كاتب الموضوع :
ola_mfs
المنتدى :
الارشيف
غريب أمر التفاح كم لي معه من ذكريات ! و كذلك أمي، سحبتها من ذيل ثوبها و كانت تطبخ. كنت ما أزال أصغر من النطق بالكلمات. أشرت إلى الخزانة ، فتحتها ، فمددت يدا صغيرة و أخذت تفاحة حمراء لامعة و جميلة . ضحكت أمي و قبلتني، و جعلتني أعيد و أكرر نطق الكلمة و تقول "قولي تفاحة". فأقول. "قولي تفاحة" فأقول. قرفصت و ضمتني بشدة، و أحسست بدفء و بفرح لا يوصف. و أخذت أردد اسم التفاح و أمي تقبلني بلهفة. أحسست أني تفاحة، لامعة حمراء و جميلة. و ظللت طوال عمري أبحث عن ذلك الإحساس، طوال عمري، أن أكون تفاحة و لو مرة! و كنت. كنت أجلس إلى جواره. أوقف السيارة على الرصيف. الشارع مظلم و أضواء الليل و اللآلئ مرشوشة على صدر الجبل. ندى الليل على السيارة و برودة المساء و دفء الداخل. أمسك بيدي يقبلها بلهفة. نفس الإحساس، كما لو كنت تفاحة. بكيت تحت وطأة الدفء و الحنان المجنح. و قال "أنت ناعمة و حلوة" . و انفجر كياني و أحسست أني طفلة عفريتة بفستان أورجانزا قصير و أنا أركض و أصيح بوحشية "وجدته ، وجدته ، ذاك الإحساس".
من مذكرات امرأة غير واقعية - سحر خليفة
|