كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
دخلت سحر المطبخ وأغلقت الباب عقبها على غير العادة..أغلقته وكأنه يحميها من الشخص القابع بالصالة على بُعد أمتار..
فتحت الثلاجة وهي ناويه تاخذ لها عصير تبدا فيه فطورها الحقيقي.. خذت كاس وصبّت لها وهي معطيه باب المطبخ ظهرها..وأفكارها شاردة ولكنها هادئة البال...
جلوسها بالبيت بدون شي يشغلها صار شي مزعج عقب التطورات الأخيرة...ببالها تلقى شي حلو يشغلها ..شي ما يمللها أبداً...
سمعت صوت انفتاح الباب من وراها ...التفتت على بالها صوفيا : صوفيا ما رأيك بأن...............
طاحت عينها على تركي واقف على الباب وهو ماسكه بيده.. ونظراته عليها بسكاتْ..
رفعت حاجب مستغربة جيّته للمطبخ بالذات : وش جابك؟
فلت الباب وتقدم بهدوء...نزّلت علبة العصير على الكاونتر وما تدري ليش تأكدت من عقدة الحجاب..وتركي يتابع حركتها اللي شدّت انتباهه...
وقالت بهدوء : خير وليد ليش جاي المطبخ؟؟؟
تقدم لها بدون كلمة ومع كل خطوة بطيئة...يرسل موجة توتر لأعصابها بالعمد... سحبت نفس وهي تعيد : تبي شي من هنا او إرجع الصالة ..وش مدخلك للمطبخ؟؟؟؟
نطق وعيونه عليها وهو يقرب : ما أعتقد فيها مشكلة لو جيت المطبخ... لا تعقّدينها..
سحر مسكت كاس العصير بيدها مستعدة تكبّه بوجهه لو جا بباله يتلاعب بأعصابها بوحدة من حركاته النذلة : اطلع...
مالت عيونه ناحية حركة يدها ..وفهم اللي ناويه عليه...ابتسم : ما أخطط على شي..وش هالأفكار الغريبة اللي عندك؟
حلفت ما تنفعل... أمس يوم رجّعها بالغصب..حلفت هالصبـح تبداه وما تسمح لنفسها تنفعل بسببه... بترجع للهدووء والبرود... أريح لها ..
سحر : مافي افكار غريبة...ليش جاي؟
التفت لكاس نظيف موجود بمجلى الصحون...التقطه واقترب منها وهي واقفه..أخذ العصير وهي تراقبه : ولا شي.. عطشان وجيت أشرب موية ..بس غيرت رايي وبشرب عصير..
ما علّقت ..خذت كاسها وراحت للطاولة اللي جنب النافذة المطلة على برا...والتقطت قطعة كوكيز من علبة البسكوت الموجودة فوق الطاولة : اشرب وتوكّل...أبي أجلس لحالي ......بهدوء !
بهدوء...
يعني بدونه..
شال عصيره وهو يلتفت ناحيتها...لقاها ملتفته للنافذة وهي جالسه على طاولة خشب عتيقة تناظر المنظر الجميل اللي برا.. وبيدها بسكوته تقرمها بهدوء...
عاند رغبتها..واقترب من الطاولة ..وجلس على الكرسي مقابلها وهو يلتقط بسكوته مثلها .. رمى ظهره للخلف وهو يحط رجل على رجل..وعيونه تلف للمنظر مثل ما تسوي ..
التفتت عليه وهي عاقده حواجبها...لكنها ما انفعلت رغم انه يعاندها وقالت له تبي الهدوء بدونه : وش طينتك بالضبط؟؟؟؟
التفت نص التفاته بنظرة جانبية : طينتي تعرفينها زين..
سحر بهدوء : تبي شي؟؟ ..اذا تبي تقول شي...قوله ..اذا ما في شي... لو سمحت... أبي هالصباح رايق...فلو سمحت..اترك المطبخ..
تركي وهو يقرم البسكوت بأسنانه : ما جيت أغثـّك.. قلت لك أمس بنسى اللي صار ونرجــع أصحاب... ولأني عارف إن هالصباحية خاصة ومفروض تكون غير عليك.. قررت أكون متعاون ..
سحر ضحكت بسخرية على الكلمة : متعاون؟
ابتسم : يب... عالأقل تكون هالصباحية سبشل.. رايقة مثل ما تبين وبدون مشاكل..
سحر : شكراً... بتكون سبشل لو بقيت لحالي...أحب الهدوء ..
وسكتت وهي تقرم البسكوت اللي يتناثر رذاذ منها عالطاولة كل ما عضت قطعة ..بدون ما تنتبه علق بعضها في زاوية شفتها وتحت فمها وتركي يراقبها ويراقب كل تفصيل..بانغماس...
صارت تاكل وهي مدنقه للصحيفة الروسية اللي تاركتها صوفيا عالطاولة..تتمعن بالصور وتلهى فيها..
تركي بهدوء : تدرين ان الهروب من حل!
رفعت نظرها له : ما هربت..
تركي : واللي صار أمس؟
ابتسمت تجاريه : امس كنت أبي أبتعد عن المكان اللي انت فيه عشان أرتاح لو ساعات...بس انت ما قصرت حتى بأكثر ساعاتي راحة...مُصر تضايقني.. وجبرتني أرجع معك.. ثانياً لو كنت بهرب من المشكلة كان ما وافقت من البداية .. وافقت وأنا عارفه وش أبي..ووشلون بنهي هالشي كله..
ابتسم لتكرارها هذي الكلمة وكأنها مو عارفه هي وش طاحت فيه...وتحسبه بهالبساطة : تنهينــه ؟
سحر بهدوووء بعيد عن الانفعال : ايه ..إنت عارف وفاهم ..أظن ما يخفى عليك شي.. لا إنت تبي مثلي..ولا أنا أبي مثلك..
ابتسم تركي بدون لا يعلّق من شكل وجهها المغري... مال للأمام بصمت وهو يمد يده لوجهها بحركة مباغتة وغريبة ما أمداها تتفاداها...ارتجفت يوم حست بإصبعه الابهام يلمس زاوية شفتها ينفضه من العالق فيه بلمسات ناعمة.. رمشت لا شعورياً وعيونها تتعلّق بعيونه اللي تناظر مكان فمها بشكل أربكها..حركة ما توقعتها منه !...بلعت القطعة اللي بفمها بصعوبة وهي تحس باصبعه ينتقل لشفتها السفلية والكهرباء تسري في عمودها الفقري بالكامل..
رفع عينه لعينها بصمت وما نزلت...نظرة اخترقتها.. ما قدرت حتى هي تنزّل عينها...مشدودة لنظرته وتتبادل معه النظرات بصمت ...تحاول تقرى شي في عيونه مو مفهوم...مو مفهوم لكنه مااااخذها...
لاحظ تركي انغماسها فيه..
وقطع جوْ السحر : مثل البزر ..!
رمشت وهي توعى للكلمة وكأنه خبطها بالأرض فجأة... ، وضربت يده بظهر كفّها : بعّد يدك ! ،
تركي ابتسم لها ويده للحين بالهوا....وهي زادت غيض : لازم تغثّ بكلمة...ما تكون وليد لو ما رميت كلمة...!
ضحك وهو يرجع لورا : ههههههههههههه وأنا صادق..! ، كم عمرك الحين وانتي توصخين وجهك كذا ؟
سحر بحنق : مالك شغل بعمري.. لا تسوي هالحركات معي أبد...
تركي بحاجب مرفوع من عنادها : شلون يعني تبينها رسمية ؟؟
سحر : إيه رسميـة...
تركي : ما أوعدك.. ما أضمن نفسي..
مسكت الجريدة بقبضة يدها ورمتها عليه بقوة ..حمى نفسه بيديه الثنتين والجريدة تضرب ببطنه وهو يضحك وتدري انه يغيضها... وكم تكره حركاته : ههههههههههههههههه على هونك..ما قلت شي يستاهل..
قامت واقفه وتحركت مثل الاعصار ، مرّت من جانب الطاولة وجنبه ناويه تترك المطبخ كله له...مسك معصمها قبل تتجاوزه والضحكـة على محياه ماسكها : ما سمحت لك تطلعين..لحظة..
عصبت مغتاضة وهي تتعثر بسبب مسكته المباغتة..لفت عليه وهي تمسك الجريدة مرة ثانية وترميها بوجهه..اضطرّ يلفّ وجهه للجهة الثانية يتفاداها وهو يفلت يدها : بعّد يدك لا تلمسني عاشر مرة أقولها.. ولا تنكّت عليّ..جد ماني في جوّك أنا...
طلعت من المطبخ بخطوات سريعة حانقة من هالآدمي المتقلّب..آدمي بـ عشرين شخصية مختلفة.. وشلون بتصبر عليه وهو طايح في كبدها !!
تركتـه على رنين الجرس يدق ...وتركي جالس مكانه والابتسامة العابثة على فمه..كم استفزازها يمتعه ويفرّغ شحنات سلبية داخله.. ليش هي مُمتعة لهالدرجة ... ممتعة لدرجة إنه يقسو عليها ويزيد..
تحرك بيترك المكان..لما سمع صوتها من بعيد...نبرتها متغيّره وهي ترحّب بأحـد...
مشى وهو عاقد حواجبه للخارج يشوف مين اللي وصل....رغم إنه حـــزر..،
فتحت سحر الباب وهي تتنفس هوا ساخن من وليد المزعج وطبْعــه اللي يقتل كل عصب مسترخي فيها..
وشافت قدامها يزيد بوجهه البشوش والابتسامة الصباحية ..تبدّل المزااااااج كلياً : يزيد...أهلين..
يزيد : صباح الخيييير...يا سحبة ..
ضحكت يوم فهمت : أهلين... نورت تفضل..
يزيد : كذا أصحى من نومي وما ألقاك... على بالي بنطلع نفطر سوى كذا فطور رايق قبل آخذك لجامعتي تشوفينها ..
فزّت بـ فرحة : جد والله ؟؟... ناوي توريني اياها..
يزيد : هوّنــت..
سحر ضحكت : تفضل.. جاي بدري ما عندك دوام؟؟
دخل قدامها وهو شايل ملف صغير بيده : عمي مساعد موجود؟؟
سحر : ايه لسا ما طلع...
ابتسم : حظي أجل بلحق عليه...زمااااان عنه..
سحر : أفطرت؟؟
يزيد : لسا ..ناوي آخذ قهوة قبل أطلع الجامعة ..
طاحت عين يزيد وهو ماشي للصالة على تركي وهو جاي ناحيتهم... عقد حواجبه مباشرة وهو يلزّ سحر باستغراب وهمس : اللي سمعته من أمي صحيح؟؟؟؟
سحر باستغراب : وش سمعت؟؟
يزيد وهو يشير لـ تركي بعيونه لكن قبل لا تجاوب سحر ..تركي اقترب وهو يحافظ على نبرة صوته الطبيعية : مين اللي جاي؟
يزيد ابتسم وهو يمد يده يبي يصافحه : يزيد.. تقابلنا قبل كذا..
صافحه تركي بصمت .... وقبل يتكلمون قاطعهم أبو خالد وهو نازل من الدرج..لابس بدلته ومعه حقيبة العمل ..والابتسامة على محياه من اللي يشوفه : يزيد؟... ولد عبدالإله؟... حيا الله..
ضحك يزيد وهو يتحرك بسرعة للدرج بمحبة : الفرفارة على قولتك يا عمي مساعد.. عااااش من شافك..
وصل أبو خالد ويزيد مال عليه يسلم بحفاااوة : عاشتك ايامك...شلونك يا يزيد..وشلون أبوك..
يزيد : بخير عساك بخير... اخيراً شفتك ..والله لكم وحشة هنا زين رجعتوا ..
ابو خالد تحرك معه للصالة...وسحر وتركي وراهم يسمعونهم ..
اتجهت سحر لطاولة الطعام تاخذ القهوة اللي عليها عشان تضيّفه وهو منشغل بالسوالف مع ابوها اللي كل اسئلته عن أهله ودراسته وحياته هنا خلال الثلاث السنين الاخيرة ..
قدمت له كوب القهوة.. ابتسم يشكرها : شكراً ..
مدت لأبوها اللي رفض ... وأخيراً لـ تركي اللي هدأ حاله.. ملتزم الصمت وهو يتابع يزيد بتمعّن ويسمع سوالفه العفوية : وليد تبي قهوة؟؟
هز راسه نفي بدون لا يطالعها...
جلست جنب ابوها بكنبة مزدوجة..بينما يزيد بمنفردة..وتركي بمنفردة ثانية مقابل له ..
أبو خالد : جاي تسلم علي؟؟ والله وفيك الخير..
ابتسم وهو يحك شعره : والله لقيت دوامي متاخر اليوم..قررت أمرّ عليكم هنا ..منها أشوفك..ومنها أعطي سحر هالأوراق بخصوص الجامعة...تقدر تتعرّف عليها وتطلّع.. هي قالت تبي تكمّل بنفس الجامعة..وانا سألت هاليومين وجبت الخبر...
ابتسمت بحماس وكأن يزيد جاها بالوقت المناسب : ووش صار؟ أقدر قريب..
ابتسم لـ حماسها : ايوه..خلال اسبوع تقدرين تسجلين للسمستر الجديد.. كل شي مطلوب منك مكتوب هالأوراق..اطّلعي عليها وكل شي بيكون سهل ان شاء الله..
ابتسم ابو خالد وهو يلتقط الملف : ما قصرت يا يزيد..تعبتك سحر.. وأشغلتك معها..اعذرنا
ضحك يزيد : مافيه قصور ولا تعب ..ما أخذ مني شي يا عمي..
سحر بامتنان عميق : شكراً يزيد.. من قلبي اشكرك..
يزيد حك شعره منحرج من نظرة الامتنان العميقة : ما يحتاج شكر بلاش هالدراما ..
ضحكت وهي تحضن الملف لصدرها بقوة..وكأن فيه خلاصها وراحتها ..
يتبـــع ...
نلتقي الخميس القادم ان شاء الله ..
استمتعــوا
عنون ^^
|