لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات زهور
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات زهور روايات زهور


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-08, 04:13 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

شكرا شوق و أحلى بنت على تفاعلكم الجميل و ان شاء الله تكون الرواية تكون حلوة بالنسبة لكم و لكل اعضاء ليلاس



هدأ انفعال ( وجدى) قليلا و هو يقول :
ـ حسنا سأجهز لك مسكنا فى القاهرة أو فى أى مكان تريده بعيدا عن بورسعيد و سوف يصلك منى راتب شهرى كاف بطريقة أو بأخرى
لكن الأب قال فى اصرار و قد تبدلت ملامحه :
ـ قلت لك لا أريد منك نقودا أريد أن احصل على عمل و يتعين عليك ان تدبره لى
نظر إليه الابن فى ضيق قائلاً :
ـ لا أدرى سر اصرارك على هذا مادمت مستعدا للتكفل بأمر معيشتك منذ متى ترفض الحصول على النقود بوسيلة سهلة ؟
أجابه الأب بلهجة ساخرة قائلاً :
ـ منذ أن تنبهت إلى قيمة العمل الشريف
رد عليه الابن بنفس نبرة السخرية اللاذعة :
ـ لقد تنبهت إلى ذلك متأخرا جداً و على كل اذا كنت مصراً على مسألة العمل هذه يمكننى أن أدبر لك أية وظيفة و لكن فى أى مكان آخر بعيداً عن بورسعيد و بشرط ألا تخبر أحداً بأنك أبى
قال الأب بلهجة حاسمة :
ـ بل أريد هذه الوظيفة هنا فى هذه المدينة فى بورسعيد
تطلع إليه ( وجدى) بدهشة مقترنة بضيق واضح و هو يقول :
ـ و لماذا هنا بالذات ؟
أجابه الأب فى هدوء :
ـ لأننى أريد أن أكون قريبا منك و ( هالة) أختك ما تبقى لى من العمر
قال الابن متهكما :
ـ ترى ما سر هذا الحنان المفاجئ الذى هبط عليك نحونا هكذا دفعة واحدة ؟ اخيرا استيقظت عاطفتك الأبوية بعد طول سبات و تذكرت ان لك أبناء يتعين عليك أن تبقى إلى جوارهم ما بقى لك من العمر ؟
ثم تبدلت لهجته فى قسوة :
ـ على كل حال نحن نشكر لك عطفك السامى و لكن تأكد أننى و أختى ( هالة) سنكون أسعد حالاً لو بقيت بعيداً عنا و نسيت أن لك أبناء كما نسينا نحن أن لنا أباً
وهنا زمجر الأب قائلا فى شراسة و قد تبدلت ملامحه :
ـ كفى .. لن أسمح لك بكلمة أخرى اسمعنى جيدا لقد جئت لأبقى و أعمل فى هذه المدينة إنك لا تعرف و لم تجرب أية ظروف مررت بها و أى تعب لقيته من هذه الحياة لقد آن لى أن أستريح و أبدأ حياة جديدة ربما جاء هذا فى سن متأخرة كما تقول و لكننى مصمم على أن أبدأ هذه الحياة الجديدة و أن أكون بجوارك أنت و أختك خلال السنوات الباقية من عمرى أعترف أننى لن أستطيع أن أعوضكما عن عاطفة الاب التى افتقدماها معى خاصة بعد أن كبرتما و أصبح لكل منكما حياته الخاصة المستقلة كما أعترف بأننى أنا نفسى غير واثق بقدرتى على منحكما هذه العاطفة المفقودة لكنكما فى النهاية أبنائى و أنا بحاجة إليكما بحاجة إلى تعويض كل تلك السنين التى فارقتكما فيها أرجوك ألا تحرمنى من هذا يا ( وجدى)
قال الابن فى جمود :
ـ و اذا رفضت ؟
واجهه الاب بجمود مماثل قائلاً :
ـ إذن سأخبر كل مخلوق فى بورسعيد بأننى أبوك و أننى لم أمت و أننى كنت مسجونا فى قضية مخدرات سأجعلهم يعرفون حقيقة الوجيه الامثل للرجل الذى يشار إليه بالبنان فى مدينتهم و يسعى الجميع على خطب وده إننى أعرف جيداً مدى حرصك على مظهرك الاجتماعى و سعيك وراء الترشيح كعضو مجلس محلى منتخب فى مدينة بورسعيد و أنا قادر على ان ادمر هذا كله
ارتجف ( وجدى) لدى سماعه هذا برغم محاولته التماسك و قال :
ـ هل تهددنى ؟
أجابه الاب فى خشونة :
ـ نعم يمكنك أن تعتبر هذا تهديدا
رضخ ( وجدى) قائلاً :
ـ حسنا سأبحث لك عن عمل فى مصنعى
ثم قال مستدركا :
ـ و لكن يجب ألا يعرف أحد أنك أبى بأى حال من الاحوال
قال الاب و قد استرد هدوئه :
ـ اطمئن لن يعرف أحد دعنى أكون قريب منكما و أعدك أن أحداً لن يعرف أننى مازلت على قيد الحياة حتى افارقها بالفعل
قال ( وجدى) بشئ من الضيق :
ـ و أين ستقيم ؟
أجابه الاب :
ـ فى فيلتك بالطبع .
انتفض ( وجدى) قائلاً بغضب :
ـ فى فيلتى ؟! ماذا تقول ؟ هل تريد منى أيضا أن اجعلك تقيم فى منزلى ؟
أجابه الاب :
ـ لو فكرت قليلاً لوجدت أن هذا سيكون الافضل بالنسبة لك فوجودى قريبا منك إلى هذا الحد سيضمن لك أننى لن أثرثر بأية كلمة يمكن أن تشير إلى الصلة التى تربط بينى و بينك سأكون امام عينيك و ستضمن سكوتى
قال ( وجدى) :
ـ إنه تهديد بشكل آخر و لكنه ليس سافرا كسابقه و إنما يتخذ شكل النصيحة و لكنه غير مقبول غننى موافق بالنسبة للوظيفة أما بالنسبة للاقامة فيجب أن تبحث لك عن مأوى آخر
استعد الاب للانصراف قائلاً :
ـ حسنا سأتصرف
و لكن قبل أن يدرك باب الغرفة استوقفه (وجدى) قائلاً :
ـ انتظر
ثم نظر إليه متردداً و هو يقول :
ـ أين ستذهب ؟
أجابه الاب :
ـ قلت لك سأتصرف
تحرك ( وجدى) فى الغرفة بعصبية قائلاً :
ـ إننى لا أعرف كيف تنتظر منى أن أسمح لك بالاقامة فى منزلى دون الكشف عن حقيقة شخصيتك ؟ بأية صفة تريد منى أن أقدمك بها إلى زوجتى و ابنى ؟
أجابه الاب سريعا :
ـ ما رأيك لو عينتنى حارسا أو بوابا أو خفيرا أو بأى صفة تختارها لفيلتك ؟ إننى فى هذه الحالة لن أطلب منك راتبا و سأعمل نظير إقامتى و طعامى فقط إننى أعلم أنك تبحث عن شخص يصلح لان يكون حارسا للفيلا بعد أن غادرها الحارس السابق و عاد إلى بلدته و يمكننى القيام بهذا العمل خاصة وأنه سيجعلنى أكثر قربا منك و من ابنك و سيتيح لى رؤية أختك أيضاً
قال ( وجدى) و فى صوته نبرة احتجاج :
ـ ما هذا ؟ هل كنت تجمع المعلومات عنى قبل حضورك إلى هنا ؟
أجابه الاب بنبرة هادئة :
ـ يمكنك أن تقول أننى كنت أتتبع أخبارك بوسيلة أو بأخرى
قال ( وجدى) :
ـ و مع هذا فإننى أرفض كيف تنتظر منى أن أعين أبى حارسا أو خفيراً لمنزلى ؟
ابتسم الاب لاول مرة قائلاً :
ـ أبى ؟ ! إنها المرة الاولى التى تنطق فيها بهذه الكلمة منذ أن التقيت بك دون أن تحمل فى طياتها ذلك الازدراء الذى رأيته فى عينيك

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 22-08-08, 11:44 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 78324
المشاركات: 4
الجنس أنثى
معدل التقييم: flower19 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
flower19 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جازاكي الله خيراً يااختي
ارجو منكي تكمله هذه القصه الجميله فطالما تمنين ان اقرأها ولكني لم اجدها
وشكرا جزيلا ع مجهودك

 
 

 

عرض البوم صور flower19   رد مع اقتباس
قديم 23-08-08, 10:46 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84365
المشاركات: 1,071
الجنس أنثى
معدل التقييم: محبة القراءة دائما عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محبة القراءة دائما غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

العفو اختى flower 19 ان شاء الله سأقوم بكتابة جزء منها كل يوم

ابتسم الاب لاول مرة قائلاً :
ـ أبى ؟ ! إنها المرة الاولى التى تنطق فيها بهذه الكلمة منذ أن التقيت بك دون أن تحمل فى طياتها ذلك الازدراء الذى رأيته فى عينيك
أشاح ( وجدى ) بوجهه قائلاً :
ـ لا تحاول أن تؤثر على عاطفيا إن الموقف الذى اتخذته حيالك لن يغير من الحقيقة شيئا حتى لو لم أكن راضيا عن هذه الحقيقة
و استدار إليه و بدت ملامح التردد واضحة على وجهه و بعد برهة من الصمت قال مستسلما :
ـ حسنا .. سأعينك حارسا للفيلا إذا كان هذا ثمنا لسكوتك و ضمانا لإخفاء حقيقة الصلة التى تربط بيننا على أن تلتزم بحفظ هذا السر إلى الأبد
قال الأب و فى صوته نبرة حزينة :
ـ لقد أخبرتك بأننى سألتزم بهذا ـ بالنسبة للآخرين ـ عدا أختك بالطبع فيجب ..
لكن ( وجدى) قاطعه قائلاً :
ـ حتى أختى يجب ألا تعرف ذلك
احتج الاب قائلاً :
ـ و لكن ..
لكن ( وجدى) عاد لمقاطعته قائلا:
ـ هذا هو شرطى
قال الأب :
ـ ألا تظن أنها ستتعرفنى عندما ترانى ؟
قال ( وجدى) :
ـ لا أعتقد ذلك فقد كانت صغيرة عندما غادرت المنزل و لا أظن أنها ستتعرفك بعد كل هذه السنين الطويلة
قال الاب بانكسار:
ـ حسنا .. أوافق .. أوافق يا ولدى



2 ـ شئ فى نفسى
ــــــــــــ



توجه ( وجدى) فى صحبة أبيه إلى غرفة صغيرة فى أحد أركان الحديقة و دس المفتاح فى قفلها ليفتحها ثم أضاء النور قائلاً :
ـ هذه الغرفة كانت مخصصة لحارس الفيلا السابق و ستكون محلا لاقامتك
كانت الغرفة متواضعة للغاية يتوسطها بساط قديم و سرير معدنى صغير فى أحد أركانها و بالقرب من النافذة الخشبية الصغيرة كانت توجد منضدة معدنية أمامها مقعد واحد لتناول الطعام و لم يكن هناك من وسائل التسلية سوى تليفزيون عتيق الطراز و بعض الادوات الاضافية الصغيرة الاخرى و تطلع الأب إلى محتويات الغرفة الصغيرة دون أن تبدو على وجهه علامات بل بدا سعيدا بها و هو يقول :
ـ حسنا .. هذه الغرفة تناسبنى تماما
لكن ملامح الضيق كانت واضحة على وجه ( وجدى) فقد انتابه شعور مبهم بعدم الرضا عن هذا الوضع و بأنه لا يليق به أن يسكن تلك الفيلا الفاخرة تاركا أباه ينام فى هذه الغرفة المتواضعة فى أحد أركان الحديقة مهما كان موقفه من أبيه بل لم يكن راضيا عن تعيينه فى هذه الوظيفة كحارس لفيلته و أحس بأن ذلك الأمر ينطوى على شئ من النذالة و الخسة و لكنه حاول تجاهل هذا الشعور الذى أخذ يراوده قائلاً :
ـ بالنسبة للطعام يمكنك أن تحضر إلى المطبخ فى أى وقت لتأخذ ما تحتاج إليه
قال الأب وقد بدا و كأنه قد تذكر شيئا غاب عنه :
ـ هل تعرف أننى لم أتناول أى طعام منذ الصباح ؟
قال ( وجدى) :
ـ سأحضر لك بعض الطعام من الثلاجة
قال الأب متسائلاً :
ـ ألن تدعونى لرؤية فيلتك ؟
قال ( وجدى) مترددا :
ـ نعم .. و لكن ..
الأب :
ـ لقد قلت لى أن زوجتك و ابنك فى الخارج إذن يمكنك أن تجعلنى أرى منزلك من الداخل دون حرج
( وجدى) :
ـ و لكن قد تصل ( نجلاء) و الولد فى أية لحظة فماذا أقول لهم ؟
أجابه الأب :
ـ لا شئ ستقول إنك عينت حارسا جديدا للفيلا و أنك تطلعه على كل ركن فيها حتى يقوم بعمله كما يجب أعتقد أنها حجة مقبولة

قال ( وجدى) متبرما :
ـ حسنا تعال معى
تطلع الاب إلى الفيلا الأنيقة من الداخل والتى بدت أشبه بأحد القصور الصغيرة و فى عينيه نظرة اعجاب و انبهار قائلاً :
ـ لديك مسكن يدعو للاعجاب حقا فكل ما هنا ينطق بالثراء و الاناقة
قال الابن متجاهلا تعليقه :
ـ سأرى ماذا يوجد فى الثلاجة من الطعام ؟
توجه إلى المطبخ فى حين قال الاب بصوت عال :
ـ كل هذا الثراء و ليس لديك خادمة و طباخ فى المنزل ؟
( وجدى) :
ـ الخادمة تغادر المنزل فى السابعة مساء و زوجتى تتولى اعداد الطعام بنفسها لأنها طباخة ماهرة
الأب:
ـ ما رأيك لو ساعدتها فى اعداد بعض الحلوى من آن لآخر ؟
عاد الابن من المطبخ حاملا صينية بها نصف دجاجة محمرة و بعض شرائح من البطاطس و أنواعا مختلفة من الجبن و كوبا من العصير ليضعهما على المائدة أمام والده و هو يجيب على سؤاله بحسم :
ـ لا لن يكون لك علاقة بالمطبخ أو بأى شئ آخر داخل هذا المنزل يكفيك حراسة الفيلا فقط
ابتسم الأب قائلاً :
ـ ألم تعد تشتاق إلى الحلوى الشرقية التى كنت أعدها لك و أنت صغير ؟
ابتسم ( وجدى) بالرغم منه و قد أعادت إليه كلمات أبيه ذكرى قديمة و محببة إلى نفسه لقد تذكر الآن فقط صوانى الكنافة و البقلاوة و بلح الشام و كل تلك الحلوى الشرقية الرائعة التى تذوقها و هو صبى صغير و التى كان أبوه يتولى اعدادها بنفسه فى المنزل لقد تذوق أنواع مختلفة من الحلوى الشرقية و الغربية و ارتاد أفخر المجال التى تقدم تلك الاصناف من الحلوى فى الداخل وفى الخارج و لكنه لن ينسى أبدا ذلك المذاق الرائع لتلك الحلوى الشرقية التى كان يعدها أبوه و التى ورثها عن جده الذى كان يحترف اعداد ذلك النوع من الحلوى كمهنة
كان لتل الحلوى مذاق آخر فى فمه ربما لأن أباه كان يعدها بنوع من المتعة و الفن الراقى فكانت تأتى على أشهى صورة و كان هذا هو الشئ الوحيد الذى يجلب السرور إلى نفسه من ذكرى أبيه فى ذلك الماضى الكريه و مع ذلك فقد تجاهل الرد على سؤال أبيه قائلاً :
ـ هيا لتأكل ألم تقل إنك جوعان ؟
انتبه الأب إلى الطعام الموجود على المائدة فانجذبت كل حواسه نحوه و اندفع يجلس امام المائدة و ينكب على الأكل فى شراهة و نهم فى حين وقف ( وجدى) يراقبه و قد انتابه فجأة فيض من حنان البنوة تجاهه لقد وقف فى المطبخ يعد له ذلك الطعام و هو يسعى ـ دون أن يدرى ـ إلى انتقاء أفضل ما هو موجود لديه كما لو كان يعد هذه الأطعمة لنفسه بل إنه ـ دون وعى أو إرادة ـ تمنى فى قرارة نفسه لو وجد فى المنزل ما هو أفضل من ذلك ليقدمه لأبيه بالرغم من غضبه و نقمته الظاهرة عليه و الأغرب من هذا ذلك الإحساس المبهم الذى تملكه و الذى بدا له مضحكا و شاذا فى آن واحد لقد تمنى لو جلس على المائدة إلى جوار أبيه و ارتد طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره ثلاثة أعوام ليتولى والده اطعامه بنفسه بل و يؤنبه لو سمح لبعض بقايا الطعام بالتساقط على صدره ربما لأن حرمانه الطويل من حنان الأبوة و تلك العلاقة الخاصة التى تربط بين الابن وأبيه و التى تختلف فى شكلها و مضمونها عن علاقته بأمه هو الذى دفعه إلى ذلك التفكير الغريب و سرعان ما هز رأسه بقوة و كأنه ينفض ذلك الإحساس العابر عن نفسه فأبوه مسئول عن أخطاء كثيرة فى حقه و حق أمه و أخته أخطاء مازالت جروحها باقية فى نفسه و يجب ألا ينساق وراء تلك العاطفة التى تحاول أن تشده إليه يجب ألا يغفر له ما ارتكبه فى حقه و حق أمه المسكينة أبدا و يبدو أن الأب قد لاحظ أن ( وجدى) يحدق فيه أثناء تناوله لطعامه و لاحظ تلك المشاعر المتناقضة التى ترسم خطوطها على وجهه فقال و هو يمضغ الطعام :
ـ أمازلت قلقا من وجودى ؟
قال ( وجدى) بصراحة قاسية :
ـ فى الحقيقة لا أستطيع أن أنكر أننى كنت أفضل ألا تكون موجودا فقد اصبحت بالنسبة لى لغما قابلا للانفجار فى أية لحظة ليطيح بأشياء كثيرة فى حياتى
قابل أبوه صراحته ببرود قائلا ً :
ـ هل ستظل واقفا هكذا ؟ اجلس
و جلس ( وجدى) على المقعد المواجه له حول المائدة فى حين أردف أبوه :
ـ على كل حال لا داعى لأن تسرف فى القلق فقد يكون وجودى معك مؤقتا و ربما تجدنى ذات يوم بعد أسبوع أو شهر أو عام أودعك راحلا عن هذه المدينة
قال ( وجدى) :
ـ هل هذا صحيح ؟
حدجه الأب بنظرة فاحصة و هو يتوقف عن مضغ الطعام ثم قال متجاهلا سؤاله :
ـ قل لى هل زوجتك جميلة ؟
تراجع ( وجدى) فى مقعده قائلاً بلا مبالاة اذ بدا مشغولا بما قاله أبوه بشأن رحيله :
ـ نعم و لكن قل لى : هل ما قلته عن استعدادك لترك المدينة جدى ؟
رد الأب أيضا بلامبالاة قائلاً :
ـ نعم فقد أسافر إلى إحدى الدول العربية
ثم أردف و هو يتابع حديثه عن زوجة ابنه :
ـ لقد سمعت أنها من أسرة كبيرة
( وجدى) :
ـ نعم أبوها نور الدين عزمى من عائلة كبيرة فى السويس و كان محافظا سابقا لبورسعيد و لكنك لم تحدثنى عن أمر سفرك هذا
عاد الاب يتجاهل سؤال ابنه قائلا و هو يحدجه بنظرة ثابتة :
ـ هل تحبها ؟
ابتسم ( وجدى) قائلا بتهكم :
ـ هل تريد أن تلعب معى دور الأب المهتم بحياة ابنه الاجتماعية ؟
الأب :
ـ و لكنى مهتم بالفعل
( وجدى) :
ـ حسنا فلتعلم أننى أحب زوجتى و ابنى و نحن سعداء فى حياتنا إذا كانت هذه هى رغبتك الحقيقية
الأب :
ـ ما اسم ابنك ؟ و عمره ؟
( وجدى) :
ـ اسمه وائل و عمره تسع سنوات
ابتسم الأب مرددا :
ـ وائل وجدى منصور الدهشورى اسم جميل
توقف الأب عن ازدراد الطعام قائلا باهتمام :
ـ و أختك ما أخبارها ؟
( وجدى) :
ـ ( هالة ) بخير تزوجت مهندسا يعمل فى مؤسستى و لديها منه طفلان و منزلها غير بعيد عن هنا

 
 

 

عرض البوم صور محبة القراءة دائما   رد مع اقتباس
قديم 23-08-08, 06:26 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12116
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحلى بنت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSomalia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحلى بنت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

متابعة معااكي اختي ...

كمليـهاااا ^_^

 
 

 

عرض البوم صور أحلى بنت   رد مع اقتباس
قديم 23-08-08, 07:19 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84321
المشاركات: 124
الجنس أنثى
معدل التقييم: Fire Eyes عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Fire Eyes غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محبة القراءة دائما المنتدى : روايات زهور
افتراضي

 

مشكورة كتير حبيبتى
كمليها بليز
متابعة ان شاء الله
تقبلى مروروى
دمتى مميزة

 
 

 

عرض البوم صور Fire Eyes   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتى, أبي الحبيب, محبة القراءة دائما, الحبيب, زهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات زهور
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t88023.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ط¨ظ†ط§ظ† ظپظ‰ ط§ظ„ظ‚ظ„ط¨: ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط²ظ‡ظˆط± This thread Refback 22-07-09 10:05 AM


الساعة الآن 01:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية