كاتب الموضوع :
..مــايــا..
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولأول مرة منذ حصول الحادثة أحست لين بارتياح حقيقي واستطاعت الابتسام اذ رأت يارقة امل تلوح في ديجور هذا النفق الرهيب ، فصاحت :
- آه ! ارجو ان يكون كلامك صحيحاً !
وهنا استدرك بيرت بواقعية :
- لا تتوقعي المعجزات فالأمر سيتطلب بعض الوقت . ولاشك ان المجرم سيحاول الابتعاد عن مسرح الجريمة قدر المستطاع ، والطريقة الفضلى لذلك السفر الى خارج البلاد .
وما ان رأى بيرت الخوف يعود الى عينيها حتى أضاف :
- اجزم لك يالين اننا سنصل الى الحقيقة مهما طال الوقت . اتؤمنين بما اقول ام لا ؟
من عينيه الواثقتين استمدت كل الشجاعة التي تحتاج واكدت :
- اؤمن بكلامك مادمت الى جانبي .
داعبها موجهاً لكمة خفيفة الى وجنتها وقال :
- اني اضع هذه العضلات بتصرفك لنقاتل معاً يا آنستي .
- - هل سأبقى كثيراً هنا ؟ فأنا اخاف هذا المكان يابيرت .
- ستبقين الوقت اللازم حتى اوكل المحامي ونؤمن دفع مبلغ الكفالة ، فهم لن يمنحوك اخلاء سبيل الا مقابل كفالة مالية ، والآن عليك اعطائي عنوان ذويك لاتصل بهم واطلعهم على ما حصل ، اذ لايجوز اخفاء الامر عنهم.
- كتبت لين عنوان منزلها على ورقه صغيرة وسمعت بليرت يقول بهدوء:
- ادرك انك تملكين الشجاعه الكافية لتمضية الليلة هنا ، وغدا تمثلين امام قاضي التحقيق الذي سيعين الكفالة المطلوبه لاطلاقك.
اغرورقت عيناها بالدموع شاكيه:
- لا ! لا اسطتيع البقاء في زنزانه كالمجرمين!
امسك بيرت بيدها مشجعا:
- اين فتاتي المقدامه الجسور؟ الا تستطيعين الصبر ليلة واحده؟
داعب وجهها بيده القويه وقبلها باندفاع وشوق فاحست ببساط الحب يحملها على رياح الاحلام بعيدا عن الواقع القاتم الذي اوقعها فيه حظ عاثر.
- سأذهب الان لاتدبر محاميا واعود بأسرع مايمكن.
بذلت لين قصارى جهدها لتجد شيئا من البسالة والقدرة على مواجهة المواقف ، فقالت:
- حسنا، انا بانتظارك.
افتر ثغر بيرت عن ابتسامه عريضة وشدها اليه بعنف:
- انت فتاتي، ولن اسمح بحصول اي شيء يؤذيك.
بعد ذلك خرج من الغرفه تاركا لين وحدها حتى جاء شرطي واصطحبها الى زنزانه، حيث سمعت صليل المفتاح الثقيل يدور في القفل وراءها.
لم تمس الفتاه شيئا من الطعام الذي احضر لها بل اخذت تجوب الغرفه طولا وعرضا حتى جاء بيرت بعد ساعتين وبرفقته احد المحامين.
واعادت الفتاة المتهمة زورا وبهتانا سرد قصتها على المحامي بدون ان تستطيع اضافة شيء الى ما اخبرته لرجال الشرطة. ولفهمها رجل القانون انه لا يستطيع اخراجها من السجن الان، بل عليها الانتظار حتى الغد عندما تمثل امام قاضي التحقيق الذي يعين الكفالة. تقبلت لين ذلك لان البكاء والصراخ لا يجديان نفعا مع حكم القانون الذي لا يلتفت بصرامته الى رقه المشاعر الانسانيه، وهو في ذلك على حق لانه لا يستطيع الاحاطه بكل متطلبات الافراد التي لا تحصى والتي لا تستطيع قاعدة قانونيه ارضاءها جميعا مهما بدت كاملة.
بعد ذلك شرح بيرت للمحامي وجهة نظره في ما يتعلق بالبصمات على العلبه، وسأل هذا الاخير موكلته عما اذا كانت تشك باحد فأجابت نافيه:
- لا اشك بأحد معين اذ لم ار احد في وضع يمكن اعتباره مشبوها.
نظر المحامي اليها من خلف نظارتيه السميكتين بشيء من التعاطف وقال:
- لا شك في انك تحت تأثير الصدمة الان يا انسة ماكسويل. ومع ذلك اريدك ان تفكري الليلة بهدوء وتعيدي في ذهنك شريط احداث هذه الرحلة، فلعلك تجدين مايفيدنا.
وقف الرجل مودعا فنهضت لين بدورها وقالت:
- شكرا على مجيئك يا استاذ.
- هذا واجبي يا انسة.
في هذه اللحظة دخل مفتش الشرطة الذي اصطحب لين من المطار الى المخفر وقال بسخريه:
- ظننت انكم تودون الاطلاع على نتائج اختبار رفع البصمات الذي اجراه رجال الادلة الجنائية على العلبة. يبدو ان بصمات الانسة
ماكسويل مطابقه لبعض البصمات الموجوده عليها، وهذا يعني انها امسكت حتما بالعلبة قبل مرورها على رجال الجمرك.
لم تصدق لين ما سمعته اذنها واخذت تحدق ببيرت المصعوق بدوره قبل ان تحس بدوار شديد وتسقط على الارض مغميا عليها.
امضت الفتاة المظلومة اسوا ليلة في حياتها ممدة على ذلك السرير الضيق في الزنزانه الموحشه، حيث يتسرب نور خفيف يسمح للحارس بالرؤية عندما يجيء كل ساعه لتفقد الموقوفين. حاولت لين جاهده ان تعمل بنصيحة محاميها واعادة احياء صور ماحصل، غير ان واقع الحاضر المؤلم ابعد عن ذهنها ما حصل وشوش افكارها مانعا اياها من التذكر بدقه. ولم تجد بعد فشلها سوى اغراق وجهها في الوساده والبكاء بصمت لئلا يسمعها احد.
في الصباح وصل والدها ووقع المأساة باد على وجهه واخذ يوجه الاوامر الى مفتش الشرطة مهددا اياه باوخم العواقب اذا لم يوضح له ماحصل. وهذا ليس مستغربا من والد لين لانه ضابط سابق في الجيش ومعتاد على التحدث بهذه النبرة حتى مع افراد عائلته. لكن رجال الشرطة يعرفون كيف يعالجون مثل هذه المواقف فاقنعوه بالذهاب الى المحكمة حيث سبقه بيرت والمحامي.
لم يطل الاستجواب امام قاضي التحقيق اكثر من بضع دقائق، طلب بعدها المحامي اخلاء سبيل موكلته لقاء كفالة فوافق القاضي على طلبه لان سجل لين نظيف. وخرجت لين على الفور من المحكمة ممسكه بذراع بيرت لتتمتع بنور الشمس من جديد. غير ان اخلاء السبيل لايعني الحريه التامة فالمتهم لا يستطيع مغادرة البلاد وتظل تحركاته خاضعة لمراقبه الشرطة. كما ان الشركة علقت عقد الاستخدام القائم بينها وبين الين بانتظار ظهور نتائج التحقيق.
فاضحت الفتاة بلا عمل يشغلها عن التفكير بمشكلتها ، وما ازاد الطين بلة نشر الخبر في الصحف وتوتر الوضع العائلي بين لين وامها التي اضطرت الى اللجوء الى طبيب ليعطيها مسكنات تساعادها على مواجهة الازمة, واقترح الوالد الذهاب الابنة للمكوث عند عمتها ماري في يوركشاير الامر الذي يعني ابتعادها عن لندن وبيرت. وهذا الاخير لم يستطيع اقناع الشركة بنقله من خط ميامي الى الخطوط الاوربية ليتمكن من البقاء الى جانب فتاته اكثر. كما ان المسؤولين في العمل اظهروا له عدم رضاهم عن علاقته بلين التي لوثت برأيهم سمعة المؤسسة ومرغت اسمها في الوحل. وبيرت لم يأبه بالطبع لهذه الاراء الجائرة بل عمل مافي وسعه في الوحل. وبيرت لم يأبه بالطبع لهذه الاراء الجائرة بل عمل مافي وسعه لاخراج لين من ورطتها، فطلب من رجال الشرطة اخذ بصمات جميع الذين الذين كانوا على الطائرة لكنه ووجه بالرفض لان لين ضبطت برأيهم بالجرم المشهود والادلة بحقها كافية فلا حاجة للتوسع في التحقيق. فلم يعد بوسع بيرت سوى دعم لين معنويا وتشجيعها بعد ان اقفلت في وجهه كل السبل.
اقترب موعد المحاكمة فتوجهت الفتاة الى لندن لمقابلة محام جديد نصحها به المحامي الاول، ذلك ان المحامين في انكلترا فئتان/ فئة تستطيع المداعاه امام المحاكم الدنيا وفئة تداعي امام المحاكم العليا.
لذا اضطرت المتهمة الى اعادة اخبار المحامي الثاني بكل التفاصيل بخاصة وان الرجل شدد على معرفة كل ماحدث حتى ماقد يبدو للوهلة الاولى تافها.
جلست لين في مكتبة تجيب على الاسئلة.
- اين وضعت حقيبتك يا انسة عندما صعدت الى الطائرة؟
- هناك فسحة في الطائرة مخصصة لحقائب افراد الطاقم.
- افهم من ذلك ان ايا من زملائك كان يستطيع دس علبة المخدر في حقيبتك اثناء الرحلة؟
اجابت لين:
- بالطبع . ولكن لماذا يقدم المهرب على ذلك خلال الرحلة ما دام لا يعلم بأنه سيتعرض لتفتيش دقيق؟ فنحن لم نشعر بشيء غير اعتيادي الا عند وصولنا الى داخل مطار لندن.
- هذا صحيح . حاولي ان تتذكري ماحدث تماما عند هبوط الطائرة، هل غادر جميع افراد الطاقم الطائرة معا؟
- نعم فقد قطعنا المسافه بين المدرج والمبنى مشيا في مجموعه واحده.
- الى جانب من كنت تسيرين يا انستي؟
- الى جانب بيرت داين.
- لا احد غيره؟
فكرت لين ثم اجابت:
- نزلت سلم الطائرة مع زميلتين وكان بيرت بانتظاري في اسفله فتركت زميلتي ويرت وياه.
- اكانت حقيبتك معك طوال ذلك الوقت؟
- نعم.
- اكنت تحملين شيئا اخر؟
- كنت احمل دمية كبيرة احضرتها من ميامي.
- اتصور ان حقيبتك تعلق بالكتف، اليس كذلك يا انسة؟ فهل كان باستطاعة احد ان يدس فيها العلبة خلال سيرك من الطائرة الى مبنى المطار لانشغالك بحمل الدمية الكبيرة؟
صمتت لين قليلا تفكر واجابت:
-لا اعتقد، لانها كانت مقفلة ولم افتحها الا عندما...
تجمد الدم في عروقها اذ عاودتها ذكرى ماحصل ولم تكمل الكلام فسأل المحامي بالحاح:
- يبدو انك تذكرت شيئا مهما، فما هو؟
لم تنبس الفتاة ببنت شفه بل اخذت تستعرض الصور في مخيلتها بهلع، وتذكرت كيف حاولت اخراج جواز السفر من الحقيبة ولم تفلح فعرض عليها بيرت المساعده. وتخلف عنها للحظات بعد ان اخذ منها الحقيبة قبل ان يلحق بها ويناولها الجواز ثم يعيد تعليق الحقيبة في كتفها... الامر واضح للغاية: بيرت هو من وضع المخدر في الحقيبة، اذ لا احد غيره كان يملك الفرصة لفعل ذلك!
_ الحكم القاطع:
منتديات ليلاس
سرعان ما استبعدت لين هذه الفكرة وقالت لمحاميها:
- لا ، لا أهمية لذلك.
لم يقنع وجهها الشاحب فضول رجل القانون الخبير، فأصر على السؤال:
- اواثقه انت مما تقولين يا انسه ماكسويل؟لاتنسى انك مهتمه بجريمة كبيرة تتشدد السلطة في معاقبتها نظرا لانعكاستها الخطيرة على الصعيدين الفردي والاجتماعي . ولا اخفي عليك سرا اذا قلت انك ستدخلين السجن لمدة طويلة اذا وجدتك المحكمة مذنبة. لذا عليك مصارحتي واطلاعي على اي شيء قد يساعدني لاثبات براءتك اتعين ما اقول؟
صمتت لين لبرهة طويلة وظلت تحدق في الفراغ قبل ان تجيب هامسة:
- فهمت.
- هناك شيء تخفينه عني اذا؟
- حستا.
واخذ الرجل يشرح لها ما ستواجهه خلال المحاكمة وماعليها ان تقول ، وهي شاردة تكاد لاتسمعه، فالشكوك والوساس تمزقها وتشعل في نفسها صراعا مستعرا بين نداء القلب وحكم العقل.
