كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــــزء 48 ...
-----------------
في الفندق اللي نزل فيه بعد وصوله للرياض ..
قاربت الساعة 7 ونص المساء..وهو واقف قدام المراية رافع راسه يضبط الكبك الفضي حق ياقة الثوب الأبيض اللي لابسه.. توه راجع من الحلاق اللي غيّر من لوكه إلى هيئة أكثر فخامة وأناقة..سلخ جلد وليد لهالليلة اللي بتكون مختلفة ولها أهميتها بالنسبة له ...حلق شعره الفوضوي واللي كان يقدر يسرحه بالطريقة اللي تعجبه وصار قصير للغاية شبه محلوق اللي عطاه هيئة ثانية وأبرز ملامحه الرجولية.. خفف الديرتي اللي كان بوجهه ورسم سكسوكة أوضح وأبرز...ومع الثوب اكتملت شخصية تركي الأنيق المعروف هيئة لها سنة ما رجع لها ..! .. من يوم رجعته من كنـدا بعد خبر مرض أبوه..
يوم انتهى من الكبك .. مسح على خده يلمس الديرتي الخفيف برضا عن نفسه وشكله... هاللحظة غير وكأنه هجر جسمه ورجع له ألحين.. قادر يشوف نفسه تركي حقيقي ألحين..ما ينكر إنه طول المدة اللي راحت انتابه شعور إنه فاقد كل شي بنفسه..شعور مزعج ! ..فاااقد كل شي بتركي والحين نفسيته منتعشة ..صورته الأنيقة بالمراية ترضيـه ،
تحرك للسرير اللي كان موجود فوقه الشماغ والبشت وجنبهم الجوال ...رفع الشماغ وعيونه تميل بعفوية للجوال اللي ساكن.. مسك الشماع باليمنى ، وباليسرى شال الجوال يناظر شاشته ..كانت فارغة مافيها أي تنبيه عن وجود مكالمة فائتة ..!
ليش ينتظر اتصالها...وللحين ما دقت ؟...مر على وصوله الرياض حول الـ 5 ساعات وكان يتوقع اتصالها بأي لحظة لكن توقعه للحين ما تحقق..وشكله مارح يتحقق..
مرّ يومين من يوم طردته من الفيلا .. يومين قبل يرجع للرياض .. ما رفعت اتصال واحد تسأله أو تطلبه؟!.. يومين وزيادة ما شافها..كانت جااادة كل الجد يوم قالت إنها معاد تبي تشوفه... وتجاهلها له للحين دليل إنها رافضته ورافضه الخطبة اللي قال أبوها..
ابتسم بسخرية وهو يرمي الجوال ويمسك الشماغ وتفكيره ياخذه...ومين قال إني أبيك بالمقابل.؟..أنا لو استمريت بهالخطبة وأخذتك عشان شي واحد مارح أتراجع عنه شبر واحد... الثقة اللي أبي أخونها بشكل يرديه قتيل وما يقوم منها... الخيانة اللي أبيها تذكّره بخوي عمره.. تذكره بـشي صار قبل 15 سنة .. كنت أبي هالشي يكون بحلاله وفلوسه لكن ما يمنع تدخلين بالسالفة .. الحلال والفلوس من جهة...وإنتي من جهة !
تركتك تعبرين عن رفضك لأني كنت عارف إنها صدمة لك بالبداية كـ فكرة ، وإن الشدة معك بذاك الموقف ماهو من صالحي... لكن عقب رجعتي رح أتعامل معك.. إنتي بديتي مع وليد ومارح تنتهين بسهولة ..!
قطع أفكاره صوت الجوال.. رفعه وهو يقول نفسه مستحيل تكون سحر..وفعلاً داهمه شعور خفي من خيبة الأمل يوم ما صــارت هي ، .. كان ثامر هز راسه من رباشته أكيد يتصل خايف منه لا يسحب ويتركه.. أخذ الجوال مع الشماغ للحمام عشان المرايه..
حط الجوال عقب ما حوّله لسبيكر فوق رخام المغسلة وبدأ يضبّط شماغه بطريقته : هلا..!
صوت ثامر : ها تركي..
تركي وعيونه بالمراية بتركيز ويديه تحت الشماغ يستعد ينسفه : شتبي؟
ثامر : طلعت ولا بعد؟.. ما ودي أوصل وانت مو فيه..أبيك جنبي بالسلام..
تركي ابتسم وتركيزه ما خفّ : خمس دقايق وألحقك..
ثامر : جبت سيارتك الكشخة اللي بتاخذنا فيها أنا وعروستي..
تركي ضحك وهو يمسك زجاجة العطر : طبعاً.. خل العروسة تشوف إني كريم وبوصلكم للفندق بنفسي وبسيارتي الخاصة.. يمكن تغيّر موقفها مني لما تشوف هاللطف.. بسهر عشانكم مع إن زواج الرجال رح ينتهي بدري يعني إسهر يا تركي لما 3 بالليل عشان حضرتك..
ثامر ابتسم : عرضك إنك توصّلنا مو لله !.. ولطافتك هذي وراها نذالة أنا متأكد..
تركي عض شفته وببراءة مصطنعة : إنا لله !.. أجل دوّر لك غيري يوصلك ..
ثامر : لا ياخوك.. ما عندي غيرك..مع اني فاهمك بس بسكت..
تركي ضحك وهو يشيل الجوال ويطلع للغرفة : دامك فاهمني ووافقت على حركتي وعرضي أجل تحمّل ..
ثامر : إنت تبي تاخذني منها عالأقل طول المشوار للفندق ويمكن ناوي ترسل لها كم مسج مبطّن ..فاهمك ترا ..
مات تركي ضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههه يا إلهي على ذكاااائك..
ثامر بسخرية : شفت شلون !
تركي : خلها تغار لمصلحتك.. أنا أبيك تبدا حياتك وإنت متأكد من تعلّقها فيك..وما يمنع أستمتع بنذالتي لا تنسى إنك بتنسى ولد عمك شهر ويمكن زيادة.. باخذ حقي منها وعقبها تسرقك تاخذك تذبحك حلالها تسوي فيك اللي تبي..
ثامر : ما تترك هالطبع الغريب المهم هذاني خمس دقايق وبوصل الكل ينتظرني هناك...لا تتأخر ..
تركي : هذاني وراك..
سكر من ثامر واتجه للبشت الأسود اللي شاله وثناه على ذراعه.. وطلع مباشرة ..
::
في بيت أبو محمد .. قاربت الساعة 9 ..
نزلت شادن وهي لابسه فستان أحمر يلف جسمها الفاتن وكاشف ظهرها بشكل سبعة لين آخر خصرها..وميك أب من الستينات..شعرها مرفوع شنيون نازل على جنب.. جلست عالكنب تنتظر مشاعل وأمها عشان يمشون..
وكان الانتظار باب للتفكير بكل شي صار الأيام الاخيرة...مشاعرها المرتجفة اللي عاشت مدّ وجزر وللحين ما جاوزتها..صارت تعيش كل يوم بيومه وتخاف من بكرة..عمر بكلامه آخر مرة كان يهيأها نفسياً وصارت تفهم إن سبب بقاءه للحين هو عشانها..،
قطع عليها أفكارها رنين جوالها..قرصها قلبها وهي تشوفه..نفس الرقم اللي يدق عليها وهي ما تردّ.. ونفس الرقم اللي شافه عمر وقرأ رسالته.. كانت تستغرب وتخاف من ملاحقاته لكن عمر شرح لها وحاكاها عن هالنوع من الأشخاص بالذات !
كانت تجهل راهي بس معرفة عمر البسيطة فيه من خلال أيام البر وكلامه عنه..وضّح لها هالشاب من أي نوع ،
عايش حياته بانفتاحية كبيرة ..سفراته دايمة لبرا ومتعوّد ياخذ اللي يبيه.. وله من الصداقات الكثيرة مع الجنس الآخر اللي يكشف مستوى تفكيره واهتماماته..
ضااق نفسها وهي تفكر شلون كان يبيها ؟.. بأي طريقة هو يبيها؟..تتذكر كلااامه المقرف وتلميحااته..
وهالأفكاار خنقت أنفاااسها.. معقول كان يبيها بذاك الشكل؟
رن جوالها مرة ثانية وبعصبية سكرت الخط بوجهه.. قامت واقفه بتوتر ما تستبعد إنها تصادفه بالزواج ..أكيد بيعرف إنها رايحه ويمكن يخطط على شي جديد مع إن اللي تعرفه إن الزواج ماله صلة قرابة فيهم.. إلا اذا كان له معارف هناك احتمال وجوده ليش لا..
قررت تطلع برا تهدّي من توترها وأفكارها اللي قد لا يكون لها أساس.. مارح تصادفه..وإذا صادفته بتتصرف معه مارح يتكرر اللي صار قبل ،
جا ببالها كلام عمر الجاد يوم قال لها (عطيني خبر لو كرر حركاته) .. بلعت ريقها وش بتقوله؟..هو عرف قصتها معه وتدري إن الموضوع للحين ما برد براسه رغم هدوءه وعدم اتخاذه موقف واضح للحين..هي تعرف عمر وتعرف طبعه الاجرامي إذا عصب وحط أحد براسه ما تتنبأ وش بيسوي وتخاف يتطور الموضوع ، وهو وهي مو ناقصين مشاكل..
ألغت هالأفكار من راسها تحتاج تنتعش لليلة وراها سهر.. وطلعت تمشي لحوض السباحة مكانها المفضل لما تحتاج للتفكير العميق...التفكير بالمستقبل اللي ينتظرها..والمستقبل اللي قال إنه ينتظره ! ، تنهّدت من ثقل الفكرة اللي براسهاا.. يارب... عطني الفرج من عندك..
ما حست بالحركة اللي عند غرفته..واقترابه من المكان اللي هي فيه لأنه شافها وهي تمرّ من غرفته..
شافها واقفه ..بهيئة أول مرة يشوفها عليها بهالعُمر ! .. أنيقة وجاذبيتها زايدة مع هالأحمر أضعاف مضاعفة..مع هالة من الحزن محاوطه فيها زادتها سحر غريب..هيئة ما قد شافها فيها من قبل وكأنه توْ يعرفها..
تنهّد وهو فاهم سبب شرودها هذا ويحلف إنه يقدر يقرا أفكارها... شي واحد تفكر فيه!.... وضعهم !
ارتجفت شادن وهي تحس بنفس ساخن بإذنها أعااد لها ذكرى ليلتهم بكل ما فيها..أرسل الضعف لركبها : ليه لحالك ؟
غمضت عيونها بقوة وهي تحس بصدره يحضن ظهرها وقُربه الحميم هذا فوق طاقتها.. يرهقها..ينهكها وهي جرّبتـه.. برجفة : ع.مر..
عمر اللي حس برجفتها حضنها بيديه من الخلف وهو يدفن وجهه برقبتها المكشوفة : اهدي..لا ترجفين..
سكنت بين يديه وهي تناظر قدام وعيونها تلمع مشاعر بينما هو حاضنها ومخبي وجهه مابين رقبتها وكتفها يستنشق عطرها ويعيش لحظات له .. مرت ثواني طويلة وهي مستسلمة له كلياً ما تحس بغير أنفاسه اللي تثير أبسط شي داخلها..
ومرّت دقيقة كاملة وهو على ذات وضعه ساااكن... قامت ترمش باررتباك لدرجة إنها توقعت إنه نااام واقف.. همست ببحة : عومر..
ما رد عليها وحست بذراعه تضغط على بطنها وشفاته تمر من رقبتها لأذنها كـ جواب صامت
خافت تفقد سيطرتها على مشاعرها : لا تسوي كذا..
همس باذنها متجاهل طلبها : وش أسوي؟
شادن بصوت مرتعش دموع : إنت بتتركني مابي أتعب لا تسوي كذا ..
هدأ عند هالكلمة..وخفف من اللي يسويه وهو يحط يديه على كتوفها هالمرة...ويلفها عشان تواجهه..لقاها تناظر بمستوى صدره لكن ماسكه عبرتها اللي تلمع بعيونها مع هالليل : مارح أتركك!.. قلت لك .. حتى لو تركتك مسألة وقت وبرجع حطي هالشي براسك..
رفعت عيونها له وقدر يشوف بوضوح رسمة الكحل اللي عطاها جاذبية غير ونظرة أعمق : وش قررت؟
عمر بخفووت ونظراته تغرق بعيونها : قلت لك من قبل .. مارح أسوي شي لما إنتي تقولين لي..
سكتت مو لاقيه كلمة تقولها... وشلون تقول له رح للمصير برجليك..؟
هو يوم حكى عن وضعه ...قال لها مارح ياخذ قرار أي خطوة مصيرية لحاله..مارح يتخذ القرار إلا فيها ومعها..،
والكلمة الأخيرة لها !
دنقت براسها لتحت بشرود ، ومال براسه يناظرها : شادن ؟
قاطعهم رنين جوالها ..ابتعدت عنه بخطوة خلفية وهي تطل جوا حقيبة اليد الفضية..وبدون ما تطلّع الجوال لبرا شافت الرقم وبسرعة قطعته وملامحها تتبدّل ..
قرأ عمر هالتغيّر في وجهها..وضاااقت ملامحه بجدّية انعكست على صوته : هو ؟
بللت شفاتها وهي تسكّر الحقيبة بهدوء : لا تشغل بالك..
أعاد السؤال بجدية : هُو ؟
هزّت راسها بإيجاب بدون تعليق..
قال بطريقة مفاجئة : أبيك تردين عليه !
رفعت عيونها بصدمة له وبدون استيعاب...وخافت من هالنبرة والملامح بوجهه ... وش نااااااوي !
قال يتابع : ردّي عليه..وشوفي وش يبي..
شادن بتوتر : ما أبي..
عمر اقترب منها وهو يمسك حقيبتها الفضية المتلألأة : اذا تبيني أخلصك منه...ردي عليه..
شادن : لا تتهوور !
ابتسم ابتسامة جانبية : كيف يعني ما أتهور !؟
شادن : إنت عاااارف نفسك..لا تتهور أنا بسفهه لما يملّ..
بابتسامة تخفي وراها توعّد خفي : هالنوع من الشباب ما يملّ أبد...فاهمه زين وشرحت لك كيف يفكرون وكيف عايشين.. ما تعوّد يترك شي يبيه لأنه عاش على هالطريقة .. ومن قوة السفاهة يلحق وحدة على ذمة رجال عادي...وهالرجال للأسف أنا ، وأدري إني إجرامي وهالشي من سووء حظه..
خااافت من كلامه.. وش بيسووي مو فاااهمه بس أكيد مارح تخليه يتهوووور !!
قال وجوالها مستمر بالرنين : ردي عليه !
قالت بقوة تبي تمنع مصيبة جديدة : ما أببببغى ..
عمر : شادن ! قلت ردي عليه..
شادن بقوة : إذا بتتهور ماني راده عليه..
عمر : لا تخليني أروح ألحين لبيتهم وأمسخه بطريقتي ..ردي عليه اذا تبيني أقصر تهوري ..
بلعت ريقها : و..وش تبيني أقوله؟
عمر : شوفي وش يبي وسايريه..
شادن بخفوت : شلون يعني أسايره؟؟
عمر : يعني لا تعارضينه...ويكون أحسن لو كان يبي يشوفك !
شادن انقلب وجهها من الفجعة : ي يعني أوافق؟؟
بابتسامة مخيفة : بالضبط..
استسلمت لرغبته ..وردت عليه بصووت خافت وقلبها يخفق بسبب عمر وإجباره : ألو..
وصلها صوته مثل ما عرفته يثير أعصابها وينثر خوف : أهلين.. ما بغينا ..
شادن بللت شفاتها وعيونها تصطدم بعيون عمر الحادة : ه هلا..
راهي : شلونك شادن؟..
شادن : الحمدلله.. (أجبرت نفسها) .. إنت شلونك؟
راهي ابتسم : بخير بسماع صوتك.. شلونك عقب آخر مرة؟..كنت أبي اتطمن بس ما عطيتيني الفرصة..
ماهي مستعدة تتذكر لكنها ضغطت على نفسها وتحكمّت بصوتها لا يرتعش : بخير..
راهي : اقتنعتي بنواياي ألحين؟
شادن وهي ترمش بسرعة فضيعة : ليش متصل؟
راهي : متصل بسمع صوتك.. بشوف أخبارك صرت أسهر الليل بسببك..وربي..
شادن تجاوزت اللين اللي يغطي صوته يحاول يسحرها فيه : عندك شي تبي تقوله؟
راهي : الكلام ما يوفي.. وانتي مو معطيتني الفرصة أتكلم معك بهدوء وأعرفك على نفسي.. ماخذه عني فكرة مو كويسه..
شادن : والمطلوب؟
راهي يوم شاف تجاوبها : يعني أفهم إنك مستعدة تبدين معي ..
شادن بخفوت : أبدا معك إيش؟
راهي ابتسم : إنتي فاهمه.. مارح أستعجل عليك..أبيها صداقة لين تعرفيني وتتعودين علي..
