لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


فجعت قلبي>>> للكاتبة تمر حنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هذي أول قصة للكاتبة تمر حنا.. تتكون من عشرين جزء.. /\ أن شاء الله تعجبكن \/ "فـــــجــــ ع ـــــــت قـــــلــبـــــي" الحلقة الأولى - جالك

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-08, 07:54 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي فجعت قلبي>>> للكاتبة تمر حنا

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هذي أول قصة للكاتبة تمر حنا..
تتكون من عشرين جزء..

/\

أن شاء الله تعجبكن
\/

"فـــــجــــ ع ـــــــت قـــــلــبـــــي"

الحلقة الأولى

- جالك عريس انعفس وجهي و تغيرت ملامحي ، بعد لحظة ، سألت أمي :

- من ؟؟

- ولد عمة أبوك ، بسام ...


ما تفاجأت ، أمّهلمحت أكثر من مرة قبل . كنت بصراحة متوقعة يجي يوم رسميا .
بس ما كنت أتمناه ...



- متى جوا ؟

- عارفة أنها كلمتني قبل تلميح ، أمس دخلتفي الموضوع رسمي . الولد استقر بعمله و صار جاهزصمتُّ صمْت طويل ، حتىالنقاش بالموضوع ما يثير أي ذرة اهتمام فيني ، من يصدق هذا حال عروس تنخطب ؟


- بما أنك عارفة عنه كل شي ... ما يحتاج أقول أكثر



- بس أنا أحتاج أفكر ...


- فكري ، ما رح تلقي أحسن منه ، و رقعة الثوبمنه و فيهتجاهلت الموضوع أول يوم ، و بعد ما ردت الوالدة فتحتهيوم ثاني ، و كلمني الوالد بعد ... بديت أحسبالجدية ... يا قمر ، الموضوع جدي، صحصحي ...


غصباً علي ، لا جيت أفكر ، مو صورته هو اللي تجي ببالي ،لا ... صورة حبيبي الهاجر ... آه يا عسلللآن مرت شهور على زواجه ... ما ادريمن اين جت هذه الدموع ؟ ما ابي اعيد فتح الجرح انسي يا قمر خلاصانسيما نمت ذيك ليلة ، و ظليت سهرانه للصباح ، و اللي طلعت به من تفكيريالطويل ، فكرة وحدة بس ....








- معقول ؟؟ ما .... أصدق عيوني ....

- ... صدّق ... قمر قدّامك الحين ....

كانتأطرافي كلها ترتجف ، و قلبي يركض ، ما توقعت أني أظل حيّة ... كان هو ... آه ... ماتغير فيهشي ... نفس الصورة و نفس الصوت ... نفس النظرات ... نفس الشعور اللييعتريني لاشفته قدامي ... ما كأنالزمن فرق بيننا و لا لحظة وحدة ...


- فيه شي ، بغيت أقل لك عليه ، و أمشي ...

- تفضلي ؟ آمري ...؟خير ...؟؟؟مرت دقايق ... و انا جامدة بمكاني ، لا عرفت اجلس و لاأتكلم ، الرجّال عنده عمل ، و أنا ... ؟؟هو ... بعد كان مرتبك ... و حس بتوترالجو ، حاول يلطفه شوي و سألني عن الدراسة ...


- كيف الدراسة معك ؟

- الحمد لله

- الله يوفقك ، و تتخرجي بامتياز ان شاء الله

- إذا ... إذا واصلت ...

- ليه ؟ لا يكون ببالك تتركيها ؟ بعد كلهالسنين ؟؟؟

- حسب الظروف ...



توجس ، تغيرت نبرة صوته ، وقال :




- ... فيه شي ... جديد ...؟؟وقف قلبيعند هذا السؤال ، بدون شعور ، رفعت وجهي صوبه و ظليت احدّق بنظراتي في عينه ، بدأصدريتنكتم أنفاسه و تتلخبط ... ما وعيت ، الا و الدموع تنجرف من عيني بغزارة ...



- .... قمره ....؟؟ما ادري كيف طلعت الكلمة مني ... قلت فجاة :



- بسام خطبني ..



هل كان تخيل مني والا بالفعل ... شفت الذهول يظهر فجاة على وجهه ، و تتغير ملامحه ، ما ادري كيفقدرت أشوفها وسط دموعي ... أظنه تفاجأ ... و استنكر ...



- بسام، ما غيره ؟؟؟

- .... نعم ....



بعد صمت قصير



- لكن ... بسام ما يناسب مستواك الدراسي ...




هزيت راسي : لاباسلوب المغلوب على أمره ... و مسحتدموعي باستسلام ...



- ... و ... ايش رايك ... وافقتِ ؟

- بعد ، ما قررت

- قمره ... لا تتسرعي ...

- إش تفرق ؟ بسام أو غيره ...

- على الأقل ، اختاري رجّال يناسب مستوى ثقافتك ... أحسن لك و له ...

- ... النصيب نصيب ... ما به شي ينعاب ...

- ...... هذه حياتك ...... أنتِ حرة .....



طالعت فيه بشكل غريب ... و استغرب نظراتي ،و بعدها قلت :



- أتزوجه ؟ ...



تفاجأ من السؤال ، وبدا و كأنه يحاول يتمالك نفسه ، او كذا أنا تخيلت ، و قال :



- ... اذا تشوفيه يناسب لك ، وهو رجّال للحق جيد ، فـ ... على بركة الله ...




على بركة الله .... كلمة غرزت خنجر بصدري و صحت


- بس أنا أحبك أنت ...



طلعت الكلمة بلا شعور ، بلا وعي ، ما اكتشفتأني قلتها إلا بعد ما اهتز و انتفض قدّامي ،و شاح بوجهه عني و بدت يديه تتحركباضراب على وجهه ، تنقبض بشدة ... انتظرت منه ردة الفعلالتالية ... و جت أقسىمن الطعنة الأولى ...



- قمر ... لا تهذري مشاعرك على رجال متزوج وخالص ...




حسيت بصفعة قوية على وجهي ، و فقت منها ... أنا وشجابني هنا ... أنا إيش سويت ...
وقفت بسرعة ، و جريت صوب الباب اداري دموعيبيديني ... كنت اسمعه و هو يناديني


- قمر لحظة ... لحظة يا قمر ...أرجوك ..

تمنيت ذيك اللحظة أني أقدر اطير ... أختفي ... أتبخر ...

مشيت و مشيت على غير هدى ، وصلت البيت ، حذفت جسمي على سريري ، و صرخت بوجهالوسادة ، بصرخةمكبوتة :


- أكرهك يا عسل ، أكرهك أكرهك أكرهك ....





بعدها بساعة وحدة ، كنت عند أمي أقول لها :
- خلليالعريس يجي الليلة .....

الحلقة الثانية ..

~ لا تكابر ! ~

طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وشيراقب ؟سلّمت عليه و ما رد علي .
رفعت صوتي :



- إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !


انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي


- هلا ياسر ...


من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :


- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟ما رد علي ، و هذا الليأكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .


- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .


- الحينيا ياسر ؟ ما له داعي .


- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !


- خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .


تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليهأنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :



- فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عالالعال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟


- ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماعالحين .


- أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكنترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلكفي الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، وضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة الليقلتها صابت الهدفبالضبط .

سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، ومو أي شي يقدر يأثر عليه.
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....



- قمر ...



قلت الاسم ، ودي اختبر ردة الفعل ، و مااخطيت الهدف . بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرةاعرفها زين . قدرت اشوفبعيونه كلام كثير مكبوت ... و قدرت أشوف يدينه و هي ينقبض بقوّه و عصبيةكأنهيحاول يمسك نفسه عن الانهيار ... لكنه ، ما قدر ...


على الكنبه الليكانت جنبه ، ارتمى بانهيار ، و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ... و طلعبتنهيده مريرة ...


سمحت لنفسي ، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ،اني أسأل :


- وش جد ؟ما تردد كثير ، و نطق و قال :



- كانت هنا .


اندهشت ! و سألته باستغراب :


- متى ؟؟؟


- قبل ما أنت تجي بشوي .


- و ... ايش صار ؟


- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها .



مرّتلحظة صمت ، هالمرّة ما سألت ، هو قال بفسه :



- بسّام قريبها ، الليتعرفه .


- آه ، بسّام . و الله و النعم فيه .


- رجّال طيبو أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ...
... ما يستاهلها ...



يمكن قال الجملة دون يحس ؟ حبيت اتأكّد ، و كرّرت :


- ما يستاهلها ؟؟؟


- لا ما يستاهلها . قمرة ... بنت جامعية و ثقافتهاعالية ، بسّام ... انسان بسيط ... ما فيهتناسب بينهم . ما تستاهل واحد مثله ،و لا هو يستاهلها ...


- من يستاهلها أجل ؟؟؟طلع هذاالسؤال عفويا من لساني ، و ما ظنّيته رح يجاوب ، لكنه قال :


- واحد ... عالي الثقافة و المركز الاجتماعي ، ذكي ... واسع المدارك ، واسع التفكير ... يقدريفهمها...
انسان عنده طموح ... عنده شخصية أقوى و أرقى ...


- مثلييعني ؟قلتها بمزحة ، بس شكلها طلعت غلط ! لأن صاحبنا رماني بنظرةتوعّد و تهديد ! حبيت ألطّف الجو ، بسالظاهر عكّرته بزيادة ، قلت :


- فيني كل الصفات اللي قلت عليها ! و انت تعرفني زين ! وش رايك ؟ ماأصلح ؟و الله كان قصدي مزح ، بس سلطان و هو بوضعه الحالي ، ما بلعها ،صاح بوجهي :


- ياسر خلنا من سخافاتك ذي الساعة ، مو ناقصك أنت بعد .


بصراحة الكلمة جرحتني . هذا جزاي اللي أحاول أخفف عنه . قلت بجدية :


- وش فيني أنا ما يعجبك ؟


- أنت آخر واحد ممكن أسمح أنهيكون زوج لقمر .



هذه عاد كانت قوية و ما تحمّلتها ، كأنه يهزّئنيالرجّال ؟؟؟ ما سكتّ عنه :


- و انت وش دخلك ؟ تسمح و الا ما تسمح ؟؟؟ما عرف يجاوب ، ما عنده أصلا جواب . و لا له حق يتدخل . انتهزت فرصةصمته و قلت :


- هذه حياتها الخاصة و هي حرة تتزوج اللي تبيه . و اظنبسّام خوش آدمي ، و قلبه طيّب و لا بهغرور ، و أكيد رح يسعدها و الله يهنيهممع بعض .


- ياسر ، ممكن ترجع مكتبك ؟كأنها طردة ؟ مو صحهذه طردة ؟ انتوا فهمتوها طردة ؟؟؟ .. ما تزحزحت من مكاني ، كأنّي ما استوعبتالجملة ، رد يقول و هو يضغط على كلامه :


- يــاســر أقـول مـمـكـنتـرجـع مـكـتـبـك ؟؟؟و أجل الاجتماع إلى بكرة . مـمـكـن ؟ناظرته لحظة ، و بعدها عطيته ظهري ، و مشيت . بس كان فيني كلمةغاصّة ببلعومي ما قدرت إلا أطلّعها.
فتحت الباب ، و قبل ما أطلع وقفت لحظة ، ولفيت صوبه ، و قلت :



- عارف إش مشكلتك يا سلطان ؟إنكالى الآن مازلت معتقد أن قمر لك . مو قادر تتقبل أنها تصير لغيرك . مشكلتك يا سلطان، أنكتحبها و ما انت راضي تعترف لنفسك . لا تكابر ...


- ياسر ...!!!


- لا تكابر ...



و طلعت ، و سكّرت الباب

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 18-08-08 الساعة 01:42 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس

قديم 17-08-08, 07:57 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء الثالث

~ ليه يا سلطان ؟؟ ~

- مـجـنـونـة ؟؟؟صرخت بوجه ( قمر ) وعيني مفتوحة أوسعها و حواجبي متقوسة حدها من شدة الدهشة و الاستنكار ...




- تروحين له بنفسك يا قمر ؟ أنت ِ أكيد جنيتي ؟؟؟

- اللي صار

- قمر ! تهورت ِ ، ليه تذلين نفسك له كذا ليه ؟

- رجاءا ( سلمى ) ... خلاص ...




طبعا أنا ما كنت ناوية أسكت ، لكن ... كأني لمحت بريق دمعة مكبوتة في عينها ، اللي خلاني أبلع لساني ، و اخمد ...


بعد شوي ، قلت :




- ... و بسّام ...؟ ... خلاص ... ؟؟

- ... خلاص ...





قالتها بمرارة و يأس ، صديقتي واعرفها زين ، ما هي مقتنعة به ، بس قبلته كردّه فعل في لحظة يأس ....



بغيت أقول لها : ( إذا مو مرتاحة من قرارك ، راجعيه، لا تتهوري ... مو مضطرة تقبلين أحد مو مقتنعة بهبس ما قلت ، و يا ليتني قلت ....



بصراحة ، كنت أبي ( قمر ) تتزوج ، و تنشغل بحياتها الجديدة ، وتنسى ( سلطان ) و أيام سلطان و عذاب سلطان .... يكفيها اللي لقت منه يكفي ...



قلت :
ٍٍ
- بسّام و النعم فيه ، رجّال الكل يمدح في أخلاقه، اثنينكم محظوظين ببعض، هني لكم ...





مرة لحظة صمت ... بعدها ، غصبا ً عليها و بعد حبسة طويلة ، تفجّرت دموعها بغزارة ،و رفعت ايدهاتخفي وجهها الكئيب بها ....


تقطعقلبيوأنا أشوفها ، صديقة عمري ، و هي بذي الحالة ...
فتحت ذراعيني و طوقتها ... ضميتها لصدري بحنان ....


ظلت تبكي فترة ... و أنا احاول أواسيها وأربّـت عليها ....


هالمرة هي اللي بدأت الكلام ، قالت :





- مع الوقت ، أكيد رح أتعود عليه ، و أحبه ... و يستحوذعلى اهتمامي و مشاعري ،مو صح يا سلمى ؟ مو كل البنات كذا ؟ بعد ما ينخطبوايتعلقوا برجالهم و يحبوهم ... صح سلمى ...؟؟؟قالتها بكلمرارة ، ما ادري هي كانت تسألني و الا تسال روحها ؟حسيتها ذيك اللحظة مثلالغرقان اللي يتعلق بأي ذرّة أمل بالنجاة ...


فهمت أنها محتاجة الىالتشجيع ، إلى أن أحد يقول لها :

( صح رح تحبينه أكثر من سلطان ... نهايةسلطان مو نهاية الدنيا ...) ...


قلت :

- أكيد يا قمر ! و هذاأجمل شي في الزواج ، أن مشاعرك تتعلق بشخص يعني لك نصف العالم ، و أنت ِ النصفالثاني ....


- سلطان كان يعني لي العالم كله يا سلمى .... كله ... كله ...




قالتها و انفجرت مرة ثانية في بكاء أشد من اللي قبل ...


شديت ذراعيني حواليها ، ما قدرت استحمل شوفتها و هي تتحطم قدامي .
تمنيت ذيك اللحظة ، أن سلطان يظهر ، مو عشان يشوف إش قاعد يصير للبنت بسببه ، ولا عشان يسمع وش تقول عنه ، لا ....
عشان أمسك سكين و أقطع بقلبه مثل ما قطعقلب صديقتي الحبيبة ...





- يكفي يا قمر ... انسي اللي فات وخلينا في اللي جاي ....
خلاص يا قمر أرجوك ِ...





رفعتراسها و ناظرتني ... نظرة ما عمري رح انساها .... و دموعها مبلله وجها ، و عيونهاحمرا ، و جفونها متورمه .... و وجهها كان أشبه بوجه المحتضر ...





- سلمى ... ودّي أبكي للمرة الأخيرة .... ممكن ؟؟؟مامن حقي أعبر عن شعوري للمرة الأخيرة قبل الوداع ؟؟؟سلمى ... سلمى ... الليفقدته ما هو شي هيـّن ... أنا فقدتقلبييا سلمى...
ما تبيني حتى أقول آه و أتألم ؟؟؟حرام عليكم ... ما انتوا فاهمين وش عنىلي سلطان ... آه ...( العسل )...
... خلوني أبكي ... خلوني أبكي ...

ليه يا سلطان ؟ ليه ؟ ليه ؟ ليــــــــــــــــــــــــــــه .....




ذاك اليوم ... ما عمري بانساه ... من كلقلبيبكيت ....
و من كلقلبيدعيت بعد ...
يا رب أعيش و أشوف سلطان يتحطم و يتقطع قطعة قطعة ... مثل ما سوّىبقمر ...
... و ما كنت دارية ... أنها كانت ... ساعة إجابة ....





ما توقعت أني أقدر أنام بعد ذيك الليلة ، بس الظاهر التعبالنفسي اللي عشته خلاني استسلم للنوم بسرعة عجيبة ...
و مع ذلك ، ما تهنيت ...


شفت حلم غريب ... يمكن أحداث اليوم هي اللي خلقته لي .


كنتأنا مع ( عسل ) في سفينة وسط البحر ... كنا مبسوطين ...

وفجأة ظهر ( بسام ) جاي من قلب البحر بقارب صغير ....

اقترب من سفينتنا و راح ينادي :



( قمر ... انزلي .... قمر ... انزلي )




كانوجهه مفزوع و مرتعب ... و كان يلهث و يتنفس بقوة و التوتر صارخ عليه ....

ناظرت ( عسل ) و أنا مندهشة ، و اندهشت أكثر لما شفته يبتسم ...

مازال صوت بسام يدوي براسي ( قمر انزلي ) و يمد يده لي يبيني انزل القارب معه ... وانا واقفه جنب
( عسل ) ما اتحرك ....


فجأة ، بدأت السفينة تغرق وتغرق بسرعة ... و بسام يصرخ (يا قمر تعالي بسرعة ) و أنا مسكت يد
( عسل ) أبيهينزل معي ...


إلا و أيده تتلاشى مثل الدخان ... و فجأة شفت نفسي طايرةبالهوا ...
أهوي صوب القارب و يد ( بسام ) تلتقطني ... و عيني على ( عسل ) و هوواقف بالسفينة و هي تغرق
- وأنا أعرف أنه ما يعرف يسبح - و أصرخ بقوة ، و بأعلىصوتي ...



(((... ســـــــــلـــــــــطـــــــااااااااااا ن .... ))) صحيت منالنوم مفزوعة مذعورة ...

ما قدرت اتنفس و لا اتحرك ...

بسم اللهالرحمن الرحيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...




ناظرتالساعة ، كانت أربع الفجر ...

ظليت بمكاني أحاول التقط أنفاسي، و أمحي صورة ( عسل ) و هو يغرق مع السفينة ...

آه يا ويلي لو يصيبه شر ... بسم الله علىعمره من الموت ... و من الشر ...

فيني و لا فيه ...




بغيت أشرب شوية ماء ترد روحي من الفزعة ، و لما جيت عند كاسالماء على المكتب ، شفت جهازي
( الفاكس ) مستقبل رسالة ...




(( مرحبا ، أبي أكلمك ، رجاءا ))





طالعت الرقم و التوقيترسالة وصلتني قبل ثلاثساعات ، من ... سلطان


الحلقة الرابعة

غروب شمس



* * * * * * * * *ما قدرت ...

غصبا علي ... لا تلوموني ...

كنت أبيأتجاهله ، أبي أنساه ، أبي أطلعه من بالي ، لكن ....

ممكن تنسى أن في داخلكروح ؟ تنسى أن لك عين ؟ تنسى أن عندك قلب ؟؟؟أنساه كذا فجأة ؟ و خصوصااللحظة ذيك ، و أنا صاحية من النوم مفزوعة عليه ؟؟و بعدين الفاكس الليوصلني كان من فاكس مكتبه بالشركة ، حسب الرقم، يعني كان موجود بالشركة ذيك الساعة ... آخر الليل ...


عرفت أني ما رح أقدر أرد أنام قبل ما استسلم لأوامرالقلب ، و أنفذها ...


كلمة وحدة بس ، (( خير ؟ )) ، كتبتها و أرسلتهاله ، و بكرة الصباح لما يجي مكتبه ، يشوفها ... و يرد عليها ....


شربتالماء ، و رجعت مرة ثانية لفراشي ، مرتاحة أكثر ...

ما مداني أحط راسي علىالوسادة ، إلا و اسمع صوت الفاكس ، يستقبل رسالة جديدةقفزت من سريري وركضت إلى الجهاز ....


(( مُـرّي المكتب ، 6 م ، مع ( شوق ) ، معالسلامة ))


تفاجأت ، سلطان موجود بمكتبه الحين ؟ في ساعة زي ذي ؟؟من خط إيده ، كان باين أنه مستعجل ، أو متوتر أو مشغول ...

أخذتالورقة ، و رجعت أتمدد على فراشي ، و ضميتها لصدري ...

سلطان يبي يشوفني ...

سلطان يبي يقول لي شي ....

هل ما زال ... فيه أمل ....؟؟لا يا قمر ، لا تروحي بأفكارك بعيد ....

خلاص يا قمر ... خلاص .... خلاص ....





- هذه هي الكتب ، و هذه آخر مؤلفاتي ، وديأسلمها قبل انشغالي يا ( شوق ) .

- ما شاء الله عليك ! لحقتي تقريها ؟

- لا ! قريت بعض الأجزاء ، و ما أظني أقدر أواصل حاليا . ودي أرجّـعهااليوم ، تجين معي ؟

- هاتيها و أنا أعطيها أخوي ( سلطان ) لما أشوفه .


سكت ، ما علـّـقت ، ابتسمت شوق ، و فهمت أن ورا الموضوع ، شي ثاني ...
قالت ...

او أقول ، أحسن تسلميها له بنفسك ، لا يتهمني بأني خربت بهاشي و إلا شي !


و اتفقنا نروح الساعة 6 م ، و طول ذاك اليوم و أنا فيتوتر فظيع ... كأني داخلة امتحان آخر السنة ...


رجعت من الجامعة ، وأول شي سويته هو تفقـّـد جهازي الفاكس ، بس ما لقيت أي رسالة جديدة ... و بديتاستعد للقاء المرتقب ...


جهزت الكتب اللي كنت مستعيرتنها من العسل ، ودوّرت في مؤلفاتي على قصيدة زينة ، تصلح للنشر في المجلة ... و اخترت هذه ...






يا شمس و أنت ِ تطلعي كل يوم و تلفـّـي السماء...

و تشوفي خلق الله و تعرفي ديارهم و أخبارهم ...

طلـّـي على ديارالحبيب اللي انخرس و اللي انعمى ...

يمكن شعاعك لا وصل يكشف لنا أسرارهم ...


يا شمس قولي لي ، و نورك يعشي بعيوني ...

وين اللي نسيوني، و لا كأنهم يعرفوني ... ؟راحوا و خلّوني ، وحيدة و لا عاد جوني...

ظنـّـيت بعدي يهزّهم ، بس خابت ظنوني....


يا شمس خبريني ، عسىبالخير ذكروني ؟اسمي انطرى بالزين ، أو كانوا يذمّوني ؟اشتاقوالي يا شمس زي ما هـم وحشوني ؟بعد الفراق ، الحين ما ودهم يشوفوني ؟ملــّـوا هوانا و إلا ما عندنا نجاريهم ...

خلهم يشوفواحالنا لا جبنا طاريهم...

ذلـــّـونا في حبهم عسى الله لا يورّيهم...

ذل الهوى و العشق ، ما تقدر تداريهم...


يا شمس أهواهم ، و فيصدري مواطنهم ...

في بالي ذكراهم و عيـّـا القلب ينساهم ...

أرجع واحن لهم ، و لو تقسى معادنهم ...

بالشوق أناديهم ، و ما تسمع مآذنهم ...