بعد مقابلة المحامي عادت الى فندقها حيث تمددت على سرير الغرفة تحدق في السقف الرمادي كلون ايامها. اول ما بدر لها كان رفض فكرة قيام بيرت بوضع الهيروين في الحقيبة، لان هذا يعني انه لم يشعر تجاهها بالحب قط بل اراد استغلال هذه العلاقة الزائفه لتحقيق ماربه. زاخذت تتذكر كيف كان ينتظرها عند نهاية كل رحلة ليمرا على رجال الجمرك سويا، وهي كانت تسر بذلك وتعتبره نوعا من التكريم والاحترام. ولكن الوقت الان ليس وقت الانصراف الى الذكريات الحلوه، بل عليها التركيز للوصول الى الحقيقه.
زضعت يدها على جبينها واعلمت فكرها جيدا. هل سنحت الفرصة في ذلك اليوم المشؤوم لاحد غير بيرت لمس الحقيبة بعد هبوط الطائرة؟ تنهدت يائسة لان الجواب ليس مرضيا ولا يبعد الشك عن مساعد الطيارالذي وقعت في غرامه منذ النظرة الاولى . وفجأة جلست في السرير فرحة اذ خطرت لها فكرة جديدة: اذا كان بيرت هو الذي دس علبة المخدر قبل التفتيش مباشرة لايمكن ان تكون لين قد مست العلبة وتركت بصماتها عليها، ممايعني ان العلبة وضعت قبل ذلك ولكن هذا الاحتمال انها فجأة اذ تذكرت الفتاة انها لما حاولت اعادة جواز السفر الى الحقيبة بعد حاجز الجمرك وقبل التفتيش الجسدي اضطرت الى ازاحة شيء بيدها... شيء ذو شكل دائري كالعلبة المعنية تماما، فدفنت وجهها في الوسادة واخذت تبكي بمرارة كما لم تفعل من قبل.
كيف لها ان تسلم بان بيرت هو الفاعل وحبها له يكاد يقترب من جنون عاشقي الاساطير؟ ايعقل ان يقوم اعز شخص على قلبها بهذه التمثيلة ويخدعها بهذا الشكل المضحك المبكي؟ قبعت الفتاة في غرفة الفندق وحيدة ساعات وساعات تفكر في حل للعقدة ولم تجد سوى مواجهة بيرت بالامر لان الكتمان لا يجدي. والرجل الان في ميامي ولن يعود قبل يومين. ففكرت بمكالمته هاتفيا لكنها عدلت عن ذلك لانها تريد ان ترى وجهه وردة فعله عند مفاتحته بالموضوع.
وهكذا امضت لين اطول واقسى يومين في حياتها متلظية بنار الحيرة والقلق تجوب شوارع لندن على غير هدى، تتفرج على واجهات المحلاتـ تزور المتاحف والمعارض الفنية... تنسى احيانا ان تاكل حتى وهن منها كل مأخذ فغارت عيناها وفقد محياها قسطا كبيرا من حيويته وتوهج شبابه. واخيرا حل يوم موعد عودة بيرت فخفت لين الى المطار لاستقباله. وهناك اعلن عن تأخير في موعد وصول الطائرة، فأمضت لين الساعه الاضافية تمشي في قاعة الاستقبال وتتفرج على وجوه الناس. بعد ذلك شاهدت رأسه يعلو رؤوس سائر افراد الطاقم، ويتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها حتى لمحها فابتسم بحرارة. خفق قلب لين لهذه الابتسامه التي ردتها الى العالم البديع الذي كانت تعيشه الى ان انهار بسبب شر احدهم وطمعها بالمال..... وهذا "الاحد" قد يكون بيرت نفسه! اقتربت منه واعصابها مشدودة فايقن ان شيئا مايشغل بالها وسالها على الفور:
- ما الامر؟
لم تستطع لين ان تنظر الى وجهه فاطرقت وقالت:
- أريد ان اتحدث اليك في مكان هادئ .
- لنذهب الى بيتي اذن .
- لا بل الى الفندق .
- كما تريدين .
امسك بذراعها وتجوها الى موقف سيارات العاملين في المطار حيث استقلا سيارة بيرت الايطالية السريعة . وخلال الطريق ظلا صامتين ، لين لانها تحضر ماستقوله لاحقاً وبيرت لانه لايريد زيادة اضطرابها وقلقها .
في غرفة الفندق وقفت الفتاة قرب النافذه تستجمع قواها وشجاعتها لتبدأ الحديث . وبعد وقت طويل التفتت اليه لتجده يحدق فيها باستغراب .
