كاتب الموضوع :
ola_mfs
المنتدى :
الارشيف
العدو
خلف السراب
تزيد المسافات بيني و بينكِ
تخبو الملامح شيئا .. فشيئا
و تغدو مع البعدِ بعض الظلالِ ..
و بعض التذكرِ .. بعض الشجن
و يغدو اللقاء بقايا من الضوءِ
تبدو قليلا .. و تخبو قليلا ..
و تصغر في العينِ
تسقط في الأفق
ترحل كالعطرٍ
تغدو خطوطا بوجه الزمن
فماذا سنحكي..
و كل الملامح صارت ظلالا
و كل الذي "كان" أضحى خيالا..
و أصبحتِ أنت الزمان البعيد
أعود إليه .. فيبدو مُحالا
تزيد المسافات بيني و بينكِ يخبو البريق
و يحملني الشوق ألقي بنفسي على شاطئيكِ
فأرجع منك .. و بعضي حريق ..
و أسأل نفسي على أي درب سألقاك يوما
و قد صار وجهك في كل درب يطوف بعيني
طريق أشد الرحال إليه .. فيهرب مني
طريق أعود غريبا عليه .. فيسأل عني..
طريق يداعبني من بعيد
فأجري إليه و يصرخ .. دعني ..
على أي درب سألقاك يوما
و في أي درب ستصرخ حزنا دماء البرئ..
فأنت الزمان الذي لن يجئ
و أنت الصباح الذي ضاع في العين
بين الرحيل .. و بين المجئ
فحينا يسافر .. حينا يغامر
و يسقط عمري بين الرحيل .. و بين المجئ..
xxx
تزيد المسافات بيني و بينك أسكن عينيك
أبني جدارا من الحلم حولك
أحميك من يأس حلمي
و أبني قصورا على شاطئيك
لأنا نعيش زمانا كئيبا
أخبئ حلمي في مقلتيك
لأنا سقطنا على الدرب خوفا
و بعثرنا العمر خلف الفضاء
فصرنا رياحا .. و ظلا .. و عطرا
و صرنا سحابا .. يطوف السماء
و صرنا دموعا على كل عين
و في كل جرح غدونا دماء
فكنا الخطيئة .. كنا الهداية
كنا مع اليأس .. بعض الرجاء
xxx
و تبقى المسافات بيني و بينك سدا يبعثر أحلامنا..
لأنا نسير على غير درب
و نمشي و ندرك أن الخطى قد تهاوت
وأن الطريق يجافي القدم
فما عاد في الدرب غير الألم..
فهل من زمان .. يعيد الطريق لأقدامنا
و هل من زمان يلملم بالصبح أشلاءنا
تعبنا من العدو خلف السراب
و ضقنا زمانا بأحزاننا
و نمضي مع الحلم عمرا طويلا
وتغدو المسافات هما ثقيلا
ومازلت أمضي .. و أمضي إليك
و إن كان عمري يبدو قليلا
فاروق جويدة
|