كاتب الموضوع :
ola_mfs
المنتدى :
الارشيف
حزن الختام
احزموا حقائبكم .... فما عادت الأرض تتسع .. لــ الأنقياء !!)
(0)
يانزار !
آتيك كطفلة من الزمن العتيق ... استيقظتُ بعد ان رحلت السفينة برفاقي وبزماني !
فلا الزمان يانزار زماني / ولاالرفاق يانزار رفاقي !
فطفولتي شاخت / وأضعتُ من الفرح الكثير !
واكتشفتُ حين كبرتُ ان جرس الفصل الأخير من الحكاية لايشبه جرس الحصة الأخيرة من الدرس !!
وكأن الآمان كان ( كراسة وقلم رصاص) / نسيتهما في الدرج الخشبي في قاعة الدرس !
(1)
آتيك يانزار متثاقلة الخطى / مكبلة بضفائر العمر / وبي من الغضب الحزين الكثير !
فمنذ أيام يانزار وأنا غاضبة منك ومن فيروز ومن حليم ومن كل عمالقة الزمن الجميل !
فوهن الزمن يانزار يتسلل لــ قرائك وعشاق فيروز!
لكل الذين آمنوا بالرومانسية واصتبغوا بالبياض / وظنوا ان العالم في الخارج شبيه بقصائدك
وان كل بقاع الأرض عند الحب... تغدو بدفء صوت فيروز !
(2)
منذ أيام يانزار وأنا كــ كِتاب قديم متآكل الأطراف / والحزن يتساقط علي بقوة حجارة رجم سماوية
وكأن الطير الأبابيل تحوم فوق رأسي وكإن الأشرم وفيله تأهب لهدم البيت
وكأن عبدالمطلب يردد بيقين فطري ( للبيت رب يحميه / للبيت رب يحميه)
منذ أيام يانزار وأنا أضع يدي على جسدي أتحسسه كاملا أبحث عن مكان إختباء الروح به كي أُلقنها قوله تعالى
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )
خشية ان تخذلني هذه الروح في سويعاتها الأخيرة فلا ترحل آمنة ولاترحل مطمئنة!
(3)
حزينة أنا يانزار/ ومتهالكة كجدار عتيق / نقش العشاق على طوبه تفاصيلهم وتواريخهم وحروفهم
وبكوا عندالرحيل أمامه / حتى أبكوه معهم!!
حزينة أنا يانزار / ومتخبطة بظلي / أتعكز وهني تارة / وأستند على نفسي تارة أخرى !
فرفاقي يانزار سرقوا عكازي وحذائي وزاد الطريق .. ولم يُبقوا لي حتى ....خفي حُنين!
فمن سيربت هذا المساء فوق ظهري / وجدتي يانزار ماتت
من سيغني لي مواويل الآمان ......وجدتي يانزار ماتت !
من سيحمي رأس طفولتي من غزارة المطر .. وجدتي يانزار ماتت !
من سيقي أقدامي من تراب الصيف ... وجدتي يانزار ماتت !
من سيغسل فحم الحزن من يدي .., وجدتي يانزار ماتت !
من سيضع حناء ليلة العيد في شعري ... وجدتي يانزار ماتت !
(4)
ماتت جدتي يانزار وتجرأ الحزن علي بعدها كثيرا /
فأنا ظننتُ وأنا أقرأ لك مع أول أنفاس مراهقتي
ان الحب لونه أبيض وان خفقان القلب وإرتعاش اليد وإرتباك اللسان من علامات الحب الثابتة
التي لاتتغير مع الزمان والأعمار والمكان !
وصدقتُ وأنا أقرأ لك ان العاشق تنبت له أجنحة من ريش أبيض
تسافر به إلى حيث يريد ويتمنى .. ومضى العمر يانزار وأجنحتي لم تنبت !!
وصدقتُ وأنا أقرأ لك / ان للحب قدرات خارقة و ان الحب صانع المعجزات !
وصدقتُ وأنا أقرا لك ان الرسائل قد تصل من تحت الماء !
وان ازرقاق الرسائل دليلا على الشوق وان احمرار الورد دليلا على الحب
وان فناجين القهوة قد تأتي عنهم يوما بالنبأ العظيم!
وان الهدهد لن يشي يوما ببلقيس !!
وان الهدهد لن يشي يوما ببلقيس !!
وصدقت وأنا اقرأ لك ان طوق الياسمين لن يغدر بعنق أنثى عاشقة
وان سوار الفل لايطوق به رسغ امرأة إلا رجل عاشق !
وصدقتُ وأنا أقرأ لك ان العرافة قد تزف لي عنه البشارة يوما
وان الحب قد يجعلني ألمح صورته في ( أضواء السيارات )
(5)
صدقتُ وأنا أقرأ لك يانزار أكثر مما يجب ان أصدق !
ووثقت في الخيال يانزار أكثر مما يجب ان أثق !
فلاأرض للخيال ولاخارطة جغرافية له /
وكل جزر الخيال بلا محطات وبلا مطارات و بلا عنوان!
فلاعنوان لجزيرة فلونة / ولاعنوان لجزيرة شمسة ودانة/ ولاعنوان
لأ لـــ منزل هايدي ولاعنوان لمدرسة سالي / ولاعنوان لمدينة السنافر /
ولاعنوان لغابة سنان وبنان / ولاعنوان لملاعب الكابتن ماجد!
لهذا يانزار كبرتُ ومساحة الخيال بي عظيمة
وفي داخلي رغبة عطشى لزيارة هذه الأماكن التي أحببتُ ساكنيها !
والذين كانوا رفاق طفولة خضراء
وبقيت تفاصيلهم جزء من خيال أخضر ... !
ماأصعب ان نكتشف يانزار ان أجمل الجزر بلا عنوان
وأغلى المراحل بلا عنوان / وأخضرالأحلام بلا عنوان !
وأكبر المواقف بلا عنوان!
فعشاق الأرض يانزار مشردون
عشاق الأرض يانزار مشردون
فكل مأساتنا اننا صدقناهم ان كلمة السر هي (افتح ياسمسم )
فوقفنا أمام مغاراتهم سنوات طويلة نرددها !
فضاعت أمام أبوابهم أصواتنا وضاعت سنواتنا !
والأبواب لم تُفتح يانزار!
والأبواب لم تُفتح!
|