كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
,
الجـــــزء 51 ..
(1)
--------------
ابتعد خطوة لورا وهو يسحبها عشان يطلعون من هالمصعد الضييق والمكتووم..ويكمل تفاهمه معها ..
بس لأنه ما يقدر يحرك يده اليسرى حاليا ، ويده اليمنى متشبثه فيها هي
قال بوجوم ، ونبرة آمرة : اضغطي الزر ..
فهمت انه يأمرها تفتح الباب ..مدت يدها المرتعشة للزر وضغطت عليه ... لكنه ما انفتــح !
رفعت عينها للباب الموصد يوم ما استجاب باستغراب وصدمة ..
كررت الضغط مرتين وثلاث والنتيجة ان الباب مثل الجدار ..مو راضي يتحرك ويحررهم ،
ناظرت خالد بصدمة كاسحة ..
وخالد يطالعها بسخررية بالغة ...
قال أخيرا بعد لحظة وهو يشوفها تستوعب الموقف اللي هم فيه : استوعبتي ليه كنت اقولك لا تدخلينه !؟ هالمصعد ما يفتح من داخل.. له شهور على هالحال !
مشاعل لا شعوريا فكت نفسها من يده..دفته على جنب بعيد عنها وهي تهدد : ابععد عني..لا تقرّب!
ضرب ظهره بالجدار على خفيف ،
وهي متشوشة ومعصبة : دامك عارف ليه دخلته معي ؟؟
خالد بتهكّم على نفسه : لأن الوحدة مثلك تعرف شلون تستفز الواحد وتطلعه من طوره... دخلته بلحظة طيش مثلك بالضبط !!
مشاعل : احد قالك تطاردني ... ؟
خالد : اخليك على هواك بهالمكان..معناها يتدمر مستقبلي معاك... اسمي مرتبط باسمك وصرت اشك انك جيتي هنا لك هدف !!
مشاعل وهي تتأمل هالصندوق الضيق اللي هم فيه..بدت تخااف...
مو من خالد الذوق ، ولا خالد الرايق..
بدت تخاف من آثار فعلتها على خالد..
ازررق وجهها يوم استوعبت الموقف المرعب.. اخضرت وابيضت !!
محبوسة.!!
انحبست...
مع خااااااالد !!
لا يا مشاعل لا ! ،
إلا خاااالد ...
تحرّك خالد قدامها بصمت ناحية الباب.. رفعت راسها بسكوت وتوتر تتحرّى وش بيسوي !
تسنّد عليه بجسمه وهو يدس اصابعه بالفراغ اللي بالنص يحاول يفتحه بيـده السليمة لعله ينجح.. ضغط على نفسه وكتم أنفاسه وهو يحاول يجذبه بالقوة.. ومشاعل تراقب بقلب يتعثّر من داخل... مستحيل اللي يصير مستحيل...وشلون تنحبس مع خااااااالد !!
تراجع خالد وهو يزفر بعنف لأن محاولته ما نجحت.. يده الأخرى مصابة ما يقدر يحركها والسبب مشاعل..
مشاعل بخفوت من وراه : خ... خالد !
خالد وهو معطيها ظهره بوجوم مخيف : ما أبي أسمع صوتك !
مشاعل حسّت إنه يلومها ..ما تحملت تسكت : لو ما لحقتني ما كان علقنا اثنينا..عالأقل أنحبس لحالي وإنت برا ..أهون ما ننحبس اثنينا..
التفت عليها بحدة ساخررة تهزّ : لك وجه تتكلمين ؟! ، لو ما لعبتي لعبتك الغبية اللي ماني فاهمها للحين كان ما صار فيني هالموقف السخيف اللي أنا فيه بسببك !!
سكتت بدون رد وهي تناظره ..بعيونه غضب كامن ..وهو يستشعر انهم بمشكلة حقيقية...
قالت بخفوت لعلها توضّح الصورة : اللي سويته..ماله علاقة..فيك..
ابتسم بسخرية : ماله علاقة فيني؟...شلون أصدق ..تدرين؟..أثبتي نظريتي إنك لا يمكن تكملين يوم واحد بدون مشكلة !
مشاعل بتماسك صعب : خالد يكفي..
غمض عيونه وهو يصد مرة ثانية للباب..يحاول يكبت أنفعاله وغضبه لا يطلع منه زود كلام..
حط أصابعه مرة ثانية بالفراغ الصغير بالنص ..وحاول مع الباب من جديد بيد وحدة..ضغط على جسمه وأنفاســه واحمررّ وجهه وهو يحاول يجذبه بدون فايدة... ،
استمر على هالحال لدقيقتين متواصلة بدون ما يرتاح..ومشاعل خلال هالدقيقتين كانت تراقبه من الخلف تحاول تتجاوز التوتر اللي بالجوْ... ماهو وقت تتأثر أو يظهر عليها تأثير من كلامه او موقفه تجاهها... هي اللي يهمها الحين إنها تطلع من هالمكان... وجودها لحالها مع خــالد بهالصندوق بحد ذاته ينهي كل ذرة حيّة داخلها...نبضها متعثّر.. وأنفاسها ملخبطة.. كل ماطال الوقت عليها معه ما تدري وش بيصير فيها.. وجودها مع خالد..شي لا يحتمل !!
مرّت الدقيقة الثالثة وخالد ما عاد يكلمها بس حاط حيله بالباب... تراجع بعد ما استنفد طاقاته كلها ووجهه أحمــر من المجهود العضلي اللي بذله... أسند ظهره على الجدار الجانبي ياخذ أنفاس..
طرى على بالها تجرّب حظها ..تقدمت بهدوء...بتستخدم طريقتها اللي تعرفها : أنا بجرّب !
رفع عينه لها بسخرية صامتة للحظــة...تأملها...ثم دنّق وهو يفرك يده المصابة : جرّبي وحلّيها..
مشاعل بأمر : لا تناظر !
رفع راسه باستغراب مو فاهم قصدها..
مشاعل ما تناظره : عطني ظهرك ..
عقد حواجبه باستفسار جادّ : وش بتسوين؟
حزرها بنفسه ، وهي تاخذ خطوة خلفية : بكســره !
استوعب إنها بتطبّق رياضتها المفضلة..الكراتيه ؟ ..اللي للحين ما يدري وشلون حبتها..
قال بسرعة : اذا تبين رجلك تنكسر... جرّبي !
ناظرته من على جنب وهي تلمّ قبضة يديها مع أنفاسها ناوية ناوية : إنت جرّبت... دوري أجرّب حظي !
خالد باستسخاف : لا تتهورين ، اللي قدامك ماهو خشب... اعقلي ماني ناقص زيادة مشكلة..
ما طاعت كلامه...مصرّه تجرب ، عالأقل ما تكون الطرف المتفرّج بمشكلة اثنينهم عالقين فيها ..
مشاعل : لا تناظر..عطني ظهرك..
خالد بتحذير أخير : مشاعلْ
مشاعل : إذا تعوّرت أنا اللي بتحمل..
خالد : مارح تتحمّلين ..مشاعل ماني ناقص اهجدي خليني أفكر ..
مشاعل مصرّه على المحاولة : غمض عيونك أجل..
خالد بسخرية : أغمض ليش؟ ..وش بشـوف وحدة تدق الحديد برجلها ..وش اللي يشد بالمنظر .....اهجدي !
مشاعل : مابيك تشوفني وانا ارفع رجلي...خالد غمض عيونك..
هزّ راســه وهو يعض طرف شفته السفلية من الوضع المضحك السخيف كله اللي هم فيه.. جاراها ..وبدال لا يغمض.. لف وعطاها ظهره وعيونه للجدار : بحلف إنك بتروحين فيها..
مشاعل ما سمعت كلامه وأصرّت عالمحاولة رغم ان الباب اللي قدامها مثل ما قال خالد صلب مثل الفولاذ وماهو خشب ينكسر بسهولة ،
سددت له ضربة ماهرة برجلها وهي كل فكرها انها طالعه من هنا طالعه الله لا يعوق بـ شر..
الضربة الأولى ما نجحت ، سددت له ضربة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وكل رجاءها ان الباب يتزحزح...
خالد سمع تخبيطها المستمرّ وهو عارف إنها مارح تجني فايدة ...التفت عليها عقب لحظات وهي تتراجع للأخير لين لزق ظهرها بالجدار والقهر بعيونها ..
وبهدوووء يوم شاف توتّرها يزداد وبعيونها خوف متخبي : خلاص اهدي..
ما سمعت له.. ركضت الخطوتين اللي تفصلها عن الباب بركلة قهــررْ زادت فيها القوة بتهوررّ...سبّب لها ألم معاااكس وارتدّت على ورا بقوة بدون توازن..وطاحت بالأرض بوجع..
مشاعل جلست وهي تمسك رجلها : آه !
خالد غمض عيونه وهو يفرك أجناب أنفه... يعني اللي قاله صار قدام عيونه...هذي ما تشبع ما ترتااااح اذا ما جلست دقيقة بهدوء !
خالد بجمود : برضو ما تسمعين الكلام ! الحين تحمّلي ..
رفعت راسها بقهرر جااامح من نبرة الاستهزاء الخفية والألم يعتصرها : ما ودك تسكت ترا أزعجتني ! .. تحط اللوم علي كأنك نسيت انك السبب ..لحقتني ودخلت مع إنك عارف إنه خرباااان! ، الحين مين الغبي فينا !
اشتعلت نار بعيونه من جديد وكلامها استفزّه لأبعد مدى بعد ما هدأ لدقايق..
مو يكفي إنها هي اللي جرّته لوسط هالمهزلة..بحركتها وهروبها ذاك اللي يلصّق التهمة فيها... بعد ترميه بالغباء !!
