كاتب الموضوع :
نور
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
_ حين عدت كنت قد أصبحت مشهورة .. فتاة الكهرمان تلك الصور اللعينة كانت في كل مكان وكنت كلما فتحت الصحيفة أجد مقالاً أو شائعة عنك تربطك برجل أو بآخر وكان علي أن أستنتج أن ما ظننته بك لم يكن خاطئاً على أي حال وكنت غاضباً لأن رحيلك آلم هوود و لورنا أحسست أنك خنتهما لقد عاملك هود وكأنك ابنته ولورنا اعتمدت عليك في كل شيء مع ذلك تركتهما .
همست : لكنني كنت مضطرة للرحيل .
تأوه : لأنني أجبرتك ؟ كنت في الطريق إلى ليدز حين خطر لي فجأة أنك قد تهربين مجدداً لم يكن هناك منطق يفسر شعوري لكنني عرفت فجأة أنني لا أستطيع السماح بحدوث هذا مرة أخرى فكان أن عدت ووجدتك في سيارة لورنا كان ذلك تكراراً لذلك الكابوس وحين قلبت السيارة في الخندق كدت أجن ..
هز رأسه متذكراً : .. سحبتكما من السيارة وكان الدم يغطي وجهك بسبب وبسبب خوفي الشديد عليك لم أدرك أن لورنا هي التي تحتاج إلى العون الطبي أكثر منك ثم لما عرفت بخطورة حالتها شعرت بالغضب منك مجدداً … لأنني ظننت أنك أجبرتها على المخاطرة والقيادة بسرعة .
أحست هيلاري وكأ،ها تحلم .. كأن كل شيء غير حقيقي أمسكت بالقش الذي يكسو المقعد وتركته يترك أثراً على لحمها .. ماذا تفعل في الغرفة ؟ كيف لها أن تكون مع بروس الذي يتكلم عن الغضب وهو غير غاضب ؟ .. أمر غير معقول ..
أحست بألم حاد على خدها فغاصت إلى الوراء شاهقة .. وقال بروس : كفى لقد كفاني من جنون لورنا في الأيام المنصرمة ما يكفيني إلى آخر العمر .
احتجت : صفعتني ؟
_ وسأعانقك تعويضاً .
أمسكت يده ذقنها ورفع وجهها ينظر إليها وكأنها وردة نادرة ..
قالت مقطوعة الأنفاس : كيف حال لورنا .. أما زالت في المستشفى ؟
_ لا .. هي الآن تنتظر جون أن يطلق زوجته لتتزوجه ويبدوا أنهما يخططان بعد زواجهما للسفر إلى أفريقيا و أتمنى أن يكون هذا سريعاً .
_ وكيف تلقى هوود الخبر ؟
_ كان وقعه عليه قاسياً ولكنه شخص قوي لذا ما زال متماسكاً رغم كل ما يشعر به ولكنه ضغط على لورنا فأخبرتنا كل شيء .
هز رأسه ببطء : بدءاً من حمايتك الدائمة لها في المدرسة وصولاً إلى تورطها مع هورلي فالطريقة التي حاولت فيها إخفاء علاقتها بجون .. كل التفاصيل بما فيها توسلك لتبطئي السرعة وقد صعب الأمر كثيراً عليه ولكن لم يدرك أبي أو لورنا الضرر الحقيقي الذي وقع .. وقع علينا .
ساد الصمت .. ثم قالت هيلاري : إذن أنت الآن تعرف .. أمن أجل هذا جئت ؟
_ ليس هذا فقط .. بل جئت أسأل لماذا ؟ لماذا تحملت الملامة عن حماقة لورنا ؟ عندما اتهمتك للمرة الأولى لماذا امتنعت عن إخباري بالحقيقة ؟
رفعت كتفاً بيأس : وهل كنت ستصدقني ؟
_ ربما ليس فوراً ولكنني كنت سأتأكد من صحة قولك والله يعرف أن لورنا كانت بحاجة عمن يوقفها عند حدها لقد تركنا لها جميعاً المجال في الماضي ربما بسبب توترها الدائم كانت تقلق هوود منذ سنوات أنا لا أحاول إيجاد أعذار لها ولكن لو اجتمعنا جميعاً منذ سنوات وكشفنا أوراقنا لكان بإمكاننا إنقاذها وإنقاذ أنفسنا من الفضيحة التي سببتها محاولتها المجرمة المتعمدة للزواج بتشارلي ايزيربلود .
تنهدت : كيف كان بإمكاني البوح بالحقيقة ؟ لقد عاملني هوود كأنني ابنته أما أنت فكنت بالنسبة لك دائماً الدخيلة
الغريبة أنت و هوود و لورنا كنتم دائرة مغلقة لم أستطع خرقها ولم أستطع خرقها ولم أستطع القيام بما قد يضر هذه الدائرة .. فهل أكافئ هوود على طيبته معي بأن أحطم آماله في ابنته ؟
_ لذا وبدلاً من ذلك اخترت تدمير ثقتنا بك .. أوه .. يا إلهي ؟ يا لك من حمقاء صغيرة ! لكن لدي سبب آخر للمجيء إلى هنا .. أنا أطلب منك أن تسامحيني هيلاري على كل ما قلته وفعلته لأذيتك وعن كل سوء ظني بك وأنا مستعد لطلب الغفران و أنا جاث على قدمي إذا كان هذا ضرورياً أو إذا كان هذا ما تريدينه .. وأريد منك أن تعودي معي إلى ستونكليف هوود بحاجة إليك .
هزت هيلاري رأسها : لا أستطيع العودة إلى هناك .
صمت لحظات ثم وقف بعدما كان راكعاً قرب كرسيها وابتعد ..
قال بهدوء : إّن لا تستطيعين مسامحتي هل يؤثر في قرارك إن علمت أني على استعداد لترك المنزل ؟
عاد الألم الداخلي العميق حاداً وشرساً حتى كاد يمزقها إرباً إرباً أحنت رأسها وسمحت لشعرها الأشعث بالسقوط على وجهها : لن يكون لهذا فرق .
سمعته يتنهد : فهمت هيلاري .. أنا آسف هيلاري .. أعرف أني كدرتك كثيراً .. وهذا آخر ما أريده .. سأذهب .
فكرت والعذاب يتآكلها : سيذهب ولن أراه مجدداً سمعت صوتاً بالكاد تعرفه : قلت أنك ستعانقني تعويضاً .
كان بروس قد وصل إلى الباب ومد يده ليمسك المقبض .. ولكنه توقف مسمراً وارتد بحدة وما هي إلا خطوتين حتى أصبح قربها يرفعها عن الكرسي ويضمها إليه شوق متألم تعلقت به وسالت الدموع التي كانت تحتجزها على وجهها وهي تستجيب بكل جوارحها إلى شوقها إليه أخيراً انتزع نفسه عنها متأوهاً وأمسك وجهها بين يديه .. وقال :
لا أهتم كم رجلاً مر بحياتك هيلاري لأنني سأكون الأول والأخير .. أنت لي .. ولن أدعك تذهبين مرة أخرى سنعود إلى يوركشاير غداً .
حاولت الابتسامة : لأن هوود بحاجة إلي ؟
_ بل لأنني أنا بحاجة إليك لأننا سنتزوج .. لقد أضعنا سنتين من حياتنا وسأكون ملعوناً إن سمحت بإضاعة المزيد منها .
ضحكت بعدم ثبات : وماذا سيقول هوود ؟ و .. ديلسي ؟
التوى فمه قليلاً : ديلسي غير مهمة .. إنها صورة جميلة فاتنة فشلت كل الفشل في إبعاد تفكيري عنك .. بل لم تنجح
امرأة في هذا قط .. أما هوود .. فهو يعد العدة للاحتفال .. طلب مني عدم العودة إلى المنزل بدونك ..
شهقت : أوه .. ! إذن أنت كنت واثقاً مني كل الثقة ؟
قال بهدوء : لم أكن واثقاً ..
رأت في عينيه القلق .. وهو ضعف لم تعهده فيه فتلوى قلبها .. أضاف بل لم أثق أنك ستسمعينني ولم أعتقد أنك ستفهمين ما هو شعوري أردت أن أطلب أكثر بكثير.. بكثير من الغفران ولكنك كنت جالسة في هذا الكرسي اللعين كشبح صغير ولم تكادي تقولين كلمة .
_ كنت أنتظر الكلمة الوحيدة التي تظهر اهتمامك بي أعرف أنك أردتني لكن هذا غير كاف فطالما رغبت أن تحبني حتى في طفولتي حتى وأنا مؤمنة بكرهك لي كانت كلمة مديح واحدة منك تفرح قلبي وترقصه لهذا قلت أني لا أستطيع العودة إلى ستونكليف .. أفضل الموت مع العيش تحت سقف واحد معك مرة أخرى وعلى الأساس القديم ذاته .
قال بروس ببطء : أعرف أنني انتظرت طويلاً لأعترف هيلاري .. لكنني أحبك ومن العبث القول إن المرء يؤلم ويجرح دوماً مشاعر من يحب في حالتنا هذه القول صحيح لكنني سأعوضك عن هذا .
ابتسمت ودست ذراعيها حول عنقه : سيعجبني هذا فهي المرة الأولى التي يطلب فيها أحد يدي ..
سأل بصوت هادئ : ألم يطلب ستانلي يدك ؟
|