كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
انتهت سحر من زيارتها للجامعة اللي قررت تروح لها لحالها وتلقي عليها نظرة بنفسها.. وبعدين بتقرر تروح مع يزيد عشان يعرّفها عليها اذا كملت أوراقها وتأكّد الموضوع...
تمشي طالعة بمحاذاة الجامعة وهي تشوف الطلاب والحياة العارمة حول الحرم الجامعي..مبتسمة على الجو وهي تحس نفسها قريب بتنتمي له وبتلقى افضل ملهاة تشغلها..وبتخوض تجربة جديدة بتلقى فيها نفسها من جديد.. رغم انها اتفقت مع يزيد يجي معها مرة ويعرفها على كل شبر إلا انها ما قدرت تحبس رغبة زيارة الجامعة لما صحت فجأة الصباح وهي حاسه بنشاط غريب..قررت تكلل هالنشاط بخطوة تدفعها للأمام وتأكد صحة قرارها وهو ارتياد هالجامعة.. هالدراسة بتاخذ منها أقل شي 4 سنين..بتركّز فيها على نفسها ومارح تسمح لأي شي يعكر صفوها ..،
قطعت الشارع وهي تهرول يوم لمحت وقوف الباص بموقفه المعتاد وعلى وشك يتحرك.. لو فاتها بتضطر تنتظر نص ساعة على ما يجي الباص التالي والجامعة بعيدة شوي عن الفيلا...صرخت بخرشة وبنعومة صوتها تنادي راعي الباص وهي تشد حقبتها المتدليه من كتفها : وييييييييييييييت ! جدِيمِـينيااااااا...
لحقته على آخر لحظة وهي تضحك بعفوية للسائق المسنّ اللي سمع صوت البنت المجهولة..ووقّف ثواني..كانت عفوية وضحكتها ناتجة عن سعادة تحسها بهاللحظة ولا تدري ليش..ما كانت تتوقع ان زيارتها للجامعة بتضفي عليها هالشعور.. وبتعجبها هالكثر..صعدت وهي تشكره : سباسيبا ..
ابتسم بـ ودّ وهو يهز راسه بمعنى على الرحب والسعة ..
لفت تمشي بممر الباص الطويل وهي تبحث عن مكان تجلس فيه ..كان مزحوم تقريباً والتقطت عينها مقعد بالأخير عند الزاوية ...فارغ...ابتسمت وهي تعجّل لهناك كونه مكانها المفضل والمقعد مرتفع شوي يسمح لها تتأمل الطريق...ابتسمت للمرأة المسنة بالزاوية الأخرى وجلست وهي تشيل حقيبتها من كتفها وتحطها بحضنها.. ، النفسية اليوم حلوة وكمّلتها هالزيارة..الجامعة جميلة للغاية.. وطلابها اللي شافتهم يشجعون.. كل شي شافته فيها كان يقولها بصمت ؛ تعالي عندي !
ابتسمت بينها وبين نفسها وهي تتذكر كلام يزيد وتفاخره بجامعته كانت تحس انه يبالغ او يغترّ لمجرد الغرور..بس اللي شافته يشجع والأجواء حلوة داخلها.. ما تستبعد ان تشوف بعض زملاء الدراسة وتتعرف على صحبة جدد.. يزيد مرة قال ان فيه قروب من المدرسة الثانوية يدرسون معه..وهو شي ايجابي بالنسبة لها ..،
همست بينها وبين نفسها "الحمدلله"
بتروح ألحين للفيلا وبتسولف لـ صوفيا عن اللي شافته بهالزيارة السريعة.. هي سعيدة الحين..وما يدلّها الهم..، تحس حالها ببداية خطوة جديدة ، وما تبي تتذكر شي يعكر هالسعادة غير التفكير ببكرة..لكنها....
ما كانت تدري ...باللي ينتظرها بالفيلا..!
شي ما كان بحسبانها..ولا خطر على بالها ..،!
طلّعت من جيب شنطتها كتاب صغير اقتنته من مكتبة صغيرة وهي بطريقها للجامعة.. تتسلى فيه وقت الفراغ.. ولأن قدامها نص ساعة عالأقل .. فتحت أول صفحة وهي تحط سماعات الأيفون بإذنها عشان بس تفصل نفسها عن الأصوات..
كان واقف عند محطة الباص الأقرب لـ معهده بعد ما انتهى من هاليوم الطويل بورشة عمل استنزفته ذهنياً عقب ما أبدع كالعادة.. وهو شي مو جديد بالنسبة له..كل اللي ياخذه حاليا بهالمعهد سبق ودرسه بتفاصيل دقيقة وابحاث شاملة خلال دراسته بـ كندا ... يحب يبتكر بالراي..واليوم زاد العيار شوي لدرجة ان المشرف عليه ماهو مصدق انه مبتديء بهالمجال..! وصاب ظنه لكن تركي حسب أوراقه المرسلة من شركة ابو خالد..موضحتلهم العكس...وراي المعهد فيه لاازم يوصل قريباً لأبو خالد بأي شكل !... مجرد إشادة هالمعهد المعروف واللي له باعه بتدريب وتثقيف المتدربين هذي خطوة مهمة جدا للأمام ..رح تضيف لرصيده ألف نقطة ايجابية بدل نقطة وحدة.. ورح يقترب من هدفه .. رح يرجع للرياض..
ورح يبدا الطقطقة من داخل الشركة..وخارجها...رح يدمرها بطريقة ما تخطر على باله وبمدة زمنية قصيرة مارح تاخذ أكثر من 3 شهور ..!
رح تلقى نفسك يابو خالد..قدام عدو ما تعرف هويته.. رح تلقى نفسك قدام شبح بتموت وتذبح نفسك عشان تعرف مين يكون..،
رح أذكرك بـ صاحبك اللي حاولت تنساه.. تنساه لكن ما اعتقد قدرت والديل جلستنا الأخيرة.. أدري زين يابو خالد ..إن طاري الصداقة ضرب وتر حساس داخلك مهما أنكرت..عارف بحساسية الموضوع عندك ! ، بخليك تعيش كوابيس بس عطني أول المفاتيح ..آوه !..آسف..
قصدي ثاني المفاتيح.....عقب بنـــتك ! ..اللي بتكتشف يوم غلطتك فيها..،
وصل الباص بعد انتظار.. نزل فوج وصعد بعدهم وهو يسلّم على السواق اللي تكرر لقاءه فيه..ابتسم وهو يدخل داخل يبحث عن مكان يجلس فيه يوم طاحت عينه بمفاجأة على البنت القابعة بالمقعد الأخييير..ما يشوف غير راسها المدنّق لشي ما يدري وش هو...كانت المرة الأولى يصادفها بباص ! .. حرّك فكه يمين وشمال بوعيد لأن مرّ عليه أكثر من يوم كامل ما شافها ولا تصادم وياها...آخر مرة بينهم ..يوم ...تعضّــه !
حركة..ما ردّها لها للحين ..،
ورغم إن فيه أكثر من مكان خالي ..إلا إنه توجه لذاك المكان بالذات بخطوات هادية وعيونه ما رفعها عنها..
كانت متعايشه مع أحد السطور بضمير وبعالم آخر تماماً..يوم حست بالجسد الرجولي اللي استقر جنبها بكامل ثقله...رفعت راسها على بالها شخص روسي وهي مستغربة قُربه الكبير ذا ..! ،
طلعت عينها من محلها بدهشة من ظهوره المفاجيء.. وبسرعة رمت نظرات لقدام بأنحاء الباص وهي تعدّ الأماكن الفاضية ..أكثر من مكان إذا هم خمس فهو شوي ..!!
رجعت له بنظرات محتقنة بس ماسكه اعصابها... وشالت سماعاتها الثنتين بالتوالي عشان تقدر تتكلم معه..وببرود : عفواً ؟
تركي وعيونه بعيونها القريبة : على ؟
سحر : عندك ألف مكان قدام !
تركي بـ عناد : عاد هذا مكاني المفضل.. ما اقدر اختار غيره..
سحر بهدوء : مكانك حجزته قبلك.. ممكن تروح لـ غيره؟
تركي وبعيونه لمعة تلاعب قرأتها زين وفهمتها : نوب !
شدّت نفس عميييق ..وهمست لنفسها مع هالشخص اللي ماعرفت للحين بأي أسلوب تتعامل معه إذا لمعت عيونه بذيك اللمعة.. "اللهم طولك يا روح" ..
مال تركي براسه يطلّ بوجهها لأنها كانت معطيته جنبها : هالكلمة علي !؟
التفتت ببرود متقمصته بجدارة للحين : ومين غيرك مستقعدْ لي ؟
نزلت عينه للكتاب الصغير بيدها..وبميانة وتسلّط زايد..جذب الكتاب من اصابعها بدون شورها : هذا الكتاب عن...؟
ضاااقت منه وهي تميل بقوة بتاخذه: هاااااته.. مو شغلك..
مال للجهة الثانية يبتعد عنها وهو يلقي نظرة للعنوان الغريب.. ثم فتح أول صفحة ..
سحر بغيض وصوتها واااطي ما تبي تعصب بهالمكان : هااااته أقولك !
ما رد عليها..وهو يردّ لها الكتاب جذبته بقوة وعيونها تشتعل من حركته ..
تركي : من وين جايه؟
سحر لفت وجهها لقدام : مو شغلك ..
تركي بهدوء ظاهره رواق لكن باطنه وعيد متخفي..مع نبرته المتوازنه : الظاهر لازم اعلمك وش اللي بيكون من أشغالي عما قريب..
ناظرته بشرارات تلسع يوم فهمت جملته المبطنة.. : مو ..ش غ ل ك .....تبيني أعيدها بعد؟
هالعناد زايد حبتين وهالنظرة المتحدية زايده جرعاتها.. كانت تتحدى بس الجرعة زايدة عن العادة ..وهالنظرة بقد ماهي تستفزه إلا إنها بشكل ما تستميله ومو قادر يتجاهلها ..،
رجعت لكتابها ..بينما كرر سؤاله : من وين راجعه ؟
لفّت للنافذة تبحث عن مناظر تشوفها .. بدون لا تردّ.. تبيه بس ياخذ مكان بعيد عنها ،
تركي بهدوء ملاحظ حركتها..وعشان يجبرها تناظره.. مسك فكّها السفلي بأصابعه القوية وهو يضغط عليه ويفرّه لناحيته ..
سحر ناظرته بألم وقهر : اتررركني..
حاولت تتراجع لكن النافذة وراها حاصرتها وهي تحاول تحرر فكها من قبضته ..
تركي ما تركها ونظراته القريبة بوسط عيونها المحتقنة ضده : هو سؤال واحد وله جواب..فلا تاخذينه عناد ..
سحر مسكت اصابعه الحديدية تحاول تفكه وهي تحس فكها يعوررها من مسكته...هالخشششن ما يحس إنها تتألللم : فكككني ..
وبصعوبة فكت يده عقب ما حررها هو .. وبنبرة منخفضة محافظة عليها لا ترتفع : جيت من الجامعة...يهمك الموضوع يعني ؟..عرفت ؟..ارتحت؟..الحين انا اللي بترك لك الكرسي اللي تحبه وبغيّر مكاني... ابعد !
وقامت واقفه وهي تحضن شنطتها معها بتعبره... لكن بحركة ثانية رفع قدمه يعترض طريقها وهو يسندها على المقعد اللي قدامه .. رمت عليه نظرة صقيعية من برودتها تلسع..
تركي جاوب على نظراتها الآمرة ..بأمر : اجلسي !
سحر : ما أبي...عفت المكان كله.. بروح أجلس بالزاوية الثانية..انبسط بمكانك..
مسك يدها وهو يبتسم وجرّها لين طاحت بالمكان : قلت اجلسي..لا أردّ لك العضة بأقوى منها ..!
ناظرته بخوف وتوجّس وهي تشوف بعيونه صدق هالتهديد......العضة ؟!!!
اييييه ...عضتها له اللي نستها ..
ابتسمت بنشوة من تذكرّت بدون تعليق....وتركي اللي علّق : تحسبيني نسيت ؟!
سحر بفخر : يسعدني إنها بخاطرك للحين...هذا معناه إنك بتتذكر هالعضة كل ما نويت تسوي شي يعكرني..
بحركة مباغتة وهو يسمع..بدأ يقترب براسه ناحيتها ببطء وهي لفّت عليه بسرعة وحذر : ماهي من صالحك لو بقت بخاطري يا أمورة ..!
ضاقت عليه من هالكلمة اللي تمسّ شعورها بعفويتها : لا تقول أمورة ..!
تركي بابتسامة جانبية وهو يلاحظ تبدّل ملامحها : إنتي أمورة من شفتك أول مرة ... أمورة وليد من سوء حظي..
ما تدري شلون تفهم كلمة "سوء حظي".. لكنها كلماته اللي يختارها ونبرته دايما غير...ودايم تحمل المعنيين مع هالشخص ما تقدر تجزم ..!
وقامت ترمش ما تدري تعصب ولا تضرب ولا تتجاهل : ماني أمورة أحد.. تفهم !
تركي يغيضها بذات الموضوع اللي مأزمها : حالياً إنتي أمورة وليد...حتى لو مو معجبك هالشي.. وضعنا الحالي يفرض علينا حتى لو ما يرضيك ولا يرضيني..
سحر بغيض مكبوت : ماني أمورتك ! .. ولا تعيّش نفسك بخدعة اثنينا يدري إنها ما تنطبق علينا..
تركي : كيف ما تنطبق علينا؟
سحر عارفه انه فاهم بس يتجيهل ولّا كيف ينسى انه قالها بلسانه : ما يحتاج اذكرك بكلامك.. آسفة إني انفرضت عليك بهالشكل..
ابتسم ابتسامته الحلوة رغم غرابتها : انا قبلت بكامل قواي العقلية..
سحر : برضو ما يلغي فكرة انها ما جت منك وان قبولك زي ما قلت عشان ابوي وعشاني.. وانها ..مؤقتة ..!
رجعت لـ طاري مؤقتة !!
مُصــره على هالكلمة كثير..
فـ أردف بخفوت : برضو ما يلغي إن هالحال يخليك أمورة وليد ولو بشكل مؤقت !
هالكلمة توترها وتفتح الباب لخيالات جديدة ما تبيها تحيا ..
وباقتضاب : ماني ..أمورتك !
سكت لثواني وهو يتبادل النظرة مع عيونها العسلية ويقرأ هالعناد المتجدد.. عناد يعلن عن نفسـه ،!
قطع اللحظة ...بنبرة يفوح منها غرور مبطن : ترفضين هالفرصة العظيمة ؟!
ناظرته بدهشة من هالثقة المتناهية بصوته.. وضحكت باستنكار : فرصة عظيمة؟!..ههههههههههههههه...
وبدون شعور رفعت كفها ولمست جبينه القريب تشوف حرارته بكل عفوية الموقف...بحركة الغرض منها سخرية.. بلمسة استشعرها بكل عصب وكل احساس غزاه بلحظة عفوية..حسّ بأصابعها الباردة وعيونه تنتقل بين عيونها اللي تنقّط استخفاف : تعال أشوف حرارتك بابا أكيد مريض !
وسحبت يدها لكنه قبض عليها باصابعه بالهوا قبل تبعد.. بنبرة مباغتة : العضة بعضة !.. وكلهم باليد !
ناظرته بصدمة وهي تحاول تسحب يدها : اتركني وليدووو..
بحاجب مرفوع ، بنظرة مربكة : وليدوو ؟ .. هذي تستاهل عضتين !
ضااقت عليه وهي تجرّ يدها مو قادره ...وهمست بعصبية ما تبي تصرخ والباص مليان : اتررركني يا غبي ..!
تركي : برضو غبي تستاهل عضة ثالثة..
وصلت معهااااا ..وبتهديد حاد : فكني !.. لا تخليني أصرخ بالمكان ترا اقدر بهالموقف أوديك ورا الشمس وأتبلا عليك..ومحد بيوقف معاك.. فكني اترك يدي..!
ابتسم من تهديدها وخوفها من عضته .. تأمل وجهها وهي تناظر الناس بتوتر وللحظة جا بخاطره يبدّل عضة اليد بـ عضة الخد !.. وسحر ما فهمت اللي ناوي عليه إلا يوم استشعرت نظراته المطوّلة على وجهها وكأنه ناوي نية ما عرفت تتخيّلها !
كررت قبل لا يسوي شي هي خايفه على يدها ألحين : بتتركني ولا أمزّع الدنيا بالصراخ !؟
غلبته للمرة الثانية والمكان مو بصالحه ...تخلّى عن تهديده و ترك يدها ، وبسرعة دسّتها بجيبها ..سبّت نفسها هي حمااارة ليش تلمسه وتعطيه الفرصة..مو هي توعدته ما تخليه يلمسها بأي شكل ..مارح تخليه ينسى نفسه ويصدق الوضع اللي هم فيه ..!
تركي : بتركك الحين لكن لا تتوقعين بنسى العضة ..!
سحر : إحترم كلامي ورغباتي وقتها مارح أعضّك..
ضحك بعفوية لأن الموقف تحوّل فجأة لطابع طفولي .. التفتت عليه من صوت ضحكاته اللي ملأ الباص.. ضحكاته النادرة..اللي تقدر تعد مراتها .. نادرة ما يسترسل بهالشكل... مبسوط على نرفزتها..مبسوط إنها يعيشها هالانهاك والشد والجذب حتى لو كان يستمتع...
تأملت ملامحه الجديدة وصدت بسرعة وهي للحين مو فاهمه هالتغيّر اللي طرأ عليه...للحين ماهي قادره تسترجع وليد اللي اختفى من جسده قبل ما تطرده من الفيلا..ما تدري هالشعور حقيقي ولا من تخيّلاتها لكنها فعلاً فاقده فيه وليد اللي تعرفه..!
وصلها اتصال على جوالها اخترق الصمت اللي عمّ بينهم ..
رفعته وبصوت مسموع : هذي صوفيا ..!
التفت عليها : الشقرا ؟
رمت عليه نظرة جانبية : ايه حبيبتك..
تركي باستمتاااع : هههههههه بدري تكون حبيبتي ليش مستعجله... بس محتمل تكون ليه لا..
سحر ببرود : حلو... الله يتمم على خير..
ناظرها بسخرية وكلمتها حفّزته : حلو ؟.. يعني تنصحيني أفكر بجدية ..؟
سحر والجوال يرن بيدها : شي راجع لك..بس اذا تبي وحدة تصير أمورتك عندك الشقرا اللي ما اظن يخفى عليك اعجابها فيك..
ابتسم بنعومة : ما يخفى ..
وكمل عقب لحظة : لكن أمورة وليد حسب الظروف الحالية هي الآنسة .. ومضطر أتحمل هالشي..
سفهته متجاهله كلمته "أمورة وليد"..وهي ترد عالجوال : هاي صوفيا ..
صوفيا بعجلة : أين أنتِ ؟
سحر : أنا عائدة الآن..
صوفيا بتوتر : لم أكن سأتصل عليك ولكن ..هناك شخص بانتظارك منذ ساعة كاملة ..
سحر باستغراب :شخص؟.. اهو يزيد؟
صوفيا : لا !.. يبدو أنه شخص من العائلة ..
سحر احتاارت وما طرى على بالها شي : ماذا تقولين؟..
صوفيا عطتها بالوجه : لا أعلم إن كان صادقاً...ولكن يقول بأنه ابنُ عمك ...!
اضطرب كل شي فيها لهالكلمة ..وبهمس مو مستوعب الكلمة : ماذا؟
صوفيا : يقول هكذا...لم اكن سأتصل ولكنكِ تأخرتِ وهو يجلس وحيداً .. فقررت الاتصال ..
ما تخيّلت شي !.. كلمة ابن عمها أصلاً ما هضمها مخها أكيد صوفيا غلطانة أو فهمت غلط..
قالت تتأكد : أهو رجل ؟
صوفيا : أجل.. إنه شاب جذاب أسمر اللون مثلكم تماماً ..يبدو في آخر العشرين من عمره.. لم أره من قبل..
شاب اسمر؟...في آخر العشرين ؟ ..
زاد الاضطراب ماهي فاهمه..رجال في بيتها وسأل عنها؟.. من وين جا ؟
سحر : قد يكون اخطأ بالعنوان.. أخبريه بهذا ..
صوفيا : لا يبدو كذلك !
سحر بحيرة كبيرة : اسأليه مرة أخرى..
صوفيا : سألته وأكد لي ، يقول أنه ابنُ عمك...هيا تعالي فهو بالانتظار..
وش قاعدة تقول ذي!!.. من وين بيجي ابن عمها...الفكرة كلها تافهه من أساسها مستحيل يكون واقع..!
سحر بحيرة بعثرتها : و...ماهو..اسمه؟
صوفيا بأسف : لم أسأله... أنا متوترة لوجوده وسأل عنكِ بالاسم..إنه حتى لم يسأل عن والدك أو وليد..لقد سأل عنك بالذات !
حسّت الدم بدا يجري بجسمها..
مين اللي بيسأل عنها بالاسم...يعني يعرفها !...سحبت نفس تهدّي من توتر غريب بدا يسيطر عليها من الفكرة الغريبة ذي..
وأردفت بخفوت وهي مو حاسه ان تركي بدا ينتبه للتغير اللي طرأ عليها : ربما يكون شخصاً أرسله والدي لشيء ما ..
تنهّدت صوفيا وهي مو فاهمه ليش سحر تحاول تنكر بأي سبب : لا أدري حقاً..لا تتاخري..
وأغلقت وسحر تناظر قدامها بمشاعر ملخبطة ما تدري ليش..ماهي فاهمه اللي قالته صوفيا ومين يكون الشخص اللي ينتظرها ..هذا لو فيه شخص فعلاً..تمنت يكون مقلب من صوفيا ولا شي لأن فكرها تشوش الحين ...!
ابن عمها ؟
هي ما تعرف الا اثنين... واستحالة أي واحد فيهم يتواجد هنا..استحاااالة بكل المقاييس..
أنكرت الفكرة قبل تتمكن منها وهي تحاول تضبط اعصابها لأنهم صاروا قريبين من محطتهم ، وبالتالي قريبين من الفيلا..، .. تركي عقد حواجبه بانتباه واهتمام وهو يشوف هدوءها تلاشى ..وترمش كثير وشرود ماخذها..
تركي : وش تبي الشقرا ؟
بللت شفتها وهي تقول : مو شي مهم.. تقول فيه احد بالفيلا يبيني..
تركي باهتمام جاد ..جا على باله يزيد : مين؟...البزر ؟
تجاهلت كلمته ماهي في وضع يسمح تعنّفه ، همها تتخلص من الفكرة اللي ببالها واللي زرعتها صوفيا... غبية إذا صدقت..!
وبهدوء : لا... الظاهر واحد أرسله ابوي..
تركي : طيب؟
سحر بنبرة متوترة ما اخفتها عنه : ماعرف مين يكون.. وليد.. ماعرف مين يبيني ألحين..
لاحظ بوضوح حالتها ..وبهدوء : توصلين وبتعرفين ليش متوترة هالكثر.. ممكن عمي أرسله يعطيك شي..
بلعت ريقها وصدقت كلامه وما قالت له اللي قالته صوفيا..صعب تحكي في شي ما دخل مخك للحين وأكيد صوفيا فهمت غلط..
وصلوا لمحطتهم ونزلوا يمشون سحر تسبقه بخطوة تبي توصل للفيلا وما توصل..
دخلوا بحدودها وبنص الطريق... قال بعفوية من وراها : اشوفك..
ناظرته بروعـة وهي توقف غصب : على وين؟
تركي فاجأته هالنظرة الخايفة : بروح لكوخي ارتاح.. وين بروح يعني مابي أزعجك أكثر اليوم..
تلخبطت أنفاسها : بت.روح؟
تركي ماعرف يفسّر ذيك النظــرة : ما تبيني أروح؟
مجنونة وش اللي صاير لها الحين ! ، وش بيقول عنها وليد ، توترت لمجرد إنها فكرة عابرة خيالية ..؟!
صلبت حالها وبتمثيل متقن : لا...بس أقول يعني ماتبي تاكل؟
ابتسم وهو يشم كذب وتمثيل : لا مو جوعان.. ببدّل ملابسي وممكن ألحقك لو تبين مشاركة عالأكل..
رمشت بسرعة وهي تنهر حالها : بكيييفك..
وتحركت من قدامه بسرعة ناحية الفيلا الشامخة... لاحقها بنظراته وهي تصعد بخطوات سريعة وللحظة نــدم إنه ما لحقها...
بذيك النظرة تصريح ..إنها ما تبيه ينفصل عنها..!
بس ماهو قادر يفسره... ما قدر يفسر سبب النظرة على غير العادة.. فيها شي مو فاهمه !
|