كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــــزء 56 ..
(1)
--------------------
وصلوا للعيادة ..وفتح لها الباب...
وقال وهو برا : بخليك نص ساعة مع نفسك.. وبرجع ...ارتاحي ..!
ما فهمت ليش ... وقالت بهدوء : .. دكتور ..ما احتاج اجلس لازم اروح اخاف يطلبوني..
ابتسم بلطف : انتي مرهقه واضح عليك... والأحسن لك تبعدين عن قسم د.خالد حالياً...
من قال كلمته الأخيرة هوووى قلبها لأبعد نقطة ... كلامه يدل انه...فهم شي ؟!!
قالت بثبات : وليش أبعد.. ؟
ابتسم بهدوء: لأن شوفتــه لك... يمكن تزيده سوء !
فهمت قصده لأنه مو شي غريب عليها .. من زمان وخالد ينقلب لـ شخص ثاني بـ حضورها..
ابتسم : لا تتضايقين من كلامي ..لكن أنا ما اشوف خالد يتغيّر الا اذا كنتي حوله.. يمكن بينكم مشاكل وهذا اللي أنا ملاحظه...فـ ماعليك منه هالهيس وسعي صدرك...تفضلي داخل العيادة ارتاحي وانا بغيب شوي وراجع !
::
دخلت عيادة جمال بتردد بعد ما صارت لحالها..وطاحت عيونها على المكان تتفحّصه ! ..ما كان تصميمها مثل باقي العيادات اللي تشوفها..ما تشبه عيادة خالد بشي وكأنه مكتب فاخر مو عيادة...شرحة وواسعة وألوانها رايقه مو بيضاء مثل الأقسام العادية.... واجهتها الرئيسية زجاج يسمح لنور الشمس انه يدخل للمكان ..تحركت لهناك وهي تحاول تهدّي من افكارها عقب ما تركها الدكتور جمال وما تدري ليش رضخت لطلبه لكن الموقف اللي صار لخبط موازينها..! ندمت على انفعالها ندم كبير وما تدري وش اللي يفكر فيه هالشخص ألحين...وما تدري وين راح وتركها.. وقفت على النافذة الزجاجية تشوف وش المنظر ومثل ما توقعت كانت تطل على الجزء الأجمل من حديقة المستشفى النوافير والممرات المشجّرة..
تراجعت وهي تتأمل الغرفة الواسعة ومكتب جمال اللي ماكان مكتب عادي تحس وكأنه مكتب شخصية مهمــة ..متوفّر فيه أبسط وسائل الاسترخاء ومرتبة ومنظمة جداً..مافيها ذرة حوسة أو لخبطة وكأنها صُممت بعناية فائقة !...استغربت وهي تشوف مكتبة أنيقة ماخذه زاوية من المكان مليانه كتب..وما تدري هو مختار وجودها أو هي مجرد جزء من ديكور الغرفة... لكن الكتب اللي فيها حقيقية وواضح انها بمجاله !! ..حتى أرضية الغرفة مزخرفة بشكل ملفت ومعطي للمكان رونق..جدرانها بألوانها الهادية مابين البيج ودرجات البني تعطي معنى.. بأحد الجهات كان موجود صوفا جلدية طويلة بنية اللون واضح انها فخمة ومريحة..ومن الجهة الثانية وقريب من المنظر كان فيه مقعد شبه مستلقي لكنه ماهو سرير ممكن يجلس عليه المراجع خلال موعده أو كذا كانت تتخيّل..!
ما حست بنفسها وهي تتنقل بأرجاء هالغرفة وما تقدر تسميها غرفة بالمعنى..كأنها صالــة مصغّرة من مساحتها اللي تعطي حرية للتحرك..كانت فسيحـة كثير بالنسبة لـ عيادة خالد المتوسطة..وبالنسبة للأقسام اللي دخلتها..!
ما استغربت تصميم المكان لأن الواضح ان المبنى بأكمله له خصوصية التصميم وتفرّده ..، وأولها الممرات برا والاستقبال كله مختلف عن المبنى الرئيسي...وفهمت ألحين ليش بما إنه مبنى للقسم النفسي فهو ما يشبه مكانها بـ شي..،!
