كاتب الموضوع :
{{.... ذم ــــا !!
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
الجــــزء 47 ..
---------------
بعد نـص ساعة من النقاش اللي صار بين أبو خالد وتركي..دخلت عليهم صوفيا تقولهم ان العشاء جاهز ..
جلسوا على طاولة الأكل وعيون تركي كانت تروح عفوياً لمدخل الصالة يتحرّى ظهورها .. لكنها ما جت تشاركهم العشاء.. لسبب غير معروف كان يبي يشوفها عقب وضعها الباكي اللي شافها فيه قبل ساعة وحالها اللي اعتفس !
سأل بهدوء : عمي؟..الآنسة مارح تتعشى؟
أبو خالد بنبرة واجمة : خلها تفكر باللي سوته.. يمكن تستوعب غلطها..
تركي : أقول للشقرا تناديها ؟
أبو خالد : خلها يا وليد.. خلها تدري إني زعلان عليها.. ماهي بميتة لو ما تعشت..
تركي سكت وهو يناظر بأبو خالد ياكل بصمت...واضح ضيقه من بنته واضح إنه مزاجه انعفس من السالفة كلها... أجل لو يدري ان وليد هو أساس كل الموضوع والمشكلة.. هو اللي غيّر بنته كذا..وش بيسوي ؟!
أبو خالد بانتباه : وراك ساكت وما تاكل؟!
تركي تنحنح بابتسامة : سلامتك...بس متضايق من هالوضع..
أبو خالد : أي وضع؟
تركي : الآنسة أنا أشوف لازم تشوفها..
أبو خالد بحواجب معقودة : بنتي وأعرفها .. وكلام الليلة مارح أتكلم قلت لك خلها تدري إني زعلان عليها وسواتها مو بسيطة أبد..
سكت تركي يوم تأكد إن أبو خالد فعلاً زعلان وزعلته كبيرة والغضب للحين بعيونه.. وشلون والموضوع يمسّ سمعة بنته ،!!
دخلت صوفيا عليهم اللي ما كانت تدري عن وجود مشكلة صايرة وراحت تنادي سحر من نفسها : سيدي!
أبو خالد وتركي التفتوا لها ..
صوفيا : الآنسة لن تأكل معكم لقد ذهبت لمناداتها ويبدو أنها نامت ..لا تبدو على خير ما يرام..
انتبه تركي من كلمتها الأخيرة ... طبيعي وش كان يتوقع حالها عقب ما قلبت البنت اللي مسميتها الطاولة عليها ..!!
أبو خالد بحواجب معقودة : لا بأس..دعيها ..
راحت صوفيا ..ورجع تركي يكمّل عشاه بهدوء... وعلى غير العادة كان أبو خالد أغلب الوقت ساكت ما فتح نقاش جانبي مثل عادة جلساته مع وليد اللي يملاها سوالف جد وضحك متنوع... كان يفكر بوضع بنته الحالي ..الأسباب اللي خلتها تسوي اللي سوته... مجرد ارتباط الأسباب بـ محمد صدمــه !.. ألحين بس لقى سبب واضح لحالة سحر المتأزمة قبل وبعد حضورهم لهنا.. ورفض سحر إنه تصرّح أو تتكلم باللي مأزّمها ..! ألحين وضحت له الصورة... فهــم إن محمد يعني لها ،.. وش هالمصيبة !؟
تنهّد بسكوت اللي خلّا تركي يرفع عيونه له باستغراب ... كان شارد بالوضع وتركي استوعب اللي يفكر فيه المشكلة للحين مسيطره على افكاره...
تدخّل بصوت مريح : هدّ بالك.. المشكلة بتنحلّ وأنا اللي بحلّها ..
رفع أبو خالد عيونه بانتباه ...ولقى نظرة ثقة غريبة بعيون تركي..
تركي كرر بعيون تلمع : لا تشغل بالك.. تبي هالمشكلة تنتهي خلّ الموضوع علي..
ابتسم أبو خالد بتعب : يا خوفي تتعب من طلبي.. طلبي كبير وانا عمك..
تركي بابتسامة : قلت لك...حلّها علي .. والآنسة عرفتها طول الفترة اللي راحت هادية ومسالمة مستحيل تكون راعية مشاكل أكيد فيه شي صاير... وسمعتها من سمعتي اذا الحل بيدي مارح أتردد أسويه لعيونك..
أبو خالد تنهّد من هالكلام الحلووو اللي يبرد الخاطر : توكّل على الله أجل..
بعد ما خلصوا العشــاء استأذن تركي من أبو خالد وطلع لكوخه وكل فكره عند سحر اللي خبّصت الدنيا كلها !!.. وتطوّر الموضوع ووصلت للرؤوس الكبيرة !!
ابتسم وهو يخلع جكيته الأسود ويرميه على الصوفا .. منتي سهلة يا سحر شوفي وش سويتي قلبتي الدنيا فوق تحت !
جلس وهو يفرك شعره وأفكاره تروح للقرار اللي قرره ابو خالد ... خطبة سحر !... جمد عندها لثواني وهو يستشعر الفكرة والاشياء اللي بتجرّها وراها.... ايه مارح تمر مرور الكرام....بتجرّ وراها الكثير لو تمّت وهو عارف هالشي ودامه وافق عليه لازم يكون مستعد له...!... بس للحين...يحاول يتخيّل ردة فعلها ..
على طاري ردة فعلها مسك الجوال وصورتها الأخيرة ما فارقت ذهنه... ريّح ظهره للخلف وهو يضغط على رقمها وحواجبه معقووودة .. رمى راسه للخلف وهو يحط الجوال على اذنه ينتظر وصول صوتها...
بـ غرفة سحر...
ضامه اللحاف لرقبتها ومغمضه تحاول تنااام من ساعتين .. جتها صوفيا تناديها للعشاء وما ردت تظاهرت بالنوم وهي كارهه نفسها وكل شي بهالوقت... قطع عليها سكونها رنين جوالها عالكمدينا ..فتحت عيونها المحمررة بتعب وهي متوقّعه المتصل !.... وليد !
أكيد رح يسأل دامه شهد عالموقف بعيونه..
رغم إنها محتاجه تكلمه وتقول له .. هو الوحيد اللي فاهم الطبخه كلها ومافيه أحسن منه عشان تتكلم معه بس مع كذا ما فيها تتكلم أكثر بالموضوع... أكيد أبوها قاله..أكيد عرف وعشان كذا يحاول يتصل !
وش بيقولها؟؟.. بيسخر منها؟...يستهزأ فيها عشانها انهارت قدام أبوها وما واجهت المشكلة بصلابة..
رفعت جسمها بصعوبة وهي تمسك الجوال...وفعلا مثل ما توقعت كان وليد اللي يتصل ..
بلعت ريقها مافيها تتجادل وياه ألحين... مافيها عصب واحد بيتحمله .. أعصابها تعبانة بما فيه الكفاية ..
قطعت الاتصال متعمدة عشان يفهم إنها مو مستعدة تتكلم معه.... لكن الاتصال رجع يتكرر وبقهر ودموعها تسبح قطعت الاتصال مرة ثانية ومن أول رنة وهي عاضه على شفتها السفلية ...
كأنه فهم حركتــها .. أرسل لها رسالة بغضون ثواني...
( متوقع حالك ألحين... بلاش بكى...تعالي برا ابي أتكلم معك )
ما ردّت عليه رمت الجوال عالكمدينا وهي تنسدح بتعب.. جد مافيها عصب نقاش وجدال.. بكرة الصباح أكيد بتكون أقوى وبتقدر تواجه أبوها.. أما وليد ماهي ناقصه زيادة حمل فوق كتوفها..
مرت دقيقتين.. ووصلتها رسالة ثانية عرفت إنها منه لأنها ما ردت عليه... فتحتها وهي راقده ..
( عارف إنك تبين تتكلمين معي.. أعطيك الضوء الأخضر تعالي يا آنسة وبنلقى حل )
عورها قلبها من عرضه وبكت تحت اللحاف بقهر.. بكت بوجع من الموقف المهين اللي انحطت فيه ...البلاء انه عارف...وليد عارف وش بقلبها ...إيه تبي تتكلم معــه ..تبي تتكلم مع أي أحد عن هالوضع اللي وصلت له... بنظر أبوها هي بدون كرامة وسمعتها عند الناس نزلت للحضيض !!
قررت ترد عليه تعاااكس رغبتها الملحّة بالكلام معه..
( ما أبي أتكلم معك )
جاها الرد ..
( يعني مستعدة تتحملين الضربة لحالك ؟ )
سؤاله وجعها زوود وكأنه اختاره بـ عناية...سؤاله يدل على ادراكه لكل شي وإنها بحالة ضعف.... وبكبرياااااء أرسلت ..
( ايييه ما أحتاجك )
وعقبها قفلت الجوال كله ما تبي تستقبل منه شي... ودفنت وجهها بالوسادة تقنع نفسها إنها قادره تتجاوز هالضربة لحالها.. تبي تتجاوزه لحالها !!.. هي أقوى من قبل وما عادت تحتاج وليد...مو هي قررت تستغني عنه !...قالت له إنها تجاوزت الأزمة وما عادت بحاجة لدروسه ووقفته ..تبي تنتهي بس شكل النهاية تحوّلت لبداية من جديد واللي صار اليوم قاصم للظهر... دخول أبوها بالصورة وبهالشكل الصادم !!!
عند تركي... قرأ رسالتها الأخيرة وعيونه تضيق بحدة...
( ايييه ما أحتاجك )
ما تحتاجيني؟!... يدري إنها تكذب... يدري إنها تكابر ، نظرة الألم اللي أرسلتها مثل السهم لعيونه أول ما دخل وهي بقبضة أبوها..كشف احتياجهـا له..
هي تحتــاجه حتى لو أنكرت يدري بهالشي ويحسّه..!
حاول يتصل عليها هالمرة ولقى جوالها مقفل.. عرف انها تكاابر وبقوة!!..حط الجوال على فخذه وعيونه تركّز بالفراغ... ما يدري على أي حال بتصير لو عرفت بقرار أبوها... وهو !... شعوره الحالي بكل بساطة متناقض.. مو عارف يفسره ... كاااااره حالتها ذي وهالشعور متفاقم بشكل غريب..لأول مرة استيائه يوصل لهالحد ولا يدري ليش يحسه !!.. ورغم هذا يدري إنه مارح يضيّع هالفرصة من يده حتى لو رفضت وأقامت حرب ... سحر وشلون أرفض وإنتي قربتي ليدين وليد...ومين عطاه..أبوك عدوّي اللدود ..!!
قام واقف ومشاعره مختلطة مابين أشياء يفسرها ولا يعرف يفسرها... مابين رضا وسخط.. مابين اشياء كثيرة مو لاقي لها مسمى بس الوضع اللي آلت له الأمور ما كانت بحسبانه..رغم انها تمشي لصالحه ..
::
أشرقت الشمس ..وصحت سحر من النوم على نفس المزاج والنفسية النااازلة والمنتكسة.. غسلت ولبست ملابس الخروج بدون تفكير .. كل اللي تفكر فيها إنها تطلع من هالفيلا باللي فيها..كانت تتوقع انه بتصحى أحسن من أمس وكل اللي صار تجاوزته بس حتى النوم ما تهنّت فيه...ومافيها تجلس لازم تطلع لعلها تبعد عن الجو المتوتر اللي يلف كل مكان وكل زاوية هنا ..
أخذت شنطتها ونظارتها الشمسية وجوالها ونزلت بسرعة.. سمعت صوت أبوها مع وليد وهي تنزل الدرجات بعجلة وصمت..عبرت البهو وهي ناويه تطلع بدون كلمة وما كانت على استعداد لـ تصادم جديد مع أبوها...
فتحت الباب بسرعة إلا صوت أبوها يقطع عليها نواياها : سحر !
وقفت بدون لا تلف لأن صوت أبوها ما كان طبيعي..مليان وجوم وجدية ..
بلعت ريقها تستعيد صوتها مارح تنهار قدامهم ..لا قدام أبوها ولا قدام وليد...خصوصاً وليد اللي أكيد عرف بالسالفة ولا ما كان اتصل فيها أمس..
كرر أبوها يوم شافها واقفه : تعالي على وين طالعه ؟
سحر بهدوء وعيونها لبرا : بطلع أغيّر جو..
أبو خالد بجدية : ماهو وقت تغيير جو تعالي أبيك بموضوع ..
ماهي رايقه لمواضيع..وهي عارفه انه بيكرر موضوع أمس ومافيها حيل نقاش واحتمال ذنب ولومْ من جديد..
أبو خالد رفع صوته : ســحـــر!
التفتت بهدوء ناحية أبوها وقلبها ينغزها من جوا من الوضع كله..طاحت عيونها على وليد اللي كان جالس جنب أبوها وعيونه عليها.. يطالعها بهدووء وتمعّن.. تذكرت طلبه لها أمس انها تطلع عشان يكلمها وهي رفضت..تمعنت فيه لثانيتين تشوف ردة فعله منها.. كان هادي عكس ظنونها إنه معصب منها..
ناداها أبوها : سحر تعالي !
قصرت الشر وتقدمت بهدوء وهي ناويه تسمع كلامه من إذن وتطلعه من إذن..وعقبها تطلع تتنفس هوا وتغيّر مودها المعتفس..تحتاج فعلا تكون لوحدها ساعات ..!
وقفت عند طاولة الطعام متجاهله نظرات وليد خصوصاً : نعم ؟
أبو خالد بهدوء جاد للغاية : اجلسي أبيك بموضوع..
سحر : ما يحتاج أجلس... اذا بتتكلم عن خطيبة محمد ما أبي اسمع ..
غضن حواجبه : حتى لو كنت بتكلم عنها لازم تسمعين...ولازم تفهمين انك بمشكلة كبيرة وعوجاء ماهيب أي مشكلة..
سحر بثباااات غريب : أي مشكلة تقصد؟؟
ابو خالد وهو فاهم انها تتجيهل : انتي عارفه أكثر وحدة وش هي سواتك..ما يحتاج أكرر الكلام ..ولازم تعرفين اني ماني راضي عن اللي سويتيه أبد..
التفتت سحر لـ تركي اللي متكّي عالطاولة بيد وحدة والثانية على مسند الكرسي يستمع بصمت وعيونه ما تفارقها بلمعة غريبة ما فهمتها...رمت عليه نظرة قهر يفهمها ..ورجعت بسرعة لأبوها : بابا لو سمحت مو مستعدة اتكلم عن الموضوع..ممكن أطلع ؟
أبو خالد : لا مو ممكن قبل تسمعين اللي عندي..
سحر وهي تضغط على شنطتها مارح تضعف هي واثقه من اللي سوته ولا ندمت ولا رح تظهر الندم أبد إذا كان هذا اللي يبيه..
أبو خالد وهو يتمعن بوجهها المنفوخ والمتغيّر واللي يحكي عن مدى اللي عاشته طول الليل : كنت انتظر منك اعتذار عالأقل دامك بنتي واعرفك ما تحبين المشاكل..بس خاب ظني فيك هالمرة..
ناظرت أبوها بقوة والقهر بعيونها ..بجمود : ليش أعتذر؟...قلت لك انا ما غلطت ..
أبوها بجديته اللي يظهرها نادراً معها : كلامك اللي يرفع الراس بنظرك مو غلط ؟؟....لازم تعتذرين...عالأقل اذا مو عشان نفسك عشان أبوك اللي انحط بموقف مخزي قدام الرجال..
بدت تثوور وصوتها ينشششد : وانا قلت أمس كان لازم تسأله عن بنته وش كانت تسوي معي....مو تـ.......
قاطعها بحزم : ماعلي من بنته ووش سوت..علي منك إنتي ..إنتي اللي هي بنتي وسواتك وكلامك المصيبة هو اللي يهمني..
حاولت تقاطعه تشرح : بابا انت مو فااااهم شي...انـ.......
قاطعها من جديد بحزم : كلامي أقوله لآخر مرة يا سحر... زوجة محمد تتركينها بحالها وتنسينها.. وولد عمك تشيلينه من بالك دامه تزوج..
انصدمت ما استوعبت الكلمة اللي قالها!!.. ما توقعت ينطقها بهالطريقة ..يحسبها سوت اللي سوته عشان محمد ..يحسبها وصلت لهالمستوى عشاااانه..
