كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
بـ عيادة خالد عقب ثلاث ساعات..
دخل عليه جمال لأن وقت الاستراحة بدأ .. والجووع يقرصه : خاااالد ؟
كان خالد هاللحظة حاط اصابعه الوسطى من كل يد على جوانب راسه وهو مغمض وجريدة الصباح قدامه مفتوحة ، ومارد عليه ..!
جماال دق المكتب بلحن يوم شاف حاله : خالد ياهوه؟!
رفع عينه من دون ما يحرّك راسه اللي أعطى نظرته انطباع مرعب ،
جمال : بسم الله الحي القيوم !
خالد بنفس النظرة واصابعه على راسه : تبي شي؟
جمال : ايه يالحبيب قوم نتغدا ..
خالد بسخرية : غداء الساعة 11 الضحى ..إنت صاحي؟
جمال : فطوري مثل وجهي ، سمّه (غداء موبكر) !
خالد : تغدّ إنت أنا مو مشتهي آكل..
جمال باهتمام : شفيه وجهك؟؟
خالد ضغط على اجناب راسه : مصدع ومو رايق لشي !
جمال : أكلت فطورك اليوم؟
خالد : تقريباً..
جمال : ما نمت أجل ؟؟
خالد : نايم 7 ساعات..
جمال : بركة !
خالد بنفسية متراجعة : جمال اتركني الله يخليك مودي قافل مرة ،
جمال ابتسم وهو يجلس على طرف المكتب : فهّمني.. المشكلة في مودك اللي قافل؟ ولا في الصداع؟؟
خالد ناظره بنظرة مستاااءة : اثنينهم !..وبلاش اسألتك اللي مالها معنى..قلت لك مصدع وقااافله معي..ما يبي لها شرح..
جمال : طيب هدّ..خذ لك مسكن وإنزل اشرب لك عصير برتقال يمكن بدايات انفلونزا أو شي من هالنوع..
خالد مال بفمه : تتوقع؟؟؟
جمال : يمكن !...ويمكن ارهاق وما خذت كفايتك من النوم ، إنت أعرف بنفسك !
هالاحتمال أقرب لأنه ما نام زين فعلاً ..فرك جبينه وأخيراً قرر ينزل معه ياخذ الاستراحة بعيد عن عيادته اللي ما طلع منها من 3 ساعات قضاها في هدوء وصداع..
طلع مع جمال ناحية المصاعد عشان ينزلون تحت وفي طريقهم مروا عالكاونتر..وهناك كان فيه ممرضتين فلبينيتن يسولفون وحدة منهم الممرضة اللي تساعد مشاعل.... كانت تسولف بشوية تذمّر عن المتدربة الجديدة اللي اسمها مشاءيل وإنها بتحتاج شوية وقت عشان تفهم طريقة الشغل..، وحكت عن اسمها بالملف يشبه اسم الدكتور خالد وانها شخصية غريبة ومجنونة وكانت بتخرّب وحدة من الأجهزة المهمة وهي تتعلم عليها لولا إنها لحقت عليها وعاتبتها بقووة وعصبية !!
وقف خالد لا شعورياً وهو يسمع حوارهم بالانجليزي..ما كان رح يوقف أساساً بس عفوية اسمه بالسالفة أجبره وهو يلاحظ نبرة عدم الرضا بصوتها..
جمال سمع السالفة معه : شفيك وقفت ؟
خالد : يتكلمون عني..؟
جمال : لا وش يتكلمون عنك ..واضح انها تسولف عن متدربين جدد وصلوا اليوم !
خالد بهدوء مستنكر : عارف عنهم ، بس وش قصة هاللي اسمها مثل اسمي؟
جمال بملل : محد مثلك خل عنك سوالف الفلبينيات خلنا ننزل..
ما أطال الوقوف وتحرك ورا جمال والقصة القصيرة اللي سمعها بشكل عابر ما استمرت بشكل طويل بباله..