تقدم منها بغضب : كلمة ثانية بتندمين وهالمرة جادّ فيها..لا تحديني على شي ما يرضيني ولا يرضيك امسكي لسانك لأنها واصله هنا .. (اصبعه عند راس خشمه)
ضغطت على نفسها وسكتت ، فعلاً الموقف ما يستدعي تشبّبـه لهيب أكثر.. خالد ما قــد شافته بهالوضع الساخن ..هي تدري إن خالد ماخذ منها موقف والأفضل لها إنه يهدى وما يزيـد.. ماهو خالد الرايق اللي تعوّدت عليه.. واللي ما كان الغضب يلقى طريقه له بسهولة ..،
حاولت تقوم واقفه وهي تعرج بالبداية ..واستندت على الجدار بجسمها ..وعيون خالد للحين عليها... انتظرته يسأل عن رجلها لو تعوّرت..لكنه ما سأل............ شرير !
صدّ عنها واتجه للوحة الإلكترونية اللي كانت متشبّعه غبار .. دنّق عليها يبحث عن زر الطواريء....لقاه بالأخير ..ضغطه بإصبعه وهو مركّز ينتظر إشارة توحي إنه شغال...
كرر الضغط بسرعة وعصبية...
ثواني ...وهزّ راسه وهو يلمّ شفايفه بأسف.. مستسلم ،
مشاعل تراقبه كانت فاهمه اللي يبحث عنه..ومن منظر وجهه عرفت إن الموضوع متعقّد..
همست بسؤال : ما يشتغل ؟
جاوب بدون لا يلف : متعطّل..
بلعت ريقها.. تراجع خالد وألم يده يزيد عليه .. وأسند ظهره للجدار الجانبي وهو يفركها..مكشّر من الرضّة اللي رسمت بقعة زرقاء عند المفصل..
مشاعل تأملت ملامح الألم بوجهه .. وبخفوت : تعوّرت؟
رفع عينه بزاوية بدون لا يرفع راسه..بنظرة لاسعة : بفضلك !
عضت شفتها وهي تقطع تواصل العيون ونظرته الشرسة اللي تربكها ..ما اعتادت هالنظرات من خالد !.. وتخاف على نفسها منه ، هو مـو طبيعي !!
تحرّكت وهي تعرج على خفيف ناحية اللوحة الالكترونية بتجرب حظها والغاية إنها تزيل هالتوتر اللي يعتريها ..دنّقت عليه... وقامت تضغط بكل الأزرار بعشوائية مثل طفل مستمتع يضغط بدون هدف..
افتح...تكفى افتح...حاااااسه إني بختنق ! ، ماني مستعدة لضغط من هالنووع..
يارب...
جاها صوته : اللوحة متعطله بالكامل .. لا زرّ فتح الباب ولا الطواريء يشتغلون..كله خربان.. ريّحي نفسك..
ما ردّت عليه وهي تمثّـل الثبات قدامه.. وظّلت على حالها تضغط بالأزرار بعشوائية وظهرها له... لدقيقتيـن كاملة.. كانت صمت وهدوء..
خلال هالدقيقتين .. زلق خالد عالجدار بجسمه وجلس عالأرض عقب ما تعب من الوقوف .. رفع راسه للبنت اللي معه ولقاها تعبث بدون هدف وبمحاولات يائسة.... ما علّق على اللي تسويه... ودنقّ يشوف ساعة معصمه يحسب الوقت..جاوزت 12 الظهر.. والمكان اللي هم فيه له ساعات عمل محددة خصوصاً معامل التعقيم الشيفت الثاني له يبدا الساعة 5 .. يعني قدامهم خمس ساعات هذا لو فيه أمل أحد يعرف عنهم .. بس مسألة انتظاره لخمس ساعات ماهي واردة..خمس ساعات كثير في مكان ضيق ومكتووم...خمس ساعات مع مشاعل...مارح تكون طبيعية.. خمس ساعات يدري إنها بتنهك أعصابه..
دسّ يده السليمة بجيبه وأخرج جواله يشوف الإرسال مع إنه عارف النتيجة مسبقاً......هُم بالقبو الثاني يعني لـو الأول يهون.......الإرسال معدوم ..!
فلت جواله منه للأرض وهو يتنهّد ويهدّي من أعصابه... رفع راسه من جديد لـ مشاعل اللي لازالت تعبث بدون هدف...وعند هاللحظة فهم وضعها....ما تقدر تلف وتناظره...مع مرور الوقت... الجوْ جالس يتحوّل للغرابة...! ، شي غير معهود ..
هو ..وهي ..في قفص واحد ..
هو... معها بمكان ..أبعد نقطة عنه ما تتجاوز المترين..
غمض عيونه وهو يرخي راسه لورا... يلهى بأفكار ما تكون هي فيها لأن الوضع ما يسمح... يبحث عن أفكار خارج هالصندوق اللي يحكم بسجنه عليهم ..
مشاعل ضربت اللوحة بقبضتها وهي تعض شفتها .. حمارة حماااااااارة... ليه دخلته من الأساس...ليه هربت منه؟!...ليش ما وقفت قدامه وقلت له إييييه انا اللي أرسلت الباقة لعيادتك عشان الزفت اللي ضحكت عليّ... وأرسلت صديقتها تشوف عشان اثنينهم حكوا فيني .. وأنا ماعاد أتحمّل احد يحكي فيني ، يكفي انت عن هالكون كله..!
حسّت بالهدووء يعم المكان وكأنها صارت لحالها.. صوت خالد ما عاد طلع...ولا حاكاها..
