يوم في مواصلة

CENTEالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مرحبا للجميع



بداية احب اهنئ كل الاخوة والاخوات ،المشرفات والاعضاء والكتاب والقراء ، والادارة الكريمة

منتدى ليلاس الثقافي

بهذه المناسبة السعيدة



وبما اني اول من اقترح على المشرفة الفاضلة اقدار على انشاء منتدى خاص بالقصص القصيرة



فيشرفني ان اكون اول من قدم قصة قصيرة في هذا المتتدى



وان شاء الله عما قريب سيملئ بالقصص التى تقدم من كتاب ذات اقلام مميزة وقديرة




قصتي ستكون مختلفة تماما عن قصصي السابقة اتمنى ان تنول اعجابكم



القصة بعنوان

" دقي امبابة ، دقي امبابة . "


" دقي لو سمحت . "


" اتفضل اركب . "


" واحد دقي . "


" خذ التذكرة . "


" شكرا . "


هذه بداية كل يوم ابدأه بركوب مواصلة لأذهب الى عملي ، بالتأكيد لو كان الأمر بيدي لاشتريت سيارة لارتاح من هم المواصلات التى اعانيه كل يوم ، ليس فقط انا بل الكثير والكثير مثلى يعانون نفس المعاناة كل يوم ، الحمد لله اليوم وجدت مواصلة بسهولة ، فقط انتظرت ساعة او اكثر !!!!!!!!!

جلست بجانب شاب تقريبا مماثل لسني ، ادخلني عند الكرسي المجاور للشباك ، اطلقت سراح تفكيري ليسبح كما يشاء في خيالى الدائم الذي ينتهي به المطاف الى دخولى في عالمي المليئ بالهموم والمشاكل اليومية ، احيانا اقول لنفسي : " ايتها النفس حاولت ان اعطيك قدر من الراحة الا اني لم استطع اذهبي الى واقعي المرير فلم تعد الاحلام ملك لنا ، بل ملك لاشخاص اخرين نعم هم مثلنا من لحم ودم ، لكن هم اصحاب الاموال ، اصحاب الحياة الحقيقية التى يستحقها كل انسان لكن نحن لم يعد بيدينا سوى الصبر وتحمل مرارة والالم حياتنا المريرة المليئة بالهموم والمشاكل ، فلم نعد نستطع ان نحلم اصبح محرم علينا ولو حتى مجرد حلم بسيط ، ممنووووووع ...... نقطة ومن اول السطر !!!!!!!!!!!!!!! "

كالعادة الشوارع مليئة بالبشر ، والسيارات تنهب الطريق المقفول تماما من كثرة السيارات والمارة ، حاولت ان افرغ همي بالنظر الى وجوه الناس .

" يا له من يوم خانق لو سمحت ممكن تتقف لأن تلك السيدة معها ولدان ولم تجد مكان للجلوس " قال لي الشاب الذي يجلس بجانبي وهو واقف لترك الكرسيين لتلك السيدة .

فقلت له : " بالتأكيد اتفضلي . "

فردت مبتسمة : " شكرا لكما . "

وقفت بجانب الكرسي ولم اجد مكان فارغ للوقوف فيه ، حاولت بقدر المستطاع ان ابتعد عن كرسي تلك السيد لكن للأسف لم استطع ، والحمد لله تقبلت هذا الوضع ولم تصرخ في وجهي !!!!

سمعت صوت يقول من اخر الميكروباص صارخا ليسمعه السائق قائلا :

" على جنب هنا يا اسطى . "

" حاضر اتفضل . "

وجهت نظري الى الجانب الآخر من الميكروباص او الميكرو كما يقولون احيانا ، لافتا نظري ذاك الحديث الدائر بين رجلا شيخ وشاب في الثلاثين من عمره يقول : " والله الواحد ما عارف يعمل ايه في هذه البلد ، انا يا حج عمري ثلاثين عاما ، بشتغل موظف ، راتبي مائتي جنيها ، ماذا افعل بهم ؟؟؟؟ يادوب بدفع بيهم ثمن مواصلاتي ومش متزوج ، او بمعنى ادق مش قادر اتزوج ، العمر يجري من امامي وانا واقف ، متكفل بتربية اخواتي البنات وواحدة منهن مخطوبة وستتزوج في آخر السنة ، ومش قادر اجمع مبلغ جهازها ، والله ما عارف اقولك ايه احنا يا حج مسيرين وليس مخيرين . "

قاطعه الشيخ قائلا : " استغفر الله يا ابني لما قول ذلك ، اصبر يا بني اصبر " ان الله ما الصابرين اذا صبروا " .

رد عليه الشاب ، ناظرا للاسفل : " ونعم بالله بس انا بقول ذلك من غلبي ، مش قادر اعمل حاجة خايف اظلم اختى ، اقول ايه لخطيبها مش قادر ازوج اختي بسبب جهازها ، اقول ايه بس ، يلا الحمد لله . "

لم اسمع باقي الحديث للفت انتباهي بحديث اخر بين شاب وفتاة جالسين في المقعد المقابل للشيخ والشاب ، من الواضح بوجود علاقة حب قوية بينهما ،تمنيت ان اكون مثلهما لكن انا غالق ذلك الباب نهائيا حتى لا اقع في مشكلة اخرى ، مكتفي بالمشاكل التى اعيشها .......... انقطع تفكيري عندما رأيت الفتاة تبكي والشاب يحاول تهدأتها لكنه لم يستطع ، لمحت بعض كلمات قالها الشاب : " نهي حبيبتي انت تعلمين بقدر حبي لكي ، لكن ماذا افعل ؟؟؟ لم يعد بيدي شيئا اقدمه لكي ، والدك رفض الزيجة لأنني فقير ، ولم استطع ان اقدم لكي ما يطلبه مني ، انا طالب بأخذ مصروفي من والدي ، الى الآن لم اعرف مستقبلي الى اين سيرسو بي المطاف ، ألم تري كم حاولت ان اتوظف ، ولم اجد اي وظيفة ولو كانت بمرتب قليل ؟ ، لا املك شقة فخمة ولا سيارة ولا عمل ولا مستقبل !!! ماذا افعل !!! نهي انا لا اريد ايذائك ، والدك على حق في كل ما يقوله ويفعله لانهاء علاقتنا بأية طريقة ، لست انا الشخص الذي تستحقينه ، انت فتاة جميلة ورقيقة وعلى خلق اي شاب يتمنى الزيجة بكي ، اما أنا انظري إلي ؟ انظري يا نهي ، ألم تري الفرق الواضح بين مستوانا نحن الاثنين ، في بداية علاقتنا كنت خائفا بل مرعوبا من تلك اللحظة التى نعيش فيها حاليا ، كنت متأكدا بأن حياتنا ستنتهي بالفشل !!!!!! "

قاطعته الفتاة قائلة : " شادي كفى ، لم اعد اتحمل تلك الكلمات القاسية التى تخرج من شفتيك ، انت تعلم اني لن اتزوج سواك ، مهما زاد صعوبة موضوعنا و ......... "

قاطعها الشاب قائلا : " حبيبتي نحن لا نعيش في عصر الاحلام ، لا اريد ان اظلمك وتدخلين في مشاكل مع اهلك ، لما لا تتأقلمين على وضعنا الذي وضعه القدر لنا للعيش فيه ، انت من عائلة غنية وانا فقير ، حاولت ان اسعدك ولم استطع ، لم يعد بيدي شيئا اقدمه لكي ، صدقيني يا نهي في الايام المقبلة ستتأكدين ان بعدي عنك ستكون سعادتك وفي مصلحتك اولا واخيرا . "

قالت نهى ودموعها لم تكف عن التوقف : " شادي انا على استعداد ان احدى العالم ونتزوج رغما عن الجميع ، انا احبك ، احبك ولم اتخيل العيش بدونك . "

ربط الشاب على يديها قائلا : " وانا ايضا احبك واتمنى ان اقدم حياتي فداء لكي ، لكن ظروفنا اقوى بكثير من حبنا ، ها قد وصلنا امسحي دموعك الناس بدأت تنظر إلينا ، بعد إذنك لو سمحت . "
نظرت إليه قائلا : " اتفضل . "

قام الشاب ممسكا بيد الفتاة وبيديها الاخرى تمسح دموعها ، ثم رأيتهما يختفوا من امامي الى ان نزلو من الميكروباص ، ورغم انتهاء ذاك الموقف الا انه لم ينتهي بالنسبة اللى ظللت اراقبهما الى ان اختفيا من نظري تماما ، لكن عقلي لم ظل مثبت عليهما ، رغم ان هذا الحدث يتكرر امامي مرارا وتكرارا ، لكن هؤلاء الحبيبات بالتحديد شعرت بالشفق عليهما ، قلت في نفسي : " الحمد لله بأنني لم اعش لحظة حب في حياتي حتى لا ارى دموع حبيبتي امامي ، وازهق روح حياة جميلة انتهت قبل بدأها . "


" على جنب إن شاء الله . "

" يا عم مقولتش ليه من بدري ، استغفر الله العظيم . "

هذا ما قاله السائق لازدحام الشارع ولم يستطع الوقوف في ذلك المكان .

شعرت بتعب من كثرة الوقوف والازدحام الخانق فرأيت فتاة اوشكت على النزول ، اقتربت من الكرسي ، كان ظني في محله عندما وصلت الى الكرسي رأيتها متجهة نحو الباب .

" فات الكثير ما بقى الا القليل . " هذا ما قلته لأنني اوشكت على الوصول ، نظرت الى الساعه لم تتجاوز التاسعة دعوت من الله ان اصل قبل الساعه التاسعة ونصف والا سيخصم من مرتبي وفقا للنظام الجديد في الشركة التى اعمل فيها الذي ينص على كل تأخير بعد الساعه التاسعة ونصف يخصم من المرتب بقدر وقت التأخير ، وانا والحمد لله الى الآن خصم مني ربع المرتب !!!!!!!!

اثناء الطريق صعد شاب اشك انه صديقي فؤاد ، وتحقق حدسي فناديت عليه ، نظر الى الصوت الذي يناديه ، فأتي اللى بسرور ، رحب بي بسعادة قائلا : " محمد ، يا محاسن الصدف اين اختفيت ؟ غبيت وقلت عدولى ولا ايه ؟ ثم اخذني بالحضن .

قمت والابتسامة مرسومة على شفتاي وبادلته بالحضن ، نسيت تماما اني في ميكروباص مليئ بالبشر ، طبعا سمعت اعتراض من الركاب لما احدثناه من ازدحام زائد ، والجو لا يحتمل لأي مشاجرة ، لم اخذ في الاعتبار ما سمعته من الركاب واكملت الحديث مه فؤاد قائلا : " والله يا فؤاد انا مشغول كثير في تلك الايام ، يا سيدي انتقل مديرنا الفاضل وأتو بمديرا آخر يحاول ان ان يفرض سيطرته علينا ، فاوكلني باشغال اقوم بها اخذت مني كل الوقت ولم اذهب الى البيت سوى للنوما فقط ، وانت كيف حالك ؟ واخبار زوجاك ايه ؟ "

رد فؤاد بمرح قائلا : " الحمد لله كويس كثير ، يلا بقى شد حيلك وتجرب السعادة التي اعيش فيها . "

قلت له باستنكار : " لا لا انا مبسوط على هذا الحال ، زواج ايه يا فؤاد هو انا قد الزواج دى مرتبي مش مكفيني . "

ربطت فؤاد على كتفي قائلا : " ان شاء الله ستجد بنت الحلال التي ستسعدك وتريح من مشاكلك واعبائك ، اسأل مجرب ..... " . ثم ضحك

فقلت له : " إن شاء الله بس اخلص من زواج اختى الاول ، هم يا اخي مش عارف اجيب الفلوس منين . "

فقال لي : " الله المستعان يا محمد ، اصبر وكل شئ هينحل بإذن الله ، فكرت تشتري بالتقسيط . "

فقلت له بيأس : " ايوه انا فعلا اشتريت بالتقسيط ، لكن صدقني يا اخي تكلفة التقسيط اكثر من تكلفة الشراء الجاهز ، بس هعمل ايه ؟ ادي الله وادي حكمته . "

ها قد وصلت فاستأذنت من فؤاد قائلا : " يلا يا فؤاد انا وصلت اشوفك على خير تأمرني بشئ ؟؟ "

رد مبتسما : " شكرا لك بس ياريت اشوفك عن قريب . "

فاشرت له مودعا : " ان شاء الله عن قريب ، سلام . "

" على جنب يا اسطى . "

وقف السائق امام الشارع الموازي لمقر عملي ، نظرت الى الساعة وجدتها التاسعة وربع ، حمدت ربنا على ذهابي هذا اليوم بدري ، نظرت اتجهت الى باب الشركة فرأيت عم اسماعيل الامن ، رحبت به وسألته عن المدير ، فطمأني انه لم يأتي ولكنه على وصول ، اتجهت مسرعا الى الاسانسير لأصل الى مكتبي ........

هذا يوم من ايامي التى اعيشها في دينيتي ، اردت ان اسرد متقطفات منه الذي يحمل الكثير والكثير من المواقف والحكايات التى لا تنتهي ، ولن تنتهي ..........







انتهت






تحياتي للجميع