طلعت مشاعل من الكافتيريا وهي شايله عصير برتقال معها لعله ينعش أعصابها ..حاسه راسها ملياااان شوي وينفجججر... ذا الفلبينية ما عندها يمه ارحميني !..ما تركت لها مجال تتنفس وتجمّع وشكلها بتجيب العيد !.. راااسها وجعها طول ثلاث ساعات وهي تقرق وتاخذها من غرفة لغرفة.. وصلت لمرحلة شوي وتصيح من كثر كلااامها وجدّيتها خذتها للعميق من البداية !!!..ما صدّقت يحين وقت هالاستراحة واللي ما كانت تعرف بنظامها أساساً إلا يوم قالت لها الممرضة خذي ساعة الاستراحة عشان ترتاحين فيها ويرجع التركيز لمخك...
همست لنفسها بانزعاااج "حيوانه ! تحسبني خبرة مثلها يوم تهزأني ! "
انقطعت أفكارها وارتعششت نتيجة لظهووووره المفاجيء ..!
طاحت عينها على خالد ! ومعه اللي اسمه جمال يمشون ناحيتها مباشرة ضغطت على الكاس وهي تسرع بالخطى تبي تتجاوزه بهدووء..بس وينها ووين الهدوء وشوفته تثير كل شي ساكنْ فيها...
من الجهة الثانية ..خالد يمشي مع جمال اللي يسولف ، وطاحت عينه عالبنت اللي جايه ناحيتهم واللي خطواتها زادت بشكل ملحوظ... تأملها بعفوية يوم عرف من هيئتها وحجمها إنها صغيرة ، وأدرك إنها وحدة من اللي حضروا اليوم للتدريب.....أول مرة يشوفها أوئ كذا تهيأ له مع إنه جا بباله البنت اللي كانت واقفه عند الريسبشن اليوم الصبح..
بس لحظة ..!
شكلها مألوف !... هالمشية مألووفة !!
حطت يدها على لثمتها اللي لفّتها باحكام بااالغ ما يبرز إلا عيوونها المتحدّيه !! ، خالد تسمّر بصدمة يوم لمح ذيك النظرة العدائية الشرسة ،..
تعلّقت عيوونه فيها بجديّـة من الشرار اللي ترسله له !! بادلها نظراتها المتحديّة بنظرات استغراب وحيرة !
شالت عيونها من عليه وتجاااوزته بصمت مطبق وهو مذهول يراجع الموقف كله لثواني سريعة...ما طلع إلا بنتيجة وحيدة !
هي وحدة اللي تناظره بهالطريقة... وحدة تعوّد منها الفترة الأخيرة هالشرار ،!
ورغم جنون الفكرة واستحالتها الا إنه التفت بسرعة وهو مستنكـــر اللي صار..يبحث عن البنت اللي ابتعدت : لحظــة !
مشاعل طارت للمصعد يوم سمعت كلمته بدون لا تجاوب كأنها مو المقصودة..
خالد تحرك وراها بوجووم وجمال مستغرب : قلت لحظــة !
بس مشاعل ما انتظرت دقيقة أغلقت الباب واختفت .. خالد وقف مكانه مصدوم من ردة فعلـه وهو ينهر نفسه بعصبية ...وش تسوي يالمجنون؟!
جاء جمال بسرعة : وشفيك ؟؟؟؟؟
خالد عض على شفته بغيض : شفت شلون تناظر؟؟؟؟
جمال بحيرة : قصدك البنت ؟؟
خالد : إيه شفت وضعها ماهوب مضبوط ..
جمال : اللي مو طبيعي إنك لحقتها.. أنا ما ركّزت عليها وشفيك؟؟؟ وش تبي منها؟؟
خالد ابتسم سخرية واستهزاء من هالوضع ..حك راسه وهو يمشي للكافتيريا بعصبية من أفكاره الغريبة.. ما صارت قسماً بالله يا خالد هالتفكير.. جااوزت الحد بهواجيسك..
جمال جلس : وشفيك معصب؟
خالد والصداع مأثر عليه : ماني معصب بس قافله معي قلت لك..
جمال : دامك تعبان ليش ما تستأذن وترجع للبيت.. ريّح وتعال المساء..
خالد : ما يحتاج مع المسكن ساعة بالكثير وارجع تمام ..
مرت نص ساعة ودخل دكتور نايف الكافتيريا ومعه ياسمين تسولف وياه واللي كان وقت استراحتها.. شافهم د. نايف واخذ قهوته وراح لهم يشوف أخبارهم..بينما ياسمين سلّمت عليهم وما طوّلت راحت تشوف صاحباتها..
