كاتب الموضوع :
نور
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رشفت عصير الطماطم وحاولت تجاهل نظرات الفضول الموجهة إليها فقد أوشك الزبائن على التعرف إليها لكن لم تكن كل النظرات موجهة إليها فمعظم النساء كن ينظرن إلى بروس بإعجاب ظاهر ..ساحر حين يختار أن يظهر سحره
وهاهي النادلة الشابة واقعة تحت تأثير سحره لكن لم يرمها سوء حظها حتى الآن لترى حقيقته .. وليس لديها فكرة عما يخبئه تحت مظهره البراق المخادع سمعت هوود يوماً يقول لزميله بالعمل : بروس صديق وفي ولكنه عدو لدود أيضاً . حسناً هي خير من تعرف مدى سوء خلقه فقد كاد يحطمها .
قال لعلي لم أقاطع حديثاً مهماً عندما كنت في الشقة ؟
فتورد وجهها قليلاً : ليس بشكل خاص لقد قلنا ما نحن بحاجة لقوله قبل عودتك .
سألها : كان رجلاً ؟ ردت : أجل . قال : ذلك الرجل .. ؟ قالت : واحد منهم !
وكانت كذبة قد ترتد عليها .
_ لا تمنحين حظوتك على ما يبدو إلى شخص معين بشكل حصري ؟
أحست بالازدراء في لهجته .. لكن لماذا تهتم ؟ إنها لا تريده ولا تريد أن يحسن رأيه بها .؟
_ لا يتوقع أحد مني هذا … هل من غرض ما وراء هذا الاستجواب ؟
نظر إليها بقسوة : بالتأكيد أريد أن أشير إلى أن شقيقتي تمكنت خلال غيبتك من تحقيق الاستقرار في حياتها ولا أريد أن يكدر هذا شيء .
تسمرت هيلاري .. فقالت ببرود : لا أظن أن لي هذا القدر من التأثير في لورنا .
_ أظن أنك تقللين من قدر نفسك .
_ في هذه الحالة يذهلني أنك ضغطت علي لأعود معك .. كان يجب أن تبذل ما في وسعك لأبتعد للأبد إلى الأبد .
_ لو كان الأمر متروكاً لي وحدي لفعلت ذلك صدقيني هيلاري آخر ما أريده هو أن تعودي إلى حياتها .. إلى حياة أي من .. و أنا أعرف أنك تكرهين عودتك إلينا بمقدار ما نكره .
لم تحاول إخفاء السخرية من ردها : شكراً لك …..
_لقد بذلت جهداً كبيراً لأثني لورنا عن مراسلتك لكنها حين أشركت هوود في الأمر وقالت له أنها تحتاج إليك ولا تستطيع تدبير أمورها بدونك وجدت أن لا مجال لدي للمعارضة .
_ هذا غير عادي بالنسبة لك وأنت على حق لقد تجنبت الاتصال بك وتجنبت رؤيتك أو التكلم معك مرة أخرى لكنني ما كنت لأفسد علاقتي بأحد لو كنت مكانك بل سأفعل ما تطلبه لورنا ثم أعود إلى حياتي الخاصة .
_ طمأنني قولك هذا ولكن ماذا عن هوود هزت كتفيها : سأفكر بقصة ما ترضيه .. لا شك أنه كثيراً ما تساءل عن سبب ابتعادي كل هذه المدة فهل لي أن أعرف ما الذي قلت له هذا إذا قلت شيئاً .
_ أقل قدر ممكن ولكنه لم يكن شيئاً قريب من الحقيقة وهل تتصورين أني قادر على ذلك ؟ فضلت أن يبقى له بعض الوهم في نفس هوود عنا .. هل من شيء آخر تريدين معرفته .
_ لا شيء . لكن قلبها كان يخفق فالطريقة التي تكلم بها لا تبين لم يراهما أنهما افترقا بعنف ومرارة .. وكانت مسرورة لوصول الساقية التي حملت إليهما الحساء وسلة خبز … ولولا وجود الرجل المعادي الذي يجلس إلى جنبها
والمشاكل التي تنتظرها في يوركشاير لاستمتعت بالوجبة .
بعد صمت قصير قالت : أما تزال السيدة ستارلت تعد السلطة المطلقة في ستونكليف ؟
قدم لها طبق السندويشات ورد :إذا أحببت وصف الأمر هكذا .. لم تحبيها قط .. أليس كذلك هيلاري ؟
_ ليس كثيراً .. لكنها طالما أوضحت أن لا وقت لديها لي أو لأمي .
تقلص وجه بروس لحظات ثم قال : يجب أن تتذكري أنها مع عائلتي منذ زمن بعيد …
_من غير المحتمل أن تسمحوا لي بالنسيان .
بالعودة إلى الماضي تذكرت كم واجهت أوليفيا صعوبات في الأشهر الأولى على توليها شؤون المنزل كونها سيدة ستونكليف .. في البداية واجهت صعوبة في القبول بالتغيير وزاد من توترها السيدة ستارلت المعتادة على الاعتراض على أي اقتراح إذ كانت تقول بصوت وقح : كانت سيدة البيت تحب هذا بهذه الطريقة . .. لكن تدريجياً تعلمت الثقة بنفسها وبما أن هوود دعمها استولت بهدوء وحزم على زمام الأمور من السيدة ستارلت التي اضطرت إلى التراجع متذمرة .. لكن هيلاري بحساسيتها المفرطة أدركت أن السيدة ستارلت لن تتسامح أو تنسى بأن يحل مكانها كسيدة فعلية للمنزل . امرأة تعتبرها دخيلة .. عانت هيلاري في طفولتها بطرق كثيرة لكنها لم تكن الوحيدة فلم تكن السيدة ستارلت تهتم بلورنا أيضاً كانت تعتبر كالأطفال عوائق أمام إدارة المنزل فلورنا في مراهقتها تعرضت لنوبات اضطراب وصلت أحياناً لحد الهستيريا وتعتقد هيلاري أن ذلك عائد إلى قيام السيدة ستارلت بإجبار الطفلة على النوم في الظلام وهذا ما عرفته منذ وطئت قدماها ذاك المنزل كان الإقناع بالحسنى هو أنجح وسيلة معها لكن ما إن يحاول أحدهم فرض أي نوع من التسلط عليها حتى يأتي رد فعلها شديداً . وتتذكر هيلاري أن الشخص الوحيد الذي كانت لورنا تخاف منه هو بروس الذي طالما قلق عليها من تصرفها المتهور والذي كان مستعداً لتقديم التنازلات من أجلها في أكثر المناسبات .
إن عودة هيلاري إلى ستونكليف هي إحدى المناسبات تلك خاصة إذا أظهرت لورنا ميلاً للعودة للهستيريا وهذا سلاح لم تتردد قط في استخدامه .
تنهدت متسائلة عما إذا عرف تشارلي ايزيربلورد ما هو قادم … أم اكتشف تركيبة سحرية للسيطرة على لورنا الحب يجترح المعجزات … لكن ….
أحست فجأة أن بروس يتفرس فيها عاقداً حاجبيه في عبوس واضح . قالت : آسفة أقلت شيئاً كنت أفكر .
قال بصوت جاف : بل كنت ضائعة في أفكارك التي لم تكن لطيفة على ما يبدو .. سألتك إن كنت ترغبين في القهوة .
قضمت آخر قضمة في السندويش : أجل أرغب بالقهوة .. كانت الوجبة لذيذة ما أجمل هذا المكان وما أجمل القرية فهي تبدو مثيرة للاهتمام … ما أروع الإقامة فيها !
قال ببرود : أستطيع القول إن من الممكن تدبير أمر هذا .. فلا سياحة في هذا الفصل هنا .. ولا شك أن لديهم غرفاً شاغرة .
لما تلاقت عيونهما اتسعت عيناها بعدم تصديق صريح وغزا الدم وجنتيها
وقالت بصوت مرتعش : كنت أتحدث بشكل عفوي ولم أقصد بقولي أن أطلق لك دعوة .. ربما كان يجب أن أوضح لك هذا .
نظر إليها ساخراً : ربما … قد تكونين امرأة متحررة هيلاري .. ولكنك ما زلت مرغوبة وجميلة .. ولقد قلت في وقت سابق أن لا حق حصري لأحد عليك .. فهل تلومينني حقاً إن جربت ؟
كاد الغضب يهدد بخنقها ولكنها أجبرت نفسها على القول بهدوء : ألومك .. لا .. بل أحتقرك أجل والآن هل لنا أن نغير الموضوع أجد هذا الموضوع مقرفاً .
قال ساخراً هذا ما تقوله عادة العذارى المحتشمات لكننا نعرف أن هذا بعيد عن الحقيقة أليس كذلك يا هيلاري ؟
اشتدت قبضتاها بقوة وبدأ صدرها يعلو ويهبط ثم قالت متوترة : هل تذهب الآن أرجوك .. لا أرغب في القهوة .
_ كما ترغبين . أشار للساقية لتحمل إليه الفاتورة فاعتذرت هيلاري وتوجهت إلى الحمام حيث وقفت طويلاً وأصابعها تقبض على حافة المغسلة وعيناها تنظران إلى صورتها في المرآة .. ما جنته على نفسها بالموافقة على العودة لا بد أنها فقدت رشدها عندما وافقت . غسلت وجهها وسحبت نفساً عميقاً لتستعيد سيطرتها على نفسها إنها تكرهه تقرف منه فلماذا عندما ينظر إليها وإلى قدها تشعر بتحرك شيء في أعماقها ؟
|