- اجد نفيب مرغمة على استيضاحك بعض المسائل يا بيرت .
- وأنا كذلك لدي سؤال هام .
فوجئت الفتاة بنبرته الجازمة فسكتت بانتظار ماسيقول . اقترب منها واضعاً يديه على كتفيها رامقاً اياها بنظرات حادة ، وأخيراً سألها :
- هل اشتقت الي ؟
- بالطبع .
- ما رأيك اذاً بترحيب خاص ؟
اسقط يديه وضمها اليه فشلت حركتها كمن تعرض لتنويم مغناطيسي . شاءت المقاومة لكن لين اغمضت عينيها دون الخضوع أو الرفض .
وفجأة عاودتها ذكريات ميامي ولحظاتها الحلوة فاجتاحتها عاطفة جارفة حتى كاد الرجل يفقد عقله .
- انت تفعلين ذلك عمداً .
- افعل ماذا ؟
- تنقضين اتفاقنا على الانتظار باثارة جنوني .
حزنت عينا لين وسألته بأسى :
- اتنتظر حتى خروجي من السجن ؟
ثارت ثائرة الرجل فأمرها بقسوة :
- لا تكرري مثل هذا الكلام بعد الآن ، فانت لن تدخلي السجن !
وبعد تردد وجهت اليه سؤالا طالما قض مضجعها :
- هل تحبني ؟
رأت الفتاة يجتاح عينيه اذا اجاب مبتسماً :
- الجواب هو نعم ، احبك كثيراً .
اغمضت عينيها وتابعت :
- اتحبني الى درجة دخول السجن بدلا مني ؟
- كفي عن ذكر هذه الكلمة .
- ارجوك ، أجب على سؤالي .
قال بيرت بحدة :
- أنا مستعد لفعل أي شيء يبعد عنك هذه الكأس المرة .
لملمت لين مابقي لديها من شجاعة وحزم وأضافت :
- لماذا وضعت المخدر في حقيبتي اذاً مادمت عالماً بانهم سيلقون القبض عليّ ؟
بدا بيرت لأول وهلة كأنه لم يستوعب شيئاً مما قالته . فهز رأسه مدهوشاً وتمتم :
- ماذا قلت ؟
- أظن انك سمعتني بوضوح .
نظر اليها بذهول وقال :
- لا أصدق ماسمعته اذناي . الى ماذا ترمين ؟.
أجابت الفتاة متنهدة :
- لقد تذكرت كل شيء فلاحاجة للانكار .
- انكار ماذا ؟
جلست لين فحذا حذوها والتقت نظراتهما لبرهة قبل ان تكون الفتاة البادئة الى الكلام .
- اذكر الآن تماماً كيف مشينا معاً من الطائرة الى مبنى المطار ، وكيف كنت احمل الدب الذي اهديتني اياه فلم استطع العثور على جواز سفري في الحقيبة . عندها توطعت لتجد الجواز فتخلفت لبضع لحظات تبحث عنه حتى لحقت بي وناولتني اياه بعد ان اعدت تعليق الحقيبة في كتفي ( واضافت لين بما يشبه الهذيان ) انت الوحيد الذي كان يستطيع دس المخدر في حقيبتي بعد هبوط الطائرة .
امسك بيرت بيدها وأكد :
- صحيح اني اخذت الحقيبة منك ولكن كيف تشكين اني واضع المخدر فيها؟ أيعقل ان افعل ذلك واوقعك في هذه الورطة ؟ ( احكم قبضته على يدها وعيناه الزرقاوان تقدحان شرراً ، ثم تابع ) الم اعترف لك منذ لحظات بالحب . انت الفتاة الوحيدة التي سمعت مني هذه الكلمة ! فكيف استطيع تسبيب اللم والعذاب للفتاة التي ملكت قلبي ؟ كيف يمكنني ان اكون جلادها ؟
تسمرت عينا لين في عينيه وهي بين اقدام واحجام . تريد تصديقه ومنحه ثقتها الكاملة ، في حين يناديها صوت العقل ويحذرها من الانزلاق وراء العواطف . وبعناد اعادت ماقالته سابقاً :
- درست الاحتمالات كافة ولم اجد سواك فاعلا ( وضعت رأسها بين يديها واردفت ) أودّ ان اعرف ما اذا كان الامر بيننا مجرد لعبة اوقعتني فيها ليتسنى لك تهريب المخدرات ...
|