جمال : تفضل يا دكتور ليه واقف؟
د. نايف يشوف ساعته : لا بستغل هالنص ساعة بروح أشوف كيف وضع المتدربين..أول يوم لازم متابعة ..
جمال ابتسم: كم عددهم ؟؟
د. نايف : 4 .. 3 شباب بقسم الأعصاب وبنت من معهد التمريض..وهذي بالذات يبي لها متابعة..
جمال باهتمام : شمعنى ؟؟
د. نايف : لأنها بنت لحالها وجتني شكوى من الممرضة اللي معها قبل شوي..كانت بتسوي مشكلة بغرفة الأشعة..
رفع خالد عيونه باهتمام لأنه نفس الطاري اللي سمعه فوق من الممرضة..وجمال نفس الشيء سأل : يمكن ما تقصد..
د. نايف ابتسم : أكيد ما تقصد..أول يوم لها طبيعي تغلط والتوتر مشكلة .. (التفت لـ خالد اللي ساكت وتغضينة حواجبه تشير لحالته) : دكتور خالد.. توقعت بالبداية انك تعرفها..؟
رفع خالد حواجبه باستغراب من الكلمة اللي بدون مناسبة : أنا؟.. وليش أعرفها ؟
د. نايف : أول ما جت أوراقها قبل يومين لفتني الاسم..لها نفس اسم العايلة..وقلت لنفسي يمكن إنك على معرفة بجية أحد من قرايبك هنا واستغربت أكثر إنك ما قلت لي !
رفع خالد ظهره من الاسترخاء اللي كان جالس فيه وتقدم بجسمه للطاولة ونظراته تشتدّ على د. نايف : كيف؟...شلون اسمها مثل اسمي ؟؟
د. نايف بتساؤل : ما عندك خبر؟..سألتها عنك بس قالت ما تعرف أحد بهالاسم.. قلـت يمكن تكون من قرايبك البعاد وما عندها خبر بشغلك هنا..
خالد وهو حاس بغرابة : ما عندي خبر.... إلا وش اسمها؟؟
د. نايف نطقها بوضوح : مشاعل عبداللطيف !
توسّعت عيونه بشكل مخيف ..وقبل لا يجزم أو تاخذه الأفكار المستحيلة أو حتى يبالغ بالتفكير...كرر السؤال بخفوت : الاسم الثالث وشو ؟؟
د. نايف : مشاعل عبداللطيف بن مالك..
جمال اللي فزّ من بداية الطاري التفت لـ خالد اللي كساااه جموود صامت ونظراته ما نزلت عن د.نايف : وإنت خالد مساعد بن مالك.. أكيد إنها.......
قاطعه خالد بغضب قبل يكمّل كلمة (بنت عمك) وهو يلتفت عليه بهجووم مُريع : ماااهيب هي !!
انصدم جمال من الغضب الواضح بوجه خالد.. اللي رجع لـ د. نايف بجدية وصلت لآخر مرحلة : ماعندي خبر عنها..تشابه أسماء أكيد..
د. نايف ابتسم من تشنج خالد الغريب ومن اللي بيقوله : الغريب اني يوم سألتها قالت إنها ما تعرفك بس إنت يمكن تعرفها ! عشان كذا سألتك كلامها غريب..
خالد بصدمة لأنه فهم المقصوود : هي قالت كذا؟
د. نايف : ايه وما طوّلت بالاسئلة معها الواضح إن ما عندها خبر بوجود أحد من العايله هنا..
تشوّش فكرره وهو ساكت لثواني يحاول يستوعب الفكرة كلها... (قالت إنها ما تعرفك بس إنت يمكن تعرفها) ..وش هالتناقض ؟!... ما تعرفني بس أنا أعرفها؟!
إذا فكّر فيها بذكاءه بيفهم إن فيها رسااالة مبطّنة..هذا إذا كان فعلاً وجودها حقيقة !! ، بس هي مو حقيقة هالفكرة كلها غبية من اساسها !!
قال الدكتور نايف وهو ناوي يروح : أنا بطلع لقسم الأعصاب أشوف الشباب..
وراح وخلاهم... جمال التفت لخالد بسرعة : هي بنت عمك وشفيك عصبت ؟؟؟
خالد ناظره بنارية : انهبلت انت؟!..وش بنت عمي؟..بنت عمي وش بيجيبها هناا ؟!!!!
جمال باستغراب : وش هالصدفة أجل؟؟
خالد رجّع ظهره لورا وتوتّر الأعصاب وضح على وجهه : مستحيل هي .. خبل أنا عشان أصدق !
جمال مو فاهم سبب انكاره لوجودها..دامه يتذكر انها حضرت المؤتمر يعني هي معهم بنفس المجال : وليش خبل؟..مو هي تدرس بمجالنا ؟؟
رفع خالد عيونه بنظرة مستسخفة : مين اللي يدرس بمجالنا ؟!!
جمال ببراءة : بنت عمك !
شخر بسخرية لاذعة : تستهبل ! ، مين قالك انها تدرس بمجالنا !
حك جمال راسه بحيرة : كذا فهمت.. توقعت يعني ..بس وش فيه وجهك كذا ؟!
خالد ما عرف يرتاااح أعصابه مشدوودة قام واقف : بروح اشوف مين هذي؟!
جمال رفع راسه : دامك ما تعرفها وش تبي فيها؟!
صحيح هو أنكر الفكرة كلها لأنها مستحيلة لكن داخله شي يطلب منه يروح ويقطع الشك باليقين..يدري إن الفكرة كلها سخيفة لكن مارح يتجاوز اسمها بهالسهولة لازم يروح ويشوف الموضوع ! تشابه الاسم الثاني ممكن صدفة..الثالث نفس الشي لكن مع اسم العائلة السالفة مو صدفة...ما يشير إلا لها لحالها...ما يعرف مشاعل بنت عبداللطيف بن مالك إلا وحدة... وعساها تكون صدفة وتكون وحدة غيرها ،
جا بيتحرك بس دق تلفونه الموجود عالطاولة..التقطه وهو واقف وألقى نظرة تحت متابعة جمال المركّز..
تغيّر وجه خالد يوم لمح اسم عمه : عمي يتصل؟
جمال : يمكن تعبان ويبيك تجيه مثل آخر مرة..
هاجس هاجمه وقال له ان السبب هالمرة مختلف...فـ رد بهدوء : هلا عمي حياك..
ابو محمد : هلا خالد..وشلونك .. آسف اني ازعجتك هاليومين..
خالد : مافيه ازعاج..بشرني عن علومك وصحتك..عسى مافيك تعب؟
أبو محمد: الحمدلله بخير هالفترة أحسن.. بشرني عنك وشلون شغلك معك؟
خالد : الحمدلله.. آمرني ؟
ابو محمد : داق عشان بنت عمك مشاعل ...ما ودي إني أزعجك بس الحرص الزايد وانا عمك.. وان شاء الله مافيه كلافة عليك..
خالد تحرك بعيد عن جمال شوي بدون ادراك بسبب أعصابه اللي انشدّت مع الطاري : شفيها؟.. تشكي من شي؟
ابو محمد بليونة : لا ماهيب تعبانة...دقيت أوصيك عليها تراها برقبتك يا خالد.. انتبه لها وأنا عمك أكيد جاك خبر عنها..
سكت للحظة عقب ما سمع الكلمات اللي رفضت تدخل مخه أو يستوعبها !
وش قاعد يقول ؟!.. وش هالوصيـة الغريبة ؟ مشاعل برقبتي؟.. وانتبه لها؟
لا ماهيب هي اللي شفتها قبل شوي... مستحيل تكونين إنتي !
والله ماهي إنتي يا مشاعل !
أبو محمد شافه ساكت : انت معي؟ لا يكون مشغول وانا عمك ؟
خالد بأعصاب مشدودة يبي يفهم : معك... بس والله ما جاني خبر عن شي وش تقصد يا عمي؟
أبو محمد : إنت ما شفتها ؟
أشوفها.؟.. وش تقول يا عمي ؟!
قال : ماني فاهم ؟..وش بيجيبها عندي ؟
ابو محمد باسترسال : اعذرني حسبت وصلك خبر ..جايه تتدرب عندكم وما كنت مرتاح بالبداية من هالموضوع وما بغيت أمنعها بس يوم دريت انها بتتدرب عندك ..خفّ الموضوع بقلبي..
خالد توسّعت عيونه بشكل مرررعب ..وبهمس : وشلون ؟!!!!
ماهو لاقي سبب يجيبها هنا باسم متدربة الأمر كله صعب التصديق.. وسكت يسمع لأبو محمد اللي يحكي عنها وعيونه تتوسع مع كل كلمة يسمعها وهو يكتشف أشياء توه يكتشفها ما انتبه لها..
مشاعل هنا ؟!
ليش جيتي ؟!...وش تفكرين فيه ؟!
::
راحت مشاعل ناحية غرفة الأشعة اللي كانت فيها قبل ساعة عشان تستوعب كل شي فيها وايش أدوارها بالضبط..دخلت وبيدها ملف لمريض رح يخضع لأشعة مقطعية عقب ساعتين أعطتها الممرضة عشان تطّلع عليه وتستعد للخطوات اللي المفروض تسويها في حالة شاركت بتجهيز المريض بالأشعة المقطعية .. كـ بداية !
دخلت لحالها وارتد الباب من عقبها.. طاحت عينها عالسرير الخاص بالاشعة وابتسمت...بدت تحس بالانتمااء لهالمكان من ألحين..
جلست عالمقعد الموجود وهي تتذكر الموقف مع خالد قبل شوي...ما عرفها أكيد؟.. واضح انه ما عرفها... وزين انه ما عرفها ..الحين تبي تستقر هنا قبل ما يصير أي شد وجذب..
التفتت لجهاز التحكم جنبها وبدت تعبث فيه وتتمعن فيه تحاول تستوعب شغلته.. وانغمست فيييه ونست نفسها بشكل ،
تحت بالكافتيريا جمال يتابع وجه خالد اللي كان واقف بعيد مشغول بكالمة غريبة ومن وجهه كان يقرأ تقلّبات مخيفة..
ثواني وسكّر خالد الجواال وركض قدام جمال اللي انفجع من شكله ..
جمال : لحظة تعااال !!
ركض خالد برا الكافتيريا وهو عاض على شفته من اللي سمعه من عمه...وتوضيحه للأمور ..
حاس إنه مستغفل !..حاس إنه غبي !.. حاس إنها تلعب من وراه ...ولها أهداف ..!
مشاعل ممرضة ؟!
مشاعل جايه لمكان شغله ؟!
مارح يصــدق إلا إذا طاحت عينه عليها .. مارح يصدق أكيد مقلب..أكيد جنوون شاطح من جنونها ،!
ركب الاصنصير اللي كانت هند واقفه داخله ..فزّت أول ما شافته : اهليين دكتور..
خالد ما ردّ عليها كان يدق بيده على باب المصعد ينتظر وصوله للطابق الثالث وأفكاره مو بداخل المصعد نهائياً.. أفكاره برا بعيد بعيييد..في نوبة ثوران غريبة وجديدة ! ، هند تغيّر وجهها وهي تحس إنها انسفهت والتزمت الصمت وهي تناظره بحيرة... كان وجهه العاكس على مراية الباب جااد بشكل يوتّر وحواجبه مغضنة بشكل أول مرة تشوفه..عرفت إنه مو وقت تفتح سالفة الواضح إنه مو هنا والواضح إنه ما شافها !
انفتح الباب وركض لبرا بهرولة وكأنه ما صدق ينفتح وهند فزّت بدهشة وهي تشوفه يقفز لبرا مو فاهمه اللي صاير...
خالد راح بسرعة للكاونتر وشاف الممرضة اللي كانت تحكي عنها قبل شوي : سستر شيري ؟
رفعت راسها من الملف : يس؟
خالد بالانجليزية : أين الممرضة الجديدة ؟
الممرضة انتبهت لوجهه الواجم : هناك .. (أشارت بأصبعها لباب كبير بجزئين) : ذهبت لغرفة الأشعة المقطعية ..
تحرّك مباشرة لذيك الجهة بسرعة خطواته ، والممرضة تتابعه باستغراب...
جت هند اللي ما قدرت تروح يوم شافته يكلّم الممرضة ..وبفضول : مالأمر؟
الممرضة ناظرتها : ماذا؟
هند : الدكتور خالد مابه هل يريد شيئا؟
الممرضة : لا أعلم..
هند : ماذا كان يريد؟
الممرضة اللي حسّت بفضولها : يسأل عن الممرضة الجديدة..
هند باهتمام : ممرضة جديدة؟؟
الممرضة : متدربة جديدة وصلت صباح اليوم..
هند هزّت راسها باهتمام : اهاا.. هل هناك مشكلة؟؟
الممرضة ملّت من اسئلتها لأنها مشغولة بملفات لازم تخلصهم : لست أعلم..
هند التفتت للباب اللي كان يتأرجح بوضوح عقب دخول خالد العنيف... واضطرت ترجع للمصعد عشان وراها شغل ولو إنه شكل خالد الواجم الغريب واللي ما شافوه عليه طول تطبيقهم هنا..لفت نظرها وأثار فضوولها كثير...
كانت مشاعل مدنقه على جهاز التحكم تحاول تفهم المكتوب عليه..فاكه لثمتها بما إنها لحالها وعااايشه الدور من اعماقها...مندمجة حد نسيان نفسها وكأنها بدت تستمتع بشيء غريب أول مرة تتعامل معه..كان مغضنه حواجبها بتركيز يوم سمعت صرير باب الغرفة الواسعة اللي هي فيها ..والتفتت بهدوء على بالها شيري عشان تساعدها ..بس مااات الاحساس فيها وكل متعتها تبخرت بصدمة يوم شافت خالد واقف عند الباب ونظراته الوااااجمة عليها..بكل حضوره المفاجيء واقف هناك ! ..عيونه تمرّ عليها من فوق لتحت ..تتأمل كل ذرة فيها ..يقرا ردّة فعلها اللي رجفت من الصدمة ..
فزّت من الكرسي واقفة بدون لا تحس والكرسي اللي كان على عجل ارتد لورا ..وخالد يطالعها بذات النظرات الواااجمة الصامتة اللي لعبت فيها لعب مب صاحي..
ما فهمت وش وضعه..لكن شي بنظراته كان يبي يتأكد إنها هي ... عرف؟..جيّته معناها عرف!...د. نايف قاله؟..
مع إنها هيأت نفسها لهاللحظة عاجلاً أو آجلاً..بس جموود خالد كان عكس توقعاتها... كانت تتوقع إنه بيصرخ قهر بوجهها أقل شي...بس للحين ولحد هاللحظة ..ما سوّاها...... وش ينتظر؟؟؟؟
وأخيرا قدرت تسترد بعض من تحكّمها بنفسها وعدّلت لثمتها مو متحمله وجوده..ثم ناظرت بوجهه مرة ثانية وهالمرة بهدوووء.....وكأنها تقول له تبي شي؟؟
ضاقت عيونه اللي التمعت بحدّة وااااضحة ما خفت عليها.. يحاول يستوعب القصة كلها !! يطالع بعيونها اللي كانت ثابته بعيونه وكأنها فعلاً تتحداه...
ليش مخه مو قادر يستوعب..
ما يدري وش هالشعور العنيف اللي سيطر عليه كلياً..ما يبي يتهوّر... ما يبي يفقد نفسه .. ما يبي يطلع من طوره !
أعصابه كلها ثايرة رغم إن شكله الخارجي يوحي بالهدوء...وجودها بهالشكل المباغت هنا..أثار كل شي ساكن داخله....
من متى خططت لهالشي؟؟...من متى كانت تخطط؟؟.. وليش ما كان يدري؟؟...ليه صدمه عمه بهالخبر وليه يلقى نفسه ألحين مو قادر يصدق حتى وهو يناظرها بدون حواجز !!
مشاعل ممرضة؟؟ وبهالمكان اللي يعترف بدون تأنيب إنه.."أكبر منها" ..
مشاعل يوم تركت الجامعة كانت تخطط على هذااا ؟ جت هنا مع سبق الاصرار والترصد !!
أخفت عليه وأوهمته إنها تركت الجامعة يوم سألها بالسيارة ذيك المرة.. ما قالت له !!
بدا يفهم تصرفاتها الآونة الأخيرة ..نظرات التحدي اللي كان يواجهها ...
مشاعل والاضطراب الداخلي كان لابدّ منه ..لازم تخووضه...
كيف تتعامل معه؟؟ وش قرارها اللي هيّأت نفسها له؟؟ إيه صحيح..إنتي قلتي لنفسك مارح تكلمينه أو تعيرينه اهتمام ولا كأأأنه موجووود...تذكري هالاتفاق !
وأكيد هو يتذكّر هالاتفاق لأنه هو اللي بــداهـ..
تذكّري....لا كلام ..لا سلام...ولا سؤال..هو اللي حط هالكلمات وانتي بتنفذينها ..
تحركت وهي تاخذ الملف اللي معها ناويه تطلع..
يوم شافها ناويه تطلع بتصرف بارد مبرّد ...رفع حاجب بهيئة متحدّيه مرعبة ..وباقتضاب وااااجم : باللهِ ؟
وقفت مكانها قبل توصله والاضطراب الداخلي يزيد بس سيطرت عليه وما أظهرته ، كانت خارجياً مثال للبرود والهدوء المستفزّ....
وازنت أنفاسها عشان تخفف الاضطراب بسببه...هدوءه مو هو اللي مطلوب...اللي تبيه إنه يعصب..يغضب..تشوف القهر بعيونه...
خالد يوم شاف سكوتها والثواني اللي تمرّ تأكد له إنها هي.. مافي مجال للانكار : ممرضة ؟
وضحك باستنكار عفوي شببت البراكين الخامدة..بس التزمت بالعهد اللي قطعته..لا كلام..لا سلاااام..ولا سؤال ..باختصار خالد ماهو موجود ..يكفي إنها قدامه ويشوفها ويعرف وين وصلت ..!
ضحك مرة ثانية بشكل لاذع يوم شافها ساكتة : ههههههه لا جد ماني مصدق اللي تسوينه !
تحرّكت ناويه الباب..بس فاجئها يوم تراجع هـو بخطوات خلفية واستند عالباب بظهره وعيونه بعيونها : ساكتة يا ممرضة؟
قال الكلمة الأخير بقصد لاذع ..واضطرت تتكلم ناويه تقطع أي فرصة عليه..رح تخليه يتمنى الكلام معها ولااا يقدر : بطلع وخر !
خالد والغضب يلمع بعيونه بس صوته واااجم ما ارتفع : تطلعين؟..على وين تطلعين؟
رفعت عينها بتحدي ونطقتها بوضوح : شغلي!
فهم الكلمة اللي فجّرت تحدي بدا يستفزّه بجنون : شغلك؟
مشاعل حضنت الملف قدامه : ايوه شغلي... ماهو عاجبك؟
خالد نزل بعيونه للملف حق المريض اللي رفعته قدام عيونه وفهم قصدها من هالحركة ..
قالت يوم شافته يناظر الملف : شغلي أهم منك.. فـ وخر..
رفع عيونه مرة ثانية لعيونها بثبات ما يتزعزع : شغلك؟.. بالله عيدي؟
مشاعل ببطء : ش غ ل ي..
خالد وفمه يميل لجنب بابتسامة ساخرة للغاية ، رغم استفزازها اللي يثير أشياء عنيفة داخله جالس يردعها : فاهمه غلط... شغلك ماهو هنا..
مشاعل : وأنا قررت شغلي يكون هنا.. بتقدر تمنعني؟؟
رفع حاجب بحدّة..وتحرك ناحيتها تارك الباب : هاللعبة إنتي مو قدها يا مشاعل!
مشاعل بعنجهية : اشعاعية مشاعل لو سمحت.. انا مو في بيتكم..
شخر بسخرية توجعها : اشعاعية ؟...كبيرة عليك حيل !
تغاضت عن الكلمة بقدرة خارقة : بدون كثرة كلام...تنحّى بطلع..
خالد : ماهو بهالبساطة.. فاهم سبب اللي تسوينه ..
مشاعل بسخرية : ثقتك بتقطعك يا دكتور... بس للأسف منت فاهم !
يُتبــع ..
يا رب يعجبكم وتراني أنتظر تعليقاتكم بشغف ..
مع هالحضور المبهج يا رب ألقى تفاعل يليق فيه ..
اللي خلف الكواليس دعوة من جديد للظهور
من قلبي أتمنى أشوف اطلالتكم ..
أحبكم في الله ..
عنوون ***52***
|