وش هالمصيييبة ؟!..صداقة ؟.. وش هالشخص وشلووون يفكر بالضبط؟؟
ما يخاف أقول لأهلي..؟؟ أو ما يهتم أساساً ؟؟.. ايه هذا الواضح مو مهتمّ... ومثل ما توقعت عنده الحصانة اللي يقدر يسوي بها أي شي !
كرر بصوته : أقدر أشوفك؟؟
تغيّر وجهها وهي ترفع عيونها لـ عمر اللي جالس يتنبأ بالكلام اللي ينقال ..وفهم من نظراتها إنه قالها..
هز راسه بهدوء يشجعها ..
بلعت ريقها وحاولت تمانع عشان لا يشك : راهي ما تحس إنها صعبة؟؟
ابتسم يوم نطقت باسمه كون إنها أول مرة : يا حلوها بصوتك..
رمشت بسرعة وقلبها ينضغط بشكل رهيب..هالدور ما يصلح لها : طلبك صعب !
راهي بابتسامة : ليش صعب؟.. بعطيك كل شي تبينه وكل اللي أبيه قربك..ومتأكد إني بقدر أليّن قلبك..
سكتت ثواني مو عارفه شلون ترد على مثل هالكلام ..
وأردف : متى أقدر؟.. أبي بس أشوفك ونتكلم سوى.. غير كذا مارح أطلب..
اختنقت من تجاهله لوضعها رغم إنه عارف انها مخطوبة لكن الواضح ان هالجانب ما يهمه كثير ..وقالت بصعوبة : بفكر !
راهي : أقدر الليلة ؟
شادن انصفق وجهها : الليلة؟؟؟
راهي : ايه بودي إختي للزواج حق صديقتها وأظن انك بتروحين بعد.. ممكن أقابلك لو نص ساعة..
شادن بخوف : شلون ؟
راهي ابتسم : بنتظرك برا الفندق لو تبين ..بسيارتي ناخذ لفة وبعطيك هدية اعجاب ..أتوقع بتعجبك..
خوفها زااااد الوضع مو بسيط جديييته واصله لآخر مرحلة.. يبيها تطلع معه ! ، يقولها بكل بساطة بدون احساس بالغلط... أدركت أكثر ألحين كلام عمر عنه انه متحرر بشكلْ والحدود ما ترسم حياته..
راهي : وش قلتي؟؟
شادن بتوتر : بشوف..
راهي : بكلمك الساعة 12 واشوف وضعك.. اذا قدرتي حلو..واذا ما قدرتي على راحتك..
ودّعها عقب ما قال اللي عنده..وسكرت ووجهها متغيّر أمام عمر اللي محافظ على ملامحه بهدوء ما ينقرى.. التزمت الصمت ثواني لأن الواضح إنه فهم المغزى والحوار من كلماتها المقتضبة..
عمر بدون مقدمات : الليلة بجي آخذك من الزواج !
رفعت عيونها له بقلق: .......
أكمل بهدوء : رح نتفاهم معه !
انقبض قلبهاا : مارح أطلع ..مجنونة انا ؟
عمر : وش قال بالضبط؟؟
شادن : قال انه يبي يشوفني الساعة 12..
عمر بابتسامة جانبية ساخرة : ما يلعب..
شادن : مارح أسمع كلامه خله ينتظر لين الفجر...اذا ما جيت بيفهم إني مابيه ولا أبي شوفته...وبيملّ..
عمر : قلت لك هالنوع ما يتنازل بسهولة..وبجيك الساعة 12 خلك مستعدّة..
شادن بتوتر : و..وش أقول لأمي ..وشلون أطلع والزواج بذروته؟؟
عمر : دوري لك أي عذر على أساس بتطلعين مع بندر... وأنا بعطي بندر خبر إني باخذك وبرجعك للبيت..عشان لو اتصلوا عليه ما يقلقون..
::
بـ زواج الرجال..
تركي واقف جنب ثامر يستقبل السلامات المتواصلة والمتوافدين بحفااوة بالغة والتبريكات توصله مثل ما توصل ولد عمه... المصوّر ماسك الكاميرا طول الدقايق يلتقط الصور أثناء السلام على العريس..
همس تركي وهو يشد على بشته : قول للمصور يوقّف تصوير ربش عيوني انعميت !
ضحك ثامر وبصوت واطي وهو يسلّم على اللي قدامه : خله يصوّر هذي بكرة بتلقاها بالجرايد..
مسك كف ثامر بحدّة وغضب : وشوو؟؟؟
ثامر ناظره : شفيك؟؟
تركي : ليش ما قلت لي من بدري؟؟؟
ثامر: وش أقولك؟؟
تركي : سالفة التصوير والجرايد إنت غبي ولا تستغبي؟؟
رفع ثامر راسه فووق يوم فهم : أهااا.. سالفة وليد مرة ثانية!
تركي : ثامر لا تستغبي..شـف لهالصور حلّ أو يا ويلك..
ثامر ابتسم : وانا وشوله جايب المصور ودافع فيه؟!
تركي : بتنزّل صورك لحالك بكيفك أما أنا لا يقربني !
ثامر ضحك : من وشو خايف بالله؟...أجزم لك إن محد عارفك شكلك ألحين مختلف..فرق السما عن الأرض محد عارفك لا تخاف.. أنا وهو أنا يوم طاحت عيني عليك ما عرفتك طبعاً بركاتك خليتني أنسى تركي الأنيق وأتعوّد على وليد المبهذل..
تركي بحدة : قلت لك لا تتهور !
ثامر تنهّد : طيب بتفاهم معه.. مارح يقرب لك تطمّن..
جاهم واحد كبير بالسن حوالي الـ 50 من عمره ..يعرفهم ومن قرايب العايلة...همس تركي يوم شافه : هاللي جاي اعرفه لكن نسيت اسمه ..
ثامر بسخرية : والله من قطاعتك للعايلة هالكم سنة اللي راحت..بعذرك تنسى... ينقال له أبو سعد..
وصل الرجال سلّم على ثامر وبارك له ودعى له..وثامر يرد بحفاوة وذوق..
التفت أخيراً لـ تركي اللي كان واقف بابتسامة يتابع السلام : تركي ولد جاسر ما شاء الله... سنين ما شفناك !
تركي بنبرة قوية : ايه تركي الله يسلمك..
الرجال : ما شاء الله متى رجعت من دراستك.. سنين ما تنشاف طوّلت الغيبة اللي يهديك..
تركي : رجعت من فترة تعرف البكالوريوس والماجستير حول ال7 سنين بكندا مو بسيطة..
الرجال: كني سمعت انك تدرس الدكتوراه...خلصتها؟
تركي ابتسم بأسى : ما حصلي الشرف..كنت على بدايتها لكني اضطريت ارجع عشان الوالد تعب..
الرجال باهتمام بالغ : توني بسألك عنه؟؟ شخباره عسى صحته زينة؟؟
تركي : الحمدلله ..مستقرّ ..
الرجال : وينه ما حضر كنت أتمنى أشوفه ؟؟
تركي عض شفته بأسى وألم : ما يقدر يا عم.. مافيه شدّة ولا حيل..
تنهّد الرجال : الله يرحم الحال..أبوك من أول كان مثال للقوة والهيبة مدري وش اللي بلاه فجأة ..عين وما صلّت عالنبي ..
ثامر ضاق من الطاري لأنه عارف بينكس مزااااج تركي فوق تحت...وما غلط..
تركي بهدوء : الله ينتقم من اللي كان السبب..
الرجال : والله جمعات العايلة ما عاد لها طعم من دونه ليتك تحاول تقنعه وتعينه يحضر المناسبات الاجتماعية يمكن يتحسّن.. الوضع اللي هو فيه تدري إنه مو زين خصوصاً للي مثل أبوك حياته من أول كانت اجتماعياته ، عايلته وأصدقاه وشغله..انت ولده الوحيد لازم تعينه ..
تركي ابتسم بمجاملة رغم انه عارف صعوبة الفكرة لأن أبوه باختصار اعتزل الناس : ان شاء الله..
تجاوزهم عقب ما وصاه يوصل سلامه لأبوه..
ثامر لف لـ تركي اللي كان واقف بصمت : نجلس؟
تركي وعيونه بالفراغ : ليتها كانت عين يا ثامر عالأقل نقرى عليه ويتشافى...لكن وش الحل إذا كان البلاء جرح غاير بالقلب والروح..هذي شلون أعالجها؟.. لو بيدي جبت له خاينه من شعر راسه ولو زحف عشان يعتذر..لكني أدري إنه مارح ينفع ..وشوفته لصاحبه اللي خانه عقب عشرة عمر وسنين مارح تجيب إلا مصيبة...وأنا مابيه يموت بشوفته..
ثامر تنهّد : ماهو وقته هالطاري يا تركي..
تركي : الناس يحسبونها عين صابته ما يدرون إنه عايش بصدمة ما قدر يطلع منها للحين ! خذت منه صحته النفسية والجسدية والقهر إنه ما يقاومها ..تاركها تدمّره..
ثامر تنهّد : بلاش هالكلام ألحين.. مو زين لك انساه لو شوي..
تركي : ودي أنساه لكن كم واحد ألحين سأل عن أبوي؟.. انت شفتهم ..
ثامر : طبيعي وضع عمي النفسي إنت عارف بغلاة أبو خالد بقلبه.. إنت عارف وش كان بالنسبة له.. شي كبير وانت شهدت على هالشي بطفولتك..كنت تشوف العلاقة بعيونك.. لا تستغرب لو ما قدر يقاوم تعبه ..
عض تركي على شفته بغيييض يتفجر من كلمات ثامر : وهذا اللي قاااااهرني.. ليتني كنت أكبر شوي يمكن قدرت أوقف بوجهه ! أردّ له ذيك الإهانة اللي صارت في بيته وتحت ناظري..
ثامر يبي يقفل الموضوع : خلنا نفرح ألحين قلت لك ماهو وقت هالكلام..
راحوا يجلسون عقب ما اكتملوا الضيوف تقريباً ومرّ الوقت.. وحان وقت العشاء ..لكن تركي اللي كان عايش أجواء الزواج بالبداية ما استمرّ هالشعور فترة طويلة وبدا يتلاشى فرحه مع سؤال الناس المتكرر عن حالة أبوه..وبكل مرة يجاوب يرجع بصعوبة لأجواء الفرح ، لكن لما جا اللي ينقال له أبو سعد محى أي قدرة انه يسترد مزاجه..
أفكاره تركّزت لرجعته لروسيا عشان يطلّع الحرة اللي تجددت بقلبه بسبب هالزواج وسؤال الناس المتكرر اللي ما وقف وكأنه هو العريس مو ثامر ، واللي بالمقابل كان يحاول يطلّعه من موده بكل مرة يستقبل سؤال مثل ذا..
::
الساعة 10 ..
دخلوا مشاعل وشادن لقاعة الفورسيزن الفخمة مع أمهم وشافوا مرة عمهم أم خالد واصله وجالسه على أحد المقاعد بكامل كشختها وزينتها ..سلّموا عليها وعقب تحركوا عشان ياخذون لهم مكان بعيد عن الأمهات..
شافوا رهف تمشي بآخر القاعة متوجّهه لأحد المداخل وهي لابسه فستان ليلكي أنيق وناعم..راحوا لها بسرعة وهم ينادونها..التفتت عليهم وابتسمت بفرح : أهلييين منوورين..
سلمت شادن وعقبها مشاعل اللي سألوها عن أروى مباشرة..
رهف بضحكة : أروى تنتظر ثامر عندهم جلسة تصوير بعد شوي ..
مشاعل : نقدر نشوفها؟؟
رهف : أكيد يمدي يلله تعالوا..
تبعوها واختفوا في وحدة من الممرات لما وصلوا لغرفة العروس.. كانت جالسه على الصوفا بفستانها الأبيض الباااهر تنتظر شي معين ومحد عندها..والواضح إن الكوافير انتهت منها من فترة قريبة..
شادن : مرحبااا..
رفعت عيونها المرسومة بدقة واطلالة حلووة : شادن...مشششاااعل !
قامت واقفه تسلم عليهم وهي تلملم بفستانها المتجمع.. والتوتر بحركااتها واضح رغم الابتسامة اللي بوجهها..
مشاعل بانبهار : محلوووه ما عرفتك أول ما دخلت..
أروى بابتسامة : عيونك الحلوة..عقبالك عاد..!
ضحكت مشاعل : بدري عللي..
سألت رهف : أروى كلمك ثامر؟..المصورة بتوصل ألحين..
أروى : لسا يمكن بالطريق..
شادن : الزفة متى ؟
أروى : الساعة 1 ..
مشاعل : أوه يعني السهرة صباحي الليلة..
ضحكت أروى : بالضبط.. مارح تنسينها أوعدك..
وهم يسولفون ويغيّرون جوْ أروى عشان يبعدونها عن التوتر... دخلت أم محسن عليهم الغرفة وهي تبتسم : ما شاء الله البنات عندك..
أروى : هلا يمه ..
أم محسن : إخت ثامر وبنت عمها يبون يسلمون عليك بيجون الحين..
أروى عرفت إخت ثامر لأنها تصير بنت عمتها بنفس الوقت ، لكن البنت الثانية.. بنت عمها ؟... ما عندهم إلا بنت عم وحدة اللي هي إخت تركي رفيق ثامر الأقرب لروحه..واللي تعرفه بالاسم ،
قالت : وينهم خليهم يدخلون..
ثواني ودخلوا بنتين وحدة بعمرهم تقريباً أو أكبر منهم تبيّن 23 سنة.. ومعاها بنت أصغر ما جاوزت الـ 15 بس بملامحها براااءة ونعومة..
سلّمت أروى على بنت عمتها بابتسااامة والثانية تبارك لها بحفااااوة.. أخيراً لفت لـ جنى اللي واقفه بفستانها الزهر الناعم واللي شراه ثامر لها بهالمناسبة ..
إخت ثامر : أروى هذي جنى بنت عمي جاسر ..
ابتسمت أروى لطفولتها الواضحة بملامحها ولعنت ابليس يوم فكّرت تغار منها بسبب اهتمام ثامر فيها : هلا جنى..
جنى وهي تبوسها بخدها : مبروك ..
أروى : الله يبارك فيك ..عقبالك..
جنى ابتسمت بحرج طبيعي وهي تلفّ لبنت عمها اللي جت معها كون إن أمها ما حضرت الزواج وجت وحيدة مع بنات عمها اللي يكبرونها بالعمر بفارق كبير.. صايره طفلة بينهم ..
إخت أروى : كيف وضعك ؟؟
أروى : وضعي توتّر..
ضحكت : ثامر متى بيوصل ؟
أروى : يقول يخلص زواج الرجال وبيجي على طول..(ناظرت ساعتها) : أكيد بالطريق زواجهم انتهى ..
إخت ثامر : خلاص احنا بنطلع...بنشوفك بالزفة ..
أروى : أوكي ..
مشاعل همست لـ رهف : مين هالكتكوتة ذي؟
رهف ابتسمت : هذي بنت عم ثامر الوحيدة..جنى.. بالنسبة لي أول مرة أشوفها..
مشاعل : يا حليلها كيووووته ..
طلعت جنى مع بنت عمّها اللي موصيتها أم تركي عليها كون إنها جايه لحالها بدون أهلها.. رهف لفّت لـ أروى بضحكة مكتومة : هذي إخت تركي اللي تقولين واقف لك؟!
أروى تنهّدت : ايه طلعت غير اللي بباااالي.. حسيت بتأنيب الضمير لأني حقدت عليها..
ضحكت رهف : ههههههههههه يعني راح الحقد..
أروى : الصراحة إني ما حقدت عليها.. تقدرين تقولين استياء وعدّى..بس شوفتها ريّحت راسي واضح إنها بريييييئة ومالها بخطط وأفكار عوجاء..
ماتت رهف ضحك : هههههههههههههههههههه من جدك فكرتي بهالطريقة..غريبة إنتي! الغيرة تسوي أكثر..
أروى بضيق : لا تلوميني .. ثامر طول7 سنين وهي مسؤوليته..طول ما ولد عمه الزفت اللي واقف لي مسافر يدرس وهالبنت مسؤوليته ويهتم فيها..
رهف : أحياناً ما أدري شلون تفكرين...البنت صغيرة واضح !
أروى : وأنا قلت لك نسيت الموضوع لا تزيدين فيه..
مشاعل تقدمت بضحكة : فهمت الحين فيه قصة بين ثامر وهالكتكوووتة اللي قبل شوي...ههههههه فلم فلم !
أروى ناظرتها : ابلعي العافية...مافيه أفلام ولا شي !
شادن مسكت يد مشاعل يوم رنّ جوال أروى بإشارة لوصول ثامر : يلله إحنا بنطلع.. نشوفك بالزفة..
أروى بابتسامة : ان شاء الله.. رهف بتخليني؟
رهف بسخرية : وش تبيني أجلس أتفرج عليك وانتي بأحضان فارسك والتصوير شغال..عيب أستحي !
أروى بعصبية وحرج : انقلعي !
راحت رهف مع البنات وهي تضحك..تاركين أروى اللي جلست بانتظار دخول ثامر عليها..
وهناك قابلوا بسمة اللي توها توصل..سلّموا عليها واختاروا لهم مكان يجلسون فيه ..
::
|