بالشقة و الذهاب إلى السينما و المسرحيات في برودواي و الاستمتاع في مقاهي نيويورك الساهرة ة بالاضافة إلى الرحلات إلى سينترال بارك و رحلات على متن الزوارق .. استمتعا إلى أن اتى الوقت الذي استعدا به نفسيا لمقابلة الجنرال المتسلط قاد جيمي معظم الطريق إلى نيوجيرسي و اتصلت سارا لتخبر والدها بأنها قادمة إلى المنزل لتقضي معهم يومان..
ركن السيارة بالخارج .. اخذ يد سارا و تكلم بهدوء عندما رأى الخوف يتسلل إلى عينيها
- " سيكون كل شيء على ما يرام .. أعدك "
- " اتمنى ذلك "
- " أهدئي يا حبي "
- " انا بخير .. هيا "
خطا إلى حيث الباب فتحته سارا و صاحت بهم
- " أبي .. أمي .. فيكتوريا عزيزتي .. أين انتم "
سمعت صوت والدها ينده عليها من غرفة الجلوس
- " هنا.. تعالي "
ما ان دخلت غرفة الجلوس حتى ركضت فيكتوريا باتجاه والدتها و هي تناديها : ماما .. ماما
حملتها بين ذراعيها و قبلتها
- " أهلا حلوتي .. يا حبي اشتقت لك "
استدارت إلى الخلف لتنظر إلى جيمي الذي اقترب لاشعوريا و أخذت ابنته بين يديه و أخذ يقبلها وقف ستيف و الجنرال مدهشين و أراد ان يقترب ليأخذ فيكتوريا من يده لكن سارا منعته
- " توقف يا أبي .. بالله عليك انها ابنته "
- " ماذا يفعل هنا ؟ "
سأل و الغضب يتطاير من عينيه التي توسعت حدقتها .. و ما أن سمع جيمي نبرة صوته اجابه بحدة
- " ماذا تعتقد أني أفعل هنا يا حضرة الجنرال ؟ "
- " اخرج من منزلي حالا "
أراد ان يضربه لكن السيدة مولر جذبته إلى الخلف و تكلمت بصوت هاديء
- " توقف يا ادوارد .. ارجوك لا تنفعل لسلامة قلبك "
- " كيف لي أن لا انفعل يا كارلا انظري انظري إلى ابنتك من احضرت ؟ "
تكلمت سارا لتستعطف والدها الغاضب
- " أبي أنه جيمي والد فيكتوريا حبيبي الذي حرمتني منه "
- " لا أصدق ما اسمع يا كارلا .. ستقتلني هذه البنت "
جذبته كارلا إلى غرفة الجلوس
- " ادخل .. اجلس يا ادوارد ارجوك "
سمع الجنرال ستيف يتحدث إلى جيمي و سارا
- " ماذا فعلت يا سارا لابد انك جننتي بإحضار جيمي إلى هنا "
- " ستيف من حق جيمي أن يتعرف على ابنته "
- " لكن انت تعرفين بان والدي مريض ستقتلينه يا سارا "
تكلم جيمي إلى ستيف و ابنته بين يده تلعب بخصلات شعره
- " اسمع يا ستيف أنا هنا لأتفاهم مع والدك ليس إلا..لا اريد أن نتشاجر ..بل نتحدث معا و يسمع كلانا الاخر .. "
- " أعرف ذلك يا جيمي لكن والدي ليس بخير "
دخلت سارا إلى حيث والدها جالس و جلست على ركبتيها تنظر إليه
- " ابي ارجوك دعنا نتحدث معك قليلا "
لم ينظر إليها و لم ينطق بكلمة .. دخل جيمي و ستيف فوقف الجنرال ليغادر الغرفة لكن سارا مسكت يده حتى يقف
- " أرجوك يا ابي اسمعني .. أنا و جيمي نحب بعضنا ..اتمنى ان تتفهم ذلك .. لقد ذهبت لمقابلته قبل اسبوع في واشنتون "
و كأنها ألقت قنبلة فتاكة عليه فسقط والدها أرضا و غاب عن الوعي ...

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 04:18 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-5-

كانت الأجهزة مثبتة على صدر الجنرال و صوت جهاز الذي يقيس نبضات القلب يسير بانتظام و يصدر صوتا كل ثانية بقي الجميع واقفين في الخارج حتى وقت متأخر من الليل اقترب جيمي من سارا التي كانت تبكي بحرقة على ما سببته لوالدها
- " لم أعرف بانه سيأخذ الأمر هكذا .. لو عرفت يا جيمي لانتظرت "
- " سارا حبيبتي هذه ليس خطأك .. والدك يجب أن يعرف عاجلا أم آجلا "
- " لكن .."
- " توقفي عن لوم نفسك .. هو حتى لم يسمع ما أردت قوله .. سيكون على مايرام "
- " اتمنى ذلك يا جيمي اتمنى و إلا لن أسامح نفسي اذا أصابه مكروه "
- " لن يصيبه مكروه .. أرجوك خذي والدتك و عودي إلى المنزل فيكتوريا نائمة و هي بحاجة إليك "
- " لا أريد "
امسك وجهها بين يديه و قال بحنية
- " سارا .. اريد ان أتحدث مع ستيف .. سنبقى مع والدك و سأتصل بك .. اذهبي و ارتاحي .. انظري إلى والدتك "
استدارت لتنظر إلى السيدة كارلا و قد بدا عليها التعب .. كانت لا تزال تبكي فآلمها منظرها
- " حسنا .. أرجوك يا جيمي اتصل بي ما ان يستفيق والدي "
- " سأفعل"
ضمته بقوة فقبل جبينها لبث فيها العزم و القوة أخذت والدتها و غادرت المستشفى .. دخل جيمي و جلس بالقرب من ستيف الذي نظر إليه بغضب
- " اعرف يا ستيف بانك تلومني على كل ما حدث .. لكن والدك كان يعرف بأن هذا اليوم سيأتي .. صدقني يا ستيف أنا أحب سارا و لن أضايقها أو أؤذيها .. هذا مستحيل فانا اعشقها ..والدك الرجل الوحيد الذي ينبغي أن يفهم ابنته الوحيدة و أن يحميها من ضرها و آلمها .. لقد اعتقد بان كل ما يفعله لمصلحة ابنته لكن لم يحفظ بذلك إلا مصلحته .. أنا أعرف بان هناك خلاف بين والدي و والدك لكن دعنا نكون واقعيين نحن لا نتفق معهم . . فما دخلنا نحن الصغار بمشاكل الكبار .. يجب ان يعرف والدك نواياي و أني لا اقصد سوء لأي منكم و انا آسف كل الأسف لوالدك "
لم ينطق ستيف بأي كلمة بل اكتفى بإيماءة من رأسه و أشار لجيمي أن يجلس بالقرب منه
- " أتمنى أن يستفيق والدي حتى يسمع كلامك يا جيمي مثل ما أتمنى ان تكون صادق فيما تقول "
- " أنت تعرف باني صادق يا ستيف "
لم يفتح الجنرال عينيه إلا في الصباح دار بعينيه حول الحجرة البيضاء التي ينام فيها فوجد جيمي نائما على الكرسي و يده حول عينيه بدا عليه التعب فأراح رأسه على الوسادة و لم يشأ أن يوقظ جيمي .. لقد سمع ما دار بينه و بين ستيف بالأمس و عقد العزم بان يتصرف بطريقة ترضي جميع الأطراف تحرك في الفراش فصدر عنه صوتا جعل جيمي يستيقظ و ينظر إلى الجنرال .. ابسم ما ان اراه مستيقظا فقال بابتسامة مشرقة على وجهه
- " سيد مولر.. "
- " لم أنت هنا يا جيمي ؟! "
تكلم معه بصوت خال من التعابير و الملامح
- " حتى أطمأن عليك يا سيدي "
- " أنا لا أهمك يا جيمي "
انزعج من كلماته لكنه لم يدع الغضب يسيطر عليه فقال مبتسما
- " أنت تهم سارا كثيرا و هذا يعني أن صحتك تهمني "
- " هل تحب سارا ؟ "
- " بالطبع .. سأفعل المستحيل من أجلها "
- " و ماذا ستفعل ؟ "
- " أقنعك بأني أهلا بابنتك و بأننا ننتمي إلى بعضنا "
- " أ تعتقد باني سأوافقك ؟ "
- " ينبغي لك أنت تدعنا نعيش حياتنا بعد العذاب الطويل أعتقد بأن سنتين تكفي لأن نتألم بسببك و الآن لدينا ابنة ينبغي لها ان تعيش بين والديها .. ألا توافقني بذلك سيد مولر؟"
- " لقد وفرت لسارا كل الحب و اعتقد أني أفعل ذلك لفيكتوريا "
- " أشكرك لأنك اعتنيت بأفضل امرأتين بحياتي و الان اتمنى أن تترك لي الأمر لأن أقوم بذلك .. و أنت ستبقى والد سارا و جد فيكتوريا و انا أقدر حمايتك لهما صدقني يا سيدي بأنك أفضل والد لكنك بالغت بحمايتك لها "
نظر إلى جيمي ثم تبدلت ملامحه لتلين أكثر و يرق وجهه و يختلف ذلك الجنرال الصلب ليغدو رجلا عجوزا حكيما
- " حسنا يا جيمي ..لقد أخطات عندما حاولت التفريق بين اثنان يحبان بعضهما اعتقدت بانك مثل والدك لكنك تختلف عنه كثيرا لذلك سأتركما و شأنكما "
لم يصدق جيمي ما سمعه من الجنرال المتكبر الذي يرقد أمامه بلا حول أو قوة وقف و قد غمرته السعادة أراد ان يحضن ذلك العجوز لكنه اكتفى بابتسامة و إيماءة من رأسه
- " أشكرك .. ينبغي لي ان اتصل بسارا فلقد وعدتها بذلك ما أن تستيقظ "
- " لا داعي ..جيمس.. خذني إلى المنزل "
- " ليس بهذه السهولة حضرة الجنرال .. سأستدعي الطبيب "
فتح الباب ليستدعي الطبيب لكن الجنرال استوقفه بصوت مكسور
- " جيمي .. اعتني بابنتي "
اقترب منه واضعا يده على صدره و مبتسما
- " سيدي أن ابنتك هنا .. فلا تقلق "
كانت سارا جالسة في غرفة الجلوس و الخوف يعتريها لقد تأخر الوقت و لم يعد ستيف و لم يتصل جيمي بعد.. لابد بان هناك شيء يجري.. استدارت إلى حيث تجلس والدتها
- " امي اعتني.. بفيكتوريا سأغيب لدقائق "
- " إلى أين يا سارا ؟ "
- " إلى المستشفى لأطمأن عليهم فهما لم يتصلا بعد "
- " حسنا اذهبي لكن اتصلي بي فأنا قلقة جدا على والدك "
- " سأفعل "
ما أن فتحت الباب حتى صدمت و رجعت خطوات إلى الخلف كان والدها متكأ على كتف جيمي نظرت إلى عينيه فابتسم لها ليبعث فيها راحة أمسكت يد والدها و قبلتها
- " حمد لله على سلامتك يا أبي "
- " شكرا "
أجلسه جيمي على الكنبة ثم جذب سارا معه إلى الممر ضمته بقوة فقبل رأسها و قد بدا عليه التعب و الارهاق
- " ماذا حدث يا جيمي ؟ "
- " كل شيء على ما يرام يا حلوتي لقد تحدثنا أنا و والدك ..سنكون معا ....إلى الأبد "
وضعت يدها على فمها تكبح صرخة فرح كادت أن تخرج من فمها لكنها عوضا عن ذلك تعلقت برقبته و ظلت تقفز بسعادة
- " يا الهي .. سنكون معا .. و اخيرا سنكون معا "
أوقفها جيمي فجسده المكسر لا يتحمل قفزاتها و صراخها العالي .. نظر خلفها حيث ابنته الجميلة واقفة تنظر إليهما فاقترب منها و حملها و طبع قبلة على خدها الصغير
- " أنا بابا .. قولي بابا "
نظرت إليه الطفلة بعينين جميلتين فوضعت يدها الصغيرة على فمه ثم مسحت على شعره أحضرت سارا الكاميرا لتلتقط أول صورة لجيمي و ابنتهما الصغيرة ...
حملت سارا الصورة معها و وضعتها على رأس فيكتوريا النائمة ثم طبعت قبلة على رأسها و خرجت من حجرتها .. اندست في فراشها لتكمل ما رأته من ذكريات سعيدة ...