التفتت بهدووء وتوجّس..وطاح نظرها عليه مع الإضاءة الخفيفة والباهتة بالمكان.. تعلّقت عيونها فيه عفوياً وهو مغمض وراخي راسه للخلف..رافع ركبة عن الأرض وممدد الرجل الثانية ناحيتها شوي وتلمسها..ويديه بحضنه....
نام؟؟؟؟..... لا يكون ناااااام !!!..... لا تنااااااااااااام !
طلّعني من هنا ،،،،
استقرت عيونها عليه بتوتّر... هادي كثييير ..مافيه بوادر خوف عليه ، على عكسها ..هي ترتعش داخل نفسها من اللي هم فيه.. كيف يهدى وهم بهالوضع ؟!!!
متوتّره لأنها بمكان ضيق معه...وخالد رجاااال...مهما كان إلا ما يجيه ذاك النوع من التفكير ! نفضت راسها وهي تلعن ابليس... ونفضته ثانية وثالثة بشكل غريب ومُضحك..
إلا خالد... إلا خالد ..
من وشو تخاف وترتبك... خالد أثبت إنه مارح يشوفها كـ بنت تلفت نظره حتى لو كانت الوحيدة الباقية قدامه.. خالد متبلّد مستحيل ينظر لها بذاك الشكل...وهي لأول مرة ما تبيه ينظر لها خصوصاً بهالوضع... بتموت ولا احد حاس فيها !! هي بنــت تخونها حكمتها في كثير من الأحيان.. واندفاعها وصّلها لهالموقف..
سبقها..يوم فتح عيونه نص فتحة ولقاها تناظره بشرود مو حاسه بنفسها... غمض وهو ياخذ نفس بوجوم : بدل هواجيسك فيني ..فكري وشلون تطلّعينا من هنا مثل ما وهقتينا..
حمّرر وجهها... واختنقت أنفاسها ..حسّت بحرارة تزداد تنبعث من كل خلية بجسمها : محد يهوجس فيك.. مين اللي رايق أساساً... بعدين بدل لا تحطها فوق راسي فكّر معي إنت الرجال هنا وإنت اللي وهّقت نفسك بنفسك..
فتح عيونه واستقرّت عليها بعمق...
مشاعل ما فهمت نظراته العميقة ....وأردفت : لا تطالعني .. فكّر بحل ..
خالد بهدوء : مصرّه ما تعترفين بغلطك ؟
مشاعل لفت للوحة الالكترونية بـ مكابرة : انا ما غلطت ، ولعاشر مرة أقول اللي سويته مو عشانك !
طلع براسه قرن... وبذات هدوءه : برافو والله.. تعرفين تكذبين !
مشاعل : ما أكذب..
وناظرته بسرعة وهي تغيّر الموضوع : خالد مو وقته عتاب وملام الحين..طلّعني من هنا والله مو قادره أتحمّل..
خالد بسخرية يضرب الوتر الحساس : وش اللي مو قادره تتحملينه...؟ وجودك معي بمكان مزري مثل هذا ؟ ولّا.............
سكت لثانية ..مشاعل قلبها انقبض..كانت بتتكلم .. لكن خالد تابع ما عطاها الفرصة : ..ولّا وجودك معي لمدة مارح تقل عن خمس ساعات ! ، ما ندري وش رح يصير فيها..
مشاعل طارت عيونها بررررعب ..خمس ساعات .. لا !
أكيد يمزح !
خالد وعيونه الهادية بعيونها اللي تلمع ارتباك : إيوه خمس ساعات لا تنصدمين..هذا أقرب موعد محتمل..إنتي وحظك بعد اذا انتبهوا لنا.. هذا واحنا بالجهة الثانية من القبو..يمكن ما يجيبون خبرنا ومحد يدري ونموت هنا اليوم.. رضيتي بالنتيجة المحتمله آنسة مشاعل..؟
كانت تسمع وقلبها يضخ دم ارتباك يتزايد.. الواضح إن خالد كان يتعمّد يزيدها بكلامه ويحسسها بالذنب والخوف وهي مو ناقصه..جد مو ناقصه... يبي يحسسها بتأنيب الضمير وهي حاسه فيه ما يحتاج يزيد...بس مارح تعترف ،
مارح تظهر له انكسارها دام هدفه يخنقها بكلامه...بتكتم الخوف داخلها ..خوف مفضوح قدامه مهما حاولت تخفيه...لكنها حاولت ،
مشاعل بثبات قدامه : مارح تخوفني بكلامك! .. واذا تبي تحسسني بالذنب...حسس عمرك يا دكتور.. لأن المشكلة هذي للمرة الثالثة أقوولك إنت اللي حطيت نفسك فيها.. أنا ما طقيتك على يدك وقلت لك إدخل وراي !
ضاقت عيونه وهو يتابع كل كلمة... وما تكلّم على عكس ظنّها ..ما تكلّم .. لأنه لو تكلم... بيتحوّل لبركان ثاير....
بحياتـــه... ما قدر أحد يستفزه بهالشكل وبهالصورة المتقلّبة الغريبة...مثل هاللي واقفه قدامه الحين ،
لاحظت سكوته والتفتت للوحة الالكترونية مرة ثانية .. بـ صمــتْ استبدّ بينهم مرة ثانية ..
تلمّست اللوحة بيدها بتوتر..لازم فيه حل خمس ساعات كثيرة ..والله كثيييرة عليها... إذا هو ما يحس وما تفرق معه...هي تحس ويا ليتها ما تحس...
قالت بخفوت : ليش ما نفكها ؟..يمكن نقدر نصلحه ؟؟
التفت عليها عقب دقيقة الصمت...بهدوء : وش هي؟
مشاعل : لوحة الأزرار...يمكن فيه مشكلة بأسلاكها .. شوف صواميلها نقدر نفكّها..
ما ردّ .. قام واقف بسكاتْ..واقترب منها بشويش بدون لا تحس فيه وهي مدنقه على الصواميل تتأملها..تعنّز بيده فوق راسها ودنّق براسه قريب ومشاعل ما درت تحسبه للحين جالس...
بهمس وهو عاقد حواجبه : وين؟
ارتجفت من صوته المباااغت ورفعت راسها...واصطدمت بوجهه قرييب وجادّ.. قريب كثيير وعيونه على المكان اللي تقول واحتكاك جسده فيها على وشك ..
خذت خطوة للخلف وهي تهدّي من ضيق التنفس اللي عندها.. تحافظ على المسافة بينهم وإن كان مافيه مسافة في جميع الأحوال..
خالد تلمّس الصواميل اللي كانت مربوطة بإحكام..بخفوت : مستحيل ،
ناظرت خالد بخيبة أمل : ليه مستحيل ؟
خالد : مربوطة صحّ مارح نقدر نفكه إلا بمفك... ثانياً حتى لو فكيناه ماني خبير بالكهرباء والأسلاك.. إلا إذا تشوفين نفسك فاهمه بهالشغلات..
مشاعل : ماني خبيرة...بس هذا الحل..
خالد : مارح نقدر نفكه إلا بمفك...انسي..!
وتراجع للخلف عقب ما حطّم الأمل اللي عندها...وعقب ما خنق أكسجينها وحل بداله عطره اللي انتشر بالأجواء...
جلس بنفس مكانه بنفس اللامبالاة للموقف والوقت اللي يمرّ..ما تحمّلت ضغط أكثر.. مرّت عليهم ثلث ساعة كانت فوق طاقتها... وخالد مبيّن عليه الاستسلام ورح ينتظر الخمس ساعات اللي قال عليها عشان تمرّ...اذا هو مستعد..هي مو مستعدّة... خنقتها العبرة غصب عنها وهي تحس بشي يكبس على صدرها...علاقتها مع خالد متوترة بكل الأحوال وهالموقف يزيدها ما يخففها... رمت نظرة على خالد اللي كان مدنّق يطالع بجواله وما يناظرها.. وبدون شعور فصخت جزمتها اللي لها كعب صغير عملي ..وتقدمت بسرعة للباب وهي تنهال عليها بالضربات الرنانة المزعجة ، وصوتها يعلااا مع انها كانت تحاول تنادي بصوت طبيعي بس رعشة الدمووع كانت واضحة فيه ..
انتبه خالد لها وهي تهجــم عالباب ونظراته تبدلّت لدهشة واهتمام كبير...ما علّق بصدمة وهو يتابع حركاتها المنفعلة والأهم رعشة يدها اللي ماسكه الجزمة...
خالد ناداها وسط ضرباتها : مشاعل !
ما ردّت عليه..كان رنين ضرباتها العالي واللي يصمّ الإذن أعلى من صوته ..
ناداها من جديد بجدية حادة يوم شافها تنفعل أكثر وصوتها العالي يخترق دموعها : أحد يفتح ..احححححد يفتح...افتتتتحححوووووا... مابي أجلس هنا ..افتتتحوووووا...
خالد : مشاعل اهدي..
ما سمعت صوته وحركاتها تزداد وتيرتها وقوّتها... وكان واضح له إنها دخلت بنوبة هلــع..
قام واقف بسرعة يوم شافها تستخدم جزمتها الثانية وتظل حافية على الأرض المغبرة ..تنهال بالضربات بيديها الثنتين.. وجسمها ينتفض بشكل أثار حوافزه..
خالد وهو يقرب : مشاعل اهدي ..بــسْ...
مسكها من ذراعها بقوة ولفّها عليه ..وهزّها : اهــدي ...شفيك لا تنهبلين..
سحبت ذراعها منه بدون لا تردّ..واستدرات للباب تخبّط فيه بعنف بالغ وهي تشهق...
عض شفته وهو يمسكها مرة ثانية ويجذبها : اهدي بلا جنوون..
التفتت عليه وعيونها تلمع بللْ : أبي أطلع !
خالد لاحظ الدموع واضحه برمشها...بهدوء يخالف انفعالها : حتى أنا أبي أطلع... اهدي الانفعال بهالمواقف مو زين ..
مشاعل باختناق : مااقدر انتظر خمس ساعات..ما اقدر خالد طلّعني..
خالد : وشايفه شي بيدي غير الانتظار..
مشاعل : طيب خلني اتصرف لا تمنعنننني..
خالد : ما منعتك.. انا اقول لا تنفعلين .. تبين تكسرين الباب اكسريه..بس لا تنفعلين المكان مو زين للانفعال..
ما عرفت تسيطر على رعشة يديها اللي شايلة الفردتين ..وقربها من خالد بيقضي عليها...اذا هو مو حاس بجوْ الغرابة هي حاسه ولا قادره تصبر ساعة..ِ.شلون خمس ساعات ،!
لاحظ خالد ارتعاشة يديها وهي تناظر بمستوى صدره... أبعد أصابعه عن ذراعها وهو يستشعر السبب....خايفة؟.....خايفة منه؟؟؟
معقول خايفة....؟
وبصوت ما يدري شلون طلع همسْ : مافيه شي يخوّف.. اهدي..
رفعت عيونها له وهي تكبح المرارة والتوتر اللي يفرض قيوده عليها... تراجع عنها بعد ما اختفت الكلمات منه بسبب الجو اللي يطبق الخناق عليه... اذا مشاعل مو طايقه الوضع....هو مو طايقه ألف مررة.... وكابح هالشعور على عكسها اللي فجّرته بهالانفعال... زين بعد انه محافظ على اعصابه للحين وما تمكّن منه الغضب اللي سيطر عليه بالبداية...
تراجعت مشاعل للزاوية الأبعد عن خالد ويدها ترتفع لأزرار قميصها العلوي واللي لابسته من تحت بالطو التمريض...فكت الزر الأول وهي تحس الجو يختنق... الأكسجين محدود بهالمكان مافيه حتى ثقب تهوية ..
::
الساعة تجاوزت 1 .. وهالساعة تبدأ استراحة الغداء ...
كان جمال رايح ناحية عيادة خالد..لما وصل قريب ..وشاف ياسمين واقفه عند الباب تطل لداخل وكأنها توها توصل ..تراجعت وهي تغلق الباب ..التفت بتمشي بس فزّ جسمها بصدمة لا شعورية يوم تفاجأت بـ جمال واقف قدامها ..مبتسم وهو رافع حاجب واحد...
خذت نفس وهي تهدددى من الفجعة : هلا دكتور ...ما حسيت فيك..
جمال : توني جاي ..واضح الدكتور خالد مو موجود بعيادته..
ياسمين : ايه مو موجود...طقيت الباب على بالي فيه.. بس ممكن يكون بجولته..
جمال ناظر ساعته : ماهو عادة يسوي جولة هالوقت ..
ابتسمت : ما شاء الله حافظ جدوله يا دكتور ..
ضحك : طبعاً .. عشان أعرف أصيده إذا بغيت..
ضحكت : ممكن يكون راجع ألحين..
جمال باستغراب وهو يتأكد من الوقت : استراحة الغداء بدت من عشر دقايق ..مو عادته يظل بجولة لهالحد..
ياسمين : تبيه ضروري؟؟
جمال : اكيد ضروري...محد غيره ينعشني عالغداء.. بيني وبينك أحب أغثه.. الغداء معه صار عادة..
ابتسمت : الله يهنيكم ببعض..
تحرك للباب وفتحه وهو ناوي يشيّك على وجود جواله...إذا موجود بالعيادة معناه إنه ماهو بالجولة وراجع قريب..، وما لقى الجوال وتوقع انه للحين غايص بجولته...لكن اللي لفت نظره ان سماعته الطبية واللي ما يستغني عنها بجولاته..لازالت عالمكتب مما يعني إنه طالع لغرض ثاني....
جمال : أتوقع راجع قريب ..
ياسمين اقتربت منه : قلت شي ؟
جمال : سماعته موجودة هنا وهو ما يطلع للجولة بدونها..أكيد راجع...تبينه بشي ضروري أنقله له ؟
ياسمين هاللحظة ارتبكت..مافي مجال تقول له ..لأنها تبي تتكلم معه بخصوص الباقة اللي باسم صديقتها.. تبي تأكّد له إن فيه لبْس بالموضوع وإن هند ما تسويها رغم إن هند أنكرت هالحركة بشدة وغضب !!
جمال انتبه للباقة الموجودة عالمكتب ..ورفع حواجبه : أوه !.. وش هالحلو ؟
لفت ياسمين عليه بانتبااااه.... ولاحظت انه يقصد الباقة..
بفضوله تحرّك باتجاهها وهو يتمتم بينه وبين نفسه : خالد يا حقير ! دايم مكوّش على كل شي..
ياسمين ارتبكت وهي تشوفه يشيل البطاقة المرمية عالمكتب جنب الباقة بالضبط..واللي تركها خالد مكرمشة بعنف..
شالها مستغرب...وحاول يفك الكرمشة عشان يقراها .. ياسمين توتّرت وهي تقترب ..ما تبيه يقرى الاسم وتحوم الشكوك حول هند..شكوك ما تدري شلون بدت أصلاً..
لكنه قراها وباستغراب ناظر ياسمين : ما شاء الله ذوق صديقتك حلو !
حافظت على هدوءها..وبتأكيد : هذي مو هند صديقتي !
رفع حواجبه بتعجّب : اسمها مكتوب ..(ضحك) .. صراحة جريئة أحييها على شجاعتها..
كررت بحدة : هذي مو هند صديقتي ...ودكتور نايف ماله داعي يعرف..
رفع عينه لها باهتمام ومن طاري د.نايف : مو صديقتك؟
ياسمين : هذي هند ثانية ..مو الدكتورة هند ..الدكتورة هند ما تعرف لحركات الورد وخرابيطه..هند جادة بشغلها ما جت تلعب ..
ابتسم على خفيف وهو رافع حواجبه من اندفاعها بالدفاع عن صديقتها : على هونك.. مين قال انها جايه تلعب ..
ياسمين : بس حبيت أوضح الصورة لك... محد فينا له علاقة بالبوكيه هذا.. يمكن من برا المستشفى ..
نزل البطاقة المكرمشة لمكانها وهو يغيّر الموضوع : طيب أعتذر كان أزعجتك.. (أخرج جواله من جيبه ) ..بشوف هذا وين رااح !
اتصل على رقمــه وياسمين تتابع... والغريب إنه جاه ..مغلق !
ناظر الشاشة باستغراب ...وأعاد الاتصال مرة ثانية...ونفس النتيحة وصلت له ..
نزّل الجوال : غريبة..
ياسمين باهتمام : ايش يا دكتور؟..
جمال : جواله مغلق...مو عادة يغلق جواله وقت الدوام...أول مرة يسويها..
ياسمين جاها هاجس... ما تدري ليش تخيّلت إن خالد توجّه للدكتور نايف وإنه يمكن ما صدّقها لما قالت له ان هند مو ورا هالشي... كانت تستبعد ان د.خالد ممكن يسويها ورغم سخافة الفكرة إلا إنه قلقت.. من هالاحتمال..
تحركت للباب : أنا طالعه...أشوفك دكتور..
واختفت عنه... جمال رجع للجوال يحاول يتصل بخالد وكل مرة نفس النتيجة...
دقت ياسمين باب عيادة ابوها وهي متخيله نفسها بتدخل وتلقى خالد.. سمعت ابوها يرد..ودخلت وتنفّست الصعداء يوم صار لحاله..
د. نايف : ها ياسمين جايه؟
ياسمين بتوجّس : بسألك..دكتور خالد ما شفته اليوم؟
د. نايف باهتمام : دكتور خالد؟ لا ما شفته ...ليش؟
ياسمين: أقصد ما جاك العيادة أو كلمك..؟
د. نايف وعيونه تضيق وهو يقرأ سبب سؤالها : لا ما جا...ليش هالسؤال الغريب؟
ابتسمــت : ولا شي...بس ما لقيته بعيادته ..ودكتور جمال سألني عنه...قلت يمكن يكون عندك..
د. نايف : وليش بيكون عندي؟؟؟؟
ياسمين تبرر : ما أدري توقعت... ماهو موجود بعيادته ولا بالجولة..
د. نايف باستفسار : أسألتك لها سبب؟؟..ليش ما تبينه يكون عندي ،؟
تغيّر وجهها... أبوها ويفهمها ماهو غريب عنها..
ابتسمت بنعومة : مو صاير شي صدقني.. بس عندي سؤال معين وكنت أبي أسأله..وما حصلته.. عن إذنك بروح ألحق على باقي الاستراحة..صديقاتي ينتظروني..
وانسحبت من الغرفة قبل زيادة أسئلة... مو عادة تجي لعيادته تسأله عن دكتور خالد وشي طبيعي استغرب ، ولأنها بنته فهو يفهم تصرفاتها وردود أفعالها..
ارتاحت بعض الشيء كون الخبر ما وصل للدكتور نايف..رغم ان هند نفت هالحركة بكل قوة... إلا ان عند الدكتور نايف ممكن تكون مشكلة..لو انطرى الموضوع... وممكن يدخلون بسين وجيم وهي تعرفه جااااد للغاية بمسألة الشغل ،
::
في المطعم الموجود بالشارع المقابل للمستشفى ... كانوا هند وسناء جالسين على أحد الطاولات يستعدون لتناول وجبة الغداء .. لكن هند كانت بحالة مزاجية معفنة من اللي صار قبل كم ساعة ..وسناء تحاول تهدّي الجوْ...
هند بغضب : هالغبية أنا تحطني بهالموقف... أنا تتوقع مني أسويها...ليه بايعه عمري قدام أبوها !
سناء : ريلاااكس حبيبتي... ما صار شي..سوء تفاهم وانتهى... هي كانت خايفه عليك..
هند : خايفه علي؟؟؟..لو خايفه علي تجي تسألني قبل تطير بعجّتها...مو عشان قرت اسمي تحسبه أنا..
سناء : هي ما تنلام لأن حتى الدكتور خالد ظن إنها إنتي.. إلا صدّق إنها إنتي وهي حاولت تدافع عنك قدامه..
هند بغضب : مو محتاجه دفاعها عني..تجي تقول لي...وانا بنفسي بروح أقول له إنه مالي علاقة بالبوكيه التافه كله..
سناء سكتت والثانية تفرّغ غيضها المتجدد..
هند تابعت : وبعدين مين الحيوان اللي أرسله باسمي... إنتي متأكدة مافي أحد بالمستشفى اسمه هند إلا أنا ؟؟؟
سناء : ايه مافيه الا إنتي...وهالشي اللي خلا ياسمين تظن انها انتي...خلاص سامحيها ..
هند : ماني مسامحتها الغبيـة... أنا تعطيني كف... هي أصلاً بكلامها الغبي عني قدام الدكتور خالد بتخليه يصدق إنها أنا...شلون تقول له لا تعلّم د. نايف... لو قالت له ما أدري وجت عندي تعطيني خبر..أصرف وأحسن لي ولها.. كنت بروح لدكتور خالد وأكلمه..
سناء : خلاص هدّي لك ساعتين على هالحال...
هند بعصبية : وانتي شايفة ان اللي صار يسمح للواحد يهدى...ألحين وش اقول للدكتور خالد..وشلون بيصدّقني وياسمين الغبية حاقتها ..
سناء : ما حاقتها... مو هي أكّدت له إن مالك علاقة ..
هند : وتتوقعين صدّقها..أكيد قال بتغطي على صديقتها... لو قالت له ما أدري .. وتركتني أتولى الموضوع..أزين..
سناء تنهّدت وهي تسترخي بالكرسي ..وهند حطت حيلها بالمشروب الغازي اللي قدامها تشربه تبرد خاطرها... من ساعتين وهي تحاول تهدّي الجو.. لكن ما فلحت...هند دمها حار ..إذا عصبت وثارت صعبة تهدى..
بس فعلاً الموضوع يحيّر... سناء متأكدة ان هند ما سوتها لأنها كانت معها طول الوقت من الصباح لما هاللحظة... ما سوّتها ...بس مين اللي بيرسل البوكيه باسمها..
قطع عليهم الجو دخول ياسمين للبارتشن اللي هم فيه..
سناء ابتسمت تلطّف الجو : ولكمم سويت هارت..
ياسمين حست بالجو المتكهرب عند هند ... وتنهدت : تغديتوا؟
سناء : لا ننتظرك..
جلست وهي تحط شنطتها جنبها ...وهند تتجنب النظر لها وعيونها بالمنيو تحت يدها...
ياسمين ما علّقت لأنها تعرف هند وطبيعتها..بالأوقات اللي تكون معصبة فيها..مارح يفيد الكلام..
ابتسمت لـ سناء : جوعانه...وش ناكل؟
سناء ابتسمت : اللي تبيه هنــد...
::
انتهت ساعة الاستراحة .. وجمال أكل وجبته لحاله وهو حاااانق على خالد اللي يدري زين إنه يكـره تناول وجبة الغداء لحاله..ومع كذا مختفي وساحب عليه...
ركب المصعد وهو يتوعّد خالد بـ سرّه... وقبل يرجع لعيادته النفسية... هاجس مرّ عليه بخصوصها .. ما شافها اليوم .. ،
تذكّر يوم تكب عليه كوب القهوة بدون قصد...خوفها وقلقها.. آآآآآه يا حلو صوتها ونبرة الخوف اللي فيه..
تحرّك اصبعه بدون تفكير ..وضغط على رقم 3 ... ناوي يطلّ على كاونترها وهي جالسه هناك...
وصل وطلع من المصعد وعيونه تطيح على الكاونتر المقابل له مباشرة...شاف فلبينيتن واقفات هناك يشتغلون وهم يسولفون ... وما شافها مثل ما توقّع...
تقدّم باهتمام وهو يلتفت يمين وشمال يبحث عنها...وما لقاها قريب...
عض شفته بأسف...وكان ناوي يرجع للمصعد ..يوم شاف شيري طالعه من قسم الأشعة..
وقفت على الكاونتر وبالانجليزية سألت رفيقاتها عن (مشاءيل)..
سمع جمال الاسم وشك انها تقصدها ..تقدم لها وهو يسلم : مرحباً...
التفتت شيري له : مرحبا دوكتور..
جمال : أين الممرضة الجديدة؟
شيري عقدت حواجبها بضيق : لا أدري... إنها مختفيه منذ أكثر من ساعتين ..
جمال باهتمام : مختفيه؟...هل حضرت للمستشفى اليوم؟
شيري : أجل كانت هنا في الصباح الباكر... ولا أعلم أين هي...يجب أن تكون معي الآن فأمامنا الكثير من العمل..
جمال ابتسم وهو يشوفها ضااييقه : ربما هي متعبة وذهبت لترتاح قليلاً..
شيري : لا أدري... هذا مزعج !
جمال : لا عليكِ... ستأتي فلن تتأخر.. إنها حريصة على عملها..
تنهّدت : أرجو ذلك..
انسحب جمال من الطابق..وتوجّه لعيادته ..وهو يمشي لهناك حاول يتصل بـ خالد يشوف وينه ..ونفس النتيجة...الجوال مغلق !
رجّع الجوال لجيبه وهو يهزّ راسه بوعيد... هين يا خالد..
::
|