كاتب الموضوع :
ola_mfs
المنتدى :
الارشيف
القمر يستفزني...فلاأجد سوى
ورقا من حزن وحبرا من ذاكرة
وأنا لاأعرف لك عنوانا
فما حيلة المشتاق...سوى البوح ولو للريح
تتحرش بي ذاكرتي...ياللذاكرة ماأثقلها
تحمل كل التفاصيل
ولايسقط منها شيئ للنسيان يقتات عليه
حتى الأشياء التي نخال أننا نسيناها
تباغتنا بها الذاكرة..كعصفور مختبئ بين الأغصان
فإذاألقي حجر فتح جناحيه..ليقول لنا لم أبرح غصني
كنت انتظر حجرا يستفزني...يموت النسيان من الجوع
والذاكرة موبوءة بالتخمة الموجعة
يشتهيني الحزن هذه الليلة
وماأضعفنا أمام سطوة الحزن وشبقه ورغباته
فالحزن دوما كان له معنا موعد
لم نجتمع يوما إلا وكان الحزن ثالثنا
لم نقرأ قصيدة إلا وجلس ينتظرناعلى سفح القافية
لم نستمع لأغنية إلا وتسرب
كوتر خفي شارد من الألحان إلى أعماق روحينا
رباه..... من أين يأتي الحـــزن..؟؟
هذا الضوء الخفي
هذه الذرات...هذه الذبذبات التي تتغلغل في مفاصل الروح
تتلبسنا
فيعترينا الوجوم وتصبح أرواحنا كالمنازل المهجورة
التي تطوف بهاالريح .. فتصطك أبوابهاوالشبابيك
أو كالأشجار حين يلقي عليها الليل سدله
ياالله....ماأحزن الأشجار عند المساء
هل يأتي عبر الأثير من الأماكن
القصية وغياهب العتمة
أم يأتي من خلف التلال يتسلل عبر السكون
فيباغت كل حصوننا... قلاعنا... وخنادقنا
التي ننفق العمر نعدها كي تحمينا من هذا المقاتل الذي لايموت
ماأسذجنا .. نعتقد أننا إذا تركنا الحـزن.. سوف يتركنا
هل الحزن ورث آباءنا الأولين وتركتهم لنا
زرعوه كي نأكله..كما زرعه آباءهم فأكلوه
هل الحزن تركة البشرية
التي لاتنقضي..؟
أم تراه...فينا منذ الزمن الأول عبر الأزل
يسكن النفس ويفترش القلب
وفي الليالي المقمرة
يتفجر ... يستحيل ذئبا ... كما في الأسطورة
هل القمر كبر متواطؤ مع الحزن عبر المدى..؟
لاأعرف ياسيدتي...
لكنني مازلت كما أنا
أبحث عن السلوى في الروايات والأشعار
ومن تضيق به الدروب يجد في الكلمات شرفة ونسمات
حتى تباغته رياح الحزن ذات قمراء.
مازلت كما أنا... ناحلاً كأقلام الرصاص... شاحباً كرسالة عاشق قديمة تكالبت عليها السنون
ومازلت عصياً على الشكوى
ولو تعلمين كم أحلم بليلة شكوى ويحلم العشاق بالشموع والورود..
بالهدايا وبطاقات المعايدة... وأحلم بليلة شكوى
أرأيت مازال الحزن ثالثنا
ياامرأة يأبى النسيان أن يطوقها... وتولد من رحم الغياب فتية جامحة كفرس برية
تقفز سياج الذاكرة كلما تشاء وحين تشاء
عندما يتوحد الحزن بي في الليالي المقمرة...تمطر في عيني الأسئلة...
لعلي صرت منسيا لديك....كغيمة في الريح...نازلة إلى المغرب
لو تعلمين... كيف يجلدني الندم... وأتجرع الحسرة غصة إثر غصة
على كل الأشياء التي لم أقلها... وماأغباني
من عاشق... يندم العشاق على مايقولون وأندم على الكلمات الصغيرة التي حبستها في
صدري
وكأنني أحتفظ بها للحزن...ثالثنا
اعذريني...
فلم أقل لك كم أنت جميلة... أجمل من كل الكلمات والأشعار التي أحفظ...
ماأسعد الشعراء... وكم أحسدهم حين أراك...!
اعذريني...
فلم أبح لك... على أطراف أناملك تتوالد الآمال والأحلام
ومن رعشتهما تثبت الأشياء على رفوف روحي...
اعذريني...
لم أقسم لك... كم أتمنى في عينيك رحلات ورحلات... وأنني في حضرتهما كرحالة
يبحث عن الذهب في نهر عسلي.
اعذريني...
لم أتوسل لك يوما... أحبيني... أحبيني... كأنني أرحل غدا... لأنني أحبك...أحبك
كأن لم يخلق سواك...
تذبل الكلمات إن نحن لم نزرعها في أرض من بذرت له... وأكثر الحقائق ألما ووجعا
هي التي نتعلمها بعد فوات الأوان
لاجدوى الآن صارت الكلمات كالتماثيل والتحف الجميلة التي تعتلي رفا
من العتمة
في شقة الفرح المهجورة...
نقضي العمر... نبحث عن من نحب... وحين نلقاه.. لانحبه كما يستحق
وعند الغياب... نستكثر الحزن...
يالفرط أنانيتنا...
اعذريني...
لم تكوني تستحقين رحيلا كهذا... ولاوداعا كهذا... ولاأستحق أنا إلا حزنا باهظ
الوجع كهذا... يليق بك
|