يا شمس ، سلمي لي .. على ( سلطان ) و قولي له ...

باقي على عهدالوفا ؟ و الحال وصفي له ...

طال البعد، وين اللقاء ؟ ملـــّـينا تأجيله ....

و إلا نسى حب انقضى ، أو شاف تبديله ... ؟؟؟ما قلت لـ سلمى أنا ايش رح أسوي ، لو عرفت ، كانترح تصرخ بوجهي و تحاول تمنعني ... و اعرف أن معها الحق ... لكن ...

سلطانقلبي ... و ما اقدر أعصيه ....


كانت الشمس ترسل خواتم أشعتها قبل ماتودع السماء ....

و تبعثرت الأشعة الباهتة صوب الغرب ... و لونت الأفقبألوان نارية متدرجة ...

كان منظر جميل ... الشمس تودع ... لكن لنا معهابكرة لقاء جديد ....

و صلنا المكتب ، أنا و شوق ...

معظم الموظفينغادروا ... و الباقين ، يلموا أشياءهم و يرتبوها استعدادا للرحيل ...

أماسلطان العسل ... فكان واقف عند نافذة الشرفة المفتوحة ... يتأمل الشمس .... و يمسكمسباحه الفضي يحركه بين أصابعه ....


- السلام عليكم ، كيفك أخوي ؟كانت شوق أول من تكلم ، ابتسم سلطان و رد التحية ، و لف تجاهي ، و قال :

- مساء الخير ، قمره ...


ارتبكت بشكل ما توقعته ... هذا هوسلطان قدّامي الحين ... يفصل بيني و بينه خطوات ... تلعثم صوتي و أنا أرد ..

- مساء ..... النور ....

- تفضلوا ...


رفعت ايدي وفيها الكتب ، و حطيتها على الطاولة ، و قلت أحاول أخفي توتري :


- هذهآخر الكتب ، شكرا ...

- العفو ، إن شاء الله بس عجبتك ؟

- نعم ،عجبني اللي قريته منها ...

جا صوت شوق ، و هي تحاول تلطف الجو شوي ، و قالتبمزحة :

- كم عمود حجزت لها بالمجلة ؟ ترى جايبة معها قصيدة طويــــــــلة ! و هالمرة مو ببلاش ! و الدفع مقدما !

- احنا حاضرين ... !


وداهمت الجو أصوات سرب من العصافير ، كان قوي ... و التفتنا كلنا صوب الشرفة ... وفتح سلطان البوابة الزجاجيةللشرفة ، و طلع يتفرج عليها ، و مسكت شوق إيدي و أخذتنيمعها للشرفة ...


كان عدد العصافير كثير كثير .... و منظرها يشرح الصدر ... و الشمس اختفت ، و ما بقت إلا أطراف أشعتها تتراقص على أغنية السرب المهاجر ....


ظلينا فترة نراقب جمال المنظر دون كلام ... و لما تلاشت الطيور ... انتبهت على صوت سلطان يقول :


- يا ليت لي جناحين مثلها !


لفيت صوبه ، كان ما زال يناظر في السماء ... و نقل أنظاره تجاهي لما حسبحركتي ... و التقت نظراتنا التايهة ...


كأني حسيت بصدمة ، و باعدتأنظاري عنه ، و لفيت تجاه شوق ... و ما لقيتها ...

درت بأنظاري بالمكتب وحوالي ، و شفتها واقفة بعيد ، عند المكتبة ، تتفرج على الكتب و تتصفحها ، أوبالأحرى ... تتظاهر بتصفحها ...

كانت الشرفة واسعة ، و وقفنا عند أحدأطرافها ... و خيم علينا صمت رهيب ....


انتظرته يبدأ الكلام ... و بداو كأني رح أنتظر لآخر العمر ....

الشمس الحين سحبت أذيالها ، و ما عاد فيهإلا لهيب الشفق الأحمر ... ينذر بالظلام القادم ...

- إش بغيت ... سلطان ؟سبقته أنا بالكلام ... و أنا عيني على الشفق ...

- قمره ... أنا آسف ...


ما زالت عيني على الشفق ... مصرة تودعه لآخر لحظة ...

- على ايش ؟قلتها و أنا أتظاهر بالبرود ، و داخلي نار تحترق ...


- على كل شي يا قمر ... أبيك ... تسامحيني .

- هذا كل شي ؟كأن كلمتي أصابت منه موضع ألم ، تأوه ... و تنهد بمرارة ...

تنهيدته ذي ، قطعت قلبي ، حبيبي يتنهد يعني ضايق ٍ صدره ، و أنا ما اقدرأشوفه ضايق الصدر ...

وجهت انظاري صوبه ، و قلت ...
- سلامتك من الـ آه ...

- قمر ... قمر ... ما أدري إش أقل لك ...

- اللي بخاطرك ، اسمع ... خير ؟و بعد تردد قصير ، قال ...


- قمر ، أنت ِ مقتنعةبـ بسـّـام ؟وصلنا للنقطة الحساسة ... رغم أني كنت أتوقع يكلمني عنموضوع ارتباطي ببسام ، لكني مع ذلك اضطربت ...


- اش فيه بسام ؟ مااقتنع به ؟ مو هو اللي رجال أخلاقه طيبة و ما ينعاب ... مو هذا رأيك به ؟

- صحيح ، بس مهم أنك ... تكوني مقتنعة به ....

- مهم ؟ مهم عشان مين ؟ عشانإيش ؟؟؟

- ... عشانك ... عشانكم انتم الاثنين ... عشان ... عشان حياتكمالمشتركة المستقبلية ... قمر ... لازم تعطي نفسك فرصة أكبر للتفكير .... لسا ما فاتالأوان ...

- الأوان فات ، خلاص .... أنا وافقت ، و الخطوبة بعد أيام ...

عض على أسنانه ، يعبر عن استنكاره ... و رفعت عيني عنه ، و طالعت بالسماءأدور الشفق ... اختفى و ما لحقت أودع النظرة الأخيره منه ....


رجعتبانظاري خائبة الأمل ... و حنيت راسي للأرض ...


- قمره ... ما أبي أكونسبب من أسباب تعاستك ...

- أنت ... سبب تعاستي كلها ... السبب الوحيد ...

ما ادري كيف طلعت مني الجملة ، غصبا علي قلتها ....

تضايق هو ، وقال بحزن ...

- أرجوك يا قمر ، لا تخليني أتعذب و أنا أحس بالذنب ... قمرأنت ِ عارفة أن ظروفنا ما سمحت لنا نرتبط ... عارفة أن بينا عقبات مستحيلة ... مانقدر نتجاوزها ...

- نعم ، صحيح ...


قلتها بأسلوب ساخر ، الأمراللي أثاره بزيادة ، و علا صوته و هو يكرر :

- ما هو بإيدنا يا قمر ... صدقيني ، كل واحد منا له طريقه ، ما فيه بينا تقاطع طرقافهميني يا قمر ... أنا خلاص تزوجت و اللي صار صار ... و أنت ِ بعد رح تتزوجي، بس لازم يكون اختيارك عناقتناع تام ...


- ما يهمني ، بسّام من غيره ...


- لا ياقمر ... لا ...
هذه حياة و مستقبل ...و عمر ... لازم تختاري اللي يناسبك ... اللي تقتنعي فيه ...


- ما غيرك قلبي يختار ... ما غيرك يملي عيني ... ما غيرك اقتنع فيه ...
بلاش اتزوج يعني ... ؟لها الحد و ما قدرتأمسك نفسي ، انهرت في نوبة من البكاء الشجي ، وعطيته ظهري ، و ظليت أبكي و ابكي ... و هو صامت ، ما ادري كيف كانت تعابير وجهه ... بعد ما هدأت شوي ... سمعته يقول :


- تقبلي تتزوجيني و أنا متزوج ؟ببطء ،لفيت انظاري صوبه ، و حاولت ادقق في تعابير وجهه ، لكن دموعي هزّت الصورة ... هلهذا عرض زواج و إلا مجرد سؤال استنكار ؟ ...

- ما أظن يا قمر ... ، ما أنتِ مضطرة تتزوجي رجـّـال متزوج و قريب يصير أب ...


ارتجفت أوصالي ، وحسيت برعدة تهز جسمي كله ... و كلمة ( أب ) هذه رنت بأذني لين بغت تثقب طبلتها ...

معلومة جديدة ، جاي تصدمني بها بعد ... ؟؟؟واصل هو كلامه ،لما شافني صامتة و في وضع ذهول ....


- بعدين ، ( منال ) وش ذنبها ؟يرضيك بعد 3 أشهر من زواجنا ، أتزوج عليها ؟إش يكون موقفي قدامها و قدام أهلي؟ و حتى أهلك ... تتوقعي يرضوا بكذا ؟أبدا يا قمر ... حتى مجرد طرح الفكرةأسخف من سخيف ...


- نعم ... سخافة ...

- فاهمتني يا قمر ؟

- نعم ... فاهمة ...

- شفت ِ كيف ، أن طريقنا مسدود ؟مسحت دموعي .... و قلت بنبرة أقرب للعتاب :


- جايبنيهنا عشان تقول لي ذا الكلام ؟و استمر لسان حالي يقول ( كذا يا سلطانتسوي فيني ؟ تجيبني هنا عشان تقول لي : ما أبيك و لا اقدر اتزوجك ؟ كذا قلبك عليصار ؟ طاعك تسويها فيني أنا ؟؟؟ )



- لا يا قمره ... أنا ... أنا ...


و لا قدر يكمل ... سكت لعدة ثوان ... و تنهد بعدها ... و هز السبحةالفضية اللي بيدّه بعصبية ...
دار براسه في السماء ... كأنه يدور على طير ...
طير له جناحين ... يقدر يحلق بحرية ... بدون قيود ... في كل إتجاه ...


رجع يطالعني ... و كأنه يقول : ( للأسف ما ني طير و لا لي أجنحة )


- قمر .... أنا بغيت انبهك ... إلى أنك ما تندفعي و ترتبطي بانسان ماتبيهلا تتسرعي يا قمر ... اعطي نفسك فرصة أكبر ... لا تقرري الزواج في الوقتالحالي ... ما أبيك تندمي بعدين ... قمر ... أرجوك ِ افهميني ....


- وشعاد يهمك أنت ؟ وش دخلك أصلا ؟ و الا مستكثر أو مستخسر بسام علي ؟؟اندهش ، و استاءت تعابير وجهه ، و هز رأسه نفي ، و شاح بوجهه عني ...


هبت نسمة هواء باردة و منعشة ... و بدأت الستائر تتراقص ... و تطتيرتبعض الأوراق داخل المكتب ... اسرعت شوق تلملم الأوراق و ترتبها على طاولة المكتب، وصارت قريبة من الشرفة لحد ما ...

- سلطان ....

ناديته بصوتي الحزينالراجي ...

التفت لي ، و رد علي بحنان ...

- لبيك ؟بدتغترته و كأنها رح تطير مع هبوب النسيم ، شالها و حطها على طاولة كانت موجودة بيننا، و حط العقال فوقها ... و السبحة الفضية معها ...

و رد يقول لي :

- نعم يا قمر ؟ آمري ؟أخذت نفس عميق ، تهيأ لي من شدته أني خلّـصتأنسام الهواء اللي عبرت علينا ...

كتمت النفس بصدري لحظة ... و طلّعته ، معصوتي ، مع بقايا شجاعتي و جرأتي ، مع سيول دموعي و آهاتي ، مع مرارة عذابي و حرارةنيران صدري ... طلعته معهم كلهم ، دفعة وحدة ، في كلمة وحدة ، و نظرة وحدة ، و نفسواحد ...

- أحبك .....


أتوقع ، لو كان قدّامي ذاك اليوم جبل منالجليد ... كان انصهر ....

تبعثرت حروف الكلمة ... مع تبعثر جزيئات الهواء ... في كل اتجاه ...

وصلت لآخر الآفاق ... وصلت لأبعد الكواكب ... وصلتلأعمق البحار ...

لكن لأذنه ما وصلت ... لقلبه ما وصلت ... لمشاعره ما وصلت ....


ما قدرت رجلي تظل شايلتني ... ارتجفت ... فقدت التوازنارتميت على الكرسي اللي مع الطاولة ، و حنيت راسي فوقها ...


حسيت بالدنيا كلها تظلم بوجهي ... الشمس اللي غابت ما عاد ترجع ... الطيور اللي هاجرت ما راح ترد .... نسمات الهواء اللي تبعثرت مستحيل تتجمع مرةثانية ....


وصلتني و أنا بها الوضع ، ريحة شذية ... أعرفها زين ....

كانت غترة سلطان عند راسي مباشرة ، و عليها العقال و السبحة...

كان عطره يفوح منها ...

عطره يثير في نفسي شعور غريب ... ما اقدرأوصفه ...

رفعت راسي بالقدر اللي يسمح لي اشوف الغترة ...

و برقتبعيني السبحة الفضية ...


كانت السبحة رفيقة يده دوم ... ما مرة شفتهإلا وهي بيده تتمايل ... على كل فص منه مطبوعة بصمات سلطان ....


- قمر ...


انتفضت على صوته يناديني ، رفعت راسي و طالعت به ... كان مازالواقف بمكانه مثل الجبل الفولاذي ....


- لا تضيعي مشاعرك على شخص ما عاديستحقها ...
ما استاهل ...


جيت أبي أوقف ، فيه شي يشدني إني أحطراسي على الطاولة مرة ثانية بدل ما أقومقاومته ، و وقفت ... و شفت نفسي أقولدون تفكير :


- ولو ما كنت تزوجت ...؟؟تردد شوي ، و بعدهاقال :


- لكن أنا متزوج و الأمر منتهي ، ما عاد يفيد التلكين ...


قلت باصرار و عناد :


- و لو ما كنت أنت متزوج ؟؟؟ما جاوبني ، صمته استفزني ... و قلت و أنا عيني مثبته بعينه أحاول أقرأمنه أي تعبير ... أي اشارة ...


- سؤال واحد بس ، و جاوب بصدق و بلكلمةوحدة بس ،...
تحبني ؟ظل يناظرني ... و غمض ثوان ... و كأن ما يبييشوف أثر الكلمة على تعابير وجهي ... لسانه ما نطق بها ... لكن صمته أكدها بشدة ...


الى هنا ، قررت أنسحب ... أختفي ... ما عاد فيه شي ينضاف ...


جيت أبي أمشي ، اطلع من الشرفة ... و وقع بصري على الطاولة ... والغترة فوق الطاولة ... و السبحة الفضية تبرق فوق الغترة ...


ما دريتبنفسي ، شفت ايدي تتحرك ... تمتد صوب السبحة ... تمسك بها ... تقبض عليها بينأصابعها ... تاخذها ...



درت بعيني صوب سلطان ، و هو واقف يشاهدني وأنا آخذ السبحة بجرأة ... و عيني تقول في نظراتها :

( صارت لي ) !

و جا رده بابتسامه خفيفة ارتسمت على وجهه :

( صارت لك ) !

دخلت المكتب ، كانت شوق واقفة عند الطاولة ، بعد ما رتبت الأوراق فوقهاما ادري ، اي جزء من كلامنا قدرت تسمع ... لكني متأكدة أنها شافتالسبحة الفضية و يدي تدخلها بالشنطة ، و سمعتني و أنا أقول :


- يالله نرجع ...

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 17-08-08 الساعة 10:17 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 07:59 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقة الخامسة

~ وداع القمر ~

بكرة حفلتنا انا و بسام ....

الليلة آخر ليلة لي .... بنت وحيدة ... من بكرة ، رح أصير ( خطيبة بسام ) ...

كانت الساعة 2 بعد نصف الليل ....

هذا الهاجس ما خلاني أعرفأنام ، حاولت أبعد الفكرة عن بالي باي طريقة ، و فشلت ...

هاجس ثاني ،خلاني أراجع في ملاحظات سلطان لي ، و أقراها وحدة ورا الثانية ... كأنها قراءة وداع ...

و بايدي ، ( السبحة الفضية ) ... يشهد و يتابع معي ... كلمة كلمة ...






ثنتين بعز الليل ، طلعت برى الحوش ...





مشيت بالحديقة شوي ... و رحت لعند ( الأرجوحة ) جنبالنافورة الصغيرة ، و جلست عليها .... و تأرجحت ....

ثنتين نص الليل ، فيماالناس كلها نايمة ، إلا أصحاب الآهات المحرومين ...

أنا أتأرجح ببطء علىأرجوحة الزمن ... و اسمع خرير الماء من النافورة اللي جنبي ...

و اتحسسالنسمات الخفيفة الباردة ، تلفح بوجهي ... و تحمل معها ، شذى الورود الخلابة .... اللي تملي الحديقة ....

غمضت عيني ، و حسيت باسترخاء ....






شذني صوت الماء ... فتحت عيني ... لفيت اطالع النافورة .... و بلحظة ... حسيت بشحنة كهربية تسري بجسمي ... لما طاحت أنظاري على انعكاسصورة وجهي ... في قلب صورة وجه القمر ... على صفحة الماء ...




جفلت ، توقفت عن التأرجح ... تصلبت أطرافي ...



بحركة تلقائية ، رفعت عيني فوق ... للسماء السوداء المظلمة ... اطالع جمال و أبهة البدر المكتمل ... و نوره الساطع ...




وقفتاللقطة عند هالحد ... مرت لحظات ، و أنا جامدة مثل التمثال ... و راسي مرفوع لفوق وعيني تحدق في القمر ... و السكون يعم الأجواء ، إلا من خرير ماء النافورة ، و نسماتالهواء الحايرة ....





حسيت ببلل على وجهي ، معقولة ماءالنافورة صعد لوجهي ؟رفعت إيدي ، و عيني ما زالت تحدق بالقمرباستسلام تام لسحره و ذكرياته ... و تحسست الدموع اللي انسابت على وجهي دون تحسعيني بحرارتها ....




(( نلتقي كل نصف شهر احنا و القمر ... ))





سلطان ....



ضغطت على السبحة اللي بيدي ... كأني أحاول أمسك الذكرى ، لا ترجع للورا ...




ما عدت اشوف القمر ...

اختفى .... رغم كل النور اللي يصدر منه ....

رغم كل الجمال والعظمة اللي تحيط به ...

ما عدت اشوفه ....

سلطان العسل ... شالهمن عرشه ... و جلس مكانه ....

صرت أشوف صورة سلطان ...

و بدل خريرالماء ، صرت أسمع صوت سلطان ....

و بدل أنسام الهواء ، صرت أحس أنفاس سلطان ....

و بدل أريج الورود ، صرت أشم .... عطر سلطان ...




بدت الدنيا تلف بي ، و الأرجوحة واقفة .... و الذكريات تتقلببخيالي ... و المواقف تتسابق و تصطدم ببعضها البعض .... من غير تنظيم ...



تواعدنا أنا ، و حبيبي سلطان ... نلتقي نصف كل شهر مع القمر ....

تواعدنا ... نظل نتأمل القمر ... و كل ٍ يتخيل وجه الثاني بوجهه ...

تواعدنا ... نرسل مشاعرنا الدافية عبر القمر .... أنا من صوب ، و هو من صوب ...

المسافة كانت تفصل بيننا ، مع ذلك ، كنا نقدر نشوف شي واحد مشترك ،بنفس اللحظة ... القمر ....




(( أنا طالع أتأمل القمر يا قمره ،نلتقي ))



كنا نلتقي بالوهم ... بالخيال ... أرواح بدون أجساد ... مشاعر بدون حواس ... هناك ... عند القمر ... نصف كل شهر ....



و مرتالشهور ......

و غاب الحبيب ، غيبة ما بعدها ظهور ...

و ظليت أنا والقمر وحدنا ...







صرت اناظر في القمر و ما أشوف إلا ( العسل )

ما أحس بالوجه اللي يا ما بلله الدمعيا ها لحظة قـّـلبتذكرى العذاب اللي انغسللما وجهي بوجه البدر و و جه الحبيب انجمع

*
*

جاي تشمت بي ؟ و الا جاي تشهد وحدتي ؟يا القمر ولـّـي وخلني بحالي خلني بغربتيخلني اخفي ندوب الزمن ، خلني اداري دمعتيما بقيت الا انت تشمت بي و تفضح شيبتي

*
*

شاب شعري منعذاب الحب ، و ما هو من كـِـبَـرداري انت بعمري و انت تمر علينا ، كل شهرذقت حرقة و ذقت فرقة و ذقت آهااات و قهركل اصناف العذاب ، لين ملاالشيب الشعر

*
*

جيت له و صوب السما ، رفـّـعت يديني للجليليا الله يا راد البدر و سط السما نص كل شهرقادر ترجع حبيبي لو يمرعمر ٍ طويلرده يا ربي عليا ّ ، نـوْر قلبي و النظر

*
*

يا بعيد النول أبعد ، من نجم و الا سرابيا سبب حزني و همي واكتئابي و العذابراد لي انطرك و الا ، ما تفكر في الإياب ؟رد علي، ايه و الا لا ؟ و الا صعب حتى الجواب ؟؟؟












.... ســـلـــطـــاااااان ....









- سلطان !




انتبهلي ، و التفت لي ، و ارتسمت الدهشة على وجهه ، بس ما تقارن بالدهشة اللي كانتمرسومة على وجهي أنا ....




- شوق !!؟؟

- وش جالس تسوي؟؟؟

- وش مصحيك انت ِ ؟

- أنا كنت جالسة أذاكر ، نمت على المكتب ولا دريت بحالي ! صحيت و جيت ابياصك النافذة و لمحتك ... !





تنهد أخوي سلطان ... و عرفت أن فيه شي ، بالأحرى ، عرفت وشفيه ...




- أنت بخير ؟

- إيه بخير ، بس حبيت اشم شويةهواء ...




يشم شوية هواء الساعة ثنتين عز الليل ؟؟قبل ساعة أنا فتحت النافذة ابي شوية هواء ، ما كان هو موجود بالحوش، جلست عند مكتبي و قرأت لين غلبني النعاس و نمت بلا شعور ...




أنسام الهواء الباردة هي اللي صحتني ، و لما جيت اصك النافذة ،لمحت أخوي سلطان واقف بالحوش يناظر القمر ...

و الله اللي يشوفه يفكره جالسيتكلم معه !




بصراحة خوفني أول ما شفته ، بس بعدها حسيت بقلقعليه ...


سلطان من كم ليلة ما هو طبيعي ... يتأخر بالعمل كثير ، دومشارذ ، و كأنه مهموم ... و أكيد منال و البقية لاحظوا ذاالشي مثلي ...





- الجو بارد !

- نعم ، روحي نامي احسن يا شوق

- و أنت ؟

- جاي ...

- باحاول اقرا لي صفحتين ينفعونيبالامتحان !

- ما هو وقت مذاكرة الآن يا شوق ! خليها لبكرة

- بكرةرح انزحم ! تدري ! الحفلة تبدأ ثمان و رح انشغل طول النهار استعد لها !





يا ليتني ما قلت ... ما ادري هو كان ناسي و أنا ذكرته ؟ والا فاكر و أنا قلبت عليه الذكرى ؟؟؟سلطان وجهه تغير ، حتى وسطذاك الظلام ، نور البدر سمح لي أشوف تعابيره تنعفس ... و خصوصا ، لما رفع بصرهللقمر بعد ما سمعني ، كأنه يستشهده علي !




أخوي سلطانهو أغلى انسان عندي بالدنيا ، و ما لي غيره ...

أحزن لما أشوفه متضايق ، وأنا اعرف السبب ، و لا اقدر أسوي شي ...




أنا ما سمعته يقول لها ( أحبك ) ذاك اليوم ، مثل ما سمعتها تقول له ، لكني شفتها مكتوبة ، على ورقة منالاوراقاللي تبعثرت من فوق المكتب ...

( قمره ، أنا أحبك )





بكرة ... تتملـّـك تمر حنا لواحد ثاني ... و سلطان ... الليلة ... ما رح ينام ....




