كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
في موسكو ..
دخلت المقهى اللي اختارته وقلبها الخاين مضطرب ، لوهلة ندمت على موافقتها للكلام معه وهي عارفه ان بتفقد أعصابها قدامه..! لكن كان لازم..تظهر له العكس..لازم تثبت لنفسها وله ان قدرت تتجاوزه هو وأوجاعه !!.. مشت بين الطاولات وهي تحس بخطواته وراها صامت ما نطق بـ كلمة طول عشر دقايق وطول ماهم يمشون لـ هنا...اختارت هالمكان لأنه صاخب أولاً ، والصخب كانت تحتاجه..لأنه لو كان هادي بتكون الجلسة معه صعبة كثير عليها..الهدوء بينهم ما تبيه ، الهدوء ممكن يجرّ كثير أشياء.. والسبب الثاني إنها متأكدة إن وليد يعرف هالمكان ،
أرسلت له رسالة قبل دقيقتين وهي تأمل انه يشوفها بسرعة..ويجي..، ما كانت واثقه من حضوره ..حضوره اللي تحتاجه ألحين كثير..،
سحبت الكرسي ناويه تجلس ورفعت عيونها لـ محمد اللي كان يتلفّت بالأنحاء ويتأمل المكان بعدم رضا..كان مزحوم بالناس وماهو مناسب أبدا للكلام..،
قالت ببرود : ما عجبك المكان؟
التفت عليها بعيونه الثابتة ونبرة الهدوء المعتادة : ما ينفـع !
سحر بهدوء : مالك حق تعترض!.. مارح أروح لـ غيره..أرتاح في هذا..
محمد كرر بثقته الطبيعية : ما ينفع وانتي شايفه الازعاج اللي فيه.. مشينا على غيره !
سحر بتماسك : قلت لك أنا ووليد متفقين على هالمكان... أغيره عشانك؟
تجاوز طاريه ..هالاسم اللي أزعج أساريره من شهور...وأردف بجدية صعبـة عليها إنها تجاري نصها.. جدية حقيقية : أنا ما جيت أسولف وأنكت مثل هالناس.. نحتاج مكان هادي عشان نحلّ الامور بسهولة..
سحر بللت شفتها وعيونها تتصادم مع عيونه الجااادة وماهي عارفه لوين بتنتهي معه هالساعة : أجل ننتظر وليد وبعدين نروح للي تبيه ..
بدا يضيق منها ويبان على صوته : ليش ما تفهمين ؟.. انا مشكلتي معك انتي مو معاه..
أثارتها هالنبرة وهي تحس ان الامور بينهم بتتعقد : وانا قلت لك مارح أجلس معك لحالنا !
ابتسم بـ سخرية من حالها اللي يثير العصب : تخافيني وتامنينه ؟
سحر باندفاع الكلمات : انت عارف مين الغريب فيكم !
محمد : صرت الغريب الحين يا سحر ؟
سحر : انت عارف الجواب ما يحتاج أقول..
ابتسم باستهزاء من هالحالة كونها ما تحس باللي يحس فيه ناحية هالشخص : بسألك سؤال وجاوبيني عليه بصراحة !
سحر رفعت نظرها بصمت عميق وما بين حواجبها معقود متحفزه لـ سؤاله ، ما تبي تتفاجيء بأي كلمة يقولها وما تبي يجرفها تيار كلامه وحضوره ..
محمد : ما تحسين بشي غريب ؟
ناظرته متحفّزه من كلمته المباغتة : شي غريب ؟
محمد : شي غريب فيه... ماهو مثل باقي الخلق ..
سكتت تحاول تفهم ..وأكمل : أدري مارح تهتمين لكلامي..لكن هالشخص اللي مختارته..ماني مرتاح له يا سحر..
ما جاوبت بينما تابع بهدوء وعيونه مصوّبه بعيونها يبيها تحسّ بصدق كلماته وجديتها : يمكن ما تهتمين لكلامي وما تلقين له اساس...لكن هالشخص حوله شي غريب وماني مرتاح له..
رمشت وهي تتجاهل كلامه وارباكه لها بـ نقطة كانت مأرقتها والحين نستها : وعلى أي اساس ما ترتاح له!.. ترا ما يهمني رايك في اختياراتي.. ما جيت عشان اسمع رايك بوليد ولا تحاول تشككني فيه عشان ترضي غرورك..
محمد كان متوقع هالردّ ..وبهدوء : مالي نية أشكك ..بغيت أنبهك لشي يمكن تكونين غافلة عنه..
ضحكت مستنكرة : أفهم انك خايف علي ! ههههه يا تناقضك !
تجاوز مقصدها اللي تلمّح له.. فعلته فيها : سميه تناقض لكني أتكلم من جدّي..!
تكتفت ببرود كذاب وساخر : وعلى أي اساس بنيت أوهامك هذي؟
محمد بهدوء : شعور مو مريح يلاحقني من شهور من أول يوم طاحت عيني عليه.. ماظن رح تفهمين اللي اقصده ومالومك اذا ما صدقتي..لأنك ما حسيتيه..!
ما علّقت على كلامه رغم إنه جا يتقاطع مع شكوك قديمة نستها وتجاوزتها مع الوقت.. تجاوزتها يوم عرفت وليد اكثر ..وتعرّفت عليه كـ انسان واقتنعت انها كانت أوهام..وماهي مستعدة ترجع للشكوك دامها مرتاحه.. الا انها ما تقبلتها منه بالذات وماهي مصدقه انه جاي ينصحها.. وش المبرر اللي يخليه يقول هالكلام وهو ما عنده أساس..وش المبرر غير انه جاي يحكي بكلام فرضه عليه غروره! ماله الحق يقول هالكلام وبصفة ايش..جاي يشكك في علاقتها الجديدة بأي صفة ..أو غروره انجرح ببساطة لأنه لقاها كمّلت حياتها بدونه ؟!!
قررت تلقنه درس : شعورك مايهمني اسمعه لأن وليد من أحلى الأشياء اللي صارت لي.. لو بينكم مشكلة قديمة لا تدخلني فيها لأني والله مارح أهتم لكلمة وحدة بتقولها ..فـ اتركنا منه الحين عندك شي ثاني تبي تقوله؟
ضغط على شفاته وهو يحاول يثبت ما يبي يثور : مثل ما تبين.. بس خلينا نطلع من هالمكان قبل..
سحر : مارح أقدر اتكلم غير هنا.. عاجبك أو تقدر تنسحب.. عشان محد فينا يغثّ الثاني ..
محمد بصبببر يجمعه : اسمعي الكلام يا سحر وخلينا نتحرك لمكان ثاني.. تدرين مارح نقدر نتكلم بهالمكان..شايفه الوضع كيف..
تجاهلته...وجلست على الكرسي وهي نادمه انها وافقت من الأساس...ماهي مستوعبة اللي تسويه وكيف رضخت بمجرد كلمة... وعشان تشتت انتباهها فتحت المنيو تشوفه..
محمد عصّب من تطنيشها وبهدوء خطا لها وهو يسحب المنيو من يديها ...رفعت راسها بنارية ومن جوا أعصابها ترتعش ما تبي تدخل بـ هوشة : لا تخليني أغيّر رايي.. عطني المنيو..
محمد بنبرة متحدية : مارح تغيرين رايك ولاني مخليك تغيرين رايك.. تدرين ليش لأن مشكلتك مع بسمة تخصني وانا جاي افهم ليش سويتي كذا معها !
عطاها بالوجه!..
حست مثل الصفعة تتوجه لها ما توقعت انه بيبداها بهالشكل !!
واضح انه جاي خايف على شعور خطيبته..جاي يحاسبها على محاولتها التخريب.. وعقب كل اللي صار ماعاد يهمها شلون يفكر عنها وما عاد يهمها تبرر وتوضّح صورتها قدامه..
محمد يتابع ملامحها اللي تغيّرت : خلينا نطلع !
سحر وهي تحس اعصابها في غليان بطيء : ماني طالعه..ودام جيّتك كلها عشان حرمك المصون والمحترمة فاغسل يدك مني مارح أبرر شي ولاني مهتمه أساساً أبرر..
محمد وكلامها يغضبه لأنه ماهو مقتنع انها سوّت كذا بدون سبب : لازم تبررين.. رح تبررين يا سحر..لأني عارفك زين ..
ابتسمت باستهزاء وهي تندفع بـ تيار ياخذها بدون لا تحسب لكلامها حساب كانت تبي توجعه بأي طريقة : غلطان انت ما تعرفني زين.. اعتبرني سويت اللي سويته مع حرمك لعانة ..اعتبره نذالة..
محمد بحدّة : تكذبين !
رفعت عيونها له بدون ردّ وهو يوجّه لها هالكلمة اللي بترت حكيها..
وتقدّم ناحيتها وهي جالسه ..راسها مرتفع له .. ما تدري وش خطوته .. وأكمل بقوة : انتي ما تعرفين للنذالة.. انتي وحدة ما تعرف تضرّ أحد.. مقتنع بهالشي فلا تحاولين تلفّين وتدورين..
ضحكت ضحكة غريبة مو في محلها تحاول تداري على وجعهـا اللي هاج بكلامه.. يعرفها.. ومقتنع وداري انها كانت مسالمة لأبعد حد وسلّمته قلبها لكن بسببه تحوّلت للأسوأ ..عقد حواجبه بجدية من ضحكتها اللي ما كانت مناسبة للموقف ... رفعت عينها العسلية لــه تردّ : غلطان ماني على خبرك! تغيّرت كثير وعاجبني هالتغيّر..
ضاقت عيونه حدة وهو يتقدم لها.. مع حالها ذا وكلامها مارح يتنازل عن التفاهم معها : قومي نروح مكان ثاني..!
سحر : ما عندي شي أقوله لك غير اللي قلته.. ومالي رغبة ادخل بنقاش يخصك مع خطيبتك..
محمد استند على الطاولة بيديه ومال عليها بجسمه .. لين صار وجهه قريب وهي شادّة أعصابها بشكل : دامني داخل بهالمهزلة !.. فانسي أطنّش الموضوع.. وش كنتي تحاولين تسوين مع بسمة ؟
رمشت بسرعة وعضلات فكها تنشّد..بصرها متعلّق بعيونه الجادة والقريبة من وجهها..نظراته اللي تحفّز كل عصب حيّ : عشرين مرة..قلت ..اسألها..
محمد بوضوح : سألتها... والحين جا دورك..أسألك..
سحر فاقده رغبة التبرير : أجل تقدر تعتمد اجابتها !
محمد بحاجب واحد : ماهو من صالحك أعتمد اجابتها .. لأن موقفك قدامي وقدام عمي وحتى أبو بسمة وأهلها موقف سيء وأنا ادري ان الغلط ما يطلع منك !
سحر بسخرية : ماني فاهمة ليش يهمك الموضوع...خلاص تقدر تعتبرني الغلطانة لأني جد مو هامني صورتي بعيونك !
محمد بدا يتنرفز : انتي وش اللي غيّرك كذا !.. من متى انتي تتكلمين كذا!..هالأسلوب ماهو أسلوبك !!
سكتت ونظرات الغضب صارت أوضح بعيونه.. أما عيونها بقد ما كانت معصبة إلا انها بدت تحمر..، ما كانت تبي تتكلم ، لأنها عارفه انها تصرفت مع بسمة بذيك الطريقة بسبب الجرح اللي كان ذابحها ولأن بسمة ما قصرت فيها ، وما تركت لها الفرصة تطيّب هالجرح...وانها تقول هالكلام لـ محمد شي مستحيل ..مارح تلمّح له حتى مجرد تلميح انها سوّت كذا لأنها موجوعة وانها عاشت ايام بنفسية مدمرة ..بسببـه ، هالكبرياء اللي حاولت ترممه وما عندها نية تحطمه بـ جواب وكلمة بس عشان ترضيه !!
محمد لاحظ سكوتها.. وضجيج الناس اللي بالكوفي حولهم مسوي ازعاج : قومي نطلع !
سحر بنظرة حااادة مليانه كُره : ماني قايمه يا ليت تترك المكان لأن حرف زيادة مارح أنطق..
محمد بتحذير هادي ما يبي يضغط عليها لكن أسلوبها يجبره : لا تجبريني على شي يا سحر..
سحر وودها تصرخ بوجهه : ممكن تضف وجهك !
قالت هالكلمة أو ما قالتها ما درت إلا محمد يهجم على يدها ويسحبها بقوة لين وقفت على حيلها غصب ..ارتعشت من حركته المفاجئة وانخرست قدامه...ناظرها وهو حاابس غضبه بأقصى ما يمكن وكلمتها نرفزته زود : بضف وجهي بعد ما نخلص كلامنا..
تحرك وهو ماسك ذراعها من فوق الكم وضاغط عليه..مشت متعثرة وهي مصدومة من ردة فعله..وأعصابها تشنجت.. كان المفروض تصرخ بس صوتها اختفى بذيك اللحظة .،
طلعت خلفه للجو البارد برا..وحاولت تجرّ يدها وبلسانها ألف سبة وشتمة ماسكتهم بقوة.. ما تبي تفقد السيطرة على حالها بسبب حركته العنيفة..،
التفت عليها وبعيونه غضب مدفون ما أظهره : دام ما تبين تتكلمين .. تبيني أقولك اللي أتوقعه !
سحر انشـــدّت أعصابها : اترك يدي ..
كرر : دامك ما تبين تشرحين سبب ذيك الرسايل..تبيني اقولك اللي اتوقعه !
فهمت تلميحه..!
وبمرارة تتفاقم ورعشــة تنذر بالبداية مع أوجاع تطنحهاااا طحن : انا...ما ..سويتها عشانك ..
لمعت عيونه بلمعة غضب موجوعــة ما قدر يخفيها : ودي اصدق..ودي اصدق بس ماني قادر.. أجل نذالة ها ؟
تشنّجت من هجومه !
لا..!
لا...
ما تبيه يفكر كذا...إذا فكر كذا فهي اهانة جديدة لها ..كيف يعتقد انها لازالت تفكر فيه مثل أول..
وبرعشة دموع وهي تجر يدها بعنف بصرخة حااامية : حيوان اترك يدي..!
تجاوز الشتمة وما تركها ، ..جذبها لـ مقهى صغير بالشارع المقابل واضح هدوءه بعكس المكان الأول ..وهي تمشي معه مصدومة من الموقف اللي يطلع برا سيطرتها..اثنينهم الحين معصب ..هو اللي مأرقه الموضوع والأسئلة ، وهي اللي ما كانت تخطط تتواجه معه...ندمت على موافقتها وندمت انها عطته الفرصة وندمت انها هنا معـه..
دخل معها وهو يقلّب عيونه.. المقهى تقريباً خالي ما عدا طاولتين أو ثلاث وهذا الجو المنشود اللي يبيه..مشى لطاولة في الركن وسحر فقدت صوتها..عاضه على شفتها بقسوة من حركته.. تحاول بثواني إنها تستجمع حالها من جديد بس خايفة من اللحظة الجاية وخايفة يقول كلام ما تقدر تردّ عليه فيه..
وصل وفلت ذراعها وهو مغمض عيونه ..دليل انه ماسك نفسه وندمان على اندفاعه هذا.... وبخفوت : اجلسي...رجاءً..
رمشت بسرعة وهي تناظر الطاولة ما تناظره ، تحاول تتمالك حالها ..
التفت عليها بنظرة نادمة : اجلسي يا سحر..
ما ردّت عليه وعيونها جامدة بالطاولة.. تحاول تلقى جواب بس كل الأجوبة القاسية تبخرت من ذهنها..
حست نفسها مثل الطرماء فجأة عقب آخر كلامه... جاي يرقص عالجرح من جديد!..
تحرّك وواجهها ..ونبرته ترجع للوجع : ليش سويتي كذا ؟
سحر بجمود وعيونها ما ارتفعت : وش..تبي تسمع ؟
محمد : ابي اعرف منك عشان احدد موقفي من كل هذا..
ضغطت على الجوال بيدها وهي تناظره تنتظر اشارة لو بسيطة انها على باله.. ان رسالتها وصلت..هو وعدها يتصرف ويتولّى الأمور وهي الحين فقدت السيطرة .. وجودها معه يجرّها للقاع...يجرّها للهاوية ...اسئلته تجرح كبريائها المحطم..حرصه على خطيبته اللي جاي يقهرها فيه ..،
كل هذا جالس يهدّ بحصونها اللي عاشت شهرين تبنيها..
محمد لاحظ تغيّر لون عيونها وانتبه على موج يتدافع .. وانها وصلت لـ حدها ..
محمد بحنيــة وهو فاهم تأثير وجوده عليها : سحر.. بلاش دموع..
::
في معهده.. لمّ اغراضه داخل حقيبته بعد ما انتهى عشان يرجع للفيلا ..وبباله يشوف سحر.. شال مجموعة أوراقه والجوال كان تحتهم من مدة ..ما شيّك عليه لأنه كان متوقع ان سحر لو احتاجته بتتصل عليه وللحين ما جاه أي اتصال..ودامها ما اتصلت فالأمور للحين مستقرة ..مع انه طول ساعات انشغاله كان متوجس من ولد عمها اللي ظهر لهم من غير موعد..وبـ مفاجئة يعترف انه ما توقعها..،
تحرك طالع مع باب البناية وهو يرفع الجوال ناوي يتصل على الفيلا ..ألقى نظرة على الشاشة بعفوية ولفت نظره وجود رسالة من أكثر من نص ساعة.. فتحها باستغراب ..وتفاجأ إنها من سحر.. قرأ اسم كوفي محدد بدون أي تفاصيل ثانية !!
عقد حواجبه وهو يفهم الرسالة...
تبيه يجي هناك؟....
أدرك بلحظة إنها معـــه ! .. عض على لسانه بعصبية من هالاستنتاج اللي طيّر كل ذرة هدوء فيه ..،
الغبية..
كان مفروض تتصل وشلون تروح معــه من غيره !... هذا وهو حذرها !!
مارح تقدر عليه لحالها !!
هو يعرف هالشخص وأسلوبه ، شخصية صلبة مثلـه مارح تقدر هالبريئة تكسرها بسهولة لحالها..
أنا قايل ولد عمك ماهو سهل ومارح يقصر الشرّ.. لكن أنا اللي بكسرك يا محمد بنفسي..
رح تكتشف غلطتك الشنيعة بجيّتك هنا..
جيتك اللي ماني متأكد للحين وش أسبابها..
تحرك بهرولة سريعة للمكان المنشود..من حسن حظه ان المكان قريب لو بيركض بيوصل بخمس دقايق..!
بعد دقايق وصل لهناك وهو يدعي انه ما تأخر ..يدعي ان كل الأمور بخير..وانها تكون قد كلمتها وقدرت تتعامل مع الموقف.. مرسلة له الرسالة من ما يقارب الأربعين دقيقة وهو توه يلاحظ...عادي تحقد عليه وتكرهه من تأخيره وهو اللي عارف انها ما أرسلت إلا وهي في أزمــة !
دخل الكوفي وهو يقلّب عيونه بين الناس والزحمة والضجيج...يدوّر أحد يشبهها أو يشبــهه .. ما لمح أحد.. التوتر داهــم قلبه يوم ما لقاها!..وين راحت ؟!
عض شفته وهو يرفع الجوال يحاول يتصل فيها.. ينتظر صوتها تطمنه إن الأمور بخير..وإن الأمور ما تعقدت لأنه عارف ان مافيه شي ينضمن معها ..هالبنت سهلة العجن والتشكيل... شوفة ولد عمها سهلة تقلب كيانها وتلخبط مشاعرها وهذا اللي مارح يسمح فيه ..،.. ما يضمنها حتى لو أكدت له قوتها وحلفت أيمان مغلّظة ..
ويدري.. إن محمد قادر يأثر عليها ..،
لكنه ما حصّل جواب وهالشي اللي استفزّ اعصابه زود وهو يلعن ابليس..
(ما ردت) عليه !... هذي اشارة انها برا المود كليّا..وإنه تأخر كثير..وان فيه شي حصل بينها وبينه..،
طلع من الكوفي بسرعة ..وجمد مكانه يوم طاحت عيونه على محمد واقف على الرصيف المقابل ، يتلفّت بالأنحاء بقلق... عقد حواجبه مستغرب يوم ما لمح سحر معه.. تقدم له بخطواته المتقاربة وعيونه تلمع بحدة جادة..،
التفت محمد للشخص اللي يقترب والتقت نظراتهم المتكهربة...
