مسرح من ثلج..
على الشاطئ الأقصى..
لبحر تتلاطم فيه الأمنيات..
وقفت..
بطلا.. بمسرحية بغيضة..
أسميتها "حياتي"..
سماء سوداء..
تمطر دما.. ودمعا..
والجبال تبسط أكفها..
حزنا.. وألما..
بصوت السكون.. يضج المكان..
روح شريرة تنخر في جسدي..
كرة من نار تجري بعروقي..
بقايا أوراق من زجاج تخدش كياني..
وريح بؤس تخنق خافقي..
يقطر الصديد..
من جسدي.. على ذلك المسرح.. يلطخ الثلج..
ذهب الشتاء.. وعاد الخريف..
عادت الورود.. بلا لون.. بلا رائحة.. وبلا أمل..
رسالتي اليوم.. ليست ككل رسالة..
رسالتي اليوم.. من نفسي لنفسي..
رسالتي اليوم.. هي عزائي لذاتي..
بمسرحيتي.. غاب الأبطال..
وبقيت الجثث..
ذكريات.. وآمال.. وطموح..
ماتت جميعها..
بقي لي المجهول.. يربت على كتفي.. ويبتسم لي..
شعوري اليوم..
هو كشعور الثور الأبيض يوم أكل..
انتفاضة.. وقشعريرة..
ترفض الروح الجسد..
وتغني رثاء.. لجسد مات حيا..
تعفنت الصور..
وتحللت الأيام ..
نحو الدوامة أسير..
هاوية بلا حافة..
تهاوت النجوم ..
تذيب ما تبقى من جليد..
اشتعل البحر بأماني بعيدة.. راحت هباء..
نار.. فنار.. فنار..
جحيم تكوي أكف ضراعتي لديه..
توسلاتي زادته غضبا وقسوة..
يناديني..
أيها العقيم..
أيها السقيم..
توخى الجحيم..
فتحت الكتاب..
ابحث عن جواب..
انعثقت السطور..
وتبدلت الحروف..
أي بلاء هذا؟؟!!..
وأي سحر أعيش فيه الآن؟؟!!..
أم أنني أبحث في كتاب.. لحياتي؟؟!!
عقارب الزمن.. ارحلي بعيدا..
واتركيني..
بلا عيش .. وبلا هناء..
أرقص على عتبات كتابي..
رقصتي الأخيرة..
رقصة الموت الحاتم..
على عزفة من بكاء..
وقيثارة من عالم آخر..
ليس عالمنا.. فكيف يبكيني وهو من اختار لي النهاية والشقاء..؟؟!!
سأرحل .. بلا روح.. بلا جسد.. وبلا حياة..
يذوب المسرح.. وأذوب معه..
وأنهي قصة كيان..
وأغلق باب القبر الذي تركته مفتوحا يوما..
لن أنتظر أشعة الشمس لتشرق..
وأرى أشعتها السوداء..
طالما اختارت لي الموت..
والآن سأغلق الكتاب..
وختمي عليه.. "قلب من ورد.. انتهى ربيعه.. ومات..!!"
ومضة..
رباه..!!!
ليتك تصفو والحياة مريــــــرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خــراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب