كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجـــزء 56 ..
(2)
---------------
صبــاح موسكو..
طلعت من الحمام بعد شاور صباحي غسلها لساعة كاملة..بخيار كان هو المتوفر قدامها بعد ليلة سابقة بأحداث استهلكتها..ورجّعتها للفيلا ما تشوف طريقها..،.. نامت بتشتت ..وصحت بنفس التشتت..تحاول تستوعب اللي صار بكل حذافيره من إلى....
الأمـس....اللي كان.. (عاصفة) عاشتها بحضور محمد اللي كان كلامه ووجوده ثقيل مثل عاداته .. مثل العواصف اللي تثور بالليالي...عاصفة الأمس ثارت وطيّرتها... ومع بزوغ الصبح هدت داخل نفسها الحين..لكن خرابها لازالت آثاره باقية بـ روحها..رح تحتاج ساعات عالأقل..على بال ما تمحي هالخراب..وتعيد ترتيب هالفوضى..،
لبست بلوفر صوفي مسكر من قدام يوصل لركبها بأكمام طويلة فضفااضة تخفي تقاسيم جسمها..بدون شي على سيقانها سوى جوارب صوفية رمادية تدفي أطرافها السفلية ..وشعرها المبلل بعنف نازله خصله على كتوفها بنعومته الطبيعية...
توجّهت لنافذتها وهي ضامه يديها لصدرها من برد الغرفة لعلها تلقى الشمس اللي مضى على شروقها حول النص ساعة....الشمس تطل بين الشجر والدنيا هادية مع صوت عصافير ما خرّب هالهدوء...تتأمل بعيون ذابلة الطبيعة قدامها... تحاول تمتص هالهدوء لداخلها بعد ما جرّها وليـد لفوهة البركان..! .. جذبها بنفسه لتيار عنيف يدري انها مارح تقدر تصمد فيه بدون يد تسندها.. حطها بمعركة تدري انها كسبتها قدام محمد..!.... وكسرتـه !.. ردت على فعلته فيها.. بـ جواب فعلــي قضى على البقايا بينهم..هذا لو كان فيه بينهم شي أساساً..!
حست بـ قشعريرة باردة وغريبة تسلك ظهرها وذراعينها..ضمت ذراعينها بيديها وهي تتذكر كل تفصيل وكل لمسة... أشياء ما ودها تفكر فيها !!.. كيف صار اللي صار...كيف كانت مستسلمة كل ذاك الاستسلام لـ وليد ..كيف بلحظة ..غابت معه بدون قرار..بـدون ارادة..وبرغبة نسيان معــه..!
رفعت يدها المدسوسة بكُم طويل لفمها تغطيه وتغطي المنطقة اللي حوله ، بالذات اللي لمسها..!.. شعورها فيــه بذيك اللحظة... شعورها بلمسته الرقيقة..والمخيفة .. طريقته معها !.. ما تقدر تعطيها وصف .. ما قد عاشته ما تعرف وش تسميها ..،،، ضغطت بقبضتها على فمها وهي تحاول تمنع دمعة ما تدري وش سببها.. هالوهن اللي بقلبها يزيد...يا رب... ليش ماني قادره أستقر بـ شعور..!
هبطت عيونها للكوخ القابع بالأسفل واللي تطل عليه نافذتها .. تتأمل الهدوء الخارجي له وبابه الخشبي المغلق.. وكأنها تتهيأ خروجه بأي لحظة........ قلبها يرجف من اللي صار أمس بكل تفاصيله.. ماهي مستوعبة كيف انتهى..! ،
هي ما تستغرب مساعدة وليد لها...لأنه من البداية..ومن شهرين من أول حضورهم هنا وهو أعلن لها انه رح يساعدها بطريقته...لكن الشي اللي دايم يخوفها ويربكها ..إنها ما تقدر تتوقع تصرفاته...وطريقته هذي تتغير من يوم لـ يوم.. كل يوم له طريقة وأسلوب ..وأسلوبه معها أمس وقدام محمد...بقد ما رد لها شي من عزة نفسها... بقد ما أرعبها ونثر خدر للحين تحس فيه..،
تتذكر كيف اختفى محمد بلحظة بعد ما كان قريب منها ومتشبّث برغبة الكلام معها واشعال الفتيل بينهم..،
بذيك اللحظة ..
