كاتب الموضوع :
بدر
المنتدى :
كتب التاريخ والحضارة و القانون و السياسة
لقد كان جيفارا صاحب رؤية للعالم تنطلق من إيمانه العميق الذي وصل إلى حد الاعتقاد بضرورة نشر الماركسية الاشتراكية، وضرورة إيصالها إلى أبعد مناطق العالم. وعول بادئ ذي بدء على ضرورة البدء في الدول التي كانت ترزح تحت أثقال الاحتلال والاستغلال والاستعباد الغربي...وقد دقع به اعتقاده هذا بمغادرة بلاده والذهاب تارة إلى اشرق وتارة نحو الغرب، لكي ينشر الأفكار التي حملها والتي ذهبت إلى ضرورة أن تتخلص جميع البلاد من ربقة المارد البارغماتي الرأسمالي وظلماته وتتجه نحو أنوار الاشتراكية التي كانت كما يتصورها الحاضنة الحقيقية للبروليتاريا الكادحة... وبسبب تصميمه ذاك والذي تسبب في بعض الدول بتهديد خطير لمصالح الدول الرأسمالية الكبرى التي كانت تمتص خيرات الأرض المستعمرة، بسبب هذا وغيره، اصبح تشي جيفارا من أهم المطلوبين للمعسكر الغربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة...واستمرت عمليات الملاحقة حتى تمكن الجيش البوليفي من تعقب أثره في قرية لاهيغيراس، بمساندة استخباراتية من الولايات المتحدة التي كانت غير راغبة في تصفيته قبل نقله إلى أراضيها. إلا أن الأوامر قضت بإعدامه، فتم ذلك في ظهيرة التاسع من تشرين الأول عام 1967. وعلى الرغم من وفاة جيفارا فقد تصاعدت شعبيته بشكل خيالي في جميع أنحاء العالم وعلى الأخص في تلك الدول التي ما زالت رياح الغزو الغربي الأورو -امريكي تهب على أراضيها.
لقد كان جيفارا من الرجال القلائل الذين واجهوا الموت في سبيل القضية... وفضلوا لقاءه على الهزيمة واللوذ بالفرار سعيا وراء حفنة من المال أو سعيا وراء الاستقرار في أحدى الشقق المطلة على إحدى البحار لكي يروي للناس عبر الإعلام أيامه وذكرياته، هاربا من كل سؤال يدور حول سبب وقوفه أمام الكامرة أو أمام الصحفي المحاور
|