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 04:23 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-6-

مر إسبوعان على عودة سارا للعمل كانت قد تشافت تقريبا من جراحها لكنها لم تنتهي من تناول أقراص الدواء , و مع تشافيها أخبرتها كلوديا بان اللجنة النسائية ستقوم بتنظيم حملة للتبرع بالدم لصالح مرضى السرطان و انها ستنظم حفل خيري لجمع التبرعات لمدرسة الأيتام .. اعتادت سارا على أن تكون هي المنسقة لهذه الاحتفالات .....ففي البداية انضمت إلى اللجنة النسائية حتى تساعدها على الدراسة و تربية طفليها مع المساعدة البسيطة من والدها بين حين و أخرى فهي ترفض رفضا قطيعا ان تأخذ نقودا من والدها .. و بعد تخرجها و حصولها على شهادة الدكتوراة و أصبحت أستاذة في علم الاحصاء .. لم تترك عملها في اللجنة .. فهذا هو عملها الذي تبرع فيه و تجد نفسها سعيدة بالقيام به
بدات اتصالاتها لحجز قاعتين في فندق البلازا
- " لدينا قاعتين يوم الخامس و العشرين من الشهر "
قالت لها موظفة الاستقبال و هي تجيب على سؤالها بشأن القاعات ..
- " جيد هذا يناسبني .. لكنني أحتاج إلى يومين قبل حتى نقوم بالترتيبات "
- " لا بأس "
- " شكرا لتعاونك "
- " على الرحب و السعة "
اخبرت كلوديا بانها قامت بحجز قاعتين في فندق بلازا و سيكون الاحتفال هذه السنة ضخما جدا قامت برسم التصميمات و اتصلت على أحد المستشفيات تسألهم عن ممرضات متطوعات فلاقت العديد من الترحيب بشأن العمل الخيري الذي تقوم به المنظمة ..
كانت تقضي معظم الأوقات بين العمل و الفندق و المنزل و مع ذلك لم تنسى أن تخرج مع تود في موعدين استمتعت بهما جدا و قررت أن تخرج معه في مواعيد أخرى .. كان متفهما لوضعها جيدا فلم يسألها بالأمور المتعلقة بزوجها أو بجيمس على الوجه الأخص .. قدرت له احترامه لكن يوما ما سيأتي ذلك اليوم الذي سيحتدثا فيه عن جيمي .. و قد اتى ذلك اليوم عندما ذهبا معا في رحلة بالسيارة إلى نيوجيرسي فلقد دعاتهم والدتها على العشاء فرحب تود بالدعوة و ذهب معها و الاطفال .. استمتعا بوجبة العشاء و قضاء الوقت مع عائلتها و بعد ذلك أخذته سارا بجولة في المدينة .. أرته حيث درست و قضت أجمل أوقاتها و في كل مكان تذهب إليه تتحدث باختصار حتى تتجنب التطرق إلى جيمي إلا عندما جلسا في الحديقة العامة و أطرق عليها بسؤاله
- " أنت لا تتحدثين عن والد اطفالك يا سارا "
- " ليس هناك ما أتحدث عنه "
- " لكن من صوتك و اختصارك بالحديث عن ذكرياتك يخبرني عكس ذلك "
- " حسنا تود نعم لقد عشت أجمل سنوات حياتي و أتعسها مع جيمي و لا أود أن أتذكر تلك الأيام التي مازالت تطاردني كالشبح "
- " هذا يعني بانك يجب أن تفصحي عن مشاعرك .. ألا تعتقدي باني الشخص المناسب ؟ "
- " بالطبع يا تود .. لكن ماذا تريد أن تعرف .. انه ماض عشته بصعوبة "
- " هل هو على قيد الحياة ؟ "
- " لا أعرف عنه شيئا يا تود .. لقد مضت عشرة سنوات لم أسمع عنه شيئا "
- " لا يعقل .. ما الذي جرى بينكما ؟"
- " مشاكل كثيرة عقدت حياتنا فتركته "
- " و لم يسأل عن طفليه ؟ "
- " أبدا "
نظر إليها تود مطولا أغروقت عيناها بالدموع لكنها كبحتهم و بدت أقوى مما تشعر فوقفت و جذب يد تود ..
- " هيا لنعود "
- " ماذا عن فيكتوريا و فيكي ؟ "
- " سيقضون الليلة هنا "
- " و ماذا عنك ؟!"
- " ينبغي أن أعود فلدي الكثير من الأعمال غدا "
وصلا إلى منزلها في وقت متأخر جدا من الليل وقف عند الباب و همس بأذنها
- " أريد أن أدخل معك "
توترت و نظرت إليه
- " لا أعتقد بانها فكرة سديدة يا تود "
شعر بخيبة أمل لكنه جذب يدها و قبلها
- " لن أفعل شيئا .. لا ينبغي أن أتركك وحدك في هذا الليل"
- " سأكون بخير .."
- " هل أنت مصرة ؟! ألا أستطيع أن أغير رأيك ؟"
- " لا يا تود بالإضافة على إن منزلك في نهاية الشارع و إن حدث أي شيء ستكون أول من سيسارع لنجدتي لا تقلق .. "
- " حسنا لك ما تريدين "
- " أشكرك تود لتفهمك "
- " لا داعي .. سيأتي يوم تأتين فيه إلى منزلي و تقومين بنفسك بتدفئة فراشي "
أنزلت رأسها خجلا و أغلقت الباب خلفها .. ألقت بنفسها على الفراش و أغمضت عينيها لتأتي صورة جيمي برأسها... لم فعلت ذلك يا تود ؟؟ خاصة بعد أن توقفت عن التفكير فيه لأسبوعان أرجعت ذكراه ليؤرق نومي ...
عادت لها سيل الذكريات و هذه المرة لم تفتح صندوق الصور .. بل اكتفت بالصور المرسومة برأسها ...
بعد ان وافق والدها على أن يستمرا بعلاقتهما انتقلت سارا لتقيم مع ابنتها في واشنتون حيث يعمل جيمي هناك و انتسبت إلى أحدى الجامعات و أكملت دراستها الجامعية .. بينما فيكتوريا فقد أحضر لها جيمي مربية تبقى معها فقط فترة النهار حيث كل واحد منهما مشغول اما بالدراسة و إما بالعمل..
أخذها في أحد الايام لقضاء سهرة معها في أحد المطاعم الفخمة و هناك جرى الحدث الأكبر و المهم في حياتها عندما اخذ يدها بين يديه و همس بصوت حنون
- " سارا .. هل تشرفيني بالرقص معي ؟ "
شعرت سارا بخيبة أمل لانها أملت أن يطلب يدها اليوم خاصة بعد مرور ثلاثة أشهر على إقامتهما معا فماذا ينتظر هما كالمتزوجين في كل شيء إلا بوجود عقد الزواج ..
أخذها بين يديه ور قص معها على انغام الموسيقى الهادئة و بعد الانتهاء قادها إلى حيث طاولتهما تقدم النادل بطبق مغطى لهما ووضع واحد امام سارا و الثاني أمام جيمي .. ما أن فتحت سارا طبقها حتى أطفأت الانوار و عزفت مقطوعة ذكرتها بالسنتين الماضيتين عندما سمعت هذه الموسيقى معه .. وضعت يدها على فمها عندما قرأت ما كتب على الطبق بالصلصة البيضاء ( سارا هل تقبلين الزواج من ذلك الوسيم ؟! )
ضحكت و اغروقت عيناها بالدموع رأته ينحني على قدميه أمام مرأى الجميع و يقترب منها و يده ممسكة بعلبة سوداء مخملية ابتسم لها و سألها
- " هذا الوسيم بحاجة إلى جواب "
- " و ماذا تعتقد بان أجاوبك ؟! بالطبع أقبل الزواج من أوسم رجل عرفته بحياتي "
صفق الجميع عندما ألبسها جيمي الخاتم الفضي المرصع بالالماس و تزينه ماسة كبيرة في المنتصف... قبلته
- " يا إلهي انه رائع .. أحبك يا جيمس بروكس "
- " و انا أعشقك يا سارا بروكس "
اقترب أحد المصورين اللذين يعملون في المطعم و الذين يلتقطون هذه اللحظات السعيدة لرواد المطعم و التقط لهما صورة ..
دفعت سارا الغطاء بأرجلها و ركضت إلى الطابق العلوي لتفتح الصندوق و تستخرج الصورة تلك..
نظراته في هذه الصورة تحمل العديد من معاني الحب .. و من ثم مسكت الخاتم بيدها الذي تعلقه على رقبتها منذ سنوات فهو اجمل و أغلى و أعز خاتم بالنسبة لها بكت على الأرض بحرقة و بألم بكت لأنها تريد تلك الأيام أن تعود.. بكت لأن جيمي اختفى تاركا لها حبه و طفليهما و الخاتم الذي كان يدل في يوم ما إلى الحياة الأبدية السعيدة التي يفترض أن يعيشاها معا ...