جلست على الصوفا ويديها بحضنها تطالع قدامها بصمت..تحاول تهدّي من شعورها.. المكان فعلاً يساعد وهو قالها مارح يرجع قبل نص ساعة..تكون استعادت وضعها الطبيعي ومحت اللي صار.. مارح تتكلم معه بشي ووش بتقول أصلاً !!؟.. خله يفهم إن بينهم مشاكل زي ما قال بس لا يفهم السبب الحقيقي..
مرت دقايق على بال ما هدت اعصابها واستوعبت المكان الجديد هذا...ما تحس إلا بـ صمت الجدران ووحدتها هاللحظة ، ووجهها اللي ما تدري وش شكله الحين..عيونها ما تدري كيف صارت عقب ما طعنها خالد بكلامه القااسي ذاك..ما تدري ليش ما تلومه وهي تحس إنه قال ذاك الحكي من قهرٍ فيه.. قال ذاك الحكي وهو ناقم وحاقد عليها بسبب الكلام الجديد اللي طلع عنه.. وتدري إنه حاطها السبب !! ،..لازم تلقى حل لهالموضوع.. بس قبل لازم تمحي الأثر الأحمر بعيونها...قامت واقفه بسرعة تبحث عن دورة مياه بالمكان..محتاجه تغسل بموية باردة قبل يرجع هالدكتور الطويل.. وما تدري اذا فعلاً واجب عليها تنتظره أو تطلع..لكن انحرجت تطلع بدون خبر وهو اللي واضح انه انشغل باله عليها..يرجع وما يلقاها !؟.. تحركت بالزوايا المترامية تبحث وشافت باب على يمين الباب الأساسي بممر صغير صادّ.. تحركت هناك وهي تستنتج انها دورة المياه ..فتحت النور وابتسمت يوم لقت مرادها... فكت غطاها كله وهي تحس بحرارة بجسمها من الانفعال قبل شوي..فتحت البارد على اقوى شي والود ودها تدخل راسها كله تحته!.. لكن كبتــت هالجنون وغطست يديها ببرودتها اللاسعة ، وغرقت وجهها مرة ومرتين وثلاث لما حست بالبرودة توصل لرقبتها والدم وصل لراسها... رفعت نظرها للمراية النظيفة قدامها تتأمل شكلها وعيونها المنفوخة.. انقهرت من شكلها اللي ما اعتادته وطارت يدها لكومة المناديل جنب المغسلة..سحبت كومة كبيرة بتهور وقهر لدرجة ان بعضهم طاح عالارض..وبدت تمسح وجهها وعيونها بخشونة وهي تلاغي عمرها وكأنها قامت تفرّغ قهرها بالشيء الخطأ..،!
سمعت فجأة انفتاح الباب اللي برا.. ارررتبكت وهي تتخيّل إنه هو..رمت المناديل بسرعة وسط الزبالة القريبة ونصهم طاحوا عالارض من الخرشة..ما أمداها تجمعهم وتركتهم عالأرض وهي ترفع طرحتها بسرعة وتعدل غطاها مثل المعتاد..وعقبها سكّرت بالطو التمريض باحكام حول جسمها....طلعت بخطوات هادية من الممر راجعة للي تقدر تسميها صالة مصغّرة وهي متخيّله انه هو اللي رجع بهالسرعـة.... وطاحت عينها على شخص غريب ، يبدو إنه عامل خدمات وهو شايل بيده صينية وفيها كاس..شكله عصير أو شي..!..يتلفّت يدوّر أحد بالمكان..
والتفت يوم حس بوجود أحد...شافها ..وباعتذار : سوري مام ..
مشاعل واقفه عند الباب بتوتر : في شي؟
ابتسم بأدب : دوكتور جمال طلب مني إحضار هذا هنا !
وهو يأشر على اللي معه...فهمت مباشرة إن هالشي لها..!
حطه على الطاولة وهي ساكتة..واستقام بذات الأدب : تريدين شيئاً آخر ؟
هزّت راسها نفي ومو عارفه وش تقول.. تجاوزها وطلع..صارت لحالها اقتربت من العصير اللي فهمت إن جمال طلبه لها ؟!
