كاتب الموضوع :
نور
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم يكن هذا صحيح كلياً .. ولكنه يعطيه فرصة للتخلص من هذا الموقف بوقار .
_ يا إلهي بل تعرفين .. لا بد أنك عرفت ما هو شعوري نحوك .. ولو طلبت مني المجيء لجئت من آخر العالم وعدت بك إلى لندن .. وكنت سأبقى حتى لو كانت تلك الروايات الشنيعة في الصحف صحيحة .
افترضت أنه صادق .. ولكن الدراما في صوته كانت محرجة ..
فسمعت نفسها تقول بصوت واهن : لم أعرف .. خلتنا مجرد صديقين ألا يمكن أن نكون صديقين ؟
_ أريد منك ما هو أكثر من الصداقة هيلاري ..
وقف وهو يتكلم فأوقع ما تبقى من قهوته على سجادة فيرا فهبت هيلاري واقفة : أوه .. يا الله من الأفضل أن أجلب قماشاً ما .
فجأة بدت غرفة الجلوس التي تجلس فيها بمفردها مع ستانلي مكاناً غير جيد لتكون فيه فقالت لنفسها ليت جول وفيرا يأتيان .
قال بعنف : دعي السجادة اللعينة فيرا وسخة لن تلاحظ .
هذا إجحاف بحق مضيفته ارتدت هيلاري إلى الوراء خطوة فتقدم هو خطوة ليعقد ذراعيه حولها ويشدها إليه كانت أنفاسه حارة فأشاحت بوجهها .
قال بصوت أجش : لا تعامليني وكأنني غريب هيلاري حاولت الظهور بمظهر بارد لأنني ظننت أنك تريدين هذا .. لكن لا يمكن أن نستمر على هذا الحال .. أنت جميلة بل خلابة وأنا أريدك .. يجب أن أحصل عليك !
وراح يعانقها فشهقت : ستانلي حباً بالله !
لكنه بدا غافلاً في مكان ما من أفكارها تناهى إليها صوت جرس الباب فدعت لله أن يكون القادم الزوجين اتكنسون المدعوين الذين قالا أنهما قد يأتيان للسهر في وقت لاحق .. على شخص ما المجيء ليخلصها من هذا الكابوس .
سمعت وقع أقدام تقترب وصوت فيرا : من هنا .
فكرت لقد وصلت النجدة !
عندما انفتح الباب تركها ستانلي فجأة فتهاوت متعثرة ثم وقفت بجهد تحدق إلى الباب قال ستانلي : من أنت بحق الله ؟
_ اسمي جيلفورد .. والواضح أني أتطفل على شيء ما .. أنا آسف سأذهب .
_ لا ..
ظنت هيلاري أنها صرخت بالكلمة .. لكنها خرجت مخنوقة : لا .. لا تذهب .. أرجوك !
تصورت كيف يبدو منظرها .. فثيابها مشعثة وشعرها الذي عقصته في بداية السهرة كان منسدلاً حول عنقها .
قال ستانلي بصوت أجش : ما هذا بحق الله ؟ جيلفورد ؟ إنه اسم العائلة التي كانت تقيم معهم هيلاري في يوركشاير .. هل أنت واحد منهم ؟
تقدم بروس إلى الداخل يراقب ستانلي بثبات ويداه على خصره : أجل .
قال ستانلي ساخراً فهمت يا إلهي فهمت كثيراً ! لا غرابة أن تمتنعي عن إرسال أي رسالة وعن الاتصال .. لا غرابة أن أصبح فجأة شخصاً لا وجود له في حياتك .
ضحك بفظاظة ثم راح يراقب تصاعد الدم المفاجئ إلى وجه هيلاري .. أردف : يا إلهي ما أغباك ! حسناً ها هي يا صديقي هيلاري كوارثمان الجميلة .. لك وليتك تحصل منها على تعويضات أكثر من التي حصلت عليها من هذه اللعينة الباردة .
ضربه بروس فتهاوى إلى الخلف ووقع على أحد المقاعد ثم وضع يده على فكه ليتحقق من سلامته ونظر إلى بروس بعدم تصديق .
قال بروس بتوتر : لا تكن هنا عندما أعود .
وأخذ هيلاري من ذراعها يجرها دون احترام إلى خارج الغرفة .. قال أين يمكن أن نتحدث .
كان المنزل كبيراً فيه غرف كثيرة وأية غرفة منها صالحة لينفردا فيها لكنها لم تستطع سوى أن تنظر إليه كالبكماء ..
قال : يا إلهي ,
فتح أقرب الأبواب ودفعها إلى الداخل ثم قدم لها كرسياً مرتفع الظهر فجلست إليه .
_ هذا هو ستانلي ؟
هزت رأسها .
_ حين دخلت كنت تقاومينه .. أو تحاولين مقاومته فماذا عن هذا وعن ملاحظته السافلة الأخيرة .. هل أفهم أنك لا تعيشين معه ؟
استعادت رباط جأشها : وهل هذا مهم كثيراً .. انظري إلي هيلاري .
كانت تنظر إلى يديها المنقبضتين فرفعت عينيها إلى وجهه .
قالت ببطء : كيف عرفت أين أنا ؟
_ لم أعرف .. لكن المستشفى أكد لي أنك رحلت إلى لندن مع جول غاميل فعندما لم أجدك في الشقة قررت أن أزوره لأسأله عنك .
للحظات كان ينظر إليها ولا يصدق .. ثم أضاف بصوت قلق : هل أخفتك إلى هذه الدرجة هيلاري ؟ لقد جئت إلى هنا لأعقد صلحاً معك إذا كان ذلك ممكناً .. هل أقول أنني تفاجأت بالسيدة غاميل .. وأترك الأمر عند هذا الحد ؟
_ كما قلت من قبل وهل هذا مهم ؟ طالما أسأت الظن بي وإن شئت صدق ما تريد عني .. وعن جول .
قال : إساءة الظن بك عادة اكتسبتها .. في الباغية كانت سهلة .. لأنني كنت شاباً غبياً متعجرفاً كرهت كل من يريد أن يحل محل أمي .. لكن لا أحد قادر على أن يكره أوليفيا طويلاً ومع الوقت تعودت عليها أما أنت فكنت أمراً مختلفاً لأنك كرهتني أيضاً وكان ذلك تحدياً لي بطريقة ما .. ثم عدت يوماً ووجدتك مختلفة عن تلك الطفلة القذرة ..كنت على وشك أن تصبحي امرأة وكم بدوت جميلة كنت عند فجر ذلك الجمال لذا اشتريت لك الاسطوانة في يوم مولدك حاولت أن أقنع نفسي أني سأكون سعيداً بالحصول على أختين جميلتين ولكنني لم أنجح ومع الوقت اضطررت للتوافق مع الحقيقة حقيقة عدم رغبتي في أن أكون أخاك فلم أرد أن تكوني أي نوع من الأخت لي .
قالت ببرود ووضوح : لكنك أردتني وأظنك أثبت هذا بدون مجال للريبة وتهجمت علي ..
انتفض فأذهلتها انتفاضته : صحيح وليسامحني الله لا أتوقع تسامحيني لقد ارتكبت أغلاطاً كثيرة بتعاملي معك .
توقف هنيهة ثم قال : كان علي الاعتراف أنك طاهرة بريئة غير قادرة على إقامة علاقة مع أي رجل ولكنني تعاميت عما كان واضحاً ورحت أسيء الظن بك حين سمحت لنفسي أن أعيد التفكير أدركت أن ما من أحد يملك الخبرة التي افترضت يفر مذعوراً هكذا أمام الوحشية التي أظهرتها .
صمت قليلا ً ثم أضاف : عدت لأراك لمحاولة إجلاء كل شيء لأرى إن كان بالإمكان إصلاح الأمور بيننا لكنني لم أجدك فقد رحلت .
قالت من بين شفتين جافتين : وبالتأكيد لم تستطع أن تلحق بي .
قال بوجه متجهم : كان يمكن هذا لولا جولة المبيعات الأوربية التي التزمت بها طالما اتخذت منهجاً في حياتي وهو عدم ترك حياتي الخاصة تقف في طريق عملي والحقيقة أن الأمور لم تكن على ما يرام في الشركة وكان هوود يعمل لاهثاً في أمريكا لكنني وعدت نفسي بالبحث عنك بعد انتهاء جولتي .
_ لكنك لم تبحث عني .
|