لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-08-08, 04:19 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كريستل المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

حسناً ,,دعيني أبدأ بالقول أن العنوان جذبني ولم يسبق أن خانني إحساسي هذا ,,أي أن تعجبني القصة من عنوانها ,,عزيزتي روايتك شدتني منذ السطر الأول ولم أنتهي من استيعاب أن الفصل انتهى إلا عندما قرأت (انتهى الفصل الأول )
أسلوب جميل ووصف أروع للأمكنة ,,وللمشاعر ولأوجه الشخصيات ,,جميلة جدا ,,أعجبني الحوار المتسلسل والذي لايبدو عليه التكلف بل كأنه انساب معك ,,جميل جدا ورائع ,,
استمري عزيزتي نحن بانتظارك ,,

 
 

 

عرض البوم صور dew  
قديم 21-08-08, 02:54 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23419
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: كريستل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كريستل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كريستل المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



اقتباس :-  
اختى العزيزة كريستل
اهلا بكى فى منتدانا الحبيب ليلاس



احب ان ارحب بكاتبة مبدعة انضمت حديثا الى زمرة كتاب ليلاس
استغربت كثيرا عندما قلتى انكى خائفة ان يكون اسلوبك تدهور فدعينى اؤكد لكى انه راااااااائع0000ما شاء الله
ابدعتى فى السرد والوصف فاحسست اننى اجلس مع ابطالك الجدد
انا فى انتظار القادم بشوق لاستمتع به كما فعلت مع الفصل الاول
اكملى ونحن متابعين لكى يا عزيزتى


ألف شكر لك أختي على مرورك العطر وردك الرائع .. وألف ألف شكر على قراءتك لقصتي، سعيدة إلى أقصى الحدود أنها نالت على رضاك و استحسانك أيتها الغالية ^__^

و في الواقع هذه ليست أول مشاركة لي في المنتدى.. فقد سبق لي عرض عدة قصص قصيرة لكن لم تسنح لي الفرصة في عرض روايتي إلا الآن بعد غيبة طويلة ^^


لا تلوميني إن كنت خائفة و مترددة في عرض الرواية .. فهذه عقدة المبتدىء دائماً XD

مع أمنياتي أن لا تحرمنيني من ردودك و إطلالتك الحلوة




اقتباس :-  
حسناً ,,دعيني أبدأ بالقول أن العنوان جذبني ولم يسبق أن خانني إحساسي هذا ,,أي أن تعجبني القصة من عنوانها ,,عزيزتي روايتك شدتني منذ السطر الأول ولم أنتهي من استيعاب أن الفصل انتهى إلا عندما قرأت (انتهى الفصل الأول )
أسلوب جميل ووصف أروع للأمكنة ,,وللمشاعر ولأوجه الشخصيات ,,جميلة جدا ,,أعجبني الحوار المتسلسل والذي لايبدو عليه التكلف بل كأنه انساب معك ,,جميل جدا ورائع ,,
استمري عزيزتي نحن بانتظارك ,,


ليتني أقدر على وصف أثر كلماتكِ في نفسي غاليتي ..

أصدقك القول أنه ليست لدي أدنى فكرة كيف أشكرك على كلماتك العذبة التي أثلجت صدري ... والله أخجلتِ تواضعي بها ... ثم أنني بقدراتي البدائية في عالم الكتابة الرحب لا أدري إن كنت أستحق مديحكِ الرائع ^^


دمتِ بكل
ود

 
 

 

عرض البوم صور كريستل  
قديم 21-08-08, 02:56 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23419
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: كريستل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كريستل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كريستل المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الفصل الثاني : يومٌ كباقي الأيام

" اللّعنة!!" ..


وثبَ الصبي للوراء تحت تأثير لسعة الألم المفاجئة مُطلقاً صرخة استياء حادة.



رفع يده اليمنى لا شعورياً و حدّق للحظات في الشفرة الدامية بنظرة حاقدة مشحونة بالغضب، ثم ما لبث أن رمى الخنجر من يده مشمئزاً ليصدر عن اصطدامه بالأرض الخشبية صدىً معدني رنّان .


" تباً .. تباً .. تباً!! "


طوال عشر ثوانٍ كاملة لم يقذف جوفهُ سوى هذه العبارة، و أتبعها بأن قفز و ضرب الأرض بقدمه عدة مرات في نوبة غيظٍ طفولية ...


و عندما هدأ (أروما كليمنسي) أخيراً لوى فمه و تمتم من بين أسنانه : "حسناً .. هذه أول و آخر مرة أحاول فيها حلاقة ذقني!"


لم تكن عادةُ سبّ الجمادات و تفريغ الغضب عليها أمراً جديداً عليه، و لم يكن مزاجه المتقلّب و نوبة حنقه المضحكة هو ما جعل منظره في تلك اللّحظة شبيهاً بالأطفال ... بل كان وجهه الفتيّ اليافع الذي يقطر براءة و طهارة .



لمس أروما خده و أخذ يمسح بأنامله خط الدم الرفيع الذي انحدر نزولاً إلى ذقنه ..


تحسّس جلده الناعم لبرهة قبل أن يزمّ شفتيه بإمتعاض ..


و أطلق من أعماقه زفرة حارة للمرة الثالثة هذا الصباح، و قد عاوده الشعور بضيقٍ انقبض له صدره و هو يتأمل انعكاس صورته في المرآة ..



انعقد حاجبيه لمرأى قامته الطويلة النحيلة البارزة العِظام التي لا تعطي انطباعاً بأنه على مشارف عامه السادس عشرة .


تنقّل ببصره صعوداً من جسده إلى جلده العاجي و بشرته اللّبنية البياض.


وجد نفسه هذه المرة يطيل النظر في وجهه الطفوليّ ذو القسمات الدقيقة المرسومة ... من أنفٍ مستقيم ، حاجبين رفيعين ، و عينين واسعتين كحيلتين، ثم في خصلات شعره البلاتيني التي تنسدل مرتخية على كتفيه تتخللها شمس الضحى فتحيلها ذهباً وهّاجاً.



لم تكن ملامح الجمال الفرنسي وحدها هي "الكنز" الذي ورثه أروما من والدته الراحلة ...


فلقد تكلّل رأسه البيضاوي بشعرٌ أشقر ثلجي كشعرها، تتدلى غُرّته على جبينه و تنسدل خصلاته الكثيفة لتلامس كتفيه النحيلتين كخيوطٍ حريرية من الذهب..


خصلاتٌ تفتنك و تتركك في حيرة .. فلا تكاد تميّز لها لوناً محدداً .


فتارةً تراها تتلألىء تحت أشعة الشمس حتى تكسوها غلالة دافئة كلون الذرة الصافي، و تارة أخرى يمدّها ضوء القمر ببريقٍ فضي، يبرز من خلاله سحر عينيّ أروما.. عينان منيرتان لونهما خليط من السماوي و الرمادي الفاتح.



لو كان فتاةً لوجد نفسه ينتفخ غروراً و تباهياً بما حباه الله من جمال، لكن كبرياءه الصبياني حوّل نعمة الجمال إلى نقمة لا فكاك منها و نقطة ضعفٍ مزعجة.


فلا يكاد يمر يوم دون أن يسخر أترابه من شكله "البنوتي" أو أن يظنه عابر سبيل ما "فتاة مسترجلة"، مما يجعل أمعائه تتلوى غيظاً في كل مرة.



و لا شيء يكاد يفقده صوابه أكثر من تعليقات (فرانسيس).


يا لتلك الخادمة العجوز! ..


تدلله دلال الأم الحنون لأصغر أطفالها، لكنها لا تستلذ إلا برؤيته يتقلّب قهراً من تعليقاتها الساخرة المحببة .


لحسن حظه أن معظم تعليقاتها تتركّز حول مزاجه المتقلب الشبيه بالأطفال أكثر من مظهره، و إلا لربما ما تحمّل العيش معها تحت سقف واحد أكثر من ساعة.




في تلك اللّحظة سمع آروما صوت خدش حاد متكرر خارج باب غرفته، فتسلّلت ابتسامة صغيرة ببطء على ثغره ..


تثاءب و هو يجيب : "انتظر لحظة، أنا قادم يا بلوتو" ..


كان بلوتو – وهذا هو اسم القط- حيوان أروما المدلل و أنيسه المفضل.


يلاعبه و يطعمه بنفسه، وهو بالمقابل يتمسّح به بمحبة و يلازمه حيثما تحرك في البيت. بل كان أروما يجد صعوبة لمنعه من اللحاق به في الشوارع.


كان قطاً رمادياً جميل الشكل كبير الحجم كثيف الشعر غزيره، وعلى قدر عجيب من الذكاء.


حتى أن فرانسيس- التي لا أثر للمعتقدات الخرافية في تفكيرها- كانت تشير بشيء من السخرية إلى الحكايات الشعبية القديمة (التي تعتبر القطط سحرة متنكرين) حين تتحدث عن ذكاء بلوتو.




خرج آروما من غرفته فقفز بلوتو إلى ركبته يغمرنه بمداعباته، و غرز مخالبه الصغيرة الغير حادة في بنطاله ليتسلق إلى صدره. ربت آروما على رأس القط بمحبة ثم حمله و نزل الدرج حيث صالة الجلوس.


"آه! انظر إلى نفسك، لقد زاد وزنك كثيراً. يا لك من قط كسول مدلل! "



جلس آروما على مقعده المعتاد أمام الطاولة، فتسلل بلوتو تحت مقعده و أخذ يموء و يمدّد ساقيه بكسل.


سمع بعدها صوت صفير خافت منبعث من المطبخ، و بعد دقائق دخلت امرأة بدينة متوسطة الطول، لها عينان صافيتان و وجه مدوّر مليح و وجنتين مكتنزتين، شعرها أملس بني داكن تشدّه دائماً للوراء ليلتف على شكل كرة كبيرة خلف رأسها.


دخلت مترنحة و هي توازن ثلاثة أطباق على ذراعها بمهارة.


ضحك آروما و مدّ يده قائلاً : "على مهلك يا فرانسيس، أتحتاجين لمساعدة؟"


صفعت فرانسيس يده بخفة و هي تنهره ضاحكة : "هراء! أ نسيت أنني عملت كطاهية و مدبرة منزل في خدمة عائلة كليمنسي منذ أن كنتَ طفلاً رضيعاً؟ اجلس بهدوء و تناول غدائك"


نظر آروما إلى الطعام و ضاقت عيناه. لحم مرة أخرى؟ ألم يتناولوه ليلة أمس؟ منذ متى كانت فرانسيس تبذّر المال بهذا الشكل؟ ميزانية المنزل لا تتحمّل شراء اللّحم أكثر من مرة بالأسبوع.


فهمت فرانسيس نظراته فجرّت شعره الطويل بخفة متمتمة : "كفّ عن هذا العبوس! هذا هو آخر ما تبقى من طعام ليلة البارحة. حاول أن تستميل السيد سايمون بالحديث في المرة القادمة كما قلت لك، علّه يزيد من راتبك بضع دراهم".



ارتجفت أوصال آروما رغم دفء جو المنزل.


أي شيء إلا السيد سايمون! كرامته كانت تأبى له أن يتوسّل لذلك الرجل البخيل حتى لو تضوّر جوعاً.


ما لم تعلمه هي أن آروما كان يخشى السيد سايمون، بل كان كل عصب من أعصابه يخشاه و يرهبه، و كانت كل مضغة من لحمٍ على عظامه تنكمش إذا ما هو اقترب منه!


حقيقة رفض دائماً الاعتراف لأحد بها، لكنه كان يدركها جيداً في أعماق أعماقه.


قرصت فرانسيس خده مبتسمة بمكر : " و ماذا هذا الجرح الذي على خدك؟ "


كاد ينتفض من مكانه قائماً : "لا .. لا .. لاشيء! تشاجرت مع أحد الحمقى بالأمس"


هزّت رأسها بعينين نصف مغمضتين متظاهرة بتصديقه : "آه! هكذا إذن .."


تصنّع ضحكة زائفة هو نفسه لم يصدقها : "أ.. أجل، هذا كل ما في الأمر.."


ربتت على كتفه بإبتسامة واسعة :"طبعاً طبعاً، بالتأكيد. لنفترض لو أنني أرسلت "روزماري" بعد قليل لترتيب غرفتك، فإنها لن تجد خنجر أبيك مرمي على الأرض و به آثار دماء؟"


رمقها آروما بنظرة حادة عابسة، من نوع النظرات التي يستحيل ألاّ يلحظها أحد! فهو يضيّق عينيه إلى أقصى حد و يصرّ على أسنانه بقوة.


سدّدتْ ضربة مباغتة براحة يدها على ظهره و هي تقهقه : " صغيري! لا عليك. ستكبر يوماً ما و سينمو على ذقنك شعرٌ تعتز به و تحلقه كالرجال".


ضرب جبينه براحة يده تعبيراً عن يأسه، ثم دفن وجهه على الطاولة و سألها مغيّراً الموضوع : "أين هو أبي؟"


ابتسمت له ابتسامة صغيرة فيها شيء من الحزن قائلة : "والدك لم يستيقظ بعد يا عزيزي، أظنه تناول عشائه في غرفته ليلة أمس"


رفع رأسه قليلاً محدقاً في الفراغ و قد تغير شيء ما في تعابير وجهه:


_ ... كالعادة ؟


افتلّ خصلة طائشة من شعره و راح يلويها حول إصبعه، عادتهُ المألوفة حين يشرد بذهنه ..


_ ما الأمر؟


أجاب بصوت خفيض بعد لحظة صمت طويلة :" لا شيء، سأترك له اللّحم ليتناوله على العشاء".


فتحت فرانسيس فمها لتعترض ثم عادت لتغلقه مدركة مدى عناده. دسّت في جيبه قطعة خبز طازجة و طبعت قبلة حانية على جبينه.


ابتسم لها آروما بامتنان و نهض متكاسلاً من مقعده، فاندفع بلوتو بين قدميه و أوشك أن يوقعه.


نهر آروما القط بينما عجزت فرانسيس عن كتم ضحكتها و هي في طريقها لحمل الأطباق إلى المطبخ.



توجه آروما إلى باب المنزل الرئيسي يتبعه بلوتو، و قبل أن يتجاوزا عتبته صاحت صوت فرانسيس فجأة : "آه! لحظة! انتظر، كدت أنسى.."


_ ماذا هناك؟


_ السيد سايمون بعث قبل ساعة برسالة يقول فيها أنه يريدك في أمر ما.


تجمّدت ساقاه و اتسعت عيناه بذعر : "و .. ولكن! اليوم هو يوم عطلتي! ماذا يريد مني؟"


_ لا أدري، "روزماري" تقول أن الأمر عاجل.


_ حسناً! حسناً! .. أنا ذاهب.


تأفف و تمتم من بين أسنانه متوجهاً إلى حيث متجر السيد سايمون : " و هل سبق أن جاءت "روزماري" بخبرٍ ينشرح له الصدر؟"




********



ذات ليلة ممطرة – قبل خمس سنوات مضت- كان سايمون عائداً إلى بيته و هو يترنح و يتمايل و يصطدم بالجدران من فرط السكر.


وقتها خيّلَ إليه فِكرهُ المريض أن كلبه سبايك يتجنبه و يتجاهل وجوده؛ فقبض على ذيله بعنف، وإذ فزع سبايك بفعل هذه الحركة المفاجئة فجرحه بأسنانه جرحاً طفيفاً.


تملك سايمون غضب الأبالسة وارتعد كل عرق في جسده بفعل حقدٍ شيطاني غذّاه السمّ الذي يسمونه خمراً.


فتناول من جيب سترته سكيناً، وقبض على عنق الحيوان المسكين واقتلع عامداً إحدى عينيه من محجرها!



بعدها بأسابيع أخذ الكلب يتماثل للشفاء تدريجياً. صحيح أن تجويف العين الفارغ كان يشكل منظراً مخيفاً حتى هذا اليوم، لكن لم يبد عليه أنه يتألم، وعاد يتنقل في البيت كسابق عهده.


غير أنه، كما هو متوقع، كان ينطلق هارباً و قد استبد به الرعب كلما لمح طيف سايمون أو سمع خطواته تقترب منه.


تلك الحادثة زرعت الخوف في قلب كل من يتعامل مع سايمون، فتكفي نظرة واحدة لكلبه الوفي ذو العين الواحدة حتى يُدركوا مدى وحشية هذا الرجل الضئيل الهادىء عندما يفقد أعصابه و قدرته على ارتكاب أشنع الفظائع لو استبّد به شيطان الغضب.



هو رجل غريب الأطوار عجيب الطِباع، قليل الكلام و خفيض الصوت. لا يُعرف له عمر محدّد و لا اسم عائلة و لا أي شيء عن ماضيه المجهول سوى أنه بحّار سابق من أصول تركية، تجاوز منتصف عمره و تزوج مرتين دون أن ينعم بأطفال، و هو الآن يقتات كفاح يومه من عمله في متجره الصغير لبيع الأسلحة.


ذو قامة محنيّة متوسطة الطول ضعيفة البُنية، وجهه شاحب نحيل ذو ذقن حادة حليقة الشعر و سحنة مُكفهرّة لا تُشرق بابتسامة أبداً، و له أنف طويل رفيع -تستقر فوقه نظارات صغيرة لامعة- يعرف كيف ينظر من فوقه بحدة لتحقير من يراه إذا أراد ذلك.


كان من نوع الرجال الجادين الذي استعبدتهم أعمالهم، فعندما تتوفر لديهم ساعة فراغ لا يدرون ماذا يفعلون بها. و طبيعته الإنطوائية جعلته منغلقاً على ذاته لا يختلط بالناس لسنوات عديدة.


لحسن حظه أن "هوايته" الوحيدة شغلت جلّ وقت فراغه حتى كاد لا يشعر بالملل معظم أيامه.


هواية تصيب آروما -لسبب ما- بقشعريرة و قرف شديد.




طرق أحدهم الباب بيدٍ مرتعشة ثم دخل المتجر ماشياً بخطى ثقيلة بطيئة و كأنه يجرّ قدميه جّراً.


انتبه سايمون لقدومه فترك ما كان بيديه، ثم نهض ببطء و وضع ذراعيه على الطاولة العتيقة التي تفصل بينهما، و أومىء برأسه تجاه أحد الكراسي.


جلس آروما على الكرسي و هو يلتفت من حوله حائراً و دقات قلبه تتسارع مع كل دقيقة صمت تمر.


تمالك أعصابه و بلع ريقه بصعوبة قبل أن يقول :"هل أرسلت في طلبي يا سيدي؟"


حدجه سايمون بنظرة جامدة لا مغزى لها قبل أن ينقر بسبابته على الطاولة و يقول : "هل تناولت غدائك؟"


طرفت عينا آروما دون أن يستوعب السؤال، ثم هزّ رأسه بالنفي.


تسلّلت يد سايمون نحو سلة بالقرب منه بخفة لم يشعر بها آروما، و ما هي إلا برهة حتى قذفتْ تلك اليد بشيء دائري أحمر فالتقطه آروما قبل أن يصيب جبينه.


_ كُلْ.


نظر آروما إلى التفاحة التي استقرت بيده بدهشة ثم قرّبها من فمه متردّداً، و بقي صوته و هو يقضمها ببطء هو وحده الذي كسر حاجز الصمت لدقيقة كاملة. دقيقة لم يجرأ فيها آروما على أن تقابل عيناه نظرات السيد سايمون.


_ هل انتهيت؟


هزّ آروما رأسه هذه المرة بالإيجاب.


_ جيد، لأنني سأرسلك في مهمة عاجلة لا أريدك أن تفقد وعيك من الإعياء خلالها.


أدار سايمون ظهره و فتح أحد الأدراج مقلبّاً الأغراض بعناية و أخرج منها صورة ما، ثم عاد و التفت إلى آروما متابعاً حديثه :


_ أريدك أن تتوجه بعد قليل إلى محطة القطارات التي تبعد من هنا سبعة أميال لتقلّ رجلاً و ترسله للإقامة في فندق "كوينز" غرفة 23. أسمعتني؟ فندق "كوينز" غرفة 23. لا تقبل بأي غرفة أخرى، و إن أعترض أحدهم قُل لهم إنه مُرسل من طرف السيد سايمون.. هذا سيكفي بإقناعهم.


لم يخطر ببال آروما أدنى شك بأن ذلك بكفيل بإقناعهم حتماً!


أعطاه سايمون الصورة التي كانت لرجل في حوالي الأربعين من العمر، مليح الوجه، أنيق الملبس، ذو عينين رماديتين توحيان بذكاء حاد.


_ اسمه "آرثر استيبان".. تمعّن فيه جيّداً. سيأتي إلى المدينة على متن القطار القادم من لندن بعد ثلاث ساعات. اذهب الآن و نفّذ ما طلبته منك، و لا تطرح عليه أي أسئلة. مفهوم؟


هزّ آروما رأسه للمرة العاشرة ربما، و عندما انتزع سايمون الصورة منه و أعادها إلى حيث كانت استأذن آروما بالإنصراف.


حدجه سايمون بذات النظرة الجامدة الخالية من التعبير و علت طبقة صوته الخفيض قليلاً و هو يقول: "و لا تأتي بقطك إلى هنا مجدّداً، لا أريد أن يطارده سبايك في أنحاء المتجر".


حمل آروما بلوتو و العرق يتصبّب من جبينه و هزّ رأسه من جديد، و ما كاد يقترب من باب المتجر ليتنفس الصعداء حتى انبعث صوت سايمون عبر الأثير هامساً كفحيح أفعى: "في المرة القادمة لا تترك غدائك حتى يبرد".


نظر آروما إلى قطعة الخبز التي تيبّست داخل جيبه، فإرتعش جسده رعشة خفيفة و خرج مسرعاً دون أن ينطق فاه بحرفٍ واحد.



نهاية الفصل الثاني



********

 
 

 

عرض البوم صور كريستل  
قديم 21-08-08, 05:47 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كريستل المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



برافوووووووووووووووووووووووووو
كل فصل اكتشف انكى كاتبة مبدعة وموهوبة
انتى بارعة فى الوصف
لا تتصورين كم استمتعت بقراءة الفصل الثانى
مشاعر شخصية اروما وصلتنى بحذافيرها
وتركت خلفها تساؤلات عديدة 00فالى اين تتجهى بنا بروايتك الجميلة الغامضة؟؟؟؟
انتظر القادم بشوق يا كريستل
لا تتأخرى ياعزيزتى00000

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 21-08-08, 07:42 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2007
العضوية: 23419
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: كريستل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كريستل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : كريستل المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


اقتباس :-  
برافوووووووووووووووووووووووووو
كل فصل اكتشف انكى كاتبة مبدعة وموهوبة
انتى بارعة فى الوصف
لا تتصورين كم استمتعت بقراءة الفصل الثانى
مشاعر شخصية اروما وصلتنى بحذافيرها
وتركت خلفها تساؤلات عديدة 00فالى اين تتجهى بنا بروايتك الجميلة الغامضة؟؟؟؟
انتظر القادم بشوق يا كريستل
لا تتأخرى ياعزيزتى00000

0.0 *وجهها صار طماطة من الإحراج* شكراً شكراً حبيبتي! إطرائك الجميل رفع من معنوياتي للسحاب ^____^

الحمد الله إن آروما عجبج! بما إنه راح يكون الشخصية الرئيسية في هالرواية كنت خايفة إنه يمكن ما يحظى بقبول و يملل الناس من الرواية XD

الفصل الثالث حالياً جاهز و راح أعرضه بعد ساعة بالكثير .. بس إحتمال أتأخر شوي في عرض الفصل الرابع لأنه راح يكون أطول من المعتاد و أحداثه متشابكة أكثر ^^

و مرة ثانية حبيبتي أشكرك من أعمااااااااق قلبي على متابعتج لي..

ما عندج أي فكرة شكثر أفرح من وجود "جمهور" يتابع ما أكتبه و يتفاعل معاي بدل من أن يكتفي بكلمة شكر واحدة فقط ثم لا يعود.

و أتمنى الفصل الثالث ينال إعجابج لأنه حالياً هو الأهم من حيث مسار الأحداث <_<

و إذا عندج أو عند أي أحد ملاحظة سلبية أو انتقاد فلا يتردد أبداً في إعلامي لأني أدري إن كتاباتي مو كاملة و لا تخلوا من العيوب ^^

 
 

 

عرض البوم صور كريستل  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية