كاتب الموضوع :
هانى الفرنساوى
المنتدى :
الارشيف
البراء أبن مالك
البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال :( لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة )
حياته ومواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ربّاه النبي صلى الله عليه وسلم على حب الشهادة في سبيل الله وعلى اليقين بنصر الله، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مستجاب الدعوة...
عن أنس قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له قد أبدلك الله ما هو خير منه فقال: أترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفردا - أي مبارزة من المشركين في ميادين القتال - سوى من شاركت فيه...
انظر إلى يقين البطل المغوار بربه وحسن ظنه بمولا
عن أنس بن مالك يقول: كان البراء بن مالك رجل حسن الصوت فكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فبينما هو يرجز إذ قارب النساء فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: إياك و القوارير قال: فامسك...
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كم ضعيف مستضعف ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك "
شخصيته ومواقفه مع الصحابة:
من أهم ملامح شخصيته:
الشجاعة والإقدام وحب الجهاد
عن أنس بن مالك قال لما بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث البراء بن مالك وكان من ورائه فكان يقول له اختر عملا فقال البراء ومعطي أنت ما سألتك قال نعم قال أما إني لا أسألك إمارة مصر ولا جباية خراج ولكن أعطني قوسي وفرسي ورمحي وسيفي وذرني إلى الجهاد في سبيل الله فبعثه على جيش فكان أول من قتل...
وعن ابن سيرين: قال: لقي البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة قال: رجل طوال في يده سيف أبيض قال: وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنما أخطأه فوقع على قفاه قال: فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت إلا ضربة واحدة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي...
وكتب عمر بن الخطاب أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم أي لفرط شجاعته...
عن أنس قال: لقي أبي بن كعب البراء بن مالك فقال: يا أخي ما تشتهي؟ قال: سويقا وتمرا فجاء فأكل حتى شبع فذكر البراء ابن مالك ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اعلم يا براء أن المرء إذا فعل ذلك بأخيه لوجه الله لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا بعث الله إلى منزله عشرة من الملائكة يقدسون الله ويهللونه ويكبرونه ويستغفرون له حولا فإذا كان الحول كتب له مثل عبادة أولئك الملائكة وحق على الله أن يطعمهم من طيبات الجنة في جنة الخلد وملك لا يبيد
جهاده ضد المرتدين:
التفت خالد بن الوليد إلى البراء بن مالك يوم اليمامة في الحرب ضد مسيلمة الكذاب وقال: إليهم يا فتى الأنصار... فالتفت البراء إلى قومه وقال: يا معشر الأنصار: لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة، فلا مدينة لكم اليوم، وإنما هو الله وحده... ثم الجنة.
ثم حمل على المشركين وحملوا معه، وانبرى يشق الصفوف، ويعمل السيف في رقاب أعداء الله حتى زُلزلت أقدام مسيلمة وأصحابه، فلجؤوا إلى حديقة التي عرفت في التاريخ بعد ذلك باسم حديقة الموت لكثرة من قتل فيها في ذلك اليوم. وتمكن من دخولها بالرغم من جدرانها المحصنة فتدفق المسلمون على الحديقة، حتى قتلوا من المرتدين حوالي عشرين ألفاً وأردوا مسيلمة صريعاً.
حمل البراء بن مالك إلى رحله ليداوى فيه، وأقام عليه خالد بن الوليد شهراً يعالجه من جراحه؛ حتى أذن الله له بالشفاء.
استشهاده :
ظل البراء بن مالك يتوق إلى الشهادة التي فاتته يوم حديقة الموت ، وطفق يخوض المعارك واحدة بعد الأخرى شوقا إلى تحقيق أمنيته الكبرى وحنينا إلى اللحاق بنبيه الكريم ، حتى كان يوم فتح (تستر) من بلاد فارس ، فقد تحصن الفرس في إحدى القلاع الممردة ، فحاصرهم المسلمون وأحاطوا بهم إحاطة السوار بالمعصم فلما طال الحصار واشتد البلاء على الفرس ، جعلوا يدلون من فوق أسوار القلعة سلاسل من حديد ، علقت بها كلابيب من فولاذ حميت بالنار حتى غدت أشد توهجا من الجمر فكانت تنشب في أجساد المسلمين وتعلق بها ، فيرفعونهم إليهم إما موتى وإما على وشك الموت.
فعلق كلاب منها بأنس بن مالك أخي البراء بن مالك ، فما إن رآه حتى وثب على جدار الحصن ، وأمسك بالسلسلة التي تحمل أخاه ، وجعل يعالج الكلاب ليخرجه من جسده فأخذت يده تحترق وتدخن ، فلم يأبه لها حتى أنقذ أخاه ، وهبط إلى الأرض بعد أن غدت يده عظاما ليس عليها لحم.
وكان البراء إذا اشتدت الحرب بين المسلمين والكفار يقولون له: يا براء أقسم على ربك فيقسم على الله فينهزم الكفار فلما كانوا على قنطرة بالسوس قالوا يا براء أقسم على ربك فقال يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم وجعلتنى أول شهيد فأبرّ الله قسمه فانهزم العدو، واستشهد البراء بن مالك وكان ذلك في موقعة "تستر" سنة إحدى و عشرين من الهجرة...
|