كاتب الموضوع :
صمـــ الجروح ـت
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
المهم أخذت أغراضها ومشيت وأزعجني جوالها اللي كل شوي يدق
وبعض الأتصالات كانت من بعض الزميلات اللي يبغون أحد يرد يطمنهم
ساعتين ورجعت أداوم لأن عندي دوامين لفتره معينه وأخذت أغراض البنت معي منتدى ليلاس الثقافي
عشان أشوف لي طريقه أوصلهم لها خاصة أني ما أعرف بيتهم وين ؟؟...
كنت واقفه أكلم العامله زوجة الحارس بالفتره الثانيه واللي تسألني عن اللي صار
و لمحت وحده تشبه (زمزم) فقلت يمكن أختها جايه تسأل عني عشان الأغراض...
ناديتها وكانت بالفعل أختها سألتها عنها طمنتني وقالت أنهم خيطوه
ويومين ثلاثه و يطلعونها.....
في اليوم التالي كان الجميع يتحدث و يتسائل عما حدث وبكل قسم تسمع تفاصيل مختلفه
و أنا عشان دوامين كنت أسمع الصبح شي و العصر شي وبرغم أن (رهف) داومت اليوم الثاني
تحت إلحاح الزميلات إلا أني ما حد تجرأ و سألها عن اللي صار لأن كل ما ذكرنا (زمزم)
خنقتها العبره و دمعت عيونها.....أتصلت على بيت زمزم أسأل أختها عنها فقالت:
بأنه تم تركيبه ولكن الطبيب قال لهم [ أنه خلال أسبوع إذا لم يلتئم سيقومون ببتره ]
وأوصتنا بالدعاء لها...أيام شعرت بأنها بطيئه ثقيله علي والأكيد أنها أبطأ وأثقل على
(زمزم) المسكينه و التي كمن ينتظر حكما....
من زاروها من الزميلات قالوا بأن حالتها يرثى لها فهي تهذي وتئن
ولا تشعر بمن حولها من الألم والوجع و كف يدها متورم و مزرق....
بفارغ الصبر أنتظرنا ذاك اليوم فقيل لنا بأن الطبيب قال:
يحتاج إلى شهر ليلتأم لأن أحدهن وضعت مادة الكروفيل(لونها أحمر)
لتوقف الدم مما جعل الدم يتجمد عند مكان الجرح [ فأنتبه في حالات مثل هذه لا تضع هذه الماده ]
بعد 3 شهور من المراجعات والعلاج الطبيعي عادت إلينا زمزم من جديد بنفس الأبتسامه الدائمه
ولكن بأصبع مشوه وأقصر والظفر معالمه غير واضحه...
ذات يوم وقفت أنظرإلى زمزم ورهف وهما تستخدمان لأول مره المنشار ذاته
بعد ما حدث ولن تتوقعوا زمزم كانت تقف ممسكة بالخشبه بشجاعه تظهرها أمامنا
برغم خوفها من الداخل ورهف تقف خلفها على بعد مسافة...
الآن زمزم تعمل لوحدها <خاصة بعد أن تركت رهف العمل ليس خوفا بل لأسباب أخرى>
ولكن للأسف ليس مثل السابق..
(((حتى لحظة كتابتي للجزء السابق لم أعرف التفاصيل المهمه من الحادثة...
وبعد يومين من كتابتي الجزء السابق ))
جائتنا زمزم وقد جرحت أصبع يدها اليسرى جرحا بسيطا
بذات المنشاروهي غير مباليه حتى بتطهير الجرح وعندما وجهنا اللوم لهــا
قالت وإبتسامه على وجهها الأصفر من الخرعه: (الحمدلله جرح في اللحم ولا في العظم)
فضحكنا عليها و صرحت بأن هذا حدث بسبب أن لوح الخشب كبير وثقيل عليها وهي لوحدها
وقد طلبت أكثر من مره إحضار من تساعدها و لكن الأداره قالوا بأنه لا يوجد عمل كثير
ليحضروا مساعده لها...جلست حتى هدأت أعصابها وقامت تكمل عملها برغم
أننا أشرنا عليها بأن تتوقف عن العمل وتصر على إحضار إخرى خاصه بعد هذا الجرح..
المهم ذهبت إليها وسألتها ألم تشعري بالخوف عندما جرحت قبل قليل؟؟؟
قالت: لحظة أن أحسست بالجرح خفت أن أفتح عيني فأرى يدي بإصبع مقطوع
ولكن عندما رأيته في مكانه فرحت كثيرا برغم الجرح و خروج الدم....
فالمهم وجوده والجرح سيلتئم ...هنا أنتهزت الفرصة وسألتها عما فعلته يوم الحادث؟وكيف؟
فقالت [[ سبحان الله.. كل يوم أنا ورهف نضع طبقة واحده لنغطي وجوهنا ولكن ذلك اليوم
لا أدري ما لذي جعلنا نضع طبقتين <فقد كانتا مصرتين على التغطي برغم خطورة الوضع
عند تطبيق إحدهن و قصها بالمنشار>... شرح لنا وطبق أمامنا وطلب مني التطبيق
وو ضعت الخشبه على الطاولة وشغلت الألة <<وللعلم المنشار ليس الذي يمسك باليد
بل الذي يستخدم في الورش على شكل عجله مسننه مثبته على الطاوله تدور عند تشغيلها>>
وقربت الخشبه لأقطعها ولكن علق غطائي فرفعت يدي اليمنى لأخلص الغطاء
و برغم أن المسافة لم تكن قريبه جدا من العجلة إلا أني سحبت غطائي ودون إنتباه
بقرب يدي منها قطعت إصبعي تماما بشكل مائل وأبعدت يدي والدماء تنهمر لأمدها للمدرب
الواقف أمامي والذي كان يصرخ لينبهني وبدون شعور منه مد يده ليمسك يدي ولكني قبل أن يفعل ذلك
سحبتها وجريت نحو رهف و سحبتني لنخرج من المكان وبفزع أخبرت من رأينا من الموظفات ثواني
وكان عدد منهن حولي ووضعت إحدهن تلك الماده لتوقف النزف وأنا لم أبكي أوأصرخ
لأني لم أكن أصدق ما يجري حولي وما أراه بعيني فقط أشعر بالألم بعد ذلك أسرعوا بي للمستشفى..
أفقت بعد ساعات ويدي ملفوفة و أختي بقربي وأنا أشعر بألم بسيط وبعد ساعه بدأت رحلتي مع الألم]]
{ سألتها لماذا لم تتركي هذه المهنه بعد ما حدث..؟؟.}
[[ أنا الآن لا أشعر بالخوف من المنشار ولو تركتها فماذا أعمل
والفرصه الوحيده اللتي أتيحت لي من قبل الجمعيه هي تعلم هذه المهنه
و تعلمتها ولا أعرف مهنة سواها..]]
((ملاحظه))
1_ هناك أشياء نسيت أن أذكرها أولها وأهمها أن بواسطات مديرتنا سجل في التقرير
أن أصبع زمزم قطع بسبب أغلاق الباب عليه دون قصد...
2_ تنازلت زمزم عن حقها (لأن ليس لديها من يشتكي ويطالب بحقها) و (لأنهم وعدوها
بتعويض و أشياء أخرى) طبعا لم تستلم منهم سوى راتب شهر وبقائها في عملها
والبقيه وعود كاذبه لم تنفذ ولن تنفذ....
3_ أكبر شي جعل زمزم تصبر ولا تفقد أبتسامتها هو إيمانها القوي ثم إحدى الصديقات
والتي تعرضت لحادث أثناء ذهابها لعملها وبقيت لشهور مستلقيه على ظهرها عاجزه
عن الجلوس وهي الآن قد تعجز عن العوده لعملها.....مقارنة بها زمزم أفضل حالا منها
4_ {{{ أنا }}} بعد هذه الحادثه كلما نظرت إلى أصابعي وتحسستها أشكر الله على هذه النعمه
ويقولون ((مصائب قوم عند قوم فوائد )).....
**تحياتي لكم وأشكركم عالمتابعه**
صمــــ الجروح ـــت
|