كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
×
الجـــــزء 20 ..
-------------------------
بعد حلول الليل ..!
زاد هبوب الهوا ،، الغيم تكدس بالسما بشكل متفرق.. وزادها سواد ماكانت السما ناقصته بنص الصحرا..
غياب سحر من جلسة البنات كان غريب.. نبّه مشاعل عليها..
سرقت نظرة بسرعة على اروى ورهف وشادن..اللي كانوا يلعبون كوتشينه بحماااس ونقاااش وصل لحد الصرااخ من الاستمتاع اللي هم عليه.. وتعمدت تخسّر نفسها في اللعبة ، حتى تلاقي فرصة انها تروح تشوف وينها.. لأنها قد لاحظت من ساعتين ان حالة سحر غريبة .. وغيابها عن الجلسة أكد هالأمر !
مشاعل بتصنع : يوووه خسرت !!
رمقتها شادن بنظرة .. ورفعت حاجب .. وسكتت .. عرفت ان مشاعل خسّرت نفسها متعمده.. بس ما علقت خصوصا انها تعرف اختها زين ..لا يمكن ترضى تخسر بهاللعبة بسهولة.. الا اذا كان فيه سبب.
قامت وهي ساكتة متجاهله نظرات شادن اللي فاهمتها .. وخلتهم يكملون اللعب اللي حتى بيان مشاركتهم فيه.. سحبت شال مرمي ما يخصها، مالها خلق تدور شالها الغايص بين حوستهم... ولفته على جسمها وطلعت من باب الخيمة بسرعة... طلعت من جو دااافي .. لجو يتكسر برودة !
"برررر" .. ما تحملت البرد.. وشلون أجل سحر متحملته وهي مختفيه ..
راحت للنار الشابة الوحيدة..
جمر النار الأحمر ! ، ما كان حوله أحد .. كانت تتوقع ان سحر جالسه عند دفاها ،، لكن خاب ظنها لأن المكان بكل بساطة كان خالي !
دارت بالمخيم ، وحول الحدود المضيئة اللي منورتها الكشافات هنا وهناك.. وما حصلت لها أي أثر !
غريبة!!
من جد غريبة!!
وش صاير معها هالبنت؟!!
شمت ريحة شَوِي شقت خشمها شششق ... ووقفت محتاره ..
تدق على رقم سحر..لكن ما ترد..
لين صدق ملت الريحة راسها وما قدرت تصبـر.. وبسرعة دقت على بندر اللي أكيد عنده خبر عن سبب ريحة هالشوي !
أول ما رد عليها... هتفت
مشاعل : بنييييدر .. الريحة تجنن !!
ضحك وهو مشغول باللي في يدينه : أعوذ بالله !!.. مافيه سلام مافيه كلام.. على الطول الريحة تجنن.. قطوة مب آدمية !!
مشاعل : قطوة ولا مو قطوة.. الريحة تجنن وش تسوون !!؟؟؟ فضولي بيذبحني
قال يقهرها : مالتس دخل !.. حفلة شباب مالكم شي منها..
مشاعل انقهرت ..حرام شوِي يفوتهم : بنيييدر لا تخليني أحلف وأجي عندكم ترا محد يقدر يردني ..
بندر بسخرية : يلله سويها اذا تقدرين.. مع اني عارف ما تقدرين ، كالعادة حكي حكي على غير سنع ..
ضربت رجلها بالأرض وثورت التراب.. رجع ينغزها بسالفة الثعبان وعجزها عن اثبات كلامها على ارض الواقع : بنيييييييدررررر وقسم بالله اذا فتحت الموضوع ثاني مرة مارح تتخيل وش بسسسوي .. وقسم بالله ما أفوتها لك .. تراني للحين ماسكه اعصابي وأفوتها لك ، لكن انت الظاهر ما تبيها تعدي على خير !!
ضحك بصوووووت عالي وهو يرفع راسه .. من قلب.. خلا خالد اللي ماسك عود مغروس بـ ذرة جنبه يقوم يناظره : ههههههههههههههههههاااااي .. ومن قال اني أبيك تفوتينها.. أبي أعرف اللي بتسوينه .. لأنك بصراحة كل مرة تفاجئيني بتهبيبتك ..
مشاعل صرخت بحدة وهي تمط كلماتها : بنننننننننندر لا تجنني كل ما نسيت ذكرتني .. بس الظاهر انت اللي ما تبيها تعدي على خير.. ما دام كذا ابشر تامر أمر.. طيييب (تهدد) !.. لحظات وبتلقى ثعبانك غرقان بدمه وبتشووووووووووففففف... قل لها باي لأني ذابحتها ذابحتها ( بصراخ تصميم)
سكرت التلفووون من غير لحظة تفكير.. غير انها اطلقت كلمه ولازم تسويها..ركضت ناحية سيارة بندر بكل سرعتها.. بلحظة بداية سباق بينهم .. وبداية تحدي..
فز بندر ونط من مكانه وهو منصدم : تستهبل ذي !!
خالد بهدوء وهو يطالع الذرة اللي يشويها : وش بتسوي هالمرة؟؟
حس بندر ان الموضوع مختلف هالمرة.. تذكر ان ثعبانه عند سيارته .. بسرعة رمى الجوال بالهوا على خالد اللي التقطه بأصابعه بكل مهارة.. وهو يحط رجله راااكض : لا تقولي بتسووووووووويها..
ورركض لسيارته...
يحاول يوصل قبلها...
وهي تحاول توصل قبله..
ابتسامة هادية ارتسمت بسخرية على فم خالد : اختك !.. مين يتوقع تصرفاتها !
وصل بندر وهو يلهث .. وانصدم يوم لقى مشاعل .. سبقته فعلا ووصلت قبله.. ما يدري من متى!
لقاها واقفه ..عند قفص ثعبانه المحطوط عالأرض.. عند الكفر..
نزل عينه للقفص .. يبي يتطمن على ثعبانه..من غير لا يحاكيها
وشهــق يوم لقى القفص مفتوح.. ومشاعل شايله بيدها ساطورة ! .."سكين اللحم الحادة جدا"..
طلعت عيونه من مكانها وهو مفجووووع.. وقال بصوت مصدووم مو مصدق اللي يشوفه : مشاعل !
رفعت الساطورة قدام وجهها وهي رافعه حاجب.. بشكل تحذيري : حذرتك من قبل.. لا تمتحن قدراتي اللي أقدر أسويها..
ناظر بالقفص مرة ثانية يبي يصدق..يبي يلقى أي اشارة ان مشاعل ..فعلا ذبحت مشاعل ثعبانه حبيبته !!
مالقى الثعبان.. ورفع نظره لـ مشاعل وهو مصدوم من هيئتها ..
أثرك استفزيتها أكثر من اللزوم يا بندر .. واللي سوته اليوم بالشباب الخايس.. تبي تكمله على ثعبانك..
بـلّم يوم قالت بعصبيـة : طلّعها لأذبحك بدالها !
قال ببلاهه : هاه..!
قالت : من قال هاه سمع..!.. طلعها أقولك.. يا أنا يا هي اليوم..
كان يناظرها ببلاهه ...وتوه بيروح يكفخها على التهيئات اللي خلته يتخيلها.. وعلى غباءها انها ما استوعبت انه يحسبها ذبحت الحية وخلصت..
تغيرت ردة فعله الخايفة بلحظة .. لهيئة استفـزاااز ..
رفعت حاجب وهي تناظر ملامحه بتحدي ..
تكتف ومال بوقفته بسخرية : يا زين الحكي ..مرررررررة سهل ..
قالت وهي تشد على الساطورة بإصبعها : بندررررررررررررر... لا تستفز أعصابي .. تراها واصله معي منك !
بندر : هههههههههههههههههههههههههه
وبخفة مالاحظتها مشاعل... نزل بصره يوم لمح ظل أسود يزحف عالأرض ويطلع من ورا السيارة .. ناحية رجل مشاعل ..
رفع بصره لعيون مشاعل اخته .. اللي ما لاحظت حركة عيون بندر بسب الإضاءة الخافتة بهالجزء من المخيم ..واللي ما تساعد..
كتم ضحكة .. وسكت ..
ومشاعل تطالعه بقهر !..
وبحركة غريبة قام يصفر .. ألحان لها معنى !
تصلبت مشاعل .. وتصلب جسمها عن الحركة مثل الحيوان المحنط !.. عيونها ثبتت على نفس المستوى اللي هي تناظر فيه وهي عيون بندر..
كانت تحس بشي أملس يلف على ساقها ويتمسح فيه !
نزلت بؤبؤ عيونها من غير ما تحرك راسها ..وهو الشي الوحيد اللي قدرت تحركه.. لكنها ما قدرت تكتشف وش حقيقة هالشي ، لأن رقبتها كانت غير قابلة للحركة من التشنج !
الشي اللي قدرت تسويه .. انها رفعت مستوى بصرها لبندر من جديد.. تبيه يكذبها .. وان هالخايسه المنقطه مو هي اللي تحت رجولها !!
بس زمة شفايف بندر.. وضحكته "المكتومة" الواضحه على وجهه.. خلتها تبلع ريقها وصرخة قاعدة تتصاعد ببطء يعذب من حنجرتها .. لما وصلت لفمها .. أطلقتـــهااا من أعماقها أخيرا والساطورة تطيح بشكل عامودي عالأرض تلتها صرخة وصرخة وصرخه كل وحدة أعلى من الثاااانية ..
ما لقت نفسها الا بحضن بندر.. بحكم انه الوحيد حولها رغم انه هو اللي متلاعب فيها.. ضمته وهي تصيح بصراخ وتردد "وخرها وخرها وخرها " من غير ما تحس.. هو حتى ما كلف نفسه يفك تكتيفة يدينه عن صدره عشان يخفف عنها ..
كان يضحك.. ميت ضحك من قلبه.. وهي متعلقة بصدرره..
سمعته يصفر مرة ثانية من فوق راسها.. ينادي ثعبانه ناحيته.. انهبلت لأنه ما رحم صرخاتها..
صرخت " لالالالالالالالالالالالالالالالالالا وخرها بعدها وخرها لااااااااااااااااااااااااااااااا"
صياح ، صراخ ، شهاق كله على بعضه كان يطلع منها ...
حقدت عليه ودفته من صدره وهي تركض بعيد..وتقول : والله اوريك والله اوريك والله اوريك والله اوريك..
طاح عالأرض غايص بموجة ضحك هستيرية كأنه واحد مو صاحي أو مجنوون !!.. مسك بطنه وهو منسدح مو قادر ياخذ نفس... لين جاه خالد ومحمد يركضوون .. يوم سمعوا صرخااات مو طبيعية..
وكأن أحد ميت !!
جا خالد وناظر بندر مستغرب.. رفع عينه للثعبان يشوف هو حي ولا ميت.. وارتفع حاااجبه دهشة.. يوم طاحت نظرته على "ساطورة كبيرة" مرمية عالأرض..جنبها !..
بلللم ..
لأن الدعوة كانت ذبح وذبيح !!..
ناظر في بندر اللي غطى عيونه بيديه وهو منسدح على ظهره .. وأنفاسه بدت تهدى.. وقال مندهش : ساطورة!
على كلمة خالد ، انتبه محمد للساطورة المقصودة.. وانصدم من قلب: وش جاب هالساطورة هنا !.. هاه !!
بندر : ههههههههههههههه مشاعل كانت بتذبح مشاعل فيها ..
محمد حاول يستوعب ، الدعوة جدية من ناحية مشاعل ما تمزح... ناظر في اخوه : لا تستفزها بزيادة.. ترا مشاعل مهما هددت وهددت الا ما يجي يوم وبتشوف فيه وجهها الحقيقي..!
بندر : ههههههههههههههههههه يا زين وجهها الحقيقي والله .. وهو فيه وجه حقيقي أكثر من اللي شفته الحين !
سحب نفس يهدى .. وكمل : أرعبتني يقلع بليسها..وقسم بالله قمت أدور الدم بالأرض يوم شفت الساطور بيدها !..
قال خالد بهدوء وهو يتقدم وياخذ الساطورة بحذر من الأرض : بالهدااااوة يا بندر .. البنت مو ناقصها جنون..!
بندر : هههههههههههه خالد ياخي جنانها والله يونس .. يوسع الصدر فوق ما تتصور !!
كشر خالد من قلب.. وقال : وكأن مو ناقصني غير جنون من نوع ثاني .. يكفيني جنونك انت يالله متحمله.. احمد ربك اني متحملك..
ضحك بندر ، ودعى من قلب على تهزيئته : انت يبيلك وحدة مجنووونة أصلا تدري ولا ما تدري.. عشان تأكشن حياتك المملة ذي .... جعلي أشوف فيك يوم تذوق هالجنون بحياتك..قول آمين يا محمد...
قال محمد ما وراه شي : آمين ههههههه
رفع خالد حاجب من تعليقه السخيف "هذا اللي ناقصه!" : حياتي المملة بنظرك ممتعتني... وبعدين عليك دعوة زي وجهك وجع !
بندر : ههههههههههههههههههههه ما عجبته الدعوة أشوف يا محمد ..
قال محمد : نشوف فيه يوم هالخاااالد..
بندر : ههههههه من جد متى يجي هاليووم..
عصب خاااالد ورمى الساطورة .. وقال وهو راجع : وجعع انطم انت وياااه فالكم ما قبلنناااه ..
بندر + محمد : هههههههههههههههههههههههههه...
هدت ضحكة محمد ، وسكت ! ، بعكس بندر اللي ظل على وضعه الجالس عالأرض وهو يحك شعره وضحكته عيت تفارقه أو حتى توقف..
ما قدر محمد غير انه يتأمل أخوه وضحكاته .. "الغريبة !" .. كان يتفحصه وبندر مو حاس فيه وبنظراته !
بندر هالمرة ززاااد من حدة مزاحه.. وضحكه بعد غريب... مو من عادته يزيد العيار لهالدرجة مع مشاعل بشكل متهور.. كلهم متهورين.. بس بندر الا ما يعرف الحدود ، ولو زاد بها مرات !
غرابته اليوم تزداد هالولد !!..
شفيه اخوك يا محمد !..
مهما أخفى بندر شي... الا ما تبين تصرفاته انه فيه شي مخفي !
تصلبت ملامح محمد بعد ما كانت مسترخيه.. وسلط كل اهتمامه وهو على وقفته على بندر يوم شاف عيونه تدمع !
كان يضحك من قلب بدموع الضحك ..
لكن .. فيه نوع ثاني من الدموع.. خذت طريقها مع ضحكه...
الضحكة .. جالسه تتحول لضحكة حزن مع مرور الثواني...
ليه يا بندر !!..
ما تبي تتكلم !!؟
طلع محمد يده من جيبه وهو بيفتح فمه بيقول شي.. بيستفسر !!.. لازم يعرف !!
بس سبقه بندر وهو يفرك عيونه ويزفر من قلب وكأنه يبي يهدا
سكت وارتدت الكلمة لمكانها بصدره.. وقرر يكمل تأملات بأخوه..لعله يلقى اجابة
رفع بندر راسه يبي يهدا من ضحكه اللي ماهو عارف..هو ضحك عاللي صار..ولا ضحك على حاله اللي مهما هرب منه .. ما يقدر ! .. وقال : بموت محمد !
عقد محمد بين حواجبه المرسومة .. بطريقة استفسار..لكلمته الغريبة..
كمل بندر وهو ياخذ نفس عمييييييق: بموت من الضحك اختك بتذبحني..
قال محمد بشك : من الضحك ها ؟
انتبه بندر لـ ملامح محمد الصامتة وردوده اللي قلّت.. ومحمد اذا رجع لهالحالة.. معناها انه يفكر بشي وأكيد شكوكه حول بندر رجعت له..
قرر يمحيها وقام واقف وهو مبتسم : الله يقطع بليسها مدري متى بتعقل.. انا بروح للشوي شكله احترق ..
دخل ثعبانه داخل القفص..وهروول راجع..عشان يهرب من محمد .. اللي شكله جاد بتحقيقاته !
:::
كانت مشاعل تمشي راجعه للخيمة بخطوات سريعة .."غاضبة" .. وهي تتحلطم !
والله والله والله .. ما اسكت لك !!... من يومنا في البيت وانا متناسيه اللي سويته فيني .. بس طيييب يا بندر !
قبل لا تدخل من باب الخيمة .. انتبهت لـ طيف أسود جاي من مكان مجهول.. تظهر من الظلمة.. من العدم !
نست بندر وثعبانه.. وقالت بعصبية : سحر !!.. أدورك من سنة!..وطحت في موقف مع بندر بسبتك ..
ناظرتها سحر .. بعيون "تايهه"... مو فاهمه شي.. وبهدوووء معتريها من أولها لآخرها قالت : وش صاير ؟
مشاعل بقهر : بغيت اموت قبل شوي.. كانت بتجيني جلطة !
سحر بشرووود .. ما ردت .. انتبهت مشاعل لـ شرودها الغريب
وقالت باهتمام : سحر وش فيك؟؟.. من المغرب اليوم وانتي مو طبيعية !
ابتسمت سحر بذات الشرود .. وكأنها مو قادره تركز بكلمة : مافيني شي !
مشاعل : علي أنا ..؟؟
حاولت سحر تنسى .. فقالت : مافيني شي..صدقيني
سكتت مشاعل .. وما قالت شي... بس سحر ماهي طبيعية... شاردة ، بشكل غريب.. !
حاولت سحر تطرد أفكارها.. فـ دخلت جوا الخيمة .. لقت البنات لازالوا يلعبون بحماس .. نادوها تلعب معهم.. فاستجابت مباشرة لعلها تلقى اللي يطرد .. صورة بندر من بالها !! ,, وحاله الغريب اليوم!
××
وهم يلعبووون .. خسرت سحر هالمرة .. بسبب عدم تركيزها .. وظلت جالسه تتأملهم وهم يلعبون ويصرخون على بعض ويضحكون .. طال لعبهم وهي بس تسمع استمتاعهم وأصواتهم المرتفعة.. حتى بيان الطفلة كانت فاهمه اللعبة ، وصامدة فيها ! ..عكسها هي .. اللي ما استمر لعبها معهم خمس دقايق على بعضها.. وخسرت بوقت قياسي !
ابتسمت سخرية على نفسها !!
وش صار لها ؟!!
ليش مو قادرة تتخلص من هالشرود !!.. ساعتين من شافت بندر على ذيك الحالة "الغريبة" بسيارته .. ولا هي قادرة تنزعـه من ذهنها !!.. حاسة بتوتر من نوع ثاني !.. أول مرة تحس فيه !
سمعوا تخبيط على الخيمة من الخارج .. وصوت واحد من الشباب ينادي..
قالت مشاعل اللي كانت متحمسة حدها ، ما رفعت عيونها عن الورق : سححر شوووفي من برا
وعت سحر من شرودها الجديد .. وانتبهت للتخبيط والنداءات اللي برا .. لاحظت ان البنات كلهم .. بداية من شادن لـ بيان .. وكأنهم بعالم ثاني من الحماس .. محد منهم مستعد يقوم
قالت مشاعل مرة ثانية وعيونها عاللعبة : سحووور ما تسمعين .. شوفي وش يبون !!
أخيرا قامت وهي تعدل الشال على راسها .. وفوقه الكاب الأسود .. توجهت لـ باب الخيمة بصمت حتى تشوف مين اللي ينادي..
فتحت الباب القماشي.. وطلعت وهي تعدل الكاب على راسها .. والمفاجأة انه كان بندر واقف وهو شايل كرتون متوسط الحجم داخله قصدير .. ما تدري وش داخله ،!
كان في البداية منزل راسه للكرتون .. وهو مدخل يده فيه يحوس فيه .. رفع راسه على باله أحد من خواته ..
لكنه لقاها "تعب قلبه" اللي مو قادر ينساه ..
بصمت جلس يناظرها .. بنظرة .. اخترقت قلبها من الوريد للوريد ...
ارتبكت.. تبعثرت .. تناثرت ..
تأكدت للمرة المليوون .. أن بندر هذا ! .. اللي واقف قدامها الحين !.. شخصية ثانية غير اللي تعرفها !!
كان يناظرها بصممت مطبق .. وكأنه مو قادر يحكي كلمة وحدة معها ، بعد كل المعاناة اللي مر فيها .. مو قادر يحكي معها لأنها هي سبب معاناته !!
هاليومين كان يعااني أشياء كثيرة !
مشاعره المبعثرة ، يعاني محاولاته اليائسة انه يخفيها .. عنها ، وعن محمد خصوصا !!..
يعاني محاولاته يقتل الغيرة اللي قامت تتفاقم بشويش ناحية محمد !
يعاني محاولاته انه يبتسم ويضحك ! ، وينسى لأن سبب وجوده أساساً بهالمكان .. هو عشان ينسى همومه !
لكنه اليوم .. ماعاد هو قادر يكون على طبيعته .. وخصوصا معها ..
جرب ينسى مشاعره ويكون نفسه لما يشوفها .. لكنه يوم عن يوم يكتشف انه أخطأ !
وإنه بهالطريقة يجرف نفسه بمشاعره..، اكتشف انه أخطأ بتصرفه على طبيعته لما يكون معها !
لأنه بهالأسلوب.. يعطي نفسه المجال أنه ينجرف مع التيار ...وهذا اللي للأسف أزّزمه وخلاه يوصل لـ هالمرحلة !
قالت بارتباك .. تحاول تبدد الغموض والريبة.. اللي لفت خيوطها حول بندر..من صباح هاليوم : بندر !
شتت نظره عنها .. ناحية الكرتون اللي بيده .. وبهدوء ماهو من طبعه .. مده لها : هذي ذُرة مشوية.. جبتها لكم !
تجاهلت الكرتون الممدود ! .. وناظرته تسترجي سبب لغرابته .. بندر مو هو بندر اللي تعرفه.. مو اهو بندر الحبوب .. بندر من الصبح كان متباعد.. وهالاحساس كل ماله يزيد داخلها .. بندر اللي تعتبره عزوة أخو .. بمثابة خالد ! صاير مختلف !
ما تحملت هالتساؤلات اللي في راسها خصوصا بعد منظره "الموجع للنفس" يوم شافته بسيارته.. وقالت وهي تحاول تكون مسترخية بعيدة عن التوتر .. بس ما قدرت لأن جمود بندر قدامها كان مُربك : بندر ..
نطقت باسمه مو عارفه وش تقول.. ورفع عينه عن الكرتون اللي هي ما رضت تاخذه .. ناحية عيونها الحيرانة ! المتوترة ! .. بطريقة استفسار "صامت" !
قالت بحزن .. يوم شافته مصر على قناعه الغريب : بندر... شفيك علي؟؟؟
رفع حواجبه فوق بدهشة .. ولا نطق...مستغرب من كلمتها !!
كملت وهي تحاول تغلب حيرتها منه .. اللي مالها جواب .. بنبرة حزن : ليش كل ما شفتني تحاول تصد !؟
|