لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-08, 08:06 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


الحلقه الحاديةعشر

~ خاتمة الذكرى ~

************************
ما أظن ، أن فيه فاجعة و مصيبة ممكن تمر على إنسان ، أعظم من اللي مرتعلى صديقتي و حبيبتي قمروفاة بـسـّـام ، كانت أفظع من انه يتحملهاأي قلب بشري ... أنا ما أعرف التفاصيل لأني ما شهدتها معهم ، و لاأبيأعرفها ...



الحمد لله ، أني ما كنت معهم ذاك اليوم ...



الفترة اللي تلت الحادث المفجع كانت أفجع و أمر ...





قمر قضت شهور ، تتنقل بين البيت و المستشفى في حالة انهيارعصبي و نفسي حاد و شديد ... كنت ملازمةلها طول الوقت ، و أشوفها تموتقدامي يوم بعد يوم ...









فيه مرات كنت أناممعها ، بالبيت أو المستشفى ... و كانت ، تصحى من النوم بعز الليل فجأة ، مذعورةمفزوعة و تصرخ ...









-(
سلطان غرق؟؟؟)

(
بسـّــام وينه ؟؟؟)

(
سلطان لا تموت)

(
سلطان تنفس)

(
باكسر الجدار)

(
سلطان لا تروح)

(
سلطان تماسك )

(
سلطان أحبك)












سلطان وسلطان و سلطان ، طابور من السلاطين ، و اللي كتمتهم في صدرها طول هالسنتين ، تفجرواو طلعواكلهم غصبا عليها ... في هذه الأزمة ...







كنت آخذها بحضني و أحاول أهديها ، كانت تصيح وتقول لي :






- (
أبي أشوفه يا سلمى ، قولي لشوق تخلينيأشوفه )





أنا أبكي و هي تبكي ، لين تتعب من البكاء ، و تردتنام ...






كم كنت غلطانة ، لما اعتقدت أنه طلع من قلبهاخلاص ...





هذا و هو حي ، ما مات ، و هي جنت لأنه شافته علىوشك الموت ...






لو كان مات ؟ياليته كان هو اللي مات ، و ظل بسام ...






الحين قمر انقذتزوجك يا منال ، و هي ترملت ....










أول ماشفت شوق بعد الحادثة المفجعة ، ما تمالكت نفسي ... كانت جاية تبي تشوف قمر ،بالمستشفى ...




أنا شفتها عند الممر ، قبل ما تدخل الغرفة و بسطاحت عيوني عليها ولـّـعت فيها ...







صرخت بوجهها واتهمتها أنها المسؤولة ، مع أن ما لها يد في اللي صار بس و أنا أشوف قمر قدامي مثلالمجنونة ... فقدت كل أعصابي ... تهاوشت معها هوشة حقيقية و منعتها تدخلالغرفة ، و أنا اصرخ :





- (
وش تبون بعد أكثر ؟ موتواالرجـّـال و رمـّـلوتها و فجعتوها و عشتوا أنتوا ...

ابعدوا عنها الله لايبارك فيك يا سلطان ، الله لا يهنيك يا سلطان ،الله ياخذك و يريحنا منك ياسلطان الزفت )











بعدها ، علاقتيبشوق تدهورت ، و كل وحدة راحت لحالها ...





ظلت قمر على ذاالحال بين انتكاس و تحسن ، لين جابت ولدها اليتيم الوحيد ( بدر )


فيالبداية انتكست حالتها أكثر ، لكن مع مرور الأيام ... بدا ولدها يثير انتباهها واهتمامها شوي شوي ،و بدت تتعلق به كلما كبر ....








طبعا زواجي أنا و يوسف تأجل إلى أجل غير مسمى، و في الواقع ما تزوجنا إلا بعد ما مرت سنة ، من الحادثالمشؤوم ، و لا قمر، و لا شوق ... حضروا الزواج .











ماكانت الفاجعة بس مقتصرة على قمر ، كلنا انفجعنا ...




أخوي سلطانظل بالمستشفى 12 يوم ، جاه التهاب رئوي حاد ، و احتاج يدخل العناية المركزة و ينحطتحتالملاحظة ثلاثة أيام .









كانتقمر، و هي بعدها بالمستشفى ، تطلع و تجي تشوفه من وقت لوقتما شكلها استوعبت أن زوجها مات ، إلا بعد فترة ... كانت في بداية الصدمة ، مهووسة بس على سلطان ...




و كانت سلمىبعد تجي تلقي عليه نظرة ، لكني ما أنسى نظرة الشماته الوحشية اللي كانت تنبعث منعينها ، بكلكره و بغض ... و قسوة ...








سلمى كانت تمنعني أشوف قمر ، كل كرهها لأخويسلطان صبته علي أنا ، و صرت أنا أمثل سلطان قدامها ،و بدت علاقتناتتدهور بشكل سريع ... و في النهاية تجمدت ...









اختلت الموازين عندنا بالبيت و انعفسالنظام ...





الشعور ، بأنه هو حي لأن قمر انقذته ، و لأنهاانقذته هو تركت زوجها يغرق في البحر و تصير أرملة ، هذاالشعور ذبح أخويسلطان أكثر مما ذبحه الغرق ، و الالتهاب الرؤي الحاد ...






أما منال ، و اللي عرفت ( من هي ) ، حبيبة سلطانالأولى ، و اللي هي نفسها ، اللي انقذت زوجها من الموتبالتالي من أنهاتترمل ، و ولدها يتيتم ، و اللي ترملت هي بدورها في لعبة قدر فظيعة ، و تيتم طفلهاقبل ماينولد ، ما كان منها إلا انها استسلمت بلا إرادة ، لأي شي يكتبهالقدر و يقرره عليها ، مهما يكون .....










سلطان أخوي , ما قدر يشوفها ... ماقدر حتى يقول لها كلمة شكر ، أو كلمة تعزيةعاش بعذاب ... ومرارة و حزن طويل ... حالته كانت أصعب من أن يتحملها انسان ... لدرجة أن ...


في مرة من المرات ، صحـّـتني منال من النوم آخر الليل ، و هي تبكي و مالها حال ... و قالت لي :



- (
خله يشوفها يمكن ترد له روحه ، بيموتإن ظل على ذي الحال )









ما كان أخوي يسألنيعنها ، ما كان يجرأ يسألني عنها ، لكن أنا كنت أطمنه عليها كلما تطمنت أن حالتهاتحسنت شوي ...






قمر ما عاد رجعت بيت أهل زوجها ، وبيتها الجديد اللي كان ينبني باعوه على حاله ...




رائد و ماجد ،فقدوا (أبوهم ) مرة ثانية ، و ها المرة بشكل أعنف ...



كانوا لابسينملابس عوم ، بالتالي ظلوا طافين على سطح البحر ، ماسكين بأخوهم الكبير اللي ما يعرفيسبح ،لين طغى الموج ، و فلت منهم ... و غرق ....







احنا ما شفنا اللي صار له و لا كيف صار ...



ياسر كان ماسكني ، و أنا عيني على نواف كلى كتف أمه و هي تحاولتسبح صوب الساحل ... ، بعدها ياسرشال الولد و أنا مسكت منال ، و صار ياسريسبح بسرعة و احنا نسبح وراه ...







كان هو أول واحدوصل الساحل و الولد على كتفه ، حطه على الرمل و جا بسرعة يمسكني ...




قبل ما نوصل البر ، شفت قمر و هي تسحب سلطان لين وصلت الشاطي ... صرخت ...




- (
أخوي سلطان غرق)






شفتها و هي تهز فيه ... تنعشه ... تحضنه ... تصرخ ... ( لا تموت يا سلطان )

(
سلطان حبيبي رد علي )








أتعجب ، كيف قدرت أتذكر مثل هالتفاصيل في مثلذاك الوضع ؟يمكن الحين ، بعد ما هدأت الأمور و استقر الوضع ، بدتذاكرتي تستعيد الأحداث ....





أذكر ، لما وصلنا للساحل ، وجينا نركض صوب سلطان ... كان هو جالس ، و عنده واقفه قمر ... تطالع حواليها ... جتعينها على عيني ، بس ما كأنها شافتنينظرتها كانت تايهة ... ماكأنها موجوده ... كأنها لاشيء ...


و بعد ثانيتين أو ثلاث ، انهارت قمرفاقدة الوعي ...






منال أول ما وصلت الساحل راحت لولدهاو شالته عن الرمل و ضمته لصدرها بقوة ...



و جت بعدها لعندنا وسلطان ماسك قمر على ذراعه و هو جالس بمكانه ما تحرك يحاول يصحيها



- (
قمره ... قمره ... )





و احنا بها الوضع ، ما جا ببالنا أنفيه ثلاث أشخاص من اللي كانوا معنا ما ظهروالين وصلنا بعد شوي صياحالولدين ، و هو عايمين في البحر ...



- (
لحقوا علينا ... بسام غرق )






قمر كانت آخر وحدة عرفت أن بـسـّـام غرق ...

كانت آخر مرة شافته فيها وهم وسط البحر ...

مع ذلك ، هاجسها كانبأن سلطان حي ، أكبر من هاجسها بأن بسـّـام مات ...







من أول لحظة ، لما بدأ القارب يهتز فجأة ، و احنامتمسكين به بالقوة ، وقفت قمر فجأة و صرخت :


- (
اقفز يا سلطان ) ...




سنتين و هي ما تطيق يجي طاريه قدامها ، و تتظاهر بانها نستهو حتى كرهته ... و أنا صدقت أنه ما عاد يعني لها شي ...


لكن يوم الحادث ...


ما كان همها إلا أنها تنقذ سلطان من بين كل الموجودين ....






أخوي عايش ، لأن قمر انقذت حياته ...



و هذا اللي مستحيل ننساه يوم من الأيام ....















سافرت قمر معأخوها ثامر ، يكملوا دراستهم برّى ، و معها طبعا ولدها اليتيم بدر ...

و مرتسنين ، و انقطعت الأخبار ، و انشغل كل واحد بحياته ، و اندفنت ذكريات الحادثةالمفجعة تحت أكوامو أكوام من الحوادث اليومية ، و انسيت أو بالأحري تتوسيت ... و ما عاد أحد يجيب ذكرها أبدا ....

الحلقة الثانيةعشرة



* * * * * * * * * * *
- روح مع خالك ، و هو يشتري لك .




طالعني ولدي
(بدر ) باستنكار ، يبيني أنا أروح معه ، بس رديت قلت له :




-
خلاص حبيبي أنت الحين صرت رجـّـال و لازم تساير الرجال
!




شكله
اقتنع ، و ابتسم ، و قال :


-
زين يمـّـه ، بس لا تنسي اللي وعدتيني به
؟ابتسمت له و قلت :



-
حاضر ، يالله روح الحين قبل ما
يمشي عنك ...







و راح يركض بكل عفوية و بكل براءة
...

ولدي بدر خلـّـص 11 سنة من عمرة ، و بكرة باسوي له ( حفلة ميلاد
) للمرة الأولى بحياته ..

بصراحة ، كان هدفي من الحفلة هو أنا نعزم أهلنا و
أصحابه الجدد ، عشان يتعود عليهم و يتقرب منهم ،بعد ما قضى عشر سنين و كمشهر برى البلد ...








ما صار لنا غير فترة قصيرة
من ردينا للبلد ، و دخل المدرسة المتوسطة ، كل شي بالنسبة له جديد ...






ولدي بدر ، صار يعني لي كل شي بالدنيا ... الدنيا
كلها ...



فقدت حبيبي ، و فقدت زوجي ، و رحلت عن بلدي و أهلي و ناسي
... ما ظل لي إلا وليدي ...




و صرت أشوف الحياة بس عن طريقه هو
...




اتصلت بـ سلمى ، و عزمتها و أولادها على الحفلة ، و أكدت
لي أنها رح تكون من أول الواصلين ،و ما كذبت خبر ... !











-
ماشاء الله على ولدك يا قمر
! اللي يشوفه ما يصدق أن عمره 11 سنة ! ما اعطيه أقل من 15 سنة ! اللهيحفظهلك !






قالت سلمى و هي تناظر ولدي ، وسط بقية الأولاد
...


بدر طالع ضخم البنية ، مثل أبوه الله يرحمه ، و كان لابس ثوب و غترة ،
و يتصرف تصرفات أكبر منعمره .. و أحس بفخر لما أشوفه ... الحمد لله ، اللهعوضني به خير ...







-
بس تصدقي متعلـّـق بي تعلق
الأطفال بأمهاتهم للآن ؟قلت لسلمى ، و طالعتني و هي ترفعواحد من حواجبها و تنزل الثاني ، و تبتسم بمكر:




-
هو اللي
متعلـّـق بك ؟ و الا أنت اللي مهووسة به ! ها قمر ؟
ضحكنا ، ضحكات صادقة ، مثل الضحكات اللي كنا نضحكهاأيام الدراسة ، قبل عشر سنين ...




ما كأن عشر سنين و زود ، فصلت
بيننا ... سلمى هي سلمى ، و قمر هي قمر ...



أما شوق
....







-
ذكرتيني بالأيام اللي راحت ! لما كنا نجلس
بالساعات ، أنا و أنت ِ و شوق ، نسولف و نضحكبكل سعادة ... أيام الجامعة ! تذكرين ؟






-
أكيد
...

-
يا ترى وش أخبارها ؟


-
الله أعلم
...







بسرعة ، وجهنا أنظارنا
للأولاد ، ما نبي نرجع للوراء و نذكر الماضي ... خلنا نطالع قدام ... المستقبل ...










بعد ما خلصت الحفلة ، و ولدي أخذ
كفايته و زود من الانبساط ، و ثامر و أبوي و أمي راحوا غرفهم ،ظلينا أنا وبدر وحدنا ....










-
ها بدري ! مبسوط ؟


-
كثير ! مشكورة يمـّـه
...

-
يالله حبيبي نروح ننام
!






سكت شوي ، مع أن عيونه ظلـّـت تتكلم ... ، لين رد قال
:


-
ما نسيت ِ شي ؟
ابتسمت له ، كنت أعرف أنهينتظر على نار ... و قمت ، و طلعت العلبة من الخزانة ، و عطيتها له ...



-
تفضل يا عين أمك يا أنت ! و هذه الهدية اللي طلبتها ! آمر بعد
؟أخذ بدر العلبة بسرعة ، و فتحها بسرعة ، و طلع الـ ( هاتف الجوال ) و هو شوي و يطير من الفرح ...




كان يتمنى واحد من
زمان ، و انا ما بغيت أجيب له ، و ادري أنه ما يحتاج له ...


بس ، وش
يسوى ( جوّال ) مقابل لحظة يعيشها في حضن أبوه ؟أبوه اللي مات قبل ماينولد ... لا عمره شافه و لا عمره عرف معنى كلمة أبلو أملك الدنيا كلها ،و يطلبها وليدي مني ما أتأخر عليه ...







ناظرته و هو
فرحان ، فرحة تسوى الدنيا و اللي فيها ، و طالع فيني ، يبي يعبر عن شكره ،وجا صوبي و ارتمى بحضني و ضميته بقوة ...







صرت أقبل
جبينه و راسه و أنا فرحانه لفرحه ، فرحانه أكثر أن الناس كلهم مدحوا فيه و باركوالي عليه ...









و أنا أقبـّـل راسه ، فجأة
... داهمني شعور غريب ....










تسللت
لأنفي ريحة ... ريحة عطر ... من الغترة اللي كانت على راس بدر ...







حسيت كأن جسمي تكهرب و سرت به رعشه ... معقول ؟
... معقول ...؟؟؟جا وليدي يبي يبتعد عني ، ضميته ليأكثر ... و صرت أتشمم غترته ... أتأكد ... من الريحة ...


الله يا زمن
... !







بعـّـد وليدي عني شوي ، و طالعني باستغراب ،
و رديت قربت راسه من أنفي و أخذت أنفاس طويلة ،واحد ورى الثاني ... مومصدقة ... هذا حلم ... ؟؟






-
يمـّـه ؟؟ خير ؟
سألني بدر و هو مستغرب ...





-
بدر
... من وين لك هذا العطر ؟

-
عجبك يمـّـه ؟ اشتريته مع خالي
!








شلت الغترة من على راسه ، و قربتها من أنفي و
شميتهامرة بعد مرة ... و ما دريت بدموعي تسيل علىخدي ... ، و على شفايفي ... تعبير حائر ... ما هو عارف ... هل هي لحظة سعادة و الا حزن ؟هل أبتسمو الا أبكي ... ؟؟؟







-
يـمـّـه وش فيك ؟
طالعني بقلق ... و طالعت به و أنا ما ادري وش الشعور اللي غلبني ساعتها ...





-
هذا العطر ... شمـّـيته من قبل ... قبل سنيــن
... قبل ما تنولد أنت يا بدر ...





تعجّب بدر ، و سألني
:


-
عطر من ؟ ... أبوي ؟
طلعت مني آهه غصباًعلي ، الكلمة تهز قلبي و ترج جسمي كله ، لا طلعت من لسان ولدي الليما عمرهعرف وش معناها أصلا ...



-
يمـّـه أنت ِ بخير ؟
هزيت راسي ، نعم بخير ... و الغترة بعدها عند وجهي ...





-
ما هو أبوك الله يرحمه ... شخص ثاني ... كان يستخدم نفس
العطر ... من قبل 13 سنة ...

-
صحيح ، البيـّـاع قال أنه عطر أصلي و قديم
! بس ريحته اعجبتني ...

يمـّـه من هو ؟
سالتآخر دمعة على خدي ، و مد بدر يدّه و مسحها ، و هو بين المستغرب و بين القلـِـق والحيران ...




-
خلاص بدر ، يالله نروح ننام تأخـّـر الوقت
...



اعترض بدر ، و قال بالحاح
...



-
يمـّـه قولي لي ؟


-
خلاص حبيبي ، خذ الجوال و رح غرفتك
...






ما
أبي أذكر شي ...

ما أبي أفتح الجروح
....

ما أبي أحيي الذكرى
الميتة ...

سلطان انتهى
...

سلطان اندفن
...

سلطان غرق
... وسط البحر ... ذاك اليوم ...












رحت لغرفتي ، و الغترة معي ،
و معها ريحة عطر سلطان ... للحين ما نسيته ، بعد كل هذه السنين ... !


وش
جيبك يا ذكرى الحين ؟تاه قلبي في ذكرى الماضي ... ذكرى العذاب ... ذكرى الألم ...


آه يا سلطان
...


يا ترى وين أراضيك ...؟
يا ترى عايش و الا ...


يا ترى تذكرني ... ؟
إيه يا زمن ....











ما
تصورت أني بعد كل هذه السنين و العمر ، بـ أرد أذكره ... و من ريحة عطره ...



...
الله ... ... ... يا سلطان
...










تمددت على سريري ، و الغترة بحضني ،
عند قلبي ، و على وجهي ...

اسحب منها ريحتها ، و تسحب مني دموعي
...





تقلـّـبت كل المواجع و كل الآهات
...

و أنا أحاول
ابعثر الذكرى اللي سيطرت علي ، بعدت الغترة عن وجهي و شحت به ناحية اليسار ...

و طاحت عيني ... على واحد من الأدراج
...

الدرج اللي احتفظ فيه
بعلبة خاصة ما فتحتها من سنين ...










تملكتني الرغبة العارمة ، و قمت ، و
فتحت الدرج ، و طلعت العلبة ...

كانت علبه مجوهرات
...

و بداخلها
... كان فيه ... عقد به حجر بالمنتصف ، منقوش على ظهره :

((
حبيبتي قمر حلوة
)) ....





و بداخل العلبة بعد ، كانت متبعثرة 33 خرزة ( فص
) فضية ....







*
* *
*



بعدما هدني حبيبي و قال لي ...... ناويأخطب وحدة من ناسي و هلي
لا تكدري خاطرك أو تزعلي ..... الزواج حظوظ و حظكما هو ليصرت أدور عن حبيب فاضي لي ... غايتي أنسى حبيبي الأوليكفكفي دموعك يا عيني و اجعلي ... باب قلبك منفتح للي يليأي واحديعرض الحب أقبله ....... حتى لو أدري بكلامه مجاملهما يهمني وين قلبيأرسله ......... المهم حبي الحقيقي اقتلهله قبر باحفر و بيدي بادفنه ......... و انثر أزهار الغدر في مدفنهخله يروي الأرض بدموعه و أنا ...... بارتحل لقلب غيره و اسكنهو انكتب من بعد هجره لي نصيب ... واندفن قلبي معذاك الحبيبما شغل بالي نصيبي وش يجيب ؟ ... ملتهب جرحي و محتاجه لطبيبويلي عيـّـا القلب ينسى نظرته ....... وهو كاشخ لي و لابس غترتهعطره عايش في نسيمي لـمتى ؟ . ... حظها لا قامت تشمه حرمته !

كنتأظن بانساه في كم يوم يمر ..... مرت شهور و سنين و مر عمر...

لين جا يوم ٍحضنت ابني بدر ... كان أشم في غترته نفس العطر !

رجعت الذكرى في بالي للورى ... و انفتح بعد الدهر ذاك القبرو انبعث محبوبي من تحت الثرى ..... قلبهنابض ما فناه طول الصبرسالت العبرة على خدي و بكيت ... لسـّـه حبي عايش ٍفي المقبرةحتى عطره لحد يومي ما نسيت ... حتى صوته و حتى همسه أذكرهو ولدي يمسح بيدينه عبرتي...... وش بلاها أمي تشمم غترتي ؟!

بدر ياروحي و غاية مهجتي ..... آه لو تسمع خبايا قصّتي ...

يا ولدي خل الجراحمسكرة ...... ما بي افتح قلبي ما بي أذكرهمدري وش صار بحياته وش جرى ؟ ..... يفتكرني و الا ناسي يا ترى ؟؟يا ولدي حبيت قلبه و حبّني ......... في النهاية خذ له غيري و سابنيما ادري وش حصل بها وش عابني ؟ .... ما سالوش صار لي وش صابني؟كل حياتي و كل كياني كان له ...... تالي خلاني وحيدةمذللهما رحم فيني الدموع السايله ........ و الشعور اللي بقلبي شايلهعطره هيّج حبي اللي أكننه ........... ليت أشوفه ، ليت أشمه و احضنهلو يرد لي لو بعد إمية سنه ............ كان أحطه في فؤادي و اسجنه




(
هبه ) ، هي بنت أخوي سلطان الوحيدة ، و اللي
جابها بعد تسع سنين ، من ولادة ( نواف ) ، و البنت الوحيدةو أصغر طفلة فيعيلتنا حاليا . الحين هبه في الثالثة من عمرها و أخوي و منال متعلقين بها و يدللوهادلال ماشافه أخوها الأول و الوحيد ، نواف ...








و لمـّـا يكون عنده عمل طويل ، كثير ما كنت
آخذها و نروح نمر عليه هو و ياسر بالشركة .






اليوم ،
اثنينهم رح يتأخروا الى الليل ، و انا بأجازة في الوقت الحالي ، و أخذت هبه ، و رحتبها لمكتبهم ...










-
هذه شكلها رح تصير
إدارية مثلك يا سلطان ! وش رايك تكتب الشركة باسمها أو تورثها لها بعد عمر طويل؟قال ياسر يمزح ، و ضحكنا كلنا ...






-
متى راجعين ؟ جت الساعة سبع و نص ! و بعدين أنا مسوية طبخة حلوة و لازم تتعشى معنا
يا سلطان !





رد أخوي
:




-
خلال ساعة
نكون خالصين إن شاء الله ، اذا بغيت ِ تروحي روحي بس خلي هبه عندي ...





ابتسمت ، و قلت
:



-
تراك مدللها بزيادة
يا أخوي ! الله يعينك عليها إذا كبرت !





شالها بحضنه و صار
يقبلها بسعادة كبيرة ، كانت من أروع الصور اللي شفت فيها أخوي ، أب يحضن طفلتهالصغيرة الحبوبة ، و هو واقف قدام النافذة المفتوحة ، و بعض الأنسام تداعبشعرها الأملس .... و البدرالمكتمل يرسل نوره حوالينا بكل غرور ....

الله
...

و لا أجمل من ذي صورة
!







-
اصبر سلطان ! باجيب كاميرا و أصورك ترى المنظر حلو بالمرة
!





قلت بمرح ، و جلسنا نضحك بسعادة
...




بعد شوي ، جا أخوي يلم أغراضه عشان نروح . و على وحده من
الطاولات كان فيه أرواق و طرود ،أظنهااشياء البريد اللي وصله اليوم .




راح أخوي و القى عليها نظرة تفحص ، و توقف و دقق نظرة استغراب
في وحدة من العلب ...





-
يالله سلطان خل البريد لبكرة
!




قال ياسر و هو يفتح الباب يبي يطلع و أنا جايه صوبه ، لكن
سلطان ، و هو شايل هبه على كتفه ، ترك شنطتهالعملية من إيده ، و أخذ ذيكالعلبة و بعض الرسايل ، مصر يفتحها لآخر لحظة ....







فتح أخوي العلبة ، و احنا جالسين ننتظره بطوله بال
...


و لو تشوفوا تعابير الذهول اللي طلعت على وجهه فجأة ... تقولوا هذا
شايف جني...!








فجأة التفت للورا ، صوب النافذة
، كأنه سامع أحد يناديه ، و طالع في القمر ...





...
أنا
استغربت ، و اندهشت ، اش ممكن يكون شاف داخل العلبة ؟؟العلبة كانت صغيرة ، بحجم (شريط كاسيت ) تقريبا ، وش ممكنيكون داخلها ...؟؟؟





-
وش بلاك يا سلطان يالله باموت جوع ؟
قال ياسر ، و التفت لنا سلطان ، و طالع بي بذهول ... ، ما فهمتمعنى نظرته ، و سكـّـر العلبة و دخلها بشنطتهو طلع معنا ...







فيه شي تغير ، ما حسيته على بعضه ، حتى و احنا على
العشاء ما أخذ بنته يأ ّكلها بنفسه كالعادة ، عطاني اياها وصار ياكل شويشوي ، و بشروذ ...






أنا طبعا فضولي وصل حده ، و انتهزت
أول فرصة لقيتها ، و رحت ، و فتحت شنطة سلطان خلسة ....





شفت العلبة و طلعتها ، و انا التفت يمين و شمال خايفة أحد
يشوفني ، فتحت العلبة شوي شوي ... و اندهشت ...







ما
كان داخلها غير ( فص فضي ) ، و ورقة مكتوب عليها :



((
القمر يبلغك
السلام ))

















بعد
ثلاثة أشهر ، في مرة من المرات ، و بشكل غير متوقع ، سألني أخوي فجأة :


-
قمرة رجعت البلد ؟
طالعت في أخوي ، وأنا كلي اندهاش ، يمكن ما سمعته زين ؟



-
إيش قلت أخوي ؟؟
و رد علي بنفس النبرة :



-
قمرة رجعت البلد ؟؟؟
ظليت أناظر به ، نظرة بلهاء ، كأني وحدة غبية أو ما تفهماللغة ... من كثر ما أنا متفاجأة من السؤال ...


- ...
أي ... قمرة
... ؟؟سألت ، و أنا أبي أقنع نفسي أني ما سمعته زين ، أو أنهيقصد شي ثاني ...



-
قمر صديقتك ... ردت البلد و إلا ما عندك خبر ؟
أكيد كان يقصد قمر نفسها ، ما غيرها .... !





- ...
قمر ... صديقتي زمان ؟
طالع بي بنفاذ صبر من ( استهبالي ) ، لكن ...




- ...
وش جابها على بالك الحين ؟؟؟
أخوي ، مد إيده بجيبه ، و طلـّـع علبة صغيرة ، و فتحهاقدّامي ....





داخل العلبة ، كان فيه أربعة فصوص فضية ، مثل
الفص اللي شفته قبل ثلاث شهور ... و جنبها سلسلةفضية ....





أخوي ، أخذ السلسلة و صار يدخل بها الفصوص واحد ورا الثاني
...





الحين بس ، لما شفت الفصوص في السلسلة ، تذكرتها
....





طالعت بكل معاني الدهشة و الذهول و الاسغراب الشديد
... هذه ... سبحة أخوي سلطان ، اللي كانت عنده قبل

13
سنة ، و اللي أذكر ... أن
قمر أخذتها منه يوم رحت أنا معها له في مكتبه ذاك يوم .... ! ! !







قمر ... سافرت قبل أكثر من عشر سنين .... و
أخبارها عني انقطعت ....




و أنا ... بعد كل اللي صار في الماضي
، ما تجرأت اتقصى عنها و عن أخبارها...


و الحين ... ما اقدر اتجرأ
...











فيه شي تغير في سلطان
... الرجـّـال ما هو بطبيعته الأوله ...



الشروذ صار يرافقه أغلب الوقت
... و البهجه تهل عليه بشكل ملحوظ و غريب ، كلما وصلته علبة جديدة ،منالعلب اللي صارت تجيه نصف كل شهر ... !





يفتحها ،
و يبتسم ، و تشوفه يرتخي فجأة و تنبسط كل عضلاته ، و يسبح في بحر من الشروذ ... تقول

(
مخدرات ) و العياذ بالله
!







اليوم ،
جالس على أعصابه ، ينتظر البريد ، ينتظر ( الفص المخدر )






-
وش فيك يا سلطان ما انت على بعضك ؟


-
ولا شي
ياسر ... خليك بحالك .

-
يا رجـّـال ! اللي يشوفك يقول عاشق غرقان في الحب
!

-
ياسر ما لي مزاج لتعليقاتك الساعة ، أجلها شوي
...

وش رايك
تنقشع عني الحين ؟وشوي ، و وصل البريد ، ووصل معه الفص الفضي ، و تهلل وجه الرجّال و صار غير اللي كلمني قبلشوي ... !




-
ياسر ، وش رايك نروح نتعشى الليلة بمطعم ؟ على حسابي ؟


-
سبحان مغير الأحوال
!





ابتسم ، و أخذ الفص رقم 30
، و دخله في السلسلة ... و قال :


-
باقي ثلاثة
...


-
سلطان
، أبي أقول لك شي ، تراك مجنون يا أخي ...






ما عبرني ،
بعده في نشوة المخدر !


-
سلطان ، أقول لك تراك جنيت ، و لازم تروح
المستشفى !





انتبه لي فجأة ، كأني قلت شي خطير ، و طالعني
بنظرة ادراك ، يمكن أوحيت له بفكرة كانت غايبة عن باله ؟


-
المستشفى
....






قالها ، و ابتسم ، و أخذ نفس طويل ، و رجع لحالته
الأولى ، الطبيعية ، انتهى تأثير المخدر ....


-
و بعد ما تكتمل السبحة
؟سألته ، بس ما رد علي ... أنا بديت أخاف عليه ، أنامتأكد أن هذه من علامات الجنون المبكرة ، و يا ليتنا نلحقعليه قبل فواتالأوان ... !







-
سلطان وش تفكر فيه ؟ بعد ما تخلص
السبحة ؟

-
يكفيني .. أني أحس بها موجودة حواليني ، في مكان قرب أو بعد
... بس هي حواليني ...

-
أنت مجنون من جد يا سلطان ، المره يمكن تزوجت واحد
ثاني و عشان كذا تبعث لك الفصوص ، مثل مابعثت السلسلة ليلة زواجها من بسام، الله يرحمه ... تذكر ؟يا ليتني ما قلت اللي قلته، ثار سلطان بوجهي :





-
اسكت يا ياسر اسكت ، خلني اتهنى
لحظة من عمري ، اسكت يا ياسر و اطلع برى لو سمحت ...

حتى لو تزوجت عشر مرات
... قمرة عايشة بأنفاسي أنا...

روحها هي اللي تحركني ... أنسامها مازالت
بصدري من ذاك اليوم ...








لما رجعت البيت ، قلت
لشوق :




-
أخوك سلطان مريض ، و رح ينجن ، و لازم تشوفي له طبيب
نفساني ...
















ثلاثين فص ،
في ثلاثين شهر مروا ... و قمر موجودة بمكان ... بس ما بغيت أسأل عنها ...







أكيد ردت البلد ... لكني ما ودي أشوفها ... ما
أعرف بأي وجه و أي تعابير أقدر ألتقيها ... بعد أكثر من عشرسنين .... منالفاجعة المشؤومة ...









إش الهدف ... من
أنها ترسل الفصوص ؟ ما أدري ...



هل هي بنفسها اللي ترسل الفصوص ؟
بعد مو متأكدة ...



اللي متأكدة منه ، أن أخوي سلطان زي ما قال ياسر
.... قرّب ينجن !





أظن هذا رح يكون حكمكم عليه لما تعرفوا
وش اللي صار .... !
















كان اليوم
نصف الشهر ... الواحد و الثلاثين ، و سلطان كالعادة جالس ينتظر (الجرعة) التالية ....





انتظر ... و انتظر ... لكن الجرعة تأخرت
....




و الرجّال صار ما له حال
...





تأخر
الوقت بالليل ، و ما وصلتنا العلبة المنتظرة ....




أنا بصراحة
كنت تعبان ، و قلت له :



-
يالله أنا ماشي ، ما بتروح ؟
صار يناظر الساعة ... بقلق و ضيق صدر ... و تالي قام وراحبنفسه يتأكد من صندوق البريد ... و ما لقى شي ...






اتصلت عليه زوجته بعد شوي تسأل عنه و ليه متأخر ، و
سمعته يقول لها إنه يبي يروح مشوار و يرد بعدين ...






رجعت أنا البيت ، و قلت لشوق أنه أخوها مو بعلى بعضه
... و أن القمر ما سلم عليه الليلة !






شوق كانت قلقة ،
لكنها ما علقت على الموضوع ...



يوم ثاني ، كان أسوأ و أسوأ
....


أنا قلت يمكن البريد متأخر أو حصل خلل أو شيء ... و أكيد القمر بيوصله
اليوم !



اللي صار ... أن اليوم عدى ، و عدت بعده أيام و أيام
.... و رحل الهلال ... من غير سلام ...










سلطان كان مثل المجنون .... كل شوي
يسأل عن البريد ... يدخل يفتح الصندوق ، و يطلع يفتحه ...

أعصابه صارت
مشدودة و تركيزه متشتت ... و كل اللي بالعمل ، و أكيد بالبيت ، لاحظوا ....







كان ينتظر الشهر الجديد ... يمكن القمر نسى الشهر
الماضي ، و جل ما لا يسهو ؟لكن ... اللي صار ... أن البدراكتمل ... و ما سلم عليه ...



في ذاك اليوم أنا كنت مو موجود
بالمدينة ، طالع مشوار عمل ... و شوق و حدها مع الأطفال بالبيت ...














كانت الساعة وحدة
الليل ... و كنا نايمين ، و رن جرس الباب ....





صحيت من
النوم مفزوعة ، من يمرنا هالساعة ؟؟؟زوجي ياسر ما كان موجود ،و مستحيل يكون هو رد و ما معه مفاتيح البيت ....





الجرس ظل
يقرع باصرار و أنا قمت من سريري متوجسه ... و رحت أبي أطل من النافذة أشوف من يكون؟في نفس اللحظة رن الهاتف ، و طلع رقم جوال أخوي بالكاشف ...



رفعت السماعة و كلي خوف ... وش صاير ... ؟ الله يستر
...




-
ألو
..

-
هلا شوق ، أنا عند الباب
...

-
عند
الباب ؟؟؟

-
افتحي شوق
....






طليت من النافذة و
قدرت أشوف سيارة أخوي ، و أنا أرد عليه ..



-
طيب تفضل
...











ثواني ، و كان أخوي قدامي
....


مثله ... مثل شبح ... مثل مومياء ... و الله أني ما أنسى حالته ذي
... طاح قلبي يوم شفته حسبت صار شيبالأولاد أو منال ...





بلعت ريقي و همست بصوت مختفي
...



-
خير ؟؟
تنهد أخوي ، قال يطمني ...



-
بسم الله
... لا تخافي شوق ماصاير شي .... كلنا بخير ...




ما تطمن قلبي
... رديت أسأله :


-
وش فيه ؟؟
فجأة ، ارتمى على الكنبة ... و سند ظهرهعليها بتثاقل ... و رفع راسه و غمض عينه ....و مسح براحه إيدهعلىجبينه و هو يتأوه بألم....







أنا ظليت واقفة مثل
التمثال ... مذعورة ... و لساني مو قادر يقول شي
....




فتح عينه
و قال لي ... بدون أي مقدمات ....




-
قمر رجعت الديرة ؟ وين هي
؟انفجر قلبي بنبضة قوة كبيرة ، بعد انحباس .... و سرىدم حار متوهج بجسمي كله ... و ما قدرت ركبتيتشيلني ...







جيت و جلست جنبه اجمع شوية أنفاس ... و اهدىء نفسي
من الفزعة ....




طالعت فيه ، و أنا صامته ... للحين لساني مشلول
... لكن نظراتي كانت تعبر بكل شرح و توضيح ....






أخوي
ظل يناظرني و يقرأ تعابير وجهي ... طبعا ... الموقف صاير فوق مستوى التبرير ... وأنسب تعليق كانله ... هو شلال من الدموع فاضت من عينه قطّعت قلبي قبل تقطعطريقها على خدينه ....








مسكت راسه و قمت أمسح
الدموع ... و مد إيده و مسك إيديني ... ونطق ... بالجملة الأخيرة اللي قدر ينطقبها لسانه ذيك ليلة ....





-
أرجوك شوق ... شوفي
لي وين هي ...؟؟؟

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة hot-hot ; 17-08-08 الساعة 11:41 PM
عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 09:23 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هوت هوت
احسنتِ ألأختيار بشكل فاق الوصف
من أروع ما قرأت
جسد بالقصة كل معاني الحب الحقيقي
حب الاصدقاء وتعاونهم
حب الاخت لأخيها والسعي لسعادته
حب الأبن وتعلقة بأمه والسعي لسعادتها
حب الحبيب والمعاناة الحقيقية لحب طاهر لم يخدش الحياء
قصة تنبض بالمشاعر
بأسلوب رائع ورائع جدا جدا
وفقك الله لاختياراك
لو تركت اتكلم عن القصة لما توقفت لروعتها
لاتحرمينا من اختياراتك
انتظرك دائما

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 10:10 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة... أبل أرادة ..

أسعدني أن القصة حازة على أعجاابج..

وشرات ما قلتي القصة فيه أنواع الحب الحقيقي..

والأروع مرورج

 
 

 

عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 17-08-08, 11:58 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقة الثالثةعشرأخيرا قرر أخوي ثامر أنه يتزوج ، بعد ما مرت سنة و نص من رجعنا البلدو أمي تلح عليه كل يوم !



و الاختيار كان على وحدة من معارفنا
القدامى...





حفلة الخطوبة رح تكون عقب كم يوم ، و الوالدة
ما خلت أحد بالديرة إلا و عزمته !





في الواقع انشغلت كثير
أواخر الأيام .... و قررت آخذ أجازة كم يوم ...






ولدي
بدر ... صار ما بين كل يومين ثلاثة يروح يتغذى أو يتعشى أو حتى يبات في بيت جدته ،أم بسام اللهيرحمه ...






الولد صار يتعلق
بعمينه ، ماجد و رائد كل يوم بعد يوم ... خصوصا بعد ما قرر ثامر أنه يرتبط ...






الولدين اثنيهم يدرسوا بالجامعة ، و فارق السن بينهم و
بين بدر حول تسع سنين ... بس صاروا عنده أقربأصحابه...







بصراحة ... أنا بديت أقلق
...


كبر
الولد ... و صار شوي شوي يبتعد عني و يتعلق بأصحابه ... و بالأخص عمينه ...




أكيد هذا الشي الطبيعي ... لكن ... أنا اللي وضعي مو طبيعي
...ما أبي ولدي يبتعد عني ... هو كل اللي بقىلي من الدنيا ....





بُعد بدر عني أواخر الأيام ... يمكن أعطاني فرصة إني
... إني... أفكر في...سلطان..



آه يا سلطان
....







من ليلتها ... ليلة ما جاني أخوي بذيك الحالة ، و
أنا أحاول ... مع أنى و الله ما ودي ، بس ... أحاول أشوفطريقة التقي فيهابقمر ...






ودي بس أسألها ... هي ليه تسوي كذا ؟ و إيش
قصدها من بعث فصوص السبحة بهذه الطريقة ؟؟؟الفرصةجتني من الله ، يوم عزمنا بعض معارفنا على حفلة خطوبة بنتهم ، لثامر ... أخو قمر ... و شفتهافرصة ذهبية ... و لازم أحضر الحفلة ...









توقعت ... في ذي الحفلة ... طبعا باشوف
.... سلمى !




بعد ما تهاوشت معها قبل سنين ... قطعت علاقتي بها
... و في المرات اللي التقينا فيها صدفة بشكل أو بآخر ...

كل وحدة منا كانت
... تتجاهل الثانية ...





منال بعد كانت معزومة ، بس طبعا ما
فكرت تروح ...


أخوي لما عرف مني عن الحفلة ، قال لي
:




-(
اتصلي علي أول ما ترجعين لي بالخبر
... )





رحت الحفلة و أنا قلبي مقبوض ، كنت متوترة ... و من أول ما
وصلت ، لقيتهم بالاستقبال !












مبسوطين و مستانسين ، كنا
بأمان الله ، أنا و قمر واقفين عند المدخل نرحب بالمعازيم ، و معنا قرايب قمر والعروس ...



و فجأة ، ظهرت في الصورة ... شخصية صدمتني
! ...





-
مساء الخير
...



قالت ( شوق
) .... نعم شوق بعينها ... و هي جاية تدخل الصالة ....




أنا ... ما
تكلمت .... بس ظليت أدقق النظر أتأكد ... هي و إلا غيرها ؟؟؟و جتوحدة من أهل العروس ترحب بها بحرارة ....


ناظرت قمر
....


ما شكلها استوعبت ... لأنها كانت واقفة تطالع بنظرة استغراب
!





لفت شوق صوب قمر ... ابتسمت ... و ردت تقول
:


-
مساء الخير ... قمر !... مبروك
...




و مدت إيدها
تبي تصافحها....





قمر ... مدت إيدها ببطء و تردد .... و
أخيرا لامست يد شوق ... و سلمت عليها ...




-
كيف حالك ... يا
قمر ؟

-...
بخير ... الحمد لله ... تفضلي
...






البرود ... اللي ساد الأجواء ذي اللحظة ... خلاني أحس
بقشعريرة تسري بجسدي ...



التفتت شوق صوبي ... تبي تسلم علي
...



صافحتها ... ببرود الثلج ... و بابتسامة مجاملة باهتة ... و لا
كأننا كنا في يوم من الأيام ... أقرب الصديقات وأحب الأخوات ....





النظرات الصامتة الرهيبة...تبادلناها احنا الثلاث
....




ثلاث صديقات ... كانوا يوم من الأيام ... زميلات بالجامعة
.... من أعز الناس على بعض ... ياما كنا معبعض ... نروح و نجي مع بعض ... ناكل ونشرب مع بعض ... نسولف و نضحك مع بعض ... نحزن ونبكي مع بعض ...







الحين ... و بعد ما مر على تفرقنا حول 13 سنة
... ردينا اجتمعنا مع بعض في مكان واحد ....





كل وحدة تناظر
الثانية ... بمنتهى البرود ... كأنها تتعرف عليها للمرة الأولى ...




اجتمعنا احنا الثلاث ... للمرة الأولى ... بعد كل ذاك العمر
....





الدكتورة قمر.... أخصائية أمراض أورام أطفال
....

الدكتورة شوق ... أخصائية أمراض عيون
...

و الدكتورة سلمى
... أخصائية ... ... ... طبعا حزرتوا ؟؟؟أخصائيةأمراض و جراحة المخ و الأعصاب ....!





من يوم ما صار لقمر
ذاك النزيف بالمخ و أنا مهووسة بجراحة الأعصاب زي ما انتوا فاكرين !











-
تفضلوا يا جماعة ليش واقفين
عند الباب !






جا صوت قريبة العروس .... شتت نظراتنا
الباردة ... و بدد الأجواء الصامتة الرهيبة اللي سيطرت علينا ....




دخلنا وسط القاعة .... احنا الثلاث و معنا قريبة العروس ... و
جلسنا حوالين مائدة وحدة ....



بدت قريبة العروس تتكلم بمرح و احنا
نتجاوب معها ، بشكل ( شبه طبيعي ) و كل وحدة منا تحاول تتجاهلنظراتالثانية اللي ( من ذاك النوع ! )




و زي ما اقتضى الحال ، عرفنا
عن أخبار بعض بشكل ( غير مباشر ) !














كانت الطريقة اللي
استقبلتني بها قمر .... أبرد من الجليد ...



حتى ... ما سألتني أي
سؤال عن أحوالي ... و أخباري ...



تكلمنا و كأننا نشوف بعض للمرة
الأولى ...



أنا كنت أحاول بين جملة و الثانية اسأل و لو بطريقة غير
مباشرة ... عن أخبارها و وين صارت تشتغل و متىردت البلد ...





طلعت في النهاية ببعض المعلومات
....



في
الواقع ما مداني أجلس معها كثير ، دقايق و قامت تستقبل ضيوف جدد ... و لا ردت جلستمعي عند نفسالطاولة ....




قمر ... شكلها ما تغير كثير
.... نفس الوجه النحيل ... و العيون العميقة النظرات ... و الصوت الدافيءالشجي ....




و حتى سلمى ما تغيرت كثير ... و دايما
... تعابير قلبها معكوسة على وجهها زي ما كانت الأول .....

قدرت أشوف تعابير
الأستياء ... و المجاملة الباهتة اللي حاولت تخفي بها ذيك التعابير ....







مرت ساعة و نصف ... و صار لازم أطلع ، و أنا للآن
مو قادرة اجتمع مرة ثانية بقمر ...




طبعا لا هو الوقت المناسب و
لا المكان المناسب ، عشان أسالها ذاك السؤال ...

بس بغيت ... أدبر أي شي ،
و لا أطلع بخفي حنين !







انتهزت فرصة عبورها قريب
مني ، و قمت و ناديتها ...

-
قمر
....






التفتت
لي ، و نظرتها ممزوجة استغراب و نفور و تجاهل ...



-
نعم .......؟


-
أنا باطلع الحين ... بغيت أسلم عليك
...

-
تو الناس
.......

-
عندي بعض المشاغل
....

-
أهلا و سهلا
....

-
إن شاء الله
زواج مبارك و الله يوفق لهم .....

-
مشكورة و الله يبارك فيك
.......








كل هذا كلام عادي و فاضي بعد ، الحين جاي
الكلام المهم !







-
بس ... بغيتك تزورينا عاد و
نسولف مع بعض شوي !





الحدة اللي ناظرتني بها بغت تخليني
اعتذر عن هالطلب !

بلعت ريقي و ابتسمت أبرر
:




-
من
زمان ما شفناك و وحشتنا سوالفك ... أتمنى تزوريني أي يوم يناسبك ! وش رايك بالخميسالجاي ؟رغم أني شفت علامات الرفض على وجهها ، لكنيأصريت ... هي حاولت تتعذر بأكثر من عذر ، و معإصراري أخذت منها وعد بأنهاتزورني في أقرب فرصة مناسبة ....





الحمد لله ، على الأقل
طلعت من هالحفلة بوعد ...... و إن كان .... وعد مجاملة ...








لما رديت البيت ... اتصلت على أخوي سلطان و
لقيته ينتظرني على نار ...




-
نعم شفتها و كلمتها ، و عزمتها
تجي تزورني قريب ...

-
متى ؟


-
ما ادري يا سلطان زين منها قالت
: يصير خير ....






سكت أخوي شوي ، و تالي سأل
:



-
هي بخير ؟


-....
نعم ... بخير و مبسوطة لخطوبة أخوها
...





رد سكت شوي ، و سألني تالي
:


-....
تزوجت ؟؟؟


-
و الله ما ادري ! ما جا طاري ذا الموضوع ... بس لا جتني باعرف أكيد
...






و أنا ببالي ... تزوجت أو ما تزوجت ... بإيش عاد يهمك
يا سلطان ...؟؟و بإيش تفكر ... ؟؟؟خلها ... للأيام ....











الأيام تمر ... و أنا
انتظر أي اتصال من قمر ... دون فايدة ...



و أخيرا اتصلت أنا بها
أذكرها بوعد الزيارة ... و اعتذار بعد اعتذار ، لين في النهاية انحرجت و قررتتجينيفي يوم معين ...




و جا اليوم الموعود
.......












وصلت بيت شوق .... اللي ما
جيته من سنين و سنين .... تغيرت فيه أشياء كثيرةو عرفت أنهم يبنونلهم بيت ثاني ....



ما كنت أبي اجي و اسمح لذكريات الماضي أنها تظهر
من جديد ...



بس إصرار شوق أحرجني و خلاني أجيها غصبا علي ، و الله
يستر ... !











اللقاء كان طبيعي و
عادي جدا طول الوقت ....

سألنا عن أخبار بعض ... أخبار البيت و الأطفال و
العمل ...

و شفت أولادها ... ولدين اثنين ... ما عندها بنات ، و عرفت أن
( منال ) جابت بنت وحدة بعد ( نواف )








الأمور مرت
طبيعية لين جيت أبي أتصل على السواق يجيني ، لما قالت لي فجأة ...





-
قمر ودي أسألك سؤال ... إذا سمحت ...؟؟


-
خير
؟؟؟و من ملامح وجهها عرفت أن الموضوع ... ... ... ؟




-
سبحة سلطان لسه عندك ...؟؟؟
تفاجأت ... و وقف قلبي ... حاصرتني بزاوية ماقدرت أهرب منهاوقفت و كملت اتصالي و كلمت السواق يجيني ... و حاولت اشغلنفسي بترتيب عبايتي علي ....




مسكت الشنطة ، و مدت شوق إيدها و
مسكتها ... و طالعتني بنظرات كلها ألم ... كلها رجاء ... كلهاعتاب ....




-
قمر الله يخليك ... سلطان أخوي تعبان ... لا تسوين فيه كذا
....






و لا تكلمت بكلمة وحدة ... و شوق ... واصلت
كلامها بنبرة حزينة ...





-
أنتِ أنقذتِ حياته في يوم من
الأيام ... أرجوك ... لا تدمريها ...



-
مع السلامة
قلتها ، و طلعت .... أنتظر السواق عند الباب ...

ما كنت أبي شوق تشوف دموعي اللي تفجرت بعيني
...

اللي تدمرت هي
حياتي أنا ... مو حياتك أنت يا سلطان ...

الفصوص كانت توصل له ... و تأثر
بها أكيد ...




سلطان أنت تألمت ؟؟
خلاص .... ماعاد أظهر بحياتك مرة ثانية ... و بقية الفصوص ... باتخلص منها و انتهينا ....















النهاية ذي ما
أقنعت أخوي سلطان ، لكنها على الأقل ريحت باله بعد حول سنتين من العذاب ... مع ذيكالفصوص ...الحين صارت الشهور تمر ، و لا يعني له يوم النص منها شيء ... ولا عاد فيه قمر ... يسلمعليه ....







القصة
بكذا وصلت لـ ((( النهاية ))) أخيرا ، و الحمد لله ............










الشي الجديد اللي شغل بال أخوي و
بالنا كلنا هو هبة ...

صحتها أواخر الأيام صارت في تدهور ... دوم رافضة
الأكل ، دوم خملانة ... دوم تعبانة أو مريضة ...

كأنها عين و صابتها ، بعد
كل خفة الدم و المرح و الحيوية اللي كانت عليها ...







كنت بالمستشفى ، لما وصلتني مكالمة من ( منال
) تقول لي أنها موجودة بقسم الطوارىء و معها هبه ،و الطبيب يقول عندها جفاف ومحتاجة تنويم كم يوم ...





جيت بنفسي للطوارىء و شفت بنت
أخوي ، كانت بالمرة تعبانة ، تقول أمها صار لها يومين ما تاكل شي وعندها (اسهال و تقيؤ) ... أخوي ما كان موجود ، كان بالعمل ...







تنومت هبه مع أمها بالمستشفى و بدت حالتها تتحسن
شوي شوي ...




أخوي طبعا فزع لما عرف أنها بالمستشفى و جا مثل
المجنون ... بس الحمد لله حالتها صارت أفضل ... نزلةمعوية و تعدي على خيرإن شاء الله ....










بعد يومين طلعت من
المستشفى بصحة طيبة ... و استعادت نشاطها كم يوم ، قبل ما ترجع تتدهور مرة ثانيةأسوأ من اللي قبلها ... و تتنوم من جديد ...









أخوي عاد ما كان له حال .... ما كان يقدر
تصيبها ذرة غبار ... و كل شوي يقول لي توصي بها و وصيعيلها الأطباء ... وهم مو مقصرين ...







بعد ما استقرت حالتها ... شاف
الطبيب أنه يسوي لها فحوصات أشمل ... اللي خلاني حاطة إيدي على قلبي ...

و
كاتمة أنفاسي ... لين صرخت بكل قوة ... صرخة هزّت جدران المستشفى ... و كسّرتالنوافذ ... و زلزلتالأطوابق ... لما قال لي عقبها بيوم ...





- (
سرطان الدم
..)..







طحت
... و ما دريت بحالي ...


مستحيل ... مستحيل يكون ... صحيح ... فيه خطأ
... هبة بنت أخوي ... البنت الوحيدة ... دلوعة العيلة ...

مهجة قلوبنا كلنا
... عندها ... سرطان في الدم ....؟؟؟ !!!










تشخص مرض هبه بنت أخو زوجتي ... على
انه ... سرطان في الدم ...



و حلت المصيبة على العيلة ... و بغى
سلطان يموت يوم عرف ...



أخذها لمستشفى ثاني ... و سووا لها نفس
التحاليل ... و جت بنفس النتيجة ...




و الرجال انهبل ... و
العيلة كلها انفجعت ... و لا أقول ... غير إنا لله و إنا إليه راجعون ....







أحيلت هبة بتحويل عاجل إلى أكبر مستشفى بالمنطقة ،
إلى قسم أورام الأطفال ...


ما اقدر أوصف لكم الحال ... اللي كانت هي ،
و أمها و أبوها ... و عمتها و كل أهلها عليه ...






ما
قدروا يتخطوا مرحلة الصدمة ، و يبدأوا مرحلة التصديق إلا بعد فترة ...


كانت غمامة سودا عاتمة كبيرة ... استحلت سمانا و أظلمت ديانا ... و ظلت
مغطية عنا النور ... شهور ...

و شهور
...







أمس دخلت هبة المستشفى الكبير ... و اليوم رح
يشوفها الأخصائي و يقرر العلاجالدكتور ( هيثم ) – زميلي فيالتخصص – كان بأجازة و رح يرد بعد كم أسبوع ... و كنتالمسؤولة عن كلالمرضى في الوقت الحالي ...







كنت أراجع بعض نتايج
التحاليل لمريض جديد محول علينا من مستشفى ثاني ...

لما سمعت صوت الباب
يندق ...




-
تفضل
...

-
مرحبا دكتورة ....... هذا والد
المريضة الجديدة ...





كانت الممرضة ، كنت طلبت منها تجيب
والد أو والدة المريضة معها ...

رفعت عيني من على الأوراق ... و طالعت صوب
الباب ...









شخصين اثنين ، غير الممرضة
... كانوا واقفين ...

امرأة ... و رجال
...

شوق ... و سلطان
... !










تجمدت نظراتي ... ما ادري أنا أتخيل
.... ؟؟ أتوهم ...؟؟؟طاح القلم من إيدي فجأة ...


و نزّ لت عيني في الملف بالغصب ... أبى أدور اسم المريضة
...

و
شفته ... ( هبه سلطان ) ...






-
تفضلوا
...




قالت الممرضة ... و سلـّـم سلطان ، و جا جلس على الكرسي قدام
المكتب ... و ظلت شوق ...

متجمدة عند الباب
........








التفتت الممرضة لشوق و هي تأشر لها على الكرسي
( تفضلي ؟ ) لكنها ظلت متيبسة بمكانها ...




الله لا يوريكم مثل
هالموقف ...






ما ادري ... أنظاري كانت تطالع في الأوراق
اللي بين يديني ... و إلا تخترقها و تخترق الطاولة ...

و تطالع برجلي اللي
صارت ترتجف مثل يدي ... ؟؟حاولت ... أرفع عينيصوب شوق ... ودي بس أتأكد ... هي شوق اللي أعرفها أو غيرها ؟ لكن ...





-
طمنينا يا دكتورة فيه شي جديد بالتحاليل ؟
جا صوت سلطان ....

كان يكلمني ؟ أكيد كان يكلمني
...

هذا سلطان ؟ طبعا ... هذا سلطان
...

أنا مو بحلم ؟ مو خيال ؟
معقول ؟؟؟معقول ؟؟؟الاوكسجين خلّص من الغرفةفجأة ، لأني شوي و أختنق ...

التكييف انقطع فجأة
...

لأني شوي و
اخترق ...

المطر نزل فجأة ... أحسه يبلل جسمي كله ... و شوي ... و أغرق
.....




هذا سلطان
...

سلطان نفسه
...

العسل
...

قدامي الحين
!

إنتوا تشوفوا ؟
قولوا لي ... هو و الا موهو ؟يشبهه ؟الصوت ، الشكل ، الهيئة ... الإحساس اللي أحسه لا كانقريب مني ...

أنا قلبي مستحيل يتوه عنه
...

هذا سلطان أكيد
...

شوي و يغمى علي
...

أرجوكم امسكوني
....











ما أدري كيف ، هزيت رأسي
... ففهم مني أنه ما فيه شي جديد ...



-
و العلاج ؟ ممكن ؟ موجود هنا أو
أسافر برى ؟ الحالة ذي شفتوا زيها قبل ؟ عالجتوا مثلها ؟ممكن تطيب زي أول؟؟؟هزيت راسي ... ما فيني صوت أتكلم ...






سلطان كان يتكلم بنبرة هلع ... نبرة فزع ... خوف و قلق
... أمل و يأس ... تصديق و تكذيب ...

و الله كل هالمشاعر كانت تنبعث من
صوته و كلماته في اللحظة نفسها ....







-
متى نبدأ
العلاج ؟ اليوم ؟ و كم يطول ؟ و رح ترجع طبيعية مثل أول ؟ترى ما عندي بنتغيرها أرجوكم لا تتأخروا عنها ...








لها الحد
... و شوق ما قدرت ... انفجرت بصيحة مكبوتة فجأة ... و التفتنا كلنا صوبها ...

و شفتها و هي شوي و تطيح
...






و رحت بسرعة
... و بسرعة فتحت ذراعيني و أخذتها بحضني ...

بلا شعور ... بلا إدراك
...

و صرت أطبطب عليها و أنا أبكي معها
...





لا تلوموني
...

أنا قبل ما أكون طبيبة ... إنسانة ... و صديقة ... و في ها اللحظة
بالذات ... صديقة في وقت محنة ...







-
عيدوا التحليل
يمكن ما يطلع صحيح ...




قالت شوق و هي تبكي بمرارة ... أنا ما
أذكر وش رديت ...





-
ما أدري من وين طلعت لنا هالبلوة
...

-
يكفي شوق ... يكفي
...






هل كنت أواسيها أو
أواسى نفسي ...؟؟؟ ما أدري .....





-
الله يخليك قمر سووا أي
شي عشانها أي شي ...

-
أكيد ... أكيد
...





بعد ما
هدأت شوق شوي ... قلت :



-
خلينا نروح نشوفها الحين
...








شوق طالعت بسلطان ... اللي كان جالس على
الكرسي ... و الله يعلم من فيهم أجمد من الثاني ...؟؟؟وقفسلطان ببطء ... و وجه نظراته صوبي أنا ...

و للمرة الأولى ... تلتقي
نظراتنا ...







للمرة الأولى .... بعد فراق كل ذيك
السنين ....

التقت نظراتنا .. في موقف فاجع ... مثل ما افترقت في موقف فاجع
... قبل ... 13 سنة ....




كانت نظراته مذهولة
...


أنا ... بسرعة طالعت صوب مقبض الباب ... و مديت يدي ... و فتحته
...



سلطان ... الحين أدرك أنا من أكون ... بس يمكن ذهول المفاجأة
... أو يمكن هول المصيبةاللي هو فيها ... ما خلاه يقدر يعبر ... بأي كلمة ...













طلعنا إحنا الأربعة
... أنا و شوق و الممرضة و سلطان ... و رحنا لغرفة هبه ...






رجلي بالكاد كانت تحملني
...

ودي أنهار
...

ودي أطيح
...

ودي أصرخ لا ... لا ... لا
...







بس مسكت حالي ... و حركت رجلي غصبا عليها ... و
أجبرت نفسي أني أتظاهر بالتماسك

...
كطبيبة ... مع مريض و أهله
...







الانفعالات الثانية محوتها من الوجود و ما عطيتها
أي فرصة أنها تظهر ...






دخلنا الغرفة ... و شفت هبة
... الطفلة الصغيرة ... ملمومة بلا حول و لا قوة ... في حضن أمها ...

...
منال
... أكثر امرأة كرهتها في هذا الكون ....







عيونها
... من فتحة النقاب ... كانت باينة ... حمراء و متورمة ... و أثر الدموع ما برحها ....






سلـّـمت ... و سألت عن الأحوال ... و جيت لعند
الطفلة أحاول أكلمها و أداعبها شوي ... قبل الفحص ...



الطفلة بس
شافتني قامت تبكي .... و أشرت على أبوها و جا و شالها بحضنه ... و صار يحضنهاو يطبطب عليها ... و يقبلها .....







أنا بشر
...

و الله مو قادرة أتحمل
...

يا ليتني بحلم و اصحا منه بسرعة
...









بعد كذا فحصت عليها ... و أخذت من أمها و
من شوق بعض المعلومات ... و منال ... ما تدري ...

...
من أكون
...









كان كل همها العلاج ... و كل شوي تسأل متى
نبدأ و متى تطيب ... و توصيني ببنتها الوحيدة المدللة ...






طلعت مع شوق و رحنا المكتب
...




تكلمنا كطبيبتين نتناقش بحالة مريض ... و قررت أني أبدأ العلاج
بكرة و أعطي لنفسي و لهمفرصة استيعاب أني أنا قمر ... باتولى علاج بنتهم ...







و اتفقنا ... أن والد المريضة ... يوقع أوراق
الإجراءات الضرورية بكرة ...











ما
صدقت أني وصلت البيت أخيرا ...




كان ولدي بدر جالس ( يبني عشة
طيور ) بالحديقة – و على فكرة ذي هواية عنده ، تربية الطيور -

و أول ما
شافني كالعادة جا يسلم علي و يحضني ...




-
هلا يمه


-
هلا حبيبي
...





أخذته بحضني بالقوة ... و حبسته بين ذراعيني
لفترة ...

الولد ... على حس أن فيني شي
...






-
خير يمه ؟


-
خير حبيبي ... ما خلصت العشة ؟


-
لا باقي
! ...

يمه فيه شي ؟؟
ابتسمت و أكدت ...





-
لا بدري ... ، تغذيت هنا و إلا عند الجدة ؟ ( أقصد أم
بسام )

-
عند الجدة ، يمه عمي ماجد بيمرني بعد المغرب باروح معه مشوار
...










مشاويره مع عمينه ما تخلص ... أحس
أنهم أبعدوه عني ... بس ما فيني قوة أعلـّق الحين ... قلت باستسلام ...




-
طيب حبيبي ... أباروح أرتاح
....








وقبـّـلت جبينه ... و تركته منهمك ببني العشة
...





وصلت داري منهارة تماما ... رميت بجسمي على السرير
.... و تأوهت بمرارة ...










يوم القدر
... بعد كل هالعمر ... كتب أنه يجمعني بسلطان ... جمعني به ... في أسوأ الحالات ... و أسوأ الظروف ........










بكيت بكاء ما
بكيت مثله من مدة ...


طلعت الفصوص الثلاث اللي بقت لي من سبحة سلطان
....و شديت عليها بين يديني ... و قربتهاعند قلبي ... و صحت ....









سلطان
...

سلطان
...

يا
رب يكون حلم ...

يا رب يكون كابوس
...

يا رب ما يكون حقيقة
....









شوي ... و اندق الباب ، و جاني صوت ولدي
بدر يناديني ...



بسرعة مسحت دموعي و جيت و فتحت الباب
...




-
هلا حبيبي ؟


-
يمه بس بغيت منك
...






و سكت ... و صار يطالع فيني بقلق
...





-
نعم بدر وش بغيت ؟


-
يمه أنت بخير ؟


-
بخير ... بس قل لي وش بغيت ...؟
طبعا ألح علي ، و قلت لهأن وحدة من صاحباتي بنت أخوها مرضت و تتعالج عندي ... و أنا متأثرةعشانها ...




-
إذا بتتأثرين يمه كذا لا تعالجي ناس تعرفيهم
!





هو قالها جملة عابرة ، و أنا أخذتها بجد ... هذا اللي لازم
يصير ... أبي أحول الحالة على الدكتور هيثمأول ما يرد من أجازته... بسالحين ... ما لي إلا أني أبدأ العلاج ... قبل فوات الأوان ....


الحلقة الرابعةعشرة~ قريب ٌمن العين و القلب ~

-
تقولين ... قمر ؟؟؟؟
صاحت منال بدهشة و استنكار ... لما قلت لها أن الطبيبة اللي كانت هنا ... هي قمر ...

و صارت تنقل نظرها بيني و بين سلطان .... الجالس باستسلام
على طرف السرير ... و بحضنههبه نايمة بكل براءة ... و عينه بس و بس مركزة علىبنته ...


-
لا ! مستحيل
....


لما قالت كذا ، رفع سلطان
بصره و طالع بها ...

و ردت تأكد
...


-
مستحيل أخلي بنتي تتعالج
عندها ... شوف لنا مستشفى ثاني ...


سلطان ... منتهي و ما له حال ... بس
شال البنت و حطها بسريرها ... و قام يبي يطلع ...


-
وين ؟؟؟


-
بـ أرد البيت باريح شوي
...

-
و تخلينا هنا ؟


-
منال ... رجاءا
... اللي فيني يكفي ....


قالها ... و طلع من الغرفة
...

و جلست مدة
مع منال ...أحاول أهدي فيها ... هدأت في النهاية ... بس ما اقتنعت ...
...
و
كنت ادري أنها بكرة بالكثير ... بترجع للموضوع مرة ثانية ....

صحيح احنا
انحطينا بموقف ما ننحسد عليه ...

الأقدار لعبت دورها بدهاء
...

و
كلمة ((( النهاية ))) في القصة و اللي ظنيت أنها انطوت خلاص ... ما شكلنا رح نقولهاقريب .....









رديت من مشاويري مع عمي قرب
الساعة عشر الليل ، كنت متأكد أن أمي رح تعاتبني لأني طولت الغيبة ،و استغربتلأنها ما اتصلت علي كالعادة تتطمن ...؟المهم ، أول ما دخلت البيت شفتخالي ثامر جالس يتكلم بالتلفون بالإنجليزي ! أكيد هذه خطيبته ! صار كله مشغول معها !


رحت أدور أمي ما لقيتها سألت عنها قالوا لي بدارها ... و صعدت الدور
الثاني و جيت عند باب غرفتها ...

كان النور ظاهر من تحت الباب ، دقيته و
ناديتها ، و ما جاني رد ...


دقيت مرة ثانية و ما سمعتني ، فتحته شوي
شوي ...

لقيت أمي نايمة على سريرها
...

مو بالعادة أمي تنام هالوقت
، و لا بالعادة تنام قبل ما تتطمن علي ، بس شكلها غفت دون ما تدري ...


قربت منها عشان أنا متعود لازم أقبل راسها كل ليلة قبل النوم ، من
يوم كنت صغير ... و فيه شيغريب لفت انتباهي ... !


كانت إيدها
اليسرى ممدودة و براحتها ثلاث ( خرزات ) فضية .. !


استغربت ... إش هذه
؟ ... بس شلتهم من إيدها دون ما تحس .. و أخذتهم معي ... قبلتها و طلعت من الغرفة ....


بعد ما ( انسدحت ) على سريري نمت بسرعة لأني كنت تعبان شوي
...


و ما لحقت أشبع نوم ... صحيت على صوت خالي ثامر ينبهني عشان صلاة الفجر
...


بسرعة جا وقت الصلاة ! يمكن خالي غلطان بالوقت ؟؟
فتحتعيني و طالعت بالساعة و كانت أربع الفجر ...


-
يالله بدر انتظرك
بالسيارة لا تتأخر ...


ما مداني أرفع جسمي أبي أقوم إلا و وصلنا صوت
صرخة قوية ....

فزعت ... و هبيت جالس ... و جت صرخة ثانية
...


-
هذه أمي
... ! ! !


قفزت من السرير ... ركضنا أنا و خالي
بسرعة إلى غرفة أمي و دخلنا ...و شفناها تصرخ في ذعرو فزع مهول ...

ركضنا لها و حضناها ... و صرنا نهدّي فيها و هي ترتجف ... و تردد
...


- (
سلطان لا تموت .... سلطان تنفس .... سلطان تماسك
.... )


خالي صار يقرأ آيات قرآن يهدّي فيها و أنا أبكي مفزوع عليها
...

أمي كانت تطالع فينا و لا كأنها تعرفنا ... ما كانت بوعيها أصلا
... العرق كان يتصبب منها بغزارة ... و أشوفها تتنفس تنفس مو طبيعي ....

ظلت
أمي على ذي الحالة دقايق ... و بدت تهدا شوي شوي ... رفعت راسها تطالع خالي ثامر وتقول ...


-
بسام غرق
...


و خالي يهدي فيها
...


-
خلاص قمر ... أعوذ بالله من الشيطان ... خلاص قمر اهدي
...


و يكرر آيات قرآنية ... لين هدأت أمي ... و طالعت فيني ... و شكلها
توها تنتبه لي أو تعرفني ...
...
نادتني و خذتني بحضنها و أنا أبكي و هي تبكي و
خالي يهدي فينا ...



-
خلاص بدر ... خلها تنام
...


رفعت
بصري له معترض ...


-
بـ أظل معها
...

-
لا بدر ، خلنا نروح
المسجد ... ما فيها شي راحت النوبة ...



تركت أمي نايمة على السرير
و الوسايد .... مغمضة عينها و حالتها زينة ... و يوم جينا بنطلع من الغرفةسمعناها تقول :


- (
ما أبي أعالج بنته
.... )


الجملة
الأخيرة اللي سمعناها ، و طلعنا ....


كانت الدموع بعدها بعيني ، و قال
لي خالي باستنكار :


-
إش بلاك ؟ رجال و تبكي ؟


-
ما شفت كيف
كانت ؟

-
ما هي أول مرة ... ما تعودت للحين ؟؟


-
بس ما صار لها من
جينا البلد ...



من رجعنا البلد ... هذه أول مرة تجي أمي نوبة الذعر
اللي كانت تجيها من فترة لفترة و احنا برى ...


خالي يقول أن هذا صار
لها بعد ما شافت أبوي و ناس ثانيين يغرقوا في البحر ... قبل ما أنولد أنا ....

و كان دايما يحذرني أني أذكر شي عن الموضوع قدامها و إلا بتمرض و تزيد
حالتها أكثر ....



...
من هو ... سلطان .......؟؟؟
صحيت من النوم و لقيت نفسيمتأخرة شوي ... و حسيت روحي تعبانة و ما لي خلق ... قلت أبي أتصل بالمستشفى و آخذهيوم إجازة ... بس ... بسرعة تذكرت المريض الجديد ... و قفزت من سريري بسرعة ...


...
عندي اليوم شيء مهم لازم أسويه
...


و أنا عند المراية
أسرح شعري تذكرت فصوص السبحة الثلاث ...

كانو بإيدي لما نمت ..؟؟؟
و قمت أدور عليهم في السرير و حوله و بكل مكان و لا لقيتهم ... ويناختفوا ؟بس لأن الوقت متأخر ، تجهزت على عجل و طلعت من الغرفة و نزلتالدور الأرضي ...


كان ولدي بدر جالس هناك و أول ما شافني جا يصبح علي و
يحضني ...



-
هلا بدري ... ها حبيبي متى رديت البارح ؟
ابتسم بخجل و اعترف أنه جا متأخر شوي ، و طالع فيني كأنه يبي يقولشي ... بس أنا كنت مستعجلةسلمت عليه و طلعت ....


اللحظة اللي طول
أمس و أنا قاعدة أعد لها ألف حساب جت أخيرا ....



كنت بالمكتب ،
أنتظر والد المريضة يجي عشان أشرح له عن المرض و العلاج ... و تفاصيل ثانية ...

بالنسبة لي كطبيبة ، صرت متعودة على هذه الأمور ، لكن ... .... .... ؟
جت الممرضة ... مع سلطان ....



حاولت بكل الطرق
... إني أنسى أني كنت أعرف هذا الشخص يوم من الأيام و اتصرف معه كأي والدمريضةأعالجها ...



صعب ... و الله صعب
... !
إنتوا حاسين فيني
؟؟بمجرد وصلني صوته أول ما دخل و سلم ... انتفضت أوصالي كلها ...

هذا هو صوت سلطان ... ما تغير عن أول
...

جهور و رنان
...

كأنه لا وصل الطبلة يدغدغها
!

و إذا جا للدماغ يخدره
!

مع
أنه قوي ، بس لا سمعته تتملكني رغبة غريبة في النوم !




رفعت عيني
بنظرة خاطفة صوب عينه و رديت السلام ...

يا ذيك عيون ... يا ذيك نظرات
...

تاخذني فوق في السماء ... أحسها ... أحسها بحيرة ... و ودي أسبح فيها
!



أي جنون ... ؟؟؟
إنتوا فاهميني ؟؟أخذت حولأربعين دقيقة و أنا أتكلم معه و أشرح له بعض التفاصيل و أجاوب على أسئلته ... وجودالممرضة يمكن عطاني شوية دعم ...



كنت أبي أعرف ... هل هو راضي أني
أنا ... أعالج بنته ؟ .. إش قرر ...؟؟؟سألت في النهاية :



-
نبتدي العلاج اليوم ؟


-
توكلنا على الله
....




اللي كان يكلمني كان أب ... متعلق بأمل ... أي أمل ... لعلاج
بنته الوحيدة... مهما يكون ....



رحنا لغرفة الصغيرة ... كانت نايمة
.. و أمها ( منال ) جالسة جنبها ...

و الطريقة اللي كلمتني بها اليوم
... تختلف عن الأمس ... !



أمس ... كان كلامها كله رجاء
...

و
اليوم ، كله اعتراض ... !



أنا ... تقبلت كل كلامها في كلا الحالتين
... و مصرة أني أعاملها كما تعامل أي طبيبة أم وحدة منالمريضات ...و أنسى أنهاكانت .. و لا تزال ... أكثر امرأة كرهتها بحياتي ...

اللي سرقت مني – و لو
بدون قصد - ... حبيب عمري الوحيد ...



في نفس اليوم ، بعد كم ساعة
جتني شوق المكتب ... و تناقشنا مرة ثانية عن المريضة و العلاج ...



شوق ... كانت .. و لو بشكل غير مباشر ... تبي توصل لي رسالة
محتواها :


(
لا تخلي الأمور الشخصية تأثر على تصرفك كطبيبة
... )


أنا ... قلت بشكل مباشر
...


-
تطمني يا شوق ... أنا في
المستشفى طبيبة و بس ... و أتعامل فقط و فقط على هذا الأساس ....



و
على هذا الأساس ... بدأنا العلاج المكثف ... و اللي يتطلب شهور ... و شهور ...



في نفس اليوم ... بالليل ... جاني ولدي بدر ... و عطاني الفصوص
الثلاث اللي قلبت الغرفة فوق تحت أدور عليها...



-
من وين جبتها
...؟؟؟

-
آسف يمه شفتها بايدك و أنت نايمه و شلتها
...



أخذت الفصوص .. و رجعتهم بالصندوق ... و ولدي بدر يراقبني
...



-
يمه
...

-
نعم ؟


-
إش هذه ؟
مارديت عليه في البداية ... ، تالي قلت له ...



-
تذكار من شخص عزيز
...

-
من هو ؟
ما جاوبت ...



-
سلطان
..... ؟ ؟انتفضت ... و التفت له فجأة ... و أنا مذهولة ... وطالعت فيه ... أبي استشف من نظراته أي شييكون عارفنه أو فاهمنه ...


-
أي ... سلطان ... ؟


-
ما أدري .... أنت قولي لي ؟


-
بدر ... بدر من وين جبت الاسم ؟؟؟


-...
أنت دايما ترددينه لما
... .... ....

-
خلاص بدر ... ارجع دارك
...

-
أنا آسف
....

-
تصبح
على خير ....



الولد كبر ... و صار يفهم ... الكوابيس اللي طاردتني
طول ها لعمر صارت توحي له بشي .... يا رب ...


...
أبيه بس ... يتجاهل ها
الموضوع ...







ظلت بنت أخوي هبه
بالمستشفى فترة طويلة ... بين تحسن و انتكاس ... و احنا ندري أن العلاج يطولويبهذل ... و ما لنا إلا الصبر ...



أخوي سلطان أخذ أجازة طويلة
... تفرغ فيها لعلاج بنته ... اللي ما كان شاغل باله شي غيرها ...

أما قمر
... فما أظنها صارت تعني له شي ... لأنه انشغل باللي أهم منها ...


علاقتي
بقمر بدت تنتعش من جديد ... و بدينا نتقرب من بعضنا اكثر و أكثر ...

كصديقات و كزميلات عمل ... هذا الشي ريحني
....


منال أخيرا
تأقلمت مع الوضع ... و صارت تتعامل مع قمر على و كأنها طبيبة تشوفها لأول مرة ...
...
كل شي سار بشكل طبيعي ...و مألوف
....










فاجأتني قمر لما قالت لي قبل فترة
أنها صارت تعالج بنت سلطانوه ، بمحض الصدفة ... !

أنا دورت على التعليق
المناسب بس ما لقيت ...

ما قدرت أتخيل كيف الوضع ... بس الظاهر و الله أعلم
أن الأمور تمشي بشكل معقول ... و الله يستر من الجاي ... !



صحيح
الدنيا دوارة ...

ودي التقي بسلطانوه ... الزفت ... و أقول له
:



- (
شفت يا سلطان ؟ هذه البنت اللي حطمت قلبها يوم من الأيام
... اللي ترملت عشان تنقذ حياتك أنت ...

هذه هي الحين تعالج لك بنتك بعد
...! )



لو أنا مكانها كان رفضت استقبل الحالة و خله يروح يدور على طبيب
غيري ...

ما ناقص إلا إني أعالج بنت الشخص اللي حطم لي قلبي ! الله يحطم
قلبه و ينتقم منه يا رب !



خاطري مرة ... مرة وحدة بس ... أشوفه و
أتشمت فيه ... أبرد حرتي فيه من ذيك السنين ..

عقب كل اللي سواه بصديقتي
قمر ... ...


من زمان ... و أنا أتمنى ذي الأمنية الشريرة
...



و القدر ... أتاح لي الفرصة ... و حقق لي إياها ... من أوسع
الأبواب !











كل يوم ... أشوف سلطان
...

كل يوم أتكلم معه
...

كل يوم أسلم عليه
...


و
اليوم ... آخر يوم من دورة العلاج المبدئية ... و الصغيرة رح تطلع للبيت أخيرا ... كم أسبوع ، و ترجع لمتابعة العلاج بعدين ...


من بكرة ما رح أقدر أشوفه
... و لا أسمع صوته ...

قمر ... أكيد جنيت ِ ؟ إش اللي جالسة تفكرين فيه
...؟؟؟ معقول ......؟؟و الدكتور هيثم بيرد أول الأسبوع الجاي ... و رحأحول عليه الحالة ذي ... و ابتعد عن سلطان ... و عن منال ... و عن الماضي و ذكرياته...



ذا الإحساس قتلني ... كيف تكون عندي فرصة أي فرصة ... من أي
نوع ؟... أني أشوفه ...و أفرط فيها ...؟؟؟
قطع علي حبل أفكاري المجنونةصوت الهاتف ، كانت سلمى تأكد علي عزومة العشاء الليلة في بيتها ...


و
في نفس الوقت ، جا سلطان يحمل بنته ، و معه زوجته يستفسروا عن آخر التعليمات قبل مايطلعوا من المستشفى رادين للبيت ....



البنت بعد شوي صارت تصيح و
أخذتها أمها و طلعت بها تهديها ... و اللي ظل بالمكتب ... أنا و سلطان ...



عطيته (كرت) موعد للمتابعة في عيادتي بعد كم يوم ... أخذ الورقة
... و شكرني و سلم ... و راح طالع ...


أنا ...... نقلت نظري لشاشة
الكمبيوتر اللي قدامي أتظاهر أني أسوي شي ، و في الواقع كنت أراقبه و هو يمشي للباب ...



-
قمره
....



وهو ماسك الباب ، قبل ما يطلع
... فجأة ... و دون سابق إنذار ... ناداني ... قمره ...

قمره .. الاسم اللي كان
دايما يناديني فيه ... بنبرة تختلف عن اللي كان قبل شوي ... يخاطبني بها ......


حوّلت أنظاري من شاشة الكمبيوتر إلى عيونه مباشرة .... و هناك
... تعلقت ...


ما قدرت أبعد عيني عن عينه ... أسرتني غصبا علي
...


و هو بعد ... ظل مركز في عيني ... لأول مرة ... من التقينا قبل كم
أسبوع ...



مرة ثانية ... رن الهاتف و قطع علي لحظة العمر
...

و بعد كانت سلمى – الله يسامحها – تأكد علي أجيب بدر معي
!

هذا
وقته يا سلمى ؟؟؟لما خلصت المكالمة كان هو ... اختفى ...

طالعت صوب الباب ... و استقرت عيني عند نفس الموضع اللي كانت عينه فيه قبل
ثواني ... وين راح ...
ليه راح
...

ارجع يا سلطان
....


كان
يبي يقول شي ... متأكدة ... بس .... ....


رجعت البيت و أنا طايرة من
الفرح ... كأني بنت مراهقة تنقال لها كلمة حب لأول مرة ! ما ادري وش صار بي ... يمكن جنيت ...؟ إلا أكيد جنيت ...


كانت ليلة الخميس ، تعشينا أنا و
ولدي بدر عند سلمى ... و بعد العشاء راح الأولاد يلعبوا كورة بمكانقريب ... وجلسنا أنا و سلمى نسولف ...


كنت مبتهجة بشكل ملحوظ ... بس كتمت السر
بصدري و إلا كان تقول عني سلمى ... مجنونة من جد ....


طبعا جبنا سيرة
بنت سلطان ... و عرفت مني سلمى تفاصيل أكثر عن الموضوع ، بس و لا حاولت تثير شي منالماضي ....



و زي ما احنا كنا مبسوطين ، كانت عيلة سلطان بعد
مبسوطة ...












سوينا عشاء كبير
... و عزمنا خالتي أم منال و بناتها و أولادها ... بالإضافة إلى عيلتنا احنا ... فصار البيت مليان ناس ... و كلنا كنا مبسوطين أن بنت أخوي هبه طلعت من المستششفىبالسلامة ....


حالتها احسن بكثير من أول ما مرضت و أول ما أخذت العلاج
المكثف ...

كلنا كنا فرحانين و أخوي أكثرنا ... أخيرا ارتاح ولو مؤقتا
... و الليلة بتنام بنته بحضنه و عيونهم قريرة و متهنية ....


رديت البيت و
أنا مرتاحة و صليت لله شكر ... و دعيته أنه يشفيها تماما من المرض ... و يريح باليو بال أخوي المسكين ....


بعدها بكم يوم .... عرفت أن الدنيا كانت
... بس ... تضحك علينا ...


قبل ما يحين موعدها بالمستشفى ... بنت أخوي فجأة
انتكست حالتها بشكل كبير ...

داهمتها نوبة تقيؤ حادة ... و شالها أبوها و
راح طاير بها على المستشفى ...



كان الوقت نص الليل ... أنا ما دريت
إلا يوم ثاني ... لما اتصل علي و قال لي أنها بالعناية المركزة ....


يوم وصلت ... شفت البنت مسدوحة على السرير ... و أخوي يبكي ... و منال
تنوح ...


و بعد شوي وصلت طبيبتها ، الدكتورة قمر ... و معها كانت
... سلمى .... و دكتور ثاني ...


سلطان لما شاف قمر قام يقص لها وش صار ، و
هو مو قادر يمنع دموعه من أنها تسيل غصبا عنه ....


قمر جت تفحص على هبه
... و هي تحاول تكرر عبارات الطمأنة ... لكن من صوتها كان واضح أنهاهي بنفسهامو متطمنة ...



قلوبنا كانت متعلقة بكل حركة تسويها و كل إشارة
... نبي نعرف ... بنتنا بخير ؟؟ وش صار لها ؟؟ و متى تصحى ...؟؟؟قمر قالتموجهة خطابها لسلطان :


-
هي نايمة من تأثير الأدوية بس تصحا رح تكون
أفضل إن شاء الله ...

-
إش صار لها ؟ و ليه ؟


-
أنا شرحت لكم أن
هذه أشياء ممكن تصير أي لحظة خلال فترة العلاج ...



تكلم الحين
الدكتور الثاني :


-
ياجماعة المريضة مستقرة الآن تفضلوا لو سمحتوا هذه
غرفة العناية المكزة و ما يصير نتجمع كلنا هنا ...


قال كذا و نقل
أنظاره بيننا أنا ... و سلطان ... و منال ...

كان هدفه أن حنا نطلع من
الغرفة و يظل هو و قمر يتناقشوا ....


ما أحد منا تحرك ... حتى سلمى ، و
اللي جاية دون داعي ظلت واقفة بمكانها ... و عينها كانت على اخوي سلطان ... كأنها... كأنها ما صدقت تشوفه مكسور عشان تتشفى فيه .... !


قمر بعدها تكلمت
...


-
تفضلوا معي لو سمحتوا
...


منال ما تحركت شبر واحد
... ، سلطان ظل متررد ... و بعدين جا معنا أنا و قمر ... أما سلمى فانشغلت مع مريضثاني ...


في مكتبها ... جلسنا أنا و أخوي المنهار ... مو قادر حتى يفتح
فمه يقول شي ...

كان الدور الآن كله مرتكز على قمر
...


-
ما
فيها شي ... و ما رح يتكرر مرة ثانية إن شاء الله مع العلاج اللي رح نضيفه لأدويتها ...

...
و إن شاء الله بكرة تطلع من العناية المركزة
....


رفع
أخوي عينه تجاهها متعلق بكلمتها الأخيرة ......


-
بكرة تطلع من العانية
؟ صحيح ؟

- ...
نعم
...

-
وش فيها بنتي ؟ صار شي بمخها ؟
سأل أخوي سؤال يائس ...



-
لا أبدا ... بعد الشر
...

-
ليه صار لها كذا بالتالي ؟؟؟
قمر ما جاوبت ... القلقتفجر بقلب أخوي و قال ...



-
أرجوك قمره ... إذا فيه شي علميني
...



جا صوت قمر مبحوح ... و هي تقول
:


- ...
ما فيه شي
جديد ... لو فيه قلت لكم ... و ... و على كل ... من بكرة الدكتور هيثم رح يتابععلاجها و تقدر تسأله عن كل شي ...


تفاجأت ... و أخوي بعد ... و طالعنا
في بعض و تالي فيها ...



-
الدكتور هيثم ؟؟


-
هذا اللي كان
معنا بغرفة العناية ... أنا حولت الحالة عليه و صار يعرف عنها كل شي ...

-
ليه ......؟؟؟ فيه شي .....؟؟؟


-
لا ... لا
...













كان بودي أصرخ ... لأني
ما عدت قادرة أتحمل ... حرام عليكم ...

أشوف سلطان قدامي متحطم ... و أظل
صامدة و جامدة ؟تبوني أعالج بنته و هي عندها أخبث الأمراض و ألعنها ... وأشوفه كل يوم يتعذب معها ...

ما اقدر ... ما أقدر ... ما أقدر
...


اللي اسعفني به لساني ذيك اللحظة كان
...


-
لأني باخذ
أجازة فترة ...


و كان جواب مقنع
...

سلطان ... قال
...


-
توصوا فيها يا قمره أرجوك .. و إذا فيه أي علاج أفضل بأي مكان
بالعالم قولوا لنا عنه ...


مسكت اللي باقي من قلبي بصدري ... و قلت
...

-
العلاج هنا أو بأي مكان هو نفسه ... ما يحتاج توصية ... هذا واجبنا
...












بعدما طلع سلطان ... انهار
القناع اللي كانت قمر مخبية شعورها الحقيقي خلفه ...

رمت راسها على طاولة
المكتب و تنهدت ...

جيت لعندها
...


-
قمر ؟؟؟
رفعتراسها و طالعتني ....


-
فيه شي ما تبين تقولينه لنا ...؟؟


-
إش
أخبي ؟ أنت عارفة إش المرض ذا ...

-
ليه حولتيها لدكتور ثاني ...؟؟؟


-
لأني ... لأني
...

...
لأني ما استحمل يا شوق ... ما استحمل
....



تأكدت من أن الدكتورة قمر هي قمر زمان ... و أن قلب الدكتورة قمر
... هو قلب قمر زمان ...

و أن وجود سلطان و قمر في حياة بعضهم البعض ... رح
يفتح جروح الماضي و يسبب جروح جديدة ...

لازم الدكتور هيثم هو اللي يتولى
العلاج ... و نسد أي باب ممكن يفتح علينا طرق للورا ...











يوم ثاني ... مريت على البنت
بالعناية و شفت أوضاعها متحسنة ... و اقترحت على الدكتور هيثم يطلعها من العناية ،و خلال الكم يوم اللي تلوا ... كنت أجي كل يوم اتطمن عليها بنفسي ...

و
اتطمن ... على ... سلطان ....

طلعت بنت سلطان من المستشفى بعد كم يوم ... و
جتني في موعدها بالعيادة بعد ها بفترة ، مع أبوها و أمها ...

كانت حالتها
طيبة و طمنت أهلها عليها ...


سلطان فاجأني ... و قال أنه يبي يتابع
عندي لأني بديت العلاج معها من البداية ...

وبس انا صرت .. أتابع الحالة من
بعيد ... مع الدكتور هيثم ...


حالة البنت تحسنت كثير ... و آخر مرة
جتني بالعيادة كانت مليانة حيوية و نشاط و مرح .. و أبوها يراقبهابكل سرور ... و أنا أراقبه هو ... بكل راحة ...


و مرت مدة ... و البنت بين انتكاس و
تحسن ... و أهلها بين الرجاء و الخوف ... بين الأمل و اليأس ...

...
بين
الحياة و الموت ...


أخذت أجازة كم يوم عشان زواج أخوي ثامر ... ريحت
فيها و انبسطت ، بس ظل بالي مشغول ... إلى حد ما ....


بعد العرس بكم
ليلة ... زارتنا أم الدكتور هيثم و أخته ... يخطبوني لولدهم ... !


طبعا
بالنسبة لي كانت مفاجأة الموسم ، اللي ضحكت منها ضحك ما ضحكته من زمن ... لكن أميأخذت الموضوع بكل جدية ... و طلبت من أخوالي يسألون عليه !


أنا أصلا
حاذفة هذا الموضوع من حياتي نهائيا ... ما أدري وش بلاه الدكتور هيثم ؟عادما لقى غيري ؟ و بعدين وش فيها زوجته الأولى عشان يفكر يتزوج غيرها ؟؟بصراحة تجاهلت الموضوع ، و رجعت للعمل و لا كأن شي صاير ....


اللي صدمني ، هو أن الخبر كان منتشر بالمستشفى ... و صار الكل يعرف أنه
الدكتور هيثم متقدم لي ...

وضع أزعجني بالمرة ... و صار التجاهل ما ينفع
...


تنومت هبه مرة ثانية عشان تبدأ المرحلة الثانية من العلاج ، و في
هالمرة رافقها أبوها ، الظاهر أن أمهاما قدرت تاخذ أجازة من عملها ...


جينا نمر عليهم الصباح ، و شفت سلطان ... كان وجهه مستبشر خير و
معنوياته مرتفعة ... لأن بنتهكانت بحالة ممتازة ...


كل يوم أمر
على البنت ..

كل يوم أشوف سلطان ... و أتكلم معه
...

كل يوم
.. قلبي يتعلق به ... أكثر و أكثر ...

كل يوم أنا أنجن ... و أدري أني في خطأ
كبير ... بس ... ما أقدر أبتعد ...


رغم أن الكلام اللي كان بيننا
... ما يتعدى كلام طبيبة و والد مريضة ... بس كنت ... أحس بانتعاش بقلبي ...
و
أرتاح كل ما شفته و سمعته ...

أما الدكتور هيثم ، عاملته بشكل عادي جدا
... و هو بعد ما حاول يخرج عن النطاق المألوف ...

يوم من الأيام ، رجعت البيت و
شفت أمي تنتظرني ...
حاصرتني بموضوع الزواج و أنا رفضته نهائيا ... و طلبت منها
تتصل عليهم و تبلغهم الرد ...

و الظاهر أنها ما اقتنعت ، و بدل من كذا
اتصلت على صديقتي سلمى و اقنعتها أنها تتكلم معي ... و تحاول فيني ...


-
فيه شيء مو بزين ؟


-
لا يا سلمى مو رفضي للرجال نفسه ، إنما
للزواج ذاته ...

-
اعتقد يا قمر إنها فرصة ممتازة ... طبيب يشتغل معك ... و
ما به شي ينعاب ...
رح تقضي حياتك بس ... بين العمل و ولدك بدر ؟
بكرة يكبرو يتزوج و ينشغل عنك و تصيري وحيدة ...


سلمى لفتت انتباهي لشي ... ما
كنت أفكر فيه من قبل ...
أن بدر ... في يوم من الأيام رح يتزوج و يرتبط بانسانة
غيري ... تصير عنده الأهم ...

صحيح الكلام هذا تو الناس عليه ، و هو لسا
بالمتوسطة ... لكن ....

سمحت لنفسي أنها تاخذ فرصة قصيرة للتفكير ... يمكن
يكون كلامها صحيح ...

 
 

 

عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
قديم 18-08-08, 12:04 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16655
المشاركات: 312
الجنس أنثى
معدل التقييم: hot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداعhot-hot عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 231

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hot-hot غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : hot-hot المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

سلاااااااااااااااام .......... المنتدى ما عرف شو فيه مخرف ......... كنت مقررة أنزل القصة كاملة..اليوم........ لكن ان شاء الله بكرة أكمل تنزيله..

 
 

 

عرض البوم صور hot-hot   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فجعت قلبي للكاتبه تمر حنا, فجعت.قلبي.تمر حنا .قصص منى المرشود .تمر حنا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية