كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
سحر بغرفتها فاتحه اللابتوب على موقع الجامعة اللي بتلتحق فيها خلال وقت قريب جداً..تقرأ وتطلّع عليها..وتتفرج على بعض الصور والأخبار عشان تتعرف عليها..
فجأة دب فيها الحماس من بعد ما عطاها يزيد الأوراق بسرعة ما توقعتها..وكأنه عارف انها تحتاج هالخطوة كثير.. وكلامه لها قبل يطلع على جامعته إنه هو الثاني متحمس لدخولها لنفس جامعته.. عشان يعيدون ايام الدراسة المتوسطة والثانوية ..
تتذكر قبل خروجه من الفيلا يوم سلّمها الملف..ناوي يطلع للجامعة .. وهم عند الباب ..
يزيد بابتسامة : اقري الأوراق اللي عطيتك..وادخلي موقع الجامعة بتلقين فيه كل شي..بيفيدك ..واذا على بالك سؤال عندك رقمي اسأليني.. ما عندي مشكلة ..
ابتسمت سحر له بدون لا تعلق..كانت ممتنّة له..
يزيد : ماني مصدق بنرجع نعيد أيام الدراسة سوى.. والله ما كنت متوقع وكأن متوسطة جنوب أفريقيا ، وثانوية موسكو..رجعت أيامها ببالي..
ضحكت معه وكلامه ينعش روحها المرحة اللي فقدتها بالرياض..بدت تحس باختلاف يقترب من أيامها بهدوء : والله حتى أنا يزيد.. ما كنت بتوقع أرجع لنفس الموال الأول.. بديت أحس برجع لذيك الأيام.. براءة وعفوية وشطانة.. وانت جزء من ذيك الأيام..تدري توني أحس بقيمتها ألحين.. أحب ذيك الفترة بحياتي كثير..
يزيد زادت ابتسامته من كلامها اللي يشرح صدره : ترا أخق عليك ألحين...يعني تحبين ذيك الفترة عشاني فيها.. (ويعض لسانه بشقاوة)..
بابتسامة صادقة تنوّر ملامحها : أكيد...ليش بكذب..بس لا تخق ..
يزيد: ههههههههههه.. تعرفين تخليني أغتر بحالي.. ( ورفع قبضة يده بحركته المعتادة وهو يلكم خدها على خفيف )
سحر باستياء ووجهها يفترّ : اف .. لا تسوي كذا !
يزيد عض لسانه مرة ثانية وهو يعيد الحركة ..ووجهها يفتر غصب..
سحر برجاء : يزيييييد !
وطقته من صدره ورجع خطوة لورا وهو يضحك بشقاوة.. بنفس اللحظة كان تركي يقترب للباب عشان يطلع..شايل حقيبته وعينه عليهم..وشاف حركة يزيد الواضحة والابتسامة الشقية ولسانه الظاهر... ما قدر يطلع من حالة الوجوم من ساعة وصوله.. وهالمنظر والسوالف اللي يسمعها...........!
يزيد ما سمع لها وده يجننها شوي.. عطاها لكمة خفيفة بس مؤلمة لأنه كررها على نفس المكان..
سحر تراجعت خطوة لورا تتفاداه وهي ترجي : ترا يعووورر..
ومع تراجعها اصطدم ظهرها باللي واقف وراها ..حسّت بصدر أحد وبغت تتعثر..واصابع استقرت على كتفها الأيسر من عثرتها ..التفتت تشوف وهي مكشرة شوي من يزيد.. شافته تركي واقف ما تزحزح وجسمها يلامس صدره.. رمشت بسرعة وهي تحاول تبتعد...شدّ تركي بقبضته على كتفها بشكل آلمها وعيونه على يزيد..بهدوء جاااد : قالت لك لا تسوي كذا.. !
سحر ناظرته مستغربة من كلمته وتدخّله ...يزيد طالع في تركي من جديته الغير متوقعه...وكأنه ما لاحظ ان كل هالشي مزح.. ليش جاي يناظره بهالملامح الغريبة !!
كان بيتكلم ...بس سحر اللي جاوبت عنه تدافع وما عجبها تدخله وأخيراً هاليد اللي مو راضيه تنزل عنها : يزيد يمزح.. أنا وياه نصلح .. لا تشغل بالك وروح لمعهدك قبل تتأخر..
تركي نزل بنظره لها كاتم عصبيته ..ولأنها كانت قدامه ..ما لمح غير جانب وجهها وهي تبتسم لـ يزيد : يزيد شكراً مرة ثانية.. بردّها لك بيوم من الأيام..
ابتسم يزيد مرة ثانية بسبب كلامها المدافع عنه ..وما حسّت إلا بقبضته الحديدية تزيد عنف فوق كتفها ..آلمتهااا وحست ذاك المكان يتخدّر..حرّكت كتفها بصمت يعني إبعد يدك.. وكأنه ما فهم أو يستغبي..ما أبعدها ...وما تبي تنفعل قدام يزيد اللي شكله عرف نوع العلاقة بينهم من أمه.. وما تبيه يبتعد..أو تخسر قربه منها لهالسبب..وهو شي محتمل...ممكن يزيد يبتعد عنها بسبب وليد...ومارح تسمح بهالشي لأن وليد مجرد فترة وبتعدّي..!
وعشان تأكّد شي ما صرّح فيه يزيد واحتمال يكون موجود بخاطره ومتردد فيه : يزيد..
ناظرها بعفوية ..
أكملت بصراحة ..مو مهتمه لوقوف وليد : متحمسة للجامعة من ألحين.. ترا إنت دليلي..
انشرحت ملامحه وابتسامته تنور وجهه : أكيد مافيها كلام...بمشي ألحين.. تأخرت عالجامعة..
سحر : مع السلامة..
لوّح بيده وهو يمشي...وانتظرت يختفي من السياج البعيد وتتأكد انه راح قبل تلتفت للي وراها وتلقنه درس..
لفّت وهي ماسكه أعصابها : وخّر يدك يا زفت !
الحين بس وخّر يده اللي تركت أثر مؤلم فوق كتفها ونظراته تخترق عيونها بدون خوف أو ندم على حركته..
سحر بنبرة قوية تحذره للمرة الألف : قلت لك لا تلمسني ..ما تفهم الكلمة؟...لا تلــمسنــي..! كم مرة لازم أقولها عشان تستوعب..؟..إنت ما تفهم عربي!!
ما يقدر غير يعاندها ..وعناده قوي!!..وشلون يمسك نفسه دام أعصابه الداخلية مشحونة بشي مجهول يثير جانبه الشرير : لا ما افهم.. مخي تنك..
مسكت أعصابها لا تثور وهي تستشعر رغبته انه يقهرها..يبي ينرفزها.. واضحة ...مارح تعصب بس رح تفهّمه غصب عليه : والله لو تمد أصبع علي ..والله يا وليد.. مارح يعجبك تصرفي ..رح تتمنى إنك ما فكرت حتى ..وخل عنادك ينفعك..
ابتسم...ابتسامة مالت بزاوية فمه الحلو..ابتسامة تقلل من كلامها.. ابتسامة تثير أعصاب أي أحد.. دليل إن كلامها ما يخوّف نملة ..!
وشلون يخوفه..؟
وسحر قرأت هالمعنى بابتسامته... وثبتت على نبرتها الجريئة وموقفها.. هي حلفت مارح يتعكر هالصبح بسببه..والله مارح يتعكر ..مارح يكون هو السبب...كفاه لعب في مناخ عواطفها ونفسيتها لحد ألحين..
وكـ رد على ابتسامته الغريبة ... ابتسمت ابتسامة تشبه ابتسامته...تشبهها كثير..وكأنها نسخة ثانية خلّت تركي ينزل بنظره لفمها لافت نظره..
وكأنها استوحت الأسلوب منه..تعلّمت منه : إنت جرب بس..وشوف!
تحرّضه يجرب ؟!
تحرّضه وتهدد..!
تحرضه وما تدري انه يقبل التحريض ومستعد يجرّب... ما عنده مشاكل ..
ثواني وهو ساكت بسبب كلامها وهي تناظر وجهه بعيونها العسلية تنتظر أي ردّ أو اشارة على اللي قالته..
رفعت حواجبها بانتصار يوم لاحظت سكوته وكأن كلامها جاب مفعوله..
لفّت بتنسحب لداخل وهو واقف على حافة الباب.. ومشت لولا يده اللي قبضت على خصرها وجذبتها بسرعة ساحقة..وجابتها لعنده وجهاً لوجه.. قريبة بشكل شلّ تنفسها.. وشلّ استيعابها إنه ما يهتم لأي كلمة ..!
ارتجفت غصب عنها.. وغصب عن ارادتها وهي تحط ذراعها بينها وبين صدره عشان لا تلتحم فيه وصدمتها شلّتها..
لا..!
مو على كيفه !!
مو على كيفه يلمسها.. مو على كيفه وهو يدري ان مثل هاللمسات تقدر توقظ أشياء داخلها.. أشياء هو يعرف زييين إنها تكرهها..تمقتها..ما تبي تعيشها.. وهو شاهد على كل شي..!
تركي بذات الابتسامة الغريبة وقبضته قوية : هذاني أجرب.. لا تحرضيني على شي وتحسسيني ما أقدر أسويه.. لأني مستعد أسويه وأنا مغمض..
ملامحه القريبة ..ملامحه القوية ..ملامح الأمير اللي تحاول تتجاهلها بكل شي يخطر على بالها.. تنهك أعصابه الميتة..
حاولت تتراجع باستخدام ذراعها اللي انعصرت بينها وبينه.. لكنه ضغط عليها يمنعها وانفاسها تختلط بأنفاسه وعيونه بعيونها بتحدي يثير كل شي مقيت داخلها..
يثير التشويش..يثير الغضب..يثير التوتر ..نبضها المتعثّر بينفجر وهي تحاول تلقى كلمة تردّ فيها على هالمُتلاعب !
المُتلاعب...اللي لقاها لعبة يتسلى فيها وقت ملله..
المُتلاعب ..اللي يحب يعاندها ويعاكسها وقت اللي يخطر على باله..
مارح تنسى إنه ماخذ وضعهم الحالي والجديد لعبة..مارح تنسى إن هالخطبة مجرد عارض وقتي محد فيهم مرتبط فيها بمشاعر حقيقية.. وإن اثنينهم مقتنع من داخل صميم قلبه..إن الوضع هذا ماهو طبيعي..ماهو طبيعي بأي حال من الأحوال..
تركي يتأمل بلون العسل..عيونها الصافية..وبخفوت مستفزّ لحد الجنون : مرّت خمس ثواني..ما شفت ردّك اللي ما يعجبني..؟
احتقنت غيض أكثر وأكثر وهي تحاول تلقى الرد اللي تصفعه فيه...بتكون قد كلمتها هي كانت صادقه يوم قالت بيشوف اللي ما يعجبه..ودامه مو مهتم لرغبتها..يتحمّل..
شافها ساكته وما ردّت مثل ما أعلنت.....رفع يده بيلمس خدها بحركة جديدة.. وكأن يقول وريني ردّك..
لكن قبل توصل يده..مسكت كّفه بيدها الحرة وغرزت فيها أسنانها بكل قوة وغضب.. وما توانت بتوفير أي قوووة..
صرخ تركي وهو يسحب يده ويحرر خصرها بدون وعي..دفعها بقوة على ورا حتى اصطدمت بالباب المفتوح بظهرها وتألمت بعض الشي لكن منظر وليد المتألم قبالها كانت نشوته أحلى على خاطرها..
تركي قبض على يده المصابة وهو يرمي عليها نظرة حاقدة و مو قادر يحبس الوجع بملامحه..ناظر في يده اللي بان آثار عضتها الشرسة فيها... وطالعها بغضب مو مستوعب إنها آلمتـه.....آلمتــه من قلب ..!!!
شلون تتجرأ....؟
تركي : إنتي شلون تفكرين ت...........
قاطعته بغضب مماثل : بفكّر ..وبسويها ثاني وثالث ورابع...قلتها لك..والله لو تمد إصبع...بقطعه.. فلا تعاند..
عض شفته السفلية بقسوة على نفسه وغيضه منها ازداااد..ووضح على عيونه لمعة الغضب.. تحركت من قدامه متجاهلة ردّة فعله..بالعكس ردة الفعل هذي نشتها ..
خلّه يحس شوي من اللي يحسسني اياه.. لازم أخليه يفكر مليون مرة قبل يسوي أي حركة نذلة معي ..،
وطلعت فوق وهو يتابع بنظرات الغضب عقب ما أنهت الموقف لصالحها.. لأول مرة تحس إنها تقدّمت عليه.. لأول مرة تنهي موقف بينهم ويكون هو الطرف المتوجّع..وهي غير مبالية..قدرت هالمرة تعكس الأدوار..
وهالساعة رجعت لاهتمامها الأول هالفترة..الجامعة ..تقرى عنها بعد ما نست هاللي صار لأنها عارفه التفكير فيه مارح يرجع عليها بزين..
سكّرت اللاب وهي مبتسمة عقب ما خذت معلومات كافية ووافية..ومقتنعة ان اختيارها بيكون صح.. وهالقرار صح..!
ومقتنعة أكثـر إن حضورها لموسكو من أفضل قراراتها.. ما ندمت على جيّتها هنا أبداً..رغم وجود شوية منغصات أولها بعض تصرفات وليد.."بعض".. مو كلها لأنها حتى لو كانت كارهه هالتصرفات ما تقدر تنكر ان وصولها لهالمرحلة من تجاوز الأزمة والصدمات..كان له دور فيها.. يمكن لو كانت وحيدة هنا.... ما كانت بتتجاوزها ..يمكن كانت بتحتاج وقت أكثر وأطول... بس وجوده... رغم سلبياته إلا إنه مفيد..
كانت بتقوم تنزل تحت.. يوم دق جوالها... كانت بسمة تتصل...رفعت حواجبها باستنكار من اتصالها الجديد ذا...
وش تبي هالمرة؟؟
مارح تنسى إن كل الوضع اللي هي فيه ألحين..من تعقيد..هي سببها.. كل التطورات اللي تعيشها هي وراها..
لو خذت محمد وهي ساكته ما كان صار كل اللي صار هذا ،
ناظرت حروف لقبها ومن داخلها شد وجذب.. تردّ أو ما تردّ... تتذكر كلام أبوها وتحذيره لها إنها تبتعد عن بسمة.. وما تنجرف بالمشكلة زيادة من ماهي منجرفة فيها...بسمة صايره تتلاعب بسمعتها وما تدري أي كلام قالته عنها.. بسمة قالت عنها كلام عند أبوها..وما تدري بعد لمين قالت وأي كلام طلّعته عنها..!!
تغلّب العقل عندها بآخر لحظة تهور..وقطعت الاتصال بردّ واضح إنها رافضه الكلام... قامت وهي شايله الجوال ونزلت لتحت تشوف لها شي على التي في..
دخلت الصالة وطاحت عينها على صوفيا وهي تتكلم بالتلفون بلغتها الأصلية..ونبرتها شوي متوترة..
جلست سحر وهي تتربع على كنبة منفردة وبيدها الريموت تقلّب بالقنوات... سمعت بعض الكلمات من صوفيا وفهمت إنها تحاكي أحد من اهلها اللي يعيشون ببلدة ريفية صغيرة برا موسكو وتبعد 3 ساعات..كانت تطري أمها كثير..
عقب دقايق سكّرت صوفيا ..
والتفتت سحر : مالأمر؟...أهناكَ خطب ما ؟
صوفيا تنهّدت : كانت هذه أختي الصغرى..
سحر : ما بها؟
صوفيا : لا شيء كبير..ولكن أخبرتني أن والدتي متعبة بعض الشيء.. حادثتها قليلاً لأطمئن..
سحر باهتمام صادق : هل والدتكِ بخير ؟
صوفيا : لا شيء جديد.. أخبرتكِ أنها مريضة منذ زمن..يبدو أنها إحدى وعكاتها الصحية..
سحر باقتراح يوم لمحت قلق بوجهها : لمَ لا تذهبين لزيارتها ؟؟ إن كنتِ قلقة.. اذهبي..
ابتسمت : فكّرت بهذا...ولكنها رفضت مجيئي وطلبت مني الاهتمام بعملي.. أكدت لي انها بخير..وستصبح بخير بعد يوم كـ عادة وعكاتها.....لكن...
ابتسمت سحر تطمنها : يبدو أنها بخير فعلاً..
صوفيا تنهدت والقلق بوجهها : أتمنى هذا... سأتصل بها غداً ..
سحر ضحكت : ألم تخبريني أن أمك امرأة قوية.. ستتغلب على هذا..اطمأني..
صوفيا ابتسمت : أرجو هذا..
سحر عشان تشيل الكآبة والقلق..قفزت من مكانها بعد ما خطرت في بالها فكرة : ما رأيك بعصير الليمون الطااازج..
صوفيا ابتسمت : ستصنعينه؟
سحر : أججل.. مع قليل من السكرر.. وشيء من الزنجبيييل..إنه لذيذ قولي موافقة..
صوفيا وابتسامتها تفتقد للحيوية المعهودة : لا أمانع..
سحر وهي تنطلق للمطبخ : عشر دقااااااايق..
غاب طيفها وصوفيا جالسه مكانها... طرى على بالها شي لافت نظرها وتساؤل حاير يزاحم أفكارهااا..وقامت للمطبخ تساعد سحر وتسولف..
بالمطبخ سحر كانت رافعه أكمامها وشايله بكل يد ليمونتين ..هذا غير اللي نثرتهم على الطاولة الخشبية..كانت تدندن..
تحركت صوفيا لأحد الادراج عشان تطلّع العصارة...ونهرتها سحر : لا تفعلي.. اجلسي هناك وسأفعل كل شيء بنفسي..
صوفيا باستياء : ما هذا .؟ .. لا أُتقن التفرج سأساعد..
سحر ضحكت : أنا في مزاج رائع اليوم ..ولذلك دعيني أعيشه بالكامل.. اجلسي هناك..وستشكرينني على ما ستتذوقينه..
راحت صوفيا وجلست وهي تتساءل : مالأمر ؟.. مالذي حدث يجعلك سعيدة هكذا ؟
سحر جلست أمامها بالكرسي الثاني..وهي تقطع راس الليمونة بالسكين : سألتحق بالجاااامعة..
صوفيا باهتمااام : حقا؟
سحر : أجل...فأبي موافق ...ولقد جاء يزيد حتى يعطيني بعض الأوراق..إني مقتنعة بما سأفعل..
صوفيا : جيد لكِ ..
وسكتت ثواني.. وعام الصمت... سحر رفعت نظرها وهي تقطع الليمونة السادسة باستغراب : لمَ أنتِ صامتة ؟
صوفيا بتساؤل وهدوء : هل...ما.. أخبرني به...والدكِ صحيح؟
عقدت سحر حواجبها مو فاهمه : وماهو؟
صوفيا : أنتِ...و..وليد....
قاطعتها بسرعة وهي تضحك تحاول تخلي الجو طبيعي... وش بتقول ألحين ؟.. وش بتقول وصوفيا صرّحت بيوم الوردة...إن وليد يجذبها..وإن وليد عطاها الوردة لإعجاب تدري هي إنه متبادل ما بينهم... ودخلت ألحين ما بينهم !
سحر بسرعة : أجل صحيح..ولكنه ليس كما تظنين ..
صوفيا : إذن فالخطبة حقيقة !
سحر بنبرة تحاول تكون طبيعية : أجل...ولكن ليس كما تظنين..أخبرتكِ..
سكتت صوفيا من تأكيد الخبر اللي حاولت تنكره بالبداية لما قالها أبو خالد...وتأكدت ألحين... غمضت عيونها وغطت وجهها بكفوفها وهي تتنهّد..
رفعت سحر راسها وخافت يوم شاف حركتها...بخووووف : هل تبكين ؟
انزلت صوفيا يديها وهي تمررها على خدها..ما في دموع مثل ما تهيأت سحر..الحمدلله ما تبكي... لكن وضح إن بقايا المرح في وجهها عقب خبر أمها..اختفى تماماً ألحين عقب هالخبر : يالي من غبية ..!
سحر بقلق : لا تزعجي نفسك...صوفيا أرجوكِ..
صوفيا حاولت تبتسم...لكن الابتسامة ناقصة ..وضعيفة..
سحر بتأكيد.. كرهت الموقف : إنه ليس كما تظنين.. فأنا لا أحبه.. ولا يحبني...إنه معجب بك أنتِ..
صوفيا بتنهيدة : لا يبدو الأمر كذلك.. يالي من غبية..
سحر : صدقيني.. فأنا لا أريد هذه الخطبة برمّتها ..إن الأمر معقد وليس كما تظنين...صوفيا... أنا لن أرتبط بـ وليد أبداً.. إن الأمر سيكون على ورق فقط...لن أتزوجه فعلياً.. فلسنا نناسب بعضنا..
صوفيا استغربت وما فهمت : كيف لا تريدينها؟
سحر ابتسمت بألم.. كيف تشرح لها؟ .. جد.. شلون تشرح لها؟...
وشلون بتفهم الأسباب..
همست : هو لا يريدني...لم يطلبني من نفسه...لقد أمره والدي بهذا...إنه يفعل هذا من أجل والدي..صدقيني..
صوفيا بحيرة : لم أفهم !
سحر تنهّدت : أريدكِ أن تعلمي أن هذه الخطبة ستكون أمراً مؤقتاً..لن يدوم ..هناك ظروف حصلت في بلدي ومع بعض الأشخاص أجبرني وأجبر والدي على فعل هذا..هذه الخطبة مجرد صورة شكلية.. هل فهمتِ..؟
صوفيا عقدت حواجبها وهي تحاول تفهم أي أسباب ..لخطبة شكلية ..!
وبتساؤل : هل هناك أعداء لكِ ؟
ابتسمت من فطنتها : تقريباً...هناك من يريد تشويه سمعتي.. هل فهمتي ؟
همست : أوه يا إلهي !... هل أنتِ صادقه فيما تقولين؟
سحر : لن أكذب عليكِ...ولكن سأخبركِ... لأن وليد مصدر ثقة من والدي فقد قام باختياره... إنه يراه كولده تماماً.. وأظنك رأيتي كيف هي علاقتهما ببعضهما... إن أبي يراه رجلاً كاملاً مثالياً ولا يعتبر فقره عيباً يضره.. بل ميزة لأنه أصبح بهذا الشكل وهذه القوة رغم معاناته خلال حياته.. إنه يحترمه كثيراً....كثيراً.........
سكتت وهي ترجع لليمونه المقطوع نصها وكأن هالكلمات تخدش قلبها الصغير لأن وليد لين صار حولها فكل هالميزات والرجولة الكاملة تتبدل لشخص بغيض في أحيان.. بارد في أحيان..وجارح في أحيان..... متقلب.... وليتها تشوفه مع ابوها بهالشكل ولو مرة...
صوفيا باستياء : وهل والدكِ هو من قرر أنها ستكون مؤقتة ؟؟
سحر : لا... بل هو قراري...
صوفيا تنهّدت وهي تناظر النافذة وما تدري وش مكنون شعورها هاللحظة.. وما علّقت..
سحر ابتسمت : إن كنتِ ستحاربين من أجله...فلن أقف بطريقك..إنه يناسبك أكثر مني..تبدوان منسجمين معاً..
لفت لها ..وضحكت على كلمتها بشي من الاستنكار...
سحر بحيرة : لمَ تضحكين؟..
صوفيا : ههههههه أوه يا صغيرة ... أحارب من أجله؟... لن أحارب ويُجرح قلبي..إن كان يريدني فسيأتي من أجلي... لقد جُرحت بما فيه الكفاية من قبل..
ابتسمت سحر بتعاطف : صديقك السابق.. أوه ..أقصد خطيبك.. إنه لا يستحق مجرد شعورك بالألم.. دعيه يذهب إلى الجحيم...
صوفيا بابتسامة ناعمة : لقد تجاوزت صدمته يا سحر.. لقد مرّت ثلاث سنوات.. فلا تقلقي..
سحر تنهّدت وخفَــت صوتها وكأنها تتلمس جرح يقبع داخلها..يشبه جرح صوفيا : لا ألومكِ صوفيا.. لا ألومكِ إن فقدت الرغبة بأن تحاربي لأجل شيء ما..أو شخص ما... ولا ألومك إن خفتِ أن تندفعي بمشاعرك تجاه شيء تدركين أنه قد لا يتحول لـ واقع...أنتِ تخشين الآن أن وليد لن يتحول لـ واقع.. ولذلك ترفضين الاندفاع.. أليس كذلك؟
ابتسمت صوفيا : التجارب الفاشلة هي أكثر ما يمنعنا أن نتقدم للأمام... ووليد مختلف كثيراً عمن عرفت..إنه يحترمني كثيراً...وهو شيء لم أجده فيمن عرفتهم... وهذا يرضيني..ويشعرني بأهمية ذاتي.. إنه شعور لن يمنحكِ إياه أيّ أحد...وقد لا تقابلين من يمنحك إياه في حياتك ولكن أشكر الله أنني وجدته هنا...
سحر بابتسامة : قد أغفر لوليد غلطاته معي لأنه اعطاك هذا الشعور الجميل...إنه شخص بارع في هذا المجال..
صوفيا : أجل...لا أنكر أنه فاتن..وأنني معجبة به..ولقد أخبرتك من قبل أنه يمكنني تمالك نفسي...ولذلك لن أندفع كـ مراهقة.. فكلانا كبيران على هذا..أنا ..وهو ..
ما علقت سحر وأشغلت نفسها بالليمون اللي قدامها..شالتهم بصحن وتوجّهت للعصارة عشان تعصرهم...
::
يوم جديد....
صحت شادن من النوم اللي ما تواصل 3 ساعات على بعضها.. كل شوي تصحى بانزعاج وتتعوذ من الشيطان..ويوم وصلت الساعة 5 وانتهت صلاة الفجر ..أول شي سوته وقبل يصحى أي أحد ..نزلت تحت ناحية غرفته الخارجية وهي تدعي إنه هالمرة يكون موجود ..رجع بدون لا تحس فيه... ومن كثر رجاءها صلّت بجوف الليل قبل تاخذها نومة ودعت ربها من قلب وضمير وبكاء صادق إنه يفرجها من عنده... وإن الأمور مهما تعقدت إلا بتنفرج..وإنه بخير وما صابه شر ..
لكنه لليوم الثاني على التوالي..وبيدخلون بالثالث........ما كان هناك...
رجعت أدراجها وهالمرة تحول قلقها لارتياب وموتة أعصاب .. فيه شي مو طبيعي .. شي صار خصوصاً انه ما تواصل معها وهالغياب مريب ومخيف... مارح تقدر تخمن شي إلا انه صار له شي سيء... وممكن يكون راهي أذاه ..
دخلت داخل والدنيا فجر الشمس ما نثرت أشعتها لسا .. مسكت جوالها وهي تحاول تتصل بـ عمر .. لكنها حصّلته مغلق مثل آخر مرة اتصلت فيه قبل لا تنام ..
كتبت له رسالة لعلها توصل .. ما تطلب ولا شي .. سوى انه يطمنها عليه بس ... بس يطمنها عليه ..
لا يغيب هالغياب الُمريب.. ولا يختفي بهالشكل الغامض! .. ما تتحمل لعبة الغياب ترجع .. لعبة الغياب هذي ما عادت تقوى وجعها..
ان شاء الله كل مخاوفها من غيابه هذا ورآه خير ... يارب .. يا رب..لا تفجعني!
عمر ما يرد .. عطاها مغلق !! .. وهي متأكدة آخر عهده مع راهي ..وش اللي صار وسبب غيابه لما يقارب الحين الأربعين ساعة .. شوي وبيدخلون باليوم الثالث..!!
جلست بالصالة والجدران الصماء هي الوحيدة اللي تشاركها شعورها الحين ..توتر وتوجس وريبة .. وخوف عليه .. ومنه !
أكيد ما تهور مع راهي كثير... أكيد ما طلعت الأمور عن سيطرته وهالسبب اللي أخّره.... أو السبب ...
ممكن يكون صار شي وسلم نفسه !!! .... أو قرر فجأة يتخلى عن كلمتها ويضطر يسلم نفسه ....
قلبها رقع نتيجة هالأفكار!! ....
ورغم كرهها للفكرتين إلا إنها تمنت يكون عمل الخيار الثاني .. يسلّم نفسه بس ما يكون صابه شر مجهول الهوية ..
إلهي عطنا القوة .. إلهي يا ارحم الراحمين ...اصلح الحال مالي غيرك يا رب ...
قامت واقفه. وهي قابضه على الجوال بأصابع من حديد.. متماسكة بطريقة عجيبة .. وعدت عمر.. ووعدت نفسها تجابه القادم أيا كان نوعه .. وبتكون قد هالكلمة .. لكن اللي تحتاجه حاليا أنها تطمئن عليه .. لو خبر من بعيد ..
تحركت بالصالة والشمس من النافذة تنذر بالشروق البطيء.. مين تكلم الحين؟ .. وشلون تعرف وش صار... كيف تقول لأهلها وخصوصا أبوها إن عمر غايب عن البيت وهو اللي مو متوقع أصلاً انه رجع بين أركانه..
جتها فكرة من الوحي .. فكرة تحتاج جرأة ..رح تعرف أخبار عمر .. إذا عرفت أخبار راهي !!
على طول رفعت جوالها لتحاول تتصل رقمه المخزن بتاريخ المكالمات واللي حتى ما كلفت على نفسها تسجل اسمه عليه .. دقت وهي اللي ما كانت تتوقع أنها بتدق عليه بنفسها وبرغبتها..
كان يرن من الطرف الثاني وقلبها مضطرب.. ما اهتمت ان الساعة توها ما. وصلت 6 الصبح والوقت جداً بدرري..يرن .. ويرن ..عساه هو الثاني يكون بخير .. بس تبي تسمع صوته.. حرف واحد يكفيها ! مو عشانه هو قد ماهو عشان عمر .. وعشانها هي ..،
ما جاها رد حتى منه .. نزلت الجوال وهي تحاول تفكر بطريقة ثانية .. لا تقلق ولا تخاف ... اغلب الظن نايم.. أو يكون لا زال بقبضة عمر وصعب يرد عليها ..
وش الحل ؟؟؟
مالها إلا ........
بسمة !
بس كيف رح تسأل عن أخوها ... وبأي صفة ؟؟؟
ما وقفت عند نقطة هالتردد.. ولقت نفسها تتصل راميه بهالهواجس عرض الحائط ...
رح تلقى طريقة !
رح تفتح أي موضوع !
أكيد بتكون صاحية ..
انتظرت صوت بسمة يجيها .. وجاها على عكس ما توقعت ..
كانت تظن ان صوتها بيجيها مع بعض آثار النوم ... لكن البحة اللي فيه.. عميقة وشديدة.. بحة بكاء عنييف ! أو مرض شديد!!!
وتمنت يكون الخيار الثاني..
شادن: صباح الخير بسمة ..
بسمة بصوتها المبحوح بحدة ببكاااء... يشير لشي مُريب: هلا .. شادن..
شادن لا شعوريا : سلامات ! .. وش فيه صوتك ؟
بسمة بحرقة الفجعــة : أ... أخوي... اخووووووي...
طااااح قلبها لأعمق نقطة.. ارتعبت : شفيــه؟؟؟؟
بسمة ببعثرة: ل...لقوه .. غرقان ...بدمه .. احد.. تعرض.. له..
شادن طااار عقلها : شفيه ؟؟ بسمة شفيييييه؟؟؟؟؟
بسمة شهقت وبكت من فجيعتها ..!!
شادن رجتها وهي تجلس عالأرض باستسلام : بسمة ليه تصيحين؟ وش فيه .. علميييييني...الله يخليك.. لا تفجعيني..
بسمة ببكاء : تونا درينا من ساعتين .. كنا .. نايمين.. انا.. بالمستشفى ألحين.. ما ندري ..وش اللي صاير..
شادن يهمها شي واحد : حي ؟؟ أخوك حي ؟؟ ريحيني..
بسمة ببكاء: الموت اقرب له من الحياة .. راهي بحالة ..خطرة .. ما.. ندري... بغيبوبة..متد.هور... لقوه امس بالشارع .....بدمــه... برا الرياض..
شادن تسمع بضربات قلب وصل لأعلى مخها.. شعور مقيت اللي تحسه الحين .. مقييييت للغاية ما تبي تصدق الخبر..........
بتفقد الوعي.. ماهي مستوعبة حرف..
عمر ما يقتل !!!.... عمر مستعد يسوي كل شي....
إلا إنه يقتل !!
لكن....
راهي.....مغدور!؟
شادن بتماسك عجيب.. ما عدا رجفة بصوتها : .. رح.. يكون.. بخير..
بسمة ببكاء وكأنها لقت احد تفرغ له عقب فجيعة لا زالت آثارها مستمره للحين .. ولقت الشخص الخطأ اللي تفرغ له على حظ شادن السيء : ليه أخوي؟؟.. ليه ينقتل.. ماني فاهمه... ماني مستوعبة...
شادن تحاول تلقى جواب ينفي ان عمر خلف هالفعل.. إن شاء الله ما يكون برصاص.. يا رب ما يكون برصاص !
وبتردد : ك... كيف مغدور؟ .. مضروب.. متكافخ مع أحد؟
صااااحت زود : رموه بالرصاص!... ماني مصدققققـــه... من قبل أمس ما رجع البييييت .. وليلة امس لقوه بالظلام برا الرياض.. وشلون يتركونه بدممممه غرقان!!!.. أخويييي...
نزلت دموعها لا شعورياً من الحرقة بصوت بسمة واصله لعندها ، وتحرق شرايينها..
هي بعد محترقه... والله محتررقه.. وبتموت من حرقة القلب والروح..
عمر !
يا رب ثبتني.. يا رب.. مالي غيرك.. احفظه بحفظك.. يارب إبعده عن أفعال السوء ونوايا السوء.. يارب .. عمر ماله غيرك !
تحركت من مكانها بذهول ينبع من كل عضو حيّ فيها ...
ما عرفت تقول شي.. كيف تخفف على بسمة.. أو حتى تخفف على أعضاءها الحية هالشعور المرير.. الشنيع... ما كانت تتمنى هالنهاية له بأي حال من الأحوال...!
عمر ؟
ليه...؟
ليه يا عمر ؟
ليه تجني علي أنا ..؟
بسمة بشهقات حادة : ر..رموه بالرصاص.. م..مايحس ابد..... راااااهيييي...
ما عاد فيها تسمع أكثر عن اللي صار وبسمة لازالت تنوح وهي تحاول تشرح حالتها..وحالة أهلها.. أمها وأبوها وهم ما يدرون وش اللي صار له..!
قدرت تسكر بعد كلمات مشتتة.. ما قدرت تكمّل المكالمة !!
ليتها ما اتصلت! .. لييييتها !!
جلست على الصوفا ويديها تمسك راسها وعيونها شاخصة بالأرض...تحاول تتخيل اللي صار بس ماهي قادره...!
::
|