ابتسمت بعفوية من تصرّفه اللطيف واللي ما توقعت بيطلع من واحد مثله.. شكله ألطـف مما توقعت وهي اللي ظنت إنه جامد مثل خالد ويشبه له بكثير اشياء...ممكن تكون غلطانة وخالد خلاها تاخذ فكرة غلط إن كل الدكاترة طينتهم وحدة وكلهم متقوقعين باهتمام واحد..شغلهم..!...لكن...ممكن جمال يكون..غير ويكسر فكرتها السوداوية عن هالفئة !...شالت الكاس البارد وريحة النعناع تنبعث منه وهالشي يغريــها...قرّبت أنفها منه وهي تشم هالريحة العبقة مع ريحة الليمون...خليط حلوو ..وتحبـه...كثييير..
::
بـ عيادته.......جوّه متكهرب بشكل غريب..!.... كان يكتب بـ ملف بحروف سريعة غير مرتبة وأغلقه بـ عصبية صامتة بدون ما ينبش بحرف..رفع الملف بيده السليمة للممرضة اللي واقفه جنبه بدون ما يناظرها والثانية خذت ملف المريض منه وهي متوترة ! بدون ما يقول لها شي أو يعطي وصايا محددة على غير عادته.. ما سألت لو في باله أوامر معينة والتزمت الصمت وهي ملاحظه وجوووم ملامحه ونظراته المتجمّدة بـ فراغ...طلعت من عنده وكأنها تهرب من وضعه المخيف هذا..!
قام من مكانه وعقله في حالة صراع عنيف..ضايق ومعصب وجواه نار ما تهدى يوم شافها قبل شوي ، جالسه بكل ذاك البرود الفضيع قدامه وماهي عارفه عن شي..ماهي عارفه هي وش تسببت عليه...ماهي عارفه النتايج وهذا أكثر شي يرفع ضغطه ويوصّله لأعلى مستويات الجنون بسببها.. لازال فيها حيل تناظره بكل هذيك النظرات الباردة وحتى اعتذار واحد ما فكّرت...؟
تحرك لمكينة القهوة وهو يحس عقله مشتت ومشاعر الغضب ترميه يمين وشمال ولا يدري لأي حد بيقدر يمسك أعصابه..ماهو عارف وش اللي جاه وليش مو قادر يتحكم بانفعاله اللي كابته بالعاني...لكن منظرها الهادي تحت جاب له الجنوون .!
سمع الباب من وراه ينفتح...وينغلق...وبدون لا يلف أو يحكي بحرف واحد كمّل تصليح قهوته اللي زاد جرعة القهوة فيها بشكل مبالغ فيه... كان عارف مين اللي جاه ومع كذا ما تكلم ولا له مزاج..،
جمال واقف بصمت عند الباب..يراقب خالد اللي كان واضح مرة إنها قااااافلة معه لآخر حد... شال خالد قهوته وتحرك للنافذة ووقف أمامها والكوب بيده...بدون ما يلتفت للي دخل لعل جمال يفهم إنه ماهو بمزاج يسمح للسوالف..ويطلع ويتركه..!
لكن جمال تقدم له بهدوء : خالد.. ليش سويت كذا ؟؟
خالد ما لفّ : وش تقصد ؟
جمال بهدوء : ناظرني أنا أسألك .. روّق شوي شفيك معنفق كذا !؟
خالد : جمال اتركني هالساعة.. رجاءً..
جمال بجديــة واستياء : أنا وش قلت لك؟...ما قلت لك بنت عمك تحتاج لوقفة معها لين تهدى هالسالفة...وراك هبّيت فيها إنت انهبلت !!
ما أمداه يطريها الا لفّ عليه مثل البركان : لا تجيب سيرتها قدامي !!!
جمال انصـدم : إنت وشفيك؟؟؟
خالد بغضب : تحتاج وقفة معها أجل؟؟... خلها تحس شوي.. يمكن اللي صار يكون درس تأديب لها خلها تستوعب نتايج تصرفاتها..
جمال بصدمة اقترب : خالد وش هالكلام !
خالد : هالبنت مارح تستوعب أغلاطها أبد.. خلها تعيش النتايج لحالها.. لأنها واصلة معي يا جمال..
جمال حاول يمتصّ غضبه وهو اللي ما قدر يلومه في شي : أدري اللي ينقال مضايقك..لكن اللي صار انت تدري انه حادث مو مقصود وانت اللي قلتــه بلسانك... هالكلام مو كلامك يا خالد.. هدّ اعصابك..لا تحمّلها اللي قاعد يصير..
خالد عطاه ظهره يناظر برا يبي يلقى اللي يهديه لكنه ثاير من جوا ...جمال تقدم وهو ضااايق : ليش تحمّلها هالغلطة يا خالد؟.. لا تزيد عليها لأن الواضح انها متضايقة أكثر منك ..
ابتسم بـ سخرية يوم استوعب انها "درت" : ..ما شاء الله ...وصلها خبر أخيراً ؟
جمال: الظاهر وصلها خبر... وضعها قبل شوي مو مريّحني الظاهر سمعت شي ما يرضيها.. لا تزيد عليها وهي تحتاج تطمينات منك.. لا تنسى انها صغيرة وهالموقف اكبر منها.. وبما انكم اثنينكم بنفس القصة فالواجب عليك تحميها وهي محتاجه هالشي منك... البنت خايفه يا خالد..
خالد غمض عيونه كاتم عصبيته وكلام جمال يشغلــه ما يهدّيه وهو مو ناقص : ماني رايق أتكلم عنها ..اتركني يا جمال..
جمال بضيق يبي أجوبــة : انت وش ماسك عليها؟.. ليش من البداية ما تبيها هنا ؟ وراك رافض وجودها والحين شانّ عليها هالعصبية ..ماني فاهم شفيك!!
خالد ناظره بنارية مو عارف يطفّيها : تبيني أوقف معها...وأنا؟..مين يسنّع وضعي واسمي صار على كل لسان.. مين يرجّع لي صورتي النظيفة.. ها ؟.. او تبيني اتنازل ..لا مارح أتنازل..خلها تعيش الحرّة مثل ما انا عايشها.. أطمنها ؟..لا ماني مطمنها...يكون لصالحها لو تعيش يوم واحد بس بـ نتايج تصرفاتها...عقبها يصير خير بفكر أطمنها ولا لا...
تنهّد جمال ومو عارف وشلون يهديه عمره ما شاف خالد بهالانفعال والغضب : خالد..! فاهم وضعك وعصبيتك...لكن والله مو زين اللي تقوله... ولأني عارفك زين فأنا متأكد انك تخاف عليها مثل اختك ولااا تنكر هالشي...الكلام اللي قلته لها تحت طالع بلحظة غضب واتمنى ما تكرره لأني أأكد لك انها متأثرة من اللي صار.. فلا تلومها..
خالد بسخرية وعيونه تناظر لـ برا : ماظن متأثرة يا جمال محد يعرفها كثري..
جمال : طيب ممكن تقولي سبب هالموقف العدائي تجاهها؟...ترا والله ماني فاهم اسبابه للحين.. رافض جيّتها هنا وقلت لنفسي يمكن تخاف عليها من هالبيئة وما تبيها بهالمكان..فاحترمت رايك ونسيت الموضوع لكن كلمتك الأخيرة معها قبل شوي والله أزعجتني أنا...شلون هي..
خالد تحرك بعيد وهو يحط كوبه فوق الطاولة.. بدون ما يطالعه : قلتها بلسانك...هالبيئة مو لها !
جمال : وغيره يا خالد ؟
رفع خالد عيونه والتقت بعيون جمال : مافيه غيره..
جمال شاف ساعته وقرر ينسحب ، ما يبي يزيدها عليه وهو عارف انه متأزم من اللي صاير : طيب انا راجع لعيادتي الحين..فيه شي ضروري لازم أسويه.. وانت روّق بالك.. ان شاء الله كلها فترة قصيرة وبينتهي الموضوع بس انت روّق..