وعقب ما تراجعت عن تركي ووجهها مخطوف ماهي عارفه هي بكامل وعيها الكامل أو فاقده إرادة الاختيار ..
تركي ابتسم ..ابتسامة وهو بذاك القرب كانت لها معنى.. ومع ذيك الوضعية كانت الابتسامة حميمـــة بنظرها.. لدرجة ما عرفت تصالي شعورها المرير بمحمد ، ولا شعورها الراجف بسبب جرأة اللي قدامها واللي ما يعرف لشي اسمه تدرج تصرفاته من العيار الثقيل..
وبهمس لها : خلك قريبة..لا تبعدين.. عيونك بعيوني..
هي فعلاً فقدت إرادة الاختيار بذيك اللحظة لأنها كانت مسيّرة معه.. ورغم نقص الأكسجين بصدرها بسبب قوة الموقف من الطرفين..كانت لا تزال تطالع فيه مثل ما يقول..
همس بعد ثواني وهو يقترب لدرجة أنفه كاد يلامس أنفها : ولد عمك عنيد.. لازال واقف.!
سحر وريقها تحول لـحصى : ولـ.يد ..
تركي بعفوية عبــث : الظاهر لازم نزيد الجرعة..
كانت بتقول له لا..!
مارح تقدر تتحمل تمثيلية من هالنوع...هي ممثلة فاشلة دامه يعتبر نفسه ممثل بارع باختلاق الأدوار..
وقبل ياخذ كلامه بجدية ..تراجع عنها تارك مسافة بينهم تسمح لها تتنفس.. رفعت راسها يوم حست ان ابتعاده يعني ان محمد اختفى ..،
جاوب على عيونها : لو تلفين وتطالعينه..بتلقينه مقفي..
التفتت بعفوية واعصابها على وشك تتلف ..وما شافته كان قد اختفى..
راقبت المنظر قدامها مع الكوخ الصامت واللي يدل إن صاحبه ما صحى لحد الحين... رن جوالها فوق السرير.. قامت من مكانها وتحركت لهناك...شافت (ماما) ... تتصل عليها..،..جمعت صوتها وهي ترجع للنافذة ... وحافظت على طبيعية صوتها : هلا..
أم خالد : صباح الخير..
سحر : صباح النور..هلا ماما..
أم خالد بضيق : وينك هاليومين؟...يا إما اتصل على جوالك مغلق.. واذا دقيت على الفيلا ترد صوفيا وتقول نايمة..أمس اتصلت على الفيلا وقالت انك طالعه.. قلت مافيه الا اكلمك الصبح..
ابتسمت بتوتر وهي تمسح على شعرها المبلل فوق رقبتها بكمها الطويل : موجودة..مافيني الا العافية ..
أم خالد : وش أخبارك؟
سحر : الحمدلله.. انتوا وش أخباركم؟... وش أخبار بيان..وحشتني كثير ..!
أم خالد : أخبارنا كلها زينة...وبيان على إنها متغيرة هالفترة مع وضعها الجديد..إلا إنها فاقدتك وكل يوم تسألني متى بترجع سحر..
ابتسمت بعطف وعيونها تلمع.. ذكر طاريها ألحين يحيي الشوق اللي نام بقلبها فترة..
أم خالد : وش صاير هاليومين معك؟
سحر ما فهمت : هاه ؟
أم خالد : دقيت أسأل وأفهم الأخبار الجديدة اللي قالي عنها أبوك..!
سحر ارتبكت ملامحها وهي تتوقع : أي أخبار؟
أم خالد : أخبار المعرس الجديد !
بهت لونها وما تدري ليش حسّت بحمرررة بملامحها : أي معرس؟
أم خالد بنبرة استجوابية : علميني وش قصة اللي متقدم لك؟.. أبوك متصل علي وقايل لي ان فيه واحد متقدم لك وخطبك منه...وانك موافقة عليه..
سحر تبعثرت الحروف بـ لسانها... ماعرفت وش تقول توها تدري ان أبوها ناوي يوصّل الخبر لأمها بهالطريقة..
وبحذر : أبوي وش قال لك بالضبط ؟
أم خالد : كلمني.. وقال لي ان فيه واحد بموسكو.. تقدم لك وخطبك منه..وانك شايفته..وموافقة عليه..وأبوك موافق عليه وكأنه لمح لي إن فيه شي بيتــمّ قريب..
رمشت عشرين رمشة تبي توزن كلامها.. سكتت ثواني تحاول ترتب جملة ما تبي تحوس القصة..، كيف تقول لأمها القصة الأساسية ..وإنها ما تبي لكن أبوها قرر وما بعد قراره الصارم كلمة.... وغير كذا.. هي قررت تستفيد من هالقصة أكبر استفادة ..خصوصاً بعد جية محمد اللي ما جا إلا عشان يحيي نفس الجرح...جيته وشهوده على ارتباطها الجديد..مارح تخرب شي بكشف الحقيقة وهي اللي بتنهي كل شي بيدها وإرادتها وقت اللي يجي الوقت.. لكن ألحين..هالخطبة..سلاح بيدها وعرفت تأثيره زين.. على محمد البارح ! ،
أم خالد باهتمام : وش القصة يا سحر؟..أنا ممداني آخذ السالفة من ابوك كاملة يقول مشغول لراسه ..
جلست على طرف الكرسي وهي تشبك سيقانها ببعض..بتوتر خفي : هالكلام....صحيح..
أم خالد باهتمام : انتي موافقة؟
سحر : تقريباً.. موافقة..
أم خالد باستفسار عفوي : نعرفه يا سحر؟..أنا جا ببالي إنه واحد من معارفنا أيام حياتنا بروسيا.. دام ابوك يعرفه على قوله..
بلعت ريقها.. ومسحت على شعرها المبلل ورقبتها مرة ثانية : تقدرين تقولين...أبوي يعرفه..زين..
أم خالد بحسافة : دامك موافقة عالزواج...وراك رفضتي محسن ولد غالية صديقتي.. والله اني متحسفة عليه للحين !
غمضت عيونها تتنهّد ما تبي تتذكر ذيك الفترة : ماكان لي خاطر ذيك الفترة...وبعدين... ما أعرفه محسن هذا !
أم خالد : لا والله !... بلا خبال أقول..وخلي عنك الأفكار اللي مالها داعي..
سحر عضت شفتها بتوتر : وش قلت أنا !
أم خالد : محسن عن ألف رجال.. ما يحتاج تعرفينه عشان توافقين عليه.. الله يهديك بس.. ويعوضك باللي أحسن منه مية مرة... قولي آمين..
سحر همست بخفوت : آمين..
وسكتت ما تبي تقول كلمة تنحسب عليها.. ما كانت تقصد إنها لازم تعرف واحد قبل الزواج عشان تتزوجه..هي بس كانت تبي تسكر سالفة تقفلت بوقتها ..وما استغربت إن أمها فتحته..كونها رفضت ولد صديقتها وهي اللي وافقت عالارتباط فجأة ألحين..!
وباعتذار : بس ترا مو قصدي أفكار مالها داعي..أقصد إني ذيك الفترة ماكنت أفكر أبد..
أم خالد : طيب وين شفتيه؟.. نعرفه ؟ أبوك يقول إنه عاجبـك !
سحر ماعرفت وش تقول بعد كلمتها الأخيرة : .............
أمها تتابع كلامها : علميني منهو اللي غيّر رايك بهالسرعة بعد ما كنتي قافله عقلك وقلبك بمفتاح بخصوص هالموضوع...منهو هاللي عاجبك ؟
تورّد وجهها وهي للحين ما تدري وش نقل أبوها عنها بخصوص هالموضوع....(عاجبها) .. هالآدمي عاجبني؟!!.. بابا ليتك تحس باللي أحس فيه.. ماني عارفه أحدد شعوري.. فكرة الاعجاب فيه تدري إنها تشبه حفرة من نار..!
أم خالد تحاول تجرّ منها الكلام وهي تظن صمتها خجل : لا تستحين من أمك...تدرين اذا ابوك موافق عليه ويعرفه مارح يكون رايي مختلف عنه.. بس ودي أسمع منك لأنك بنتي ..!
ابتسمت بنعومة : لا تخافين علي... ماني موافقة إلا وأنا مرتاحة..
أم خالد : أدري إنك مارح توافقين الا وانتي مقتنعة.. أعرف راسك شلون يفكر..
ضحكت تحاول تمحي توتر صوتها : حبيبتي أمي.. تطمني..
أم خالد : قبل أكلم أبوك وأسأله...منهو؟ ووش اسمه ؟ ووش يشتغل؟
تورطت وهي تحس مو عارفه شلون تجاوب : ليش ما تاخذين كل هالمعلومات من أبوي؟
أم خالد : باخذها منك قبل آخذها من أبوك..
ضحكت بمرح تمثّله : ههههههههههه المعلومات اللي عند أبوي أدق مني.. والله...صدقيني..
أم خالد ضاقت عيونها مع ضحكة بنتها : اسمه طيب؟
قررت تعترف باسمه الأول : اسمه...وليد..
ام خالد باهتمام : وليد ؟
سحر : ايه وليد...مو حلو اسمه ؟
أم خالد : ووش يشتغل ؟
ما ودها تكذب بشي على أمها ..عشان كذا مارح تعطي تفاصيل ومارح تكذب..
وببراءة : اللي اعرفه له شغل مع أبوي..
أم خالد : شغل وشو ؟
سحر : شغل مع أبوي.. عشان كذا يعرفون بعض زين..
أم خالد : ما اذكر اننا كنا نعرف أحد بموسكو اسمه وليد..
سحر حاولت تغيّر الموضوع : الباقي عند أبوي عاد !
أم خالد تحولت لخبر جديد : طيب... وش سالفة الدراسة اللي طلعتي فيها ؟؟
سحر قامت وهي تراقب من النافذة العصافير اللي نزلوا على شرفتها القريبة : الدراسة؟
أم خالد : أبوك يقول بعد انك بتدرسين بجامعة موسكو؟ أشوف النفسية تغيرت يا سحر لدرجة قمنا نفكر بدراسة ومستقبل!
ابتسمت تتمسك برايها : انا دايما يهمني مستقبلي.. لا يكون معارضة هالشي؟
أم خالد تنهدت : ماني معارضه ..تدرين اذا ابوك موافق ما عندي مشكلة .. يعني لو بعارض وابوك موافق.. بيتغيّر شي..
ضحكت تلطف الجو : هههههه.. اذا عندك كلمة ثانية غير.. ممكن أهدّي اللعب ترا..انتي ماماتي حبيبتي.. بس ان شاء الله إنك مو معارضه لأني جد جد أبي هالجامعة.. ودي أطلع منها بشي يسوى..
ابتسمت أم خالد : استخيري والله يكتب اللي فيه الخير..!
سحر : ان شاء الله..
أم خالد : يلله بروح أصحي بيان عشان روضتها.. وخالد عشان دوامه..
سحر : سلميني على خالد...وبوسي لي بيان..
سكرت من أمها وهي تنزل الجوال..خذت نفس عميييق تهدي التوتر اللي حست فيه..،.. هي عارفه إنها تدبست بالموضوع وكل اللي صار من فعايل يديها لكن بما ان الموضوع وصل لمحمد ..فهو بيوصل للعالم .. وتدري ان أبوها بيعلن خطبتها بالوقت اللي هو يختاره..وشكله قريب...قريب كثثثثثير...
حطت الجوال عالطاولة القريبة وعيونها ترتد للمنظر برا.. ناحية الكــوخ.. المكان اللي يضم الشخص اللي انربطت فيه.بظروف اثنينهم كانوا متشاركين فيها بالجريمة ..،
::
بهالوقت.. داخل كوخه..
طلع من الشاور وهو لابس الروب على جسمه وبيده منشفة صغيرة يفرك بها شعره على رنين جواله اللي يناديه.. التقط ريموت التدفئة بيده الثانية وهو يزيد على الحرارة بسرعة ثم الجوال... الاسم اللي يطل خلاه يبتسم...ضحك بكسل وهو يهمس .. "عريس الغفلة" ، .. وش اللي يخليه يتصل ألحين وهو عايش بالعسل !..مو قاله بالحرف ماني مسمعك صوتي طول هالفترة !
تركي : هلا والله..
ثامر : هلا بك.. صباحك خير..
تركي ماسك ضحكته : وش تبي ؟
ثامر : ليش الضحكة بصوتك !
تركي : بل عليك!!.. رايق ياخي ، بعدين لمحت "عريس الغفلة" ينوّر جوالي شلون ما تبيني اضحك ..
ثامر بحنق : مسميني عريس الغفلة يالوصخ !
تركي : هههههههههههه.. والله هالاسم رح أعتمده بجوالي لما يخلص شهر العسل الماصخ ذا..اذا خلص عطني خبر ..أرجّع سيادة ثامر ..
ثامر : وأنا اللي داق عشان شغل لك!..لكن دام السالفة كذا..تخسي وتعقب..
وقف تركي أمام الباب الزجاجي اللي يشرف عالمطل الطبيعي..ويده تشتغل بشعره بالمنشفة : شغل لي ؟
ثامر : ايه...ولا نسيت طلباتك اللي وكلتني فيها..شغلك لاحقني حتى وانا بشهري...مع اني واعد نفسي وواعدك اني ما اكلمك خلال هالفترة..لكن دام المدام نايمة الحين.. والأخبار من الشركة وصلتني قبل شوي..قلت أتصل عليك اشوف اخبارك ومنها اعطيك اللي عندي..
تركي ابتسم وهو يستدير معطي الطبيعة ظهره : عطني !
ثامر : تخسي وتعقب ..دامك بهالوصاخة..
ضحك بانتعاش : ههههههههههههههههه.. يلله عطني..عشان اقولك اخبار جديدة تخصني..
ثامر بانتباه وتركيز : اخبار جديدة؟.. مع أبو خالد ؟
تركي جلس على الصوفا والمنشفة رماها عالطاولة : لا مع الأمورة..
ثامر : بنته؟...(بجدية)... وش صاير؟
تركي : أول عطني اللي عندك !
ثامر : تركي علمني وش صاير!...وش مصيبتك الجديدة؟...وانا اقول روقانك ذا وراه شي ..!
تركي : وليش ما تقول اني رايق على الصبح وجمالـه..آه يا جماله
ثامر بجدية : أعرفك زين واعرف انك ما تروق عادةً إلا لسبب قوي..
تركي ضحك وهي يرمي ظهره لورا وعيونه للسقف : والله كان تبي الجد.. هالصبح فيه أكثر من سبب مخليني رايق.. أولها إني نفيت الاستاذ ..(بسخرية) .. محمد بن عبداللطيف من هالبلد مكسور الخاطر.. ثانياً..مارح أقولك ثانياً..إلا لما تعطيني المستجدات بسالفة تقارير الشركة..لأني مليت أصبر...أبيهم ..!
ثامر باهتمام مشدود لاسم محمد : الاستاذ محمد؟؟؟..هو ما غيره؟.... وش صاير بينكم؟
تركي : أبد.. لكن الأخ.. قرب على ممتلكات تركي بن جاسر...وإنت تعرف اللي يقرب على ممتلكاتي.. ما أحش رجوله وبس..إلا أنفيــه..بكل اختصار..
ثامر ما فهم : ممتلكاتك؟؟..ماني فاهم... هو جاي لموسكو؟
تركي : تقدر تقول.. "كان" ..جاي..
ثامر : وليش؟..
تركي : قلت لك ناوي على ممتلكاتي الخاصة..
ثامر : تركي لا تحكي طلاسم وضح وش صار لك معه !
تركي : كلامي واضح...
ثامر : والله ماهو واضح..
تركي : ههههههههههه طيب طيب..بوضح...بس مابيك تنفجع... إذا المدام عندك قومها..عشان لو صابتك جلطة تتلاحق عليك..
ثامر يكره اسلوبه ذا بالمقدمات لأنه ما يستخدمه إلا بمناسبات معينة.. ارتعب من كلامه بس مسك أعصابه..ما يبي يحس إنه يهييء لخبر مصيبة وهو يكرر بعقله الله يجعله خير...غاب أسبوع ونص تقريباً ولا يدري وش صاير معه...وأردف : اعوذ بالله منك يا ابليس..
تركي : هههههههههههههه ثامر بلاك ..!
ثامر بأعصاب مشدودة : تكلم واخلص عليّ..مقدماتك ذي ماطيقها... تكلم يا تركي وش صاير معك !
تنحنح...
وبوضوح حروفه : أنا.... خطبت...وتملكت...
ماوصله جواب ..باللحظة اللي قالها..،
صمت عمييق من الطرف الآخر.. ما يوضح ردة فعل بـ عينها..
وعشان يلملم فجعته اللي أكيد على وجهه.. قال بسرعة : ما أمزح ترا... هذا اللي صار..ما تبي تقول مبروك..!
كان متوقع ان ثامر بيسكر بوجهه لين يستوعب الخبر لحاله ، أو بيظل صامت لدقيقة ،...لكنه انفجـع بصدمة يوم وصلته صرخــة غضــب حامية من ثامر : قسم بالله باجيك وأتوطاك ..
تركي بدهشة : شفيك عصبت !!
ثامر بذات الغضب اللي ما يبان عليه إلا نادر النوادر : انت مجنون..!! انت بعقلك الكامل ؟.. واعي باللي قلته لي الحين !!............ ثواني .....( حس بحركة ثامر وفهم إنه طلع برا الغرفة اللي هو فيها...سمع صوت انغلاق الباب وعرف انه ترك المكان اللي يجمعه مع أروى ..وشكله طلع لـ سيب الفندق)
رجع صوته وغضبه ماخف بس نبرته أخفض بسبب المكان : الله يلعن ابليس..فجعت هالنايمة بصرختي ..تعال هنا.. تراني جاد وربي بجيك وأتوطاك ..قولي انك تمزح كان تبي سلامتك مني !
تركي سكت ثواني ما يبي يقول كلمة تزيد ثورته... ما توقع انه بيولع غضب مع الخبر..
ثامر : تركي لا تموت لي أعصابي يرحم لي أبوك..
تركي بهدووء كسا صوته : هذا اللي صار !
ثامر بتمتمات : أستغفر الله وأتوب إليه.. استغفر الله وأتوب إليه.. الله ياخذك يا ابليس..
تركي : ثامر !
ثامر بعصبية : أنا قايل مغامرتك كلمالها تكبر وبتوصل لمرحلة بتفقد فيها خيوط لعبتك.. قلتها لك مرة.. تتذكر كلامي أكيد..!
تركي قام من مكانه ما يقدر يتكلم وهو جالس : ورديت عليك وقلت لك..لا تخاف.. خفف عصبيتك ذي..
ثامر : شلون ما تبيني أخاف!.. وانا ماعرف شلون رح تنتهي من هالشي كله.. ومع خبرك الزفت ذا..ماظن رح ينتهي على خير..
تركي تنهد : ما سألتني منهي !
ثامر بسخرية : واضحة منهي ما يبي لها تفكير يا تركي.. وإنت حولك وحدة غير بنت أبو خالد!
تركي : ما سألتني شلون طيب !
ثامر : ولا أبي أعرف...
تركي : ما سعيت لهالزواج..هو جاني برجليه...أبوها عرضها علي..
ثامر : يقالك تعطيني مبرراتك الحين.. وإنت طبعاً ما صدقت..
تركي بدا يعصب : ماني فاهم موقفك ألحين ! ، قلت لك مليون مرة شلني من راسك ومالك علاقة باللي أسويه..
ثامر بسؤال بالصميم : وين تبي توصل بهالزواج يا تركي؟
تركي : ما عندي جواب ....قلت لك هو اللي خطبها لي.. بالله.. كيف تبيني أرفض ؟..طاري الرفض أساساً ماجا ببالي لا من قريب ولا بعيد..لا تخليني أندم اني قلت لك..!
ثامر بعصبية : وكيف تم هالموضوع ؟
تركي : تم مثل الخلق..
ثامر : إنت فاهم قصدي !
تركي : تم مثل ما تتخيل..
ثامر بصدمة : ماني مصدق ! ، واسمك ؟
تركي : تركي ماله وجود بهالزواج...
جلس ثامر عالأرض مستند عالجدار بعيد عن باب غرفتهم خطوات..مو قادر يوقف على رجليه من هالمفاجئات اللي وصلته على هالصبح : زورت اسمك بالعقد؟
تركي ابتسم : بالضبط !
ثامر : كيف قوى قلبك !؟
تركي : مثل ما قوى قلبه قبل سنين..يسويها فينا..
ثامر : إنت تدري..لو اكتشف حركتك ذي..والله ما يفكك منه شي! ، ربطت البنت باسم ماله وجود يا تركي..مستوعب لوين ممكن يوصل هالموضوع لو انعلن للناس.. وانتشر بعد فترة ان خطيبها شخص ماله وجود.. وش بيصير فيها ..!
شخر بسخرية : هذا اللي أبيــه ..
ثامر : تركي!
تركي: هذا اذا درى بدري... ومحد رح يدري ان الاسم ماله وجود طالما إني ما كشفت عن نفسي... وتبي الصدق تجيني أوقات أشتهي ذيك اللحظة اللي يعرف فيها ان زوج بنته ماله وجود... تقدر تقول هالحركة فيه بتشفي غليلي شوي.. حركة خيانة على أصـول ما تشبه اللي سواه لكن مفعولها مو أقل من حركته في شي...أنا أبيها تكسر ظهره زين..!
ثامر تنهد وقلبه يثقل من هالأفكار اللي كل وحدة منهم أثقل وزن من الثانية...وشلون مخك يفكر..وشلون عجزت أستوعب هالأفكار شلون تجيك ..وشلون تتكون في راسك ،!
بتوتر : تركي !
تركي بوضوح ما يهزه شي : قلت لك من قبل.. بخونه في أعز ما يملك..شيئين اثنين .. والحين... خلني أبدا أشتغل بالشي الثاني اللي يعزه وإرسل لي التقارير..
ثامر : بعد لك مزاج لهالتقارير... أنا كلمتك عشانهم..لكن عقب كلامك انسدت نفسي والله ما ودي أرسلك شي..
تركي اتجه لدولاب ملابسه بياخذ بلوزة وبنطلون..رمى نظرة للخيارات اللي قدامه وهو يردف : بترسلهم ورجلك فوق راسك... إنسى اللي سمعته مني هالوقت.. وارسلهم على عنوان صندوق البريد اللي برسله لك ألحين ..
ثامر : مضبط أمورك!.. كنت داق بستفسر على طريقة ارسالها اللي تبيها بس فعلاً الداهية يظل داهية والله اني اخاف على نفسي منك أشوى إني ولد عمك مو عدوك..
تركي التقط بلوزة زيتية بأزرار على الصدر.. لبسها بيد وحدة واليد الثانية ماسكة الجوال : احمد ربك مليون مرة...
ثامر بكلمة أخيرة : تذكــر دايماً.. فيه فرصة تنتهي من هذا كله..
تركي بعناد : ما أبي أنتهي.. صرت جزء منه..
ثامر بعصبية : يا عنادك اللي ماله حل..
تركي تجاهلـــه : برسلك العنوان.. وتأكد انهم بيرسلونه عليه مابي أخطاء غبية وتروح لناس ثانية ..
ثامر بسخرية : ليه ..خايف يروح مثلاً لبريد ابو خالد ؟..وينصدم إن التقارير اللي وكّلت فيها فريق مختص من شهر فصفص شركته ونشاطاتها ومشاكلها من إلى .. ما أستبعد تجيه جلطـة ..
تركي ضحك : ههههه والله عجبتني فكرتك إنها توصله...لكن بدري عليه... بدري عليه الجلطات .. قدامه أيام سوداء قبل هالنوع من الانهيارات ..
ثامر قرر ينهي المكالمة.. كفاه اللي سمعه لما الحين : انا بسكر ..
تركي : ثواني وارسلك العنوان..
::
أغلق ثامر من تركي وهو يزفر أنفاس ساخنة من اللي سمعه والخبر الجديد اللي ما كان متوقعه..والله مدري وين بتوصل كل خطوة أكبر من اللي قبلها..،.. قام واقف عقب ما استهلكت كلمات تركي كل طاقاته الرايقة على هالصبح..وانقلب روقانه لتوتر..
تحرك ناحية باب الغرفة وجواله يرن برسالة..عرف انها من تركي..ما فتحها ويده تفتح باب الغرفة ..، دخل وعيونه ترتفع للي جالسه بالسرير..آثار النوم واضحة عليها لكنه طاير منها عقب صرخــة الغضب اللي طلعت منه.. تناظره ببعثرة انسانة توها صاحية..مو فاهمة شفيه..،
بهدوء : صحيتي ؟
أروى رفعت جسمها وهي تسند ظهرها لورا ...تطالعه بتوتر : قبل شوي ...روعتني بصراخك !
تقدم يعبر الغرفة وعيونها تلاحقه...رمى الجوال عالطاولة وهو يتنهد : مكالمة واحد عصبتني شوي! ما قصدت أفجعك..
أروى بتوجّس : مين ؟
ثامر باستياء واضح : واحد خبل ومجنون !
أروى بتلقائية : ولد عمك ؟؟
التفت عليها باهتمام.. ما ضاقت لطاريه يمكن من الروعة : ايه ومكالمتي له كانت ضرورية ..عشان شغل طاريء.. بس كيف عرفتي ؟
أروى : توقعت ..توهمت إنك تقول اسمه وانت برا بس ما فهمت شفيك.... ليش طلعت فجأة دامه شغل ؟
ثامر : ما بغيت أزعجك ..
أروى فركت شعرها المنعفس : وش عقبه تزعجني ..صحيت عقب صرختك المريعة...يمـه أول مرة أسمعك تصرخ كذا ! والله خفت ..على بالي علي !
جلس على الكنبة المنفردة وعيونـه الرجولية عليها..بنبرة هادية : عليك؟ ..ليش شاكه بنفسك ؟..مسويه شي غلط من وراي؟
أروى بنظرة حانقة : وش يدريني والله شكيت بنفسي...مافيه الا أنا وإنت هنا..وأنا كنت نايمة والوقت بدري ما جا على بالي إنك تكلم..خليتني أفز بخرعة !
ثامر ابتسم ابتسامة ناعمة ..يحاول يلهى عن اللي سمعه..بهالبنت اللي شاركته الحياة من أيام قليلة : طيب انسي صراخي.......صباح الخير !
رمشت من انقلابه ..روقانه اللي رجع بثواني عقب ما أرعبها بصرخة طيرت لذيذ النوم من عيونها لدرجة شكت ان فيها مصيبة بشغله ، قبل لا تسمع اسم (تركي).. شكت ان بينهم مشكلة..ولّا من متى ثامر ينفعل كذا !!
ثامر : يلله هذاني أعلمك عالرقة والكلام الحلو...تراني صابر للحين ..مو كل شي أبداه أنـا !
أروى بعفوية حانقة : صباح النور.. محسسني مقدر أقول شي..
ثامر : انتي فالحة بالرد ..منتي فالحة تبدين ..
أروى : احمد ربك.. هذا لساني ربي خالقه كذا ..
ثامر : وش زودك عن غيرك !
أروى : لساني عوج عاد وش أسوي...
وتحركت من السرير ناحية الحمام قاطعه النقاش اللي يحش فيها .. تركته لحاله ومع ابتعادها رجعت أفكاره للي شاغل باله...ربه باليه بولد عم مجنون ما يحسب الخطوة قبل ياخذها...
طلعت أروى من الحمام بعد دقايق وطاري ولد عمه اللي انذكر..خلاها تبي تسأل سؤال لازال يدور براسها أجلته كثير..
أروى : ثامر !
التفت عليه بهدوء ..
أروى : سؤال...ألحين ولد عمك!.. تركي ذا .. هو مسافر ؟!
عقد حواجبه من السؤال الغريب : ايه مسافر لشغل ...ليش هالسؤال الغريب عنه !
أروى : مدري ..شفته يوم الزواج لأول مرة...وما كانت كأنها أول مرة.. أحس يشبه أحد ..إنت تحس ان له شبيه مر علينا؟؟
ثامر هز راسه نفي ..بسخرية : ذا ماله شبيه بـ ولا مكان.. والحمدلله انه نسخة وحدة مافيه منها اثنين ولا كان العالم دمار..
رفعت حواجبها وهي تجلس باهتمام : ليه ؟؟ هو شرير يعني ..؟
ضحك : هههههههههه ماهو شرير بطبعه ..لكن اذا بغى يكون نذل وشرير عرف شلون يجيبها بحقارة...فما ألومك لو كرهتيه عادي جداً..متفهم شعورك يالحبيبة ..
ابتسمت : إيييه أكررهه ..
ثامر : هههههههههههههههههه ..ما قلتي مين يشبه ..؟
أروى حركت يدها بلا مبالاة : لااا خلاص انسى الموضوع... أخاف يحقد علي إذا درى إني مشبهته بـ سوااق.. ههههههههههههه..
اختفت ضحكته....... وبصدمة : نعم ؟؟؟؟؟
::
|