ما تحمّلت كلمته اللي قالها بطريقة جرحت قلبها وسبحت دموعها بوضوح وسط عيوونها ... ارتعش قلبها من هالجرح..يعني صدق أبوها فهم أسباب حالتها الغريبة ، وصل له السر اللي كانت تحاول تخبيييه..
وأكمل عليها بخبر شلخ قلبها لـ نصين : استعدي يا سحر.. وليد خطبك مني وأنا وافقت !
تجمّد كل عصب احساس فيها...تفجر الدم من قلبها لكل جزء بجسمها وهي تميل بعيونها لـ تركي اللي كان على نفس جلسته يناظرها بهدوء غريب..غير انه هالمرة ..ابتسم بنعومة يوم التقت عينها بعينه !!..بصدمـة مميتة !!
ما قدرت تزيح عيونها عنه .. تبادله النظرات باحساس ميت وهي تحاول تعيد الجملة في راسها يمكن سمعت غلط!!
و..وش... خطبك مني؟!!
كـ رد فعل عفوي ضحكت ضحكة صغيرة ساخرة وهي ترجع لأبوها : هههه.. وش هالمزح مو وقته بابا !
أبو خالد ناظر تركي اللي دنق للطاولة وهو يعض على شفته السفلية بصمت.. انتبهت سحر على وجه تركي اللي ما تقدر تقراه..ورجعت لأبوها اللي أكمل : هالمواضيع ما فيها مزح... وليد خاطبك..
ناظرت مرة ثانية لتركي وهي تفقد شعورها بالأشياء : و...وش خاطبني؟؟؟
رفع تركي راسه وعيونه اللامعة تغرق بعيونها... يتابع صدمتها ..ردة فعلها ..رفضها اللي يشعّ بوضوح من ملامحها .. صدرها قام يطلع وينزل بتسارع وهي ترجع لأبوها بسرعة وهي تقول لنفسها أكيد مقلب : بابا وش هالكلام انت تبي تعاقبني بس!!!
ضاقت عيون ابوها بهدوء جاد : قلتيها عقاب أولاً... وثانياً عشان ألملم مشكلتك قبل لا تكبر...وان كبرت انتي أول وحدة بتلومين نفسك وتجلدينها ..عشان كذا هالشي لمصلحتك.. مصلحتك وأنا أبوك..
على كلمة "وانا أبوك"..ارتفع صوتها وهي ترتجفف من الصدمــة المميتة : خلني ألوم نفسي..خلني ألوم نفسي أصلا أنا بحياتي ما أبي اتزوج خلني مثل ما أنا..
ضااق أبوها من كلامها.. وبصوته اللي يزداد حزم نادر : هالكلام اللي تقولينه يثبت لي انك ما تعرفين وين مصلحتك... دامك ناويه على المشاكل لنفسك خليني أصححها بنفسي..
سحر مو مستوعبة شي للحين : والله !.. أكيد تمزح... أشوفكم طبختوها وخلصتوا...
أدركت مباشرة ان الفكرة فكرة أبوها ..والتفتت لـ وليد مو مصدقه اللي يسويه ومو مصدقه إنه وافق أساساً... مشت لعنده وهي مو واعيه على نفسها.. رفع تركي راسه لها بهدوء وعيونه الواثقة بعيونها على هيئته الثبات مستعد لأي كلمة مجنونة بتقولها ألحين ... سحر وقفت على بعد سنتميترات منه وهو قاعد تحاول تجمع جملة..وقالت بصوت يرتعش بداية غضب : إنت...وش تفكر... تحسب إني بوافق... مستحيل أوافق..مستحيل آخذك إنتْ شيل هالفكرة من راسك يا غبي !!
قاطعها أبوها بعصبية : سحححر!!
هنا ..ابتسم تركي بوجهها ابتسامة ناعمة استفزّتها مع انه ما كان يقصد استفزاز هالمرة ورجفت أعصابها الثايرة..ثم التفت لأبو خالد وهو يقوم واقف : الحين انا استأذن ..مضطر أمشي يا عمي ما كنت أبي أحضر الموقف بس إنت أصرّيت تقول لها وأنا موجود..أعتقد كافي لهالحد..
|