تغيّرت نظرة محمد وهو يقيّمه بصمت وذات الشعور يداهمه وهالمرة بقـــوّة غريبة..لأن وليد بنظره.. كان مختلف عن المعتاد بهيئته الجديدة واللي لقى الفرصة إنه يدقق فيها بضمير...ما كان مثل وليد اللي ترك الرياض آخر الأيام..وهالهيئة هيّجت ذات الشعور وشي بذاكرته يثور لكن ماهو عارف وش هو.. يتمنى بس يعرف مين يشبه !
تركي بحدة وهو حاس ان فيه مشكلة صارت : وينها ؟
محمد ملتزم هدوءه الصلب ..بسخرية : بدري ! ليش تأخرت عن موعدك معها !
ما فهم كلمته وهو يعقد حواجبه ....."موعدي"..
محمد باستهزاء بارد من الفكرة كلها : شكلك ناسي.. ونعم الخطيب يا وليد..
فهم إن فيه موعد وهمي اخترعته سحر وهالشي اللي خلاها ترسل له........لكن وينها !
التفت يمين وشمال يبحث عن زولها....ورجع له بجدية : وينها؟
محمد بهدوء : لا تخاف عليها.. فيه موضوع بيني وبينها وبنقدر نتفاهم..لا تشغل بالك..
تقدم تركي واعصابه تثور فجأة : مافيه شي بينك وبينها يا استاذ..وأظن تذكر كلامي أمس..
رفع محمد حاجب من هالتطاول الغريب..شي مو لايق عليه..وببرود قوي : إعتبره عائلي يا وليد.. فمالك بالموضوع خلك بعيد أحسن لها هي..
اقترب تركي ناحيته حتى كاد يلصق فيه : لو تكون ضايقتها بكلمة.. كلمة وحدة بس مارح أعدّيها لك...
ثارت أعصاب محمد لكن ما انفعل ونظراته الصامتة معلّقة بعيون تركي القريبة ..
ايه هذي الشخصية اللي تناسب وليد ماهو ذاك الوديع..
محمد بحاجب واحد : وين هالقوة من زمان؟
تركي بجدية : وينها ؟
محمد : عندك رقمها ليش ما تتصل عليها ..
تركي : أفهم إنك ضيعتها ؟
محمد ما شرح له اللي صار ولا له نية : ما أعتقد انه يخصك.. الموضوع مالك فيه لا من قريب ولا من بعيد..حتى لو كنت خطيبها..
تراجع تركي ما يبي يحتدم معه الحين.. لكن همس بينه وبين نفسه (راجع لك بعدين) ..وتحرك من قدامه وهو يطلّع جواله يحاول يتصل فيها..اللي يهمه الحين يعرف وينها ..ودامها هربت فـ هالشي ما يبشّر بخير .. ما صدّق وعودها انها بتقدر تتصرف وهذا هي اختفت بأول مواجهه بدونه...وما يستبعد ان محمد جارحها بكلمة..،
ما ردّت وأرسل لها رسالة...
(إنتي وين؟.. انا جاي )
وبرضو ما ردّت وهالشي نرفزه وهو يلتفت لـ محمد : وش قايل لها ؟
محمد اللي حابس اوجاعه داخله ماله خلق يفتح نقاش مع وليد : شوي ورح تهدى..
ثار من كلمته اللي تعني ان فيه نقاش فعلاً حدث بينهم...وتحرك من قدامه على الرصيف وبباله مكان قريب ممكن تكون اتجهت له.. مكان لقاها فيه مرة عقب مكالمة أبكتها مع محمد مرة من المرات... اختفى تركي..بينما محمد رفع يده يفرك عيونه بتعب عقب الكلام الأخير.. اللي واضح انها ما تحملته وطلعت من الكوفي على غفلة منه..وآخر ما شاف كان عيونها تحارب الدموع بغضب..!
تحرّك لعله يلقاها ..مارح يقدر يترك وهي بهالحال ولازم تفهم انه ما جاء عشان يضايقها مثل ما تظن..،
وصل تركي للساحة اللي جاها مرة...تعدّاها ناحية بارك كبيرة ...وهناك..مثل ما توقّع...لقاها جالسه على مقعد على أطراف المكان وبعيد عن الناس والزحمة...منزوية .. كانت بأبعد نقطة ومحد بيعرفها من بعيد..لكنه ميّزها..
تنهّد وهو معصب وتحرّك لهناك وهو حاس إنها حاقتها ..
تناظر ورقة يابسة بالأرض وعيونها غرقانة وكتوفها تنتفض من عبرات تتسابق...يوم ظهر لها طرف حذاء يدوس الورقة المتيبسة..ويوقف أمامها تماماً وسيقانها تحتك في سيقانه!
رفعت راسها وآثار شلال مالح يهبط على خدودها المحمرّة ، عرفت إنه بيلاقيها لكن تأخر... ليته جا قبل دقايق وما ظهرت بذيك الصورة قدام محمد ..،
تركي عاقد ما بين حواجبه : هذا اللي اتفقنا عليه؟
انكمشت ملامحها مثل طفلة بعمر خمس سنين توشك عالنحيب.. بدون كلمة ..
تنهّد منها..ومن حالها..جلس جنبها ملاصق لها تماماً وجسمه مواجه لها : سحر..!
سحر ما التفتت له : وين كنت ..؟
تركي : موجود..
سحر ببحة تتلوى : لا ..تعصّب..
بتنهيدة : ماني معصب..
سحر بـشهقـــة وعيونها تنزل لحضنها : تأخرت عليّ...وما قدرت ..أكمل.. اعترف..بالهزيمة..
تركي : ما قلت لك اتصلي فيني لو حصل شي..؟!
بكت بروح مذبوحة وبصوت مسموع : ح..حاولت من غيرك....وليد..حاولت بس والله انا ضعيفة..
تركي بهدوء : منتي ضعيفة !
سحر وهي ترفع باطن كفها لـ جبينها برعشات : ما قدرت أرد...أنا تعبت..تعبت من نفسي..وكل شي..
ما قدر يشيل عيونه عنها وهو يشوفها تتجرّد قدامه.. غطت عينها وخدها بيدها تحاول تخفي معاناتها النفسية..
وشهقت بمرارة ..ما حبست هالشعور داخلها..وما اهتمت اذا وليد جنبها واللي زمان ما شافها تبكي بهالحرارة كانت طول الفترة الماضية تنزوي بغرفتها أو بمكان بعيد عنه لو اضطرت...ما حسّت بنفسها إلا وهو يجذبها بهدوء من ذراعها..مالت عليه بانسيابية وذراعه تلتف خلف ظهرها وتضغط عليها... شهقت بمرارة وحركة تركي خلتها تسترسل بدون سيطرة على حالها.. بكت تشكي له هالمرة..وهو متفهّم..
همس بإذنها القريبة : ششش.. خلاص روّقي بالك.. محد بيضايقك وانا موجود..
بكت منفعلة مع كلامه ويدها تتشبت بأزرار قميصه وتكرمشه ..رفع يده لراسها وضغط عليه ، ما كان متوقع اقل من كذا بجيّته المفاجئة.. وما استغرب..
تركي : ششش سحر..
ما كانت تسمعه..ما تسمع الا صوت نفسها.. سكت وهو يدنق قريب منها ويده تمسح على ظهرها بهدوء..
بعد دقايق ..فتحت عيونها الفايضة مو واعيه على شي أبد وهي تلهث مثل المحمومة وكأنها صحت من سُبات...لقت نفسها مايله عليه بكامل جسدها وأنفها ملاصق لرقبته المشبّعة بعطره ..مع احساس بشفاة ناعمة تلامس خدها مع هالقرب الشديد!..
ارتجفت وهي فاقدة طاقتها هاللحظة وبحشرجة مبحوحة : لو أنسى.. كنت ناسية وليد... أبي أنسى.. تعبت ..أبي انسى كل شي يخصه..
همس بإذنها ببحة : أنا أنسّيــك..
رفعت عيونها اللي كانت غارقه بموج يوم قالها..وشفاتها ترتعش... نزل بنظره لها ويده تنزل خلف رقبتها : غمضي عيونك !
وقبل ما تنطق حط يده الثانية على خدها والأخرى اللي خلف ظهرها قابضه رقبتها : قلت اني بنسيك.. فـ لا تتحركين..
ما عطاها فرصة ...ارتعشت وهي تحس بـ قُبلتـه تجي تحت شفتها السفلية ، غمضت عيونها مو واعية على شي وكأنه انتشلهـا من مكانها لكن لشعور أعنــف..لـ احساس أكثر رعب وأكثر غرق واكثر رجفة.. مثل العصفورة انتفضت بين يديه وهي مستسلمة..مالها رغبة ولا قرار..سوى انها كانت تبي تنسى..
غابت بـ شعور دامع للحظات ..وعقبها ...حاولت تتراجع وهي تحس ان حركته ممكن ترتفع لمكان محظور.. وانها بتفقد السيطرة..
مسكت يده اللي على خدها تنزّلها وهي تتراجع بصعوبة ولمسه لذاك المكان أرسل رعشة عنيفة بجسمها : ..و..ليد..كا.في..
دنّقت وهي مبعثرة ما تناظر فيه.. تراجع تركي بصمت وعيونه عليها.. تحركت وهي تفرك ذراعها بتوتر بدون ما ترفع عينها تحاول تلملم شتاتها..تلملم بكاءها اللي أنهاه تركي بـ قبلته الغريبة..
تركي بهدوء : تبين تنسين؟
هزت راسها ايجاب بوجع وكل ملامحها تحوّلت للأحمر من أثر الدموع وتضاعف اللون بسبب اللي سواه..قلبها بهاللحظة ضجيج منهك..اجتمع عليه كل شي..
تركي : رح تنسين... وعد مني ..
بللت شفاتها وهي تاخذ نفس يهدّي رجفاتها.. تدري انه يقول هالحكي يرفع معنوياتها.. جت بتقوم لكن مسك يدها بطريقة مباغتة وعيونه تتجاوز كتفها.. التفتت عليه بملامح حمراء برجفة..
قال وهو ينحرف بعيونه لـ عيونها : لا تتحركين .. هو قريب اذا قمتي الحين وانتي بهالحالة..بيشوفك..
جلست مقابل له بنفس جلسته معطيه العالم ظهرها..ابتسم تركي فجأة بوجهها اللي كان أحمر وقريب.. : ودك تردّين اعتبارك؟
رمشت بسرعة : أبيه يروح من هنا بس..
ما شاورها واقترب منها باللحظة اللي التقت عيونه بـ عيون محمد اللي انتبه لهم من بعيـد : هالمرة الدور عليك..
سحر رمشت باضطراب مضاعف وهي تفهم نواياه...وببحة : أنــا ؟
بابتسامة عابثة... أشار لـ خده بأصبعــه : بأقــوى ما عندك !
اختفى الأكسجين من العالم وهي تواجه طلبــه العنيــف !!
بالطرف الثاني..كان يدوّر عليها ما همه وليد ولا غيره..يبي ينهي هالمشكلة بدون ما يأزّمها لأن الواضح انها فاهمته غلط..،
لاحظ مكانها أخيراً بعد بحث مضني..جالسه معه..ما استغرب كان متوقع يشوف وليد معها....فـ تحرّك ناحيتهم وكل همّه سحر....لولا.....
تركي : خذي دورك..
سحر معطيه محمد ظهرها وجسمها يرجف كله.. حاسه انها جالسه تنتهههي مو مصدقه اللي بتسويه واللي طلبه منها!!.. مالت عليه باضطراب وطبعت قبلـة قوية وسريعــة بـ خده الديرتي...تراجعت بسرعة صاروخية وعيونها بمستوى عيونه !! وأكملها تركي بابتسامة حلووة وناعمة لهــا..
يعتقد إنها أوصلت الرسالة !
وصلت الرسالة..يا محمد؟
::
في بيت ابو محمد..
شادن دخلت البيت راجعه من الجامعة واللي استغلتها للروحة للمستشفى للمرة الثانية .. طلعت منها بدري ومرّت على المستشفى تتطقّس اوضاع اللي ينازع الحياة هناك..عن طريق بسمة اللي أوهمتها ان زياراتها عشان تخفف عنها... وما غاب عنها تردد الشرطة هناك بعد ما أعلنوا انه جريمة قتل بكل المقاييس..
أول ما دخلت الصالة شافت ابوها يشيل شماغه ووجهه منقلب..وكأن تو واصل له خبر مصيبة..! ، وما قدرت تخمّن..!
وبتوتر : وش فيك؟
التفت عليها بملامح مصفوقة : بروح للمستشفى عند ابو راهي توني داق عليه بشوف الاخبار وصدمني بطيحة ولده..
شادن بتوتر : ما قالك وش فيه!
ابو محمد : ما عطاني التفاصيل لكن طيحته كايدة وهو بين الحياة والموت..لا حول ولا قوة بالله يومين ولا ندري عنه.. بروح اشوف أحوالهم ابو راهي صوته تعبان بالحيل واضح ان المصيبة كبيرة.. لولا اتصالي فيه ما كان دريت..
تماسكت تحافظ على هدوءها : ان شاء الله انه طيب..هد بالك..
ابو محمد : استغفر الله انا ماشي..خلي بندر يلحقني..
أم محمد : بندر طالع لشغلة ماهوب فيه..
ابو محمد : دقي عليه..
طلع عنهم ..وهي تلتفت لأمها اللي جلست تراجع الله : إنا لله وإنا إليه راجعون.. نسبانا حالهم منتكس من يومين واحنا ما ندري.. الله يلطف بحاله ..
شادن قررت تنسحب : أنا بروح أبدّل وأنام..
وطلعت بـ سرعة لـ غرفتها تدّعي وتمثّل الهدوء .. أغلقت الباب بالمفتاح ..وبسرعة اتّجهت لمكتبها وهي تبحث عن رقم عمر الثاني اللي عطاها قبل فترة للاحتياط...كل محاولاتها مع الرقم اللي حافظته باءت بالفشل.. من اختفى وهي تحاول تتصل ويجيها مغلق...وتذكرت وهي بالمستشفى الرقم اللي عطاها واللي قال انه يستخدمه نادراً على جهاز أقدم لكنه يظل معاه بجيبه....ممكن يكون فتحـه أو تقدر توصل له من خلاله.. تبي بس تتطمّن ان بخير على هالأرض... أعصابها مارح تتحمل اكثر من كذا..
اتصلت على الرقم.... وفتح معاها...سمعت رنين الخط..واجتاحها أمل خلاها تكبت دمعة رجاء وابتسامة دعاء..
ما انتظرت غير صوته الفخم يهزّ سمعها... انفتح الخط بعد رنات متتالية ، تلاه صمت قصير من الطرف الآخر.. فـ انجرفت باضطراب مندفع : عوووومر !
جاها صوت خشن لأول مرة تسمعه نثر الخوف بكل خلاياها : لبى هالصوت ..
فزّت مرتاعه من الكلمة المباغتة !! وهو يقول : عمر ماهوب قريب ألحين..
بلعت صوتها بدون ما تقول كلمة.... وباغتها الصوت الخشن بجمود : مين انتي؟
رمشت باضطراب : وينه ؟
الطرف الثاني : مو قبل ما تقولين انتي مين !
لا شعورياً..قفلت الخط بوجهه وهي تحس بشعور مخيف من الموقف الغلط !!
فتحت الورقة اللي تكرمشت بيدها تتأكد من الرقم !......هو نفسه !
نطّت بـ مكانها بـ خرعة يوم رنّ جوالها بنغمته العالية يعلن عن رقم عـمر ! ، متأكدة هذا رقمه هو...ليش يرد هالغريب عليها !!
يصير عمر يتلاعب؟!....هزّت راسها نفي بقوة تنكر الفكرة... عمر ما يعرف يتلاعب ولا رح يسوي هالحركة فيها وهو يدري انه شاغل بالها..
لا هالصوت مو صوته.. هالصوت... خشن بشكل يجيب القشعريرة ..
يمكن..يكون شخص يعرف عمر ، وعمر عنده ألحين ؟...بس هي تدري..عمر ماله صحبة يثق فيهم غير محمد وبندر..
رنّ الجوال مرة ثانية وهي تناظر الرقم بـ تشتت وريييبة.. مهما كان هالشخص فهو أكيد يعرف مكان عمر دام جواله عنده..وهي متأكدة إن عمر كان شايله هالرقم معه ..!
قررت ترد باقتضاب وبأقل من دقيقة إذا حست إنه نصاب بتسكّر..
فـ ردّت بنفس طريقته ..بصمت.. تنتظره يتكلم ..
جاها ذات الصوت : مو زين تقفلين واحنا نتكلم !
شادن : من انت ؟؟
.... : قبل أقولك وينه..علميني مين انتي؟
شادن بثبات النبرة : وشلون وصلك الجوال ؟
ضحك مستمتع : ما يصعب عليّ يالحلوة..
شادن واعصابها تنشدّ : إنت مين؟
... : أنا صاحبه... وانتي؟
شادن ما صدّقت : إنت مين؟
... : ما تصدقيني !
شادن : وينه؟؟؟؟؟؟
...(بضحكة توتّر) : قريّب ان شاء الله.. بس قبل أعلمك..علميني انتي مين ..
سكّرت بوجهه وتوتر اجتاااحها...نبرته مو مريييحة أبد...ليش ما يبي يقولها وينه!!
جلست على الكرسي وهي تخاف يكون واحد من اللي حكى لها عنهم !!..أصحابه اللي جرّوه معهم واستغلوا حاجته بـ سنين وحدته..!
تحركت من مكانها بتاخذ حمام سريع يرخي أعصابها قبل تفكّر بشي.. لكن جوالها رنّ من جديد...راحت له بسرعة وقفلــته مرة وحدة يوم شافت انه رقم عمر وماهو عمر..! ،
عقب ساعة طلعت من غرفتها وشعرها مبلل ، وتصادفت ويا مشاعل اللي كانت تصعد الدرج وبالها ماهو هنا..وشي في وجهها متغيّر..
نادتها : مشاعل؟
مشاعل فزّت وهي توقف مكانها.. تحاول تسيطر على وضعها المتوتّر..
شادن اقتربت منها :شفيك اليوم بعد؟
ابتسمت بسرعة : مافيني شي مثل الغزال..ما صار شي..
شادن : كيف الشغل اليوم؟..هاوشوك ؟
ضحكت بـ زيف : هاوشوني شوي..بس انا قدها..
شادن : لا يكون المدير!
مشاعل : لا الحمدلله المدير ما بعد تفضّى يهاوشني شكله مشغول.. بس توقعي بكرة يهاوشني ..
شادن : مبسوطة على نفسك !
مشاعل حكت راسها : هههه أمزح...مارح يهاوشني بدبّر حالي..
شادن : وانتي شفيك الحين..وجهك مو طبيعي!؟.. ضاغطين عليك اليوم بعد!
السالفة اللي طلعت عنها وعن خالد ما فارقتها ونكّدت عليها باقي اليوم ..وهي تفكر شلون تتكلم مع خالد اللي اكيد حاقد عليها ألحين.... وهمست : شوي.. بس بتعود... يلله تصبحين على خير..
تجاوزتها بسرعة وهي تمثّل الهدوء..دخلت غرفتها وأفكارها مشوشة... ما تعرف وش اللي بيواجهها بكرة وهي كل القصص اللي تسمعه اليوم عن خالد والبنت اللي كانت معه.. وبعض البهارات اللي تدري مالها أساس..
تحركت لازم تريّح جسمها وتنام..عشان بكرة تعرف تفكر زين.... بدّلت ملابسها لـ بجامة نوم وهي حاسه بتعب في كل جسمها... طاحت عيونها على الجوال جنب الوسادة وكأنه يقول لها استخدميني !
تكلمـــه؟..
بس وش بتقول!.. هي تدري انها تبي تكلمه عن السالفة اللي للحين ما تدري وين وصلت أبعادها..
مسكت الجوال وهي تنسدح واضطراب يمنعها تاخذ الخطوة... مو هي قررت ما تحتك فيه مهما كانت الظروف..مجرد اتصالها عليه كسر لهالقرار ..
انقلبت على جنبها وهي تناظر الشاشة ورقمه المخزّن عندها من مدة طويلة لكنها ما تقرب له..!
أرقامه... المحرّمــة عليها من أمد..
غمضت عيونها وهي تتنهد ورمت الجوال عالكمدينة واصطدم بالكاس الزجاجي الموجود واللي طاح على جنبه ...انقلبت غير مهتمة على الجهة الثانية وهي تعطي الجوال ظهرها..قاطعه الفكرة المجنونة اللي سيطرت عليها..مارح تتصل..ومارح تضعف..
::
|