::
مشاعل جالسه على الصوفا الجلدية تنتظر ولا تدري ليش تنتظر... مرت أكثر من نص ساعة لحالها استعادت فيها هدوءها الظاهري لكن الداخلي ما كان مستقر بسبب اللي يصير... قامت من مكانها للمرة الثالثة واتجهت للمكتبة تلقي نظرة ..كانت رح تترك المكان من دقايق لكن ما بغت تطلع بـسكات قررت تنتظره عشان تشكره وعقبها تروح لقسمها تكمّل شغلها..
تأملت في بعض الكتب لكن ما كان فيه شي يجذبها.. تحركت للباب تبي تطلع يوم حسّت إن الوقت طال عليها ..لكنه انفتح بوجهها ..ارتدتّ على ورا بتوترر وعيونها تطيح عليه.. دخل قدامها وهو ماسك الباب..وابتسم يوم تأكد إنها لازالت موجودة..
بهدوء : أخبارك الحين؟
رمشت عيونها : الحمدلله..
جمال : عذراً عالتأخير.. بشري كيف حالك أهدى؟
مشاعل : زينة.. عـ.ذراً ..مضطره أطلع..
جمال ناظر ساعته بابتسامة : قدامك نص ساعة زيادة.. لاحقه عالشغل.. خذي راحتك فيها ما قدامك شي..
ما فهمت : بس...
جمال شرح : رحت لقسمك وقلت للمسؤولة اني احتاجك..وما تقدر تسأل ليش.. روقي محد بيسألك عن شي..
تقدم تارك الباب مردود مو مسكر.. وهي واقفه بسكوت ما عندها حكي تقوله.. تعداها ناحية مكتبه وهي تراقبه..خايفه من الأفكار اللي براسها...ان شاء الله يكون استوعب ان بينهم مشاكل بس ما يكون فهم شي ثاني..صعبة كثير عليها..!
التفت عليها يوم لاحظ صمتها الطويل.. وبابتسامة لطيفة : شربتي العصير؟
بهدوء : ايه..شكراً ما قصرت.. كلفت عليك مابي اشغلك.. ما كان له داعي..
جلس يرتاح : العفو... ما يعتبر شي... هذي عادتي ترا يا مشاعل.. اللي يدخلون لعيادتي لهم خدمة خاصة وجو خاص.. يهمني اللي يدخلها يكون مسترخي..
توترت زيادة مع نطقه لاسمها المجرد بكل هذيك العفوية...وكمّل : أخبار الشغل معك؟
جاوبت بهدوء مزيّف : حلو...
ابتســم : إن شاء الله مبسوطة؟...مافي شي مضايقك هاليومين؟
حسّت إنه يلمّح لشي دام انه هو الوحيد اللي شافهم أكيد عارف إنها جزء من المشكلة : مبسوطة.. مافي شي..
سكت لـ ثواني وهي تناظره من بعيد.. دق براس القلم الأنيق على الطاولة يحاول يقول شي..
ثم قال بهدوء : ممكن ترتاحين شوي؟
بقلــب مضطرب ونبرة خافتة : فيه شي تبي تقوله مابي أضايقك أكثر من كذا..
بابتسامة أنيقة : مافيها مضايقة بس ياليت ترتاحين شوي..بتكلم معك بموضوع اظن انه وصلك..
تمالكت حالها وتقدمت ناحيته يوم شكّت : موضوع يخص؟
بهدوء : يخصك ويخص الدكتور خالد..
انسحب لونها عالأخير وهي تفقد نبضة داخلها.. لا مستحيل يكون لاحظ.. تبي تقوله ترا انت فهمت غلط.. ليتها ترجّع الدقايق والثواني على ورا..كان ما قالت ذاك الحكي الغبي..
وضّح أكثر : بس قبل ارتاحي ماعرف اتكلم مع اللي قدامي وهو واقف..
جلست بهدوء على حافة الكرسي بطريقة عدم ارتياح... وتابع : لا تتضايقين من خالد..هو بس متوتر عقب اللي صار معكم ذيك المرة... وزي ما قلت لك..مو طبعه يطلع منه ذاك الحكي.. فلا تاخذين بخاطرك..
نقصص الأكسجين حولها : عا.رفه.. إنه معصب.. تسببت عليه..بمشكلة.. بس..ما كنت اقصد..والله..
جمال : انتي مضايقك اللي سمعتيه؟
مشاعل : ..الناس.. فاهمين..غلط..
ابتسم يطمنها : أكيد فاهمين غلط..خالد شرح لي انه كان حادث غير مقصود ..لا تتضايقين ان شاء الله كم يوم ويهدى الموضوع كله..خلي سالفة البنت المجهولة شاغلة بالهم ..(بمزح)..يعني خلي خالد ياكلها لحاله..
وضحك بلطف ضحكة عابرة لعله يغيّر جوها ..لكنها سكتت..مو عارفه تطمئن ولا تقلق..رغم ان كلامه كان يريّح..،
جمال يراقبها وهي منزله راسها : ممكن أسأل سؤال ؟
رفعت راسها بانتباه : همم ؟
جمال بتريّث : ..ليش.. خالد...ماخذ منك موقف؟
رمشت بتوتر واضح لـ عيونـه..ونزّلت نظرها بسرعة ليديها ما كانت متوقعة مثل هالسؤال المباشر..
وبتبرير مرتبك :..يمكن...عشان اللي صار..جالس يلومني عليه.. اكيد تعرف..خالد يهمه شغله كثير..ما أبالغ لو أقول ان حياته كلها تدور عليه.. مهووس فيه..كثيير.. أكثر ..من أي شي ثاني..
جمال : صح كلامك... لكن..موقفه هذا.. أعتقد انه سابق اللي صار..
رفعت عيونها بحيرة وتوتر : .......
كمّل يوضح بابتسامة : أكيد تذكرين سالفة الدكتورة سارة !؟
انقلب وجهها ووصلت الحمرة لخدودها وحول عيونها اللي ظاهره.. ضحك لا شعورياً لأن هالسالفة للحين تحسسه بالمتعة : هههههههه... اعذريني ..بس ما قدرت انساها..
بلعت ريقها والاحراج ماكلها قدام هالرجال اللي يتجاوز خالد بالعمر : كان..موقف وعدّى بوقته..أنا نسيته..
جمال : بس انا ما نسيته..
مشاعل بتوتر : خالد درى..إنها.. أنـا ؟
جمال بضحكة : لا ما درى.. وهذا سؤالي..ليش ما كنتي تبينه يدري؟
مشاعل ما عرفت وش تقول : .. كذا !
رفع حواجبه فوق : كذا !
مشاعل : ايه كذا...
عفط ملامحه من الرد الغريب : كيف يعني؟
مشاعل تبحث عن جواب : بذاك الوقت.. كان بيننا مشكلة..وما كنت أبيـه يعرفني ..يعني كنت أتحاشاه..
جمال ما اقتنــع : بس ؟
مشاعل : ايه بس..
جمال : مشاعل.. انا ما أسأل لمجرد الفضول..أنا أبي اساعدك عشان تثبتين رجولك هنا.. وتنجحين بهالمكان..فإذا فيه مشكلة قدامك... لا تترددين تجيني..لأني مستعد أسندك.. وانا جاد بكلامي هذا..
تلوّن وجهها حمرة ورمت عيونها بالأرض...من خجل وارتباك فرضتهم نظراته..
مشاعل : تساعدني؟
جمال : ايه.. لا يهمك اللي يقوله خالد.. لأني ضده ترا..
مشاعل بترقّب : وهو..وش يقول؟
جمال: رفضه لوجودك إذا فيه بينكم مشاكل..لا تخلينها تمنعك عن اللي تبينه.. أنا أول واحد يدعم وجودك هنا.. فما عليك منه..
ابتسمت بعفوية لكلامه : غريبة؟
جمال بتساؤل : وش اللي غريبة؟
مشاعل : إنت صديقه..قريب منه مرة.. ليش توقف ضده.. غريبة توقف معي وانت ما تعرفني؟
جمال بابتسامته الوسيعة : حتى لو صديقه..أنا ما أرضى بالظلم..وأحياناً أحب اتضارب معه..
سكتت..
وضحك بمرح يتابع : هههههههههه.. يعني وجودك هنا راجع لك مو راجع له.. وعارف إنه طموح لك ..وكون اني ما اعرفك يكفيني أدري انك بنت عمه وإخت بندر.. هالشي كافيني يا مشاعل..
نزلت عيونها لأصابعها يوم نطق اسمها بـتجرد مرة ثانية..
جمال بنبرة ناعمة ما قدر يخفيها : اشوف فيك طاقة تتفجر يا مشاعل!
رفعت عينها والتفت بعيونه الرجولية ، وهو يتابع : فيك حيوية غريبة.. تلفت النظر وتستفز الواحد إنـه يلاحظك..
ارتبكت من معاني كلامه اللي تسمعها من رجال لأول مرة.. : أنـا أستفزّ ؟
ضحك يصحح الكلمة : مو بالمعنى السلبي..لا تفهميني غلط !
مشاعل : يعني...إنت.. مو مثل خالد ؟
ابتسم بحنيــة : مثله بإيش؟
مشاعل : يعني هو أكيد قالك..إنه ما يبيني هنا.. ويمكن خذت صورة مو زينة عني..؟
جمال : عشان كذا اقولك.. ما عليك منه.. لو احتجتي أي شي..أو ضايقك شي.. تعالي هنا سيدا..حتى لو كنت مو موجود وتبين مكان ترتاحين فيه..خذي عيادتي غرفة استراحة.. تراني ما أقرّ فيها كثير إلا بأوقات الجلسات ولّا غالباً أنا واحد ما يقـرّ..حيوي مثل ما يقولون... وأحس اننا نتشابه..
قطع كلامه وعيونـه بعيونها..لثواني..أجبرها تنزّل عيونها للمرة العاشرة بخجل مضاعف ما اعتادت تحسه..ما عرفت وش تردّ على هالرجال اللي تعطي عمره بالثلاثينات..بفارق عمري ما يقل عن 10 سنوات بينهم حست إنها تتكلم مع أستاذ.. مهتمّ لها وحريص عليها..من حرصه على خالد يمكن ..!
قامت واقفه وعيونه ترتفع معها : شكراً..
ابتسم بحلاوة : العفو...
مشاعل : وشكراً عالعصير..
ضحك : نكررها مرة ثانية..مافي مشكلة..
مشاعل بسرعة : تامرني بشي؟
جمال : لا تنسين اللي وصيتك عليه.. أي شي يضايقك..مهما كان..تعالي قولي لي..أقولها جاد يا مشاعل..
مشاعل : ان شاء الله..
طلعت من قدامه ... ابتسم من عقبها وكأن دقايق الحوار قبل شوي.. هيّجت ذات الشعور اللي بدا معه من فترة.. والأهم إنه تطمّن إنها موافقة على كلامه.. إنها تجيه في حال صار شي يزعجها..وهالشي يهمّـه..، لأنه فعلاً بدا يحس بأمور ثانية..تخفى عليه..
رجعت مشاعل للمبنى الرئيسي والهدوء رجع لها بعد الكلام معه... كلامه اللي ركز في راسها.. شعور داخلها استرخى يوم حست إن فيه أحد واقف معها وفاهم رغبتها الجادة بوجودها هنا...والأجمل إنه من صديق خالد بعد ما كانت تتخيل ان خالد وكل محيطه رافضها.. ظهر لها هالشخص اللي حسّت بالجدية والصدق بكلامه..وعيونه...... ابتسمت بارتياح..
ما كانت تظن انه كذا.. لوّن الصورة السوداوية واللي راسخه ببالها عن هالفئة.. لوّن عالم خالد شوي..!
خافت بالبداية يسألها ليش قالت ذاك الكلام... (إنها جت هنا بسببه).. لكن عدّت على خير وما سألها..،
اختارت الدرج..عشان ما تتواجه معه بالصدفة وهي تتذكر كلام جمال إن ..شوفته لها بتزيد حالتــه سوء..
::
|