 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 04:27 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-7-

- " ماما أين أنت ؟ "
كانت فيكتوريا تبحث عن والدتها في حجرتها فلم تجد إلا فراش خالي و غير مرتب بحثت عنها في المطبخ و في باقي الغرف فلم تجدها .. صعدت الدرج إلى العلية فمؤخرا سارا تقضي معظم أوقاتها هناك و تريد فيكتوريا أن تعرف السبب .. صدمت عندما رات والدتها نائمة على الأرض و بيدها صورة وضعتها على صدرها و رات خطوط الدموع الجافة على خديها اخذت الصورة من يدها و رفعتها .. أنها صورة لوالدتها و والدها و رأت الخاتم المعلق على رقبتها محكوم بقبضتها ..
هزتها بهدوء ..
- " أمي استيقظي .. امي "
فتحت سارا عينيها بتثاقل و نظرت إلى العينين الزرقاء الجميلة التي تشبه عين جيمي بزرقتها و جمال أهدابها الطويلة .. استوعبت الامر عندما أحست بوخز ألم تضرب ظهرها جراء نومها على الأرض الخشبية الصلبة و بوضع خاطيء
- " صباح الخير يا ماما "
- " فيكتوريا .. "
صاحت عندما نطقت باسم فيكتوريا
- " فيكتوريا .. ماذا تفعلين هنا ؟ "
- " ماذا تفعلين أنت هنا يا أمي ؟ "
وقفت بجنون و نزلت الدرج و هي تصيح
- " يا إلهي ..كم الساعة ؟ لابد أنني تأخرت ؟ لدي اجتماع في الفندق "
- " اهدئي يا أمي لم تتأخري "

أسرعت بتغير ملابسها و استقلت السيارة و انطلقت إلى الفندق .. دخلت و هي تهرول إلى القاعة صافحت الرجال الواقفين ينتظرونها ولمحت نظرة كلوديا تجاهها
- " آسفة لتأخري .."
همست إلى كلوديا
- " سأشرح لك الأمر لاحقا "
فتحت الدفتر الذي تحمله بيدها و أخبرت الرجال بالعمل المتعلق بالديكورات الذي يجب أن يقوما به و الذي يفترض أن ينتهي خلال ثلاثة أيام حتى يتسنى لها ترتيب القاعات و الطاولات و ما إلى ذلك من أعمال تتعلق بحملة التبرع بالدم ..

دخلت خلف كلوديا بالمكتب بعد أن انتهيتا من الاجتماع أغلقت الباب خلفها و نظرت إليها بندم
- " آسفة يا كلوديا لقد تأخرت اليوم لأنني نمت في العلية .. و لولا فيكتوريا لاستغرقت بالنوم "
- " لقد اتصلت بك مرارا .. لم أنت شاردة هذه الايام ؟ "
- " لا أعرف يا صديقتي ربما هي الضغوطات ؟ "
- " أية ضغوطات ؟ "
- " الحملة .. الأطفال .. تود .."
كانت تود أن تقول ذكريات جيمي التي تطاردها كل يوم و خاصة في الليل عندما تكون لوحدها
- " ما به تود .. يبدو بأنه رجل رائع"
- " هو كذلك لكنني أشعر باني أظلمه معي "
- " تظلمينه ؟! "
انزلت رأسها شاعرة بالأسف تجاه ذلك الرجل الرائع الذي يبذل جهده لأن يتقرب منها لكنها تقوم بإبعاده عنها بتصرفاتها السخيفة و بارتباطها بالماضي
- " نعم .. كلوديا قلبي به رجل واحد فقط "
- " جيمس؟!"
- " نعم جيمي ؟ لا انفك أفكر فيه كل يوم انني مشتاقة له و أريد أن أعرف عنه .. هل هو بخير ؟! "
لم تستطع أن تحبس دموعها التي انهمرت فاقتربت كلوديا منها و ضمتها
- " تستطعين أن تسألي عنه يا سارا أنت تعرفين ذلك ؟ "
- " لا .. لا أريد.. إنه أفضل لي أن أبقى عمياء "
- " لن أضغط عليك لكن حاولي أن تدخلي تود إلى قلبك تعلمي أكيف تحبينه و ستنسي جيمي بكل تأكيد "
- " مستحيل فذكرى جيمي لا تطاردني إلى في المساء عندما يخلد الجميع للنوم و أبقى أنا ساهرة "
- " إذا دعني تود يسهر معك بدل من ذكريات جيمي .. لا تصدينه .. ادعيه إليك"
ضحكت كلوديا بشقاوة و هي تلكز صديقتها
- " لقد رفضته بالأمس "
- " أنت مجنونة "
- " نعم انا مجنونة .. لا علينا من ذلك .. سأعود إلى المنزل لأن أخي ستيف و زوجته و الأطفال بانتظاري لتناول وجبة العشاء .. و سأعمل على الدعوة و الإعلان حتى نقوم بتعليقة بعد غد"
- " استمتعي بوقتك و لا تنسي ان تدعي تود لفراشك "
غمزت لها لكن الاخرى ضحكت فوجدتها نكتة ظريفة ..
- " اصمتي .."

دخلت المنزل فرحب بها فيكي عندما ركض تجاها و قبلها بحرارة نظرت ناحية فيكتوريا الذي وقفت و كأنها تريد اجوبة من والدتها التي أصبحت غريبة الأطوار هذه الأيام
- " مرحبا ستيف .. كيف حالك يا مادي ؟"
قبلها ستيف و صافحتها مادي بابتسامه مشرقة
- " بخير "
جلست معهما لتناول العشاء الذي اعدته مادي بمساعدة ستيف و الأطفال و بعد الوجبة اللذيذة و الأجواء العائلية السعيدة ودعتهما و أطفأت الانوار بعد أن انطلقت سيارتهما رأت تود من بعيد يسير تجاهها فحيته بيدها وصل قبل أن تهم بالدخول
- " كيف حالك اليوم ؟ "
- " انا بخير .. ماذا عنك ؟"
نظر إليها بإعجاب فقد بدت اليوم بسيطة و جميلة بفستانها الأخضر الفضفاض و شعرها البني المنسدل على كتفها لعب بشعرها و أزاحه للخلف ليلمس ظهرها فسارت قشعريرة بجسدها أغمضت عينيها و تذكرت كلام كلوديا بشأن الدعوة .. همس لها بهدوء
- " انني على خير ما يكون خاصة عندما أكون بقربك "
- " شكرا لك .. لكنني أستأذنك يجب أن أجلس مع فيكتوريا و فيكي قبل أن يخلدا للنوم ثم لدي بعض الاعمال العالقة "
لاحت نظرة الخيبة بعينيه لكنه رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه و تراجع للخلف
- " نعم بالطبع .. أتفهم ذلك "
- " آسفة يا تود .."
- " لا داعي لتأسف .. لا أريد أن أضغط عليك .. عمتي مساءا "
- " و انت كذلك "
أغلقت الباب بعد أن غادر و شعرت هي بالذنب .. دخلت غرفة الجلوس حيث يجلس فيكي و فيكتوريا أمام التلفاز رأت طفلها الصغير نائما قبلته و جذبته من يده و سارت معه حتى حجرة نومه و ساعدته على تغير ملابسه ثم عادت إلى غرفة الجلوس... نظرت إليها فيكتوريا فابتسمت لها سارا و جلست
- " حسنا .. كفي عن التحديق بي بتلك الطريقة أعرف انني أتصرف بغرابة .. هيا أنا مستعدة لأأن أجاوب عن تساؤلاتك .. ماذا تريدين ان تعرفي؟"
- " لا شيء "
- " هيا انا أعرف بأن هناك أسألة تدور برأسك "
استقامت بجلستها و نظرت إلى والدتها
- " لم تذهبين إلى العلية كل مشاء بعد أن نخلد للنوم ؟ "
- " أنا .. أرتب الصور "
- " مجرد ترتيب الصور ؟! إذا لم رأيت خطوط الدموع الجافة على خدك هذا الصباح "
- " تأثير الصورة "
- " حسنا اذا ...هذا كل شيء أود معرفته .. عمتي مساءا يا أمي "
قبل أن تصعد فيكتوريا أمسكت سارا بمعصمها
- " هل تشعرين بالنعاس ؟ "
- " لا "
- " إذن إبقي معي قليلا و ساعديني باقتراحاتك بشأن الإعلان للحملة "
- " حسنا "
ابتهجت فيكتوريا لتلك الفكرة فهي لم تقضي مع والدتها منذ فترة وقتا لوحدهما فوالدتها بالنسبة لها أعز أصدقائها .. تحدثت فيكتوريا عن علاقتها ببراد و هي تساعد والدتها على اختيار الالوان المناسبة للإعلان و اختيار الجمل المناسبة ... عملتا و تحدثتا حتى وقت متأخر من الليل بعد ذلك تثائبت فيكتوريا و قبلت والدتها حتى تصعد إلى حجرتها و تخلد للنوم .. بينما سارا بقيت تكمل ما بدأته حتى غالبها النعاس فصعدت حجرتها و القت بجسدها الهالك على الفراش و غطت بنوم عميق لأول مرة دون أحلام و دون جيمي و الذكريات ...




علق الإعلان الكبير في كل مكان في إحدى ضواحي مانهاتن و تعدت الإعلانات إلى الضواحي الأخرى كان لونه أحمر و كتب عليه بالابيض:
( قطرة دم .. تنقذ حياة .. فشاركونا الأمل و ساعدونا بإنقاذ مرضى السرطان .. يوم الأحد الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساءا في قاعة فندق البلازا )
قرأ براد الإعلان المعلق على باب المدرسة ثم اقترب من فيكتوريا
- " إنه إعلان رائع .. إن والدتك موهوبة "
- " لقد ساعدتها بالأمس هذا يعني بأني موهوبة أيضا "
- " لا شك في ذلك "
- " حسنا ما رأيك أن تعمل معنا كمتطوع "
- " و ماذا نعمل ؟ "
- " نقوم بترتيب المكان و نكون لجنة استقبال .. ما رأيك ؟ "
- " لا أمانع "
- " جيد إذن سأخبر كلير و روز و أنت أخبر جون و كارل و بيتر و مارك و سنذهب معا إلى فندق البلازا بعد المدرسة "
- " حسنا سأفعل "

سعدت سارا عندما رأت الفتيات و الفتيان قد هموا ليعملوا كمتطوعين فقامت بتوزيع بلوزات و قبعات بيضاء رسم عليها قطرة دم بالأحمر ليرتدونها يوم الأحد كما قامت بتوزيع الأدوار على الجميع...