- تصبحي على خير ...




قالها بعد ما نزّ ل عينه عن القمر ، و دون ما ينظر لي ... وراح ...



- و انت من أهله اخوي ...









ثلاث أسابيع مرت ، من ليلة خطوبتنا وملكتنا أنا و قمر ...

خلال هالمدة ، قابلتها أربع مرات ...

والليلة ، المفروض أن حنا طالعين نتعشى سوى في مطعم .

اتصلت علي قبل شوي ، وقالت أنها يمكن ما تقدر تطلع معي ، عندها شغلة ضرورية من واجبات الجامعة ، و ماتتوقع تخلصها قبل عشر الليل ...





بصراحة ، ضاق صدريو تكدّرت ...

عاد أنا كنت مبسوط و طاير من الفرحة ، أول مرة نروح سوى مطعم ... ودي نستمتع بأوقاتنا ...





ثلاث أسابيع مرت ، و أنا ... للحين ما أحس ان قمر فرحانة بي مثل ما أنا فرحان بهايمكن لسا ما تعودت علي؟ يمكن البنت خجولة شوي ؟؟ ما ادري ...

بس كنت أتوقع أن حنا رح ننبسط أكثر ...





على كل ٍ ، زواجنا رح يكون بعد كم أسبوع ... و أكيدالأوضاع رح تتغير ...


و ما دام الليلة ما فيه سهر مع الخطيبة ، أروحأسهر مع الشباب على البحر ...


بدّ لت ثيابي ، و جيت باطلع و صادفتالوالدة بطريقي ...






- بسـّـام ! وين ؟؟؟وهي تناظر ثيابي مستغربة

- مع الشباب ، على البحر .

- مو كأنك قايل ....

- ايه ، بس مشغولة و أجلنا لوقت ثاني .
تامري بشي قبل ما أمشي ؟

- الله يحفظك ...






كانت الساعة ثمان الليل ،ركبت السيارة و سرت بملل ... و دقايق ، إلا و الجوال يرن علي ...

تفاجأت ،لأني ما توقعتها ترد تتصل بعد ما قالت : تصبح على خير ...





- هلا قمر !

- أهلا بسّام ... وينك فيه ؟

- بالسيارة ...

- وين رايح ؟

- أمر على الشباب ... بغيت ِشي ؟ما ردت على طول ... ، لما شفتها ساكته شجعتها :



- آمري ؟ تدللي ؟

- تعبت من شغل الواجبات ، باكمل بعدين ... أبي أغير جو ....




عاد أنا ما صدقت خبر !

يا حليلهمالبنات ! بسرعة يغيروا رايهم !





- ثواني و أنا عند الباب ... !

- لا لا تسرع ... على مهلك .

- تخافين علي ؟

- ......... أشوفك على خير .






تفشلت و أنا راد البيت ، وداخل مبدل ثيابي مرة ثانية ، و طالع و الوالدة تراقبني باستغراب !



- بسـّـام ! وش سالفتك الليلة ؟

- إذا بغيت ِ شي يمـّه دقيعلي الجوال ، مع السلامة .





و طلعت بسرعة ، و طيران لبيتولد خالي ...






بعد أقل من ربع ساعة ، كنا أنا و قمر ،جالسين سوى بالسيارة ، و لأول مرة...


لفترة ، ظلينا ساكتين ، مش لأنهما عندنا كلام نقوله ، لكن ... الخجل !


الحين أعذرها ، إذا كنت أنانفسي حاس بارتباك شوي ، كيف هي ؟ البنت الخجولة الهادئة !؟شوي شوي ، وأكيد رح نتعود على بعض ، و نصير مثل اللي يجيبونهم في المسلسلات !


لازمأكا أكسر حاجز الصمت الرهيب ذا ، وش أقول ؟ أحد يسعفني ؟واحد جالس معخطيبته ، بايش يبدأ الكلام ؟؟؟






- بقى لك كثير منالواجبات ؟

- لا ، لما أرجع أكمل الباقي ...

- مذاكرة ؟ امتحان ؟

- أبدا ، موضوع مطلوب مني القيه على زميلاتي و جالسة اكتب فيه و ألخّـص ...
زهقت منه ... بغيت أغير جو ...






أما أنا ما عنديذوق ، البنت زهقانة من واجبات الدراسة ، و أنا جاي اكلمها عنها ؟ خلني أغير الموضوعأحسن...





- وين تحبي نروح ؟

- بكيفك ...

- فيه مطعم فاتحينه قبل شهرين ثلاثة ، جربته مرة و عجبني كثير ... نروح نتعشى فيه ؟

- و هو كذلك ...




بعدها ، ظلت هي تراقب الشارع والسيارات ، يعني وجهها لاف الجهة الثانية ، و أنا كل شوي التفت لها ، تمنيت نظراتناتلتقي ، بس ظلت شارذة عني و ساكتة لين وصلنا المطعم ...



الحين ،صرنا جالسين وجها لوجه ، اقدر آسر نظراتها و احتكرها لي !


طلبنا الوجبة، هي ، كان اختيارها بسيط جدا ، و أنا ، مع شهيتي المفتوحة ، طلبت كل اللي راق لي !




- أنت ِ مسوية ريجيم ؟

- لا أبدا ، بس بالليل ما أحبأكثر ...




أنا ( مليان شوي ) و ضخم حبتين ، و خطيبتي رشيقة واقرب للنحافة ، يعني لازم أحاول أخفف ، و ندمت علىالطعام الزايد الليطلبته ، و لا لمسته ...





طول الوقت وأنا اراقبها ، ونظراتها على الطاولة ، على الشنطة ، على كاس العصير على أي شي ، إلا على عيني أنا ...




لمحات بسيطة و عابرة ، اللي تمنحني إياها من حين لحين ... و أنا بصراحة ودي اتأمل بعينها ... و اركز بنظراتهابحرية ... مو خطيبتي ؟؟ ؟لازم الفت انتباهها ... و استحوذ على اهتمامها ....





و هي تحرك قطع الجليد بكاس العصير بالماصّـة ، و عينها علىدوامة العصير داخل الكأس ، ناديتها بصوت منخفض ...



- ... قمر ....





رفعت البنت نظرها عن الكأس ، و طالعت فيني ...


بلعت ريقي ! كأن الكلام اللي ودي أقوله انبلع مع الريق ، و ظل طرفلساني فاضي ... توهقت ... !



- إن شاء الله عجبك المكان ؟؟؟



( هذا اللي قدرت عليه ! )



- أكيد ...




و رجعت أنظارها للدوامة اللي بعدها ما وقفت ....



انقهرت من نفسي ! البنت كلامها مثل نظراتها مثل أكلها ، قليل ...

و أنا مو عارف كيف أبدأ !

لكن مستحيل استسلم ، ما أخلي ذي الليلةالمميزة تمر كذا ...

لازم اتقرب منها اكثر ، لازم أحمّـي علاقتنا شوي ... بس ما أدري هي وش تتوقع مني و ايش تتقبل عند هالحد ؟استجمعت عزيمتي مرةثانية ، و انتهزت لحظة شربها للعصير – و كأنّ الماصـّة حاجز يخفي ارتباكي شوي ! ــو قلت قبل ما اتردد :



- عيونك حلوة ...




يمكن العصير اللي دخل حلقها تخرّع من كلمتي و تلخبط و دخلالقصبة الهوائية بدل البلعوم ، لأنها فجاة شرقت وكحّـت متواصل لكذا ثانية !





- سلامات ...

- آسفة ...





و بعد ( آسفة ) ما قالت شي ، و رجع الصمت ... و ما رفعتعينها صوبي بعدهاما ادري ، هل ( الشرقة ) سبقت كلامي ؟ ما وصلها ؟ ماسمعتني بسبب الكحة ؟ و الا الكحة بسبب السمع ؟بس و الله ما أفوتها ! ماصدقت لساني قال ( كلمة حلوة ) ! أكيد سمعت ، بس الخجل يمنعها تقول شي ... و أكيدتنتظر مني أنا أتكلم ...




- كأنها سما الليل ... سوداء ... و صافية ...




لمحت شبه ابتسامة خجل على زاوية من من شفايفها، و انحنى راسها أكثر و أكثر ، كأنها تبي تبعد نظراتها أكثر وأكثر ... كأنها تبي تدفن رأسها بالأرض !





للحق ، أنا انبسطت !

حسيت بتوترها ، يعني كلامي وصلها و عنى لها شي !

و هذا منحني جراةأكبر أني أواصل ...






- أنا محظوظ !



الناس كلهم يقولون عني ( خفيف دم ) ، الناس اقصد بهم أصحابي ومعارفي و أخواني بالبيت ، أما دمي علىالـ ( بنات ) ما أدري كيف يكون ؟ ياليته يكون خفيف عليك يا قمر ، يا ليتك تستلطفي كلامي ... يا ليت تاخذي عنيانطباع حلو ، يا ليت اعجبك !





جيت أبي افتح فميباقول شي ، إلا و الجوال يرن ، جوالي !




( الله يهديك ياالوالدة ! هذا وقته الحين ؟؟؟ )





رديت على المكالمة ..





- هلا يمـّـه

- هلا بسـّام ، وينك ؟

- خيريمـّه بغيت ِ شي ؟

- أخوك ( رائد ) تعب علي ، الحق نوديه المستشفى ...

- رائد ؟ وش صابه ؟

- ما ادري و الله وش بلاه ما هو بخير ... لاتتأخر ...

- إن شاء الله يمـّه ...





و انهيتالمكالمةبالله هذا وقته يا رائد ؟ هذا وقته ؟؟؟أخيرا، قمر رفعت نظرها صوبي ، و بوجهها تساؤل ...

خجلت و انا اتنهد بلا حيلة ، وتلعثمت و انا اعتذر ...






- أأأ ... اعذريني يا قمر ،لازم نروح الحين ... آسف

- ... خير ...؟

- و الله آسف ، بس أخويرائد شكله تعب ، و باروح أوديه الطبيب ... تعرفي ما غيري مسؤول بالبيت ...

- سلامته ، عساه بخير ...

- ان شاء الله ، أنا آسف قمر ....

- ما فيه داعي للاعتذار أبدا ... يالله نقوم ...

- نعوضها المرةالجاية ، و الجايات أكثر ...



قلتها و ابتسمت ، أبي منها أي ابتسامةتشجيع أو تأييد ، بس البنت انشغلت بشنطتها عني ، و طلعنا من المطعم ،وللسيارة ، و ردت تراقب الشارع ...

و أنا مقهور في داخلي ، ما قدرت اتهنىبأول ليلة أطلع فيها مع خطيبتي ... ما قدرت أعيش معها لحظة مشاعر وحدة !





لما وصلنا عند بيت ولد خالي ، حتى ما قدرت أمر أسلم عليهم ... كنت مستعجل و إذا أخوي رائد تعب يعني مشكلة ...


وقفت السيارة ، وقبل ما تنزل خطيبتي رديت اعتذر لها ...






- انا آسف كثيرقمر

- ماله داعي الأسف ، بس طمّـني على رائد

- إن شاء الله ...

- تصبح على خيرو هي تفتح الباب ، قلت ...



- اقدر أشوفك بكرة ؟كنت أبي اتمسك بأي خيط أملتعويض عن اللي فات ، و قبل ما ترد علي ، زدت:



- اقدر أجيبك كل يوممن الجامعة ، بدل الوالد ؟ما ردت للثواني الأولى ، بعدها قالت :




- نشوف ، يصير خيرمع السلامةو نزلت من السيارة ، و راحت ...



أناظليت أراقبها لين دخلت البيت ، و صكت الباب ...


هذا كان أول يوم نطلعفيه سوى أنا مع مخطوبتي ...

ما ظلينا سوى ، غير ساعة و ثلث ...





مسكين رائد ! هو تعبان و أنا مقهور فيه لأنه حرمني من عزفرحتي !

بالله لو رحت البحر مع الشباب وش صار ؟رائد أخوي ، توأم ( ماجد ) ، أخوي الثانيالتوام اللي طلع مريض من بينهم ، و اللي له سجل وش كبره في المستشفى ...

و اللي بسببه هو ... صار اللي صار ، بعد كذا ...

الحلقة السادسة


~ لم استقر ! ~


طلعنا منقاعة الإمتحان أنا و سلمى و شوق ، و رحنا الكافاتيريا ، بالجامعة .

سلمىصممت تعزمنا على الغذا اليوم ، و مع أني عارفة أن بسـّام و أمه و أخوانه الإثنينجايين يتغذوا عندنا اليوم ،سويت حالي ناسية ، و شفتها فرصة للهروب ...






- لكم علي إذا جبت أعلى علامة فيكم أعزمكم أنا !



قالت شوق بسخرية ، كان الإمتحان صعب ، و كلنا متوقعين درجات منخفضة ...



و استطردت :




- اللي تجيب أعلى درجة عليهاالعشاء !


- أنا الحمد لله ! واثقة بـ أجيب أقل وحدة فيكم و في الدفعةكلها ! يعني لا أحد يتوقع مني لا عزومة و لا شي ... !


- يا بخيلة ياقمره !





( قمره ) ... رنّـت بإذني .... طالعت شوق ، كانتتبتسم بمرح ، و طبعا ما جا ببالها شي ... سلطان لحد الآن ، كانالشخصالوحيد اللي يناديني ( قمره ) ....





بسرعة طردت صورته عنبالي ، مو وقته الحين يا قمر ... خلني بحالي يا سلطان ...




- إذا عشان اللمّة ، خلاص ... تجوني ليلة الخميس الجاي ثنتينكم ؟و أنا بعد أدري أن ليلة الخميس ، ليلة ( الخطيب ) الموعودة ،قال لي إنه يبي نطلع نعوض سهرة الأسبوع الليفات ... و أنا ما عطيته قرارنهائي ... !






و اتفقنا إحنا الثلاثة نجتمع ببيتنا ليلةالخميس الجاي ...




ما كان عندنا شي بعد وقت الغذا ، و كانالمفروض إني أتصل على بسـّـام يجيني بعد الإمتحان ... و أكيد بسـّـامالحين ... ينتظر اتصالي ....





و جلست بالجامعة ، مع سلمى و شوق ... نسولف و نضيع وقت ، لين عدت الساعة ثنتين و نص الظهر ...




بعدها ، استأذنت شوف ، و رجعت بيتها ، و ظلينا أنا و سلمى ...





- متى رايحة قمر ؟

- الساعة 3 ، كالعادة !

- من بيجيك ؟ الوالد أو ؟؟؟ناظرتها بعين فاهمة ، أدريبها سلمى ، تبي تجيب سيرة بسّـام بأي طريقة ، ودها تعرف عن أخباري بس ما ودهاتسأل مباشرة ، تبيني أنا أتكلم ...

و طبعا ، مو قدّام شوق ...






- بسّام ...

- هنيا لك يا ستـّي ! مفتكة منالباصات و مشاوير الباصات ! متى ربي يفكني أنا منها بعد ؟

- تبي أوصلك معي؟

- لا لا ! لو كان أبوك ممكن ! بس مع خطيبك لا و الله فشلة !






ابتسمت ، غصبا علي ، ما أدري ... دوم أحصّـل في سلمىسبب يخليني ابتسم ... لو وسط الدموع ...

كأن ابتسامتي الواهية طمّـنت قلبهاو شجعتها ، فقالت بعد تنهيدة ارتياح بسيطة :





- الله يسعدكميا رب ...
و يرزقني أنا بعد ! لأني بصراحة ، طفشت من الدراسة و الجامعة ! و لوأتزوج أطلع منها و أجلس في البيت !


- أجل يا رب ما تتزوجين قبل ماتخلصي دراسة !





ضحكت سلمى بمرح ، ضحكة تشرح الصدر ..
.
سلمى بالنسبة لي ... بهجة حياة ... و أحيانا ... لسعة قدر ... !






- على طاري الزواج ، قمر متى قررتوا إن شاء الله ؟؟وصلت الحين لصلب الموضوع ، مع أنها تدري ، ما زال الوقتمبكر على تحديد الزواج ، و احنا تونا مخطوبين من أقل من شهر ...




- بدري ، ما حددنا ، بس ما أظن يطول فوق ستة أشهر

- ستة اشهر ! كثير يا قمر ! مو كأنك قلت ِ قبل كم يوم ، بعد كم أسبوع ؟؟؟تنهدت بضيق ، و قلت :



- بعدني ما تعودت عليه ... احتاج وقت أطول ...

مو سهل ...






و قطعتكلامي ، ما بغيت أكمّـل ...

مو سهل أني أمحي صورة عسل ، و استبدلها بصورةبسّـام بالسرعة ذي ...

أصلا ... لو جيت أبي اعقد مقارنة بينهم ...

ما فيه مجال ... أبد ...





أحس بسّـام ... غريب عني، مو قادرة آلف وجوده ، مو قادرة أعتاد عليه ...

بالأحرى ... مو قادرةاتقبله ، أو أعطي نفسي حتى فرصة ، أني اتقبله ....




كأن أفكاريذي كلها وضحت على تعابير وجهي و عيني ، قالت لي سلمى :



- قمر ... مبسوطة عزيزتي ؟ملامح القلق باينة على وجهها ، مثل ما كانت ( إشارة إكس ) معقودة بين عيوني و حواجبي ...




مسكت سلمى إيديبحنان ، و تشجيع ... و ابتسمت ابتسامتها اللي أحبها و احتاجها ... اللي ترفعمعنوياتي و تجددالأمل ... و زادت ضغطها على إيدي ، و قالت ...




- بـتتعودين ... تو الناس ... كل شي بيجي تلقائيا ... أنت ِ بسخلي الأمور تمشي طبيعية ...





هزيت راسي ( نعم ) ، و بإيديالثانية مسكت إيدها القابضة على إيدي ، تعبيرا عن ( شكرا ) ....







لمحت الساعة و أنا أحط إيدي على إيدها ، تقترب منثلاث العصر ...

حسيت بشوية تأنيب ضمير ، لأني ما اتصلت على بسّـام و قلت لهعلى الأقل ، متى رح أخلص ...









لو كنت ركزتبعينه ، يمكن كنت شفت فيها نظرة العتاب ، لكن أنا ، بعد ما جلست بالسيارة سويت حاليأرتب بأوراق كانت بيدي ...



هو ، بعد ما قال شي عن تأخري ، أواتصالي ...


أول ما سالني :




- كيف كان الامتحان ؟

- نص و نص ، صعب إلى حد ما

- الله يوفقك ...

- جميع ...





مشى بالسيارة بهدوء ... و ما تكلم ، عكس الأيام اللي فاتت، كان تقريبا ما يبطل كلام ، طول المشوار ...


هذا زود علي احساسيبالذنب ... اعرف أني غلطانة و المفروض اعتذر ...






- أناآسفة ، ما اتصلت عليك ، انشغلت مع زميلاتي ...

- مو مشكلة ...







و ابتسم ، اللي خلاني أفهم أنه ما أخذ على خاطرهمني ، و ارتحت ...

مو لأنه هو بسّام بذاته مو زعلان علي ، بس لأني ما أحبأزعل حد ... و لو كان أي أحد ثاني بداله كنت حسيت بنفسالشعور ...

بسّـام لللـّحظة ذي ، ما عنى لي شي ...







لما وصلنا البيت ، توقعته ينزل معي ، بس ظل بمكانهو قال :




- أشوفك على خير بكرة إن شاء الله ...










في البيت ، صادفت أمي بالصالة ...





- هلا يمـّـه ، وين العمـّـه ؟

- هلا ، راحت خلاص ! وداها ولدها قبل ما يروح لك ...






ظنيتها لسّـا موجودة، ... بس الحين عرفت ليه بسّـام وصلني و راح ...





- أناطالعة غرفتيلفـّـيت أبي أروح ، لكن الوالدة نادتني




- لحظة قمرالتفت لها ، و عرفت مننظراتها ، فيه شي ... و أدري وش رح تقول ...




- أنت ِ مو قايلةما عندك شي بعد الامتحان ؟ متى خلص ؟

- وقت الصلاة ، بس بعدها انشغلت معزميلاتي ...

- و تدري أن خطيبك و عيلته جايين يتغذوا عندنا اليوم ! ليه مارجعتي على طول ؟

- اللي صار ...






استنكرت أميفعلتي ، و حسيت أنها ناوية تهاوشني شوي ، و أنا تعبانة و ضايق صدري من الامتحان ، وشايلةشنطتي على كتفي ، و أوراقي بايدي ... أبي بس أوصل سريري و اتمدد عليه ...





- يا قمر انحرجنا معاهم ! تدرين انهم أكثر جايين عشانك

- يمّـه هذا اللي صار ، خيرها بغيرها ... ودي أطلع انام شوي ...

- الله يهديك يا قمر ، على الأقل اتصلت ِ بخطيبك اعتذرت ِ له ! وش يقول عنك الحين؟ ماتفهمي في الأصول ؟؟؟فلتت أعصابي مني ، انفجرتبصوت عالي بلا شعور :



- إيه أنا ما أفهم في الأصول ! مو عاجبنهخلـّـه يدور غيري ! ما حد جبره علي ...




قلتها بعصبية و بلاتفكير ، و ذهلت الوالدة ، و ظلت تطالعني بدهشة ...

أنا .. ما أرفع صوتيقدّام الوالدة ، بس أعصابي انفلتت ...




لكن اللي همها ما هوصراخي بوجهها ، الـّي همها ، هو الكلام اللي قلته ، و اللي كان بيكون له نفس الوقعوالتأثير ، حتى لو قلته بصوت هادىء و منخفض ...




- قمر؟ وش الكلام هذا ؟؟؟


- أنا آسفة ...



حاولت أنهيالموضوع باعتذار ، بس الوالدة الله يسلمها ... ما عتقتني ...



- اشبلاك يا بنت ؟؟

- يمـه أنا آسفة ، رح اتصل عليهم و اعتذر لهم فرد فرد ... خلاص ؟

- لا مو خلاص ، الولد فيه شي مو عاجبنك ؟مارديت ، لفيت أبي أمشي لأني من جد مو مستعدة لأي نقاش الساعة ذي ...


- بعد إذنك

- وين يا قمر قولي لي صاير شي ؟الرجال مسكين ظل ينتظر ،و كل ما قلنا نحط الغذا قال نصبر ، يمكن تتصل الحين ! و طلع هو و أمه متضايقين منداخلهم ! المفروض تحترمينه هو و أمه و تقدرينهم مو تفشلينا قدّامهم !






صرخت مرة ثانية ، و كلمة المفروض ذي استفزتني بالمرة :


- موافـَـقــَة ، و وافقت عليه ، و خطوبة و سوينا ، و زواج و بتزوجهبعد كم شهر ، و مصيري و انربط به ، وش تبونبعد أكثر من كذا ؟؟؟ مو خلاصحققتوا اللي ببالكم ؟ تبوني أحبه غصب بعد ؟ حاضر يا يمة ، اللي تبونه رح يصير بسفكوني خلااااااااااااااااااص ............









و رميت الأوراق اللي كانت بايدي على الأرضبقوة ، و رحت أسرع لغرفتي ، دخلت و صفعت الباب ، و قفلته ، وانهرت علىسريري ....






و تحطم بسهولة ، القناع اللي كنت طوالالأيام الماضية أحاول أخفي وجهي به ...


انهرت ، بالضبط مثل ما انهرتيوم ما رحت لسلطان بالمكتب أقول له عن بسام ... و قام يبارك لي ...


بكيت ... بكيت بمرارة و حرة ، و أنا اللي وعدت نفسي ما أبكيه بعد آخرلقاء بينا ، قبل شهر ...






ليه يا سلطان ؟؟؟ ليه بعدتعني ؟ ليه تركتهم يلعبوا بمصيري ؟ ليه خليتني ارتبط بواحد ما أحبه ؟ ليه حرمتني منحبي ؟ ليه حكمت على قلبي بالموت ؟؟؟حرام عليك يا سلطان ... ليهسويت فيني كذا ...

سلطان ...

سلطان أنا أحبك أنت ...

ماعمري حبيت قبلك و لا بعدك ...

ما اقدر أجبر نفسي أحب غيرك ... مو بيدي ... أنت اللي ملكت قلبي ، وحدك أنت ...

ليه يا سلطان ...

ليه قتلت فيني ... أجمل شي ... ممكن ينولد ... في قلب بنت ... ؟؟؟ليــه وليــــه و ليــــــــــه ...



عشرات الـ ( لــيــهــات ) تعاركت فيراسي و لعبت باعصابي ... تصادمت الأفكار ، و تضاربت المشاعر ... وتفجرتالآهات ... لين صدعت راسي و ما قدرت أتحمل ... أخذت الوسادة و حطيتها على راسي ،مثل اللي يحاوليسد مسامعه عن دوي الضجة ، كأن الضجة كانت من برى راسي و ماهي من داخله ...





ما زالت الأصوات قوية ، حركت إيدي ، أبياتحسس الوسادة الثانية ، وسادة وحدة ما تكفي تصد جهمات الأصواتالمضطربة ...

و أنا أحرك إيدي فوق السرير ، عند طرف الوسايد ... و راسي مدفون تحتوسادتي الأولى ... لامست يديني شيبارد ...



شيء معدني ...

حشد من الأجسام الكروية الصغيرة ...

صف من الخرزات المثقوبة ...

يخترقها و يربط بينها ... سلسلة نحيلة ...

... سبحة سلطان ....



خسارة ، راحت الفرصة ، بس ما دمنا انا و قمر متفقين نطلع سوى يومالخميس الجاي ، مو مشكلة ... نعوض
( عزومة اليوم ) !




ماتضايقت من غيابها عن الغذا اليوم الظهر قد ما تضايقت الوالدة !

تقول عليها ( متكبرة شوي ) ، مع أنها انبسطت كثير و شجعتني لما قلت أبي أخطبها و أذكر كلمتهالما قالت :

( هذه البنت اللي أبيها تصير بنتي ! الله بيعوضني فيها خير )






الله يعينها على هذا الدوام الصعب !

كل يومتطلع من الجامعة ثلاث أو أربع العصر ، و ترجع البيت ، تنام لها شوي ، و تنشغلبواجبات الجامعة الين ساعةمتأخرة من الليل ...

عشان كذا ، ما اطولفي الكلام معها لما اتصل عليها بالليل ، و هي بعد ، كلامها قليل ، و مختصر ...



اليوم ، اتصلت مرتين ، و لقيتها نايمة ...

قلت ، خلني بادقعليها آخر الليل ، و أشوف !




ما ادري ؟ هل انا جالس أبالغ ؟أبي نقرب من بعض أكثر ، لأني بصراحة إلى الآن ، ما أحس فيه شي يربطنا ...

و اعتقد ، شهر مدة كافية عشان تتخلى خطيبتي عن جزء من خجلها مني ، و تكلمنيعلى أني خطيبها ما هو رجالغريب !




أنا أحاول أتقربمنها أكثر ، أحاول أخطو صوبها مرة بعد مرة ، بس ... ما اشوفها هي تخطو صوبي ... واقفة بمكانهامن ليلة الخطوبة ...



و بعد ، اهتمامهابالجامعة أكثر من اهتمامها بي !

لكن ، تو الناس ... خلني اعطيها فرصة أكبر، تتعود علي ...




و احنا متفقين نطلع سوى ليلة الخميس الجاي ، وإن شاء الله تكون فاتحة خير ...

و إن شاء الله بعد ( رائد ) ما يسخـّـن مثلالمرة اللي فاتت ، و نظل معه ثلاث ساعات بالمستشفى ...

و بكرة عنده موعد ،و اللي بعده عندي ارتباطات العصر ، و ما رح اقدر اشوف الخطيبة ها ليومين ...





أنا ما أفهم في ( المجوهرات ) ، و ذوقي مرة تعبان ، بسأعرف أن البنات يحبوها و تسحرهم ! و عشان كذا ، قررتأشتري شي جميل – بذوقصاحب المحل طبعا – و اهديه للخطيبة ، لما نلتقي ليلة الخميس الجاي ...




رح تكون بادرة حلوة مني ، رح تعجبها ، و يمكن ... تنطلق شوي !


متى تجي ليلة الخميس بس ؟؟؟فتحت عيني ، و تهيا ليأني بعدني مغمضة ، الدنيا كانت ظلمة و عتمة ...

رفعت راسي عن السرير ، وطالعت صوب النافذة ، أذكر أن الستاير كانت مفتوحة قبل ما أنام ، الدنيا ظلام ... كمالساعة الحين ؟؟؟نوّرت المصباح اللي جنب سريري ،و طالعت بالساعة اللي جنبها ، و تفاجات !



10 و نص الليل ! معقولةنمت كل ذا الوقت ، و لا حسيت بنفسي ؟كانت ملابس الجامعة لسّـا علي ، وحتى الشرابات ...


إش أسوي الحين ؟ أكيد رح أظل صاحية لبكرة الصباح ، وأروح الجامعة و أنام عليهم !


جلست بملل و كسل شديد ، و ما لي خلق حتىاتحرك عن سريري ...


الغريبة ، أن أمي ما جت وراي بعد اللي صار ... و لاجت تصحيني المغرب كالعادة ...


أكيد زعلانة مني ، بس غصبا علي ...


تلفت يمين و شمال ، أدور السبحة ...


آخر ( لقطة ) أذكرهاقبل ما أنام ، أنها كانت عند قلبي تشاركني النبض ...


ما راحت بعيد ،بعدها جنبي ، شاركتني أحلامي ... و وحدتي ... و الظلام ...


دقايق ، ورن التلفون ....


رن كذا مرة ، أكيد أهلي ناموا !


قمت ببطءو كسل ، و رفعت السماعة ، و قلت بصوت ممزوج بتثاؤب خفيف :




- نعم ؟صحصت فجأة ، لما وصلني صوت الطرف الثاني ... بسـّـام ...


- مرحبا قمر !


- بسام !؟


- صح النوم ! كيفك ؟


- بخير ...


- متى صحيت ِ ؟ قالوا لك أني اتصلت مرتين ؟


- لا، توني الحين صاحية


- سلامات ! كنت ِ تعبانة أو شي ؟


- شوي .


- سلامتك من التعب ، يا روحيهيّـجتني الكلمة ، من متى و أنا روحه ذا بعد ؟ ماصار لنا حتى شهر مرتبطين ... !

و بعدين وش يبي متصل علي الآن ؟بغيت اتخلص منه ، قلت :


- الله يسلمك ، بس يبيلي آخذ دش الحين و يزول الإرهاق ، و اقدر أشوف واجباتيسكت شوي، فهمها طبعا ، و رد بصوت مخيوب الأمل :



- ... الله يوفقك ... بسحبيت أتطمّـن عليك ....

و أقول لك ، اعذريني ، ترى بكرة و اللي بعده عنديبعض ارتباطات بالعمل و ما رح أقدر أجيبك من الجامعةالعصر ...


- مو مشكلة ...


- بس إن شاء الله أشوفك ليلة الخميس علىالموعد !





ليته ما جاب طاري الخميس لحظتها ، بدون تردد قلت :


- ليلة الخميس بيجيني ضيوف على العشاء ... نخليها وقت ثاني ...




انفعل بسام ، و تغيرت نبرة صوته و هو يقول :


- بساحنا اتفقنا ! ليه ما تأجلي ضيوفك لوقت ثاني ؟

- ((( ... ما اقدر ... )))








أظن ، من ذيك الليلة ، بدأ بسّـام يحس ... إني ... ما كنت أبيه ...






الندم ، و تأنيب الضمير بدأ يتسللإلى قلبي بعدها بساعة ...

كنت أحاول أركز في الكتاب ، لكن لسعة الضمير ماخلتني بحالي ...

و مرت علي الساعات ... و أنا أحاول أرضيه و أبرر له ، بسضميري ... ( ما ينقص عليه ! )







بسـّـام وش ذنبهأعامله بالطريقة ذي ؟بسّـام يبي يعيش حياته ، يعيشها بمرح و اقبال و سعادة، و أنا ...

مو ذنب بسّـام إني فشلت في حبي لـ سلطان ....





آه يا سلطان ...

يا ترى في ساعة زي ذي ، في أيوادي أنت يا سلطان ؟؟؟أكيد نايم ... و يمكن تحلم ...

ليتني أقدرأقتحم حلمك ... بس أشوفك لو نظرة وحدة ... من زمان مجافيني حتى في أحلامي ... بعدذاك الكابوسالمفزع ... ما عدت جيتني ... ليه ... ؟حدني الشوق له ، جيت صوب جهاز الفاكس ، مدفوعة منأوامر قلبي ، مستسلمة لسطان حبي ، و كتبت ، و أنا فيغمرة الشوق و الحنين ...





يا حبيبي لو تجس نبضي تشوفه من كثر أشواقي لك طافالريــــــاحدق قلبي لين ما كسّـر دفــوفــه و رقصت دموعي على غنوة نياحغايب ٍ مثل البدر ليلة خسوفه لا هو راح و لا ضياه في الكون لاححاضر ٍ بس مختفي يداري طيوفه ينتظر إمتى يهل نور الصباحكم مضى منفارقت كفي كفوفه طارت اللمسات و ما فيها جناحكم لنا ما وسدت راسي كتوفه ولف بذراعه علي مثل الوشاحليه نقضي الليل كل ٍ في عزوفه ما بقى من عمرناكثر اللي راحليه نجرح بعضنا جروح ٍ نزوفه ما تعبنا من كثر زعل و سماح ؟حبنا مثل الحلى و احنا نعوفه ما رضينا إلا بمرّه و القراححبنا جنةزهر غطـّـت صفوفه أرضنا بالوان و عطره فيها فاحبيننا نهر ٍ تباعدنا ضفوفهكـلــّــما شـِدنا جسر في النهر طاحزاد قربك قلبي نيران و لهوفه و زادبعدك عني آهات و صياحآه من هجر الحبيب و من جحوفه جيته بالأشواق و جانيبالجراحتاه قلبي بين وديانه و كهوفه ضاعت الأشواق أدراج الرياح ...





و جيت أبي أرسلها له ، متجاوزة في ذيك اللحظة أي اعتبار ،و كل اعتبارو أنا جاية بـ أحط الورقة بالجهاز ، فجأة ، برقت في عينيلمعة ( الدبلة ) اللي في صبعي الثاني ، بإيدي اليمنى ...



وقـْفتإيدي في نصف الطريق ، معلقة بين سطح الطاولة ، و جهاز الفاكس ...

و وقفتأحداث حياتي عند ذي اللحظة ...




أنا وش جالسة أسوي ؟؟ لا يا قمر ... لا ... لا ... لا ...




تركت الورقة على الطاولة ، و طلعت منغرفتي بسرعة ، كأني أبي أهرب من شي أبتعد قبل ما اتهور ...

أمنع نفسي غصباعنها و عن سلطان قلبها ، من اللي كانت بجنون ناوية تسويه ....





نزلت الدور الأرضي ، ورحت المطبخ أبس أشغل نفسي بأي شي ،أي أي شي ...

شفت أوراقي اللي رميتها على الأرض محطوطة في واحد من الرفوف ..

تذكرت الوالدة ، و كيف زعلتها ، و زاد عذاب ضميري ...





يمكن ، كنوع من الاعتذار ... ما شفت حالي الا جالسة أحضرغذا و فطور لبكرة !




بعد كم ساعة ، صحت أمي تصلي الفجر ، و نزلتالمطبخ – كعادتها كل يوم – و أول ما التقت عيني بعينها ،ابتسمـْت ، و قلتبطريقة حاولت تكون مرحة قدر الامكان :




- فطوركم و غذاكم اليومعلى حسابي !





و ابتسامة منها ، كانت أكثر من كافية لأنتطمني أنها مو زعلانة علي ، و أنها نست الموضوع ، و أنها ...

مو ناويةتفتحه من جديد ...





يوم الأربعاء ، طلعت نتايج امتحاناالأخير ، و كانت شوق ، هي اللي حصلت أعلى درجة بيننا احنا الثلاث ...




- مبروك شوق ! تستاهلين أكثر !

- تسلمي قمر ! بس ماتوقعت الدرجة ! الحمد لله !



ناظرتها سلمى و هي تبتسم ، و رافعةصبعها و تهز ايدها – للتأكيد و تضغط على كلامها :




- شوق ! لاتنسي ! العشاء عندك زي ما اتفقنا !

- أكيد سلمى ! خلاص تجوني الليلة !





احتجيت :



- لا ! احنا اتفقنا العشاء عنديأنا الليلة !



و ردت شوق :



- قلنا اللي تجيب أعلىدرجة العشاء عليها ! عندي يعني عندي و بدون اعتراض ، و أنتِ نخليك للامتحان الجاي !



طالعت في سلمى أبي تأييد منها ، لكن بالعكس ، قالت :



- الاتفاق اتفاق ! خلاص شوق يالله روحي البيت عشان تسوي لي بيتزالأني بدون بيتزا ما أقبل العزومة !





و جلسنا نضحك ، وصدورنا متوسعة ، ما تفرق ، عندي أو عند شوق أو سلمى ، احنا صديقات و الله يديمعليناالمعزة!





و قلت باستسلام :




- زين شوق ! بس الأسبوع الجاي عندي أنا !

- و هو كذلكقمره ! الأسبوع الجاي عندك !






( قمره ) ... فجأةالتقطتها إذني بسرعة ، و اهتزت الطبلة ، و معها اهتز القلب ، و انتفض الجسد ...



مو بس لأنها ذكرتني بسلطان ...


بعد ، لأنها نبهتني ... إلى شي غفلت عنه ...


و هو ... أني رايحة للعشاء في بيت سلطان ..... !



كان الأوان فات خلاص ...

ما قدرت بعدها اعتذر أو انسحب ...

ما لقيت أي مبرر ... إش أقول لشوق ؟ما أبي أجي بيتك لأن أخوكسلطان و زوجته فيه ؟أنا يا ما رحت لها ، قبل زواجه ... قبل أربعة أشهر ... لكن من تزوج ما طبـّـيته ...

وشلون فاتتني هذه ؟يا خوفي ... ياخوفي تجيب منال ... تجلس معنا ...

ما أبي أشوفها ...

ما أبي أعرفها ...

ما أبي أسمع منها أو عنها أي شي ...

لازم انسحب ، لازم أعتذرلـ شوق بأي طريقة و أي حجة ... و أي حجة أفضل من .... بســّـام ... ؟؟؟الله هداني لذي الفكرة ، ما لي إلا أني أتصل علىبسـّـام و أقول له أن ضيوفي أجلوا زيارتهم ، و مستعدة اطلع معه ...


وبعدها أتصل على شوق ، و أقول لها أني باطلع مع خطيبي ، و ما أظن رح تلومني او تعتبعلي !


بدت لي الفكرة معقولة جدا و مناسبة ...


بعد صلاةالمغرب ، اتصلت على بسـّـام ...



- ((( ... ما اقدر ... )))



كانت نفس الكلمة ، ردها علي ، كأنها ( وحدة بوحدة ) ، بس فيالحقيقة شرح لي ارتباطاته و اعتذر و تأسف كثير ،أنا اللي حذفت الموعد ، ومو ذنبه أنه بعدها ارتبط بمواعيد ثانية ...



اتصلت بعدها على سلمى ،و قلت لها إني ما ودي أروح ، لأني ما ودي أشوف المخلوقة اللي اسمها ( منال ) و تعيشفي ذاك البيت ...



طبعا سلمى صارخت علي شوي ، و أنبتني ... و قالت لي :



- أنت ِ رايحة عشان شوق ، مو عشان غيرها ، ترى و اللهتاخذ بخاطرها منكو ما تجيك الأسبوع الجاي ، قمر لا تفسدي الود و تعكريالجو ...

و بعدين ليه تفترضي أن منال رح تجلس معنا ؟ ما أظن ! أكيد رح تطلعمع زوجها، الليلة خميس و الكل يطلع !



سلمى ما فهمتني زين ... بسأنا ورطت نفسي ، و ما لي إلا أني أروح ...



... واللي يصير ... يصير ...

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 17-08-08 الساعة 10:45 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 08:02 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقة السابعة


وصلنا بيت ( شوق ) ، أنا و ( سلمى ) حواليالساعة ثمان ...


طول المشوار ، و أنا قلبي يخفق بسرعة و توتر ، كأنيباسوي مقابلة شخصية للالتحاق بالجامعة !




كنت خايفة ... ومتوجسة ... من شوفة زوجة عسل ، و اللي ما قط شفتها من قبلياماتخيلتها ، و رسمت لها صورة ببالي ...

شكلها ، هندامها ، صوتها ، أطباعها ...



كل شي ... صورة كاملة عن شخصية ما عمري عرفت عنها شي ، غيرأنها بنت خالة ( شوق ) ، و أن اسمها

( منال ) ، و أنها التحقت بالجامعة هذهالسنة – يعني أصغر مني – و أنها ... تزوجت الرجـّـال اللي أنا أحبه ...



رسمت لها هالصورة ، و كرهتها !







طبعا عندي فضول أني أشوف ، الإنسانة اللي يعيشمعها حبيبي ، و تشاركه كل شي ... لكن ، أنا للآنجرحي ينزف ، و ناري ماخمدت ... ما هو الوقت المناسب إني اتلقى صدمة تهدني من أول و جديد ....






عند المدخل ، وقفت ، و تراجعت خطوة وحدة ، و ناظرتنيسلمى مستغربة :




- ها قمر ؟ وش بلاك راجعة لوراء ؟

- سلمى ... أبي أرد البيت !




مسكتني من إيدي و سحبتني معها ... دون ما تقول شي ... ، و دخلنا البيت ....





تغير ، سووابالحديقة و الممر تعديلات ، عن آخر مرة شفتها قبل كم شهر ...

الأشجار كانتمنسقة على جانبي الممر العريض بشكل فني مدهش ...

و الجو عابق بريحة الورودممزوجة بالرياحين ... مع رطوبة باردة ، تخلفها الأشجار في الليل ، و تحملها الأنسامإلىصدورنا ، و نحس براحة و انتعاش تلقائيين ... !








عند بوابة البيت ، كانت ( شوق ) واقفة تنتظرنا ...



استقبلتنا بترحيب حار ، و بـ ( شوق ) مماثل لاسمها الجميل ...

ما كأننا قبل كم ساعة بس ، كنا سوى بالجامعة !







حتى من داخل البيت ، التصميم تغير ، و الغرف تبدلت ... بس كان ، تحفة فنية مدهشة ...

آخ لو كان هذا بيتي ... ! يا ليت ...





أخذتنا شوق إلى غرفة جانبية ، أذكر أنها كانت من قبل مكتبة، و أذكر .. أن الغرفة اللي جنبها على طول ، كانت ...

مكتب سلطان ...





- تغير بيتكم كثير يا شوق !

- صحيح ! من مدة مازرتينا ، يمكن نص سنة أو أكثر ! بيتنا على ذي الحال من حول خمسة شهور !




صحيح ، معها حق ، صار لي شهور ما جيتهم ...

طبعاالأحداث ارتبطت بمسألة خطوبة سلطان و زواج سلطان ...


اللي خلى سلمىعشان تسكر أي باب ينفتح لذكر سلطان – تقول مغيرة الموضوع :





- سويتي لي البيتزا و الا لا ؟ قولي بسرعة ترى ( سوّاقي ) ينتظر برى و إذا ما فيه بيتزا أخذت بعضي و مشيت !





ضحكت شوق، و قالت بين ضحكاتها :



- لا تخافي ! سويت لك صينية كامله عشانكوحدك ! و إذا ما اعجبتك ، خليت ( سوّاقك ) يروح يجيب بيتزاية وحدةمن كلالمطاعم اللي بالشرقية !










بعد فترة ،طلعت شوق ....






- وش فيك قمر ؟ شارذة عنا ؟سالتني سلمى ، و هي لاحظت أني قليل اللي اتكلم ، و ابتسم ...





- تتوقعين ... تجي ؟

- ردينا ؟ وش عليك منهاحتى لو جت ؟ وحدة ما تعرفينها ، أنت ِ جاية لبنت خالتها مو لها هي ،و أظنأن شوق منتبهة للنقطة ذي ، و لا راح تتعمد تجمعكم !






طمـّـني كلام سلمى ، ما فيه أي داعي يخلي شوق تجيبمنال تجلس وسطنا ...

و تطمنت أكثر لما رجعت شوق وحدها ، و قالت بدعابة :






- تفضلوا ...

( البيتزا ) جاهزة !




في غرفة المائدة ، جلسنا احنا الثلاث متعاونين على ذيك بيتزالين قضينا على معظمها !

كانت الجلسة حلوة و السهرة ممتعة ، و انبسطت بشكلأكثر مما توقعت ...

أو بالواقع ... انهرت بشكل أفظع مما توقعت ...





بعد العشاء ، رجعنا للغرفة الأولى ( المجلس ) ، و بطريقنالمحت باب الغرفة المجاورة – مكتب سلطان – مفتوح شوي ...





دخلنا المجلس ، و جلسنا عند الكنبات اللي عند نفس الجدار ،اللي يفصل بين الغرفتين ، المجلس و مكتب سلطان ،

... و أنا اتخيل أن سلطانموجود بالغرفة الثانية ... و يفصلني عنه ، جدار واحد بس ...





ايش يصير ... لو يتحطم هذا الجدار ....

ايش يصير ،لو تتحطم كل الجدران اللي بالدنيا ـ اللي فصلت بيني و بينك ...

ليت الجداركان شفاف ، و أشوفك ...

ليته كان زجاج ، و أكسره و أجيك ...

ليتكان فيه بس نافذة ، أطل منها عليك !

او حتى ثقب ، أناظرك منه ...

ليت شوق و سلمى ، يناموا دقايق بس ، باروح أشوفه و أرجع !

يا قربكو يا بعدك ...






مثل المجنونة صرت و قلبي متعلق عند ذاكالجدار ، لمجرد أني تخيلت ، أن سلطان موجود خلفه ...

أجل وشلون لو كان ... صحيح موجود ...؟؟؟حلقت بخيالي في سماه ، و نسيت حالي ...

شوق و سلمى يسولفوا و أنا بعيدة عنهم ... فكري و بالي نسيتهم عند باب ذيكالغرفة ... لفيت براسي صوتباب المجلس ، و أنا أتخيل نفسي أقوم ، و اطلع ،و أروح له ... أو أنه هو يجي و يفتح هالباب !






و انفتحالباب ... !






ارتعبت ، و وقف قلبي ... و انحبس آخر نفسأخذته داخل صدري ، و عيني انفتحت أوسعها .... و أنا ارتقب ...

أكيد أناأتخيل ... الباب ينفتحببطء ... الحين بيطل منه سلطان ؟؟؟خيالي رح يتحقق؟؟؟ سلطان هذا أنت ؟؟؟و دِخـْـلـَـت ....







كنت أنا أول وحدة انتبهت لها .... و جت عينها علىعيني على طول ، كأنها جاية متعمدة تشوفني ، تدوّر علي ....




- السلام عليكم ...




لما جا صوتها ، انتبهت لها شوق و سلمى ، واللي كانوا مشغولين بالكلام و الضحك ...







إش صاربعد كذا ؟؟؟خلي سلمى ، تحكي لكم ....













كنا جالسين نسولف ، ونضحك بمرح ، أنا و شوق و قمر ، في بيت شوق ...

كانت قمر معظم الوقت ساكتة ،و يا دوب تبتسم ...



فجأة ، سمعت صوت غريب :





- السلام عليكمو التفت جهة الصوتعند الباب ، و شفت ( منال ) ...



أول شي قفز ببالي على طول ، هو قمرو قبل ما أرد السلام ، التفت عليها ...


قمر ما كانت شافتمنال من قبل ، و كانت خايفة تلتقي بها هذه الليلة ، و أنا قلت لها :

( مستحيل شوق تتعمد تجمع بينكم .... )






الحين ، و أناأطالع بوجه قمر ، و أشوف عينها مفتوحة لأقصى حد ، و وجهها مخطوف اللون ،وتعابيره كأنها تعابير المحتضر لا شاف ملك الموت ... الحين بس عرفت و قدرت الخوفاللي كانت عايشتنه ...






وقفت شوق ، و علامات الدهشة علىوجهها ، و نقلت انظارها بيننا احنا الثلاث ، و قالت ترحب بـمنال :



- و عليكم السلام ! هلا منال ...





كان واضحعليها أنها ما توقعت منال تجي ...






أنظار منال الحين جتعلي ، و وقفت من باب الأدب و سلمت عليها و صافحتهاالدور التالي طبعا كان ... على قمر ...

قمر جامدة في مكانها مثل التمثال الخشبي ...

شوق ،حبـّـت تعرّف عن كل وحدة للثانية ، لأنهم أول مرة يلتقون ...







- هذه صديقتي و زميلتي قمرقالتموجهه كلامها إلى منال ، و بعدها ، طالعت في قمر ، بنفاذ حيلة ، و قالت :



- ... منال ... زوجة أخوي سلطان ....






منال ابتسمت ، و مدت إيدها تبي تصافح قمر ، و لا هيدارية عن شي !


ضربت جزمة قمر بجزمتي ضربة خفيفة ، أبيها تتحرك ، تقولشي ...


ما أدري ، هي حست بالضربة أو لا ؟ بس شفت راسها يطاطىء صوبالأرض ، و يدينها ترتكز على الكنبة ، كأنهاتبي تستند عليهم عشان توقف ، وشوي شوي ، ارتفع جسمها عن الكنبة كم بوصة ، قبل ما تنهار عليه فجأة و تغيبعن الوعي .....





الأحداث اللي صارت بعد كذا جتبسرعة ، ما لحقت أسجل تفاصيلها الدقيقة بذاكرتي ...


كانت ليلة ما تنسى، منها كرهت البيتزا – اللي ما لها ذنب – و ما عدت آكلها ...

كل البيتزا ،و كل اللي أكـَـلـَـتـْـه على ذاك العشاء طلع في حالة مهولة من الترجيع ...








أذكر ، أن ضغطها ، لما جابت شوق جهاز الضغط وقاسته بسرعة ، كان سبعين على خمسة و ثلاثين ...





حسيتليلتها ، أن روحها خلاص بتطلع ... كأنها حالة تسمم حادة ، بس كانت صدمة عصبنفسيةمباغتة ..





كان نبضها بالمرة مضطرب ، و أنا أصريت نوديهاللمستشفى في الحالقمر كانت معترضة ، تقول باروح البيت ... ، بس حالتهاما طمنتنيأصلا هي ما قدرت ترفع راسها عن الكنبة ، كانت دايخة بالمرة وعينها اللي كانت مفتوحة حدها قبل شوي ، غمضتهاو ما عاد تقدر تفتحها ... تقول :

(الدنيا تدور)









جيت أبيأقوم أتصل لأحد من أهلي أو أهلها ، يجي يوديها المستشفى ، و سمعت منال تقول :



- نخلي سلطان يودينا ؟ردّت عليها شوق :




- سلطان موجود ؟

- ايه بالمكتبو كان صبعها يأشـّـر على الجدار اللي ورانا ، وبنفس اللحظة طلعت بسرعة ، عشان تروح تقوله ...




يا ليت كان عنديسواق ، ينتظرني عند الباب ... يا ليت ...



مسكت التلفون ، بغيت أتصللأمها ، بس شوق منعتني





- ما فيه داعي يا سلمى ، لاتخوفينها ، شوي و تصير زينة ... دوخة و تروح ...


و يا ليتها كانت ... ( دوخة و تروح .... )








كان بو ثامر – والد قمرحسب اتفاقنا ، رح يجينا حول الساعة عشر ونصطالعت الساعة ، كانت عشرإلا ثلث ، قمر ، فتحت عينها و رفعت راسها شوي شوي ،و حطت إيدها على جبينها، و تأوهت ...




- ودوني البيتشفت ، كأن وضعها أفضل و الدوخة بدتتروح ...


- قمر أنت ِ بخير ؟ وش تحسي فيه ؟سألتها بقلق ، و هزت راسها ، تطمني أنها بخير ...

و بعدها ردت تقول :



- ودوني البيتو اسندت راسها على مسند الكنبة... و غمضت عينهامرة ثانية ...




شوي ، و جت منال تقول :


- يالله ... السيارة تنتظر ...







صبرنا دقيقتين أو ثلاث ، لينخفت الدوخة عنها ... و قدرت توقف ، و أنا و شوق ساندينها من الجنبين ...


منال سبقتنا للسيارة ، و احنا نمشي شوي شوي ماسكين قمر ، تهيأ لي أنهابـ تطيح أي لحظة ...

ما كانت طبيعية ، سمعتها تقول ، و احنا نعبر ممربالبيت رايحين للسيارة :





- ريحة الورد حلوة ... !

باكسـّـر الجدار ... !







صحيح كانت ريحةالورد و الرياحين مالية الجو ، بس التعليق جا مو في مكانه ..!

أما ( بـاكسر الجدار ) فما لقيت لها أي تفسير ؟؟؟وصلناالسيارة ، كانت منال جالسة قدّام ، و سلطان مو بهاجلسنا على المقاعدالخلفية ، أنا على اليمين ، و شوق على اليسار ، و قمر بينناثواني و وصل سلطان ، و بسرعة ساق ، و وصلنا المستشفىبعد سبع دقايقطول الوقت ، و قمر راسها مايل على كتفي ، و إيديبإيدها و كل شوي أسألها :



- كيف تحسي ؟و يجي جوابها بضغطة خفيفة من إيدها على إيدي ( أنابخير )





وقف سلطان السيارة عند بوابة الطواريء ، و نزل ... رايح يجيب كرسي عجلاتقمر فتحت عينها و تلفتت من حواليها ، و قالتباعتراض :






- ودوني البيت ! ما رح أنزل هنا أنا بخير ...

- لكن يا قمر ...




قاطعتني :

- سلمى تكفينأبي أرجع البيت ...






ثواني و رجع سلطان بالكرسي ، و لماوصل لعند السيارة فتحت شوق النافذة و قالت:



- خلاص أخوي بنوصلهابيتها ...


و رجعنا بطريقنا ...














أخوي سلطان صار يسوقبسرعة طبيعية ، و كانت عيني أنا و سلمى على قمر ، مو على الطريق ...



ما انتبهت ، إلا على صوت أخوي ، لما وصل مفترق طرق ، يسأل :


- وين ؟رفعت عيني عن قمر و طالعت الشارع ، و ناظرتأخوي بالمراية و قلت له :



- يمين ، ... بيت بو ثامر ...








و نظراتي بنظراته على المراية ، شفت – رغم أنالإضاءة خافتة – شفت نظرته فجأة تضطرب ، و جفونه تنفتحعلى آخرها ... وحدقت عيونه بعيوني تسألها :




- ( هذه قمر ؟؟؟ )

و هزيتراسي هزة بسيطة : ( .. نعم .. )






وقتها بس ، عرف سلطانأنها كانت ... قمر ...







وصلنا عند آخر لفة ، توصللبيت بو ثامر ... كانت يد قمر بيد سلمى ... ما أدري وش حست بها فجأة ، لأنا سمعناهافجأة تنادي بصوت عالي مفزوع :





- قمر ! .... قمر .... تسمعيني ؟؟؟فزعنا كلنا ، و وقف أخوي سلطان السيارةقريب باب البيت ...

و قمنا أنا و سلمى نهز قمر ، نبيها تجاوب أو تتحرك ،لكنها كانت مثل قطعة القماشصرخت :



- ارجعالمستشفى يا ســلــطــانو بسرعة ، و بلمح البصر ... ( طار ) بالسيارة طيران للمستشفى ... المشوار ، ما أظن أخذ أكثر من دقيقتين !





وصلنا عند بوابة الطوارىء ، و فتح سلطان الباب بسرعة و قفزمن السيارة ...


ها المرة ، ما راح يجيب كرسي العجلات ...


لف على الباب اللي جنبي و فتحه بسرعة ، و صاح :




- انزلي شوق ...




أنا ، ما استوعبت شي ، ما مداني استوعب ... طالعت به و حتى قبل توصله نظراتي المستغربة ، رد صرخ علي :


- بسرعة شوق !






نزلت من السيارة ، و جا هو ... و مد يدينه داخل ، وشال قمر على ذراعيه ... و طاربها لداخل المستشفى ...





ركضنا وراه ، وصلنا و شفنا ه يحطها على السرير ، و تجيالممرضات و يختلط هذا بهذا و تعم الفوضى ...










من مجرد ( دوخة و تروح ) ، إلى نزيفداخل الدماغ ...






التشخيص اللي وصل له الأطباء بعدالفحوصات المكثفة ...




صديقتي أنا ، أعز و أقرب صديقاتي ، و أحبانسانة لقلبي ، صار عندها نزيف داخل الدماغ ...


بعد ما انفجر شريانصغير ضعيف البنية في راسها ، بسبب اضطراب مفاجيء في الضغط ....



ظلتقمر ساعات غايبة عن الوعي ...




أذكر أنها لثواني فتحت عينها ،قبل ما ياخذوها لقسم الأشعة ، و يتهيأ لي أني سمعتها تهذي ، مرة ثانية ....


- ( بـ اكسر الجدار ... ! )





إش كانت تقصد ؟الله أعلم ... !





قالتها مرتين أو ثلاث ، و ردت غابت عنالوعي ، و لا أفاقت إلا يوم ثاني ...






إلى الآن ، مرتثلاثة أسابيع تقريبا ، قمر استردت عافيتها كاملة ، و لأن النزيف كان بسيط ما احتاجتلأي عملية ،الحمد لله ، بس ظلت كم يوم بالمستشفى تحت الملاحظة ...








حالتها ظلت مستقرة جدا ، و الأطباء أكدوا أنالشريان اللي انفجر كان به نقطة ضعف في أنسجته ، و هذا ما يقتضيبالضرورةأن بقية الشرايين بها نفس المشكلة أو أن قمر احتمال تجيها نفس الحالة مرة ثانية ...





و أنا بعد ، ما خليت كتاب فيه موضوع عن ( نزيف الدماغ ) إلا و قرأته ، لين تهيأ لي أني بـ صير ( جرّاحة مخ و أعصاب ) !





الأحداث اللي صارت ، كرّهتني بأشياء واجد ...

كرّهتني في نفسي ، لأني ضغطت على قمر أنها تروح معي لشوق ذيك الليلة ...

كرهتني في أهلي ، اللي ما هم مقتنعين يجيبوا لي سواق انتفع به وقت الأزمات !

كرهتني بالبيتزا !

و كرهتني بعد ... أكثر و أكثر .. في سلطان ....






سلطان هو السبب ، و بـ أحمله مسؤولية أي شي يصيرلقمر ...




قمر ... ما قدرت تتذكر أي شي صار ، من لحظة شوفتها لـمنال ... الى اللحظة اللي صحت فيها من الغيبوبة ، يومثاني ...
















بالرغم منأني كنت جافة في معاملته ، بسـّـام طول الأسابيع اللي طافت ، كان يعاملني بكل عطف وحنان ... و إذاباعترف ... و بحب ...






نظرتي لهتغيرت ، و بديت أتعاطف معه ، و حسنت موقفي منه كثير ...


لكن ... ماحبيته ...



الشي اللي خلاني ، و بعد تفكير و عوار راس في أحرج مراحلحياتي ، أفكر أني ... أفك ارتباطي به ...





بسّـام يستاهلوحدة أفضل مني ، وحدة مستعدة تستقبل مشاعره الدافية ، و تبادله نفس العطاء ...




هذا القرار بعدني ما أعلنه ، و ما لي إلا سلمى ... اعرض عليهامخاوفي ...


سلمى جاية لي بعد شوي ، حسب اتفاقنا ... و رح أقول لها ،أنا وش أفكر فيه ....









و في موعدها ، وصلت ... و جتني الغرفة ، و ابتسامتها تسبقها ، و المرح دوم على وجهها الدائري حتى فيأصعبالظروف !







- سلمى فيه شي ، وديتشاركيني فيه ...

- خير قمر ؟ كلـّي لك !






ابتسمت ، و بعدها أظهْرت ملامح الجد ... و قلت ، بدونلف و لا دوران :



- بـ افك خطوبتي من بسـّـام ...





ما تغيرت البسمة و تعابير المرح على وجهها ، و قالت بعدصمت ثواني :




- مزحة ثقيلة قمر ! هاتي غيرها !







جلست فترة طويلة أحاول اقنعها بمبرراتي ...

الرجّـال ما يستاهلني ، يستاهل وحدة أفضل ... أنا ما شفت به عيب و هذا الليذابحني ...

حرام أظلمه معي و أنا ... ما احبه ! و الله ما احبه !







- قمر اسمحي لي أقول لك : أنت ِ انسانة مستهترة وما عندك وفاء !






كانت أقسى كلمات قالتها سلمى لي ، وظلـّـت تهاوش فيني مدة ، و صرخت بوجهها :





- ليه مو قادرةتفهميني يا سلمى ؟ حرام علي أظلم الرجـّـال معي ،سلمى أنا ما أحبه ! لاحبيته و لا عمري رح أحبه ! ما أحبه غصب هي ؟







- أكيد ما تحبينه ، دام (سلطانوه ) اللعين بعده عايش ...

الله ياخذ روحه ذيالساعة و يفكنا منه آمين!







ما وعيت لنفسي ... إيديتحركت لا إراديا ، و صفعت سلمى على خدها بقوّة ...





سلمىجمدت بمكانها ... مذهولة من ردة فعلي ... و أنا نفسي تجمدت ... ما عرفت إش أسويبعدها ...






راحت سلمى صوب مكتبي ، و مسكت قبضة واحد منالأدراج ، الدرج اللي تعرف إني فيه أحتفظبكل شي يخص ذكريات سلطان ... سحبتالدرج بقوة ، و مدت إيدها و طلـّـعت أوراق كثيرة ،و بعصبية رمتها صوبي وهي تصرخ :







- عشان هذا ناوية تدمري حياتك ؟ عشانهذا مستعدة تضحي بخطيبك ؟ عشان هذا تصفعيني أنا يا قمر ؟؟؟عشان سلطانوهالزفت ؟ إش استفدت ِ منه و إش جاك من وراه ؟خذي ...








و هي تطلع في الأغراض و ترميها صوبي شي ورا شي ...



- خذي ...

هاك سلطان ... خذي بعد ... و بعد ... لينتموتي بسببه و تشبعي مـــــــــــــــوتأنا ، ما سويتأي شي ...


ظليت أراقبها في ذهول و هي ترمي علي الرسايل ... المذكرات ... الكتب ... و السبحة ...





من بين كل الأشياء ، مديت ايديو التقطت السبحة ... راقبتني سلمى و أنا أمسك بالسبحة كأني أمسك بروحي لاتطلع ...







غصبا علي ... فاضت عيوني بالدمع، و أنا أشوف ذكريات سلطان ... تنرمي و تتبعثر حوالي ...

و سلمى تصرخ بوجهيبعصبية و قسوة ما عهدتها عليها من قبل ....






لما شافتدموعي تسيل ، و أنا اطالع فيها ... كأني أرجوها ... لا ... لا تقتلي سلطان ... لاأرجوك ...





هدأت نوبة التهيج اللي اعترتها ... و ابتعدت عنالمكتب ... و جت لعندي ...





جلست جنبي ، و مدت يدها تبيتنزع السبحة من بين أصابعي ، و ضغطت بقوة ، بكل قوتي عليها ...

هي تشد ، وأنا أشد ...



( لا يا سلمى لا ... لا ... لا ... )








و انقطعت السلسة ... و تبعثرت الفصوص علىالأرض من كل جهة ...




جرت أنظاري تركض ورا الفصوص ... كل واحداستقر بمكان ... و في إيدي ، ظلت السلسة مقطوعة تترنح ....



- سلطان ... انتهى ...




قالتها و هي تشد على صوتها بحدة ، و تشير الىالفصوص المتبعثرة ... كأنها تقارن نهايتها بنهاية سلطان ...

المصير واحد .....






هويت براسي على الكنبة ، و بكيت ...

بكيت بكاء طويل ، و عميق ، و شجي ....





ظليت أبكي وأبكي و أبكي ، و صورة الفصوص و هي تتبعثر على الأرض من حولي ، مطبوعة بأنظاري ...



ما حسيت لسلمى ، و لا دريت عنها و هي تطلع من الغرفة ، دون كلمةزيادة ...




أول ما رفعت راسي بعد مدة طويلة ، تلفت ، و لا شفتها ...



شفت الأوراق متبعثرة عند رجلي ، مديت إيدي و أخذت أقرب ورقةمنها ... و قريت :



((( قمره ... الوالدة خطبت لي بنت خالتي البارح، أنا تدبـّـست ... )))


الحلقةالثامنة

سبعة عشر يوم مروا ، من ليلة العزومة ...

17 ليلة و أنا أدعيكل ليلة ، و أطلب من الله أنه يقــّـوم صديقتي قمر بالسلامة

17 مرة ، سألنيأخوي سلطان عنها ...





كان كل يوم ، أما وهو يوديني أويجيبني من الجامعة – بعد ما يوصل منال ، و أحيانا بعز الليل ، بعد ما يرجع منمشاويره اللي كثرت ، يسألني عن صحتها .




و اليوم ،الأحد ، خلصنا المحاضرات بدري ، و رجعت البيت الظهر ، مع وحدة من زميلاتي ، بالتالي ... ما شفتسلطان من الصباح .



سلطان ما كان سالني عنها أولالنهار ، عشان كذا ، توقعته يمر علي بالغرفة قبل ما يروح ينام ، نص الليل ...





كنت جالسة أراجع بعض النوتات ، و كل شوي أناظر الساعة ... و سلطان ... تأخر ...



يمكن يكون جا ، و راح نام ؟ بس ... غريبة ماسأل عنها اليوم ! أكيد خلاص تطمن ... و قمر ، الحمد لله ، ردتطبيعية ، ورجعت للجامعة من الإثنين الفايتفضولي ما قدرت أقاومه ،طلعت من الغرفة أبي أتأكد ، أخوي رجع و إلا لا ؟رحت عند نافذةالصالة ، المطلة على الكراج ، و ما شفت سيارته موجودة ...






- ما أدري وش به تأخر !



التفت ناحيةصوت منال ، جاي من مدخل الصالة ...



- منال ! لسـّـه صاحية ؟؟

- تأخر ، و كلما اتصلت على جواله لقيته مقفل ...

- أكيد جايبالطريق ... خلينا نروح نلحق ننام لنا كم ساعة !





قلتها ، وأنا مو مقتنعة بها ، بالعكس قلقت أكثر لما شفت منال كذا قلقانة ...




- تصبحين على خيرو رجعت غرفتي ...

طفيت الأنوار و غمضت عيني ، و غفيت ...





انتبهت منالنوم فجأة على صوت طرقات على الباب ، ركزت سمعي ، أبي أتأكد هذه حقيقة و الا حلم ... و تكررتالطرقات مرة ثانية ...



( هذه منال ، أخوي مارجع و جت تقول لي ... أكيد يا رب يكون بخير ... )




قمت عن فراشيو رحت و انا متخوفة للباب ، و فتحته بقلق ...



- ... سلطان ... !



حسيت براحة كبيرة ، هذا أخوي سلطان قدامي الحين ، الحمد لله ...

و ابتسمت ..



- هلا !


- آسف شوق ...



أكدت ابتسامتي ، و هزيت راسي مشجعة ( أبدا ، يا هلا بيك )



- أبي أتكلم معك دقيقتين ...

- تفضل أخوي ...




و ولعت الأنوار ، و دخل أخوي ، و صكيت الباب ...





حسيته متردد ، طبعا ، أنا عرفت أنه – بلا شك – يبي يسألنيعن قمر ...


لكن تردده حيرني ، و شفت أني اختصر عليه و أقولها :



- الحمد لله اليوم قمر كانت بألف خير ، حتى نفكر نطلع السوق سوىنهاية الأسبوع !





ابتسم ابتسامة خافته ، باهتة ، ما هيابتسامة واحد مرتاح البال ...

مع ذلك ، قلت انا بمرح :



- إيدك يا أخوي على ألفين ريال ! مكافآت هذا الشهر و اللي قبله أخروها علينا و أناأفلست !





هالمرة تمدد فمه بابتسامه أوسع ، و قال :



- حاضرين ...




- خير سلطان ؟واجهته بالسؤال مباشرة ، أبيه يتكلم دون تردد ... و أخيرانطق ... و أذهلني ...



- أبي أسلم عليها ...





طالعته و أنا مو مركزة ، يمكن ما سمعت زين ؟ يبي يسلمعليها ؟




- ... كيف يعني ... ؟؟؟

- بس ... أقول لها : حمد الله على السلامة ، و ما تشوفين شر ...

- .... تبيني أوصل لها كلامك ؟

- لا .... ودي أقوله لها ... بنفسي ...





يعنيبطريقة أخرى ، يبي أخوي سلطان ... يشوفها ...



سكت ، ما رديت و لاعلّـقت حتى بنظرة ... لما حس بسكوني الرهيب ، قال :



- ما هو ممكن ؟

- قلقان عليها ؟ ما تصدقني ؟ و الله صارت عادية جدا ...

- ما هوممكن ؟؟؟شفت بعينه ، نظره أقرب للتوسل منها للتساؤل ... نظرة ما عمري شفتها بعينه من قبل .. ذبحتني ذيك النظرة...

أجهضت كل كلمةاعتراض كانت بتنولد ردا عليه



- كيف ؟ وين ؟

- أجيبكم بكرةمن الجامعة ...

- ... بس ... بس قمر يجيبها خطيبها كل يوم ...




ما علـّـق ، و كأن ّ الجملة ما عجبته ، من التنهيده اللي طلعتمنه ...




حسيت بعيونه تقول لي : ( يعني ما هو ممكن ؟ ) و كأنهامتعلقة بآخر طيف أمل ... ما اقدر أشوف أخوي الغاليكذا ...





- طيب ، رح أدبرهاتهلل وجهه ، وابتسم هذه المرة ابتسامة رضا مشرقة ... بعدها ، قال يختم الكلام :




- تصبحي على خير ...




و لف ، و صار ظهره ليو مشى لين وصل الباب ، و فتحه ...




- أنت َ تحبها ؟سألته فجأة ، و هو فاتح الباب بيطلع ، و وتوقف بنص الطريق ...

مرت ثلاث أو خمس أو ست ثواني ، و هو واقف بنفس الوضع ، و رديت ناديته :



- سلطان ؟؟؟استدار لي ، و جت عينه بعيني ...



- تحبها يا سلطان مو صح ؟ما رد ... ذكرنيبذيك اللحظة ، لما كنا عنده بالمكتب ، لما سألته قمر السؤال نفسه و ظل صامت ...




- سلطان ... أنا شفت ورقة الفاكس ... اللي كنت تبي تبعثها لها، ذاك اليوم ...




عنيت الورقة اللي شفتها بين أوراق سلطانالمتبعثرة في المكتب ،

(( قمر أنا أحبك ))






أخوي سلطان اللحظة ذي ، حسيته جبل يوشك أنه ينهار ...





- شفتيه على الورق ؟ أجل لو شفتيه داخل صدري ... هنا فيقلبي ... محبوس بين ضلوعي ... إش تقولين ؟تفجرت الكلمة منلسانه ، بالأحرى من قلبه فجأة ، بعد كتمان طويل ... كان يضرب على صدره و هو يقول
( هنا بقلبي )




شفت عذاب الدنيا كلها مكتوب في عينه ...



- أحبها ؟ نعم أحبها ، أحبها و أعشقها ... و بعد ؟؟؟ و تالي ؟؟؟تمنيت إني ما سألته هذا السؤال ... ليته خليته يروح بأمان الله، ندمت ، و لآخر العمر باظل ندمانه ...




لف أخوي سلطان يبي يروحخلاص ، بس استوقفته :


- سلطان ...


ما التفت لي ، قالبمرارة :


- نعم يا شوق إش بعد ؟جريت صوبه ، طوقتهبذاعيني ، أخذته بحضني ، و ضغطت عليه بقوّة ...

كانت دموعي تسيل لا إراديا ... ما بغيت اللحظة تنتهي ، ليتني كنت أقدر أسوي شي عشانه ... أخوي الحبيب ...





الشي ، اللي ما اكتشفته إلا بعد فترة شهور طويلة ، هو ... أن ( منال ) لحظتها كانت عند الباب ...







سلـّـمتعليها سلام عابر ، و مشيت عنها ! تجاهلتها أول الساعات ( أمثل دور الزعلانة )

لكن بعد كذا ... رحنا الكافاتيريا سوى ، أنا و قمر و شوق و زميلات غيرنا ،و جلسنا في لمـّـة حلوة ...





و عشان أأكد أن الأمور بيننا ( صافي يا لبن ) مهما تهاوشنا ، طلبت منها بكل مرح و جرأة :


- قمورة بـاجيب لك بحثي و أنت ِ اكتبيه بالكمبيوتر ، خلصيه و جيبيه لي خلال يومين مو توهقيني !


- حاضر يا ستـّـي ، بس إن شاء الله ما يكون ( ثامر ) لاعب بجهازي زيالمرة اللي فاتت !




أخوها ثامر ما شاء الله مولع بالكمبيوتر ، وأكيد رح يلتحق بها التخصص بعد الثانوية !





تطمنت ، جوابهاكان يعني أن كل الأمور بيننا ( سمن على عسل ) ، و يعني بعد أن روحتنا للسوق الخميسالجاي ماانحذفت .




و احنا جالسين نسولف مع بعض ، شوق قالتلقمر :


- ( أبيك بشغلة )


و راحوا ثنتينهم عنا ...





إن جيتوا للحق ، أنا ما اكترثت لشي و لا كنت باكترث ، لولاالوجه اللي رجعت به قمر بعد دقايق ....




العيون تبرق ...

الشفايف متقوسة مفتحة ...

الخدود محمرة متوهجة ...

الابتسامه لاصقة بوجهها و الأسارير منفرجه عليه ... !




الأمر فيه ( سر ) !

و إذا ما خابت ظنوني ، الأمر فيه (( سلطـــان )) !



طبعا رح تقولوا أن مالي حق أتدخل ، بس هذه صديقتياللي أعزها أكثر من أخواتي ، و أعطي نفسي الحق في أنيأسوي الشي اللي منصالحها ...






كانت مجرد شكوك ، بس بعدين ، لما شفتهارايحة تجري مكالمة بالتلفون ، و سمعتها بعد تقول – تكلم خطيبها علىالطرفالثاني – (بارجع مع زميلتي ... )

تأكدت ... شوق قالت لها شي عن سلطان أكيد، وأنا لازم أعرفه ...





أمس كنت متهاوشة معها و ما أبيأواجهها مرة ثانية اليوم ، كنت قاسية معها كثير ... قمر بعدها تتكلم بالتلفون ، وشوق موجودة قريب مني ...




تركت قمر ، و جيت لعند شوق ،و أنا مصرة أعرف .. ايش السالفة ؟؟





- شوق

- هلا ؟

- ممكن سؤال ؟

- أكيد سلمى !

- إيش قلت ِ لقمر ؟طالعتني بنظرة استغراب ، و عاد أنا أسلوبي ما به لف و لادوران ، قلتها مباشرة :



- إيش قلت ِ لقمر قبل شوي ؟ إش بينك وبينها ؟ ممكن أعرف ؟اسنكرت سؤالي و ظهرت تعابير الاستياء علىوجهها ، بس ، رضيت على نفسي ها لمرة أكون ( وحقة ) شوي ، و لاأن سلطانوهالزفت يرجع يظهر بحياة قمر ، يعذبها من جديد ...





- إذا ماخانتني توقعاتي يا شوق ، أنت ِ قلت ِ لها شي له علاقة بأخوك ...



رفعت حاجبها الأيسر ، في نظرة تجمع بين التنبيه ، و الدهشة والاعجاب !

اللي زادني يقين فوق يقين ، أن الزفت له ضلع في الموضوع .





- قمر بـ ترجع معك اليوم ؟

- نعم

- و اللييوديك البيت طبعا أخوك

- نعم

- يعني ... قمر رح تلتقي بـ أخوك

- ....

- ليه يا شوق ؟

- عفوا سلمى بس ما تلاحظي أن الأمر، ما له صلة بك ؟

- إلا ، قمر صديقي و أختي الحبيبة الغالية ، و اللي مااسمح لأي مكروه يصير لها و أنا أتفرج ! نسيتي اللي صارببيتكم قبل كم يوم؟؟؟أنا ما ابي أقول شي لقمر لأني توني متهاوشة معها أمس ، امنعي أنهاتشوفه فورا .






ناظرتني بنظرة غضب ، و شاحت بوججها عني ... يعني هي تأيد هذا اللقاء و تبيه يصير ...






- قمر هياللي طلبت منك توصليها ؟

- لا

- أنت ِ ؟ انت ِ اللي تبينها تشوفه ؟تعتقدي أن هذا رح يفرحها ؟

- أخوي يبي يقول لها حمد الله على السلامة ، لاأكثر .

- يعني سلطانوه هو اللي طلب !؟طلعت الجملة منلساني عفويا ، و لفت علي و طالعت بي شوق بغضب ، ليه أسمي أخوها سلطانوه ! زين ماقلت :

( الزفت ) بعد !





- شوفي يا شوق ، أحسن لكتقولي لأخوك يبتعد عن قمر نهائيا ، يكفيها اللي قاسته بسببه طول المدة اللي فاتت ،و هولا حاس و لا كأنه واحد من البشر


- ما اسمح لك يا سلمى ،ما اسمح لك تقولي عن أخوي أي كلمة غلط ، رجاءا انتبهي لكلامك ...


- لكنهذه الحقيقة ، أخوك مثله مثل الكرسي اللي أنت ِ جالسة عليه ، بس للكرسي فوائد أكثر ...





وقفت شوق فجأة بعصبية ، و صرخت بوجهي ، و زين ما كانأحد قريب منا و الا كان سمع ..



- سلمى اسحبي جملتك بسرعة ، إشتعرفي انت ِ عن أخوي ؟ ما أقبل أي أحد يقول عنه كذا ، لا أنت ِ و لا قمر و لاغيركم ، اسحبي كلامك ...






و جت قمر ، منبسطةالأسارير مشروحة الصدر ، كأنها طفلة بريئة تحلـّـق في السماء ... بعفوية و بلا قيود ...




فرحتها ما خلتها تقدر تلاحظ الجو المشحون بيننا أنا و شوق، حضورها خلانا نقطع الموضوع ، و ما عاد قدرت أفتحهمرة ثانية ...







دقايق و ألتقي بالعسل ...

ما أصدق ...هذاحلم وإلا حقيقة ... ؟؟؟ سلطان يبي يشوفني ...؟؟؟آه يا سلطان ...





المحاضرة أنا ما ركـّـزت عليها ....


مسكتالقلم و فتحت الدفتر ، و حلقت بخيالي بعيد ... بعيد ... في عالمي الخاص ...


كتبت كم بيت شعر ... زمان لي ما كتبت ... عسل غاب ... و الالهام غابمعه ...





سلطان يحب يقرأ أشعاري ... و رح أهديه هذه الأبيات، لما أشوفه بعد شوي ...

الوقت بطيء ...

ليه يا عقارب الساعةتخاذلت ِ عن المشي ؟؟ليه يا شمس طولت ِ الزيارة ...؟؟ما بغيتأصدق أنها جت الساعة 3 أخيرا ...

تفكيري مشلول ، ما فيه أي شي ثاني ببالي ،بس عسل و عسل بس ...

ودي بس أشوفه ، لو نظرة وحدة ...

بس أسمعه ،لو كلمة وحدة ...

أحس بوجوده ، لو لحظة وحدة ...




كثيرعلي ؟ لحظة وحدة بس ، من عمر الزمن ؟؟؟ كثير علي ؟؟؟




- هذا هووصل !




انتبهت فجأة على صوت شوق ، اللي كانت واقفه جنبي عندالمواقف ، ننتظر وصول سلطان ...



ما طاوعتني رجلي ، ما قدرت أخطو ... حسيت بنفسي مشلولة ...


مسكت شوق إيدي ، و سحبتني معها ، للسيارة ...


شوق فتحت لي الباب الخلفي ، و راحت تجلس قدّام ، جنب أخوها ...

ما أذكر وشلون جلست ، بس شفت نفسي على الكرسي ، ورا سلطان مباشرة ...





أول ما وصلني ، كانت ريحة عطره الفواحة الجذابة ... اقتحمتأنفاسي و سرت في جسمي كله ...

ما انسى ريحة ذاك العطر ... مهما حييت ...

أبدا ...







عيني ثبتت على يديني ، يدينيكانت ترتجف ، كانت باردة و متوترة ، رغم أن جسمي حار .. و صدري ملتهب ...





- السلام عليكم ، كيف الحال قمره ؟هواللي بدأ السلام ، أنا صوتي تلاشى فجأة ، شديت حبالي الصوتية شوي ، لا ، شديتهاكثير ، بغيت أقطعها من كثر الشد ، بس خانتني ، و طلع صوتي مبحوح و أقرب للهمس ...


- و... عليكم السلام


- كيف حالك الآن ؟ حمد الله علىسلامتك


- ااالله يسلللمك ...


- ما تشوفين شر ، الله يعافيكو يقومك بالسلامة يا قمرهرفعت عيني ، طالعت في المراية ... و جت عيني على عينه ....

سرت رعشة بجسمي ، مثل صدمة الكهربا ...

بسرعة بعدت انظاري و بعثرتها يمين و شمال ...

من زمان ما شفتها ... في لمحة وحدة ، تذكرت كل شي شفته في ذيك العيون ...

و آهمن ذيك العيون ...






حسيت بلهيب حار يطلع من صدري ، و صرت أهف على نفسيبيدي ، سلطان انتبه لي ، و رفع التكييف بالسيارةلأقصى حد ...





ما قدرت أقاوم ... تسللت نظارتي خلسه ناحية المراية ، ومرة ثانية ... اصطدمت به ...

عيني بعين العسل ... و ريحته تداعب أنفاسي ... و هو جالس قدامي ما يفصلني عنه إلا مقعد ...





إذا كان هذاحلم ... أرجوكم ... أرجوكم لا تصحوني ....



و إذا كانت حقيقة ... فتكفون ... خلوني ...


روحوا و خلوني ...







- سلطان ... وقـّـف عند محل الآيسكريم ! مشتهيةواحد !





قالت شوق لما قربنا من محل آيس كريم في طريقنا ...




و وقف سلطان السيارة ، و نزلنا إحنا الثلاثة ، و دخلنا المحل ...

و احنا طالعين ، و كل واحد بإيده نصيبه من الآيس كريم ، التفتت شوقناحية البحر ...



- الله ! بالمرة بديع ! وش رايكم ، خلونا نجلس عندالبحر شوي !





مو من اعتباط ، كانت تقصد شي ، و الفكرة راقتلنا كثير ... و مشينا لعند البحر ...





الشمس ، مازالت فيكبد السماء ... نورها يسطع على الوجوه مباشرة ....

يتخلل عدسات العيون ...

و يبرق لونها العسلي الجذاب ...





و من الناحيةالثانية ، يترك ضياها ظل طويل ممدود ... يتراقص على الرمال الناعمة ... مثل ماتتراقص القواربالخشبية على أمواج البحر ...




أحسدالرمال اللي قدرت تعانق ظله و هو يمشي عليها ...




ما أذكر كيفكان طعم الآيس كريم ... حواسي كلها فقدتها ذيك اللحظات ... كان بارد و الا حار ؟كان حلو و الا مر ؟كان آيس كريم و الا قهوة ؟ ما اذكر ...






وقفنا عند الساحل ... نراقب الأمواج و هي تضرب بالرمال ... بدون كره أو نقمة ، و كانت رمال الشاطيء مستسلمةلضرباتها ، مثلاستسلام الرضيع لضربات راحة يد أمه على ظهره ، و هو نايم بحضنها ...







شوق ، عشان تتيح لنا فرصة نتكلم ، مشت بمحاذاةالساحل ، و ابتعدت كم خطوة ...





- ألف حمد الله على سلامتكيا قمره ، عدّاك الشر و كل مكروه ...

- الله يسلمك ... الشر ما يجيك ...

- إن شاء الله كل شي بخير ؟ وش قالوا الأطباء ؟

- كل شي تمام ،عندي موعد بعد كم أسبوع ، للمتابعة لا أكثر ...

- الحمد لله ...



كأنّ البحر ، كان فرحان بلقائنا ؟ كأنّ أمواجه هاجت شوي ، تغني وتتراقص احتفالا بنا ؟ليه تهيأ لي أن كل الكون ... جاي يحضر لقاءنا و يحتفل ...؟الشمس ... الطيور .. الأمواج ... الرياح ... كل الكون ... يشهد لقاءالمحبين ، بعد طول فراق ....



اشهدوا معي كلكم ... أحبه ، و مشتاقةله و ولهانة عليه ...




الشعور الـّـي أحس به ، لما يكون العسلقريب مني ، شعور ... أعجز و لو كنت أملك قدرات العالم كلها ، عن إنيأوصفه ...





- متى زواجكم ؟اخترقت هذه الجملةالدخيلة المشؤومة جمال اللحظات ... و توقف كل شي عن الغناء و الرقص ... و افسدتالحفلة ...




طالعت بسلطان ... و نظراتي كلها لوم و اتهام ... ليه خرب علي حفلتي ؟؟؟سلطان ، طالعني ينتظر مني الجواب ...




قلت بصوت مخنوق :



- ما تحددسكت شوي ، بعدين قلت و أنا مقهورة منه :



- ليهتسأل ؟

- مجرد سؤال ...

- مو في مكانههزته جملتيالأخيرة ... و طالع فيني بعمق ، كأنه يبي يقرأ المكتوب على عيوني ، و كأن اللغةكانت غريبه عليه ...

ما عرف يقراها ...




- ليه ؟

- تسألني ليه ؟!





ابتعد بانظاره صوب البحر ... ماكان يبي يقرا أكثر ...





- سلطان ...



ناديتهبصوت ... كله حنين و مشاعر ... التفت لي ...



- نعم ؟

- تتوقع ، أني ... خلال الشهرين اللي فاتوا ... قدرت أحب بسـّـام ... و أنساك ؟؟ما عرف يجاوب ... أو يمكن ما بغى يجاوب ...





- سلطان ... أنا ... بعدني .... أحبك أنت ...





تنهد تنهيدة طويلة ، و قال ... ببرود ... أبرد من الآيسكريم اللي كان بايدي ...


- إش الفايدة يا قمره ؟ ... إش الفايدة ؟ ....

قمر ... قمر ... لازم تنسيني ... لا تخلي ... تعلـّـقك بي يكون السبب ... في أي مكروه يصيبك ... مو أنا ... اللياستحق ... مشاعرك ... أرجوك ... وجهي مشاعرك لزوجك ... زي ما أنا ... وجهتها لزوجتي ...





دارت بي الدنيا ، امتلكتني رغبة مفاجئة في ( التقيؤ ) ،صرت اتلفت يمين و شمال ، قلق سلطان ، و حس أن فيهشي ...




- قمره أنت ِ بخير ؟هزيت راسي لأ ...

لأ يا سلطان لا تسوي فيني كذا ...

لا يا سلطان لا تحطـّـمني في عزفرحتيلا يا سلطان لا تسمح لغيرك ياخذ مشاعري ...

لا يا سلطان لاتوجـّـه مشاعرك لأحد غيري ...

لا يا سلطان مو بخير .... لا مو بخير ...

مو بخير ....




- قمر ... ؟نادى و هومذعور و قلق ... ، طالعت فيه و دموعي مثل المطر ... و في قلبي صرخة ما قدرت أكبتهابعد أكثر ...




- هذا اللي بغيت تقوله لي يا سلطان ؟ جايبني هناعشان كذا ؟؟؟


- لا يا قمر ... مو قصديقاطعتهبحدة :




- إش تقصد ؟ وضح لي ؟

- قمر نعيد و نزيد ؟انسيني يا قمر... اعتبريني ... فيلم و انتهى ... قصة و خلصت ... اعتبريني ... اعتبريني ....





و أشار على البحر ، و كمـّـل :


- ... اعتبريني موجة و عدت ... و ما بقى ... إلا الزبد ...







لما رجعت عيونه تطالع بعيني ، ما شفت ... إلاالزبد ....




- فاهمتني يا قمر ...؟؟؟نزلتبانظاري ... الى الآيس كريم اللي بيدي ، انصهر معظمه ...

جماد ... بارد ... بدون احساس ....


رفعت عيني مرة ثانية لعينه ...



- الفرق بينكم ... أن هذا ينصهر ... و أنت لا ...






قلتهابكل غضب ، و بحدة جارحة ... و أنا متأكدة ، أن المخلوق التمثال الجامد قدامي ، الليمصنفينه بالغلط ضمنالبشر ، مستحيل يحس ...




محاولةأخيرة ، اختبر فيها ( حيوية ) هذا المخلوق ، من عدمها ...

قلت :



- أحبك ...




ما تحرك ، كل شي من حولي تحرك ،الهوا تحرك ... الموج تحرك ... الشمس تحركت ... حتى الظل ... تحرك ...

لكنهو ... ما تحرك تيقنت تماما ، أن هذا ... مخلوق أجمد حتى من الجماد ...




فجأة ، رن هاتفه الجوال ...

أخذه من جيبه ، و رد ...





ما كان صعب علي ، أني اعرف من كان المتصل ...

بعدثواني ، انهى المكالمة ، و حط الجوال بجيبه ...





- المدام ؟


- .... نعم ، تقول تأخرنا ...





و طالع بشوق ،اللي كانت جالسة عند الشاطي على بعد كم متر منا ، تناظر البحر ...



- تحبها ؟سألته ، سؤال ما توقعه ... و تلكأ فيالإجابة ...




- مو الحب بس ، هو اللي لازم عشان ينجح الزواج ياقمر ... هي مسألة تعود ، و رح تتعودي على زوجك ، مثل ماأنا ... تعودت علىمنال ... و يصير بينك و بينه عشرة و مودة و حياة ، مثل ما صار بيني و بين منال ... و يصيريعني لك ، مثل ما صارت تعني لي منال ...








غمضت عيني بقوة ، بألم ، بمرارة ، أبي أمنعهامن شوفة صورة منال ، انعصرت دموعي ، و انشدت أعصابي ، ماأبيه يذكر اسمهاقدامي ، أكرهها قبل ما أشوفها ، و يوم شفتها أكرهها أكثر ... و لا جاب طاريهاأكرهها أكثر و أكثر وأكثر ...

أبي أمحي صورتها من بالي نهائيا ...


ناداني سلطان بصوت متعاطف و قلق في نفس الوقت :


- قمره ؟؟فتحت عيني ، طالعت فيه ، الحين ، ما أشوفه هو ، أشوف صورة منالمرسومة على وجهه ... مخلوطة مع صورةالزبد ... و صورة الفصوص الفضية و هيتتبعثر في الغرفة ....


صحت بوجهه :




- أكرهك ...




قلتها ، من نار صدري ، من حرقة فؤادي ، من عصرة قلبي ...


- أكرهك يا سلطان ...

فجعت قلبي ... الله يفجع قلبك ...







و رميت ( كوب ) الآيس كريم عند رجله ، و رحت أجريصوب السيارة ...

وصلت السيارة ، و فتحت الباب ، و طلـّـعت شنطتي ...

وصلت شوق و سلطان لعندي ، و كل واحد يناديني من جهة ، و أنا ما أرد عليهم ...





فتحت الشنطة ، و دوّرت على المحفظة ، شفتها و شفتجنبها الورقة اللي كتبت فيها آخر شعر لي اليوموقتالمحاضرة ...





طلـّـعتهم اثنينهم ، فتحت المحفظة و طلعت ( خمسة ريال ) ،سعر الآيسكريم ، و قطـّـيتها على سلطان ، و الورقة ،مزعتها و رميتها صوبه ...






كانوا اثنينهم يكلموني ، لكني ما اسمع أي واحدمنهم ... جيت بامشي أبتعد عن سلطان ... و عن الحيز اللي فيهسلطان ...

و عن الدنيا اللي فيها سلطان ...

و عن اللحظة اللي عرفت فيها سلطان ...

و عن القلب اللي ما حب واحد في هالعالم ...

غير سلطان ....






اللي اسرقت مني حبيبي و باقت أحلامياللي بسببهاتبددت في الكون أيامياللي كرهت أنا اسـ مها من بد الأساميلا عاد ابيكتجيب لها أي طاري قدامي

*
* *
*

لا جيت تذكر اسمها أوصاليتتقطعو النار اللي بتنخمد ، ترجع و تتولعإهي العزيزة الغالية تامر وتتدلعو انا الوحيدة الباكية أصرخ و اتوجع

*
**
*

يكفيها كل وقتك لها كل حبك و خيركحتى فدقايق لي أنا ، محتلة تفكيرك ؟ارحمني يا ابن الناس أنا ما حبيت غيركشكرا ( لفهم ) مشاعري ، شكرا ( لتقديرك )

*
* *

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 17-08-08 الساعة 10:50 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 08:05 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقة التاسعة

* * * * * * * *
*[ وداعا أيها العسل]


كنت جالسة أحفر حفرةصغيرة في رمل الشاطىء ، بملعقة كوب الآيس كريم ، اللي أكلته قبل شوي ...

قمر و سلطان ، كانوا قريبين مني ، بس بمسافة ما تسمح لصوتهم أنه يوصلني وانا طبعا ما تعمدت أسمع ...





فجأة ، شفت قمر تمشي بسرعة صوبالسيارة ، و أخوي رايح وراها ، و جيت معهم و أنا متوقعة أن مشاحنة حصلتبينهم ...





قمر كانت كل شوي تمسح دموعها ، و فتحتباب السيارة و سحبت شنطتها و طلعت (خمسة ريال ) و رمتها علىسلطان ، وبعدها مزعت ورقة و رمتها صوبه ... !





تركت باب السيارةمفتوح و راحت تمشي بسرعة ...


كانت ، تبي تروح البيت مشي !


أنا ما أدري وش اللي دار بينهم بالضبط ، بس صرخت بوجه أخوي :


- ( وش سويت ؟؟؟ )






سلطان ، كل علاماتالهلع و الفزع كانت متفجرة على وجهه ، و هو ينادي :

- ( قمره أرجوك ... )




ابتعدت قمر عن موقف السيارات و راحت تمشي بسرعة على الشارع ، وأنا امشي وراها و انادي عليهاو لا ترد ، لين مسكتها ...






- قمر اصبري ! وين رايحة !!؟؟

- تركيني ... بـارد البيت

- جنـّـيتي يا قمر ؟ الله يهديك ، تعالي بس ...






و حاولت اسحبها معي ، لكنها تملـّـصت مني ، و راحت تبيتكمل طريقها ...




- أرجوك قمر اهدئي شوي ...






في ذي اللحظة ، مرت علينا سيارة ( ليموزين ) ، و لاشفت إلا قمر تأشر عليها ...



وقفت سيارة الليموزين جنبنا ، و جت قمربسرعة و فتحت الباب ... تبي تدخل ... و أنا مسكتها ...






أخوي سلطان ، و اللي كان قريب منا جا مسرع و قبل ماتدخل قمر السيارة صك الباب اللي كان مفتوح و هو يصرخعلى ( السواق ) :




-( خلاص روح )

- لا انتظرصرخت قمر و هي تمد إيدها مرة ثانية لباب السيارة تبي تفتحهتحركت يد سلطان ، يمكن لا إراديا ، و مسك إيدها يبعدهاعن الباب بقوة ...





- اتركني

- ما أخليك تروحين ياقمر أبدا

- مو بكيفك ، وش دخلك أنت؟ من تظن نفسك ؟و هي تسحب إيدها و تحاول تمسك ( مقبض ) الباب ، و تفتحهشوي ، و يرد سلطان يصكه بالقوة ، و يصرخ علىالسواق :




- قلت لك روح خلاص يالله...






السواق الهندي ، مسكين شكله تخرّع ، بسرعة فلت ...






- ليه؟صرخت قمر




- مجنونأنا أخليك تروحي معه؟ يالله نرد السيارة

- ما أبي أروح معك ، غصب هي؟ ماأبي أركب سيارتك ، أكرهك يا سلطان ، أكرهك ، أكرهك أكـــرهــــــــــــــــكو التفتت لي ، و ارتمت بحضني و صارت تبكيبكا يقطع القلب ، و انا أحاول أهديها




- قمر ، خلينا نروحالسيارة كذا وقفتنا بالشارع غلط ... الله يخليك قمر...




قالتبشكل متقطع ، بين الكلام و الشهق و البكاء و الدموع :




- ما... أبي ...... أركب ........ معه .....



- أرجوك قمر ، عشان خاطري أناأرجوك ...






بصعوبة أجبرتها ترجع للسيارة ، بعد مدة ،خلها توصل البيت ، و بعدين اللي تبي تسويه تسويه ...






جلست معها على المقاعد الخلفية و هي تبكي بشكل موطبيعي ، خفت يصير لها شي ، و الله ما اسامح نفسي لو صارلها أي شي ...




سلطان في البداية ظل واقف برى السيارة ، بعيد عنا شوي ، لينبدت قمر تهدأ شوي ، و بعدين ركب ...



أول ما جلس على المقعد و صكالباب قال :

- قمر أنا آسف...



و تمر ، ردت بسرعة و بحنق وانفعال :



- ما ابي أسمع صوتك ، اسكت ... اكرهك...






طالعت بعين أخوي من خلال المرايا ، حسيته يبي يقول شي، لكن أنا قطعت أي محاولة نقاش بينهم :



- بعدين سلطان ، ياللهنمشي...






سلطان قاد بسرعة ، و كذا مرة كان يسأل :

- (أنتوا بخير؟ )







لما وصلنا عند بيت بوثامر ، رد قال :




- قمر ... أنا ... أنا آسف ...






قمر فتحت الباب ، دون ما تقول كلمة وحدة ، و نزلت منالسيارة صكته بقوّه هزّت السيارة كلها !




التفت سلطان علي و قال :


- روحي معهانزلت فتحت باب السيارةو نزّلت رجلي على الأرض ، أبي أنزل ، لكن قمر – وهي تطلّع مفاتحيها من الشنطة

قالت لي بحدة :



- خليك يا شوق ، مع السلامة.






و دخلت البيت ، و صكـّـت الباب ....




نزلت من السيارة و وقفت لحظة ، و رديت ركبت جنب أخوي ...





- وش صار يا سلطان؟


- كان لازم تكرهني ... عشان تعيش حياتها ...





و مشى بالسيارة ، أنا ما رديت سألتهعن شي ...




مشى ببطء ، كان شارذ الذهن ، و متوتر ، و لما وصلناعند الإشارة ، خذ اللفة و رجع نفس الطريق !





طالعت فيه وانا مستغربة ، و لا سألته لين وصل عند بيت بو ثامر مرة ثانية و وقف عند بابهم و قال :



- انزلي شوفيها يا شوق...


- نعم؟


- انزلي شوفيها يا شوق لا تذبحيني...







ما شفتها عدلة، ترددت ، تفشلت أروح لها الحين ، بعدين وش أقول لها و لأمها ؟ و وش تقول هي عني ؟لما شافني أخوي جالسة بمكاني ما تحركت طالع فيني بنفاذ صبر ...





- زين خلني بس أتصل و اسأل ... جيب جوالك...


- انزلي شوفيها يا شوق لا يكون صابها شي...






خوفتني جملته، قمر كانت منفعلة بالمرة ، و يمكن لا قدر الله يتكرر اللي صار قبل كم يوم ..





و أنا جاية بانزل وفتحت الباب ، شفنا سيارة ( بسـّـام ) ،جاي لبيت بو ثامر ، و أول ما شافها سلطان ، قال لي

( خلاص )

وانطلق بنا ...








تغيبت قمر عن الجامعة اليومالتالي ، لما ما شفتها في الصباح ، فزعت ، خفت يكون صار لها شي ، ما قدرت أتصلعليها بعد اللي صار ... ما تجرأت ...






رحتلسلمى اسألها عن قمر ، و قالت لي أنها كانت تحاول تتصل عليها الليل و لا قدرتتكلمها ...




وجهت لي سلمى سؤال مباشر :


- (صار شيأمس؟ )





و لا عرفت بإيش أجاوبها ...

سلمى يمكن كانتعلى حق ، لما حاولت تمنع لقاء قمر بسلطان ... لكن ...



كانت عيونهاكافية ، ما كانت بحاجة للكلام ...


( لو يصير لقمر أي شي ، يا ويل سلطانمني )








تكرهه ، بمقدار حبها لقمر ... و بديتأشك أنها تكرهني أنا بعد ، و تعتبرني المسؤولة عن اللي صار لقمر ، ذيكالليلة ... مع أني ، ما دبرت أي لقاء بين قمر و منال ، و تفاجأت بها مثلهمبالضبط ...





الكره ، عمى قلبها ... و جردها من انسانيتها ،و خلاها تتصرف بلا رحمة ، مثل وحش ... يشمت بفريسته ... و يتلذذ بعذابها ...








ليلة الخميس ، هي ليلة الخطيب الخاصة ...


و الليلة جاي لي بسـّـام ، للمرة الأخيرة ....




قراري ، كان إني أنفصل عنه ، مو لأنه عندي أي أمل في أن العسليرجع لي ، أو أني أحب بسـّـام ، إنما لأني شفتفي بسـّـام إنسان أفضل منأنه يستحق انسانة مثلي ...






ما عدت فتحت الموضوع قدامسلمى ، قراري الخاص و ما بغيت أي شخص يشاركني فيه ...




الأيامالثلاثة اللي فاتت ، تغيبت عن الجامعة ، مو من تعب ، بس اعتبرتها فترة نقاهة ، وفاصل بين أحداث الأمس واليوم ..




قضيت كثير من الوقت ،أكتب في بحث سلمى على الكمبيوتر ، و لما جهز ، أرسلته مع ثامر لبيتها ... ما كنتأبيالتقيها و أظن هي بعد حست بكذا ، و اكتفت بشكري على الهاتف ، دون أيهأسئلة ....






استقبلت بسـّـام بشكل طبيعي ، و هو كان ( مشتاق ) لأنه ما شافني من يوم السبت ...


يوم الأحد ، يوم لقائي الأخيربالعسل ، كانت أمي طالعة مع أمه السوق سوى ، و هو وصلهم مشوارهم ، مر علىبيتنا بس ما نزل شافني ...



و هذا أفضل ، لأني يومها ، لوكنت شفته بوجهي ، كنت رميت الدبلة عليه بعنف ...



أما الحين ،أعصابي هادئة و أقدر اشرح له بهدوء ... و بطيب خاطر ...







- تصدقي يا قمر ، توحشيني بسرعة ! الأسبوع طويل وما فيه غير ليلة خميس وحدة ! ما تكفي ...




قلت في بالي :


- ( أجل لما تعرف أنها الليلة الأخيرة ! وش رح تسوي ؟؟؟ )






قررت اللحظة ذي إني أدخل في الموضوع ، كرهت نفسي و أنافاتحة له المجال للتعبير عن مشاعره ، فيما أنا أخفي

( السكين ) ورا ظهري ...






- بسـّـام ....

- عيون بسـّـام ؟

- .... تسلم عيونك ...

- غمضي عيونك !






اندهشت ، و طالعته باستغراب ، و رد قال :


- يالله قمر حلوة ، غمضي عيونك !






ما ادريليه ! بس جاريته و غمضت عيني ...


فجأة ، حسيت بشي يتحرك حول رقبتي ،بغيت افتح ، جا صوته يأكد علي :



- لا تفتحي !





و ثواني ، و قال :



- الحين افتحي !



فتحت عيني ، و جت على عينه مباشرة ، كانت مليانة حب و تقدير ...



و نزلت بعيني أبي أشوف الشي اللي علقه على رقبتي ، جيت أبي أحركإيدى أتحسسه ، لقيتها مضومة بين يديه ...


رديت أطالع بعينه ، ابتسم ليابتسامه عذبة و رفع إيدي إلى شفايفه ... و قبلها ....






- إن شاء الله يعجبك !





كانعقد ذهبي جميل جدا ... به حجرة بالمنتصف ، محفور على خلفيتها :


(( حبيبتي قمر حلوة ))








نقلت بصري بين العقد وبسام ... و فاضت عيني بالدموع غصبا علي ....




الإنسان الليشاريني و يبيني ... إللي يحبني و يقدرني ... اللي يتودد لي و يتقرب مني ...


و أنا اللي كنت ، ناوية أغرز سكين بقلبه ....




ماقدرت اتحمل ...


ظهرت صورة سلطان ، و احنا عند البحر ، و هو يقول :



- ( اعتبريني موجه عدت ... و ما بقى إلا الزبد ) ....








تلاشت كل معاني الحب اللي حملتها لسلطان ... تبددت كل مشاعر العشق اللي خزنتها لسلطان .... تبعثرت آخر أطيافالأمل ...وتجمدت آخر قطرات الدموع ... و انطفت آخر ألهبة الشموع ... و انطلقت آخر صرخات القلبالمفجوع ...




... وداعا يا سلطان ....

... وداعا ياالعسل ...

و داعا بلا رجوع ....








كنتأبي استعير كم ورقة من عند أخوي سلطان ، أطبع عليهم بحثي ، و اللي رح يكون الدورعلي أقدمة السبتالجاي .

بحث ( سلمى ) كان حلو ! معد بالكمبيوتر ! قمر ساعدته فيه ... يا ليت أقدر أسوي مثله ! بس مستحيل أطلب منقمر أنهاتساعدني ... !





دقيت الباب ، و ما جاني جواب ، فتحته و دخلت .


ما كان أخوي موجود بالمكتب ، و رحت لعند أوراقه و أخذت رزمة .





على نفس المكتب ، لفتت نظري ورقة نصف مطوية ، كانت ممزقة ،و بشريط لاصق جمعت أجزاءها ...


بفضول أخذت الورقة و فتحتها ... و عرفتعلى الفور ، أنها من قمر ! ...







أشيلك فوق رمشالعين ..... و أعزّك و انت هاملني...

حسبتك لي حبيب ٍ زين ..... و اثاري بستجاملني ...

عشانك باسط الكفين ..... و كل شي أنت حارمني...

ياساكب دمعي عالخدين ..... يا شاغلني و ظالمني...

يا سالبني و ناسي الدين ..... و زي داين تعاملني ...

حبيبي فيك طبع ٍ شين ..... تـواعدني وتماطلني...

تغيب و ما اعرفك وين ..... تفر مني و تغافلني ...

و لامنّي بعدت يومين ..... تصر أنك تقابلني ...

و لا مرة اجتمعنا اثنين ..... تمل منّي و تعاجلني ...

كلامك ينقسم نصّين ..... تذم فيني و تغازلني ...

حبايب حنّا لو ندّين ..... اعــاتبك و تــراددني ...

تبيني و الاحاير بين ..... تهدني و الا تاخذني ؟...

تلاعبني على الحبلين ..... تقرّبنيو تبـاعدني ...

تحمّلتك و طبعك لين ..... كرهتك ، لا تواخذني ...







ظهر أخوي فجأة ، طالع من دورة المياه ، و شافني وشاف رزمة الورق الأبيض تحت ذراعي ، و الورقة الممزقةبإيدي ...






- هلا شوق..

- هلا ، بغيت كم ورقة أطبع عليهابحثي ...

- تفضلي أكيد...





و دنا مني ، ومد إيده ،و أخذ ورقة قمر من يدّي ....



- أنا آسفة !

- ما فيه داعي ...

- ... تامر بشي أخوي؟ بـ أروح أكمل شغلتي ...



- ... ماردت للجامعة؟

- ... لا ...







جلس سلطان عنكرسي المكتب الدوار ... و تنهد بضيقة صدر ... و رفع الورقة قدام عيونه ، فما قدرتأشوف تعابيرهبعدها ...




انسحبت من الغرفة بهدوء ... وتركت سلطان ... يلملم أجزاء قلبه ، مثل ما لملم أجزاء الورقة الممزقة .....






يوم السبت اللي بعده ، رجعت قمر للجامعة ...


لا ، في الواقع ... ما رجعت قمر ...


اللي رجعت وحدة غير ... اكتشفنا انها ما هي قمر اللي نعرف مع مرور الأيام ...

فيها شي تغير ...




صارت أميل للجدية ، و العصبية ، و نفاذ الصبر ... و تشاحنتأكثر من مرة مع زميلاتنا ، و لأسباب ما كانت تعبرهافي الماضي ...




و لاحظت ، أنه و لو بالصدفة جا طاري سلطان أو منال قدامها ،يضيق صدرها و تتأفف و تعابير وجهها تمتلي كره وبغض و تعلق أحيانا تعليقجارح ، أو تغير الموضوع بشكل غير لائق ...






هل ممكنللحب ، أنه يغير الانسان بذا الشكل ...؟؟كان أول خبرتفاجأنا به يوم السبت ذاك ، هو أن موعد زواجها خلاص تحدد بعد كم أسبوع ...




أنا تحاشيتأتكلم معها عن أي شي من اللي صار مع أخوي سلطان ، وهي بدورها بعد ما أشارت للموضوع و لابحرف واحد ...







أنا صارت عندي عقدة الذنب ... حسيت أنني تسببتبتحطيم حب قمر لسلطان ، بحسن نية ...






في نفس اليوم ،بعدين لما سألني أخوي عنها :




- ردت للجامعة ؟

- نعم ...

- و كيفها ؟

- خلاص يا سلطان ، نصف شوال الجاي ... حفلة زواجها .








طالعت بسلطان ، مثل اللي يطالع بمتهم ... وقلت :



- ارتحت الحين ؟و عطيته ظهري وطلعت .







أنا ما عمري سألته عن اللي صار بينهم ذاكاليوم ، بس منها عرفت ... أنها كانت خاتمة القصة ... قصة الحبالمأساوية ،اللي انكتب عليها أنها تنذبح و هي في المهد ...

و بكذا ، كانت نهاية حب قمرحنا لسلطان ...









خلصنا الدوام ، و جتالساعة 5 و نص ، و أنا و سلطان لسا موجودين بمكتبه نملم أوراقنا .




كان يوم أربعاء ، و كنت أبي ألحق أروح ارتاح و اقضي لي كم شغلة، قبل ما اروح عرس بسـّـام .


أنا و بسـّـام معرفة قديمة و الرجال عزيزعلي ، و لازم احضر زواجه .








- يالله سلطان يكفي ! نكمل بكرة .


- بكرة الخميس يا ياسر ، ما فيه دوام . أبي أخلص الشغلةو تكون جاهزة للسبت .


- أجل أنا بـ اطلع ، وراي عزومة الليلة و عندي كمشغلة أنجزها ...





يعني أنا مو قوي الملاحظة لذيك الدرجة ،بس كأنه وجه الرجـّـال انعفس ، و قط القلم من إيده ، و قال :


- يالله ،أنا بعد طالع خلاص ...







و في نفس اللحظة ، جاالعامل و بايده علبة صغيرة ، و عطاها سلطان ...



- إش هذه ؟

- جاية بالبريدبعد ما طلع العامل ، صار سلطانيقلب بذيك علبة ، مستغرب ... و شاف اسمه و بريده الخاص مسجل عليها ...





- افتحها شوف !




قلت و أنا كلي فضول ،لأن العلبة الصغيرة شكلها كان غريب ... !





فتح سلطان العلبة، و أنا جنبه ، و اندهشنا لما شفنا اللي فيها ...


أنا كان اندهاشياندهاش تعجب و تساؤل ، لكن هو ...


كانت دهشته دهشة ذهول ... و وجههاعتفس كلـّـش ... و تعابيره صارت مخيفة و مهولة ... مفزعة ، إن صحتعبيري ...







داخل العلبة ، كان فيه سلسلة فضية مقطوعة ... و جنبها ... كان فيه ورقة صغيرة مكتوب عليها :





((( القمريقول لك الوداع ... )))

الحلقة العاشرة

~ فاجعة ~

* * * * * * *مرت سنتين من زواج قمرو بسام ، و تقريبا سنة من زواج شوق و ياسر ، و أربع شهور من خطوبتي أنا و

( يوسف ) .


احنا في بداية العطلة الصيفية و زواجنا رح يكون بعد 25 يوم ...



علاقتنا أنا و قمر و شوق ، استمرت مثل ماهي ، أخوات و صديقات وزميلات دراسة ...




كانت المرة الأخيرة اللي تهاوشت فيها مع شوقهي قبل سنتين ، لما دبرت لقاء بين قمر و سلطانوه ، بعدها ،و لما شفتالنتائج الإيجابية ، و قرار قمر باتمام زواجها من بسام ، و طردها سلطانوه من حياتهانهائيا ،بعدها ، حمدت ربي أن شوق قدرت تدبر بينهم هاللقاء ، و صرت مدينةلها بالشكر !




أكبر دليل على أن سلطانوه انتهى من حياة قمر ، هوتقبلها لمنال بشكل طبيعي ، و خصوصا في حفلة زفافشوق ، حتى أن اللي يشوفهمسوى يفكرهم من الأصحاب ...

... تقريـــــــــبا من الـ (( أصحاب )) ! !




بعد كذا ، التقت قمر بمنال مرة أو مرتين ، في بيت شوق ، والأمور سارت بشكل طبيعي .

... تقريـــــــــبا (( طبيعي )) ! !




آخر الأيام أنا كنت مشغولة بالتحضير لزواجي ، و ما شفتهم أوكلمتهم من أكثر من أسبوعين ، إلا البارحة ،اتصلت علي شوق و سمعتهاتقول انها مخططة تروح رحلة للبحر مع زوجها ...









نجحنا احنا الثلاث ، و كنا مبسوطين ... وقلت لياسر أبي أسافر سفرة حلوة ، بس ما شجعني ..، عنده شغلكثير .... وبالمقابل ، وعدني انه طول الأجازة يوديني رحلات ...




كنا مقرريننروح رحلة بحرية بكرة ... و اليوم ما عندي شي و رحت بيت أهلي ..




كنت في البيت ، ملانة و ودي اغير جو ... اتصلت على سلمى لقيتهامشغولةو اتصلت على قمر أبي أشوف إذا فاضية تطلع السوق معي ؟




- متى ؟

- الحين ! أمرك و نروح ؟

- خليهالبكرة شوق ، عندي شغلة العصرية ذي .

- بكرة باروح البحر مع ياسر ! يمكن مانرد غير آخر الليل ...

- الله ! حلو ! زمان ما رحت البحر ...

- تجوا معنا ؟ و الله فكرة ! إش رايك قمر ؟و على كذا تواعدنانلتقي هناك ...


يوم ثاني ، و أنا أجهز بالأغراض ، قال لي ياسر :




- كثري من كل شي بعد زود ...

- تبالغ ياسر ! كلناأربعة أشخاص ! هذا إذا جا بسام و قمر و شفناهم !

- سلطان و زوجته و ولدهجايين معنا .




اندهشت ، طالعت فيه باساغراب متفاجأة :




- سلطان و منال جايين ؟ من قال ؟

- أنا جبت طاريالرحلة قدام سلطان و عجبته الفكرة و قلت له يجي معنا !



الحين ، صرتبحيرة ...

صحيح ... أن سنتين مروا ... عمر مر ... و ذكريات انست ... بس ... ما ارتحت للفكرة ..




- ياسر .... قمر رح تكون معنا ....




كأني أبي ألفت انتباهه لشي يمكن يكون غفل عنه ؟




- و إذا ؟ أهلا و سهلا ... إحنا أولاد اليوم ....




للحق ، ما ارتحت ، كان ودي أتصل على قمر أقول لها ، سلطان ومنال جايين ، أو حتى أقول لها ، لغيناالرحلة ... ما ادري ، بس حسيت أنهملو التقوا ... رح يصير شي ... و شي ... الله يستر منه ... !




منقبل ، في مرة من المرات ، كنت اسأل أخوي إذا كان يحبها ، و هو جاوبني بأنه يعشقها ...


بعدها بكم شهر ، سألتني منال بشكل مفاجىء :




- ( سلطان كان يحب وحدة قبل ما يتزوجني ؟ )




و اعترفت لي بانهاسمعت كلام بيني و بينه ليلة من الليالي ، و ما كان اسم قمر انذكر ذيك الليلة ، وظلت منالفي داخلها تتساءل الى الآن :


-( من هي ؟ )





هذا السؤال شفته بعيونها بأكثر من مناسبة ، تقريبا ، في كلمرة أشوفها فيها ...



و لا أنا جاوبت ، و لا هي ردت سألت ...








وصلنا عند البحر ، احنا و أخوي سلطان قبل قمرو بسـّـام .



منال أصرت تجيب معها ( نواف ) الصغير ، و ما تركته عندامي بالبيت .


ياسر استأجر قارب آلي ( طرّاد ) ، و ناوي ياخذنا بقلبالبحر فيه ...




لمحنا سيارة بسـّـام و هي تعبر ، و أشر ياسرعليهم ...




سلطان ، و حتى منال ، ما كانوا عارفين ان قمر و بسامجايين معناو حسيت بحرج الموقف ، و انقهرت في ياسر ، كيف يتصرفكذا ؟؟؟بسام و ياسر تصافحوا بكل ترحيب و بساطة ، و ردسلطان تحية بسام من بعيد !




أما قمر ، فأول ما نزلت من السيارةوقفت بمكانها ...




جيت لعندها و سلمت عليها ، و شفت بعينها نظرةالاستنكار و اللوم و الاستياء ...



- بعدين أقل لك وش صار ، غصباعلي ...




ما حسيتها مرتاحة ، و لولا الحرج ... يمكن قالت لزوجها :


- ( خلاص رجعنا البيت ) !





ماجد و رائد ،أخوان بسام التوأم بعد كانوا موجودين ... و أول ما نزلوا من السيارة على طول هجمواعلىالقارب و البحر ، بكل براءة الأطفال ...






حاولنا كلنا نتصرف بشكل (( طبيعي )) ، ما كأنه فيه ( شي ) مو في محله !




الطبيعيين كانوا ياسر و بسام و منال ، والأطفال طبعا ...




أما الباقي ، لو يدقق الواحد النظر ، كانلاحظ الشحنات الغير مريحة اللي دارت حوالينهم ... !








كنا متواعدين أنا و شوق ، نطلع رحلة بحرية معبسام و ياسر ، نغير جو و ننبسط شوي ...


رائد و ماجد ما صدقوا خبر ، علىطول جهزوا عدتهم و لباس العوم يبوا يروحوا معنا ، و طبعا ما كسرنابخاطرهم، و أخذناهم ...



الولدين اليتيمين متعلقين بأخوهم بسام ، تعلقهمبالأب ، اللي فقدوه من سنين ...




لما وصلنا المكان اللي اتفقناعليه ، انصدمت ...




كان فيه سيارة ثانية ... أعرفها زين ....

سيارة ما ركبتها من سنتين ...

و صاحبها شخص ... ما شفته من سنتين ... و لا أبي أشوفه أبدا ....




حسيت أنها حفرة و طحت فيها و ماقدرت أطلع ، بسام وقف السيارة جنب سيارتينهم ، و ماجد و رائد قفزواعلى طولللبحر ...


و أنا ... تدبّست ... و ما قدرت أنسحب ...




جت شوق لعندي تسلم علي ، و طالعتها بنظرة غضب و استياء ، ولسان حالي يقول :



- ( وش جابهم هذولا بعد ؟ )



شوقفهمت علي و قالت لي أنه صار غصبا عنها ...



ما كان عندي خيار ،ليتني قدرت أرجع ...

يا ليت ...





بعدين ، لو انسحبت، رح يظن ( صاحب السيارة ) أن وجوده أثر علي ...

رفعت عيني للسماء ، اللهيعدي الوقت بسرعة و بخير ...


و بعدها ناظرت المرأة الثانية ، اللي كانتمع شوق ...





كانت زوجة ( صاحب السيارة ) جالسة على سجادةمفروشة على الرمل ، و بيدها ولدها الصغير نواف ...

و الله يعيني عليها ...




رحنا و جلسنا معها ، و بدينا نسولف و أنا مو طايقة أسمعها ..

من بد كل البشر اللي خلقهم ربي ، هذه الانسانة أنا ما أطيقها بالمرة ... !

غصب هي ؟ ...

ما أقدر أستحملها أبدا !




- الجوحلو كثير ! ليتنا نجي كل اسبوع هنا !




قالت منال ، و ردت شوق :




- ياليت ! بس وين ؟ ! ياسر كله مشغول بعمله ، ما قدر ياخذأجازة نسافر لنا كم يوم، اذا بغيته لازم أحجز قبلاسبوع على الأقل !

- يعني سلطان اللي فاضي ؟ و الله ما ادري كيف صادفت فرصة نجي معكم !

يا حظك يا قمر ، زوجك يقدر يأجز وقت ما يبي !




استثقلتها ، وش قصدها يعني ؟ عشان بسام شغله حر ، و مو صاحبمنصب مثل أزواجهم ؟رديت بلهجة حادة :



- بسام بعدمو فاضي ، و الحين نبني بيت جديد و ماخذ كل وقته ... و بعدين عنده مسؤوليات كثيرةفي البيت والعيلة ، و لا يقدر يأجز أو يسافر بكيفه ...




و على هالحال ، كلما قالت شي وقفت لها برد اعتراض ، يمكن هي ماحست ، أو ما اهتمت ، بس شوق كلشوي تناظرني ( هدّي الجو شوي ) ... !


حتى و أنا أتكلم ، عيوني ما كنت أجيبها بعينها ! أسوي حالي منبهرةبالبحر و السماء ...

ما أبي أشوفها ...




و لأني كنت اناظرالبحر ... كان لابد إن عيني تجي على ... ( صاحب السيارة ) ... تلقائيا ....



و بسرعة ، أبعدها ...

أصرفها أي مكان ...

يا ليتمركبة فوق راسي عشان ما أشوف إلا السماء !




جا الجماعة من جولتهمالأولى بالقارب ، مبسوطين ، و أصروا ياخذونا معهم في الجولة الثانية ، قبل ماتغربالشمس ...




الفكرة كانت فكرة ياسر ، أنا طبعا ماعجبتني ، ما بغيت أركب مع ذاك الشخص في زورق واحد ، و بعد معنازوجته وولده ... ؟؟ هذا اللي ناقص !




ما ابي اقترب منه مسافة أقل منعشرين متر .... ما أبي أحس بوجوده و أكون في الحيز اللي تقدر فيه أنسامالهواء تعبر عليه و تجيني ...

ما أبي صوته يهز طبلتي ...

ياليتني جبت معي ( سدّادة آذان ) !

أو حتى ...

سدادة حناجر أبلعه إياها !

ما كنت أبي أرطب معهم أبدا...

لكن ، لما شفتهم كلهم راكبين ،اضطريت أركب غصبا علي ...





جلسنا احنا الثلاث في مؤخرةالقارب ، و الرجال كانوا قدام ، و رائد و ماجد يتنقلوا من جهة لجهه ومعهمكورة صغيرة ...





انطلق القارب بسرعة معتدلة ،كان ياسر هو اللي يقود ، و جت الأنسام تلفح الوجوه و تداعب الرموش ، وتشرحالصدور ...




كانت الشمس تقرأ خواتيم السورة ، قريب تودع ...



أمواج البحر كانت هائجة نوعا ما ... و كان القارب يتراقص مع رقصتهاالمستمرة ، فوق و تحت ...

يمين و شمال ...





شوق كانتتتأمل الموجات اللي يتركها القارب وراه ، و منال كانت تداعب طفلها الصغير ...





بعد شوي ، وقــّـف ياسر القارب وسط البحر ...




صرنا كأننا بجزيرة صغيرة ، الماء يحيط بنا من كل الجهات ، والسماء تعانق البحر عند الأفق ، الساحلبعيد ... قرص الشمي ( يذوب ) داخلالبحر شوي شوي ...




المنظر الجميل ، و وجوده هو على نفس القارب، على بعد كم متر مني ، خلى الذكريات تدور براسي رغماعني ....




تذكرته ، و هو يقول لي :


- ( اعتبريني موجه و عدت، و ما بقى الا الزبد )





انتهزت فرصة انشغال الكل بجمالالمنظر ، و تسللت بنظري ... و القيت نظرة خاطفة عليه ...




كانجالس على يسار ياسر ، و بسـّـام على الطرف اليمين ، كانوا يتكلموا و يضحكوا ...



صوت المحرك اللي غاب – بعد ما وقف ياسر القارب – عطى فرصة لصوتهأنه يوصلني ...

جهور و رنان و واضح ... مثل ما كان ...




يا ليت ياسر يشغل المحرك مرة ثانية ، ما أبي أسمع صوته ، ماابي أشوفه ، ما ابي أكون و هو بمكان واحد ....




شحت بوجهي بعيد ،و على وسع البحر و السماء ، ضاق صدري ... الكل كان مبسوط و أنا كنت أبي بسيمرالوقت بسرعة ، و أرجع لبيتي ....



آه يا بيتي ...




رائد ، و هو يلعب – يسوي حاله يقود – ما ادري اش سوى و ضرببالمحرك و انكسر شي منه بدونقصد ...



جا ياسر يبي يشغلالمحرك ، ما اشتغل ...


كرر المحاولة مرة و ثنتين و عشر ... دون فايدة ....


المحرك تعطل ، و احنا علقنا في وسط البحر ....



تسعة أشخاص ... على قارب صغير يتأرجح على الموجات الغاضبة ، وسطالبحرما كان في القارب أية مجاديف ، و المسافة بيننا و بينالساحل ، مو قصيرة ...


بدا التوتر يسود الأجواء ، بدل الانبساط و المرحاللي كانوا قبل شوي ..



ياسر مازال يحاول و المحرك عنيد ...

إش يصير لو ظلينا كذا ....؟؟؟الشمس ، كانت تنذرنا بالرحيلالموشك ، لازم نرجع الساحل و إلا ...




بعد مدة ، و ياسر والبقية يحاولوا يسووا اي شي بالمحرك ، و بعد ضربات متكررة ، كسر ياسر منه جزء ثاني، ما ادري وش صار له و فجأة اشتغل ....




اشتغل المحرك ،و انطلق القارب فجأة بسرعة مذهلة ، بأقصى سرعة يقدر عليها ...

اهتز و كلنااهتزينا معه ، و الأولاد طاحوا و تعوروا ......





حاول ياسريخفف من السرعة ، لكن المقود المكسور ، و المحرك الخربان عصوا الأوامر ...



بدا كل واحد يصرخ من جهه ، ( وقفوه ... وقفوه ) ، و القارب منطلقبلا مبالاه مصر يكمل مشوارهللآخر ....




أي شي يطلعقدامنا رح نصطدم به ، و تكون العواقب وخيمة ...


و هذا الـ ( أي شي ) ،كان قارب كبير مهجور ، عايم وسط البحر ...



صرنا نقترب من القارب ،و لا نقدر نروح يمين و لا شمال ، و قاربنا ( مفلوت من غير فرامل ) ....




ترافعت الصرخات ، و وقفنا كلنا مرة وحدة ، و اهتز القارب واختل توازنه ، و اللي قدر يمسك بشي مسك ، واللي ما لحق ... طار ...




عرفنا أن حنا رايحين فيها لا محالة ، و الضوء الأحمر توهجقدامنا ... و دقت أجراس الخطر ... و كل ٍ علقيده عند قلبه ...





- اقفزوا كلكم ... بسرعة .......




صرخياسر صرخة النداء الأخير ... و فزعنا الفزعة الأخيرة ...




مااذكر ... إش اللي صار بالضبط ...


الفزع و الذعر اللي عشته ، كان أعظممن انه يسمح لذاكرتي أنها تسجل تفاصيلهأو حتى تلحق تشوف تفاصيله ...




أذكر ، أني كنت أشوف القارب العائم يقترب ... و أن قاربنا كانيتأرجح بعنف ...


ما اذكر ، من اللي قفز ... و إذا كان أحد قفز أو لا ... بس أذكر ... أن سلطان كان بعده واقف ....




- سلطان اقفز ....





قلت له بفزع ، و التفت سلطان لي ، و جت عيني بعينه ...



- اقفز يا سلطان بسرعة ...





ما اذكر ،كيف كانت تعابير وجهه ، اظن كان مذعور ؟ لا ... كان يبتسم ؟ تهيأ لي أنه ابتسم ... أو يمكناختلطت علي الأمور ...




ما عاد بيننا و بينالقارب إلا ثواني ...




كأني سمعت صوت بسـّـام يناديني ؟؟؟




- قمر ... يا قمر ... انزلي ...




خلاص ... القارب الثاني قدّام عيوني على طول ...


خلاص رح نصطدم به ...


خلاص هذه النهاية ...





صرخت ... بكل قوةالصراخ اللي سمح بها الكون تطلع من حنجرة بشر ...

صرخة زلزلت الأرض ، و هزتالبحر ، صدعت السماء و دوت الكون ...





- اقفز ياســـــــــــلــــــــــــطـــــــــااااااااانفجأةشفت روحي وسط الماء ، داخل في عمق البحر ... شوي و أختنق ...

بلعت ماء كثير ... و انكتمت انفاسي ...





سبحت لفوق لين وصلت سطح الماء ،هجمت الأنفاس على صدري بقوة ...





طالعت صوب القارب ، شفته ونصه غارق و نصه طافي ، و بعده يمشي صوب القارب الثاني ، و سلطانواقف فوقه ....





- سـلـطـان ... سـلـطـااااان ... ســـلـــطــــــــااااااااااااان ....









سلطان قفز للماء في اللحظة الأخيرة ...

شفته و هو يبتلعه البحر ... ، و شفته و هو يطلع مرة ثانية على سطحه ، بعدما ارتطم القاربين و جلجلواالأجواء بضجة قوية ....

و يرد يختفي ...






الشمس تخلت عني في أحوج ألأوقات لها ... النور كانتخافت ... دورت على سلطان ما لقيته ...





سبحت تجاه المكاناللي شفته به قبل شوي ، أدور عليه و انادي ... و أصرخ ....




طلعسلطان من قلب البحر ، يصارع الموج ، يصارع الموت ، سلطان ما يعرف يسبح ....




سبحت بكل قوتي ، بأكثر من كل قوتي ، ما خليت فيني غضلة وحدةالا و حركتها بالقوة ... بالجبروت ...

بالغصب ...




أطالعبسلطان ، و هو مرة يطفو و مرة يغرق ... عيونه مفتوحة لحدها ، شهقاته قوية و مقطوعة، و إيده تحاولتمسك الماء ... و روحه تهدد بالنزع ......




- تماسك سلطان تماسك ... تماسك أرجــــــــــــــــــــوك ....





أمواج البحر كانت تعاندني ، اخترقتها غصبا عنها ... سبحت وسبحت ... استرجعت كل دروسي و خبرتيبالسباحة ، و أخيرا ... وصلت لسلطان ....






مسكت سلطان ، و رفعته فوق ... فوق ... و هو تشبثبي مثل ما يتشبث أي غريق بأي طوق نجاه ....



- تنفس سلطان تنفس ... تنفس ...





تنفس سلطان بنهم ... بشراهه ... و هو يضغط بيدهعلي ، خايف ينفلت و يبلعه البحر مرة ثانية....



رفعت ذراعه علىكتفي ، و صرت أدوّر ... وين الساحل ...




آخر بصيص للشمس كان منناحية ، يعني الساحل من الناحية الثانية ... و سبحت بسلطان ، بكل قوتي و بأسرعما سمحت لي به الأمواج ....





فجأة ، فلت سلطان منإيدي و سحبه عمق البحر ...





لاااااااااااغطست وراه و مسكته ، كنت أشوف بقايا فقاعات الهواءاللي كان بصده ، تتخلى عنه و تطلع من صدره ، منفمه و أنفه بكل غدر ...




شديته لي و رفعته فوق ، صرخت ...



- سلطان تنفس ... تماسك سلطان ...أجوك تماسك ... تماسك الحين نوصل ...




تعبت، خارت قواي كلها ، و احنا بعد ما وصلنا ... ما ادري كم من الزمن مر ... يمكن شهر ؟يمكن سنة ؟؟؟البحر كان متعطش للفتك ، للغدر ... أمواجه تلاعبتبنا ... فوق و تحت ... يمين و شمال ... قدام و ورا ...

ما بدا لي أن البرموجود ....




ما لازم استسلم ، لازم أوصل ... تمسك يا سلطان ... باقي قليل ...



سحبته معي ، و أنا أسمع أنفاسه مرة ، و مرة لا ... وأشوف عينه مفتوحة مرة ، و مرة لا ... و أحس بإيدهتمسكني مرة ، و مرة لا ...





أخيرا قربنا من البر ... شوي ... و حسيت رجلي تلامسالقاع ... وصلنا بر الأمان يا سلطان ... تمسك ...



ارتميت على الرمل، بين البر و البحر ، عند مضرب الأمواج ... التقط أنفاسي ... ارخي عضلاتي المنهكة ...

و أحس بالألم في كل جسمي ...



التفت لسلطان اللي جنبي .... كان ملقى على بطنه ، و راسه على الرمل المبلل ، و أمواج البحر توصل طرفأنفه ...



قمت و سحبته ، ابعدته عن الماء ... و قلبته علىظهره ... و رفعته على رجلي و ذراعي ...

كان مغمض ... و فاقد الوعي ...


صرخت ،



- سلطان ... سلطان تسمعني ؟سلطان ردعلي ؟؟؟و صرت أضرب بوجهه و صدره ، و اهز أكتافه بعنف ....




- رد علي يا سلطان ... رد علي ... تكلم ... أرجوك ...



قلبته بسرعة على بطنه مرة ثانية ، و ضربته على ظهره ..

طلع ماء كثير ... كثير ... من صدره .... يا بعد عمري يا سلطان ...



صار يكح ... و يطلع ماء من صدره ... من أنفه و من فمه ... و تاليتوقف ...

- سلطان لا تموت ... سلطان حبيبي لا تموت أرجوك لا ... لا ... لا ...




رديت عدلته على ظهره ، و صرت أنعشه بأنفاسي ، ما توقعت أنيرح استخدم الانعاش اللي تعلمناه بالجامعةيوم من الأيام ، و استخدمه ،لسلطان ...



صار يكح ، رفعته على رجلي و سويته جالس ، و أحنيتهلقدام شوي .... و أنا أضرب ظهره .... و هو يكح ،بين الواعي و المغمى عليه ...




- سلطان لا تموت ...

أرجوك لا تموت حبيبي لا ...إلا أنت أرجوك لا ... أرجوك ...




فتح سلطان عينه ، و أخذتراسه بين يديني ...


الماء يقطر من شعره الناعم مثل ما تقطر الدموع منعيوني الحمراء ...


عيونه هو بعد كانت حمراء من ملوحة الماء ...



- سلطان حبيبي أنت حي ؟ رد علي أرجوك ؟؟كان يتنفس، و عينه كانت تطالعني ...



- رد علي يا سلطان ؟ أنت حي ؟؟ كلمنيجاوبني سلطاااان ...


- آه ...



طلعت آهة من حنجرته ... سلطان بعده حي ... ما مات ....


سلطان حي ... حي ... حي ...



أخذته بحضني ، و لفيته بذاعيني ، و ضميته بقوة ، بقوة ، بقوة ....



ما أدري من وين جبت ها القوة بعد ذاك التعب ...

ضغطتعليه ضغطة ، يمكن بغت تكتم نفسه من جديد ...



قولوا عني اللي تبون ...

سلطان بيموت بين يدي ...

لا احد يلومني ...




-لا تموت حبيبي أرجوك ... لا تموت ... يا بعد عمري ...

لا تمو ت و تتركني ، لا ... لا سلطان ... لا ... لا ... لا ...

يا رب لا ... خذني و لا تاخذه يا رب لا ....



رفعت راسي شوي، و بعدته عني ، أبي أشوف وجهه و أتاكد أنه حي ...

كانت عينه مفتوحة ، والهواء أحس به يطلع من أنفه ...


- أنت حي سلطان مو صح ؟

- ... قمره ...

- يا بعدي ...



رديت ضميته لصدري ، بلا شعور ، بلاوعي ، بلا إرادة ، بلا إدراك ...

و أنا أبكي بشدة ، مفزوعة مفجوعة ... ماسكتنه بقوة ... بقوة ... بقوة ... ، خايفة البحر يسحبه مني ...

لا ... لا ... لا ...

إلا سلطان ...



مرة ثانية باعدته عني شوي ،أتاكد أنه صحيح حي ...



- سلطان ... أنت حي مو صح ؟ أنت حي ؟حرك سلطان راسه و صار يدور بعينه ، طالع صوب البحر و قال :




- نواف ... منال ... شوق ...





عند ذياللحظة ، انهارت عضلاتي ...

فقد ت كل احساس ... فقدت كل وجود ...



تركت سلطان من بين يديني ...

رفعت روحي ، لين وقفت ، كأنيمعلقة بخيوط نازله من السماء ....

طالعت البحر ...

أسود ... غضبان ... خسر فريستهلفيت ببصري حوالي ....

شفت ناس تجي و ناس تروح ...

شفت نور كشاف يتولع فجأة ، من ناحية البر ...

سمعت أصوات ... ماقدرت أميزها ...

البحر كان يرقص ، و أمواجه بعدها تتأرجح ...

حتىالأرض كانت تتأرجح ....

و السماء كانت تدور ...

وين اختفى النور ؟من طفى الكشاف ؟ليه الأرض تهتز ؟ أنا بعدني في البحر ...؟ما عادأشوفما عاد أحسما عاد ادري بنفسي ....

سلطان حي ...

الحلم كذاب ....








فتحت عيونها شوي شوي، كانت نصف واعية في البداية ، بعدها ، بدا و كأنها استردت وعيها الكامل فجأة ، وطالعت حوالينها ، و فجأة صرخت بفزع :




- وين سلطان ؟كنت أنا جالسة جنبها و مسكت إيدها ، و أنا أشوف علامات الذعر والفزع المهوله على وجهها الشاحب ...



ردت صرخت ، و هي تحاول تقوم منالسرير :



- وين سلطان ؟؟؟؟


- اهدئي قمر خليك منسدحةشدّت على إيدي لين بغت أظافرها تنغرس فيني ، و ردت صرخت :



- وين سلطان ؟؟؟

- بالغرفة الثانية ، اهدأي قمر ...



ما كأنها صدقتني ، هزت راسها ( لا ) ، و ردت تسأل :



- وين سلطان ؟

-أقول لك بالغرفةالثانية ، بخير

- لا تضحكي علي ... سلطان مات ؟

- لا يا قمر ، بالغرفة اللي جنبناو قامت ... ، وهي بعدها في ملابسها المبللة اللي ما جفت ...



- وين قمر ....؟!

- أبي أشوفه

- خليك قمر أنت ِتعبانة ارتاحي شوي ...

- لا تكذبي علي شوق ، وينه ؟ مات ؟ خليني أشوفه ؟وينه ؟؟؟حالتها كانت هيستيرية ، جنونية ، ما هي طبيعية أبدا ...


قمت و رحت معها حسب رغبتها الملحة الجارفة ، و طلعنا للغرفة الليكانت جنبنا في طوارىء المستشفى ...



كان أخوي سلطان متمدد علىالسرير ، و عليه قناع الأوكسجين ، و نايم ...



و جنبه ، كانت منالجالسة تبكي ، و ولدها نايم بحضنها ... توني تركتهم قبل دقايق و رحت لعند قمر ، والليما استردت وعيها من طاحت عند الساحل ...



أول ما دخلنا، قمر وقفت تطالع ، كأنها تبي تتأكد هذا اللي ممدد على السرير هو سلطان و الا غيره؟و شافت منال جنبه و معاها الولد ، و مع ذلك ، لفت علي و سألتني بتوجس :


- سلطان ؟هزيت راسي ، أأكد لها أنه هو ... و ردت سألت :


- حي ؟رديت هزيت راسي ، ايه حي ...


- أبيأشوفه ...


طالعتني ، ما ادري هي ( تستأذن ) و الا تعلن ، و الا تنذر؟؟؟أنا ما قدرت أتحمل ، انهرت و جلست أبكي ... ، فهمت هي أنصابه شي ، و ذعرت و وقف قلبها و هي تنقلبصرها بيني و بينه ... بفزع ... بذعر ... بهلع ... بحال ... ما عندي كلمة وافية أقدر بها اوصف التعابير الليكانت على وجه قمر و بقلبها ...



- سلطان ...



نادت فجأة و بصوت عالي ، و مرة ثانية بصوت أعلى :



- ســلــطــان ...



انتبه أخوي من النوم ، و فتحعينه و دار بها بيننا ، و استقرت عند قمر



- ... سلطان ...



نادت هالمرة بصوت مكبوت ، مسحوب ، منخفض ، ممزوج بصيحة ، ممزوجبراحة ، و أسى ...



جت تبي تتقدم خطوة ، ما شالتها رجلها ... حسيتهابتطيح و بسرعة مسكتها و اسندتها علي ، و جلستها علىكرسي قريب منا ...



حضنتها بقوة ، بقوة مرارة ... بقوة الصدمة اللي راحت ، و الصدمةاللي جاية ...




و أنا أشوفها ، مجرد هيكل ... مجرد بقايا قماشمتمزق ... بقايا روح و بقايا جسد ... بقايا حب و بقاياعذاب ... و بدايةفجيعة أكبر ...



وصلتنا أصوات و حركة عند الباب ، و شفنا بو ثامر وأم ثامر داخلين الغرفة ، و جت أم قمر مثل المجنونةتحضن بنتها ... و تبكي وتنوح ...



و شوي ، و وصلتنا صرخة من الممر ... عند الباب ...




- و لـــيـــدي ...




كانت صرخة أممثكولة ، فقدت ضناها ... غرقان وسط البحر ...




أم بسـّـام ....





بسام ، كان الشخص الوحيد اللي ... ما رجع من ذيك الرحلة .

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 17-08-08 الساعة 11:44 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فجعت قلبي للكاتبه تمر حنا, فجعت.قلبي.تمر حنا .قصص منى المرشود .تمر حنا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية