لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-08, 09:59 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9 _ ينقذها الظلام الفصل ما قبل الأخير
دخلت هيلاري إلى عتمة غرفتها ووقفت هناك تحاول لملمة شتات أفكارها التي بدت تظن في عقلها .
لكن ماذا ؟ من المستحيل أن تغادر الآن عليها الانتظار للنهار لتذهب إلى ليدز سعياً وراء أول قطار يتوجه إلى لندن وعليها أ، تفكر في قصة ترضي هوود وعليها أن تقول للورنا إنها لن تستطيع البقاء حتى موعد العرس وعليها أن تجد تفسيراً مقنعاً لغيابها على ألا تكون الحقيقة بالتأكيد لأن ذلك مستحيل .
حين سمعت صوت نحيب مخنوق ظنت أنه يصدر منها فوضعت يداً على فمها .
ثم أدركت أن الصوت قادم من الغرفة الملاصقة فذعرت وحاولت إقناع نفسها بأن أذنيها تسمعان ما هو غير موجود ربما حلم مزعج فالناس يصرخون أحياناً عندما يحلمون أحلاماً مزعجة لكن حتى وهي تبرر ما سمعت أصبح صوت بكاء لورنا أكثر ارتفاعاً وأكثر إلحاحاً .
تلاشى بعض التوتر من نفس هيلاري وتصاعدت تنهيدة كبيرة في أعماقها إنها تعسة يائسة ومع ذلك فلورنا هي التي تبكي في ظلام الليل .
كان المصباح إلى جانب السرير مضاء في غرفة لورنا وكانت مستلقية على عرض السرير وجسمها يرتج وجهها مدفون في الوسادة جلست هيلاري على السرير ووضعت يداً عطوفاً على كتفها وراحت تنظر إلى ثيابها فهي ما تزال مرتدية كل ثيابها .
قالت بلطف : حبيبتي ما الأمر ؟ أرجوك قولي لي .
ردت بصوت تخنقه الآهة : لا أستطيع .. لا أستطيع إخبار أحد .
تنهدت هيلاري : ولا يمكنك المضي هكذا إلى الأبد ما الأمر ؟
صمتت تتذكر غضب تشارلي وقت العشاء والجو العاصف بينهما : هل تشاجرتما ؟
ساد صمت ثقيل .. ثم جلست لورنا التي رمت ذراعيها حول هيلاري ووضعت وجهها المبلل على كتفها .
قالت وجسدها النحيل ينتفض : أجل .. أجل آه هيلاري ! لا أستطيع التحمل لن أراه مجدداً .
عضت هيلاري شفتها : لورنا حبيبتي إنها أمور تقع أحياناً قبل موعد الزواج ولكنها لا تكون جادة رأيت أنكما غير متفقين .. لكن ..
_ لكنها جادة حقيقية قال إن علينا عدم التلاقي ثانية قال إن الأمر جنون .. كدت أخبره بأمر الطفل أردت أن أخبره لكنني لم أجد الكلمات المناسبة .
_ أتريدين أن أخبره بنفسي ؟
صمتت لورنا قليلاً ثم هزت رأسها : لا
قالت هيلاري بحدة :لكنه لا يستطيع التهرب من هذه المسؤولية هكذا موعد الزفاف قريب جداً ماذا ستقول عائلته ؟
ضحكت لورنا ضحكة متكسرة : عائلته أتقصدين ايزيربلود ؟ أتظنين أني أتكلم عن تشارلي ؟
أحست هيلاري بالبرد يسري في كل جسدها .
_ بالتأكيد أليس هذا ما تقولينه إنك تشاجرت مع تشارلي ؟
هزت لورنا رأسها نفياً وكانت عيناها مغرورقتين بالدموع وهي تنظر إلى هيلاري .
قالت والغصة في حلقها : إنه جون .. جون ميدوينتر أحبه منذ أكثر من سنة ولكنها لا تريد أن تتركه .. إنه ملك لها .. أحد ممتلكاتها التي اشترتها أموال أبيها ليس لديه شيء له حتى المنزل باسمها وهو لا يحبها فهي تعامله وكأنه تدوسه وليس كذلك فحسب بل تلومه لأنهما لم ينجبا أطفالاً .. وتقول إن العيب منه ولكنها مخطئة .
تمتمت هيلاري : يا إلهي ! لورنا .. أتقولين إن جون هو والد الطفل ؟
ردت ببساطة : أجل .
وماذا عن تشارلي .. أين مكانه في كل هذا ؟
هزت لورنا كتفيها تدافع عن نفسها : أراد أن يتزوجني .. ولأنني لا أستطيع الحصول على جون ولأنني أحتاج إلى أحد يرعاني قبلت به .
صاحت هيلاري بجنون : لكن لا يمكنك فعل هذا ألا حشمة لديك أو أخلاق ؟ أتتزوجين رجلاً لتؤمني لطفلك أباً جاهزاً ؟ إن هذا فجور .
تغير وجه لورنا إلى عبوس متمرد : لكن تشارلي يريد الزواج بي طالما دار حولي إنه سعيد فلماذا تفتعلين مشكلة ؟
_ لم يبد سعيداً الليلة .
هزت لورنا كتفيها بسرعة : أوه هذا لم يكن شيئاً مهماً فكل ما علي هو إظهار بعض اللطف له سوف يرضى سريعاً .
_ إذن بدل أن تعملي على ترتيب شقتك تقومين بلقاءاتك الغرامية المحرمة مع جون وهذا أيضاً يفسر النزهات المبكرة هل لي أن أسأل لماذا حاولت دفعي نحوه ؟
مدت لورنا شفتها السفلى إلى الأمام وبدت صغيرة فتاقت هيلاري إلى شد أذنيها .
_ بدأت الشكوك تساور أغنيس التي اتهمته بأنه على علاقة .. هكذا …
_ ففكرت أن تجعلي مني هدفاً لنوبات جنونها شكراً كثيراً لك ! لن أحسدك حين تكتشف الحقيقة .. لأنها ستمزقك إرباً
_ لن تخبريها … هيلاري عديني !
وقفت هيلاري : لن أقول كلمة .. فأنا راحلة في أول قطار في الصباح على أي حال .
_ لهذا السبب ؟
_ بل لأسباب خاصة بي .
_ لكنك لن تكوني هنا يوم الزفاف .
كانت هيلاري تهم بالخروج ولكنها عادت إلى لورنا ..
_ لورنا هل أنت مجنونة ؟ لا يمكنك المضي في هذا الزواج .. لا يمكنك أن تفعلي شيئاً كهذا إنك لا تحبين تشارلي وهذا أمر أكثر من واضح لقد حولت حياتك إلى فوضى رائعة إنما لا يمكنك جره إليها هذا عمل ظالم .
قالت لورنا بذعر : لكن لا يجب أن أتزوجه ! ماذا عن الطفل ؟ ماذا أفعل به ؟
تأوهت هيلاري وجلست مجدداً على السرير .
_ سيطري على حياتك بدل أن تسيطر عليك لا يمكنك الهرب والمراوغة والاختباء خلف الآخرين إلى الأبد .. ثم هناك وجهة نظر عملية قد يكون تشارلي مغرماً بك لكنه ليس غبياً فلن يقبل بالطفل لأنك لم تقيمي علاقة فعلية معه أليس كذلك ؟
نظرت لورنا إلى الأسفل .. ثم قالت : أجل .
كانت ترتجف وأصابعها تمسك باللحاف تشد الخيوط : هيلاري أنا خائفة ! أرجوك ساعديني ماذا أفعل ؟
قالت على مضض : رافقيني إلى لندن .. لدي متسع لك في الشقة وسأعيلك حتى تلدي الطفل على الأقل .. كان والدك يخصني بمصروف شهري لم ألمسه حتى الآن سأستخدمه من أجلك .
همست بعينين متسعتين : لا أستطيع .. سيعرف الجميع بأمري .. ولا أتحمل هذا .
_ عليك عاجلاً أم آجلاً مواجهة المسألة هل فكرت في ما سيحدث حين يعرف جون بحملك ويقوم ببعض الحسابات ؟
قالت : لن يفعل ولن أستطيع إلغاء الزفاف هيلاري يجب أن تفهمي هذا لم يستعد دادي صحته وقد تؤذيه الصدمة .
تهلل صوتها قليلاً وكأنها وجدت المبرر لنفسها .
قالت :لا أستطيع مجادلتك أكثر من هذا لورنا .. سنتحدث غداً قبل أن أسافر .. هل أستطيع الاعتماد عليك في إيصالي إلى ليدز للحاق بالقطار ؟
_ بالتأكيد .. ولكنني لن أسافر معك هيلاري .. لا أستطيع .
ابتسمت هيلاري غصباً : إذن لن أقول شيئاً آخر لكن فكري في ما قلته لك لورنا لا يمكنك تدمير حياة الناس من أجل حماية نفسك .
عادت تستلقي في سريرها لكن النوم جافاها فراحت تفكر في لورنا بدل التفكير في بروس في داخلها نبع من العذاب ينتظر فرصة للإطلاق نفسه .. ولن تستطيع السماح لهذا أن يحدث .
ربما على أي حال كانت حمايتها للورنا إساءة لها فقد كان عليها بدل تلقي اللوم أن تخبر بروس أن لورنا هي التي تسللت إلى منزل هورلي وحفلاتهم .. أرادت حماية لورنا من غضبه فجلبت الغضب على نفسها .
لو فعلت ذلك لتغير كل شيء ماذا كانت نتيجة التستر على لورنا ؟ كانت النتيجة مزرية فها هي لورنا المحمية تعتقد أنها فوق قوانين المجتمع الأخلاقية .
لقد عاملوها جميعاً بقفازات حريرية اعترفت هيلاري لنفسها بهذا بمرارة ..
ما إن انبزغ الفجر بنوره حتى وضبت حقائبها بسرعة لقد توقف هطول المطر ليلاً لكن الأرض في الخارج تبدو معادية وغريبة في ثوبها الأبيض عضت شفتها حتى أدمتها فقد خشيت ألا تتمكن من السفر ولكن بائع الحليب وصل ومن بعده وصلت الصحف وعربة البريد فاسترخت فالطرق سالكة مع أنها لا تصلح للقيادة .
انتظرت في غرفتها حتى رأت سيارة بروس تختفي نزلت إلى الأسفل لتتناول فطوراً سريعاً من القهوة و التوست وبعد ذلك قصدت غرفة هوود الذي كان مرتدياً ملابسه وجالساً في كرسيه المتحرك .
تهلل وجهه لما رآها : ها أنت حبيبتي .. سيكون عرس لورنا أبيض بأكثر من طريقة .
ردت بثبات : أجل .. صحيح ولكنني مضطرة للتخلف عنه وصلتني رسالة من مدير أعمالي هذا الصباح .. لدي عمل مهم ولن ينتظر .. وإن لم أعد إلى لندن اليوم خسرته .
بدا الحرج على هوود : وهل هذا أمر رهيب ؟
أحست هيلاري بالذنب فقالت بلطف : إنها المهنة التي تعيلني .
_ أردت مكالمتك بالموضوع لا حاجة بك إلى العمل لتعيشي هيلاري فما زلت قادراً على إعالة عائلتي ولله الحمد بالرغم من الضائقة الاقتصادية العامة .. وسيكون المنزل موحشاً بعد ذهاب لورنا .. وكنت آمل أن تبقي .
تكسر صوتها قليلاً : لا أستطيع .. أنا .. أنا يجب أن أعود إلى لندن أنا لا أنتمي إليكم هوود أنا غريبة وسأبقى غريبة أحبك وسأبقى شاكرة لك معروفك إلى
آخر عمري لكن من الأفضل للجميع أن أذهب … صدقني .
غادرت الممرضة الغرفة بلباقة فمال هوود إلى الأمام وجهه قلق :ابنتي الحبيبة لا أريد التطفل هل بروس السبب ؟ إنه قاس أعرف ذلك هل جرحك ؟ سأكلمه .
_ لا أرجوك ليس بيد أي شخص حيلة .. نحن أفضل حالاً بعيدين .. هذا كل شيء .. ما كان يجب أن أعود .. آسفة .
قال بلطف : وأنا أيضاً .. آسف أسفاً لا يمكنني التعبير عنه لكن لك حياة تعيشينها هيلاري ولا أستطيع التدخل فيها هل أنت مضطرة حقاً للسفر قبل الزفاف ؟ ستتكدر لورنا .. والجميع .
_ لقد شرحت للورنا أنني لن أستطيع أن أكون موجودة وأظنها فهمت .
حين عادت إلى غرفتها كانت لورنا بانتظارها أشارت إلى الحقائب ثم سألت : أنت جادة إذن ؟ أنت راحلة .. وبسببي ؟
_ لا .
نظرت لورنا إليها بلهفة متألمة : هل ودعت دادي ؟ هل .. أخبرته ؟
تنهدت هيلاري سخطاً : لا .. لا بأس عليك لورنا سرك كالعادة في بئر عميقة .
طبعت لورنا على وجنة هيلاري قبلة سريعة : أنت ملاك ! سينجح كل شيء هيلاري سترين .
قالت بمرارة : أنت موهوبة في خداع نفسك .. ولكننا لن نناقش هذا الآن أتريدين المخاطرة بتوصيلي أم أطلب سيارة أجرة ؟
ردت بإهمال : أوه الثلج لا شيء .. أليس هناك شخص آخر تريدين وداعه ؟
_ لا .. لا أحد .
هزت لورنا كتفيها : إذن .. من الأفضل أن ننطلق .
بدا صوتها مرحاً لكن نظرتها إلى هيلاري بدت قلقة .
فكرت هيلاري وهما تبتعدان عن المنزل أن لورنا سعيدة لأنها راحلة تكلمتا بكلمات مختصرة وكانت هيلاري مسرورة لأن لورنا تركز على القيادة ولا تخاطر كما حدث في مناسبات أخرى …
قالت لورنا فجأة : هذا غريب .. ها هو بروس .
استوت هيلاري جالسة : أين ؟ لا يمكن .. لقد ذهب إلى المصنع رأيته بأم عيني يغادر المنزل .
_ ربما اضطر للعودة من أجل شيء ما .
وقبل أن تستطيع قول شيء أطلقت لورنا زمور السيارة ولوحت بيدها وأضافت برضى :لقد رآنا .
كبتت هيلاري آهة وقالت بلهفة : لا تتوقفي .
_ ماذا لكنه لن يتوقف الواضح أنه يريد مكالمتنا .
_ أنا لا أريد مكالمته .. لورنا حباً بالله تابعي السير .. أرجوك .
نبضت الأحاسيس في صوتها فنظرت لورنا إليها بحيرة : آه حسناً ولكنه لن يكون راضياً .
ورفعت قدمها عن المكابح فانطلقت السيارة إلى الأمام ارتدت هيلاري إلى ظهر مقعدها لكن كلمات لورنا التالية جعلتها تستدير بسرعة : إنه يلحق بنا .
_ لكن هذا سخيف !
_ أتريدين أن نتركه في الخلف ؟ أستطيع المحاولة لو أحببت .
وداست على دواسة الوقود فانطلقت السيارة الصغيرة إلى الأمام بسرعة لكن هيلاري ارتاعت من الفكرة : لا .. لا تسرعي !
نظرت لورنا في المرآة وضحكت : إنه يومض بأنوار سيارته .. يريد منا أن نتوقف .. سنجعله يجري وراءنا .
وعادت إلى السرعة مرة أخرى فقالت هيلاري : لورنا .. أبطئي سيرك حباً بالله .
سألت بطيش : ولماذا ؟ على أي حال أنت من أردت عدم محادثته .
_ لكننا لا نستطيع التغلب على سرعة سيارته ولو كانت الطريق سالكة .
وأخذت تراقب تصاعد مؤشر السرعة بحذر ..
تنهدت لورنا : لا تفتعلي مثل هذا الضجيج الطريق غارقة بالثلج لا بالجليد .
عندما كانت تتكلم ترنحت السيارة وانزلقت جانبياً .. رأت هيلاري وجه لورنا الأبيض وتمسكها بالمقود فحاولت تحذيرها ولكن الكلمات علقت في حلقها و أحست بالسيارة ترتفع وهي تصطدم بحافة الطريق ثم تتابع الانزلاق إلى الخنق أحست بشيء يصدم رأسها ثم تحول كل شيء إلى ظلام .
كان هناك نور ضبابي .. و أصوات .. أصوات ملهوفة .. لكن من بعيد حاولت أن تجيب لأنها ظنت أنها تسمع اسمها لكن لم يخرج منها صوت وكأن عضلات حنجرتها لم تطعها أخيراً تمكنت من إخراج صوتا ما آهة متكسرة ربما لإرضاء تلك الأصوات التي توقفت وتمكنت من النوم .
عادت إلى الوعي ببطء فشعرت بألم نابض في صدغها وبألم عام في جسدها وأطرافها كان أول من رأته هوود الجالس إلى جانبها .. كانت في فراش في غرفة غريبة .. الواضح أنه عنبر مستشفى .
ابتسمت له مستخدمة عضلات وجهها بصعوبة قالت : أشعر أن كل جسدي مكدوم .
أمسك هوود يدها : ستشعرين بهذا مدة يوم أو يومين .. فقد انقلبت السيارة اللعينة بكما .
همت أن تسأله سؤالاً .. لكن ذكره للسيارة أعاد كل شيء إلى ذاكرتها .
_ لورنا .. هل لورنا بخير ؟
بعد صمت قليل رد بصوت أجش : ستكون على ما يرام .
نظرت إلى وجهه ورأت المعرفة فيه والأسى فسألت بصوت هامس : فقدت الطفل أليس كذلك ؟
هوت كتفاه مثل المهزوم : أجل .. أنا أحاول أن أقنع نفسي أن هذا هو الأفضل .. لا أكاد أصدق لقد صدم تشارلي صدمة قوية أما أنا فألغيت الزفاف .
_ لقد حاولت نصحها …
_ وهل كنت على علم بأن تشارلي لم يكن الأب ؟
_ أجا .. عرفت .. أخبرتني ..
وانتظرت السؤال التالي ولكنه لم يأت على ذكره بل ابتلع ريقه وقال : ألوم نفسي لم تكن قوية في صغرها لذا استسلمت لنزواتها أكثر مما يجب لو عاشت أمك لاختلفت الأمور كثيراًَ كانت لورنا تهتم لها تهتم لرأيها لكننا بعد وفاتها حميناها كلنا
هز رأسه كمن يتساءل : لكنها كانت تخدعه تخدع الشاب المسكين الذي أرادها زوجة وهذا ما أجده صعباً لقد تصرفت وكأنها امرأة عديمة الأخلاق .
عرفت هيلاري أنه بحاجة إلى البوح عما في نفسه ووجدت أن أقل ما يجب أن تفعله هو الاستماع إليه لكن عندما وصلت الآنسة دويرز لترافقه إلى ستونكليف كان رأسها يضج ألماً .
أصبحت الغرفة لها وحدها الآن فاستلقت على الوسائد و أغمضت عينيها ثم ما لبثت أن انحدرت دمعتان على وجنتيها الشاحبتين .
سأل بوس بفظاظة : أتبكين على جمالك الذي تدمر ؟
فتحت عينيها بحدة وشهقة مجفلة تنظر إليه منذ متى وهو يراقبها تبكي ؟
ثم استقر معنى كلامه في وعيها فرفعت يدها تلمس الضمادة على جبينها فانتفضت أردف الصوت المتجهم : لا تظهري مثل هذا الذعر ليس جرحاً خطيراً لقد قيل لي إنه لن يترك أثراً لقد نجوت مرة أخرى هيلاري .
همست : لا تبدأ بهذا .. يا إلهي ! أرجوك لا تفعل !
أمسكت يده بمعصمها فآلمت لحمها حتى صرخت لكنه سألها ببرود : إلى أين كنت تظنين نفسك ذاهبة هذا الصباح ؟ كيف أقنعت لورنا باصطحابك في مثل هذه الظروف الجوية ؟ تعرفين أنها ليست سائقة ماهرة حتى في أفضل الأحوال الجوية لكن هذا لا يهمك أليس كذلك هيلاري ؟ الهرب هو الرد الوحيد الذي تعرفينه ولم يهمك أن تخاطري بحياتك وحياة أختي كذلك .
أغمضت عينيها أمام البريق المرير القاسي في عينيه إنه يلومها على ما حدث يظنها شجعت لورنا على السرعة أرادت أن تدافع عن نفسها و أن ترد كلماته في وجهه لكن رأسها كان يؤلمها كثيراً وأحست بضعف شديد .
قالت بصوت هامس : لم أقصد أن يحدث هذا .http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 10:00 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

_ أوه أصدقك في هذا لكن هناك أشياء لن تتمكني من التهرب من مسؤوليتها ودمار حياة أختي أحد تلك المسؤوليات .
_ وكيف أكون مسؤولة عن هذا ؟
أرادت أن تحتضن رأسها بين يديها ولكنها عرفت أنه سيفسر الحركة على أنها توسل للشفقة .
_ أي مثال كانت تحتذي به ؟ إنه مثالك أنت هيلاري فقط أنت كانت تؤمن بك كثيراً هل عرفت بعلاقتك مع روي هورلي ؟ هل اعتقدتها علاقة رومانسية ؟ وماذا عن تلك العلاقات الشائنة في لندن .. هل وجدتها رائعة ؟ أوه بلى يا فتاة الأمبر أنت كنت مثالها الأعلى تباً لك لقد جعلت فتاة بريئة تظن أن العبث مع الرجال هو نوع من المرح !
كانت كلماته كالسياط على قلبها .
أردف : تحطمت حياة لورنا أما أنت نجوت بخدش بسيط والنموذج يتكرر دائماً بلا نهاية أدركت الآن لماذا كنت الوحيدة التي تريد لأنك تعرفين ما تفعلين أليس كذلك هيلاري ؟ أكنت ستجدين لها وسيلة تخلصها من ورطتها .. أكنت ستؤمنين لها عيادة جيدة للإجهاض حيث لا يطرحون الكثير من الأسئلة ؟ لكن نصيحتك كانت مختلفة قلت لها تابعي مهزلة الزفاف ولتتحمل عائلة ايزيربلود النتائج .
قالت بصوت واهي : لا .
كاد فمها يحترق جفافاً ومرارة ثم تراقصت أنوار ملونة صغيرة أمام عينيها وبدا لها بروس يطل من بعيد وها هما الغضب والعتمة حوله يصلان إلى لب روحها مدت يدها تبحث عن زر الجرس ولكنها لم تجد القوة في أصابعها لتضغطه وما لبثت أن تجمعت العتمة حولها لكنها هذه المرة رحبت بها وكان آخر ما رأته قبل أن تقع صارخة بصمت في لجة فراغ عميقة المرارة في عينيه .
أحست من بعيد بصوت تبعته حركة فألم حاد سببته الحقنة التي حقنت بها ذراعها فكان أن استسلمت مجدداً إلى أحضان نوم آمن .
كان ضوء النهار ساطعاً حين فتحت عينيها إنه يوم مشرق بارد سماؤه زرقاء صافية انفتح الباب ودخلت ممرضة تحمل طشتاً ومنشفة .
قالت بمرح : هل أنت أفضل حالاً اليوم يقول الدكتور إنك باقية عندنا مدة يومين آخرين بسبب ما حدث ليلة أمس ولن يسمح لك بالزوار إذا كانوا سيزعجونك .
لامست ابتسامة مغصوبة ثغر هيلاري لأنها سمعت لهجة اللوم في صوت الممرضة وقالت : اتركي لي الطشت والماء أستطيع الاغتسال بنفسي .
_ حسناً .. نظرت الممرضة الشابة إلى ساعتها .
_ سيحين موعد جولة الأطباء كلنا اليوم متأخرين عن مواعيدنا سيأتي أحدهم ليغير لك الضمادات .
وخرجت مجدداً تاركة هيلاري تستمتع بالانتعاش الذي يبعثه الماء إلى وجهها .
كان الجرح الحقيقي في أعماقها عميقاً ووحشياً فلن يصدق بروس أبداً إلا أسوء الأمور عنها وستدينها دائماً الدلائل .
فكرت : إنه يحب لورنا ويهتم بها في هذه اللحظة عرفت أنها لم تكن في هذه اللحظة عرفت أنها لم تكن تحمي لورنا وحسب في تلك الأيام بل كانت تحمي لورنا فحسب في تلك الأيام بل كانت تحمي بروس أيضاً من ألم خيبة الأمل من الشقيقة الصغرى التي يحبها لو عرف هوود و بروس الحقيقة لتألما لهذا لزمت الصمت وبسبب هذا الصمت عانت وتعاني وحدها .
تلقت الزهور في هذا اليوم من هوود ثم قالت لها الممرضة إنها تلقت مكالمات هاتفية عديدة وهي بمعظمها من الصحافين .
تأوهت هيلاري لقد نسيت أن فتاة الآمبر لا تزال تحتل الأخبار الرئيسية وسرها أن تكون أنظمة المستشفى الصارمة قد حمتها من غزو الصحافيين لقد قال لها الدكتور سولون مسروراً منها عندما قام بزيارتها المسائية أن بإمكانها العودة إلى المنزل بعد غد لكنه انزعج حين قالت له أنها ستعود إلى لندن حالما تغادر المستشفى .
قال بصراحة : لا أوافق على هذه الفكرة لقد تلقيت صدمة شديدة وضربة سيئة على الرأس وتحتاجين إلى الراحة في مكان يعتني بك فيه جيداً على الأقل مدة أسبوع سأتكلم مع زوج أمك .
لم تجادله هيلاري لكنها عزمت أن لا مجال للعودة إلى ستونكليف مهما كان ضغط الطبيب أو هوود عليها .
لتغير الموضوع وسألت عن حال لورنا فقيل لها إنها بخير ولكنها لا زالت تحت التخدير وقطب الدكتور سولون قليلاً
_ جسدياً هي مستريحة لكنها لا تساعد نفسها إنها في حالة نفسية سيئة ونجد صعوبة كبيرة في معالجتها وكنت أرجو أن يساعدنا خطيبها على هذا لكن الفكرة أصابتها بنوبة جنون فلم أستطع متابعة الموضوع .
عضت هيلاري شفتها : لقد فسخت الخطوبة .
بدا الدكتور مستهجناً : هكذا إذن .
_ هل أستطيع رؤية الآنسة جيلفورد ؟
لكن الطبيب هز رأسه رافضاً : إنها نائمة معظم الوقت أضيفي إلى ذلك أننا تلقينا أوامر بألا يزورها أحد غير أفراد عائلتها والدها قادم هذا المساء .
صممت هيلاري فلا حاجة لتسأل من أصدر مثل هذه التعليمات .
في الصباح صدمتها الصحف فقد ذكرت معظمها أنها مصابة بشكل خطير وأنها ستشوه مدى الحياة .
سخرت إحدى الممرضات وهي تغير ضمادة هيلاري بأصابع بارعة : يا لهذه السخافة ! .. فلن يترك هذا الجرح الصغير أثراً أيعتقدون أننا لن نجيد الاعتناء بك ؟
لاحظت هيلاري الامتعاض في صوت الممرضة وكأنها هي نفسها مسؤولة عن الرد على ما في الصحف لا شك الآن أن كل من في المستشفى يعرف أن بروس منع هيلاري عن رؤية لورنا ولا شك أنهم يتساءلون عن السبب ..
غفت قليلاً بعد الغذاء ولكنها ما لبثت أن استيقظت على صوت خفيف فلما فتحت عينيها وجدت جون ميدوينتر واقف إلى جانب السرير وهو يحمل باقة الزهور بين يديه قدمها لها مرتبكاً .
_ أنا آسف .. لم يخبرني أحد بأنك نائمة .
جلست هيلاري وحاولت الابتسام : لم يعرفوا بأنني نائمة أشعر أنني مخادعة لأنني أستلقي هنا فقد أصبحت بخير وعافية .
رد جون رداً مهذباً ثم جلب كرسياً ليجلس قرب السرير بعد صمت قليل قالت هيلاري متحفظة : لطف منك أن تعودني ولكنني لا أعتقد أن أغنيس …
قاطعها بعنف مكبوت : فلتذهب إلى الجحيم أغنيس ..! كان يجب أن أجيء هيلاري يجب أن أعرف تاحقيقة ثمة شائعات كثيرة تدور وعلي أن أدعي أنني متباعد وغير مهتم في الوقت الذي أكاد فيه أفقد عقلي . هل صحيح أن لورنا أجهضت؟
أطرقت هيلاري رأسها ببطء .. وخرجت أنفاسه بآهة عميقة ثم قال بصوت متحشرج : آه يا إلهي ! أكان طفلي ؟ هل أخبرتك شيئاً ؟ .. عنا .. ؟
قالت هيلاري بحذر : لقد أفضت لي بسرها قبل الحادثة مباشرة كانت متكدرة قالت إنكما تشاجرتما .
ضحك بمرارة : أجل .. تشاجرنا .. حاولت أن أقول لها إن علينا التوقف عن التقابل و إن زواجها سيغير كل شيء وبدا أنها ظنت أن علاقتنا ستدوم إلى الأبد ولأنني أعرف أنها لا تحب ايزيربلود حاولت إقناعها بعدم الزواج به .
سألت ببرود : لماذا ؟ لتبقيها أنت الرجل المتزوج منفعة حصرية لك ؟ ما أروع هذا !
انتفض : أجل أعتقد أن هذا ما قصدته حتى وإن لم أكن على استعداد للاعتراف به لكنني أحبها هيلاري نحن متحابان إنها سبب حياتي .
قاطعته بسخرية : أوه يجب أن نكون حذرين لئلا يصل الخبر إلى مسامع أغنيس كيف ستشرح لها سبب زيارتك لي .. هل لي أن أسأل ؟

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 10:01 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

هز كتفيه عاجزاً : لا أدري أعرف أنك تحتقريني هيلاري .. أرى هذا في عينيك ووجهك لكنني أعلم أن خسارة الطفل غيرت نظرتي إلى العالم إنها مفارقة .. أليس كذلك ؟ لكنها الحقيقة أنا و لورنا ننتمي لبعضاً بعضاً والآن أكثر من أي وقت مضى يجب أن يكون لي الحق في مواساتها أنا بحاجة إلى هذا الحق وقسماً بالله سأحصل عليه !
_ أتعني أنك على استعداد لترك أغنيس والتخلي عن الحياة الرغيدة ؟
تورد وجهه لسخريتها : الشيء الوحيد الجيد في حياتي هو لورنا لقد اعتمدت على أغنيس لأنني لم أكن أهتم حقاً بما يحدث لي ولكنني أستطيع النجاح بمفردي كنت سعيداً حين كنا في إفريقيا كان عندي وظيفة هناك وكنت بارعاً فيها و أظن أن هذا هو سبب إصرارها على العودة إلى الوطن لأنها أرادت أن يكون لها اليد الطولى وهذا ما هي معتادة عليه حسناً جداً إن لم توافق على الطلاق فسأنتظر سنتين فأحصل عليه من دون موافقتها فلا سبب يدعو المرء للارتباط بزواج فاشل في هذه الأيام .
نظرت إله هيلاري طويلاً لم تشك أنه جاد في كلامه ولكن لماذا لم يفكر بهذا في بداية علاقته مع لورنا ؟ لا شك أن فقدان الطفل أثر هو الذي جعله يعيد التفكير بمسألة تدمير وجوده كزوج لأغنيس .
مال إلى الأمام يمسك يدها بقوة ويقول بلهفة : هيلاري أصغ إلي أيمكنك رؤية لورنا ؟ أيمكنك إيصال رسالة لها ؟
هزت هيلاري رأسها نفياً : مستحيل غير مسموح لي أن أراها وقعت الحادثة حين كانت تقلني إلى ليدز لألحق بقطار لندن ويظنون أنني الملامة .
نظر إليها بعدم تصديق : يظنون ؟ لا أصدق أن هيوارد جيلفورد بهذا الغباء فلورنا أسوء سائقة في العالم .
أحنت هيلاري رأسها : مع ذلك حظر علي بعدم رؤيتها .
بدت الخيبة على جون : إذن ماذا علي أن أفعل ؟
_ أنا واثقة أنك ستفكر بحل ما فقد أفلحتما حتى الآن بالتكتم .
بدا جون غير واع للسخرية غي صوتها : أجل سأكتب لها رسالة فقد أقنع ممرضة لتحملها إليها أما زلت مؤمنة أنني نموذج تعس ؟ لكنني سأعوض عليها كل شيء هيلاري .. أقسم على هذا ..
تكسر صوته فجأة ..وانحنى يدفن وجهه في غطاء السرير الطري و أردف قائلاً : لم أشعر قط بهذا الشعور تجاه امرأة … يجب أن تصدقيني .
نظرت هيلاري إلى رأسه بشفقة ولا مست شعره بحنان وقالت بلطف : أصدقك .
تناهى إلى مسمعيها صوت خفيف ليس أكثر من أنفاس عميقة وهذا ما حذرها إلى وجود أحد معهما رفعت نظرها مجفلة كان باب غرفتها مفتوحاً و بروس مسمراً هناك .
تلاقت عيونهما من فوق رأس جون وفي عينيها تحد وفي عينيه تعب وازدراء وعدم تصديق .
ثم ذهب كما ظهر و أقفل الباب وراءه بينهما وكأنها النهاية .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 10:02 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10 _ العتمة والفجر الجزء الأخير
جلست فيرا وجول على جانبي سرير هيلاري ووجهاهما مشبع بالقلق والحب الذي بدأ يزيل الثلج عن قلب هيلاري .
قالت فيرا : لقد انقلب كل هذا إلى فوضى عارمة !
_ ما أروع أن أراكما ! إنها مفاجأة .
قال جون متجهماً : ليست بمقدار نصف مفاجأتي التي طالعتني حين فتحت صحف هذا الصباح لقد سارعت للاتصال بالمستشفى ألم يبلغوك الرسالة ؟
هزت رأسها : لا أظن أنني مريضتهم المفضلة الآن أنا هنا لأنه عنبر خاص ولأن زوج أمي يدفع مالاً ليعتنوا بي لكنهم يعتقدون أني سليمة وأنني أميل إلى المسكنة .
قالت فيرا ساخطة : يا للوقاحة .
_ يا للوقاحة .
نظرت إلى اللصوق على جبين هيلاري بلهفة : وماذا تحت هذا ؟
اتسعت شفتاها بابتسامة حقيقية : لا شيء كثير .
_ شكراً لله على ذلك .
مازحها جول مبتسماً لقد خسر فيك العالم ديبلوماسية رائعة حبيبتي أعتقد أن الضرر غير دائم أليس هذا ما قالوه لك ؟
بلى لقد طمأنني الطبيب سولون كثيراً وأتمنى لو كنت أهتم بهذا أكثر .
مرر جول إصبعاً على خدها : هاي ! سنهتم نحن به ركزي أنت على استعادة عافيتك أنت أحد مصادر عيشي ألا تذكرين هذا ؟
كانت فيرا تنظر حولها وأنفها يتحرك : رائحة المستشفيات متشابهة في كل مكان ..كم ستمكثين هنا ؟
هزت هيلاري رأسها : لا حاجة بي للبقاء وأظنهم سيسعدون برؤيتي أرحل .. هل أستطيع مرافقتكما إلى لندن ؟
ردا بصوت واحد : بالتأكيد ..
أضافت فيرا : كنا سنقترح عليك هذا ستقيمين معنا حتى تستعيدين صحتك حقاً .
حاولت هيلاري الاعتراض لكن فيرا كانت عازمة : أجل .. يجب .. لا أريد أن تبقي بمفردك بالشقة لقد مددت جولة جوليا وكم تحب أن تبقي معنا ..
استسلمت هيلاري لأنها تشعر بالضجر إن عادت إلى شقة فارغة .. لكن لا أحد قد يضجر بين جول وفيرا .
_ سأكلم الطبيب سولون .
_ وسنعود غداً في الصباح لتصحبك معنا .
ابتسمت فيرا لهيلاري ثم أضافت : على أي حال يجب أن تعودي معنا لأننا قلنا لبيتر إننا سنجلبك معما وقد تواجه جحيماً إن عدنا دون آنتي هيل .
_ وأين بيتر ؟
_ تركناه عند عرابته .. يعاني من الأنفلونزا لذا فضلنا لذا فضلنا عدم اصطحابه .. تعرفين ما يقال عن جليد الشمال .
ـ أحست هيلاري بسعادة عمرة بعد مغادرة فيرا و جول فنهضت من السرير وجلست قرب النافذة فترة …
دقت الجرس فلما وصلت إحدى الممرضات قالت لها إنها تاركة المستشفى في الصباح لذا تريد أن تستحم بدت الفتاة مذعورة وبدأت تهم بقول شيء عن الطبيب سولان لكن هيلاري كررت كلامها .. أخيراً وافقت الفتاة على مضض .. لكنها قالت : لكن شاحبة جداً .. هل تريدين أن أساعدك ؟
قالت هيلاري بأدب : لا شكراً لك ؟
أحست بروعة الحمام .. وكم سعدت بارتداء ثيابها بدل ثوب المستشفى .
كانت الممرضة على صواب .. هذا ما فكرت فيه وهي تنظر إلى نفسها منتقدة إنها تبدو شاحبة فعلاً فلا أثر للاسمرار الكهرماني الكاريبي الذي اكتسبته في وقت مضى .
وهي في الطريق إلى الحمام توقفت أمام باب غرفة لورنا لكنها لم تحاول الدخول أو قرع الباب وقالت بصمت : وداعاً لورنا .. كوني سعيدة .. أرجوك كوني سعيدة .
وارتدت على عقبيها ……
بعد أسبوع على خروجها من المستشفى وذهابها لمنزل جول وفيرا شعرت أنها أصبحت أفضل حالاً .. كانت فيرا طباخة ماهرة سخية في سكب الطعام للمرة الثانية .. وكانت عائلتها سعيدة بهذا وصممت على أن تسعد هيلاري كذلك .
قريباً .. ستكون مستعدة لمعاودة العمل هذا ما قالته لجول ولكنه أجاب : مهلك حبيبتي …
فعرفت عندئذ أنها لم تستعد جمالها كلياً .
لقد نزعت اللصوق عن جبهتها و أخفت الأثر البسيط تحت شعرها ولكنها لم تستطع إخفاء النظرة التائهة في عينيها .. كانت موجودة و جول يعرفها لأنه مصور وفنان ومدرب على التفتيش عن هذه الأشياء ولو صورها الآن فلن تظهر كما كانت في فتاة الكهرمان ..
في هذه الأثناء سرها أن تساعد فيرا في تنظيف المنزل الفيكتوري الطراز الذي تعيش فيه واللعب مع بيتر الصغير والحديث مع فيرا وصديقاتها حين يأتين لزيارتها شعرت أنها عادت فرداً من عائلة ولكنها لم تجد في هذه العائلة اضطهاد ستونكليف وتوترها …
ما أغباها لأنها فكرت يوماً وحلمت بأن الأمور بينها وبين بروس قد تختلف وتساءلت عما كانت عليه ردة فعله حين علم أنها رحلت مع رجل متزوج إلى لندن لأن الحظ شاء أن يصل جول بمفرده ليصحبها من المستشفى .
كانت جالسة بعد ظهر أحد الأيام في المطبخ غير المرتب تراقب فيرا وهي تحضر الطعام فجأة قالت فيرا : ستانلي قادم إلى العشاء الليلة وأرجو ألا تمانعي منذ سمع بوجودك وهو يلمح لنا لندعوه .
هزت هيلاري كتفيها فستانلي آخر همومها : لا أمانع بالتأكيد .
نظرت فيرا إليها متسائلة : هذا ما ظننته مسكين ستانلي ! أم علي أن أقول مسكينة هيلاري ؟
استجمعت هيلاري ابتسامة : بل الحمقاء هيلاري .. كنت بلهاء لأنني تركت ستانلي يتسلل من بين أصابعي فجمالي لن يدوم إلى الأبد .. وعرض الأزياء هو لعبة الشباب .
لوحت فيرا بملعقة الطبخ : أوه فليذهب ستانلي إلى الجحيم فأنا مهتمة بالرجل الآخر .. ذلك الذي يجعلك تبدين كالأموات كلما فكرت فيه وأنت تظنين أن لا أحد يراقبك قد لا تعرفين هذا حبي لكنك بين الحين والآخر تغرقين في تفكير عميق ولا أصدق أن ما تفكرين فيه يجلب إليك السعادة .
عضت هيلاري شفتها السفلى من الداخل .
_ هذا صحيح وأنا لا أستطيع التحدث عنه فيرا قد يحدث ذلك ربما في يوم ما سأتمكن من الكلام .. أما الآن فلا .
ابتسمت لها فيرا بحرارة : كلي آذان صاغية يا حبي فاختاري الوقت الذي يناسبك فأنا هنا .
لم يكن ستانلي المدعو الوحيد ولكن الزوجين الآخرين المدعوين اتصلا ليقولا بأنهما يواجهان مشكلة مرافقة أطفالهما فكان أن أصبح المدعو الوحيد وصل مبتسماً حاملاً باقة ورد ولكن بدا تحت ابتسامته رجلاً حزيناً .
قال لهيلاري : مرحباً أيتها الغبية الجميلة .
وقبل خدها لكن كلماته حملت قسوة .
ردت : مرحباً ستانلي .
كان الطعام لذيذاً المفترض أن تكون مناسبة مفرحة .. ولكنها لم تكن كذلك بعد انتهاء العشاء اعتذر جول وفيرا بحجة أن عليهما تنظيف أطباق العشاء فكان أن تركا هيلاري و ستانلي بمفردهما في غرفة الجلوس في الطابق الأول .
قال ستانلي بحدة : أتستمتعين بالإقامة هنا ؟
_ كثيراً .
_ عرفت أن جول وفيرا ذهبا إلى المستشفى واصطحابك إلى هنا ألم يخطر ببالك أن تطلبي مني هذا ؟
_ بصراحة لا .. لم يخطر ببالي .
قال بمرارة : لا ..! لقد مرت أسابيع هيلاري لم أسمع فيها كلمة منك وهذا ما أظهر لي بوضوح قيمتي في حياتك .
_ لم أعرف أنك تسعى إلى شيء آخر .http://www.liilas.com

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 06-08-08, 10:04 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نور المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم يكن هذا صحيح كلياً .. ولكنه يعطيه فرصة للتخلص من هذا الموقف بوقار .
_ يا إلهي بل تعرفين .. لا بد أنك عرفت ما هو شعوري نحوك .. ولو طلبت مني المجيء لجئت من آخر العالم وعدت بك إلى لندن .. وكنت سأبقى حتى لو كانت تلك الروايات الشنيعة في الصحف صحيحة .
افترضت أنه صادق .. ولكن الدراما في صوته كانت محرجة ..
فسمعت نفسها تقول بصوت واهن : لم أعرف .. خلتنا مجرد صديقين ألا يمكن أن نكون صديقين ؟
_ أريد منك ما هو أكثر من الصداقة هيلاري ..
وقف وهو يتكلم فأوقع ما تبقى من قهوته على سجادة فيرا فهبت هيلاري واقفة : أوه .. يا الله من الأفضل أن أجلب قماشاً ما .
فجأة بدت غرفة الجلوس التي تجلس فيها بمفردها مع ستانلي مكاناً غير جيد لتكون فيه فقالت لنفسها ليت جول وفيرا يأتيان .
قال بعنف : دعي السجادة اللعينة فيرا وسخة لن تلاحظ .
هذا إجحاف بحق مضيفته ارتدت هيلاري إلى الوراء خطوة فتقدم هو خطوة ليعقد ذراعيه حولها ويشدها إليه كانت أنفاسه حارة فأشاحت بوجهها .
قال بصوت أجش : لا تعامليني وكأنني غريب هيلاري حاولت الظهور بمظهر بارد لأنني ظننت أنك تريدين هذا .. لكن لا يمكن أن نستمر على هذا الحال .. أنت جميلة بل خلابة وأنا أريدك .. يجب أن أحصل عليك !
وراح يعانقها فشهقت : ستانلي حباً بالله !
لكنه بدا غافلاً في مكان ما من أفكارها تناهى إليها صوت جرس الباب فدعت لله أن يكون القادم الزوجين اتكنسون المدعوين الذين قالا أنهما قد يأتيان للسهر في وقت لاحق .. على شخص ما المجيء ليخلصها من هذا الكابوس .
سمعت وقع أقدام تقترب وصوت فيرا : من هنا .
فكرت لقد وصلت النجدة !
عندما انفتح الباب تركها ستانلي فجأة فتهاوت متعثرة ثم وقفت بجهد تحدق إلى الباب قال ستانلي : من أنت بحق الله ؟
_ اسمي جيلفورد .. والواضح أني أتطفل على شيء ما .. أنا آسف سأذهب .
_ لا ..
ظنت هيلاري أنها صرخت بالكلمة .. لكنها خرجت مخنوقة : لا .. لا تذهب .. أرجوك !
تصورت كيف يبدو منظرها .. فثيابها مشعثة وشعرها الذي عقصته في بداية السهرة كان منسدلاً حول عنقها .
قال ستانلي بصوت أجش : ما هذا بحق الله ؟ جيلفورد ؟ إنه اسم العائلة التي كانت تقيم معهم هيلاري في يوركشاير .. هل أنت واحد منهم ؟
تقدم بروس إلى الداخل يراقب ستانلي بثبات ويداه على خصره : أجل .
قال ستانلي ساخراً فهمت يا إلهي فهمت كثيراً ! لا غرابة أن تمتنعي عن إرسال أي رسالة وعن الاتصال .. لا غرابة أن أصبح فجأة شخصاً لا وجود له في حياتك .
ضحك بفظاظة ثم راح يراقب تصاعد الدم المفاجئ إلى وجه هيلاري .. أردف : يا إلهي ما أغباك ! حسناً ها هي يا صديقي هيلاري كوارثمان الجميلة .. لك وليتك تحصل منها على تعويضات أكثر من التي حصلت عليها من هذه اللعينة الباردة .
ضربه بروس فتهاوى إلى الخلف ووقع على أحد المقاعد ثم وضع يده على فكه ليتحقق من سلامته ونظر إلى بروس بعدم تصديق .
قال بروس بتوتر : لا تكن هنا عندما أعود .
وأخذ هيلاري من ذراعها يجرها دون احترام إلى خارج الغرفة .. قال أين يمكن أن نتحدث .
كان المنزل كبيراً فيه غرف كثيرة وأية غرفة منها صالحة لينفردا فيها لكنها لم تستطع سوى أن تنظر إليه كالبكماء ..
قال : يا إلهي ,
فتح أقرب الأبواب ودفعها إلى الداخل ثم قدم لها كرسياً مرتفع الظهر فجلست إليه .
_ هذا هو ستانلي ؟
هزت رأسها .
_ حين دخلت كنت تقاومينه .. أو تحاولين مقاومته فماذا عن هذا وعن ملاحظته السافلة الأخيرة .. هل أفهم أنك لا تعيشين معه ؟
استعادت رباط جأشها : وهل هذا مهم كثيراً .. انظري إلي هيلاري .
كانت تنظر إلى يديها المنقبضتين فرفعت عينيها إلى وجهه .
قالت ببطء : كيف عرفت أين أنا ؟
_ لم أعرف .. لكن المستشفى أكد لي أنك رحلت إلى لندن مع جول غاميل فعندما لم أجدك في الشقة قررت أن أزوره لأسأله عنك .
للحظات كان ينظر إليها ولا يصدق .. ثم أضاف بصوت قلق : هل أخفتك إلى هذه الدرجة هيلاري ؟ لقد جئت إلى هنا لأعقد صلحاً معك إذا كان ذلك ممكناً .. هل أقول أنني تفاجأت بالسيدة غاميل .. وأترك الأمر عند هذا الحد ؟
_ كما قلت من قبل وهل هذا مهم ؟ طالما أسأت الظن بي وإن شئت صدق ما تريد عني .. وعن جول .
قال : إساءة الظن بك عادة اكتسبتها .. في الباغية كانت سهلة .. لأنني كنت شاباً غبياً متعجرفاً كرهت كل من يريد أن يحل محل أمي .. لكن لا أحد قادر على أن يكره أوليفيا طويلاً ومع الوقت تعودت عليها أما أنت فكنت أمراً مختلفاً لأنك كرهتني أيضاً وكان ذلك تحدياً لي بطريقة ما .. ثم عدت يوماً ووجدتك مختلفة عن تلك الطفلة القذرة ..كنت على وشك أن تصبحي امرأة وكم بدوت جميلة كنت عند فجر ذلك الجمال لذا اشتريت لك الاسطوانة في يوم مولدك حاولت أن أقنع نفسي أني سأكون سعيداً بالحصول على أختين جميلتين ولكنني لم أنجح ومع الوقت اضطررت للتوافق مع الحقيقة حقيقة عدم رغبتي في أن أكون أخاك فلم أرد أن تكوني أي نوع من الأخت لي .
قالت ببرود ووضوح : لكنك أردتني وأظنك أثبت هذا بدون مجال للريبة وتهجمت علي ..
انتفض فأذهلتها انتفاضته : صحيح وليسامحني الله لا أتوقع تسامحيني لقد ارتكبت أغلاطاً كثيرة بتعاملي معك .
توقف هنيهة ثم قال : كان علي الاعتراف أنك طاهرة بريئة غير قادرة على إقامة علاقة مع أي رجل ولكنني تعاميت عما كان واضحاً ورحت أسيء الظن بك حين سمحت لنفسي أن أعيد التفكير أدركت أن ما من أحد يملك الخبرة التي افترضت يفر مذعوراً هكذا أمام الوحشية التي أظهرتها .
صمت قليلا ً ثم أضاف : عدت لأراك لمحاولة إجلاء كل شيء لأرى إن كان بالإمكان إصلاح الأمور بيننا لكنني لم أجدك فقد رحلت .
قالت من بين شفتين جافتين : وبالتأكيد لم تستطع أن تلحق بي .
قال بوجه متجهم : كان يمكن هذا لولا جولة المبيعات الأوربية التي التزمت بها طالما اتخذت منهجاً في حياتي وهو عدم ترك حياتي الخاصة تقف في طريق عملي والحقيقة أن الأمور لم تكن على ما يرام في الشركة وكان هوود يعمل لاهثاً في أمريكا لكنني وعدت نفسي بالبحث عنك بعد انتهاء جولتي .
_ لكنك لم تبحث عني .

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, dark summer dawn, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, ساره كرافن, sara craven, وشم الجمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية