كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
13ـ لو.......
دأبت هولي إقناع نفسها أن فيلكس قوي بما فيه الكافية.. ولكن أهو راغب في الحياة؟ هل يرغب بها بما يكفي. في مستشفى كونونورا نقلوا إليه دماً كثيراً ، ووضعوه في العناية الفائقة. كان نبضه صعيفاُ ومشوشاً.. وضغط دمه منخفضاً.. بعد الاستشارات، تقرر أن من الأفضل له نقله إلى المستشفى التعليمي في " أديلايد".
كم مضى من ساعات الآن؟ ثماني أم تسع ساعات؟ الرحلة إلى كونونورا.. العلاج الفوري الذي أمن بقاءه في حالة مستقرة لنقله إلى وسط أستراليا إلى مدينة أديلايد.. وإلى هذه المستشفى الضخمة..صور الأشعة.. أوراق للتو قيع تضع فيلكس بين أيدي الجراحين..أوراق ربما كان سيرفض توقيعها بنفسه.. لكنها اتخذت القرار.. أراد هذا أم لا.. ستقوم بالمستحيل ليبقى حياً.
ـ قهوة هولي.
رفعت نظرها إلى أمها التي رافقتها بصمت طوال هذه الساعات، و قامت بأشياء كثيرة لها دون طلب أو تذمر.. وأدركت فجأة أنها لم تشكرها على ما فعلت.
هزت رأسها والدموع تغرق عينيها: أنا آسفة، لم أشكرك..
ضغطت الأم على كتفها: لاأتوقع منك شكراً هولي.. خاصة وأنت تواجهين الصعاب.
ـ أنا لاأعني بهذا إبعادك ياأمي..لكنني لا أجيد التعبير عن مشاعري.
تنهدت هيذر بعمق: أعرف عزيزتي.. لا تظني أبداً أنني لاأرى أخطائي.. الوقت متأخر كثيراً على التغيير الآن.. لكن ثمة أشياء أود قولها لك.. أشياء حسبتها في داخلي طوال تلك السنين.. وقد تساعدك على التخفيف من الوحدة التي تشعرين بها.
ـ هذا لطف منك.
تأثرت بالعطف الذي رأته في عيني أمها. وارتسمت ابتسامة صغيرة على فم هيذر: أنت مثل أبيك هولي ..لك عيناه.. حتى وأنت طفلة، كنت تنظرين إلى كما كان ينظر إلي. حاولت جاهدة نسيانه، لكنك لم تساعديني قط على هذا.. كنت تشبينه حتى في أمور كنت تقولينها.. أنت مثل ايرول.. وكنت مضطرة إلى محاربة كل شيء.. وإلا لكان الخيار الذي اتخذته، لا يحتمل أبداً.
هزت هولي رأسها: أمي..لست مضطرة لشرح ماحدث بينكما من أخطاء.
ـ أعتقد أن من حقك أن تعرفي..لم يصل منذ ذلك الوقت إلى مقاييس ايرول..كان..كان مثل فيلكس.. عندما خرجت من الطائرة في بندنير داونز..انقلب قلبي رأساًعلى عقب.. كان لفيلكس الهالة التي كانت تحدق بأبيك: هناك عالم موجود للغزو.. وأنا الرجل المؤهل لغزوه.
صمتت وسرحت في الذكريات.. تذكرت هولي فقدانها الغريب لرباطة الجأش الأمر الذي صدمها في تلك اللحظات.
تابعت أمها القول: جين كتبت رسالتك تخبرينني فيها عن بندنير داونز كان علي المجيء. كل تلك السنوات دون خبر عن والدها.. يجب أن تستمع .. أن تفهم ما تقوله أمها.. فمثل هذا الإسرار قد لا يتكرر.. ويجب أن تستمع.. أن تركز.. وتفهم ما تسرّه أمها لها.
ـ أقنعت نفسي أنني أريد رؤيتك ورؤية فيلكس..لكن كيمبرلي كان المكان الذي قصده والدك.. المكان الذي أراد أن أرافقه إليه.. أن آتي معه.. لنجد ما نستطيع أن نجده. ولم أكن سمعت بمثل هذا المكان. أستراليا مكان بعيد جداً .. ولن أترك بوسطن.. وايرول لا يريد البقاء، لم يحاول حتى تكييف نفسه مع محيطه في بوسطن.. كان يسخر من الحياةالوحيدة التي أعرفها..
هزت رأسها ساخرة من نفسها، وركزت نظرها على وجه هولي: لم أفهم هذا حتىجئت إلى هنا. لم أدرك كم هذه البلاد واسعة ورحيبة.. وما أن رأيت المنجم ومزرعة المواشي حتى عرفت لماذا لم يستطع ايرول أن يقنع بحياة بوسطن.. عرفت أخيراً .. ورأيت كم هي مناسبة لك ولفيلكس.. وتساءلت عما إذا..
كشرت تكشيرة ألم: لم أكن من الشجاعة بحيث أغامر في عالم لم أكن أعرفه، لم يكن مهماً لي هولي أن أكون شريكة ايرول.. مهما كان السبب.. واتخذت خياري.. ثم انطلقت بتبرير ذلك الخيار بكل وسيلة أعرفها.. تزوجت جول..وأقمت كل الصداقات والصلات المناسبة.. وقمت بكل شيء مناسب.. وأردت منك أن تحذي حذوي.. وأن تكوني مثلي..لأن.. هذا قد يجعلني أحس أنني على صواب.
لاعجب إذن أن ترفض الكلام عن ايرول ماكنافش فالحديث عنه كان يؤلمها كثيراً .. وما إن فهمت هولي هذا حتى أصبحت مستعدة للغفران لأمها كا ما دفعها للنجاح في عالمها المختار.
ـ خيبت أملك دوماً
قاطعتها أمها بعنف: لا..لا! كان ذلك مناسباً لك! الآن أفهم.. ألاترين؟ كرهت ايرول لأنه لم يفعل ما أريد.. وأحسست بالإحباط منك عندما أدرت ظهرك للحياة التي بنيتها لك.. كنت كوالدك مجدداً.. ترفضين كل قيمي.وكان في عينيك دائماً نظرة الانزواء عن مجتمعي،وكأنك ترين عالماً آخر..أخيراً أردت أن أرى هذا العالم.. ولقد رأيته.. الآن يمكنني أن أسامح والدك الذي كان كبيراً فيما لم أكن كذلك.
من يعرف ماذا يدفع إنساناً آخر؟ من يستطيع أن يحكم على إنسان آخر؟ نظرت هولي إلى أمها بعطف لم تشعر به قط نحو المرأة التي عاشت جحيمها الخاص. وبذلت ما بوسعها، تحاول تحقيق ما يثبت لها أن الحياة تستحق العيش.
ـ أمي.. أنت لست تعيسة مع جول.. أليس كذلك؟ طالما ظننت..
ـ إننا من نوع واحد. ونحن كذلك عزيزتي.. إنه الزينة لحياتي و أنا الزينة لحياته. نحن نفهم بعضنا لكننا لم نحصل قط على ما بينك وبين فيلكس.. وما حصلت عليه لوقت قصير جداً مع أبيك.. وأنا سعيدة من أجلك هولي.. كنت رغم خلافاتنا أريد لك الأفضل.
مدت هولي يدها تضغط على يد أمها:أعرف هذا أمي. شكراً لأنك قلته لي.. ولكنني أرى أنك اتخذت القرار الصحيح ببقائك في بوسطن، حتى ولو آلمك الفراق مع أبي.. أعرف أن أم فيلكس كرهت العيش في كيمبرلي.. كرهت العزلة.. وافتقار المنطقة إلى المدينة ووسائل الراحة، والصحية. بعد موت والد فيلكس، تزوجت من رجل أعطاها ما أعطاك إياها جول.. هكذا.. من يدري ماهو الصواب وماهو الخطأ! أول ما قاله لي فيلكس: دعي الماضي وشأنه.. الماضي لم يعد مهماً أمي وما يهم هو الآن، وغداً، و..
لو مات فيلكس.. فما هو الغد الذي ينتظرها؟ أغمضت عينيها بقوة لحبس الدموع التي هددت بالظهور. لن تضعف.. يجب أن تكون قوية.. يجب أن تجعله يرغب في الحياة.
ـ هولي..أردت فقط أن تعرفي.. أنني هنا من أجلك وأنني قادرة على تفهم وضعك.. وإذا أردت الكلام فقلبي مفتوح لك.
أصاب العرض قلب هولي.. لقد عرّت أمها روحها من أجلها وإن لم تتجاوب معها فسيكون ذلك وكأنها ترفضها مجدداً.. مع ذلك غير معتادة على المشاركة في أفكارها ومشاعرها الخاصة.. ولن تستطيع المشاركة بسهولة.. لكن، هل هناك ما له قيمة يمكن أن يكون سهلاً ؟ لو أنها قالت لفيلكس إنها تحبه قبل..
ـ أنا خائفة أمي.. خائفة ألا أكون مهمة بمافيه الكفاية لفيلكس.. إنه لا يريد أن يبقى سجين جسم غير كامل.
ـ هولي.. قد لايصل الأمر إلى هذا.. هناك أمل عزيزتي..هناك دوماً أمل.
ـ قد يكرهني..
ـ لا..! تفكري هكذا.. لقد رأيت النظرة التي كانت في عينيه قبل أن يقفز لإبعاد الثور الهائج عنك. لم تكن نظرة تهور أو اندفاع عزيزتي بل كان خائفاً و مرعوباً أن يخسرك.. وبدا كل شيء حتى الموت أفضل بالنسبة له من تركك.
فتحت هولي عينيها ونظرت إلى وجه أمها بعدم اقتناع، لكنها أرادت بيأس أن تصدق.
ـ لايهمني لو أصبح كسيحاً أو مشوهاً..لأنني سأبقى على حبه، مهما يكن الأمر.
ـ أعرف هذا هولي.. وستجدين طريقة لتجعليه يصدق هذا.. وأنت أقدر الناس على هذا.
ـ حقاً..أمي؟
ابتسمت أمها بحنان: لم يسبق لك أن انهزمت أمام شيء هولي؟ حتى حين عانيت الأمرين من وجهك تحديت العالم.. وسخرت ممن قلل من شأنك.. بمن فيه أنا. لكنني أعدك ألا أرتكب الغلطة ذاتها مرة أخرى.. يمكنك الاعتماد علي في أي دعم تريدينه.
الدموع التي حاولت كبتها عادت إلى عينيها، فهمست بضعف: شكراً لك..
وحضنت أمها بقوة.. وهمست بصوت أجش: خلت أنني لن أكون أبداً على المستوى الذي تريدينه مني.
ـ عزيزتي.. أنت ماكنت أتمنى أن أكون .. تذكري هذا حين أخذلك بأية طريقة.. ولا تترددي أن تقولي لي ماهو الخطأ فيما أفعل.
تراجعت هولي وتمكنت من الابتسام: أنا لست كاملة.. لكنني لن أبتعد عنك مجدداً. أمي.. أعدك.
اقترب صوت وقع الأقدام في ممر المستشفى. فهبت هولي واقفة وتسارعت خفقات قلبها وتأرجح قلبها ما بين الخوف و الأمل، لكن اللذين ظهرا لم يكونا من الأطباء أو الممرضين..بل هما دونا وجاك ويستبرون.
كسر جاك الصمت المرتبك: لقد أتينا إلى هنا حالما سمعنا الخبر هولي.. سيدة رايدال، أنا جاك ويستبرون وهذه زوجتي دونا.. والدة فيلكس.
أخذت اليد الممدودة إليها: هيذر.. هيذر رايدال. آسفة لأننا نلتقي في مثل هذه الظروف.
لم تنظر دونا إليها بل كانت تنظر إلى هولي بعينين متهمتين: أنت السبب! أليس كذلك؟ لولا وجودك هناك..
قاطعها جاك بحدة:" دونا.. كفي عن هذا".
والتفتت عيناه تتوسلان هولي الصفح: إنها لا تعني هذا.
لكن دونا كانت مشحونة، مشتتة الفكر: أنبأني قلبي أن شيئاً فظيعاً سيحدث.. كان كل هذا كذبة..أليس كذلك؟ أنت تسعين إلى ..
قاطعتها هولي: لا تحمليني وزر شعورك بالذنب سيدة ويستبرون. لم يكن سبب الحادثة أي ضعف بشري.
لم تتوقف دونا لتستوعب ما تسمع، بل بقيت كلمات الاتهام المريرة تتدفق من شفتيها: كنت أعرف أن هذا لن ينتهي إلى خير..كنت أعرف أنه لن ينجح. لقد خدعته فقط، من أجل..
فقدت هولي السيطرة على أعصابها كلياً ، فالتوتر و الإرهاق اللذين كانت تعاني منهما ظهرا الآن على شكل كلمات مشبوبة بالعاطفة.
ـ من تحسبين نفسك؟ العالم لا يدور حولك سيدة ويستبرون.. لكن فيلكس هو كل العالم الذي أريده. ولا تتجرئي على مقارنته بعالمك.. أنا لا أهتم بألماس اللعين، ولا أهتم بما فعلته في الماضي إلا بمقدار ما يؤثر في فيلكس.. مضت الأعوام وأنت لا تهتمين بغير نفسك لذا لم تري وحدته وحاجاته.. لأنك ماكنت تهتمين إلا بحاجاتك أنت..
احتج جاك:" هولي؟".
لكنه لم يستطع منعها من المتابعة: افعلي ما شئت بحياتك.. لكنني لن أسمح لك بتسميم حياة فيلكس وحياتي! اخرجا من هنا! عودا إلى بيتكما! فلم يعد فيلكس ينتمي إليكما.. حتى ولو كان ينتمي يوماً.. وهنذا ما أشك فيه. إنه زوجي الآن ، وأنا أحبه. وسأفتديه بحياتي إن استطعت. ليتني كنت أنا هناك على طاولة العمليات.. فليساعدني الله.. إذا قال أحدكما يوماَ، أو فعل شيئاً دفع فيلكس إلى عدم التمسك بالحياة.. فلسوف..
خنقتها العبرة.. وقفزت الدموع إلى عينيها، وفتحت يديها بعجز.. فجأة وجدت نفسها بين ذراعي أمها، تهدهدها كالأطفال.
قالت هيذر رايدال بحدة وتكبر: لاأدري ما يجري هنا. لكن هولي كانت تحت ضغط نفسي كبير.. إذا كان لدى أحد منكم أي شك أن ابنتي تزوجت فيلكس لأسباب أخرى غير حبها له، فأؤكد لكما أن هناك الكثير من الرجال الأثرياء في بوسطن..
تدخل جاك بلهفة ونفاد صبر: سيدة رايدال.. دونا حباً بالله! ومن أجل ابنك.. اخرجي من هذا المزاج! ماذا تريدين أن تسمعي أو تري أكثر من هذا؟ ما تفعلينه مدمر.. وطالما كان مدمراً! أنت تهاجمين الناس حتى لايعود بوسعهم احتمالك..
ـ جاك!
ارتجف صوت دونا لأن صاحب الدعم الذي كانت تعتمد عليه دوماً انسحب بعيداً.. أضاف جاك يتوسل إليها: واجهي الأمر دونا! ولو لمرة واحدة في حياتك.. واجهي ما تفعلين.. وأوقفيه! فيلكس يحب هولي، وهولي تحب فيلكس! ولا شأن لهذا بك أو بي أو بأي أحد آخر.. هما فقط! وأنت تجعلين الأمور أسوأ مما هي.
ـ لكنك تعرف..
ـ أعرف فقط أنني تعبت من كل هذا دونا.. تعبت حتى الموت.. سأجلس هنا بكل هدوء أنتظر مع هولي وأمها.. وإ ذا كان هناك شيء أستطعيه من أجله وأجلها فسأفعله ولك أنت أن تفعلي ما شئت..فلست أهتم.. لم أعد أهتم.
ـ جاك أنا..أنا آسفة..
ـ لا يكفي أن تكوني آسفة! إن لم تستطيعي أن تكوني لطيفة، فاذهبي.. اختاري بين الأمرين! هل هذا واضح؟ كيف يمكن أن أوضح أكثر من هذا؟ فكري ولو لمرة واحدة في شخص آخر غير نفسك.
تقدم بضع خطوات و أطبقت يده القوية على كتف هولي: هل هناك ما أستطيع تقديمه لك هولي؟
هزت هولي رأسها لأنها لم تكن قادرة على التفوه بكلمة أخرى. أضاف جاك: سيدة رايدال.. ليس هناك عذر أقدمه لتصرف زوجتي.. وليتكما تتحملان معي.. إذا اختارت زوجتي البقاء.. فليكس كابني و كأنه من لحمي ودمي..و..
قاطعته هيذر بوقار: يجب أن تبقى سيد ويستبرون بالتأكيد. وأنت أيضاً سيدة ويستبرون.. أعتقد أن أوقاتاً كهذه هي التي تخرج أفضل و أسوأ مافينا .. فهل ننسى هذا.. هذا المشهد السيء وندعو الله أن يشفي فيلكس؟
لم يكن لدى هولي فكرة كم انتظروا حتى جاءهم الخبر وفي هذا الوقت لم تنطق دونا بكلمة أما جاك فكان يكلم هيذر ما بين الوقت و الآخر وترد عليه بشيء.. أحست أنها مرهقة، مخدرة! وحينما سمعوا أخيراً وقع أقدام أخرى في الممر، لم تستطع هولي الوقوف على قدميها.. ودخل رئيس الجراحين إلى غرفة الانتظار، ترافقه رئيسة الممرضات.
ـ آه.. سيدة ويستون.. زوجك يتقدم.
تهاوت هولي، فأحاطت ذراعي أمها بخصرها، تمسكها بشدة.
ـ سيبقى في غرفة العناية المركزة لبعض الوقت.. لكن حالته ثابتة.
همست:" و.. ساقاه..؟".
ابتسم الجراح: حسناً.. لن يستطيع القفز لفترة لأن حوضه مكسور.. أما الشلل المؤقت فسببه عصب تلقى ضغطاً، ولكننا خففنا الضغط وأنا لاأرى أي ضرر دائم في هذا المجال .. أما الضلعان المكسوران ، فلم يمزقا شيئاً خطيراً .. وكنا محظوظين هنا.. أما وجهه فسيتطلب المزيد من العمل ليعود إلى حالته الطبيعية. وغني عن القول، أن مظهره ليس جميلاً في الوقت الحاضر. لكنني على ثقة أنه أفضل حالاً شرط أن تقوم بنيته القوية بعملها..
قاطعته هولي: هل أستطيع رؤيته؟ أن أكون معه.
رد الجراح بلطف: لاأرى ما يمنع.. سترافقك الممرضة إلى غرفته.. لكنك تعرفين، سيدة ويستون، أنه لن يستعيد وعيه قبل ساعات.. والواقع أنه سيبقى تحت تأثير المخدر لبضعة أيام.
ـ يجب أن أبقى معه.
نظر الجراح إليها مفكراً، وهز رأسه: أيتها الرئيسة..دبري سريراً للسيدة ويستون في غرفة زوجها.
قالت أمها بسرعة: سآتيك ببعض الأشياء صباحاً هولي.
قال جاك:" وسأرافق أمك إلى الفندق".
أمسكت دونا بيدها: هولي..
ثم أرخت يدها وهزت رأسها: اذهبي.. اذهبي إليه.. أعطيه مالا أستطيع أن أعطيه إياه.
تقبل دونا لها، لم يؤثر في تفكيرهولي لأن لاشيء مهم عندها في هذه اللحظة غير البقاء إلى جانب فيلكس لدعمه. فإ استعاد وعيه، ولو لوقت قصير، قستكون موجودة معه..يجب أن يطمئن أنها موجودة هناك من أجله.
ولن تتركه أبداً.. ستمسك بيده وتبقيها.. ليعي أنها هناك. وستكلمه.. وتخبره بكل ما سيفعلانه معاً لقد بدأ السهر الطويل.
يتبـــــــــــــــــــــع
|