في صباح يوم الأحد كانت واقفة تراقب القاعة حتى تحاول اكتشاف الاخطاء قبل بدء الاحتفال لم تنم بالأمس جيدا لأنها كانت تفكر باليوم و كيف سيسير لذلك أصابها الارق لكن هذه المرة لم يذهب تفكيرها إلى جيمي و هذا ما جعلها ترتاح.. تناولت أقراص لتخفيف الصداع فبعث فيها نشاط .. أتى جميع العاملين بما فيهم فيكتوريا و فيكي و أصدقائهم المتطوعين الذين ارتدوا البلوزات البيضاء و كذلك فعلت هي و كلوديا حتى الممرضات ارتدين القبعات ... فتح الباب في الساعة الرابعة و رأت سارا إقبال الناس المتبرعين تملأ الصالتين .. كانت فيكتوريا و براد و كلير و مارك لجنة الاستقبال يرحبون بالداخلين و يقدمون لهم الدفاتر المصورة التي فيها بعض التعليمات و إنجازات المنظمة النسائية .. بينما يقوم فيكي و روز و نورا و تشاد بتوزيع العصائر للمتبرعين بعد الانتهاء من تبرع الدم ثم يشيرون لهم للاتجاه إلى الصالة الأخرى حيث السوق الخيري و الاحتفال الصغير و موائد الطعام ... أما كلوديا فكانت المشرفة العامة .. لكن سارا قامت بالعمل كله بنفسها فمرة تجلس لتأخذ البيانات و مرة تستقبل المتبرعين و مرة تتجه إلى القاعة الاخرى لتطمأن على سير العمل بالوجه الصحيح و كانت تحل محل الممرضات اللاتي يأخذن استراحة بين فترة و أخرى فهي قد أخذت دورات بالتمريض من قبل ... اقتربت منها كلوديا
- " سارا لقد نفذت الأوراق التي نعبيء بها البيانات ؟"
- " هل هذا معقول ؟ "
- " نعم لقد أتى عدد هائل من المتبرعين "
- " رائع .. حسنا سأطلب من موظفة الاستقبال أن تنسخ لي ورقة البيانات "
- " أشكرك يا سارا فلولاك لم تنجح هذه المنظمة "
- " كلوديا أنا استمتع فهذا عملي الذي أفضله "
- " آه صحيح لقد أتى طبيبك يسأل عنك و تبرع أيضا "
- " لم أره بسبب الزحام.. حسنا يجب أن أذهب "

ابتسمت موظفة الاستقبال لسارا عندما راتها تقترب منها و هي تهرول
- " مرحبا أنسة سارا أرى بأن المتبرعين في ازدياد هائل "
- " نعم نعم حتى أن أوراق البينات قد نفذت .. فهل لك أن تقومي بنسخها "
- " بالطبع كم نسخة ؟ "
- " ألف ؟! "
ضحكت سارا و موظفة الاستقبال التي دخلت لنسخ الاوراق و ريثما تنتهي وقفت سارا بالقرب من فيكتوريا و براد تسأل عن العمل فأجابها براد و هو ينظر إلى فيكتوريا بعين محبة
- " انه ممتع "
ابتسمت سارا فغمزت بعينها له
- " أرى بأن الجميع مستمتع بوقته "
أجابها براد و ابتسامة أضفت وسامة أكثر على وجهه
- " حتى رواد الفندق الأجانب يسألون عن ما يجري هنا و عندما نخبرهم يدخلون ليتبرعوا"
ضحكت سارا
- " اذا لدينا دماء من كل الدول "
- " هذا صحيح "
- " أشكر لكما حسن تعاونكما .. شكرا براد "
- " على الرحب و السعة سيدة مولر"

نظرت بأن الكتيبات قد بدأت تنفذ بدورها فأخذت واحدة و ذهبت إلى موظفة الاستقبال لتقوم بنسخها أيضا وقفت تنتظرها حتى تنتهي و عندما أتت حملت سارا الاوراق
- " شكرا لك .. لكل شيء ثمنه لا تقلقي "
- " لا عليك سيدة مولر نحن بخدمتك .. انتبهي .. سي..."
رجعت سارا و لم تنتبه للجسد الضخم خلفها الذي اصطدمت به بقوة فسقطت كل الاوراق على الارض اقتربت فيكتوريا و براد و قاموا بتجميع الاوراق همست سارا للرجل الذي انحنى ليلتقط الاوراق دون أن تنظر إليه
- " آسفة "
- " لا عليك "
حملت الاوراق و ابتعدت عنه بسرعة حتى تلحق بكلوديا التي وقفت تشير لها بأن تسرع فلم تنظر سارا إلى الرجل الذي اصطدمت به لكنه رآها و وقف متصلبا في مكانه اقتربت موظفة الاستقبال منه
- " سيدي كيف أخدمك؟"
التفتت إليها و سألها بارتياب
- " هل تعرفين تلك المرأة ؟؟"
- " نعم سيدي أنها السيدة سارا مولر "
لم يشك بالامر فبالفعل هذه سارا إنها لم تتغير منذ سنوات
- " هل تعمل هنا ؟ "
- " لا .. إنها منسقة لحملة تبرع بالدم و سوق خيري "
ترك الرجل موظفة الاستقبال واقفة مستعدة لتساعد السيد في حجز غرفة أو الاستعلام عن خدمات الفندق لكنها لم تتوقع منه أن يسألها عن تلك السيدة ..اقترب عن المدخل فرحبت به فيكتوريا
- " مرحبا يا سيدي .. تفضل بالدخول "
- " شكرا "

اخذ الكتيب الصغير بيده ثم سار يبحث عن سارا بعينيه لكنه لم يجدها فقرر أن يقف عند أقرب طابور فيتبرع بدمه أخذت الممرضة بياناته و أجلسته على الكرسي و رفعت كم قميصه الأيمن و غرزت الابرة في جلده لتملأ أنبوبة صغيرة بدمه
- " شكرا لك سيدي .. ارتاح هنا قليلا "
اقترب منه فيكي و قدم له عصير بارد
- " تفضل سيدي عصير حتى يعوض الدم الذي فقدته "
- " أشكرك "
- " على الرحب و السعة "
شرب العصير دفعة واحدة ثم مشى يبحث عن سارا و أخيرا وجدها بين الجموع تقف مع أحدى الممرضات التي تركت سارا تقوم بعمل الممرضة بينما الاخرى خرجت من القاعة ..سار حتى وقف في الطابور الطويل سمع سارا تقول
- " التالي "
فاقترب هو لأنه كان التالي سألته دون أن تنظر إليه و قد رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها بدت له و كأنها في السابعة عشر من عمرها كما عرفها سابقا خاصة و أن بشرتها البيضاء لا تزال صافية و مشدودة و كانها لم تتغير أبدا و كأنها لم يمر عليها الدهر شعرها الجميل مربوط إلى الخلف على هيئة ذيل حصان تمنى أن يضع يديه لينزع الرباط فينسدل ذلك الشعر البني الحريري على كتفها
- " هل لي باسمك سيدي "
أجاب بصوت كله ثقة
- " بروكس .. جيمس بروكس "..



 
 

 

عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 04:32 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 28095
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: kokowa عضو له عدد لاباس به من النقاطkokowa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 109

االدولة
البلدCanada
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kokowa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kokowa المنتدى : روايات منوعة
افتراضي

 

-8-

تصلبت يدها التي تمسك بالقلم ..لقد وقع عليها صوته وقع الصاعقة التي تدمر ما حولها.. رفعت رأسها عن الاوراق لترى رجل طويل عريض المنكنبين له ذقن برزت عليه لحية خفيفة و تجمعت خطوط السنوات حول عينيه الزرقاء التي لم يخفت بريقها و الحاجبان الكثان اللذان يزيدان من جمال و سحر تلك العينين و يعطيانها منظر الحدة .. كما رأت شفتيه الغلظتين الحمراء تبتسم لها بعجرفة .. ضرب قلبها بشدة .. يا إلهي ..أنه جيمي.. لقد أتى بعد عشر سنوات ليبدو رجلا و وسيما أكثر من قبل.. لعنت نفسها لضعفها أمامه لكنها حاولت تجاهل ذلك الشعور الغريب الذي أخذ يقرص قلبها ..أنزلت رأسها بسرعة على الاوراق.. قال لها بعجرفة و استهزاء
- " تبدين مصدومة لرؤيتي .. أحسست بهذا الشعور قبل قليل عندما اصطدمتي بي "
حملقت بوجهه ثم ضغطت على القلم و تجاهلت تعليقه الذي أثر فيها و قالت بجفاء
- " كم عمرك ؟ "
- " أنت أعلم "
رفعت رأسها بعصبية و نظرت إليه يبتسم و قد برزت أسنانه البيضاء لكنها أصرت على السؤال نفسه
- " كم تبلغ من العمر ؟ "
- " الثالثة و الثلاثون "
- " هل تعاني من أية أمراض ؟ "
- " لا "
- " هل تحتسي ال...."
سكتت فترة قبل أن تسأله هذا السؤال الذي بسببه تدهورت حياتهما لكنها قوت نفسها و سألته باعتباره أحد المتطوعين ليس إلا
- " هل تحتسي الكحوليات ؟ "
- " لا "
قالها بكل ثقة مما جعلها ترفع رأسها و تنظر إليه بشك فأجابها بابتسامة شقية
- " لم أفعل منذ سنوات طويلة .. و لا أفكر أن احتسي أيا منها بعد اليوم "
لم تعلق على كلامه لكنها قامت من مكانها و أشارت له بالجلوس على الكرسي حتى تسحب منه الدم استلقى على الكرسي و رفع كم قميصه و عينيه لم تفارق وجهها رربطت ذراعة البارزة العضلات .. لا زال جسده رياضي و مثير .. توترت قبل أن تغرز الأبرة في لحمه ..أخذت نفسا عميقا طرأت ذكراه و هو يترنح أمامها بمنظره المفزع الغير مرتب و هو يصرخ بوجهها.. أغمضت عينيها ثم فتحتها مجددا حتى تبعد تلك الذكرى عن رأسها ..كان يتأمل جسدها بجرأة فغرزت الأبرة تحت جلده بقوة .. تغيرت ملامح وجهه بسبب الألم .. و تاوه بصوت محفوت ..ارتاحت عندما راته يتألم فتحت الرباط حول يديه و ابتعدت عنه لكنها لمحته بطرف عينيها يترنح و أراد أن يسقط أرضا فاقتربت الممرضة لتجلسة على الكرسي و نادت على فيكي حتى يقدم للرجل عصيرلكن فيكي استغرب فلقد قدم له عصير قبل دقائق
- " لكنه تبرع بدمه قبل قليل"
التفتت إليه سارا فهي لا تريد أن يقابل جيمي ابنه فمسكت فيكي و أشارت له بالابتعاد لكنه قال لوالدته بأن ذلك الرجل تبرع بدمه منذ قليل و قد قدم له شرابا ..أومأت برأسها و أبعدته عن مرأى جيمي .. لم ينتبه جيمي إلى ذلك الصبي و لم يميزه فلقد كان وقتها طفلا صغيرا .. أخذت الممرضة العصير و قدمته لجيمي فرشف منه شرفة صغيرة .. أسند رأسه إلى الخلف لانه أحس بدوار برأسه اقتربت منه سارا و همست بحدة
- " ماذا تنوي أن تفعل يا جيمس ؟"
رغم شعوره بالدورا إلا أنه ابتسم بطريقة مغرية .. جعل قلبها يخفق بقوة
- " اتبرع بدمي "
- " لم ؟"
استغرب سؤالها لكن الابتسامة لم تغب عن شفتيه
- " إنها حملة تبرع بالدم أليس كذلك ؟ أم انني مخطيء ؟!"
انه ليس الوقت المناسب للمزح .. كانت قلقة عليه دون وعي منها فهو شاحب الوجه و عينيه ذابلتين .. لكن يخفي ذلك بمزاحه .. لم تبتسم بل اقتربت اكثر منه و كانت غاضبة لتصرفه الغير مسؤول..
- " لم لم تخبرني بأنك تبرعت قبل قليل ؟ "
- " ليس هناك سبب .. لكن السؤال هو.. لم تبرعت مرة ثانية ؟؟!! و الجواب بسيط ..هو لكي أراك و لكي تسحبي دمي كما تفعلين دائما "
بللت فمها الذي جف لكلامه المعسول ..شعر برغبة أن يغمض عينيه لكن دون أن تفارق الابتسامة شفته الغليظة ..
اقتربت كلوديا عندما رات الرجل يترنح قبل قليل فسألت سارا بقلق و هي تراه متهالك على الكرسي و عيناه مغمضتين
- " هل هو بخير ؟ "
لكن جيمي أجاب عنها و فتح عينه لينظر إلى سارا
- " نعم بخير ..."
ابتسمت كلوديا لسارة و سألتها
- " ماذا حدث ؟"
أجابتا سارا بعصبية و هي مدركة بان جيمي لم يبعد عينيه عنها و منصت لها
- " لقد تبرع بدمة مرتين و لم يخبرني بذلك .. هذا طبيعي بان يصيبه دوار "
ضحكت كلوديا فالرجل هذا يبدو بانه معجب بسارا فهو ينظر إليها بنظرات إفتتان ثاقبة استقام بجلسته و اشار على نفسه مع ابتسامة عريضة واثقة
- " إنظري .. أنا على أحسن ما يكون "
تنهدت سارا بعصبية و أشاحت بنظرها عنه..
ودعته كلوديا و هي تسحب سارا لتهمس في أذنها ..
- " إنه معجب بك "
إنزعجت سارا فكلوديا لا تعرف شيئا و لا تعرف من هو ذلك الرجل الذي لا يكف عن التحديق بها .. انها لا تعرف بأنه جيمس بروكس .. زوجها السابق .. الذي حول حياتها إلى جحيم بعد الحب الذي كنته له و العشرة الرائعة ... تحولت حياتهما إلى كره و بغضاء و هروب ...
ابتعدت كلوديا فاستدارت سارا ناحية جيمي و رمقته بحدة ثم قالت له
- " ماذا تفعل هنا ؟ "
- " أين ؟ هنا ؟ على هذا الكرسي ؟ اعتقد بأنك تعرفين ..."
لم تجب على سؤاله الساخر فقالت بحدة
- " هنا في منهاتن "
لم يجيبها بل اكتفى بالنظر إليها و كأنه لم يشبع ناظريه خلال الربع ساعة من التحديق
- " و أخيرا وجدتك يا سارا أنها لصدفة سارة بالفعل "
أثرت نبرة صوته بها لكنها انزعجت من شعورها بالضعف أمامه فحدقت به بإمتعاظ
- " صدفة ؟ "
كان واثقا بنفسه كعادته و هذا ما تحبه فيه و يجعلها تتذكر ذلك الرجل الذي احبته يوما و لا زالت يقف امامها بعد غياب سنوات ..
- " نعم صدفة .. أنه يومي الأول في منهاتن لاجتماع و صدفة أن أجدك في نفس الفندق الذي أقيم فيه .. يا إلهي لم لم أفكر بأنك قد تختبئين في منهاتن ؟"
وقف امامها حتى كاد أن يلتصق بها تراجعت للخلف و اضطربت لأنها بدت صغيرة الحجم بالنسبة لضخامة جسده كان قلبها ينذرها بشيء خطير يتعلق بالطفلين و بجيمي الذي أتى على غفلة .. استدارت عنه لتبتعد و تلحق بطفليها .. أنه آخر شيء تفكر ان تفقده لجيمي .. يستحيل ان تدعه يأخذهما بعيدا عنها ..
- " يجب أن أذهب "
جذبها من يدها و تكلم بنبرة حادة و كانه أحس بما تنوي فعله
- " لم ننتهي من كلامنا يا سارا فهناك الكثير الكثير لنتحدث عنه "
رمقته بغضب و في عينيها شرر .. وكأنها قطة تحاول حماية أطفالها من مخلوق متطفل
- " ليس هناك ما نتحدث عنه.. اترك يدي "
اختفت ابتسامته و شد على معصميها .. تأوهت.. فقال بنفس الحدة
- " بل هناك .. و إن لم تريدي أن تتحدثي فأصمتي و أنا من سيتكلم "
فكرت بأن ليس هناك مهرب من الحديث معه .. صرت على أسنانها و قالت له
- " ليس الآن جيمس أنا مشغولة كما ترى .. قلت لك اترك يدي .. "
أفلت يدها فتراجعت خطوات للخلف و هي تتحسس معصمها الذي تخدر من قبضته القوية .. لكنها رفعت رأسها ..وانصدمت من سؤاله..
- " أين طفلي يا سارا ؟ "
جف حلقها و تصلبت أطرافها.. فقد حدث الذي تخشاه.. اذا لقد أتى ليأخذ الأطفال منها لكنه لن يستطيع ما دامت على قيد الحياة .. تجاهلته و أبتعدت عنه و كأنها لم تسمع سؤاله ..
سارعت الخطى حتى يفقد أثرها و بالفعل اختفت بين الجموع و دخلت إلى القاعة الاخرى تبحث عن فيكي لكنها لم تجده بل وجدت براد يحمل كوبين بيده ..أوقفته و هي تلهث
- " براد .. أرجوك خذ فيكتوريا و فيكي إلى المنزل "
- " لكن سيدة مولر .."
كانت تتنفس بصعوبة و تلتفتت كل حين تبحث عنه اذا كان يتبعها
- " أرجوك خذهما فحسب "
استغرب براد تصرفها
- " لكن ماذا اذا اعترضا ؟؟.."
- " قل لهما ... "
وضعت يدها على رأسها تفكر بشيء فالخوف أصابها و جمد تفكيرها و شعورها بأن جيمي خلفها يمنعها من فعل أي شيء منطقي.. تباكى صوتها و قالت بعصبية و قد نفذ صبرها
- " لا عرف يا براد ..لا اعرف .. أختلق قصة و .. أرجوك .. هيا اذهب ..الآن "
رضخ لها براد خاصة عندما سمع صوتها
- " حسنا سيدة مولر .. سأفعل .. لكن اهدئي"
احاطت كتفه و قبلته
- " أشكرك براد "
- " على الرحب و السعة "
خارت قواها فجلست على أحدى الكراسي و قلبها الضعيف ينبض بقوة .. و شعرت بوجع في مكان العملية التي اجرتها ... تأوهت بهدوء و كانت تضغط على مكان الالم ..أحست بيد تقبض عليها من الخلف فصاحت بذعر
- " اتركني .. اتركني "
تركتها اليد .. فالتفتت لتننظر إلى الرجل الواقف خلفها الذي بدا عليه التساؤل
- " سارا ما بك؟! "
تهالكت مرةأخرى على الكرسي و عادت دقات قلبها طبيعية من جديد .. تنهدت
- " آسفة يا تود لقد اعتقدت ..."
جلس امامها على ركبيته و كفه فوق يدها و ينظر إليها بقلق
- " ما بك ؟ من اعتقدتي ؟ "
- " لا أحد .. لا عليك .. كيف حالك ؟ "
لم يصدقها لكن تجاهل الامر فهو لا يحب أن يضغط عليها ..
- " أنا بخير .. إنه لحفل رائع ..لقد بذلت مجهودا يا سارا يستحق التقدير "
- " شكرا "
- " و بعد ذلك لن يكون لديك حجة لتهرب مني "
- " لن أفعل "
أخذت يده و سارت معه حول القاعات كانت تبحث بعينها عن جيمي لكنها لم تجده ارتاحت قليلا لكنها انزعجب مرة أخرى عندما رأت فيكتوريا في القاعة.. انها لم تغادر حتى الان.. خشيت أن تقترب منها فيراهما جيمي و يتعرف على ابنته .. شتمت بصوت خافت .. سألها تود
- " ماذا قلت ؟"
- " لاشيء "
- " انظري إنها فيكتوريا يبدو أنها تبحث عنك "
خطرت فكرة ببالها فتوقفت عن التحرك و صدت عن فيكتوريا واجهت تود و هي تضغط على ذراعيه بيدها
- " أسدي لي معروفا يا تود "
ها قد أتى الذي يخشى منه .. إنها تتهرب منه مرة أخرى ..
- " ما هو ؟ "
- " ارجوك اخبر فيكتوريا أن تعود إلى المنزل مع فيكي.. براد سيصطحبها "
- " لم تريدينها أن تغادر؟؟ "
فكرت بعذر .. فأسرعت القول :
- " غدا يوم دراسي "
كان شاكا بكلامها فهي لا تجيد إخفاء توترها ابدا
- " هل هذا هو السبب حقا؟ "
- " نعم "
- " أشعر بأن هناك شيء آخر "
إنها تعرف بأن تود لن يصدقها ابدا .. تغيرت ملامح وجهها إلى الحزن
- " لا أستطيع أن أتحدث الآن يا تود لكني سأخبرك بكل شيء لاحق .. "
- " حسنا .. سأفعل ذلك من أجلك و ليس لاني اريد أن اعرف لم تتصرفين على هذا النحو .. ارجوك اهدئي"
أومأت برأسها لا تعرف لم أحست بالذنب ..
رأته يتحدث إلى فيكتوريا التي بدت غاضبة و معترضة على كلامه .. لكنها بالنهاية سارت معه خارج القاعة و لم يعد إلا بعد أن غادرا مع براد .. لذلك ارتاحت من جديد و هدات ضربات قلبها..
بدأت القاعتين تخلو من الناس و المتبرعين و قام كل من العاملين و باقي المتطوعين بترتيب المكان و تنظيفه كما قام تود بمساعدتهم أيضا بحمل كيس قمامة أسود و تبع سارا التي كانت تلقي الأوساخ و الأطباق الكرتونية و علب العصائر الفارغة داخل الكيس الذي يحمله تود و يسر خلفها.. حاولت أن تغير وجهتها عندما رأت جيمي واقف ينظر إليها تركت ما بيدها و أخبرت تود بأنها ستذهب لجمع الأوراق في القاعة الاخرى ..غادرت القاعة و وجدت الممرضات يقمن بجمع أغراضهن في حقائب .. تحدثت إليهن و شكرتهن على مساعدتهن لها .. بعدها دخلت غرفة صغيرة باردة يضعون فيها الأنابيب المليئة بدم المتبرعين كانت قد تعدت الثلاثة آلاف قنينة و هذا إنجاز بحد ذاته ..سمعت طرقا على الباب فتحته اعتقاد بأنه السائق الذي أتى ليحمل الأنابيب إلى مستشفى المنطقة لكن أعتقادها كان خاطئا .. تنهدت بغضب .. ما هذا الكابوس المزعج .. قالت له بحدة و عصبية
- " كف عن مراقبتي و لحاقي "
- " من هو ؟ "
تغير صوته ليبدو مخيفا دون أن تعرف السبب .. تركت ما بيدها و استدارت لتواجهه
- " من تقصد ؟!"
بدا نافذ الصبر ..
- " انت تعرفين من أقصد ؟ "
نعم تعرف بانه يقصد ( تود) هل هو يشعر بالغيرة ؟! لا ... مستحيل ..
- " لا أعرف من تقصد.. و الآن اتركني لدي اعمال انهيها .. ابتعد عن طريقي "
دفعته حتى تمر من أمامه.. و اتجهت حيث يقف السائق و أشارت له بالاقتراب و حمل الأنابيب دخل الرجال الذين يرتدون ملابس الاسعافيين حملوا الصناديق التي تحمل الأنابيب و وضعوهم في سيارة الاسعاف الكبيرة .. شكرتهم سارا لحسن تعاونهم و عندما ابتعدت السيارات .. سمعت صوته من خلفها .. فغادرت الابتسامة شفتيها و انزعجت
- " إذا أنت تعملين في المنظمة النسائية "
استدارت تواجهه و قالت بعصبية
- " ماذا تريد مني يا جيمس ؟ "
استغرب سؤالها فالجواب واضح في عينيه
- " أنت تعرفين ما أريده "
- " اذا كان عن الأطفال فمستحيل أن تراهم أو تقابلهم "
قالت جملتها ثم مشت خطوتين ختى تبتعد عنه .. فعلى صوته الحاد ..لقد ضربت على الوتر الحساس
- " أنهم أبنائي أيضا يا سارا و لي الحق بان أقابلهم "
عادت إلى حيث يقف و كانت متهجمة و الغضب يتطاير كالحمم من عينيها الخضراء
- " ليس لديك أية حقوق .. انت آخر رجل يتكلم عن الحقوق.."
ركضت مبتعدة عنه فوقف هو بمكانه و الغضب طغى عليه .. و أكثر ما ازعجه هو أنها تعامله بكل برود بعد الحب الذي عاشاه معا لسنوات و بعد ذلك الفراق الطويل ..
تبعها .. و رأها تتحدث مع تلك المرأة ( كلوديا) التي كانت تمتدحها و هي سعيدة
- " سارا لقد قمت بعمل رائع ككل مرة .. سار كل شيء بشكل عجيب .. أشكرك "
- " يا عزيزتي هذا من دواعي سروري "
انتبهت كلوديا لجيمي الواقف عند باب القاعة ينظر باتجاههما ..
- " ماذا حدث لذلك الرجل الذي أصابه دوار ؟"
تغيرت ملامح سارا و التفتت لتجد تود منتبها لحديثهما
- " لقد غادر بعد أن احتسى العصير و عادت له قوته "
عرفت كلوديا بأن سارا تكذب فجيمي لا يزال هنا .. لكنها لا تريد أن تفتح موضوع حساس و تود يصغي لحديثهما
- " جيد .. إذا أراك غدا "
- " يجب أن أذهب غدا إلى الجامعة هذه المرة لدي تقرير طبي .. سأعود للعمل "
- " خبر رائع .. أتمنى لك التوفيق يا عزيزتي "
- " شكرا "
قبل ان تغادر سارا مع تود إلى المنزل تلفتت لتجد بان جيمي واقف يراقبهما من بعيد .. فألقت عليه نظرة باردة جمدت أعصابه ...
في الطريق تحدثا عن كل شيء يتعلق باليوم إلا عن جيمي ..كان ينتظر أن تخبره بنفسها عن الامر الذي جعلها تبعد طفليها بتلك الطريقة الغريبة و كأن هناك قاتل أو مختطف ليختطفها و يهرب
نزلت من سيارته و وقفت عند نافذته تودعه
- " عمت مساءا يا تود و أشكرك لوقوفك بجانبي اليوم "
حسنا اذا لن تتحدث عن ذلك الامر الذي يشغل تفكيره اليوم .. شعر بخيبة أمل .. لكن مع ذلك ابتسم لها
- " عمتي مساءا يا سارا .."
تأهبت لتستدير لكنها اوقفها بسؤاله
- " هل تتناولين العشاء معي غدا ؟ "
فكرت قليلا فهو قدم لها الكثير و هي رفضته أكثر من مرة أتى الوقت لأن ترد له الجميل بأن تواتفق ابتسمت
- " حسنا "
- " رائع .. غدا في منزلي ..سأعده بنفسي "
- " جيد .. إلى اللقاء "
- " اعتني بنفسك "
- " سأفعل .. و أنت كذلك "
دخلت المنزل و صعدت إلى حجرة فيكي وجدته نائما بهناء بعدها اتجهت إلى غرفة فيكتوريا فوجدتها مضاءة فتحت الباب و نظرت إلى وجه ابنتها العابس ..
- " مرحبا "
هبت بوجهها و كأنها انتظرت دهرا ..
- " أمي أريد تفسير عن التصرف الذي قمت به اليوم ؟ "
- " ليس هناك تفسير يا فيكتوريا لقد رأيت أخيك ناعسا و أنا أعرف أنه لن يعود إلى المنزل وحده "
هدات قليلا .. إنه سبب منطقي ..
- " هل هذا هو السبب ؟ "
- " نعم ألم يخبرك براد ؟"
- " نعم أخبرني لكني لم أصدقه فأنا أعرف براد عندما يكذب .. لكني تأكدت عندما أرسلتي تود لكنني شككت بالأمر لأنك لم تاتي بنفسك .. أخبرني بأنك مشغولة "
- " هذا صحيح "
اقتربت من ابنتها و قبلتها همست بأذنها
- " أحبك "
- " و أنا كذلك يا سارا مولر "
خرجت من حجرة فيكتوريا إلى حجرتها أغلقت الباب خلفها و انهارت على الارض و هي تبكي .. كدت دموعها تنفجر و هي تسمع اسمه لاول وهلة .. لكنها حبستهما داخلها و اظهرت الشجاعة امامه .. و الان ليس هناك ما يدعي الشجاعة و دموعها تخنقها .. لقد اعتقدت أنه عندما تقابل جيمي بعد عشرة سنوات فراق بأنها ستضمه و تعانقه و انهما سيعيشان معا إلى الابد و لم تفكر بأنها ستقابله و ترى الحقد في عينيه و الانتقام ..فكرت بان الحق معها أن تتركه و تهرب منه فهو غدا انسانا مختلفا بعد أن تزوجا و عادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم عندما بدأت حياتهما بالتدهور...
دخل جيمي المنزل الكبير الذي اشتراه بعد عقد قرانهما في نيوجيرسي مع العائلة و الاصدقاء القدامى الذين سعدوا بعودة جيمي و سارا إلى بعضهما إلا والد جيمي الذي لم يحضر الاحتفال فهو لا يزال معترضا على اقتران ابنه الوحيد بابنة الجنرال أدوارد مولر ..
كانت حفلة الزفاف كما تتمناها كل فتاة ..
و كعادتها صعدت الطابق العلوي و فتحت الخزانه التي تحمل اشياء ثمينة و أخرجت منه الألبوم الذي يحوي صور الزفاف و شهر العسل الذي لن تنساه ...
فتحت أول صفحة لتجد صورا للمكان الذي عقد فيه حفل زفافهما في كنيسة المنطقة و حفلة الاستقبال كانت في حديقة منزل الجنرال التي تزينت بالمصابيح البيضاء و المظلات الخشبية التي زينت الطاولات البيضات المزينة بدورها بالياسمين و تلألأ حوض الاستحمام بالشموع و الورود ..كانت الحفلة ساحرة و ارتدت سارا فستان من الدانتيل الابيض عاري عند الصدر و الظهر و التصق بجسدها الرشيق و يمتد كذيل طويل إلى الخلف و الطرحة الخفيفة ثبتت فوق شعرها البني الذي رفعته إلى الاعلى و زينت عنقها بعقد اللؤلؤ الذي اشتراه لها جيمي ..
الذي بدا بدوره خلابا و تمنت كل الفتيات ان يكون عريسهن فقد بدا ببذلة التكسيدو السوداء و ربطة العنق الفضية و شعره المسرح بالجل إلى الخلف و ذقنه الحليق .. ساحر و يخطف الألباب و هذا على اتفاق الجميع ..
رقص معها الليل بطوله و أخبرها بأنها حلم حياته و انه أسعد رجل على وجه الارض ..
رأت صورته و هو يهمس بأذنها و تذكرت كلامته و صوته و حتى انفاسه الحارة على عنقها .. دغدغها الشعور و جعل قلبها ينتفض كما تلك الليلة ..
وضعت البوم الزفاف جانبا و أخذت اخر يحمل صور شهر العسل .. يوم أخذها في رحلة إلى باريس كانت عشرون يوما مليئة بالحب و القبلات و المقاهي و الأسواق ...
احست بأنها خلال السنتين الماضيتين قد حرمت من هذه السعادة التي يفترض ان تعيشها من قبل .. و عندما عادا إلى واشنتون فاجئها بمنزلهما الكبير الذي اشتراه حديثا ليكون عشهما حيث سيكبر أبنائهما فيه .. كان المنزل رائعا بلونه الأبيض و بنوافذه الكبيرة الزرقاء الذي كان يطل على حديقة كبيرة يوجد بوسطها بركة سباحة و حولها توجد ألعاب للأطفال ..لفيكتوريا .. عندما دخلت المنزل تفاجأت بأناقة الأثاث و وسع الغرف و الصالات و قاعة الطعام الكبيرة .. أنه منزل الاحلام ..قبلته يومها بشغف و قضيا ثاني اجمل ليلة بالنسبة لهما في غرفتهما الواسعة ..
عاشت فيه أجمل سنتين من حياتها و انجبت الطفل الثاني لهما ..فيكتور .. تذكرت سعادة جيمي عندما أخبروه بأنه رزق بصبي ..خرج من عمله راكضا إلى المستشفى و كانت عيناه تدمع من السعادة.. دققت في ملامحه على الصورة التي امامها .. انه وسيم وسيم وسيم و هي تعشقه وقتها و تعشقه الان اكثر مما سبق ...
إلى أن أتى ذلك اليوم الذي بكىفيه بمرارة هذه المرة بشيء بيعد كل البعد عن السعادة اقتربت منه و ربتت على كتفه و قد ساورها القلق فجيمي لم يبكي بتلك الطريقة إلا عندما توفيت والدته ..
- " جيمي .. حبيبي هل أنت بخير؟ "
التفت لينظر إليها فلم يجد إلا عيون زوجته الجميلة و طفليه البريئين يرمقانه بعيناهما الواسعة .. تركهم و دخل حجرته فتبعته سارا بقلق
- " جيمي ما بك يا حبيبي؟!"
ضمها إليه بقوة و زاد بكائه و تمتم بصوت خافت
- " افتحي التلفاز "
ابتعدت عنه بقلق و فتحت التلفاز و توقفت عند قناة الاخبار.. شهقت ثم وضعت يدها على فمها حتى لا تصرخ و يهلع الاطفال انتبهت إلى جيمي كان منهار .. صدمت عندما سمعت مذيع الاخبار يقول
( لم يجد رجال الشرطة الرجل الذي اغتال عضو الكونغرس السيناتور ماثيو بروكس ... )
أطفأت التلفاز بسرعة انها لا تحتمل ان تسمع بعد .. احتضنت جيمي بقوة و أخذت تبكي معه إنها لمأساة أن يفقد الشخص أعز ما يملك لقد فقد والديه و بظروف مفاجئة فوالدته تتوفى فجاة بحادث سيارة و بعد ست سنوات يتوفى زوجها مغتالا ؟!! شيء غريب ما يحدث مع هذه العائلة .. شعرت بان الخطر يحوم حول عائلتها الصغيرة و بأن شيئا سيحدث لهما عما قريب ...
وقفت بالقرب منه في جنازة والده لقد تغيرت صحته و بدا هزيلا كما حدث عندما توفيت والدته من قبل ..تعبت نفسيته و انهار و لم يبقى جيمي كما السابق .. لقد فقد مرحه و كأنه رجلا في الخمسين من العمر ...
و الذي زاد الامر سوءا انه ورث والده و الشركة أصبحت ملكا له .. لم يكن برغبة في ادارة الشركة .. خاصة بأنه لم يعد يشعر برغبة في العيش تدهورت حالته الصحية عندما بدأت شركته الجديدة بالخسارة و بدأت تهبط في السوق دون رادع لها فبخسارته لوالده خسر كل شيء .. صحته و مثابرته و عزمه على النجاح .. على الرغم من كل ذلك حاول جيمي أن يسيطر على الوضع لكنه لم يستطيع أن يواجه الإشاعات الجديدة التي لا يتحملها أي انسان فكانت تمس بشرف عائلته و تبعد باقي الشركاء عنه حتى ان المضايقات وصلت إلى زوجته فنشب شجار جديد بين جيمي و والدها الامر الذي عقد الامور أكثر .. فخسر كل شيء و رهنت شركته و منزله فتوجب عليهما مغادرة منزلهما الكبير الضخم لينتقلوا إلى شقة حقيرة في حي فقير ..
لم يستحمل جيمس هذا الوضع الجديد الذي طرأ عليه أحست سارا بأنه يبتعد و يحاول أن يهرب من مشاكله بشربه .. كان يسهر طوال الليل و يعود في الصباح ليبحث عن عمل يعيل به عائلته ..
رفض فكرة أن تقترض سارا من والدها و صاح عليها أكثر من مرة أذا فكرت بالامر حتى.. بانه سيتركها .. فهو لا يزال يحتفظ بكرامته و كبرياء آل بروكس ..
أخبرته سارا بانها تود أن تساعده بالعمل لكنه رفض لأن فيكي لا يزال طفلا صغيرا و يحتاج إلى رعاية والدته .. و كون أن جيمي ليس لديه شهادة جامعية .. بل كل ما يملكه هو سمعة والده السيئة في واشنتون الامر الذي منعه من العمل الكريم ..
لكنه كان يعيل أسرته مؤقتا بما تبقى لديه من نقود في حسابه الذي بدأ ينفذ شيئا فشيئا .. فهو عاطل عن العمل .. و مدمن على الكحوليات ..
كان يعود إلى البيت ثملا و دائما ما يتشاجر مع سارا لأتفه الاسباب لكنه في الصباح يرجع إنسانا مختلفا يخرج إلى المنزل ليعاود البحث عن عمل و لا يعود إلا في المساء و هو ثملا.. لذلك لا يتقبل أي شيء تقوله سارا فهو لديه مشاكله و اسوء من ذلك بانه خذل أحب إنسان إلى قلبه و لا يستحمل ان يرى نظرات العتاب خاصة منها لذلك كان يتهرب منها هي بالذات لاه يشعر بالخزي و العار ..
و هكذا هي حياتهما لم تعد سارا تتقبل هذا الوضع الذي دام لأكثر من سنة فواجهته ذات يوم و هددته بأنها ستغادر مع أطفالها اذا لم يكف عن احتساء الكحول .. و كانه لم يسمع شيئا منها و لم يعرها انتباها أصبح لا يهتم لمظهره و كئيبا جدا ..
و في ذات يوم أخبرته بانها بدأت تكره جيمي الجديد و لا تريده و أنها تريد الطلاق منه فلم يجيبها إلا بصفعة على وجهها ..
تحسست سارا و جهها و كأنها رجعت بالزمن عشرة سنوات إلى الوراء و كأنها أحست بألم تلك الصفعة ..
تذكرت بانها لم تجد في عينيه أية ملامح ندم و عوضا عن تقديم الأسف لها تركها و خرج من المنزل ... بعد تلك الصفعة التي تلقتها من الرجل الوحيد الذي أحبته فتحت أبواب العديد من الصفعات المتتالية و الضربات و الكدمات .. و الجنون و الصراخ في منتصف الليل .. فيستيقظ الاطفال مرعوبين فزعين .. و كعادته لا يواجه الامر إلا بهروبه من المنزل .. لقد غدا وحشا كاسرا .. لم تعد تطيق العيش معه لذلك عزمت الأمر ان تغادر فلقد طفح الكيل و ادى إلى فيضان اغرق ما حوله ...و من بينهما الحب .. قامت بتجهيز الحقائب و استعدت لأن تغادر هذا المساء عندما يعود إلى المنزل ...
دخل المنزل فألقى بجسده الثمل على الفراش و نام.. و كعادته عندما ينام لا يشعر بشيء و كأنه ميت بلا حول و لا قول ..
حملت أطفالها و قبل ان تخرج نظرة إليه لاخر مرة .. و طبعت قبلة على شفتيه و هي تبكي بألم .. خرجت من المنزل و منذ ذلك اليوم لم تر جيمس على الاطلاق.. حتى عصر هذا اليوم في الفندق ...
استيقظ في صباح ذلك اليوم الذي تركته به سارا ..خرج من حجرته حتى يتناول فطوره .. فلم يجد فطوره ..
- " سارا .. سارا .."
وخزه قلبه بأن ما خشيه قد حدث فعلا لقد تركته سارا .. حبه الوحيد و كل ما تبقى له في هذه الدنيا تركته للدنيا الذي ظلمته و ظلمت عائلته و حولته إلى وحش بلا مشاعر ..
بحث عنها في شقتهما الحقيرة الخالية من الاثاث .. فلم يجد لها أثر .. فتح الخزائن .. و بالفعل .. لقد غادرت .. هددته أكثر من مرة بأنها ستأخذ الاطفال اذ لم يجد حلا لجنونه .. لقد قبلت أن تعيش معه بالفقر بشرط أن يرجع كزوجها القديم الذي أحبته ..
صرخ و شتم و كسر المرايات و الزجاج .. لقد انهار .. ألا يكفيه وضعه المزري .. ألا يكفيه خسارة..
لن ينفعه الندم الان .. تكور في احدى زوايا الشقة و خبأ رأسه بين رجليه .. و بكى .. كابنه الصغير عندما يفقد لعبته .. ان بداخل كل رجل طفل صغير .. طفل تمرد .. و بغروره و كبريائة خسر زوجته و أطفاله ..
مر شهر و جيمي حبيس المنزل لا يخرج منه إلا ليشتري المشروب الذي يجعله يغيب عن العالم الذي هو فيه .. لم يعد يهتم بنظافته و لا بنظافة المنزل ..
و في يوم من ايام يناير الباردة المثلجة اوقظ جيمي صوت طرق الباب .. تجاهله فلابد بانه صاحب البناية يريد نقوده لهذا الشهر .. من أين يجلب له النقود و هو عاطل عن العمل و كل ما ينفقه هو على الشراب الذي يحتسية طيلة الاربعة وعشرين ساعة .. كان طرق الباب عنيفا هذه المرة تجاهلة حتى سمع صوت يناديه باسمه من غرفة الجلوس ..
دخل ستيف الشقة التي لا اثر للحياة فيها .. شعر بان جيمي قد توفي او قد اصابه مكروه .. رائحة الشقة نتنة .. و كأن هناك جثة ..
- " جيمي .. جيمس .."
دخل اثنان من اصدقاء ستيف خلفه و بيد احدهم بندقية لصيد الطيور احضرها معه للاحتياط فكما اخبرتهم سارا بان جيمي غدا وحشا كاسرا و سهل استثارة غضبه ..
خرج جيمي عندما عرف صوت مناديه .. وقف امامهم في عتمة الممر الذي يفصل بين الحجرة و غرفة الجلوس الخالية من الاثاث فلقد باع كل ما لديه حتى يستطيع أن يدفع ثمن شرابه و هذا الخراب الذي يضفه في هذا الفصل المثلج ..
- " ماذا تريد ؟"
لم يشعر ستيف بوجوده إلا عندما سمع صوت بارد كبرودة الطقس في الخارج .. نظر ناحية الممر المعتم ليجد شخصا طويلا و هزيلا جدا عاري الصدر و يرتدي بنطال مهتريء و كانه لم يخلعه دهرا.. و كما أن الشعر غطى وجهه فنمت لحيته غير مرتبه و شعره طال كثيرا و غير مرتب ايضا
بدا شكله مرعب جدا ..و كانه من الهيبيز .. إنه ليس جيمس الذي يعرفه قبل سنوات .. ذلك الرجل الذي لا يرتدي إلا الملابس باهضة الثمن و لا يقود إلا أفضل السيارات و لا يأكل إلا في أفخم المطاعم .. لقد خسر كل شيء بالفعل ..الا كبرياءه و غروره .. قال ستيف في قلبه ..
خرج جيمي إلى النور و أغمض عينيه و كأنه لم ير النور منذ مدة .. كانت عينيه ذابلتين و وجه أصفر شاحبا ..
- " كيف حالك يا جيمي ؟ "
تقلبت نظراته بين ستيف و أصدقائه الواقفين خلفة و ذلك الرجل الذي يحمل بندقية .. استغرب من وجود ذلك الرجل الذي يصوب بالبندقية ناحيته .. اشار على ذلك الرجل دون أن يشعر بالرعب أو الخوف ..
- " ماذا تريدون مني ؟ "
فهم ستيف بأن جيمي هادئا و لا ينوي أن يفعل شيء جوننيا فأشار إلى صديقه أن يبعد البندقية و ينزلها أرضا اقترب ستيف من حيث يجلس جيمي على كرسي قديم يحدق فيهم
- " جيمس .. نحن هنا حتى تمضي على ورقة طلاق اختي"
أستشاظ غضبا فوقف و اقترب من الباب
- " أنا أسف يا ستيف لانني لم أكن مضيافا كما يجب أن يكون الشخص المهذب.. لكنني لم أعد شخصا مهذبا ..للاسف .. لذلك تفضل أنت و صديقك ذو البندقية الظريفة بالخروج "
تحكم ستيف بأعصابه و قال بهدوء
- " لن نخرج يا جيمي ألا و الاوراق موقعة "
هز رأسه نفيا
- " لن امضي على أي شيء .. لذلك لا تتعب نفسك "
فقد ستيف أعصابه و صرخ عاليا
- " بل ستمضي و إلا ..."
- " و إلا ماذا يا ستيف ؟؟!! هل ستصوبني بتلك البندقية ؟!!! افعل .. الا ترى بان لم يعد هناك شيء يستوجب أن ابقى حيا من أجله ... هيا افعل ... ريحني و و اختك الغالية .. افعل ..او انا افعل .. ناولني تلك البندقية السخيفة ..."
تعاطف ستيف مع كلمات جيمي اليائسة ..
- " حسنا يا جيمي .. ساترك الاوراق هنا و سأعود بعد إسبوع لاخذها .. اتمنى ان تكون موقعة حتى ذلك الحين .. "
- " لا "
- " ماذا تريد يا رجل .. لقد تركتك سارا و لا تريدك انها لا تريد ان تعيش معك هكذا.. لقد حولت حياتها على جحيم و هي الان تتعذب .. لقد تركت آثار و كدمات بجسدها الضعيف كيف لك أن تفعل هذا ؟.. اتتذكر عندما اخبرتني بانك تعشقها و لن تؤذيها او تضايقها ؟!! الان ترفض ان تطلقها ... أنت لا تستحقها و لا تستحق الحب الذي اعطتك إياه .. لقد استحملتك رغم عيوبك و عاندت والدي الذي يعرف أصلك .. و رفض زواجكما و علاقتكما منذ البداية لقد خشي هذا اليوم .. و الان ..ستطلقها و احفظ ما تبقى لك من كبرياء "
بقي واقفا بلا ملامح او تعبيرات على وجهه و كأنه لم يسمع أي كلمة مما قالها ستيف .. ترك المكان و دخل حجرته ..
شتم ستيف و لعن ..ضع الاوراق على الكرسي قطعة الاثاث الوحيدة في الشقة المتكسرة و خرج ..
عندما عاد ستيف إلى نيوجيرسي استقبلته سارا و هي تتحرى أخبار متعلقة بزوجها الذي فرض عليها الطلاق منه .. كانت تأمل اذا غادرته سيشتاق لها و يعود جاثما على ركبتيه امامها حتى تعود له .. لكنها تذكرت بانه ا يملك أي شيء حتى يأتي لها .. بل يملك غرور و كبرياء يمنعانه من يقوم بذلك التصرف بالاضافة إلا خلو الجيب ..
اقتربت من أخيها و سألته بعينان قلقتان عندما رأته غاضبا
- " اخبرني يا ستيف ماذا جرى ؟"
- " هل حقا تودين أن تعرفي ؟"
- ارجوك اخبرني انت تعرف باني انتظرك منذ يومان "
زفر بقوة و نظر إليها .. إن هذه المجنونة لا تزال تحب ذلك الوحش المخيف .. إنه يرى ذلك في عينيها .. بل يرى بانها لا تريد أن تسمع بانه أحضر أوراق الطلاق معه و هي ممضى عليها من قبل جيمي ..
- " انت تعرفين كل شيء .. لقد رفض أن يمضي على الاوراق "
عادت خطوة إلى الخلف .. و شعرت بالسعادة في داخلها .. تراقصت دمعتها لسقوط لكنها كبحتها
- " هل هو بخير ؟! "
- " أنا اعرف يا سارا بأنك تودين سماع أخباره .. أنا لا ألومك .. فأنت مغرمة به .. و الذي لا استطيع ان افهمه هو سبب حبك له رغم ما فعله بك .. انظرى إلى يدك لا تزال آثار ضربه لك عليها "
آلمها كلام أخيها الصادق .. فكل ما يقوله صحيح .. إنها تحب جيم بجنون على الرغم من قسوته معها .. لكنها لم تنسى الايام الجميلة التي عاشتها معه .. التي تبعد كل تعاسها التي عاشتها في الاونة الاخيرة .. غطت وجهها و بكت بقهر .. شعر بالاسف لحالها فربت على كتفها
- " أنا آسف يا سارا .. لم أقصد .."
رفعت رأسها و وقفت حتى تبتعد عنه
- " أعرف ذلك .. لا داعي لان تتأسف يا ستيف .. للاسف بان كلامك صحيح .. انا غبية ..و مجنونة أيضا .. لا عليك مني "
تنهد ستيف فأخته الصغير تفطر القلب
- " لا بأس لا داعي لان تقسي على نفسك .. لقد تركت الاوراق عنده و أخبرته بأني سأتي في الاسبوع القادم لاخذهم موقعين .. "
- " هل وافق ؟"
- " بالطبع لا .. لقد تركني و غادر الحجرة .. كيف استطعت أن تعيشي في ذلك المكب؟"
اغمضت عينيها و هي تتذكر ذلك المكان الحقير في الحي الفقير المرعب الذي تسمع فيه تقريبا كل يوم صوت اطلاق النيران و سيارات الشرطة و الاسعاف و كل يوم تصلي لان لا يصيب زوجها و أطفالها أي شيء ..
- " لقد فعلت الصواب يا اختي بمغادرتك المكان .. إنه خطر ,, و لو كنت اعرف ذلك لاخذتك منذ فترة .. آه كيف استطاع ان يجعلك تعيشين في ذلك الجو الخطر أنت و الاطفال .. إنه مجنون "
- " ارجوك توقف يا ستيف .. أشكرك لانك تهتم بنا .. اقدر لك هذا "
حضنها و قبل جبينها
- " انت اختي الصغيرة .. لا تقلقي ستكون الامور على ما يرام صدقيني .. "
لم تنم تلك الليلة و هي تتخيل شكل جيمي بعد أن تركته و هو نائم و كم بدا وسيما حتى و هو هزيلا و تعبا .. تريد أن تعود له .. و كم حاولت ان تهرب و تذهب لتلقي نظرة عليه .. لكن والدها يكبسها و ينهرها كلما فعلت ..
خرج جيمي من حجرته في اليوم التالي و اخذ الاوراق التي تركها ستيف .. قرأ ما بها و رأى توقيع سارا في آخر الصفحة .. اذا انها حقا تريد الطلاق ..
- " لم تفعلين بي ذلك يا سارا .. انا احبك .. احبك .. "
فكر قليا بينه و بين نفسه عندما سمع صوت سيارات الشرطة و الاسعاف في الخارج و صوت ارتطام و صراخ رجال في الخارج ..و كان شيء أوقظ موته الداخلي .. فقال بنفسه : و هل احبها لاجعلها تعيش في هذا الخراب معي .. و دون أن اوفر لها الحياة الكريمة هي و اطفالي .. لا .. لن اسمح لنفسي بأن اجرها إلى هذا المكان مرة اخرى .. و لن اجعلها تعيش معي في شقاء و بؤس .. إنها لم تكن سعيدة .. و ان كنت احبها فعلا فساتمنى لها السعادة .. انا اعرف بانها لا تزال تكن لي عاطفة .. انها تحبني .. لذلك تركتني قبل أن تكرهني فعلا .. اتمنى ان تعرف باني فعلت ذلك فقط لانني اتمنى لك الخير .. لانني احبك و سأحبك للابد ..
و بتردد امضى على الاوراق الثلاثة و وضعها في مكانها حتى يأخذها ستيف في الاسبوع القادم ..
دخل ستيف و ألقى بالاوراق إلى سارا و هو يبتسم .. تضايقت و انزعجت و خشيت ان تفتح الاوراق فتجد بأن جيمي قد أمضى عليها فعلا .. كانت والدتها تنتظر بفارغ الصبر ان ترى امضاءه .. فتحته و تصفحت الاوراق .. و آلمها ان ترى توقيعه الذي اعتاد ان تراه في ملفات العقود و الشركات و اوراق المدرسة لفيكتوريا و الان تراه على ورقة طلاقهما .. ورقه ابعادهما عن بعض ... تركت الاوراق على الارض و دخلت حجرتها .. لقد ابقت دمعتها طيلة الشهرين بما فيه الكفاية حتى لا يراها والدها او والدتها ...
بكت بحرقة .. اذن لقد فعلتها يا جيمي .. شكرا لك .. لقد اعتقدت بانك ستاتي .. و تجرني من يدي .. و سأذهب معك .. انت تعرف بان سأعيش معك حتى لو في القبر .. لم فعلت ذلك يا جيمي لم ؟؟ الم تعد تحبني ؟؟ ماذا عن اطفالك ؟ اتحرمهم من ابتسامتك ؟ و غنائك ؟ انت تجيد اضحاكهما اكثر مني .. حتى اشعر في مرات بأنهما يحبانك اكثر .. لاني انا احبك اكثر .. اريدك الان يا جيمي .. اريد ان اشتكي عذابك لك ..لم يا جيمي تبعدني عنك ..
خرجت من حجرتها و بيدها معطفها و الدموع تتساقط على الارض ..
- " الى اين يا سارا ؟ "
صاح والدها و هو يراها تفتح الباب لتغادر .. فقالت بصوت باك منكسر
- " سأذهب إلى جيمي "
شهقت والدتها و وقفت ..
- " لقد جنت ابنتي .. اوقفها يا ادوارد .. ستيف .. تحركا "
ركض ستيف خلف سارا فحملها على كتفه و هي تركل و تحاول الافلات منه و تصرخ .. خرج الجيران ليروا ما يجري
- " اتركني .. انا احبه .. احبه .. لا اريد الطلاق .. ارجوك .. ستيف .. دعني اذهب له .. احبه "
ادخلها المنزل و أوصد قفل الباب خلفه .. نهرها والدها و قد برزت عيناه
- " اجننت ؟؟ اتنوين ان تضعي سمعتي في الارض كما فعلت منذ سنوات ؟ ان لك اطفال يا معتوهة .. اسمعي ابنك .. انه يبكي .. اتريدين تركه لان تعودي إلى ذلك الحقير .. فكري بأبنائك .. فكري بعقلك لا بعواطفك .. لقد انتهى الامر و قبل بروكس بالطلاق .. لقد فعل الصواب لاول مرة في حياته .. تعقلي .. انك ام لطفلين .. انهم يحتاجان لك الان و لا يريدان ام منهارة لا تعتني بهما .. كل ما تفعلينه يا سارا بالاونة الاخيرة هو النوم و البكاء .. ماذا عن فيكي .. انه يريد والدته .. و فيكتوريا تريد ان تساعدها والدتها بواجباتها المدرسية .. اذا جيمي لا يزال يحبك سيبذل ما بوسعه لان يعود كما السابق و يوفر لك منزلا كريما في حي كريم و يستطيع ان يعيل اسرته التي كونها .. "
بعد هذا الكلام الجارح لم يعد لها شيء لقوله .. فهذا ما يجب ان تفكر فيه .. انهارت على الارض و اخذت تبكي .. فالحقيقة جارحة و تدمي .. حضنتها والدتها و مسحت على رأسها و كانت تواسيها..


تبللت وسادتها و هي تتذكر هذا اليوم المشؤوم .. آه يا جيمي لم عدت ؟ لم الان ؟ لم ليس قبل سنوات طويلة ؟؟!! لقد فتحت جراحي مرة أخرى .

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة kokowa ; 22-08-08 الساعة 04:37 AM
عرض البوم صور kokowa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري روك, روايات مكتوبة, صورة للذكري
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t88149.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 18-07-14 06:55 PM


الساعة الآن 09:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية