غير صالحة للبريد
الرسالة الأولى
سيدي:
ما وجه الشَبَه بين الجبل والليل؟
ما حجم هذا الليل؟
لماذا يستقر الليل فوق قلبي؟
لماذا أشعر بأنّ هذا الليل ساحة
إعدام؟
مَن حَكَمَ عليَّ بالإعدام قلقاً
واحتراقاً؟
سيدي.. أحببتكَ جداًَ
سيدي.. أخلصت لك جداً
سيدي.. بأي ذنب قُتِلتْ؟
الرسالة الثانية
أضعتُ عُمري
أبحثُ عنك في طرقات الحياة
وحين وجدتك أضعت نفسي
الرسالة الثالثة
أعدني إليَّ
فأنا منذ أن رحلت
وأنا أبحثُ.. عني
الرسالة الرابعة
أصدقني القول سيدي
مَن منّا أحرَق الآخر بنيرانه؟
هل أحرقتك بنيران غيرتي؟
أم أحرقتني بنيران طيشك؟
فقمّة الألم سيدي
أن تعشق امرأة غيور
رجلاً.. خائناً.
الرسالة الخامسة
تُرى؟
هل ما زلت تعيش الدَّهشة ذاتها
التي أعيشها؟
كيف لنا أن نتشابه إلى هذه
الدَّرجة المُخيفة من الشبه
وكأن قد أنجبتنا.. رحم واحدة؟
الرسالة السادسة
أعترف لك
كُنتَ أعظم حكاية مَنحَتْني إيّاها
الأيام
وكنتَ أجمَل حكاية تجوَّل قلبي
بين طرقاتها
وكنتَ أقسى حكاية نَزَفتُ أدمعي
فوق وسائدها
وكنتَ أغلَى حكاية سفكتُ عمري
على أطرافها.. وذبلت
الرسالة السابعة
أتساءل الآن بغباء الذهول:
كيف انتهت حكايتي معك بهذه
السرعة؟
وقد كنتُ أتعمَّد أن أؤدي دوري
فيها ببطء تام
كي أؤجّل النهاية قدر استطاعتي
ومع هذا.. انتهينا!
الرسالة الثامنة
معك..
كان يُخيّل إليَّ أن في داخلي
امرأتين:
امرأة تحبّك.. وامرأة تكرهك
وحين رحلتَ
خيّل إليَّ أنّ التي تحبك تنتحب
وأنّ التي تكرهك تحتفل
فالتقى الفرح الحزن في داخلي
يوم غروبك
كالتقاء الثلج النار
ليقضي كلاهما على الآخر..
وعليَّ
الرسالة التاسعة
قبل الفراق
كنت أحاول جاهدة تخيُّل ملامح
الفراق
وطقوس الألم وتفاصيل العذاب
التي قد أمرُّ بها عند رحيلك
وإني قد أتعذبُ
وإني قد أتألّم
وإني قد أحترق بالشوقِ
وإني قد أتلظّى بالحنينِ
لكنني أبداً لم أتخيل
أنّ غيابك سينتزع روحي مني
وأنّ فراقكَ موت
الرسالة العاشرة
لا أعلم إن كنتَ قد لاحظت غيابي
أم لا
ولا أعلم إن كان قد أرعبك
فراغي أم لا
ولا أعلم إن خلوت بنفسك يوماً
راودك السؤال:
لماذا رحلت؟
ولماذا غاب صوتها من ليلك؟
ولماذا تركت ورودها الحمراء في
ليلك مذبوحة؟
ولماذا كان رحيلها صامتاً شاحباً
كأنه الموت؟
الرسالة الحادية عشرة
أنصت قليلاً..
هل تسمع ما أسمع الآن؟
إنه صوت نحيب مخنوق
يتبعه صوت ضحك متواصل
إنهما المرأتان:
التي تحبّك.. والأخرى التي تكرهك
قد أحبّتك جداً
فلماذا تركتها تهزأ منها؟
لماذا تركتها تسخر منها؟
لماذا تركتها تعذبها بسرد
التفاصيل القاسية من الحكاية؟
لماذا الحب دائماً هو الأضعف
وهو الأكثر قابلية للكسرِ والانكسار؟
الرسالة الثانية عشرة
البَارِحة..
كنت أتجوّل في طرق الحكاية
بصحبة قلبي
توقّف قلبي قليلاً وبَكَى
استدرتُ لأرى ما أرى
فرأيتك
ورأيت
ورأيت
لا يهم كثيراً ما رأيت
لأنّ ما رأيته.. رأيته بعين
إحساسي فقط
وبعض الأحاسيس أقوى من
النظر
الرسالة الثالثة عشرة
عندما نُصَابُ بالجنون بعد
العقل.. نُبدِع
وعندما نُصاب بالعقل بعد
الجنون.. نتعذب
الرسالة الرابعة عشرة
نحتاج إلى الجنون.. أحياناً
ونحتاج إلى العقل.. دائماً
وعندما اتّخذت قرار الحب
كنت في قمّة جنوني
وعندما اتّخذت قرار الرحيل
كنت في قمّة عقلي
الرسالة الخامسة عشرة
هل وصلت إلى هذا السطر؟
ماذا تنتظر أن تقرأ؟
لا شيء بعد الكلمة الأخيرة يُقرأ
فاتلُ في كفيّك بعض الآيات
وامسح وجهك بخشوع.. وارحل
شــــــــــــهرزاد